2 مشترك
تفرَّغ لعبادتي أملأ صدرك غنى "
????- زائر
- مساهمة رقم 1
تفرَّغ لعبادتي أملأ صدرك غنى "
شرح حديث " تفرَّغ لعبادتي أملأ صدرك غنى "
عن
أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( إن الله
تعالى يقول : يا بن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسدُّ فقرك ، وإلا
تفعل ملأت يديك شغلا ولم أسد فقرك ) . تخريج الحديث
رواه الترمذي و ابن ماجة والإمام أحمد في مسنده وغيرهم ، وقال الترمذي حسن غريب ، وصححه الألباني .
معاني المفردات
تفرغ لعبادتي : تفرغ من مهماتك وأشغالك الدنيوية لطاعتي والتقرب إلي بأنواع القرب .
أملأ صدرك : أي قلبك .
عز العبودية
عبادة الله هي المهمة العظيمة التي من أجلها خُلق الخلق ، وهي بمفهومها
الشامل لا تقتصر على أداء الشعائر التعبدية - من صلاة وصيام وحج وذكر وغير
ذلك - فحسب ، ولكنها تمتد لتنتظم حياة الإنسان كلها بشتى جوانبها وأنشطتها
بحيث لا يخرج شيء منها عن دائرة التعبد لله رب العالمين ، وتمتد كذلك لتشمل
جميع ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة :{قل إن
صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين }(الأنعام 162) .
ولا
يبلغ الإنسان ذروة الكمال البشري في العزّة والشرف والحرية حتى يحقق هذه
الغاية ، وقد وصل إلى هذا الكمال أنبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام ،
وفي مقدمتهم نبيّنا محمَّدٌ - صلى الله عليه وسلم - ، الذي خاطبه ربُّه جل
وعلا في أعلى مقاماته - مقامِ تلقي الوحي ومقامِ الإسراء - بوصف العبودية ،
باعتبارها أرقى وأعظم وأشرف منزلة يرقى إليها الإنسان ، فقال سبحانه :
{الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا }(الكهف 1) ، وقال
في مقام آخر : {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا }( الاسراء 1) ، وكلما ازداد
العبد تحقيقاً لهذه العبودية كلما ازداد كماله وعلت درجته .
وكل
من تعلّق قلبه بمخلوق وأحبَّه ، وعلق عليه نفعه وضرَّه فقد وقع في ربقة
الرقّ والعبودية له ، شاء أم أبى ، إذ الرقّ والعبودية في الحقيقة ، هو
رقُّ القلب وعبوديته ، ولهذا يُقال: " العبد حرٌّ ما قنع والحرُّ عبدٌ ما
طمع " ، وكلّما قوي طمع العبد في فضل الله ورحمته ورجائه في قضاء حاجاته ،
كلما قويت عبوديته وحريته عمَّا سواه ، كما قيل : " احتج إلى من شئت تكن
أسيره ، واستغن عمن شئت تكن نظيره ، وأحسن إلى من شئت تكن أميره " .
حقيقة الغنى
ولهذا
فإن حقيقة الغنى إنما هي في القلب ، وهي القناعة التي يقذفها الله في قلوب
من شاء من عباده ، فيرضون معها بما قسم الله ، ولا يتطلعون إلى مطامع
الدنيا أو يلهثون وراءها لهث الحريص عليها المستكثر منها .
وقد
بين ذلك عليه الصلاة والسلام بقوله : ( ليس الغنى عن كثرة العرَض ، ولكن
الغنى غنى النفس ) كما في البخاري ، وقال لأبي ذر : ( أترى أن كثرة المال
هو الغنى ؟! إنما الغنى غنى القلب ، والفقر فقر القلب ، من كان الغنى في
قلبه فلا يضره ما لقي من الدنيا ، ومن كان الفقر في قلبه فلا يغنيه ما أكثر
له في الدنيا ، وإنما يضر نفسه شحها ) رواه ابن حبان وصححه الألباني .
وكم
من غني عنده ما يكفيه وأهله عشرات السنين ، ومع ذلك لا يزال حريصاً على
الدنيا ، يخاطر بدينه وصحته ، ويضحي بوقته وجهده ، وكم من فقير يرى أنه
أغنى الناس ، مع أنه قد لا يجد قوت غده ، فالقضية إذاً متعلقة بالقلوب
وليست بما في الأيدي .
يقول
عمر رضي الله عنه : " إن الطمع فقر ، وإن اليأس غنى ، وإن الإنسان إذا أيس
من الشيء استغنى عنه " ، وسئل أبو حازم فقيل له : ما مالُك ؟ قال : لي
مالان لا أخشى معهما الفقر : الثقة بالله ، واليأس مما في أيدي الناس " ،
وقيل لبعض الحكماء : ما الغنى ؟ قال : " قلة تمَنِّيك ، ورضاك بما يكفيك " ،
وقد أحسن من قال :
ومن ينفق الساعات في جمع ماله ****** مخافة فقر فالذي فعل الفقر
بين همَّيْن
وهذا
الحديث العظيم يضع للعبد علاجاً عظيماً للهموم والغموم التي يتعرض لها في
حياته الدنيا ، هذا العلاج هو الاشتغال بما خلق له وهو عبادة الله عز وجل ،
والاهتمام بأمر الآخرة ، فإن العبد إذا شغله همُّ الآخرة أزاح الله عن
قلبه هموم الدنيا وغمومها ، وخفف عنه أكدارها وأنكادها ، فيصفو القلب
ويتجرد من كل الأشغال والصوارف ، يقول - صلى الله عليه وسلم - : ( من جعل
الهموم هما واحدا هم المعاد كفاه الله سائر همومه ، ومن تشعبت به الهموم من
أحوال الدنيا لم يبال الله في أي أوديتها هلك ) رواه ابن ماجة وغيره بسند
حسن .
وفي
حديث الترمذي عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - : ( من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه ، وجمع له شمله ،
وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه ،
وفرق عليه شمله ، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له ) صححه الألباني .
قال
الإمام ابن القيم رحمه الله : " إذا أصبح العبد وأمسى وليس همه إلا الله
وحده تحمّل الله عنه سبحانه حوائجه كلها ، وحمَل عنه كلّ ما أهمّه ، وفرّغ
قلبه لمحبته ، ولسانه لذكره ، وجوارحه لطاعته ، وإن أصبح وأمسى والدنيا همه
حمّله الله همومها وغمومها وأنكادها ووكَلَه إلى نفسه ..... " .
فعلى
العبد أن يقنع بما قسم الله له ، وأن يثق بوعد الله وحسن تدبيره له ، وألا
يكون شديد الاضطراب والخوف مما يستقبل ، فالمستقبل بيد الله ، وأن ينظر
إلى من هو دونه في أمور الدنيا ، وليستعن على ذلك بقصر الأمل واليقين بأن
الرزق الذي قُدِّر له لا بد وأن يأتيه وإن لم يشتد حرصه ، فليست شدة الحرص
هي السبب لوصول الأرزاق .
عن
أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( إن الله
تعالى يقول : يا بن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسدُّ فقرك ، وإلا
تفعل ملأت يديك شغلا ولم أسد فقرك ) . تخريج الحديث
رواه الترمذي و ابن ماجة والإمام أحمد في مسنده وغيرهم ، وقال الترمذي حسن غريب ، وصححه الألباني .
معاني المفردات
تفرغ لعبادتي : تفرغ من مهماتك وأشغالك الدنيوية لطاعتي والتقرب إلي بأنواع القرب .
أملأ صدرك : أي قلبك .
عز العبودية
عبادة الله هي المهمة العظيمة التي من أجلها خُلق الخلق ، وهي بمفهومها
الشامل لا تقتصر على أداء الشعائر التعبدية - من صلاة وصيام وحج وذكر وغير
ذلك - فحسب ، ولكنها تمتد لتنتظم حياة الإنسان كلها بشتى جوانبها وأنشطتها
بحيث لا يخرج شيء منها عن دائرة التعبد لله رب العالمين ، وتمتد كذلك لتشمل
جميع ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة :{قل إن
صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين }(الأنعام 162) .
ولا
يبلغ الإنسان ذروة الكمال البشري في العزّة والشرف والحرية حتى يحقق هذه
الغاية ، وقد وصل إلى هذا الكمال أنبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام ،
وفي مقدمتهم نبيّنا محمَّدٌ - صلى الله عليه وسلم - ، الذي خاطبه ربُّه جل
وعلا في أعلى مقاماته - مقامِ تلقي الوحي ومقامِ الإسراء - بوصف العبودية ،
باعتبارها أرقى وأعظم وأشرف منزلة يرقى إليها الإنسان ، فقال سبحانه :
{الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا }(الكهف 1) ، وقال
في مقام آخر : {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا }( الاسراء 1) ، وكلما ازداد
العبد تحقيقاً لهذه العبودية كلما ازداد كماله وعلت درجته .
وكل
من تعلّق قلبه بمخلوق وأحبَّه ، وعلق عليه نفعه وضرَّه فقد وقع في ربقة
الرقّ والعبودية له ، شاء أم أبى ، إذ الرقّ والعبودية في الحقيقة ، هو
رقُّ القلب وعبوديته ، ولهذا يُقال: " العبد حرٌّ ما قنع والحرُّ عبدٌ ما
طمع " ، وكلّما قوي طمع العبد في فضل الله ورحمته ورجائه في قضاء حاجاته ،
كلما قويت عبوديته وحريته عمَّا سواه ، كما قيل : " احتج إلى من شئت تكن
أسيره ، واستغن عمن شئت تكن نظيره ، وأحسن إلى من شئت تكن أميره " .
حقيقة الغنى
ولهذا
فإن حقيقة الغنى إنما هي في القلب ، وهي القناعة التي يقذفها الله في قلوب
من شاء من عباده ، فيرضون معها بما قسم الله ، ولا يتطلعون إلى مطامع
الدنيا أو يلهثون وراءها لهث الحريص عليها المستكثر منها .
وقد
بين ذلك عليه الصلاة والسلام بقوله : ( ليس الغنى عن كثرة العرَض ، ولكن
الغنى غنى النفس ) كما في البخاري ، وقال لأبي ذر : ( أترى أن كثرة المال
هو الغنى ؟! إنما الغنى غنى القلب ، والفقر فقر القلب ، من كان الغنى في
قلبه فلا يضره ما لقي من الدنيا ، ومن كان الفقر في قلبه فلا يغنيه ما أكثر
له في الدنيا ، وإنما يضر نفسه شحها ) رواه ابن حبان وصححه الألباني .
وكم
من غني عنده ما يكفيه وأهله عشرات السنين ، ومع ذلك لا يزال حريصاً على
الدنيا ، يخاطر بدينه وصحته ، ويضحي بوقته وجهده ، وكم من فقير يرى أنه
أغنى الناس ، مع أنه قد لا يجد قوت غده ، فالقضية إذاً متعلقة بالقلوب
وليست بما في الأيدي .
يقول
عمر رضي الله عنه : " إن الطمع فقر ، وإن اليأس غنى ، وإن الإنسان إذا أيس
من الشيء استغنى عنه " ، وسئل أبو حازم فقيل له : ما مالُك ؟ قال : لي
مالان لا أخشى معهما الفقر : الثقة بالله ، واليأس مما في أيدي الناس " ،
وقيل لبعض الحكماء : ما الغنى ؟ قال : " قلة تمَنِّيك ، ورضاك بما يكفيك " ،
وقد أحسن من قال :
ومن ينفق الساعات في جمع ماله ****** مخافة فقر فالذي فعل الفقر
بين همَّيْن
وهذا
الحديث العظيم يضع للعبد علاجاً عظيماً للهموم والغموم التي يتعرض لها في
حياته الدنيا ، هذا العلاج هو الاشتغال بما خلق له وهو عبادة الله عز وجل ،
والاهتمام بأمر الآخرة ، فإن العبد إذا شغله همُّ الآخرة أزاح الله عن
قلبه هموم الدنيا وغمومها ، وخفف عنه أكدارها وأنكادها ، فيصفو القلب
ويتجرد من كل الأشغال والصوارف ، يقول - صلى الله عليه وسلم - : ( من جعل
الهموم هما واحدا هم المعاد كفاه الله سائر همومه ، ومن تشعبت به الهموم من
أحوال الدنيا لم يبال الله في أي أوديتها هلك ) رواه ابن ماجة وغيره بسند
حسن .
وفي
حديث الترمذي عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - : ( من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه ، وجمع له شمله ،
وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه ،
وفرق عليه شمله ، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له ) صححه الألباني .
قال
الإمام ابن القيم رحمه الله : " إذا أصبح العبد وأمسى وليس همه إلا الله
وحده تحمّل الله عنه سبحانه حوائجه كلها ، وحمَل عنه كلّ ما أهمّه ، وفرّغ
قلبه لمحبته ، ولسانه لذكره ، وجوارحه لطاعته ، وإن أصبح وأمسى والدنيا همه
حمّله الله همومها وغمومها وأنكادها ووكَلَه إلى نفسه ..... " .
فعلى
العبد أن يقنع بما قسم الله له ، وأن يثق بوعد الله وحسن تدبيره له ، وألا
يكون شديد الاضطراب والخوف مما يستقبل ، فالمستقبل بيد الله ، وأن ينظر
إلى من هو دونه في أمور الدنيا ، وليستعن على ذلك بقصر الأمل واليقين بأن
الرزق الذي قُدِّر له لا بد وأن يأتيه وإن لم يشتد حرصه ، فليست شدة الحرص
هي السبب لوصول الأرزاق .
عمراحمد- مشرف
- زقم العضويه : 279
عدد المساهمات : 529
نقاظ : 6165
السٌّمعَة : 39
تاريخ التسجيل : 19/10/2010
العمر : 55
الموقع : omar_drfal_200917@yahoo.com
- مساهمة رقم 2
رد
زهرة الليلك- مديــــــر المنتـــــدي
- زقم العضويه : 7
عدد المساهمات : 4378
نقاظ : 12267
السٌّمعَة : 45
تاريخ التسجيل : 02/01/2010
العمر : 39
الموقع : سوريا /// العاصمة /////دمشق/////
- مساهمة رقم 3
رد: تفرَّغ لعبادتي أملأ صدرك غنى "
فعلى
العبد أن يقنع بما قسم الله له ، وأن يثق بوعد الله وحسن تدبيره له ، وألا
يكون شديد الاضطراب والخوف مما يستقبل ، فالمستقبل بيد الله ، وأن ينظر
إلى من هو دونه في أمور الدنيا ، وليستعن على ذلك بقصر الأمل واليقين بأن
الرزق الذي قُدِّر له لا بد وأن يأتيه وإن لم يشتد حرصه ، فليست شدة الحرص
هي السبب لوصول الأرزاق .
عاااااااااااااشت الايــــــــــــــــــادي ياحبيب الررررررروح
وجزيتي بأعظم الخيررررررررر حبيبتي
العبد أن يقنع بما قسم الله له ، وأن يثق بوعد الله وحسن تدبيره له ، وألا
يكون شديد الاضطراب والخوف مما يستقبل ، فالمستقبل بيد الله ، وأن ينظر
إلى من هو دونه في أمور الدنيا ، وليستعن على ذلك بقصر الأمل واليقين بأن
الرزق الذي قُدِّر له لا بد وأن يأتيه وإن لم يشتد حرصه ، فليست شدة الحرص
هي السبب لوصول الأرزاق .
عاااااااااااااشت الايــــــــــــــــــادي ياحبيب الررررررروح
وجزيتي بأعظم الخيررررررررر حبيبتي