ما لا تعرفه عن المادة المضادة
محمود عبدالله- مدير عام المنتدى
- زقم العضويه : 1
عدد المساهمات : 7882
نقاظ : 18018
السٌّمعَة : 44
تاريخ التسجيل : 29/12/2009
العمر : 55
الموقع : مصر
ما لا تعرفه عن المادة المضادة – الجزء الرابع
بدأنا على مدار ثلاثة أجزاء سابقة
تسليط الضوء على لغز المادة المضادة الذي أثار خيال العلماء وكتاب الخيال
العلمي في مختلف أنحاء العالم، ونعود اليوم بالجزء الرابع والأخير من هذه
السلسلة.
كنا قد شاهدنا
خلال الأجزاء الماضية كيف ظهر اسم المادة المضادة لأول مرة في معادلات
باول ديراك، ثم كيف أثبت العلماء وجودها بالفعل سواء في المختبر أو في
أعماق الكون، وكيف أنفق العلماء مليارات ومليارات بجانب جهود استمرت لسنوات
من أجل الحصول على بضع ذرات من هذه المادة، فما فائدة كل هذه الأبحاث، وما
العائد علينا من وراء كل هذه المليارات المهدرة؟
هذا هو ما سنجيب عليه في هذا الموضوع.
استخدام المادة المضادة كمصدر للطاقة:
أحد الحقائق الأساسية التي شاهدناها في الأجزاء الماضية
هو أن التقاء المادة بالمادة المضادة يطلق كمية هائلة من الطاقة لدرجة أن
نصف كيلو جرام منها فقط يمكن أن يزود العالم كله بالطاقة لعدة سنوات!! بل
ونذهب إلى أبعد من ذلك حسب ما أشارت مجلة Propulsion and Power حينما
ذكرت أن مجرد واحد من مليون من الجرام من هذه المادة يكفي لتزويد مركبة
فضائية لرحلتها إلى المريخ (تستغرق الرحلة عاماَ كاملاً) !!
ولذا
فأحد الاستخدامات البديهية التي ستخطر على بالنا بالتأكيد، هو استخدامها
كمصدر للطاقة، ولكن من أين يمكن أن نحصل على مادة مضادة لاستخدامها كمصدر
للطاقة؟
من المختبر كما
فعلت سيرن. أي أننا يمكن أن نقوم بإنشاء مصانع لإنتاج المادة المضادة.
ولكن قبل أن نذهب بعيداً في هذا التخيل لنعرف حقيقة هامة جداً، وهي أن كل
ما تتنتجه سيرن لمدة عام لن يكفي لتوفير مصدر للإضاءة إلا لثلاث ثواني فقط
!! ولذا فهذه الفكرة أمامها الكثير لنتمكن من تنفيذها بالفعل.
ولكننا
ذكرنا سابقاً أننا اكتشفنا وجود المادة المضادة بالفعل في قلب المجرة وفي
الانفجارات الشمسية، لكننا كذلك لن نستطيع أن نجمعها من هذه الأماكن
البعيدة! أم أننا نستطيع؟!!
تعتقد
ناسا أنه يمكننا ذلك، ولذا تقوم بتمويل مشروعاً يقوم على وضع كرات ضخمة في
مدارات حول الأرض لامتصاص الجسيمات القادمة من الشمس والناتجة عن التقاء
المادة بالمادة المضادة، ثم إرسالها إلى الأرض!
استخدام المادة المضادة في العلاج:
غالباً
ما تسيطر فكرة الطاقة على رؤيتنا لمستقبل المادة المضادة ويذهب كتاب
الخيال العلمي لأبعد من ذلك بتخيلهم استخدامها كقنابل هائلة تبيد قارات
وكواكب كاملة، ولكننا نتناسى بذلك استخداماً هاماً جداً لهذه المادة وهو
استخدامها في الطب!!
فبنفس فكرة أشعة إكس،
يمكن تخيل حقن المريض بمادة نشطة إشعاعياً تطلق البوزيترونات لتصطدم
بإلكترونات فينتج عنها أشعة جاما التي يمكن التقاطها بكاميرات خاصة لمشاهدة
ما يحدث داخل جسم المريض بدقة!
قد تظنون أن كل هذه الأفكار مجرد أحلام في عقول بعض العلماء وكتاب الخيال العلمي، ولكن لنا أن نتساءل..
ألم يكن الطيران مجرد حلم لبعض الأشخاص، وتحول اليوم إلى أحد أساسيات حياة البشر؟
ألم يكن الاستنساخ مجرد فكرة في عقول بعض الروائيين وتحول اليوم إلى حقيقة علمية اعتيادية؟
ألم يكن الصعود للقمر مجرد حلم للإنسان وتحول الآن إلى إنجاز سابق؟
نختتم بذلك هذه السلسلة التي أرجو أن تعود عليكم بالفائدة المرجوة، وعلى موعد مع لغز علمي جديد وسلسلة جديدة قريباً إن شاء الله.
الأجزاء السابقة:- ما لا تعرفه عن المادة المضادة – الجزء الأول- ما لا تعرفه عن المادة المضادة – الجزء الثاني- ما لا تعرفه عن المادة المضادة – الجزء الثالث
بدأنا على مدار ثلاثة أجزاء سابقة
تسليط الضوء على لغز المادة المضادة الذي أثار خيال العلماء وكتاب الخيال
العلمي في مختلف أنحاء العالم، ونعود اليوم بالجزء الرابع والأخير من هذه
السلسلة.
كنا قد شاهدنا
خلال الأجزاء الماضية كيف ظهر اسم المادة المضادة لأول مرة في معادلات
باول ديراك، ثم كيف أثبت العلماء وجودها بالفعل سواء في المختبر أو في
أعماق الكون، وكيف أنفق العلماء مليارات ومليارات بجانب جهود استمرت لسنوات
من أجل الحصول على بضع ذرات من هذه المادة، فما فائدة كل هذه الأبحاث، وما
العائد علينا من وراء كل هذه المليارات المهدرة؟
هذا هو ما سنجيب عليه في هذا الموضوع.
استخدام المادة المضادة كمصدر للطاقة:
أحد الحقائق الأساسية التي شاهدناها في الأجزاء الماضية
هو أن التقاء المادة بالمادة المضادة يطلق كمية هائلة من الطاقة لدرجة أن
نصف كيلو جرام منها فقط يمكن أن يزود العالم كله بالطاقة لعدة سنوات!! بل
ونذهب إلى أبعد من ذلك حسب ما أشارت مجلة Propulsion and Power حينما
ذكرت أن مجرد واحد من مليون من الجرام من هذه المادة يكفي لتزويد مركبة
فضائية لرحلتها إلى المريخ (تستغرق الرحلة عاماَ كاملاً) !!
ولذا
فأحد الاستخدامات البديهية التي ستخطر على بالنا بالتأكيد، هو استخدامها
كمصدر للطاقة، ولكن من أين يمكن أن نحصل على مادة مضادة لاستخدامها كمصدر
للطاقة؟
من المختبر كما
فعلت سيرن. أي أننا يمكن أن نقوم بإنشاء مصانع لإنتاج المادة المضادة.
ولكن قبل أن نذهب بعيداً في هذا التخيل لنعرف حقيقة هامة جداً، وهي أن كل
ما تتنتجه سيرن لمدة عام لن يكفي لتوفير مصدر للإضاءة إلا لثلاث ثواني فقط
!! ولذا فهذه الفكرة أمامها الكثير لنتمكن من تنفيذها بالفعل.
ولكننا
ذكرنا سابقاً أننا اكتشفنا وجود المادة المضادة بالفعل في قلب المجرة وفي
الانفجارات الشمسية، لكننا كذلك لن نستطيع أن نجمعها من هذه الأماكن
البعيدة! أم أننا نستطيع؟!!
تعتقد
ناسا أنه يمكننا ذلك، ولذا تقوم بتمويل مشروعاً يقوم على وضع كرات ضخمة في
مدارات حول الأرض لامتصاص الجسيمات القادمة من الشمس والناتجة عن التقاء
المادة بالمادة المضادة، ثم إرسالها إلى الأرض!
استخدام المادة المضادة في العلاج:
غالباً
ما تسيطر فكرة الطاقة على رؤيتنا لمستقبل المادة المضادة ويذهب كتاب
الخيال العلمي لأبعد من ذلك بتخيلهم استخدامها كقنابل هائلة تبيد قارات
وكواكب كاملة، ولكننا نتناسى بذلك استخداماً هاماً جداً لهذه المادة وهو
استخدامها في الطب!!
فبنفس فكرة أشعة إكس،
يمكن تخيل حقن المريض بمادة نشطة إشعاعياً تطلق البوزيترونات لتصطدم
بإلكترونات فينتج عنها أشعة جاما التي يمكن التقاطها بكاميرات خاصة لمشاهدة
ما يحدث داخل جسم المريض بدقة!
قد تظنون أن كل هذه الأفكار مجرد أحلام في عقول بعض العلماء وكتاب الخيال العلمي، ولكن لنا أن نتساءل..
ألم يكن الطيران مجرد حلم لبعض الأشخاص، وتحول اليوم إلى أحد أساسيات حياة البشر؟
ألم يكن الاستنساخ مجرد فكرة في عقول بعض الروائيين وتحول اليوم إلى حقيقة علمية اعتيادية؟
ألم يكن الصعود للقمر مجرد حلم للإنسان وتحول الآن إلى إنجاز سابق؟
نختتم بذلك هذه السلسلة التي أرجو أن تعود عليكم بالفائدة المرجوة، وعلى موعد مع لغز علمي جديد وسلسلة جديدة قريباً إن شاء الله.
الأجزاء السابقة:- ما لا تعرفه عن المادة المضادة – الجزء الأول- ما لا تعرفه عن المادة المضادة – الجزء الثاني- ما لا تعرفه عن المادة المضادة – الجزء الثالث
لا يوجد حالياً أي تعليق