3 مشترك
~قصة حبي~ . . روعه
غريب- مشرف القسم الرياضى
- زقم العضويه : 103
عدد المساهمات : 2297
نقاظ : 10640
السٌّمعَة : 11
تاريخ التسجيل : 28/03/2010
العمر : 35
الموقع : الاسماعلية
من طرف قصة حبي
كنت لم أبلغ سن الثاني والعشرين بعد , لا أعرف في هذه الدنيا سوى أمي وأبي وإخوتي بالإضافة إلى صديقاتي , قد تجاوزت سن الطفوله لكنني لا زلت أجدني لا أستطيع أن أخلع ثياب تلك المرحله وكأنني لا أرغب في الخوض في معترك مراحل الحياة الصعبة والتي أنا ملزمة بأن أواجهها بمفردي , كان الخوف يلازمني في كل يوم أكبر فيه , لم أفهم الحياة بعد .
حتى جاء ذلك اليوم الذي لم يكن في الحسبان , أخذت هاتفي الخلوي لأرسل رسالة قصيرة لصديقتي .
وفجأة رن هاتفي الخلوي , إنه رقم سناء صديقتي , فأجبت فوراً : مرحباً سناء كيف تكرمتي واتصلتي يا بخيله ؟ !
(ولكن لم يجبني أحد على الخط , ألو ألو ألو , فأغلقت الخط وعلامات التعجب ترتسم على وجهي !!)
وما هي إلا ثواني معدوده إلا وقد وصلتني رساله
(تصدقين صوتك جنان ويسحر)
تعجبت كيف لسناء ان ترسل هذا النمط من هذه الرسائل , ولكن لفت انتباهي ان اسمها لم يكن يظهر في الشاشه وإنما رقمها فقط , وعندما دققت أكثر في الرقم وعدت للرسائل المرسله وجدت انني قد أخطأت في الرقم الأخير , فأحسست أني قد أحدثت كارثة لنفسي , كيف لي أن أتخلص من هذا الشخص ؟
هل أعتذر له ؟ , أم أقوم بتهديده بأهلي لو حاول الإقتراب مني ؟
أرسلت له رساله إعتذرت له فيها عما سببت له من إزعاج , وشرحت له الموقف .
فأرسل يقول:
(لا يا حبيبتي , دخول الحمام مو مثل خروجه)
فأخذ يتصل بطريقه جنونيه , ولم أستطع الرد , وبعد أن وصل إلى المكالمه العشرين وقد وضعت رنين الموبايل على الصامت , فكرت في أنني يجب أن أواجه المشكله وليس الهروب منها , فاتجهت إلى حجرتي وأنا أنتفض من هول الموقف بالنسبة لي فلست أملك الجرأه للمواجهه وفي نفس الوقت لا أملك شجاعة كافية تجعلني أستطيع أن أوضح له بأنني انسانه قوية وأنه لا يهمني
(وانا ما عندي ما عند جدتي )
شاشة الجوال تومض معلنه قدوم رساله جديدة :
( ردي يا ريم بنت خالد )
كانت صدمه بالنسبة لي , فقد كان الموبايل يحمل اسمي
إتصل ودار هذا الحوار:
ريم: ألو
الشاب: يا حيا الله هالصوت
ريم: أنا آسفه إذا كان أزعجتك من غير ما أقصد , وأرجوك تنسى هالرقم وما تتصل عليه مره ثانيه .
الشاب : أنا الآن معزوم وماراح أتكلم معاك فهالموضوع وبس أطلع و أحاكيك .
ريم : لا أرجوك ماله داعي إحنا مابيننا شيء ولا راح يكون .
الشاب : لا ان شاء الله عموماً قفلي وبعدها يصير خير .
أغلقت الخط و أنا حائره , ماذا سأفعل ؟!
وبعد ثلاث ساعات تقريباً عاود الإتصال , فأجبت
ريم : نعم
الشاب : نعامه ترفسك
ريم (لم أستطع تمالك نفسي من أسلوب تخاطبه معي) : هاهاهاها , صدق انك قليل أدب وما تستحي .
الشاب : وانتي صدق تجننين وعليك ضحكة تدوخ .
ريم : لو سمحت انا ما رديت عليك عشان نقعد نضحك مع بعض انا رديت بس عشان اوضح لك الأمور وأتوقع وضحت أمامك والآن امسح رقمي أرجوك ولا عاد تتصل .
الشاب : معاك نواف , ويسعدني اننا نكون أصدقاء يا ريم , أنا محتاج لأحد أفش له خلقي , و أحس انك الشخص المناسب .
ريم : بس انت غلطان نواف . . . ( ويقاطعها نواف : الله يازين اسمي من على لسانك , عسل وربي )
ريم : يا خي لا تقعد تعقد الموضوع وتلف وتدور , خلصنا روح فطريقك وخلني فحالي .
نواف : يا ليت أقدر ! , أنا خلاص طحت على وجهي .
ريم : صدق ثقيل دم , أنا الآن مشغولة و ما راح أقدر أكمل معاك .
نواف : بس برجع أكلمك .
ريم : أفكر , يالله باي
نواف : مو بكيفك حبيبتي
ريم : ضف وجهك , طوط طوط طووووووووط .
(قفلت الخط و أنا أضحك , على ها لمجنون , وأنا مو عارفه كيف أتعامل معه)
(بكمل بالعامي لأن الفصحى أرهقت مخي)
وبعد ما قفلت حسيت اني قاعده أعيش جو غير , جو مختلف عمره ما مر علي , بس مدري وش أسميه .
وصار نواف يتصل في الصباح وفي الظهر وفي الليل ويصحيني من النوم , مره تكون المكالمه كلها ضحك ومرات كثير تكون كلها بكاء بسبب ظروفه , ولأنه متعلق فقريبته بس أهلهم رافضين يزوجونهم لبعض , فكنت الملاذ الوحيد , ل نواف , يشكي همه ونحاول نحل مشكلته , بس للأسف حبيبته كانت قد اتضحت مشاعرها ناحيته , وحب الست سنوات اللي كان نواف حافظه بقلبه وقافل عليه , كان قد جمد في قلب حبيبته رهف , واللي ما كانت أبداً تحاول تدافع عن حبها وتوقف قدام أي عقبه تواجههم , لكن العكس تماماً , كأنها ما كانت تصدق انه يكون فيه عذر عشان يبعدها عن نواف , انتهى بهم الأمر إلى أن كل واحد فيهم سيذهب في حال سبيله , هنا أحسست بأن مهمتي قد انتهت , و لكن فوجئت من نواف يقول : ريم أنا أحبك انتي وأعشقك , رهف كنت أبيها زوجه وانتهت من حياتي , بس انتي حبيبتي الحقيقيه .
أدركت وقتها أن نواف بدأ يتخبط وبدا كمن يتعلق بقشه , فقد كنت مجرد أخت وصديقه والآن تحولت لحبيبته , حاولت أراعي نفسيته وظروفه , بس للأسف أعطى نفسه قدر فوق حجمه وابتدا يحاول يتحكم فيني وفي اتصالاتي وانا عمري ما خليت أحد يحكمني بهالشكل , صدق هو انسان طيب بس ما احب ان أي شخص ما يملك الصلاحيات انه يجي ويفرض آراءه و أفكاره علي .
وبعدها صرت ما أطيقه لأنه مخادع , مره كان يتقطع قلبه على رهف ومره يكرهها ويوهمني انه ما كان يحبها وهو كان يبكي بالضبط مثل البنت , وطلعت انا حبه الأول , بعدها بديت أبعد عنه شوي شوي , وصار يغلط علي وبدا يبان على حقيقته , وصرت أسمع منه ألفاظ نابيه ما يقولها غير شخص متربي في شارع .
قفلت جوالي وغيرته , وقطعت علاقتي فيه بالرغم من طول مدة معرفتي فيه .
حسيت براحه كبيره وحريه من زمان ما حسيتها , لأني أكره العلاقات , أحسها مثل القيد .
مرت الأيام والسنين وانا احس اني بديت أكبر وأفهم الحياه على أصولها .
وفي يوم من الأيام تعرفت على شخص عن طريق الصدفه , أحسست ناحيته من أول يوم بشعور غريب كان يأخذني إلى حيث لا يعيدني , كبر بداخلي ذلك الشعور الجميل والذي أيقنت بعدها بأنه الحب و لكن كلما كبر حبي لذلك الملاك , كبر خوفي معه , فقد كان المجهول والذي هو المستقبل يخيفني حد الجنون , كنت أخشى النهايه والتي أجد أنه من خلالها سيتحدد مصيري يا إما حياتي مع حبيبي أو مماتي بعيداً عنه , مرت بنا الأعوام ونحن نكبر ونعلم بأن القدر لم يكتب لنا ان نجتمع وكانت صديقتي دائماً تقول لي : وش فائدة حب من دون إجتماع ؟!
لم أكن أجيب , بماذا سأجيبها ؟
فلم يكن مازن (حبيبي ) , قد فتح معي موضوع الزواج و لن أفتح معه ذلك ولو كان بعدي عنه يفقدني حياتي فلن أفعل .
بدأت أقلق من كل شيء , خصوصاً مع ازدياد الخطاب ومواجهة أمي و أبي .
لم يكن موضوع الزواج من مازن يشكل هاجس كبير بالنسبة لي بقدر ما أريده ان يكون بجانبي دون يبتعد عني .
وفي أحد الأيام
(هاتفي الجوال يرن)
يا حبيبي يا مازن , كان هو المتصل
ريم : هلا حبيبي
مازن: هلا حبيبتي ,(وكان يشوب صوته الحزن) ريم يا عمري أنا ودي أقول لك موضوع بس بعد ما أشوفك , وضروري بكره .
ريم : عسى خير ان شاء الله ؟ طمني حبي .
مازن : بكره لما أشوفك راح تعرفين كل شيء.
ريم : أوكي قلبي براحتك , بكره بكره , والله يصبرني لبكره .
(وجاء بكره , وريم تعد الثواني , ومشتاقه لحبيب قلبها )
......
استعديت وطلبت من السواق يجهز السياره , واتجهت للمكان اللي تعودنا نشوف بعض فيه , و أول ما وصلت يا ويلي ويلاه أشوف مازن جاي من بعيد , حسيت ان ودي انطط في الشارع من فرحتي فيه , الله لا يحرمني منه
مسك ايدي وجلسنا فمكان خاص , بس قلبي بدأ يخفق لكن مو أي خفقان وجسمي يرتعش ويديني مثل الثلج , أول ما حطيت عيني بعينه .
وجهه شاحب وعيونه ذبلانه وبخاطره حكي مو قادر يقوله , سكت وفي عيونه ألف كلمه , وفجأه ضم يديني بين إيدينه وبدأ يبكي بصوره هستيريه , وانهرت انا لما شفته بهالحاله وحاولت أفهم منه السبب , لكنه جداً حزين , أخذت قارورة المويه وصبيت شوي في يدي وغسلت وجهه خليته يشرب شوي ويتعوذ من الشيطان , وفعلاً هديت نفسيته شوي , وسألته :
حبيبي وش فيك؟
ليش كل هالحزن والبكاء؟
قول لي .
مازن : فيه موضوع بقوله لك بس أرجوك لا تفهميني غلط عمري !
ريم : قول عيني أنا وياك ما بيننا لف ودوران !
خوفتني مازن وش فيه ؟ , ما عاد تبيني وودك أبعد عنك ؟ , تعرفت على وحده ثانيه ومنت قادر تقول ؟ , بتتزوج ؟
مازن : لا حبيبتي لا , أرجوك ريم , انتي عارفه انك أغلى من نور عيني وانا أبيك زوجتي من زمان بس انتي عارفه الظروف
بس انا ابيك تشقين طريقك وتوافقين على أي رجل يشوفونه أهلك كفؤ , عشان خاطري ريم سوي اللي أقول لك عليه
ريم : آسفه مازن طلبك مرفوض وللمره الأولى وإذا انت تقدر فأنا موتي أهون علي وما أسويها , إذا ودك تبتعد عني ابتعد انا ماراح أمنعك , بالعكس قلبي , أنا أحبك واحترم رغباتك .
بس أرجوك قول لي ليش كل هالإنقلابه ؟
مازن : مدري وش أقول لك يا عيون مازن , بس أرجوك توعديني ان كلامي ما يأثر عليك !
ريم : أوعدك يالغلا كله .
مازن : ريم بكون معاك واضح وصريح , أنا سويت فحص في أحد المستشفيات واكتشفوا اني أعاني من ورم خبيث في الدماغ , ونسبة الشفاء ضئيله و أغلب الناس اللي فمثل حالتي فشل علاجهم , وانا أبيك تتزوجين وتشوفين حياتك مع شخص يسعدك و يهنيك.
(وقتها وهو قاعد يتكلم , كنت أحس ان الدنيا قاعده تلف فيني , ما عاد أدري وش أقول أو وش أسوي)
(وانا ما كنت أحبه وبس إلا كنت أموت فيه , ولو حطوا العالم بكفه ومازن بكفه , فكفته هي اللي راح ترجح)
حطيت إيدي على إيده و عيني بعينه وحاولت أظهر له شجاعتي بس دموعي خانتني .
ريم : حبيبي , باذن الله مو صاير إلا كل خير , وانت إيمانك بالله قوي , واللي حصل إبتلاء من الله سبحانه وتعالى و بيشوف مدى صبرك و تحملك انت وأنا بعد , وانا أوعدك اني أبقى جنبك وما أتخلى عنك أبداً , وانسى اني ممكن أتركك , أنا ما فيني خير لو سويتها وبالذات فها لوقت , انت عمري ومن غيرك مستحيل أعيش , وان شاء الله ما فيك إلا كل خير .
(و ألحين إعذرني , تأخرت عالبيت وصار لازم استأذن , وبيننا ألو)
(حطيت إيدي على خده و طبعت قبله على جبينه)
ريم : مازن .
مازن : يا عيون مازن و قلبه .
ريم : احبك .
مازن : و أنا أموت فيك حبيبتي .
ريم : يالله بلا دلع فاضي أنا بروح , يالله باي حبي
مازن : هاهاهاها , ماتيوزين من حركاتك يا عبيطه , باي حبيبتي وطمنيني أول ما توصلين .
ريم : ان شاء الله قلبي .
(تركت المكان وأنا أحس روحي بتطلع)
وصلت البيت ودخلت غرفتي وقفلت الباب , و كنت مخنوقه و بدأت أبكي ومرت ساعات وانا مو حاسه فنفسي لين حسيت اني انهديت من البكاء , غسلت وجهي و طلعت لأهلي وقعدت معهم شوي ومالي نفس أحكي مع أحد والدموع تدور فعيوني , رجعت غرفتي واستأذنتهم على أساس اني راح أنام , دخلت الغرفه وقعدت أبكي ماني متخيله كيف مازن يتألم لوحده , كان الموت عندي أرحم من العذاب اللي تملكني , واللي أنا واثقه انه ما يحسه إلا اللي حب بصدق
وظليت طول اليوم وانا في هم وعذاب , الله وحده أعلم فيه , وجاء الصباح ومر اليوم وانا ما نمت ولا أكلت , وفجأه و أنا قاعده بين العائله , قمت آخذ ريموت التليفزيون عشان أقصر الصوت لأني ما كنت أتحمل اسمع صوت عالي
طحت فجأه وما حسيت فنفسي إلا وأنا في غرفة الملاحظه في المستشفى والوالده قاعده تبكي والوالد واقف جنبي ينادي علي وانا أسمع صوته و أشوفه زي الحلم , دخل الدكتور وطلب من الوالد واالوالده الله يحفظهم يطلعون شوي , وقعد يتكلم معاي .
الدكتور: ريم انتي عارفه وش فيك و ايش سبب طيحتك المفاجئه , فأرجوك إذا كان فيه شيء أقدر أساعدك فيه فأنا حاضر و أوعدك ما يطلع أي مخلوق على الموضوع .
ريم : ما فيني شيء بس أعز صديقاتي مريضه وتفاجأت في الموضوع وكان مرضها صدمة بالنسبه لي .
الدكتور : بس ريم انتي عارفه وش كان ممكن يصير فيك لو أهلك ما جابوك للمستشفى من بدري ؟ , كان لا سمح الله تعطلت كل وظائف جسمك , وبعدها علاجك بيكون صعب إذا ما كان مستحيل , حاولي تهتمين فأكلك ونومك , هذا كله يأثر فصحتك . . . . . .
(واستمر الدكتور يلقي محاضرته , وبعدها فك المغذي وطلب مني أرجع لهم في الصباح عشان مغذي ثاني , ورجعت البيت وطول الطريق وانا أتلقى محاضرة الوالد والوالده , واول ما وصلت وتمددت عالسرير قعدت أفكر في اللي صار وفي مازن , وقلت ألحين لو مت من بيوقف معه وقفة جد وتساؤلات كثير سألتها نفسي وتوصلت وقتها لنتيجه وحده , إني لازم أصير قويه واللي صار لمازن يحتاج مني وقفه قويه ما تخليني أبين له ضعفي , وإذا شفته ضعيف انتشلته من هالضعف )
قمت وتوضيت وصليت ركعتين شكر وحمدلله على كل حال , وقعدت أدعي لمازن , وادعي ان الله يقدرني على مساعدته .
وبدأت أبحث له عن علاج من الطب البديل بجانب علاجه في المستشفى , ولكن مازن صحته بدت تتدهور وانا أحس اني قربت أفقد عقلي ومو متخيله اني أعيش عمري بدونه ولو ما كنا زوجين .
مازن دخل المستشفى لأن حالته ساءت , وانا ما عاد أدري وش أسوي !
تذكرت ان وحده قد كلمتني عن شخص عنده علاج مقروء عليه من 1500 شيخ وهو مويه وزيت وعسل وعمره ماراح يتعارض مع الأدويه الكيميائيه , وبحثت عنها لين قدرت أوصل لها , ووصلتني لرقم هالشخص وطلبته العلاج وطريقته وبالفعل ما قصر الله يثيبه ويطول بعمره ويجعل له من كل ضيق مخرج , وذكر لي ان مدة العلاج واحد وعشرين يوم فقط , واخذته منه , وكنت يومياً أروح دوامي الصباح واستأذن وأطلع لمازن للمستشفى واعطيه العلاج بنفسي لأني ما أثق انه راح ياخذه وارجع , وبعد اسبوع ونص تقريباً حس الطبيب ان مازن تحسن وهو ما يدري اني اجي كل صباح ولا يدري عن العلاج اللي أعطيه لمازن , وبعد أسبوعين صار التحسن ملحوظ ومرت الواحد وعشرين يوم ومازن في كامل صحته بس الطبيب مستغرب من نظارة وجه مازن وقوته وهو إلى الآن ما كمل كورس العلاج , وفي اليوم الثاني والعشرين كلمت الطبيب وترجيته يعيد فحوصات مازن ويشوف وضعه كيف صار , وبالفعل صار اللي بغيته ورحت المستشفى اليوم الثاني .
الطبيب دخل وانا متواجده عند مازن وقال لي : انتي الإخت اللي كلمتني ؟
قلت : ايه نعم انا .
الطبيب : وش تقربين لمازن ؟
استحيت وما جاوبته , وفجأه جاوبه مازن
مازن : هذي ريم خطيبتي وحبيبة قلبي دكتور .
(وانا وجهي احترق من الخجل)
الطبيب : بصراحه أحسدك عليها مازن , الممرضه قالت البارح بعد ما سوينا لك الفحوصات ان فيه وحده تجيك الصباح يومياً تسقيك مويه وتدهن راسك بزيت وتعطيك عسل وتطلع , و انا استغربت واليوم جيت أبارك لك وأتحمد لك بالسلامه , وأقول لك من غير مطرود , لأن المرض اختفى من جسمك بالكامل وبشكل عجيب والفضل بعد الله يعود ل ريم , لأن العلاج الكيميائي ما يسوي كذا , حتى مناعة جسمك تبارك الرحمن عاليه جداً
وانا أشكرك كثير ريم وأتمنى لو فيه منك بالبلد عشرين كان كفونا وزياده .
(صرخت أنا و مازن و حمدنا الله وشكرناه على ما أعطانا)
و طلع مازن من المستشفى , وفي الليل كلمني وهو يبكي)
مازن : ريم حبيبتي أنا ما دري وش أجازيك فيه , وقفتك معاي وقفة رجال ومو أي رجال , محد فكر فيني مثل ما فكرتي انتي , بجد أنا ما استاهلك .
ريم : لا حبيبي , اخس عليك , انا ما عندي أغلى منك , أرجوك لا تعيد هالكلام مره ثانيه , إذا تحبني تنتبه لنفسك وبس .
مازن : الله لا يحرمني منك يالغاليه .
ريم : ولا يحرمني منك يا روحي .
مازن : ريم !
ريم : ياروح ريم .
مازن : أنا بسافر كم يوم وارجع .
ريم : تروح وترجع بالسلامه , بس أبيك تطمني عليك كل يوم حبي .
مازن : ابشري ياعيون مازن .
..........
وبعد ثلاثة أيام تقريباً من سفر مازن , جانا ضيوف في البيت وسمعت انهم ناس يخطبوني لولدهم وان الولد بكره راح يجي ونشوف بعض الشوفه الشرعيه وبغيت أنهبل وانصدمت وما عرفت وش أسوي , اتصلت فمازن وما بينت له شي وطول الوقت وهو يقول : وش فيك منتي طبيعيه حبي؟
ريم : ما فيني شي حبي , بس مشتاقه لك .
مازن : ريم انتي تقدرين تخبين على العالم كله بس انا لا , انتي حبيبتي وانا أفهمك أكثر من نفسي , قولي لي يالله بلا دلع .
ريم : أوكي بقول لك عمري , اليوم الوالد جاه ضيوف واختي تقول انهم ناس جايين يخطبوني لولدهم وانه بكره بيجي عشان يشوفني , ومو عارفه وش أسوي , بس مستحيل أطلع له .
مازن : لا حبيبتي , عشان خاطري إذا جاء إطلعي له وهذا ما يعني انك موافقه وإذا الله كاتب انك راح تاخذينه فانتي راح تاخذينه , و إذا ما ارتحتي له قولي لهم انك بتستخيرين بعدين قولي لهم ما ارتحتي له .
ريم : ابشر حبيبي بسوي اللي تقول عليه , لكن لو أجبروني عليه بسوي فنفسي شيء .
مازن : لا ان شاء الله مايصير إلا إللي ودك فيه .
ريم : ان شاء الله , الله يسمع منك .
(وبعدها انهينا المكالمه , والهم طاويني من بكره)
....
دخل بكره , وبعد الظهر ناداني الوالد وقال : ريم فيه ناس من عائله كويسه طلبوك لولدهم ولما سألنا عنه لقيناه شاب كويس في جميع دروبه واليوم بعد صلاة العشاء بيجي عشان تشوفون بعض , خليك جاهزه .
ريم : أنا بستخير والله يكتب اللي فيه الخير .
الوالد : الله يوفقك وانا أبوك .
.......
رحت أخذت دش وتوضيت وطلعت صليت ركعتين ودعيت دعاء الإستخاره , حسيت بارتياح غريب , بس برضه مستحيل يصير شيء أو أوافق أتزوج هالشخص .
...
وبعد صلاة العشاء جاء الولد , وطلبوا مني أدخل العصير , وعشان ما أعجبه , ما لبست كويس وما حطيت ميك أب ولا سويت شعري وحالتي حاله الله لا يوريكم .
أخذت العصير ودخلت وعيوني في الأرض كان الوالد على يميني أول ما دخلت المجلس مديت له العصير , وضحك , قال : الضيف أول يا بنتي .
رفعت راسي عشان أشوف وين قاعد ها لمغثه وأكب العصير فوقه , وما تتخيلون المفاجأه اللي تعرضت لها , وقفت مكاني وأطالع الخطيب وأنا مو مصدقه نفسي , أنا فحلم وألا فعلم , وعشان الوالد ما يحس بشيء , توجهت للخطيب وقدمت له العصير وقلت له : مطرح مايسري يمري وابتسمت ابتسامه ناعمه , وجلست .
وقام الوالد يعرفنا ببعض ويلطف الجو بيننا , وقال : أترككم مع بعض شوي و أرجع لكم , وطلع .
(مسكت إيد الخطيب وقلت له : أنا مو مصدقه , أنا فحلم وألا فعلم , مازن فمجلس الوالد ما أصدق مستحيل )
مازن : أجل تبيني أفرط فيك بسهوله , وأخلي أحد يجي ياخذك مني ببساطه , انتي بالنسبه لي كل شيء بهالدنيا ريم .
ريم : الله لا يحرمني منك ولا من وجودك في حياتي حبي .
.....
بعد اسبوع تمت الملكه وبعد شهر تم زواجنا , ورفضت أسوي حفله وصار عائلي مثل ما تمنيت , وسافرنا ثلاثة شهور عسل , ورجعنا الرياض وأنا أحمل بداخي أغلى هديه من مازن , وبعد تسعه شهور من أروع شهور الحب واللي المفروض تكون صعبه , ولدت وجبت أول ثمرة زواجنا وهي بنتي دلع مثل ما سماها مازن , وأضفت علينا جو خاص , وبعدها شرفت جنى وبعدها جانا المشاغب فهد , والآن عشر سنين زواج قضيناها كلها حب وموده وتسامح , وربينا عيالنا عليها وراح نبقى عليها باذن الله , وأتمنى ان الكل يعيش بنفس نمط حياتنا , بس المهم وجود الحب والإحترام والثقة والتسامح وبعدها مليون بالميه راح تكون الحياه روعه )
كنت لم أبلغ سن الثاني والعشرين بعد , لا أعرف في هذه الدنيا سوى أمي وأبي وإخوتي بالإضافة إلى صديقاتي , قد تجاوزت سن الطفوله لكنني لا زلت أجدني لا أستطيع أن أخلع ثياب تلك المرحله وكأنني لا أرغب في الخوض في معترك مراحل الحياة الصعبة والتي أنا ملزمة بأن أواجهها بمفردي , كان الخوف يلازمني في كل يوم أكبر فيه , لم أفهم الحياة بعد .
حتى جاء ذلك اليوم الذي لم يكن في الحسبان , أخذت هاتفي الخلوي لأرسل رسالة قصيرة لصديقتي .
وفجأة رن هاتفي الخلوي , إنه رقم سناء صديقتي , فأجبت فوراً : مرحباً سناء كيف تكرمتي واتصلتي يا بخيله ؟ !
(ولكن لم يجبني أحد على الخط , ألو ألو ألو , فأغلقت الخط وعلامات التعجب ترتسم على وجهي !!)
وما هي إلا ثواني معدوده إلا وقد وصلتني رساله
(تصدقين صوتك جنان ويسحر)
تعجبت كيف لسناء ان ترسل هذا النمط من هذه الرسائل , ولكن لفت انتباهي ان اسمها لم يكن يظهر في الشاشه وإنما رقمها فقط , وعندما دققت أكثر في الرقم وعدت للرسائل المرسله وجدت انني قد أخطأت في الرقم الأخير , فأحسست أني قد أحدثت كارثة لنفسي , كيف لي أن أتخلص من هذا الشخص ؟
هل أعتذر له ؟ , أم أقوم بتهديده بأهلي لو حاول الإقتراب مني ؟
أرسلت له رساله إعتذرت له فيها عما سببت له من إزعاج , وشرحت له الموقف .
فأرسل يقول:
(لا يا حبيبتي , دخول الحمام مو مثل خروجه)
فأخذ يتصل بطريقه جنونيه , ولم أستطع الرد , وبعد أن وصل إلى المكالمه العشرين وقد وضعت رنين الموبايل على الصامت , فكرت في أنني يجب أن أواجه المشكله وليس الهروب منها , فاتجهت إلى حجرتي وأنا أنتفض من هول الموقف بالنسبة لي فلست أملك الجرأه للمواجهه وفي نفس الوقت لا أملك شجاعة كافية تجعلني أستطيع أن أوضح له بأنني انسانه قوية وأنه لا يهمني
(وانا ما عندي ما عند جدتي )
شاشة الجوال تومض معلنه قدوم رساله جديدة :
( ردي يا ريم بنت خالد )
كانت صدمه بالنسبة لي , فقد كان الموبايل يحمل اسمي
إتصل ودار هذا الحوار:
ريم: ألو
الشاب: يا حيا الله هالصوت
ريم: أنا آسفه إذا كان أزعجتك من غير ما أقصد , وأرجوك تنسى هالرقم وما تتصل عليه مره ثانيه .
الشاب : أنا الآن معزوم وماراح أتكلم معاك فهالموضوع وبس أطلع و أحاكيك .
ريم : لا أرجوك ماله داعي إحنا مابيننا شيء ولا راح يكون .
الشاب : لا ان شاء الله عموماً قفلي وبعدها يصير خير .
أغلقت الخط و أنا حائره , ماذا سأفعل ؟!
وبعد ثلاث ساعات تقريباً عاود الإتصال , فأجبت
ريم : نعم
الشاب : نعامه ترفسك
ريم (لم أستطع تمالك نفسي من أسلوب تخاطبه معي) : هاهاهاها , صدق انك قليل أدب وما تستحي .
الشاب : وانتي صدق تجننين وعليك ضحكة تدوخ .
ريم : لو سمحت انا ما رديت عليك عشان نقعد نضحك مع بعض انا رديت بس عشان اوضح لك الأمور وأتوقع وضحت أمامك والآن امسح رقمي أرجوك ولا عاد تتصل .
الشاب : معاك نواف , ويسعدني اننا نكون أصدقاء يا ريم , أنا محتاج لأحد أفش له خلقي , و أحس انك الشخص المناسب .
ريم : بس انت غلطان نواف . . . ( ويقاطعها نواف : الله يازين اسمي من على لسانك , عسل وربي )
ريم : يا خي لا تقعد تعقد الموضوع وتلف وتدور , خلصنا روح فطريقك وخلني فحالي .
نواف : يا ليت أقدر ! , أنا خلاص طحت على وجهي .
ريم : صدق ثقيل دم , أنا الآن مشغولة و ما راح أقدر أكمل معاك .
نواف : بس برجع أكلمك .
ريم : أفكر , يالله باي
نواف : مو بكيفك حبيبتي
ريم : ضف وجهك , طوط طوط طووووووووط .
(قفلت الخط و أنا أضحك , على ها لمجنون , وأنا مو عارفه كيف أتعامل معه)
(بكمل بالعامي لأن الفصحى أرهقت مخي)
وبعد ما قفلت حسيت اني قاعده أعيش جو غير , جو مختلف عمره ما مر علي , بس مدري وش أسميه .
وصار نواف يتصل في الصباح وفي الظهر وفي الليل ويصحيني من النوم , مره تكون المكالمه كلها ضحك ومرات كثير تكون كلها بكاء بسبب ظروفه , ولأنه متعلق فقريبته بس أهلهم رافضين يزوجونهم لبعض , فكنت الملاذ الوحيد , ل نواف , يشكي همه ونحاول نحل مشكلته , بس للأسف حبيبته كانت قد اتضحت مشاعرها ناحيته , وحب الست سنوات اللي كان نواف حافظه بقلبه وقافل عليه , كان قد جمد في قلب حبيبته رهف , واللي ما كانت أبداً تحاول تدافع عن حبها وتوقف قدام أي عقبه تواجههم , لكن العكس تماماً , كأنها ما كانت تصدق انه يكون فيه عذر عشان يبعدها عن نواف , انتهى بهم الأمر إلى أن كل واحد فيهم سيذهب في حال سبيله , هنا أحسست بأن مهمتي قد انتهت , و لكن فوجئت من نواف يقول : ريم أنا أحبك انتي وأعشقك , رهف كنت أبيها زوجه وانتهت من حياتي , بس انتي حبيبتي الحقيقيه .
أدركت وقتها أن نواف بدأ يتخبط وبدا كمن يتعلق بقشه , فقد كنت مجرد أخت وصديقه والآن تحولت لحبيبته , حاولت أراعي نفسيته وظروفه , بس للأسف أعطى نفسه قدر فوق حجمه وابتدا يحاول يتحكم فيني وفي اتصالاتي وانا عمري ما خليت أحد يحكمني بهالشكل , صدق هو انسان طيب بس ما احب ان أي شخص ما يملك الصلاحيات انه يجي ويفرض آراءه و أفكاره علي .
وبعدها صرت ما أطيقه لأنه مخادع , مره كان يتقطع قلبه على رهف ومره يكرهها ويوهمني انه ما كان يحبها وهو كان يبكي بالضبط مثل البنت , وطلعت انا حبه الأول , بعدها بديت أبعد عنه شوي شوي , وصار يغلط علي وبدا يبان على حقيقته , وصرت أسمع منه ألفاظ نابيه ما يقولها غير شخص متربي في شارع .
قفلت جوالي وغيرته , وقطعت علاقتي فيه بالرغم من طول مدة معرفتي فيه .
حسيت براحه كبيره وحريه من زمان ما حسيتها , لأني أكره العلاقات , أحسها مثل القيد .
مرت الأيام والسنين وانا احس اني بديت أكبر وأفهم الحياه على أصولها .
وفي يوم من الأيام تعرفت على شخص عن طريق الصدفه , أحسست ناحيته من أول يوم بشعور غريب كان يأخذني إلى حيث لا يعيدني , كبر بداخلي ذلك الشعور الجميل والذي أيقنت بعدها بأنه الحب و لكن كلما كبر حبي لذلك الملاك , كبر خوفي معه , فقد كان المجهول والذي هو المستقبل يخيفني حد الجنون , كنت أخشى النهايه والتي أجد أنه من خلالها سيتحدد مصيري يا إما حياتي مع حبيبي أو مماتي بعيداً عنه , مرت بنا الأعوام ونحن نكبر ونعلم بأن القدر لم يكتب لنا ان نجتمع وكانت صديقتي دائماً تقول لي : وش فائدة حب من دون إجتماع ؟!
لم أكن أجيب , بماذا سأجيبها ؟
فلم يكن مازن (حبيبي ) , قد فتح معي موضوع الزواج و لن أفتح معه ذلك ولو كان بعدي عنه يفقدني حياتي فلن أفعل .
بدأت أقلق من كل شيء , خصوصاً مع ازدياد الخطاب ومواجهة أمي و أبي .
لم يكن موضوع الزواج من مازن يشكل هاجس كبير بالنسبة لي بقدر ما أريده ان يكون بجانبي دون يبتعد عني .
وفي أحد الأيام
(هاتفي الجوال يرن)
يا حبيبي يا مازن , كان هو المتصل
ريم : هلا حبيبي
مازن: هلا حبيبتي ,(وكان يشوب صوته الحزن) ريم يا عمري أنا ودي أقول لك موضوع بس بعد ما أشوفك , وضروري بكره .
ريم : عسى خير ان شاء الله ؟ طمني حبي .
مازن : بكره لما أشوفك راح تعرفين كل شيء.
ريم : أوكي قلبي براحتك , بكره بكره , والله يصبرني لبكره .
(وجاء بكره , وريم تعد الثواني , ومشتاقه لحبيب قلبها )
......
استعديت وطلبت من السواق يجهز السياره , واتجهت للمكان اللي تعودنا نشوف بعض فيه , و أول ما وصلت يا ويلي ويلاه أشوف مازن جاي من بعيد , حسيت ان ودي انطط في الشارع من فرحتي فيه , الله لا يحرمني منه
مسك ايدي وجلسنا فمكان خاص , بس قلبي بدأ يخفق لكن مو أي خفقان وجسمي يرتعش ويديني مثل الثلج , أول ما حطيت عيني بعينه .
وجهه شاحب وعيونه ذبلانه وبخاطره حكي مو قادر يقوله , سكت وفي عيونه ألف كلمه , وفجأه ضم يديني بين إيدينه وبدأ يبكي بصوره هستيريه , وانهرت انا لما شفته بهالحاله وحاولت أفهم منه السبب , لكنه جداً حزين , أخذت قارورة المويه وصبيت شوي في يدي وغسلت وجهه خليته يشرب شوي ويتعوذ من الشيطان , وفعلاً هديت نفسيته شوي , وسألته :
حبيبي وش فيك؟
ليش كل هالحزن والبكاء؟
قول لي .
مازن : فيه موضوع بقوله لك بس أرجوك لا تفهميني غلط عمري !
ريم : قول عيني أنا وياك ما بيننا لف ودوران !
خوفتني مازن وش فيه ؟ , ما عاد تبيني وودك أبعد عنك ؟ , تعرفت على وحده ثانيه ومنت قادر تقول ؟ , بتتزوج ؟
مازن : لا حبيبتي لا , أرجوك ريم , انتي عارفه انك أغلى من نور عيني وانا أبيك زوجتي من زمان بس انتي عارفه الظروف
بس انا ابيك تشقين طريقك وتوافقين على أي رجل يشوفونه أهلك كفؤ , عشان خاطري ريم سوي اللي أقول لك عليه
ريم : آسفه مازن طلبك مرفوض وللمره الأولى وإذا انت تقدر فأنا موتي أهون علي وما أسويها , إذا ودك تبتعد عني ابتعد انا ماراح أمنعك , بالعكس قلبي , أنا أحبك واحترم رغباتك .
بس أرجوك قول لي ليش كل هالإنقلابه ؟
مازن : مدري وش أقول لك يا عيون مازن , بس أرجوك توعديني ان كلامي ما يأثر عليك !
ريم : أوعدك يالغلا كله .
مازن : ريم بكون معاك واضح وصريح , أنا سويت فحص في أحد المستشفيات واكتشفوا اني أعاني من ورم خبيث في الدماغ , ونسبة الشفاء ضئيله و أغلب الناس اللي فمثل حالتي فشل علاجهم , وانا أبيك تتزوجين وتشوفين حياتك مع شخص يسعدك و يهنيك.
(وقتها وهو قاعد يتكلم , كنت أحس ان الدنيا قاعده تلف فيني , ما عاد أدري وش أقول أو وش أسوي)
(وانا ما كنت أحبه وبس إلا كنت أموت فيه , ولو حطوا العالم بكفه ومازن بكفه , فكفته هي اللي راح ترجح)
حطيت إيدي على إيده و عيني بعينه وحاولت أظهر له شجاعتي بس دموعي خانتني .
ريم : حبيبي , باذن الله مو صاير إلا كل خير , وانت إيمانك بالله قوي , واللي حصل إبتلاء من الله سبحانه وتعالى و بيشوف مدى صبرك و تحملك انت وأنا بعد , وانا أوعدك اني أبقى جنبك وما أتخلى عنك أبداً , وانسى اني ممكن أتركك , أنا ما فيني خير لو سويتها وبالذات فها لوقت , انت عمري ومن غيرك مستحيل أعيش , وان شاء الله ما فيك إلا كل خير .
(و ألحين إعذرني , تأخرت عالبيت وصار لازم استأذن , وبيننا ألو)
(حطيت إيدي على خده و طبعت قبله على جبينه)
ريم : مازن .
مازن : يا عيون مازن و قلبه .
ريم : احبك .
مازن : و أنا أموت فيك حبيبتي .
ريم : يالله بلا دلع فاضي أنا بروح , يالله باي حبي
مازن : هاهاهاها , ماتيوزين من حركاتك يا عبيطه , باي حبيبتي وطمنيني أول ما توصلين .
ريم : ان شاء الله قلبي .
(تركت المكان وأنا أحس روحي بتطلع)
وصلت البيت ودخلت غرفتي وقفلت الباب , و كنت مخنوقه و بدأت أبكي ومرت ساعات وانا مو حاسه فنفسي لين حسيت اني انهديت من البكاء , غسلت وجهي و طلعت لأهلي وقعدت معهم شوي ومالي نفس أحكي مع أحد والدموع تدور فعيوني , رجعت غرفتي واستأذنتهم على أساس اني راح أنام , دخلت الغرفه وقعدت أبكي ماني متخيله كيف مازن يتألم لوحده , كان الموت عندي أرحم من العذاب اللي تملكني , واللي أنا واثقه انه ما يحسه إلا اللي حب بصدق
وظليت طول اليوم وانا في هم وعذاب , الله وحده أعلم فيه , وجاء الصباح ومر اليوم وانا ما نمت ولا أكلت , وفجأه و أنا قاعده بين العائله , قمت آخذ ريموت التليفزيون عشان أقصر الصوت لأني ما كنت أتحمل اسمع صوت عالي
طحت فجأه وما حسيت فنفسي إلا وأنا في غرفة الملاحظه في المستشفى والوالده قاعده تبكي والوالد واقف جنبي ينادي علي وانا أسمع صوته و أشوفه زي الحلم , دخل الدكتور وطلب من الوالد واالوالده الله يحفظهم يطلعون شوي , وقعد يتكلم معاي .
الدكتور: ريم انتي عارفه وش فيك و ايش سبب طيحتك المفاجئه , فأرجوك إذا كان فيه شيء أقدر أساعدك فيه فأنا حاضر و أوعدك ما يطلع أي مخلوق على الموضوع .
ريم : ما فيني شيء بس أعز صديقاتي مريضه وتفاجأت في الموضوع وكان مرضها صدمة بالنسبه لي .
الدكتور : بس ريم انتي عارفه وش كان ممكن يصير فيك لو أهلك ما جابوك للمستشفى من بدري ؟ , كان لا سمح الله تعطلت كل وظائف جسمك , وبعدها علاجك بيكون صعب إذا ما كان مستحيل , حاولي تهتمين فأكلك ونومك , هذا كله يأثر فصحتك . . . . . .
(واستمر الدكتور يلقي محاضرته , وبعدها فك المغذي وطلب مني أرجع لهم في الصباح عشان مغذي ثاني , ورجعت البيت وطول الطريق وانا أتلقى محاضرة الوالد والوالده , واول ما وصلت وتمددت عالسرير قعدت أفكر في اللي صار وفي مازن , وقلت ألحين لو مت من بيوقف معه وقفة جد وتساؤلات كثير سألتها نفسي وتوصلت وقتها لنتيجه وحده , إني لازم أصير قويه واللي صار لمازن يحتاج مني وقفه قويه ما تخليني أبين له ضعفي , وإذا شفته ضعيف انتشلته من هالضعف )
قمت وتوضيت وصليت ركعتين شكر وحمدلله على كل حال , وقعدت أدعي لمازن , وادعي ان الله يقدرني على مساعدته .
وبدأت أبحث له عن علاج من الطب البديل بجانب علاجه في المستشفى , ولكن مازن صحته بدت تتدهور وانا أحس اني قربت أفقد عقلي ومو متخيله اني أعيش عمري بدونه ولو ما كنا زوجين .
مازن دخل المستشفى لأن حالته ساءت , وانا ما عاد أدري وش أسوي !
تذكرت ان وحده قد كلمتني عن شخص عنده علاج مقروء عليه من 1500 شيخ وهو مويه وزيت وعسل وعمره ماراح يتعارض مع الأدويه الكيميائيه , وبحثت عنها لين قدرت أوصل لها , ووصلتني لرقم هالشخص وطلبته العلاج وطريقته وبالفعل ما قصر الله يثيبه ويطول بعمره ويجعل له من كل ضيق مخرج , وذكر لي ان مدة العلاج واحد وعشرين يوم فقط , واخذته منه , وكنت يومياً أروح دوامي الصباح واستأذن وأطلع لمازن للمستشفى واعطيه العلاج بنفسي لأني ما أثق انه راح ياخذه وارجع , وبعد اسبوع ونص تقريباً حس الطبيب ان مازن تحسن وهو ما يدري اني اجي كل صباح ولا يدري عن العلاج اللي أعطيه لمازن , وبعد أسبوعين صار التحسن ملحوظ ومرت الواحد وعشرين يوم ومازن في كامل صحته بس الطبيب مستغرب من نظارة وجه مازن وقوته وهو إلى الآن ما كمل كورس العلاج , وفي اليوم الثاني والعشرين كلمت الطبيب وترجيته يعيد فحوصات مازن ويشوف وضعه كيف صار , وبالفعل صار اللي بغيته ورحت المستشفى اليوم الثاني .
الطبيب دخل وانا متواجده عند مازن وقال لي : انتي الإخت اللي كلمتني ؟
قلت : ايه نعم انا .
الطبيب : وش تقربين لمازن ؟
استحيت وما جاوبته , وفجأه جاوبه مازن
مازن : هذي ريم خطيبتي وحبيبة قلبي دكتور .
(وانا وجهي احترق من الخجل)
الطبيب : بصراحه أحسدك عليها مازن , الممرضه قالت البارح بعد ما سوينا لك الفحوصات ان فيه وحده تجيك الصباح يومياً تسقيك مويه وتدهن راسك بزيت وتعطيك عسل وتطلع , و انا استغربت واليوم جيت أبارك لك وأتحمد لك بالسلامه , وأقول لك من غير مطرود , لأن المرض اختفى من جسمك بالكامل وبشكل عجيب والفضل بعد الله يعود ل ريم , لأن العلاج الكيميائي ما يسوي كذا , حتى مناعة جسمك تبارك الرحمن عاليه جداً
وانا أشكرك كثير ريم وأتمنى لو فيه منك بالبلد عشرين كان كفونا وزياده .
(صرخت أنا و مازن و حمدنا الله وشكرناه على ما أعطانا)
و طلع مازن من المستشفى , وفي الليل كلمني وهو يبكي)
مازن : ريم حبيبتي أنا ما دري وش أجازيك فيه , وقفتك معاي وقفة رجال ومو أي رجال , محد فكر فيني مثل ما فكرتي انتي , بجد أنا ما استاهلك .
ريم : لا حبيبي , اخس عليك , انا ما عندي أغلى منك , أرجوك لا تعيد هالكلام مره ثانيه , إذا تحبني تنتبه لنفسك وبس .
مازن : الله لا يحرمني منك يالغاليه .
ريم : ولا يحرمني منك يا روحي .
مازن : ريم !
ريم : ياروح ريم .
مازن : أنا بسافر كم يوم وارجع .
ريم : تروح وترجع بالسلامه , بس أبيك تطمني عليك كل يوم حبي .
مازن : ابشري ياعيون مازن .
..........
وبعد ثلاثة أيام تقريباً من سفر مازن , جانا ضيوف في البيت وسمعت انهم ناس يخطبوني لولدهم وان الولد بكره راح يجي ونشوف بعض الشوفه الشرعيه وبغيت أنهبل وانصدمت وما عرفت وش أسوي , اتصلت فمازن وما بينت له شي وطول الوقت وهو يقول : وش فيك منتي طبيعيه حبي؟
ريم : ما فيني شي حبي , بس مشتاقه لك .
مازن : ريم انتي تقدرين تخبين على العالم كله بس انا لا , انتي حبيبتي وانا أفهمك أكثر من نفسي , قولي لي يالله بلا دلع .
ريم : أوكي بقول لك عمري , اليوم الوالد جاه ضيوف واختي تقول انهم ناس جايين يخطبوني لولدهم وانه بكره بيجي عشان يشوفني , ومو عارفه وش أسوي , بس مستحيل أطلع له .
مازن : لا حبيبتي , عشان خاطري إذا جاء إطلعي له وهذا ما يعني انك موافقه وإذا الله كاتب انك راح تاخذينه فانتي راح تاخذينه , و إذا ما ارتحتي له قولي لهم انك بتستخيرين بعدين قولي لهم ما ارتحتي له .
ريم : ابشر حبيبي بسوي اللي تقول عليه , لكن لو أجبروني عليه بسوي فنفسي شيء .
مازن : لا ان شاء الله مايصير إلا إللي ودك فيه .
ريم : ان شاء الله , الله يسمع منك .
(وبعدها انهينا المكالمه , والهم طاويني من بكره)
....
دخل بكره , وبعد الظهر ناداني الوالد وقال : ريم فيه ناس من عائله كويسه طلبوك لولدهم ولما سألنا عنه لقيناه شاب كويس في جميع دروبه واليوم بعد صلاة العشاء بيجي عشان تشوفون بعض , خليك جاهزه .
ريم : أنا بستخير والله يكتب اللي فيه الخير .
الوالد : الله يوفقك وانا أبوك .
.......
رحت أخذت دش وتوضيت وطلعت صليت ركعتين ودعيت دعاء الإستخاره , حسيت بارتياح غريب , بس برضه مستحيل يصير شيء أو أوافق أتزوج هالشخص .
...
وبعد صلاة العشاء جاء الولد , وطلبوا مني أدخل العصير , وعشان ما أعجبه , ما لبست كويس وما حطيت ميك أب ولا سويت شعري وحالتي حاله الله لا يوريكم .
أخذت العصير ودخلت وعيوني في الأرض كان الوالد على يميني أول ما دخلت المجلس مديت له العصير , وضحك , قال : الضيف أول يا بنتي .
رفعت راسي عشان أشوف وين قاعد ها لمغثه وأكب العصير فوقه , وما تتخيلون المفاجأه اللي تعرضت لها , وقفت مكاني وأطالع الخطيب وأنا مو مصدقه نفسي , أنا فحلم وألا فعلم , وعشان الوالد ما يحس بشيء , توجهت للخطيب وقدمت له العصير وقلت له : مطرح مايسري يمري وابتسمت ابتسامه ناعمه , وجلست .
وقام الوالد يعرفنا ببعض ويلطف الجو بيننا , وقال : أترككم مع بعض شوي و أرجع لكم , وطلع .
(مسكت إيد الخطيب وقلت له : أنا مو مصدقه , أنا فحلم وألا فعلم , مازن فمجلس الوالد ما أصدق مستحيل )
مازن : أجل تبيني أفرط فيك بسهوله , وأخلي أحد يجي ياخذك مني ببساطه , انتي بالنسبه لي كل شيء بهالدنيا ريم .
ريم : الله لا يحرمني منك ولا من وجودك في حياتي حبي .
.....
بعد اسبوع تمت الملكه وبعد شهر تم زواجنا , ورفضت أسوي حفله وصار عائلي مثل ما تمنيت , وسافرنا ثلاثة شهور عسل , ورجعنا الرياض وأنا أحمل بداخي أغلى هديه من مازن , وبعد تسعه شهور من أروع شهور الحب واللي المفروض تكون صعبه , ولدت وجبت أول ثمرة زواجنا وهي بنتي دلع مثل ما سماها مازن , وأضفت علينا جو خاص , وبعدها شرفت جنى وبعدها جانا المشاغب فهد , والآن عشر سنين زواج قضيناها كلها حب وموده وتسامح , وربينا عيالنا عليها وراح نبقى عليها باذن الله , وأتمنى ان الكل يعيش بنفس نمط حياتنا , بس المهم وجود الحب والإحترام والثقة والتسامح وبعدها مليون بالميه راح تكون الحياه روعه )
jooliyt- مشرف عام الاقسام الرومانسيه
- زقم العضويه : 4
عدد المساهمات : 1999
نقاظ : 8389
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 01/01/2010
العمر : 41
طويلة أوى يا غريب مش عرفة أكلمها على العموم مجهودك رائع بجد فأنت صاحب قصص الحب الطويلة و يكفى أنك لم تمل من قرائتها قبل المساهمة بها
زهرة الليلك- مديــــــر المنتـــــدي
- زقم العضويه : 7
عدد المساهمات : 4378
نقاظ : 12060
السٌّمعَة : 45
تاريخ التسجيل : 02/01/2010
العمر : 38
الموقع : سوريا /// العاصمة /////دمشق/////
????- زائر
بجد روعه ياغريب
