كمالة الكتاب ( قيم منسية )
jooliyt- مشرف عام الاقسام الرومانسيه
- زقم العضويه : 4
عدد المساهمات : 1999
نقاظ : 8383
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 01/01/2010
العمر : 41
- مساهمة رقم 1
كمالة الكتاب ( قيم منسية )
فطرية القيم :-
عندما نتحدث عن القيم فإننا لا نتحدث عن شئ جديد طارئ على البشرية ، غريب على تفكيرنا ،بالقيم قديمة قدم الانسان ذاته , و لكنها تبلورت فى الأذهان و تتضح معالمها على مدى التاريخ البشرى إلا بالتدريج من خلال الخبرات و التجارب الحياتية و درجة الوعى الفردى و الاجتماعى . و الدارسون للأديان يعرفون أن كلا منها قد دعا إلى القيم بصورة من الصور ، و حث على التمسك بها و الالتزام بالأخلاق الاضلة و الصفات الحميدة و فصور النبى عليه الصلاة و السلام بعثته بأنها استكمال للقيم الأخلاقية بقوله
( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )
و لكن الأمر الجدير بالتأمل و الاعتبار أن مصر صاحبة الحضارة العريقة قد عرفت القيم بصورة واضحة تماما قبل أن تعرف تعاليم الأديان السماوية ، و هذا يدل من ناحية على أن القيم فطرية فى النفس البشرية قد زود الله بها الإنسان عند خلقه ، و أن الطبيعة الإنسانية فى أصل فطرتها طبيعة خيرة و ليست شريرة . فالأصل هو الخير و الشر طارئ عليه . و من اجل ذلك فان الخير سيظل موجودا فى العالم على الرغم من طغيان الشر . فالشر مهما كانت سطوته لن يستطيع أن يمحو الخير من الوجود لأنه أصل الطبيعة الإنسانية
و من ناحية أخرى يدلنا توصل المصريين القدماء إلى التعرف بصورة كاملة على القيم على مدى التقدم الرائع لديهم فى هذا المجال ، الأمر الذى كله له أثره العظيم فى مساعدتهم على البناء الحضارى الشامخ الذى يعرفه التاريخ ، فالحضارة ليست فقط أبنية شاهقة أو تقدم فى المجال المادى , و إنما هى قبل كل ذلك تقدم أخلاقى من شانه أن يدفع إلى التقدم فى كل المجالات الأخرى فى الحياة ، و هذا يعنى أنه كلما إزداد الاحساس بالقيم و الوعى بها كلما كانذلك دافعا إلى الصعود قدما فى درجات التحضر و الرقى
و قد صدق شاعر النيل حافظ إبراهيم عندما ربط بقاء الدول و انحلالها بمدى حفاظها على الأخلاق الفاضلة
فى قوله :-
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت **** فإن همو أخلاقهم ذهبوا
يتبع قريبا