تجربة شخصية

لم يكن يوما عاديا بل كان يوم مشحون بالتوتر و النكد الغير مبرر
كان عمرى لا يتعد السادسة عشر وكان والدى دائم السفر لتأديه واجبه المشرف اتجاه بلده .
تحدثت امى الى والدتها عبر الاثير واخبرتها ان حاله من التكدير اصابتها لا تعلم لها سبب .وانهت امى مكالمتها
ثم نظرت الينا وقالت هيا بنا لنخلد الى النوم.
اجبناها بأنزعاج :ماذا مازال الوقت باكرا يا امى ونحن فى اجازه.
اجابت علينا بصوت يغلب عليه البكاء:استمعوا لكلامى ولاداعى لان ينام كل منا فى غرفته بل سننام سويا فى حجرتى.
رفض اخى فى بادئ الامر الا انه سرعان ما استجاب لالحاح امى.
الا ان النوم جافى عيوننا واخذت جنوبنا تتقلب على المضاجع حتى صارت الساعه حوالى الحادية عشر و النصف
فغلبنا النعاس.
يالهى ما هذا ؟ انه جرس الهاتف تسمرت قدماى وشعرت انهما اصبحا لوحا من الثلج
اما قلبى فدقاته لا تستطيع حتى النفاثه من اللحاق بها.
والتقتت امى الهاتف وسمعتها تقول: الحمد لله يارب انا لله و انا اليه راجعون.
قمت مسرعه الى امى فوجدتها تقبل كلتا يديها وتقول الحمد لله الحمد لله
فسألتها ما الامر فأخبرتنى ان جدتى توفيت.جدتى التى كانت تتحدث معها على الهاتف من ساعات معدوده.
كان هذا هو اول موت فى حياتى كنت اسمع عنه واذا كان هناك ميت فى منزل امشى من طريق اخر حتى لا أمر عليه.
من شدة خوفه فماذا افعل الان بعد ان حلت بنا مصيبة الموت؟
أخذت ابكى وجهزت امى متاعنا و خرجنا من المنزل بعد اذان الفجر مباشرة لكى نبدا رحلة السفر الى منزل العائله.
لن اطيل عليكم فى حديثى الا اننى احب ان اخبركم ان بعد وفاة جدتى ذهبنا للمقابر نتلمس القرب منها.وهى الام الحنون.
والزوجه الصابره على زوجها لاقصى الحدود.تلك المرأه التى كانت تقوم فى شدة البرد لتوقظ ابنائها و بناتها لصلاة الفجر.
وكان لها مكان ثابت تصلى فيه بعد وفاتها تحركت القطعه التى كانت تصلى عليها من مكانها حزنا عليها ومالت اركان البيت لدرجه انه لم يعد يصلح للعيش فيه
انها المرأه التى كانت لا ترد اى محتاج حتى فى اصعب ظروفها.
المهم ان لما ذهبنا للقبر و كانت هذه هى مرتى الاولى ايضا فى زيارة القبور لم اتخيل ان هذه المراه العجوز ذات الوجهه
المضئ هنا تحت التراب.
لكى لا تمر التجربه بلا ثمن اقسمت على ارتداء الزى الاسلامى
وكان هناك عائقا وهو دراستى لان الزى المدرسى قميص و جونله والحجاب فانتظرت حتى انهيت دراستى اى بعد مرور عام على وفاة جدتى وما انهيت اخر امتحاناتى حتى استعرت جلباب اسلامى من احدى خالاتى ونفذت قسمى.
اما الاستفاده الثانيه هو اننى منذ ذلك اليوم و لله الحمد احافظ على صلاة الفجر.


الموت يا اخوانى ليس بالبعيد عنا وليس لاننا فى منتصف العشرينات او فى اوجه الشباب لن يقترب منا
منذ يومين ذهبت لزيارة بيت العائله
اول امس وبعد صلاة الفجر سمعت عويل وصراخ ففزعت لذلك و خرجت لاتبين الامر.
فأخبرونى ان جارى الذى يصغرنى بعام واحد توفى منذ قليل فى حادث سياره
هالنى الامر فكان هذا الشاب لا ينقصه شيئ صحيح البدن حسن الخلقه
صغير السن له وظيفه محترمه كان من المقرر ان يذهب لرؤية عروس المستقبل الاسبوع القادم
و الادهى انه لا يخرج وطوع امه وابيه وفى هذه الليله بالذات قبل امه فى المساء قبل النوم وحدث اخته فى الساعه الثانية عشر اى لم يكن هناك اى مؤشر لموته الا ان ملك الموت دق بابه وذهب اليه صديقه واقنعه بالخروج من المنزل فى هذا الوقت المتأخر ليتجولوا بالسياره ولقد كان فاجأته المنيه بحادث سياره .


أخى الفاضل اختى الفاضله لا تحسبن الموت ببعيد
فأنظر ما قدمت يداك فالسفر بعيد والله وحده اعلم ان كان زادك سوف يبلغك الى مرادك
جدول ديونك بلغة العصر الحديث مع ربك و اكتب على الورق ما هى عيوبك و ذنوبك
وحاول ان تجدد نيتك لله عز و جل

.



وأستمع الى هذه الانشوده عسى ان تكون لك ولنا ذكرى اذا حيدنا عن طريق الله
والبقاء لله
.