2 مشترك
طب القلوب
مصطفى الخواجه- مشرف
- زقم العضويه : 322
عدد المساهمات : 552
نقاظ : 6239
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 10/12/2010
العمر : 48
الموقع : سيتى ستارز_مدينه نصر_القاهرة _مصر
- مساهمة رقم 1
طب القلوب
الحمد لله رب العالمين, حمداً طيباً مباركاً فيه, و أفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد النبي الأمي, وعلى آله وصحبه أجمعين
القلب هو مركز الإنسان, هو المضغة التي إذا صلحت صلح الجسد كله..
"وتلف القلب يؤدي إلى تلف الإنسان كليّاً, وفقدان الدنيا والآخرة, وكان مثله كالذي تحدث القرآن عنه (خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين)
وإذا كان أطباء القلوب في زماننا قلة, فإن عيادات قديمة ما زالت مفتوحة أبوابها, تقدِّم الوصفات والعلاج لزوارها, وتقوم بفحص عام لمن أراد ذلك, وبغير مقابل, ابتغاء وجه الله تعالى, كما تقدم له نشرات التوعية... حتى يهتم بنفسه
فهناك عيادة الحسن البصري, وعيادة الحارث المحاسبي, وعيادة الجنيد, وعيادة الغزالي.. وغيرهم كثير رحمهم الله وأجزل ثوابهم
وابن القيم –رحمه الله- واحد من أعلام هذا الميدان المشهورين, المشهود لهم بالخبرة والدراية والمعرفة."
فسنقوم هنا بإذن الله بجولة في مؤلفات الإمام ابن القيم رحمه الله.. نتعرف على أنواع القلوب لنبتعد عن الميت منها و نحاول إنتشال القلب المريض من مرضه بعد تشخيصه, لننعم بقلوب صحيحة سليمة متصلة بالله متعلقة بحبه عز وجل
مكانة القلب:
القلب هو أشرف أعضاء البدن, و به قوام الحياة, و جميع الأعضاء الظاهرة و الباطنة إنما هي جند من أجناد القلب. قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله, وإذا فسدت فسد الجسد كله, ألا وهي القلب)
وقال أبو هريرة رضي الله عنه: "القلب ملك, والأعضاء جنوده, فإن طاب الملك طابت جنوده, وإن خبث الملك خبثت جنوده".
وللقلب أحوال ثلاثة:
الأول: القلب الصحيح
وهو القلب السليم الذي لا ينجو يوم القيامة إلا من أتى الله به, كما قال سبحانه تعالى: (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)
إنه القلب الذي سلم من كل شهوة تخالف أمر الله ونهيه, ومن كل شبهة تعارض خبره.
فسلم من عبودية ما سواه, وسلم من تحكيم غير رسوله. فسلم من محبة غير الله معه, ومن خوفه ورجائه والتوكل عليه, والإنابة إليه, والذل له, وإيثار مرضاته في كل حال, والتباعد من سخطه بكل طريق.
خلص عمله لله, فإن أحب أحب في الله, وإن أبغض أبغض في الله, وإن أعطى أعطى لله, وإن منع منع لله.
الثاني: القلب الميت
هو القلب الذي لا حياة فيه, فهو لا يعرف ربه, ولا يعبده بأمره وما يحبه ويرضاه, بل هو واقف مع شهواته ولذاذاته, ولو كان فيها سخط ربه وغضبه, فهو لا يبالي إذا فاز بشهوته وحظه رضي ربه أم سخط.
إن أحب أحب لهواه, وإن أبغض أبغض لهواه, وإن أعطى أعطى لهواه, وإن منع منع لهواه. فهواه آثر عنده وأحب إليه من رضا مولاه.
فالهوى إمامه, والشهوة قائده, والجهل سايسه, والغفلة مركبه.
فمخالطة صاحب هذا القلب سَقَم, ومعاشرته سُمّ, ومجالسته هلاك.
الثالث: القلب المريض
هو قلب له حياة وبه علة.. ففيه من محبة الله والإيمان به والإخلاص له والتوكل عليه ما هو مادة حياته. وفيه من محبة الشهوات وإيثارها والحرص على تحصيلها, والحسد والكبر والعجب, وحب العلو في الأرض بالرياسة ما هو مادة هلاكه وعطبه.
وهو ممتحن من داعيين:
داع يدعوه إلى الله ورسوله والدار الآخرة, وداعٍ يدعوه إلى العاجلة. وهو إنما يجيب أقربهما منه باباً وأدناهما إليه جواباً
فإن غلب عليه مرضه التحق بالميت القاسي, وإن غلبت عليه صحته التحق بالسليم.
بنوتة الشام- مراقب عام المنتدى
- زقم العضويه : 84
عدد المساهمات : 3916
نقاظ : 10664
السٌّمعَة : 119
تاريخ التسجيل : 03/03/2010
العمر : 43
الموقع : سوريا
- مساهمة رقم 2
رد: طب القلوب
بارك الله فيك يا مصطفى
وجعله بميزان حسناتك
وجعله بميزان حسناتك