شلة اصحاب على النت

هذا حال شباب سلفنا الصالح فماذا بحال شبابنا اليوم؟ __online

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

شلة اصحاب على النت

هذا حال شباب سلفنا الصالح فماذا بحال شبابنا اليوم؟ __online

شلة اصحاب على النت

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

Bookmark


الاعلان فى المنتدى مفتوح مجانا امام كل صديق  معنا بمنتدى الشلة
عليه فقط الضغط هنا وكتابة رسالة بطلب الاعلان
سمى الله واضغط هنا واكتب رسالتك

http://up.progs4arab.com/uploads/de0bdf66b3.jpg
http://up.progs4arab.com/uploads/00fa7905f7.jpg


هذا حال شباب سلفنا الصالح فماذا بحال شبابنا اليوم؟ Bestlearn110

هذا حال شباب سلفنا الصالح فماذا بحال شبابنا اليوم؟ Banner3


هذا حال شباب سلفنا الصالح فماذا بحال شبابنا اليوم؟ 10010
اول موقع مصري عربي لتحميلات و شرح برامج و بوتات سرفرات Xmpp/Jabber باللغه الأنجليزيه لمنافسه المرمجين الروسين و الايرانين و الاندونيسين بلغتهم
او اللغه الثانيه في كل انحاء العالم ارجو منكم الزياره و الدعم.... بواسطه: محمد جمال 201225516116+



2 مشترك

    هذا حال شباب سلفنا الصالح فماذا بحال شبابنا اليوم؟

    Anonymous
    ????
    زائر


    m1 هذا حال شباب سلفنا الصالح فماذا بحال شبابنا اليوم؟

    مُساهمة من طرف ???? الأربعاء أكتوبر 13, 2010 1:09 pm

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الشباب هم عَصَبُ حياة الأمم وسرُّ تقدم الشعوب، وأُمَّةٌ بدون شباب أمَّة بلا مستقبل، فالشباب قوة إن أَحْسَنَّا استغلالها وتوجيهها، فشباب اليوم هم رجال الغد، ولما كانت أمة الإسلامة الأولى ملئية بالشباب الصالح الذي تربى على عين آبائه الصحابة الكرام، وتحت سمع وبصر النبي صلى الله عليه وسلم ، فتحوا الدنيا بأسرها واستعمروها بالعلم النافع والعمل الصالح.

    فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتمد عليهم فى الأمور التى تحتاج إلى القوة وبذل الجهد، كالجهاد في سبيل الله، فقد اعتمد على أسامة بن زيد فى إحدى الغزوات وأسلمه قيادة الجيش وكانت سنُّهُ آنذاك ست عشرة سنة، وفي الجيش كبار الصحابة.

    فكان صلى الله عليه وسلم يدربهم على الحروب ويعدهم الإعداد الجيد؛ لأنهم رجال الغد، فعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: «كُنَّا نَغْزُو مَعَ النَّبِـي صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ شَبَابٌ»([1]).
    وعَنِ ابْنِ عُمَرَ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عُرِضَهُ يَوْمَ أُحُدٍ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ فَلَمْ يُجِزْهُ وَعُرِضَهُ يَوْمَ الْخَنْدَقِ وَهُوَ ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً فَأَجَازَهُ»([2]).
    وعن عامر بن سعد، عن أبيه قال: «رد رسول الله صلى الله عليه وسلم عمير بن أبي وقاص عن بدر، استصغره، فبكى عمير، فأجازه، فعقدت عليه حمالة سيفه، ولقد شهدت بدرًا وما في وجهي شعرة واحدة أمسحها بيدي»([3]).

    فنشأت هذه الناشئة على حب الجهاد في سبيل والشجاعة من أجل الدفاع عن هذا الدين ونبيه صلى الله عليه وسلم ؛ فعن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّهُ قَالَ: «إِنِّي لَوَاقِفٌ يَوْمَ بَدْرٍ فِي الصَّفِّ نَظَرْتُ عَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي فَإِذَا أَنَا بَيْنَ غُلَامَيْنِ مِنْ الْأَنْصَارِ حَدِيثَةٍ أَسْنَانُهُمَا تَمَنَّيْتُ لَوْ كُنْتُ بَيْنَ أَضْلَعَ مِنْهُمَا فَغَمَزَنِي أَحَدُهُمَا فَقَالَ يَا عَمِّ هَلْ تَعْرِفُ أَبَا جَهْلٍ قَالَ قُلْتُ نَعَمْ وَمَا حَاجَتُكَ يَا ابْنَ أَخِي قَالَ بَلَغَنِي أَنَّهُ سَبَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ رَأَيْتُهُ لَمْ يُفَارِقْ سَوَادِي سَوَادَهُ حَتَّى يَمُوتَ الْأَعْجَلُ مِنَّا قَالَ فَغَمَزَنِي الْآخَرُ فَقَالَ لِي مِثْلَهَا قَالَ فَتَعَجَّبْتُ لِذَلِكَ قَالَ فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ نَظَرْتُ إِلَى أَبِي جَهْلٍ يَجُولُ فِي النَّاسِ فَقُلْتُ لَهُمَا أَلَا تَرَيَانِ هَذَا صَاحِبُكُمَا الَّذِي تَسْأَلَانِ عَنْهُ فَابْتَدَرَاهُ فَاسْتَقْبَلَهُمَا فَضَرَبَاهُ حَتَّى قَتَلَاهُ ثُمَّ انْصَرَفَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَاهُ فَقَالَ أَيُّكُمَا قَتَلَهُ فَقَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَنَا قَتَلْتُهُ قَالَ هَلْ مَسَحْتُمَا سَيْفَيْكُمَا قَالَا لَا فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي السَّيْفَيْنِ فَقَالَ كِلَاكُمَا قَتَلَهُ وَقَضَى بِسَلَبِهِ لِمُعَاذِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ وَهُمَا مُعَاذُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ وَمُعَاذُ ابْنُ عَفْرَاءَ»([4])
    وهذا الزبير بن العوام حَوَارِيُّ رسول الله، صلى الله عليه وسلم ، وابن عمته صفية بنت عبد المطلب، وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الستة أهل الشورى، وأول من سل سيفه في سبيل الله، يدافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو غلام صغير، فعن عروة قال: «نفحت نفحة من الشيطان أن رسول الله أُخذ بأعلى مكة، فخرج الزبير وهو غلام، ابن اثنتي عشرة سنة، بيده السيف، فمن رآه عجب، وقال الغلام معه السيف، حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما لك يا زبير؟ فأخبره وقال: أتيت أضرب بسيفي من أخذك»([5]).

    وهذا ابنه عبد الله بن الزبير تتجلى شجاعته في وقعة جرجير «وكانت بين البربر والمسلمين؛ وكان المسلمون عشرين ألفًا، والبربر عشرين ومائة ألْفٍ، فلما تراءى الجمعان أحاط جيش البربر بالمسلمين هالة، فوقف المسلمون في موقف لم يُر أشنع منه ولا أخوف عليهم منه، قال عبد الله بن الزبير: فنظرت إلى الملك جرجير من وراء الصفوف وهو راكب على برذون، وجاريتان تظلانه بريش الطواويس، فذهبت إلى عبد الله بن سعد بن أبي سرح وكان قائد المعركة فسألته أن يبعث معي من يحمي ظهري وأقصد الملك، فجهز معي جماعة من الشجعان، قال: فأمر بهم فحموا ظهري، وذهبت حتى خرقت الصفوف إليه -وهم يظنون أني في رسالة إلى الملك- فلما اقتربت منه أحس مني الشرَّ فَفَرَّ على برذونه، فلحقته فطعنته برمحي، وذففت عليه بسيفي، وأخذت رأسه فنصبته على رأس الرمح وكبرت، فلما رأى ذلك البربر فرقوا وفروا كفرار القطا، وأتبعهم المسلمون يقتلون ويأسرون فغنموا غنائم جمة وأموالاً كثيرة، وسبيًا عظيمًا»([6]).

    وأما عن حسن عبادتهم فقد كانوا رهبانًا بالليل كما كانوا فرسانًا بالنهار، وكانت عبادتهم لا تقل شأوًا عن جهادهم في سبيل الله، فهذا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو يقول: «جَمَعْتُ الْقُرْآنَ فَقَرَأْتُهُ كُلَّهُ فِي لَيْلَةٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : إِنِّي أَخْشَى أَنْ يَطُولَ عَلَيْكَ الزَّمَانُ وَأَنْ تَمَلَّ فَاقْرَأْهُ فِي شَهْرٍ فَقُلْتُ دَعْنِي أَسْتَمْتِعْ مِنْ قُوَّتِي وَشَبَابِي قَالَ: فَاقْرَأْهُ فِي عَشْرَةٍ قُلْتُ: دَعْنِي أَسْتَمْتِعْ مِنْ قُوَّتِي وَشَبَابِي قَالَ فَاقْرَأْهُ فِي سَبْعٍ قُلْتُ دَعْنِي أَسْتَمْتِعْ مِنْ قُوَّتِي وَشَبَابِي فَأَبَى»([7]).

    وفي موقف آخر له يقول: «زَوَّجَنِي أَبِي امْرَأَةً مِنْ قُرَيْشٍ فَلَمَّا دَخَلَتْ عَلَيَّ جَعَلْتُ لا أَنْحَاشُ لَهَا مِمَّا بِي مِنْ الْقُوَّةِ عَلَى الْعِبَادَةِ مِنْ الصَّوْمِ وَالصَّلاةِ فَجَاءَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ إِلَى كَنَّتِهِ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهَا فَقَالَ لَهَا: كَيْفَ وَجَدْتِ بَعْلَكِ قَالَتْ خَيْرَ الرِّجَالِ أَوْ كَخَيْرِ الْبُعُولَةِ مِنْ رَجُلٍ لَمْ يُفَتِّشْ لَنَا كَنَفًا، وَلَمْ يَعْرِفْ لَنَا فِرَاشًا، فَأَقْبَلَ عَلَيَّ فَعَذَمَنِي وَعَضَّنِي بِلِسَانِهِ فَقَالَ: أَنْكَحْتُكَ امْرَأَةً مِنْ قُرَيْشٍ ذَاتَ حَسَبٍ فَعَضَلْتَهَا وَفَعَلْتَ وَفَعَلْتَ ثُمَّ انْطَلَقَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَشَكَانِي فَأَرْسَلَ إِلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَأَتَيْتُهُ فَقَالَ لِي: أَتَصُومُ النَّهَارَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ وَتَقُومُ اللَّيْلَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأُصَلِّي وَأَنَامُ وَأَمَسُّ النِّسَاءَ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي»([8]).

    وهذا علي بن الفضيل بن عياض وكان شابًا من خيرة الشباب، قال عنه الذهبي: «من كبار الأولياء، كان قانتًا لله، خاشعًا، وجلاً، ربانيًّا، كبير الشأن»([9]).
    وروى ابن أبي الدنيا أن فضيل بن عياض قال: «بكى علي ابني فقلت: يا بني ما يبكيك؟ قال: أخاف ألا تجمعنا القيامة»([10]).
    وعنه أن فضيل بن عياض قال: «أشرفت ليلة على عليٍّ، وهو في صحن الدار، وهو يقول: النار، ومتى الخلاص من النار؟ وقال لي: يا أبي سل الذي وهبني لك في الدنيا أن يهبني لك في الآخرة؛ ثم قال: لم يزل منكسر القلب حزينًا. ثم بكى الفضيل، ثم قال: كان يساعدني على الحزن والبكاء، يا ثمرة قلبي، شكر الله لك ما قد علمه فيك»([11]).

    وكذا الأئمة الأعلام كأبي حنيفة، النعمان بن ثابت، فقيه العراق، وأحد أئمة الإسلام، والسادة الأعلام، وأحد أركان العلماء، وأحد الأئمة الأربعة أصحاب المذاهب المعروفة، لهم نصيب من الزهد والورع والتقوى، وحسن العبادة ما سطرته أقلام المؤرخين.
    «
    قال يحيى بن معين عنه: كان ثقة، وكان من أهل الصدق ولم يُتهم بالكذب، ولقد ضربه ابن هبيرة على القضاء فأبى أن يكون قاضيًا.
    وهذا من ورعه وخشيته لله، واليوم كثير من الناس لا يتورع عن أن يكون قاضيًا حاكمًا بين الناس! نسأل الله العفو والعافية.
    وروى الخطيب البغدادي: أن أبا حنيفة كان يصلي بالليل ويقرأ القرآن في كل ليلة، ويبكي حتى يرحمه جيرانه. وقد مكث أربعين سنة يصلي الصبح بوضوء العشاء، وختم القرآن في الموضع الذي توفي فيه سبعين ألف مرة»([12]).

    وكذا الملوك والأمراء الشباب لهم من هذا نصيب فهذا «الملك العادل نور الدين محمود وقد كان شابًّا مجاهدًا، ورعًا، كثير الصلاة بالليل من وقت السَّحَرِ إلى أن يركب للجهاد في سبيل الله، وكذلك كانت زوجته عصمت الدين خاتون تكثر القيام في الليل فنامت ذات ليلة عن وردها فأصبحت وهي غَضْبَى، فسألها نور الدين عن أمرها فذكرت نومها الذي فوت عليها وردها، فأمر نور الدين عند ذلك بضرب طبلخانة في القلعة وقت السَّحَر لتوقظ النائم ذلك الوقت لقيام الليل، وأعطى الضارب على الطبلخانة أجرًا جزيلاً، وجراية كثيرة»([13]).

    فهنيئًا لهذه الأمة شبابها من العلماء والملوك والأمراء والصناع والعمال الأوفياء، والمجاهدين الأجلاء، والصالحين الأتقياء، وهنيئًا لها دولة العلم والإيمان، والصدق والإخلاص، وهنيئًا لها القوة والمجد والعزة والرفعة.
    علو في الحياة وفي المماتِ --- لحق تلك إحدى المعجزات
    فيجب علينا -معاشر المسلمين- تجاه شباب اليوم أن ننمى منهم ما كان صالحًا، ونصلح منهم ما كان فاسدًا، فإذا صلح الشباب وهو أصل الأمة الذى يُبْنى عليه مستقبلها، وكان صلاحه مبنيًّا على دعائم قوية من الدين والأخلاق؛ فسيكون للأمة مستقبل زاهر، ولشيوخها خلفاء صالحون إن شاء الله
    .
    فأسأل الله العظيم ربَّ العرش العظيم أن يرزق الأمة شبابًا كهؤلاء؛ ليستأنفوا إعادة بناء تاريخ الأمة التليد المجيد، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
    وللحديث بقيه
    احمد مصطفي 777
    احمد مصطفي 777
    صديق درجة اولى
    صديق درجة اولى


    زقم العضويه : 50
    عدد المساهمات : 429
    نقاظ : 5665
    السٌّمعَة : 9
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010
    العمر : 42
    الموقع : hmostfa75@yahoo.ca

    m1 رد: هذا حال شباب سلفنا الصالح فماذا بحال شبابنا اليوم؟

    مُساهمة من طرف احمد مصطفي 777 الأربعاء أكتوبر 13, 2010 1:43 pm

    تسلم ايدك

    موضوع جميل ورائع
    الشروق
    الشروق
    مشرف عام عالم حواء
    مشرف عام عالم حواء


    زقم العضويه : 120
    عدد المساهمات : 3932
    نقاظ : 11479
    السٌّمعَة : 143
    تاريخ التسجيل : 11/04/2010
    العمر : 47

    m1 رد: هذا حال شباب سلفنا الصالح فماذا بحال شبابنا اليوم؟

    مُساهمة من طرف الشروق الأربعاء أكتوبر 13, 2010 2:03 pm


    يارب اهدى شباب المسلمين
    موضوعك جميل جدا كالعاده يا حبيب الروح
    تسلم ايدك
    Anonymous
    ????
    زائر


    m1 رد: هذا حال شباب سلفنا الصالح فماذا بحال شبابنا اليوم؟

    مُساهمة من طرف ???? الأربعاء أكتوبر 13, 2010 4:37 pm

    هذا حال شباب سلفنا الصالح فماذا بحال شبابنا اليوم؟ K3586799
    Anonymous
    ????
    زائر


    m1 رد: هذا حال شباب سلفنا الصالح فماذا بحال شبابنا اليوم؟

    مُساهمة من طرف ???? الأربعاء أكتوبر 20, 2010 10:43 am

    في مقالة سابقة تكلَّمنا عن الشباب الذين أبدعهم الإسلام في كافة مجالات الحياة، واعتنينا بأخصِّ خصائص سلفنا الصالح والتي تمثلت في كونهم رهبانًا بالليل فرسانًا بالنهار على علم وبصيرة؛ لذا ذكرنا بعضًا من حياتهم مع الجهاد، والعبادة، وفي هذه المقالة نستأنف ما بدأناه، ونتكلم عما تركناه وقد أبدعه الإسلام في الأُمَّة الأُميَّة، وجعل منها أمة تسيطر على العالم بالعلم النافع والعمل الصالح، وذلك من خلال حياتهم مع العلم والعلماء.

    فقد كان صلى الله عليه وسلم يعتمد على الشباب فى نشر الدعوة فى بدايتها بمكة حيث أقام الدعوة فى دار أحد الشباب وهو ابن الأرقم، ولا شك أن الدعوة تعتمد على العلم ونقل الوحي، فكان الشباب في ذاك الوقت هم نقلة هذا العلم إلى الناس.

    فعَنْ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ قَالَ([1]): أَتَيْنَا إِلَى النَّبِـي صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ شَبَبَةٌ مُتَقَارِبُونَ فَأَقَمْنَا عِنْدَهُ عِشْرِينَ يَوْمًا وَلَيْلَةً وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَحِيمًا رَفِيقًا فَلَمَّا ظَنَّ أَنَّا قَدْ اشْتَهَيْنَا أَهْلَنَا أَوْ قَدْ اشْتَقْنَا سَأَلَنَا عَمَّنْ تَرَكْنَا بَعْدَنَا فَأَخْبَرْنَاهُ قَالَ: «ارْجِعُوا إِلَى أَهْلِيكُمْ فَأَقِيمُوا فِيهِمْ وَعَلِّمُوهُمْ وَمُرُوهُمْ وَذَكَرَ أَشْيَاءَ أَحْفَظُهَا أَوْ لَا أَحْفَظُهَا وَصَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي فَإِذَا حَضَرَتْ الصَّلَاةُ فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ».

    فجعل النَّبِـي صلى الله عليه وسلم هؤلاء الشبيبة معلمين لقومهم؛ يؤذنون للصلاة ويقيمونها، ويؤمونهم ويأمرونهم بالمعروف وينهونهم عن المنكر، وهذا من باب تحميل الشباب بالمسئولية.
    وعَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، وأنا ابن إحدى عشرة سنة. فأَمَرَنِي أَنْ أَتَعَلَّمَ لَهُ كَلِمَاتٍ مِنْ كِتَابِ يَهُودَ قَالَ إِنِّي وَاللَّهِ مَا آمَنُ يَهُودَ عَلَى كِتَابِي قَالَ فَمَا مَرَّ بِي نِصْفُ شَهْرٍ حَتَّى تَعَلَّمْتُهُ لَهُ قَالَ فَلَمَّا تَعَلَّمْتُهُ كَانَ إِذَا كَتَبَ إِلَى يَهُودَ كَتَبْتُ إِلَيْهِمْ وَإِذَا كَتَبُوا إِلَيْهِ قَرَأْتُ لَهُ كِتَابَهُمْ»([2])

    ولما أراد أبو بكر وعمر جمع القرآن أثناء حرب الردة كلفاه بهذه المهمة الشاقة، وهذا العمل من أخطر الأعمال فى تاريخ الإسلام تنوء بحمله الجبال.
    وعَنْ عَلِيٍّ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْيَمَنِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ تَبْعَثُنِي وَأَنَا شَابٌّ أَقْضِي بَيْنَهُمْ وَلَا أَدْرِي مَا الْقَضَاءُ قَالَ: فَضَرَبَ بِيَدِهِ فِي صَدْرِي ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ اهْدِ قَلْبَهُ وَثَبِّتْ لِسَانَهُ» قَالَ: فَمَا شَكَكْتُ بَعْدُ فِي قَضَاءٍ بَيْنَ اثْنَيْنِ.([3])
    فاعتمد النَّبِـي صلى الله عليه وسلم على عَلِيٍّ؛ وهو شاب فى منصب من أخطر المناصب وهو القضاء بين الناس لما لهذا المنصب من الجهد والبحث المتواصل عن الحقائق، وتعلم الفقه والعلوم التى بها يقضي بين الناس ولا يتأتى هذا إلا على يد شاب عاقل قوى التحمل رابط الجأش.

    وإذا ذُكر العلم ذُكر ابن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن، فعنه رضي الله عنه قال: لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قُلْتُ لِرَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ يَا فُلانُ هَلُمَّ فَلْنَسْأَلْ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَإِنَّهُمْ الْيَوْمَ كَثِيرٌ فَقَالَ: وَا عَجَبًا لَكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ أَتَرَى النَّاسَ يَحْتَاجُونَ إِلَيْكَ وَفِي النَّاسِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَنْ تَرَى فَتَرَكَ ذَلِكَ وَأَقْبَلْتُ عَلَى الْمَسْأَلَةِ فَإِنْ كَانَ لَيَبْلُغُنِي الْحَدِيثُ عَنِ الرَّجُلِ فَآتِيهِ وَهُوَ قَائِلٌ فَأَتَوَسَّدُ رِدَائِي عَلَى بَابِهِ فَتَسْفِي الرِّيحُ عَلَى وَجْهِي التُّرَابَ فَيَخْرُجُ فَيَرَانِي فَيَقُولُ يَا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ مَا جَاءَ بِكَ أَلا أَرْسَلْتَ إِلَيَّ فَآتِيَكَ فَأَقُولُ لا أَنَا أَحَقُّ أَنْ آتِيَكَ فَأَسْأَلُهُ عَنْ الْحَدِيثِ قَالَ فَبَقِيَ الرَّجُلُ حَتَّى رَآنِي وَقَدْ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيَّ فَقَالَ كَانَ هَذَا الْفَتَى أَعْقَلَ مِنِّي»([4]).

    لذا كان عمر رضي الله عنه يجلسه معه ومع أكابر الصحابة، ويستشيره في الأمر إذا أهمه، ويقول: غص غواص»([5]).
    وعن الشعبي قال: قيل لابن عباس: أنى أصبت هذا العلم؟ قال: بلسان سؤول، وقلب عقول»([6]).
    وهذا معاذ بن جبل يقول عنه أبو سلمة الخولاني: دخلت مسجد حمص، فإذا فيه نحو من ثلاثين كهلاً من الصحابة، فإذا فيهم شاب أكحل العينين، براق الثنايا ساكت، فإذا امترى القوم، أقبلوا عليه، فسألوه، فقلت: من هذا؟ قيل: معاذ بن جبل، فوقعت محبته في قلبي»([7]).

    وهذا عثمان بن أبي العاص الأمير الفاضل المؤتمن. أبو عبد الله الثقفي الطائفي. قدم في وفد ثقيف على النبي صلى الله عليه وسلم في سنة تسع فأسلموا، وأمره عليهم لما رأى من عقله وحرصه على الخير والدين وكان أصغر الوفد سنًّا»([8]).

    وهذا سيبويه إمام النحاة، لزم الخليل بن أحمد فبرع في النحو، ودخل بغداد وناظر الكسائي، وكان شابًّا حسنًا جميلاً، وقد تعلق من كل علم بسبب، وضرب مع كل أهل أدب بسهم، مع حداثة سنه. وقد صنف في النحو كتابًا لا يلحق شأوه، وشرحه أئمة النحاة بعده فانغمروا في لجج بحره، واستخرجوا من درره، ولم يبلغوا إلى قعره، توفي وعمره ثنتان وثلاثون سنة»([9])

    وهذا سفيان الثوري يقول عنه أبو المثنى: سمعتهم بمرو يقولون: قد جاء الثوري، قد جاء الثوري. فخرجت أنظر إليه، فإذا هو غلام قد بقل وجهه.

    قال الذهبي: كان ينوه بذكره في صغره من أجل فرط ذكائه وحفظه، وحدث وهو شاب. وأجل إسناد للعراقيين: سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله.

    وقال شعبة، وابن عيينة، وأبو عاصم، ويحيى بن معين، وغيرهم: سفيان الثوري أمير المؤمنين في الحديث. وقال ابن المبارك: كتبت عن ألف ومئة شيخ، ما كتبت عن أفضل من سفيان. وعن أيوب السختياني قال: ما لقيت كوفيًّا أفضله على سفيان. وقال البراء بن رتيم: سمعت يونس بن عبيد يقول: ما رأيت أفضل من سفيان»([10]).

    وهذا الشافعي يولد بغزة، ويموت أبوه وهو صغير فتحمله أمه إلى مكة وهو ابن سنتين، فينشأ بها ويقرأ القرآن وهو ابن سبع سنين، ويحفظ الموطأ وهو ابن عشر، ويفتى وهو ابن خمس عشرة سنة»([11])، وقد أجاز له شيخه مسلم بن خالد الزنجي أن يفتي فقال: أفْتِ يا أبا عبد الله، فقد والله آن لك أن تفْتِيَ، وهو ابن خمس عشرة سنة»([12]) قال أبو عبيد: ما رأيت أحدًا أعقل من الشافعي، وكذا قال يونس بن عبد الأعلى، حتى إنه قال: لو جمعت أمة لوسعهم عقله»([13])

    وهذا الإمام محمد بن إسماعيل البخاري الحافظ صاحب الصحيح، إمام أهل الحديث في زمانه، والمقتدى به في أوانه، والمقدم على سائر أضرابه وأقرانه، ولد البخاري رحمه الله في ليلة الجمعة الثالث عشر من شوال سنة أربع وتسعين ومائة، ومات أبوه وهو صغير فنشأ في حجر أمه فألهمه الله حفظ الحديث وهو في المكتب، وقرأ الكتب المشهورة وهو ابن ست عشرة سنة حتى قيل: إنه كان يحفظ وهو صبي سبعين ألف حديث سردًا، وحج وعمره ثماني عشرة سنة؛ فأقام بمكة يطلب بها الحديث، ثم رحل بعد ذلك إلى سائر مشايخ الحديث. وقد كان رحمه الله في غاية الحياء والشجاعة والسخاء والورع والزهد في الدنيا دار الفناء، والرغبة في الآخرة دار البقاء.

    قال الفلاس: كل حديث لا يعرفه البخاري فليس بحديث. وقال أبو نعيم أحمد بن حماد: هو فقيه هذه الأمة. وقال مرجى بن رجاء: فضل البخاري على العلماء كفضل الرجال على النساء - يعني في زمانه. وقال: هو آية من آيات الله تمشي على الأرض. وقال الدارمي: محمد بن إسماعيل البخاري أفقهنا وأعلمنا وأغوصنا وأكثرنا طلبًا. وقال إسحاق بن راهويه: هو أبصر مني. وقال أبو حاتم الرازي: محمد بن إسماعيل أعلم من دخل العراق.

    وكان يختم القرآن في كل ليلة من رمضان ختمة، وكان له مال جيد ينفق منه سرًّا وجهرًا، وكان يكثر الصدقة بالليل والنهار، وكان مستجاب الدعوة مسدد الرمية شريف النفس»([14])

    وهذا ابن الجوزي الحنبلي، مات أبوه وعمره ثلاث سنين، فلما ترعرع لزم الشيخ محمد بن ناصر الحافظ وقرأ عليه وسمع عليه الحديث وتفقه بابن الزاغوني، وحفظ الوعظ ووعظ وهو ابن عشرين سنة أو دونها، وكان وهو صبي دينا مجموعًا على نفسه لا يخالط أحدًا ولا يأكل ما فيه شبهة، ولا يخرج من بيته إلا للجمعة، وكان لا يلعب مع الصبيان، وقد حضر مجلس وعظه الخلفاء والوزراء والملوك والأمراء والعلماء والفقراء، ومن سائر صنوف بني آدم، وأقل ما كان يجتمع في مجلس وعظه عشرة آلاف، وربما اجتمع فيه مائة ألف أو يزيدون، وربما تكلم من خاطره على البديهة نظمًا ونثرًا، وبالجملة كان أستاذًا فردًا في الوعظ وغيره.
    جمع المصنفات الكبار والصغار نحوًا من ثلاثمائة مصنف، وكتب بيده نحوًا من مائتي مجلد، وتفرد بفن الوعظ الذي لم يسبق إليه ولا يلحق شأوه فيه وفي طريقته وشكله، وفي فصاحته وبلاغته وعذوبته وحلاوة ترصيعه ونفوذ وعظه وغوصه على المعاني البديعة»([15]).

    وهذا ابن تيمية يبدأ درسه وكان عمره اثنين وعشرين سنة، وحضر عنده قاضي القضاة، وشيخ الشافعية، وكبار الأعيان والشيوخ، وكان درسًا هائلاً، وقد كتبه الشيخ تاج الدين الفزاري بخطه لكثرة فوائده، وكثرة ما استحسنه الحاضرون. وقد أطنب الحاضرون في شكره على حداثة سنه وصغره.

    وكان درسه بعد ذلك يجتمع به الخلق الكثير والجم الغفير من كثرة ما كان يورد من العلوم المتنوعة المحررة مع الديانة والزهادة والعبادة، وقد سارت بذكره الركبان في سائر الأقاليم والبلدان»([16])

    أيها الإخوة الكرام: هذا غيض من فيض، وفي سيرة سلفنا الصالح من الشباب ما يجل عن الحصر، ولكن حسبنا من القلادة ما أحاط بالعنق، وعلى شبابنا وناشئينا الاهتمام والعناية بهذه السيرة المباركة واتخاذهم قدوة؛ حتى يلحقوا بركبهم وينهلوا شيئًا من بركاتهم التي حلت عليهم بفضل جهادهم وعبادتهم، وعلمهم.
    فأسأل الله العظيم ربَّ العرش العظيم أن يرزق الأمة شبابًا كهؤلاء؛ ليستأنفوا إعادة بناء تاريخ الأمة التليد المجيد، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مايو 07, 2024 1:45 pm