حريق ضخم يلتهم معمل نسيج العلبي بالكامل

مدينتنا- خاص

نشب حريق ضخم فجر اليوم، في أحد معامل علبي تكس للنسيج والغزول على طريق حلب دمشق، وأتى الحريق على معملي النسيج القطني، ونسيح "البولي استر" بالكامل.

واستمر الدخان في التصاعد وألسنة اللهب في الاشتعال، حتى بعد سيطرة رجال الإطفاء على الحريق، وبقيت حتى وقت متأخر من مساء اليوم الأربعاء، أي بعد أكثر من 15 ساعة على نشوب الحريق.

وفي تصريح خاص لـ"شبكة مدينتنا" الإخبارية، قال "خالد علبي" مدير مجموعة "علبي تكس"، إن التحقيقات جارية لمعرفة سبب الحريق، فيما التوقعات الأولية تشير إلى احتمال أن يكون "ماس كهربائي" مسؤول عن اندلاع الحريق. كما أشار العلبي إلى أن جميع العمال (البالغ عددهم أربعين عاملاً) والذي كانوا متواجدين في معمل النسيج ساعة الحريق، تمكنوا من الخروج سالمين دون أن يصاب أحد بأذى، وأكد العلبي لـ"مدينتنا"، أن المعمل يتضمن إجراءات السلامة الصناعية، إلا أن سرعة اشتعال النيران في المنسوجات القطنية، حالت دون إخماد النيران، وذلك على الرغم من وجود وحدة إطفاء قريبة من المعمل بحسب العلبي.

وحول التقديرات الأولية لحجم الخسائر، أشار العلبي إلى أن قيمة الآلات والبضائع الموجودة في معمل النسيج تصل حتى مليار ليرة سورية (حوالي 20 مليون دولار)، وقد تلفت بالكامل.
وفي التفاصيل، علمت "مدينتنا" من مصادر مطلعة في المعمل، أن الحريق اندلع في مستودع الغزول القطنية في المصنع حوالي الساعة الثانية بعد منتصف ليل الثلاثاء - الأربعاء، وأن الحريق التهم بسرعة جميع أنحاء المعمل مما دفع العمال للخروج بسرعة دون أن يتمكنوا من حمل أغراضهم الشخصية، بينما لم يستغرق الأمر أكثر من نصف ساعة فقط، ليجهز الحريق على جميع أنحاء المعمل وحتى قبل وصول سيارات الإطفاء.

دمار كامل:
في المشاهدات على الأرض، كانت النيران بعد عصر اليوم لا تزال مشتعلة في أكوام المنسوجات القطنية، فيما كانت سحب الدخان تعلو منطقة المعمل وتشاهد من بعد. وبدا الدمار واضحاً في جميع أنحاء المعمل، حيث أتت النيران على جميع الآلات داخل معملي النسيج القطني، والبوليستر، وكذلك جميع البضائع الموجودة، بما في ذلك بضائع كانت معدة للتصدير.
يشار إلى أن الصالة المحترقة، تحمل الرقم 3 في معمل العلبي، وتضم معملي نسيج، أحدهما للخيوط القطنية، والآخر للخيوط الصنعية (البولي استر)، وتبلغ مساحة الصالة 20 ألف متر مربع احترقت بالكامل، وتنتج الصالة بمعمليها أقمشة الستائر "البرادي"، وهو المصنع الوحيد بين مجموعة مصانع العلبي الذي ينتج هذا النوع من القماش، وتصل طاقته الإنتاجية إلى حولي 2,5 مليون متر (طولي)، من أقمشة الستائر سنوياً.
وتقع الصالة ضمن منشأة كبيرة، تفوق مساحتها 150 ألف متراً مربعاً، وتضم أربعة مصانع هي: (معمل الغزول القطنية، معمل الخيوط الصنعية، معمل التحضير (الصباغة)، معمل النسيج بشقيه القطني والصنعي)، ويعمل فيها ما يزيد عن ألف عامل.

علبي تكس:
تعتبر معامل (علبي تكس) في حلب واحدة من أهم معالم صناعة النسيج في حلب خصوصاً (معقل صناعة النسيج في سورية)، وفي سورية على وجه العموم، وارتبط اسم تلك المصانع مباشرة باسم الشخصية الأكثر ظهوراً في العائلة، وهو خالد علبي.
بدأت عائلة العلبي العمل في مجال تحضير النسيج منذ العام 1964 في لبنان، وذلك قبل أن تجبرها أحداث لبنان على العودة إلى سورية في العام 1974، لتستقر نهائياً في سورية مطلع الثمانينات، وبدأت العمل في منطقة العرقوب بحلب، قبل أن تشتري العائلة آلات أحد المصانع في دمشق وتقوم بتركيبه في منطقة الشقيف الصناعية (لا زال موجوداً حتى اليوم).

بعد تلك الفترة، ارتبط اسم نسيج العلبي بأسواق روسيا منذ الثمانينات وحتى الآن، حيث حققت مجموعة العلبي أرباحاً طائلة من التصدير إلى الاتحاد السوفيتي آنذاك عبر إحدى الشركات الوسيطة، والمرتبطة بما يعرف باسم "اتفاقيات المدفوعات"، ثم دخلت شركة العلبي مباشرة إلى روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، حتى عرفت الستائر هناك باسم "علبي تكس"، وذلك للشهرة الواسعة لها حينئذ.
وتصدّر مجموعة العلبي اليوم إلى روسيا، وعدد من الدول العربية والأوربية.

ولكي تشاهد صور الحريق اضغط الرابط التالي: http://www.ourcity-sy.com/va.php?id=3159