+4
mero
محمود عبدالله
قطرات الندى
HAMS
8 مشترك
"حـــلـــم حـــيـــاتـــي"..(قصة رومنسية متسلسلة)
HAMS- مشرف عام الاقسام الرومانسيه
- زقم العضويه : 58
عدد المساهمات : 720
نقاظ : 6280
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 08/02/2010
العمر : 32
الموقع : مصر
- مساهمة رقم 1
"حـــلـــم حـــيـــاتـــي"..(قصة رومنسية متسلسلة)
تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
"حلم حياتي"
مقدمة:
تمضي الأيام لتحل مكانها أيام أخرى.. ليكبر الصغير.. ويشيب الكبير.. لتكبر الأحلام ومعها تزداد فرصة تحقيق الأمنيات..
هل حلمت يوما بامتلاك منزل كبير؟.. أو حتى فكرت بالحصول على سيارة من أحدث طراز..ما الذي منعك من تحقيق هذه الأمنيات؟.. أو ما الذي يمنعك الآن؟.. تكاسل ام خيبة امل.. ام هو يا ترى الشعور بان الأحلام لا تتحقق..
من قال هذا؟..جميع الناس على هذه الأرض الواسعة لا تكف عن التمني..وبالعزم والاصرار..حققوا ما يحلمون به ويصبون إليه منذ ان كانوا صغارا..
هي تمنت وحلمت.. ومع الايام كبر معها حلمها هذا..
هو تمنى أيضا.. وكان يطمح بتحقيق حلمه هذا..
لكن أشياء كثيرة كانت تقف حائلا بينهما؟.. أشياء منعتهما من تحقيق هذا الحلم الجميل..التي ترفرف حوله العصافير..عصافير الحب.....
"حلم حياتي"
مقدمة:
تمضي الأيام لتحل مكانها أيام أخرى.. ليكبر الصغير.. ويشيب الكبير.. لتكبر الأحلام ومعها تزداد فرصة تحقيق الأمنيات..
هل حلمت يوما بامتلاك منزل كبير؟.. أو حتى فكرت بالحصول على سيارة من أحدث طراز..ما الذي منعك من تحقيق هذه الأمنيات؟.. أو ما الذي يمنعك الآن؟.. تكاسل ام خيبة امل.. ام هو يا ترى الشعور بان الأحلام لا تتحقق..
من قال هذا؟..جميع الناس على هذه الأرض الواسعة لا تكف عن التمني..وبالعزم والاصرار..حققوا ما يحلمون به ويصبون إليه منذ ان كانوا صغارا..
هي تمنت وحلمت.. ومع الايام كبر معها حلمها هذا..
هو تمنى أيضا.. وكان يطمح بتحقيق حلمه هذا..
لكن أشياء كثيرة كانت تقف حائلا بينهما؟.. أشياء منعتهما من تحقيق هذا الحلم الجميل..التي ترفرف حوله العصافير..عصافير الحب.....
HAMS- مشرف عام الاقسام الرومانسيه
- عدد المساهمات : 720
تاريخ التسجيل : 08/02/2010
- مساهمة رقم 51
رد: "حـــلـــم حـــيـــاتـــي"..(قصة رومنسية متسلسلة)
* الجزء الواحد العشرون*
(أحقا يا ليلى ؟)
تطلعت ليلى بلهفة الى عماد وهي تنتظر سماع ما سيقوله بشوق وترقب ومن ثم وجدته يقول وهو يتطلع الى عينيها مباشرة ويحتضن كفها برقة: اعني.. انك انسانة غالية على قلبي..ولن ابالغ ان قلت انني قد اعجبت بك منذ اول مرة رأيتك فيها.. واهتمامي بك قد تضاعف وانا ارى مشاعر كثيرة تتحرك بداخلي نحوك..
توردت وجنتا ليلى بخجل شديد.. واحست بالحرارة في اطراف جسدها.. ارتجاف هو ما سيطر على اطرافها في تلك اللحظة.. وارتباك جعلها تتلعثم دون ان تعلم ما تقول.. ووجدت عماد يردف بحب: ولن ابالغ ايضا ان قلت انك قد بت احد احلامي التي اتمناها.. لقد اصبحت حلم حياتي الذي اطمح له..
ازداد ارتباك ليلى وهي تقول بتلعثم: اتراني حقا استحق كل هذا.. وانا...
قاطعها عماد قائلا: ان كنت ستتحدثين عن المناصب او الطبقات الاجتماعية فأرجوك لا تكملي.. اخبرتك بأنني لا اهتم لكل هذه التفاهات التي تملأ المجتمع.. كل ما يهمني هو انك الانسانة الذي كنت احلم بأن تكون شريكة حياتي..
قالت ليلى وابتسامة خجلى ترتسم على شفتيها: أحقا؟..
اومأ عماد برأسه ومن ثم قال: اجل..يا ليلى.. وسأثبت لك بأنك الوحيدة الذي استطاعت تحريك مشاعري نحوها واختطاف قلبي.. ولكن...
- ولكن..ماذا؟..
سألها عماد قائلا: هل تبادليني شعورا بآخر؟..
قالت ليلى بخجل: اتسأل؟..
ابتسم عماد بسعادة وقال بفرحة: أحقا يا ليلى ؟.. أحقا؟..
قالت ليلى وهي تطرق برأسها في ارتباك وخجل شديدين: أجل فقد أعجبت بك انا ايضا.. ومع الأيام وجدت انك قد اصبحت شخصا مهما في حياتي..
قال عماد بحنان شديد وهو يمسك بكلتا كفيها: اذا هل تسمحين لي ان اطلب منك طلبا أخيرا يا عزيزتي؟..
أومأت برأسها وهي تحاول منع ارتجافة كفيها.. فقال: هل تقبلين الزواج بي يا ليلى؟..
تطلعت له ليلى بعينان تمتلآن بالدهشة والفرح ولم تستطع نطق أي حرف.. أحست بقلبها يرقص بين ضلوعها فرحا.. أحست بنفسها تحلق في سماء الاحلام الوردية.. فهاهي ذي اكبر أمنياتها قد تحققت امام ناظريها.. لقد طلبها عماد للزواج.. هذا ليس حلما.. ان الاحلام ليست بهذا الوضوح والدقة..الاحلام لا تُحس؟..انها تشعر بكفيه وهما تمسكان بكفيها بحنان شديد..انها...
وظل الوضع على ما هو عليه بضع لحظات أخرى.. ليلى صامتة دون ان تستطيع ان تنطق بحرف وعماد يتطلع اليها بحب شديد ..قبل ان يردف عماد بصوت اقرب للهمس: لم تجيبيني يا عزيزتي .. هل تقبلين بي زوجا؟..
حاولت ليلى النطق بأي عبارة.. ولكن الخجل الجم لسانها .. وأخيرا ازدردت لعابها وتماسكت لتقول: ان هذا اسمى احلامي يا عماد..
خفق قلب عماد بقوة وهو يستمع لما قالته.. ومال نحوها ليقول بهمس وحب: أحبك يا ليلى.. احبك..
وارتجف قلب ليلى بسعادة كبيرة.. فهل تكون سعادتها الكبيرة هذه دائمة يا ترى ؟..ربما...
**********
توقفت سيارة وعد عند أحدالكبائن لبيع الجرائد والمجلات في الطريق لتهبط من سيارتها وتتوجه نحو البائع وتقول: صحيفة الشرق من فضلك؟..
قدم لها ما تريد ومن ثم قال: ثلاث قطع نقدية لو سمحت..
قدمت له وعد المبلغ قبل ان تتجه نحو سيارتها وتحتل مقعد القيادة..ومن ثم تتطلع الى الجريدة في لهفة والى موضوعها الذي احتل الصفحة الاولى.. ابتسمت بسعادة .. فهذا يعني انها قد قامت بالخطوة الاولى بنجاح.. وكما يقولون " مشوار الالف ميل..يبدأ بخطوة"..انها الخطوة الاولى لها لتصبح صحفية ناجحة..ومن يدري؟.. ربما يحصل موضوعها هذا على نجاح لم تتوقعه..
لم تستطع اخفاء تلك الابتسامة الواسعة التي ارتسمت على شفتيها طوال قيادتها لسيارتها الى المنزل..وما ان وصلت اليه حتى هبطت من السيارة والتقطت الصحيفة بفرح وتوجهت الى الداخل حيث يجلس والداها وهي تقول: امي..ابي.. لقد نشر موضوعي بالصفحة الاولى..
انشد انتباه والداها لها.. وقال والدها بابتسامة: دعيني ارى لاصدق بنفسي..
قالت باستنكار طفولي: ما هذا يا ابي؟.. الا تصدق بأن ابنتك صحفية ممتازة الى هذه الدرجة؟..
قال بابتسامة ابوية: البرهان اولا..
تقدمت وعد منه وقدمت له الصحيفة وقالت وهي تشير الى موضوعها: انظر بنفسك واخبرني برأيك بموضوعي..
قال والدها وهو يتطلع الى حيث تشير: "خلف ابواب مصنع ما".. بالنسبة للعنوان فهو جيد..
ابتسمت وعد وقالت وهي تجلس الى جوار والدها: جيد فقط؟..
قال والدها وهو يقرأ موضوعها باهتمام: دعيني أكمل القراءة ومن ثم أعطيك رأيي النهائي..
صمتت وعد وهي تتطلع الى والدها الذي أخذ يقرأ السطور في سرعة واهتمام ثم لم يلبث حاجباه ان انعقدا وهو يقول: ماذا تعنين بما كتبته؟..
هزت وعد كتفيها وقالت: الحقيقة لا اكثر..
التفت لها والدها ومن ثم قال: ولكن موضوعا كهذا قد يسبب لك المشاكل وخصوصا وانت تضعين صور ذلك المكتب بمثل هذا الوضوح..
قالت وعد بعناد: لا يهمني.. فلست اخشى امثاله..
قال والدها مؤنبا: الشجاعة احيانا تكون صفة سيئة وليست جيدة لدى الانسان..
عقدت ذراعيها امام صدرها وقالت : ومتى تكون الشجاعة صفة سيئة؟..
قال والدها وهو يتنهد: عندما يتحلى شخص واحد بالشجاعة وهو يقاتل عدد كبيرا من الناس.. في هذه الحالة ما يفعله يسمى تهورا.. فهو يدرك بأنه سيفشل ومع هذا يصر على التظاهر بالشجاعة..
واردف وهو يتطلع اليها بعينين قلقتين: وهذا ما تفعلينه الآن يا بنيتي.. فأنت وحدك تحاولين مجابهة امثال هؤلاء اصحاب النفوذ بالمجتمع.. واخشى عليك منهم..
ابتسمت وعد وقالت: لا تخشى على ابنتك يا ابي.. ان عملي هو اظهار الحقيقة للناس لا اخفاءها..
قالت والدتها فجأة: منذ البداية لم اكن اوافقك لأن تعملي في مثل هذا العمل..
التفتت وعد الى والدتها وقالت: لكنه العمل الذي طالما تمنيته..
ربت والدها على كتفها ومن ثم قال: دعيك الآن من هذا.. لقد افسدنا فرحتك بنشر موضوعك.. فاعذريني..
ابتسمت وعد ابتسامة واسعة وهي تتطلع الى والدها.. في حين اردف هو: واذهبي لاستبدال ملابسك لاننا مغادرون الآن..
تسائلت وعد قائلة: الى اين؟..
اجابتها والدتها قائلة: الى منزل عمك..
- ولم؟..
- لا يوجد سبب محدد سنذهب لزيارتهم لا اكثر..
أومأت وعد برأسها وهي تنهض من مكانها وتصعد الى الطابق الاعلى..استعدادا للذهاب الى منزل عمها..
*********
(أحقا يا ليلى ؟)
تطلعت ليلى بلهفة الى عماد وهي تنتظر سماع ما سيقوله بشوق وترقب ومن ثم وجدته يقول وهو يتطلع الى عينيها مباشرة ويحتضن كفها برقة: اعني.. انك انسانة غالية على قلبي..ولن ابالغ ان قلت انني قد اعجبت بك منذ اول مرة رأيتك فيها.. واهتمامي بك قد تضاعف وانا ارى مشاعر كثيرة تتحرك بداخلي نحوك..
توردت وجنتا ليلى بخجل شديد.. واحست بالحرارة في اطراف جسدها.. ارتجاف هو ما سيطر على اطرافها في تلك اللحظة.. وارتباك جعلها تتلعثم دون ان تعلم ما تقول.. ووجدت عماد يردف بحب: ولن ابالغ ايضا ان قلت انك قد بت احد احلامي التي اتمناها.. لقد اصبحت حلم حياتي الذي اطمح له..
ازداد ارتباك ليلى وهي تقول بتلعثم: اتراني حقا استحق كل هذا.. وانا...
قاطعها عماد قائلا: ان كنت ستتحدثين عن المناصب او الطبقات الاجتماعية فأرجوك لا تكملي.. اخبرتك بأنني لا اهتم لكل هذه التفاهات التي تملأ المجتمع.. كل ما يهمني هو انك الانسانة الذي كنت احلم بأن تكون شريكة حياتي..
قالت ليلى وابتسامة خجلى ترتسم على شفتيها: أحقا؟..
اومأ عماد برأسه ومن ثم قال: اجل..يا ليلى.. وسأثبت لك بأنك الوحيدة الذي استطاعت تحريك مشاعري نحوها واختطاف قلبي.. ولكن...
- ولكن..ماذا؟..
سألها عماد قائلا: هل تبادليني شعورا بآخر؟..
قالت ليلى بخجل: اتسأل؟..
ابتسم عماد بسعادة وقال بفرحة: أحقا يا ليلى ؟.. أحقا؟..
قالت ليلى وهي تطرق برأسها في ارتباك وخجل شديدين: أجل فقد أعجبت بك انا ايضا.. ومع الأيام وجدت انك قد اصبحت شخصا مهما في حياتي..
قال عماد بحنان شديد وهو يمسك بكلتا كفيها: اذا هل تسمحين لي ان اطلب منك طلبا أخيرا يا عزيزتي؟..
أومأت برأسها وهي تحاول منع ارتجافة كفيها.. فقال: هل تقبلين الزواج بي يا ليلى؟..
تطلعت له ليلى بعينان تمتلآن بالدهشة والفرح ولم تستطع نطق أي حرف.. أحست بقلبها يرقص بين ضلوعها فرحا.. أحست بنفسها تحلق في سماء الاحلام الوردية.. فهاهي ذي اكبر أمنياتها قد تحققت امام ناظريها.. لقد طلبها عماد للزواج.. هذا ليس حلما.. ان الاحلام ليست بهذا الوضوح والدقة..الاحلام لا تُحس؟..انها تشعر بكفيه وهما تمسكان بكفيها بحنان شديد..انها...
وظل الوضع على ما هو عليه بضع لحظات أخرى.. ليلى صامتة دون ان تستطيع ان تنطق بحرف وعماد يتطلع اليها بحب شديد ..قبل ان يردف عماد بصوت اقرب للهمس: لم تجيبيني يا عزيزتي .. هل تقبلين بي زوجا؟..
حاولت ليلى النطق بأي عبارة.. ولكن الخجل الجم لسانها .. وأخيرا ازدردت لعابها وتماسكت لتقول: ان هذا اسمى احلامي يا عماد..
خفق قلب عماد بقوة وهو يستمع لما قالته.. ومال نحوها ليقول بهمس وحب: أحبك يا ليلى.. احبك..
وارتجف قلب ليلى بسعادة كبيرة.. فهل تكون سعادتها الكبيرة هذه دائمة يا ترى ؟..ربما...
**********
توقفت سيارة وعد عند أحدالكبائن لبيع الجرائد والمجلات في الطريق لتهبط من سيارتها وتتوجه نحو البائع وتقول: صحيفة الشرق من فضلك؟..
قدم لها ما تريد ومن ثم قال: ثلاث قطع نقدية لو سمحت..
قدمت له وعد المبلغ قبل ان تتجه نحو سيارتها وتحتل مقعد القيادة..ومن ثم تتطلع الى الجريدة في لهفة والى موضوعها الذي احتل الصفحة الاولى.. ابتسمت بسعادة .. فهذا يعني انها قد قامت بالخطوة الاولى بنجاح.. وكما يقولون " مشوار الالف ميل..يبدأ بخطوة"..انها الخطوة الاولى لها لتصبح صحفية ناجحة..ومن يدري؟.. ربما يحصل موضوعها هذا على نجاح لم تتوقعه..
لم تستطع اخفاء تلك الابتسامة الواسعة التي ارتسمت على شفتيها طوال قيادتها لسيارتها الى المنزل..وما ان وصلت اليه حتى هبطت من السيارة والتقطت الصحيفة بفرح وتوجهت الى الداخل حيث يجلس والداها وهي تقول: امي..ابي.. لقد نشر موضوعي بالصفحة الاولى..
انشد انتباه والداها لها.. وقال والدها بابتسامة: دعيني ارى لاصدق بنفسي..
قالت باستنكار طفولي: ما هذا يا ابي؟.. الا تصدق بأن ابنتك صحفية ممتازة الى هذه الدرجة؟..
قال بابتسامة ابوية: البرهان اولا..
تقدمت وعد منه وقدمت له الصحيفة وقالت وهي تشير الى موضوعها: انظر بنفسك واخبرني برأيك بموضوعي..
قال والدها وهو يتطلع الى حيث تشير: "خلف ابواب مصنع ما".. بالنسبة للعنوان فهو جيد..
ابتسمت وعد وقالت وهي تجلس الى جوار والدها: جيد فقط؟..
قال والدها وهو يقرأ موضوعها باهتمام: دعيني أكمل القراءة ومن ثم أعطيك رأيي النهائي..
صمتت وعد وهي تتطلع الى والدها الذي أخذ يقرأ السطور في سرعة واهتمام ثم لم يلبث حاجباه ان انعقدا وهو يقول: ماذا تعنين بما كتبته؟..
هزت وعد كتفيها وقالت: الحقيقة لا اكثر..
التفت لها والدها ومن ثم قال: ولكن موضوعا كهذا قد يسبب لك المشاكل وخصوصا وانت تضعين صور ذلك المكتب بمثل هذا الوضوح..
قالت وعد بعناد: لا يهمني.. فلست اخشى امثاله..
قال والدها مؤنبا: الشجاعة احيانا تكون صفة سيئة وليست جيدة لدى الانسان..
عقدت ذراعيها امام صدرها وقالت : ومتى تكون الشجاعة صفة سيئة؟..
قال والدها وهو يتنهد: عندما يتحلى شخص واحد بالشجاعة وهو يقاتل عدد كبيرا من الناس.. في هذه الحالة ما يفعله يسمى تهورا.. فهو يدرك بأنه سيفشل ومع هذا يصر على التظاهر بالشجاعة..
واردف وهو يتطلع اليها بعينين قلقتين: وهذا ما تفعلينه الآن يا بنيتي.. فأنت وحدك تحاولين مجابهة امثال هؤلاء اصحاب النفوذ بالمجتمع.. واخشى عليك منهم..
ابتسمت وعد وقالت: لا تخشى على ابنتك يا ابي.. ان عملي هو اظهار الحقيقة للناس لا اخفاءها..
قالت والدتها فجأة: منذ البداية لم اكن اوافقك لأن تعملي في مثل هذا العمل..
التفتت وعد الى والدتها وقالت: لكنه العمل الذي طالما تمنيته..
ربت والدها على كتفها ومن ثم قال: دعيك الآن من هذا.. لقد افسدنا فرحتك بنشر موضوعك.. فاعذريني..
ابتسمت وعد ابتسامة واسعة وهي تتطلع الى والدها.. في حين اردف هو: واذهبي لاستبدال ملابسك لاننا مغادرون الآن..
تسائلت وعد قائلة: الى اين؟..
اجابتها والدتها قائلة: الى منزل عمك..
- ولم؟..
- لا يوجد سبب محدد سنذهب لزيارتهم لا اكثر..
أومأت وعد برأسها وهي تنهض من مكانها وتصعد الى الطابق الاعلى..استعدادا للذهاب الى منزل عمها..
*********
HAMS- مشرف عام الاقسام الرومانسيه
- عدد المساهمات : 720
تاريخ التسجيل : 08/02/2010
- مساهمة رقم 52
رد: "حـــلـــم حـــيـــاتـــي"..(قصة رومنسية متسلسلة)
طرقت فرح باب غرفة هشام عدة طرقات قبل ان تقول: هل استطيع الدخول؟..
قال هشام من داخل غرفته: لا..فلتغادري..
ابتسمت فرح وقالت وهي تدلف الى الداخل: انها دعوة لي بالدخول اذا..
وتطلعت اليه وهو مستغرق في عمله امام احد الرسوم الهندسية ومن ثم قالت: هل لديك عمل كثير هذا اليوم؟..
اجابها هشام ببرود قائلا: اجل ولولا هذا لكنت قد غادرت المنزل.. حتى لا ارى وجهها..
كانت تعلم بأنه يعني وعد..وانه قد علم بأمر حضورها اليوم لمنزلهم.. فتقدمت منه قليلا ومن ثم قالت: هشام.. انت اخي الوحيد.. صدقني انا لا اتمنى وعد لسواك.. ولكنها لا تصلح لك..
- ومن انت حتى تحكمي بهذا؟..
قالت وكأنها لم تسمعه: انت عصبي المزاج وهي عنيدة الى اقصى درجة.. انت تسخر منها دائما.. وهي تكره ان يقلل شخصا ما من شأنها.. انتما هكذا تصبحان نقيضان تماما وكل منكما سيزيد المشكلة ولن يصلحها..
قال هشام وهو يلتفت عنها: يقول بعض علماء النفس ان زواج شخصين يختلفان عن بعضهما هو الافضل لان كلا منهما سيكمل نواقص الآخر..
قالت فرح مكملة: وربما كلا منهما سيفسد حياة الآخر بصفاته المختلفة.. فأنت مثلا ...
قاطعها هشام بسخرية مريرة: فأنا مثلا احمق لانني احببت فتاة لا تأبه بي.. اليس كذلك؟..
قالت فرح في سرعة: ليس هذا ما اعنيه يا هشام وانما...
فاطعها هذه المرة صوت والدتها وهو يرتفع بالنداء .. هاتفة باسمها.. فقال هشام بهدوء: دعي عنك هذا الموضوع السخيف .. واذهبي الى والدتي..
تنهدت فرح بيأس وهي تغادر غرفته وتهبط الدرجات الى الطابق الاسفل حيث والدتها وهناك قالت: اجل يا امي..ما الأمر؟..
قالت والدتها في سرعة: تعالي لتساعديني قليلا في المطبخ قبل ان يصل عمك واسرته..
قالت فرح بهدوء وهي تتبع والدتها: حاضر..
وما لبث ان ارتفع رنين جرس الباب.. فقالت لها والدتها : اذهبي لتري من بالباب..
اتجهت فرح للباب وفتحته لتسمع صوت وعد المرح وهي تقول: اهلا فرح كيف حالك؟..
قالت فرح ببرود متعمد: بخير..
قالت وعد وهي تبتسم: ما بالك؟.. تحدثينني وكأنني قد سرقت منك شيئا..
قالت فرح ببرود اكبر: بل انت من سرق منا ذاك الشيء..
تطلعت اليها وعد بغرابة وحيرة.. ثم لم تلبث ان فهمت ما تعنيه.. فقالت: تعالي ارغب في التحدث معك قليلا..
قالت فرح وهي تلتفت عنها: سأساعد امي بأعمال المطبخ..
التفتت وعد الى والدة فرح وقالت مبتسمة وهي تمسك بكف فرح: خالتي هل يمكن لي ان استعير منك فرح للحظات؟..
قالت والدة فرح مبتسمة: تستطيعين لو اكملنا عملنا سريعا..
التفتت وعد الى فرح وقالت بابتسامة عذبة: اذا سأساعدها..
صمتت فرح دون ان تنبس ببنت شفة في حين دلفت وعد الى الداخل وقالت وهي تشمر عن كم قميصها: ما المطلوب مني فعله؟..
قالت والدة فرح مبتسمة: اعدي طبق الخضراوات والفاكهة..
ومن ثم لم تلبث ان التفتت الى فرح وقالت: وانت يا فرح اعدي العصير..
قالت وعد بمرح: انا اعد اطباق الفاكهة والخضراوات.. وفرح العصير فقط ..ماهذا التمييز؟..
قالت والدة فرح بابتسامة: انت من عرض المساعدة..
ضحكت وعد وقالت: اجل انت محقة يا خالتي.. انه خطأي منذ البداية في ان اساعد فرح..
قالت فرح وهي تعقد ساعديها امام صدرها: يمكنك ان تتراجعي عن عرضك هذا..
ابتسمت وعد وقالت وهي تلتفت لها: عنداً فيك.. لن اتراجع..
قالتها وأخرجت لها لسانها بحركة طفولية.. وابتسمت فرح بالرغم منها.. لم هي متحاملة على وعد الى هذه الدرجة.. ما ذنبها هي؟؟..هل تريدها ان تدفن احلامها من اجل هشام؟.. ولكن ما ذنب هشام ايضا حتى يتعذب.. لم تعد تستطيع ان تدرك ايهما الذي على صواب وايهما الذي على خطأ.. انها تشعر ان كلاهما مصيب فيما يقوله ومخطأ في الوقت ذاته.. انها...
(ما هذا الكسل يا فرح؟..ألم تعدي العصير بعد؟.. لقد انتهيت انا من الفاكهة)
قالتها وعد بابتسامة مرحة.. فقالت فرح وهي تسرع باحضار علبة العصير : سأعده حالا..
قالت والدة فرح وهي تتطلع الى وعدفي تلك اللحظة: متى نفرح بك يا وعد؟.. ونراك عروساً لهشام..
تغيرت ملامح وعد فجأة..واطرقت برأسها بصمت دون ان تقوى على الاجابة.. وقالت بارتباك محاولة تغيير دفة الحديث: لقد انتهيت من اعداد الاطباق.. والآن هل نستطيع انا وفرح ان نغادر؟..
قالت والدة فرح وهي تهز كتفيها: يمكنكما ذلك..
امسكت وعد بمعصم فرح وقالت بابتسامة: هيا يا فرح..
واسرعت تجذب فرح الى حيث الردهة وهناك جلست وعد على احد الارائك.. واجلست فرح الى جوارها وهي تقول: والآن..اخبريني بكل ما حدث..
عقدت فرح حاجبيها ومن ثم قالت: بل انت التي اخبريني بكل ماحدث بينك وبين هشام..
قالت وعد بهدوء: لقد صارحني بمشاعره.. فصارحته انا الأخرى بمشاعري.. اخبرته بأني لو تظاهرت بالعكس فسيعد هذا خداعا له.. واخبرته ان يبحث عن فتاة اخرى تحبه بحق وعندها يستطيع ان ينساني.. ولهذا لم احاول الاتصال به مطلقا خلال الايام السابقة.. حتى امنحه الفرصة ليزيلني من حياته..
تنهدت فرح وقالت: انت لا تعلمين كيف اصبحت حال شقيقي في الايام السابقة.. انه صامت مكتئب اغلب الوقت بعد ان كان يملأ المنزل مرحا ويبتسم طوال الوقت.. وما ان يحادثه احد ما حتى ينفجر في وجهه.. ولولا ان لديه اليوم عمل هام لغادر المنزل ليحيل دون رؤياك..
ابتسمت وعد ابتسامة باهتة ومن ثم قالت: هل اصبحت مخيفة الى هذه الدرجة؟؟..
قالت فرح ببرود: ان اصعب شيء على الشاب ان تهان كرامته او تجرح مشاعره.. شيء قاس جدا ان يحب فتاة بكل صدق .. ويراها في النهاية تضرب بمشاعره هذه عرض الحائط دون ان تكترث..
عقدت وعد حاجباها بضيق وقالت: لم افعل.. لم احاول ان اهين كرامته او اجرح مشاعره.. على العكس لقد احترمت مشاعره واحترمت كل كلمة نطق بها.. ولكن من الصعب علي ان ابادل مشاعره هذه.. ان المشاعر تولد بداخلنا فجأة تجاه شخص ما ولسنا نحن من يصنعها..
قالت فرح بتحدي: هل تستطيعين انكار بأنك تحبين هشام وانك مستعدة بالتضحية بأي شيء لأجله؟..
- ومن قال خلاف ذلك.. انا بالفعل احبه ولكن كأخ لي وليس أكثر.. هل ارتكب جرما اذا لم احب شخصا قد احبني؟ .. اخبريني انت.. لو كنت مكاني هل ستخدعين شخصا ما بحب وهمي لمجرد ان هذا الشخص قد احبك..
ترددت فرح قليلا ومن ثم قالت: لا اظن انني سأفعل بل سأصارحه بحقيقة مشاعري نحوه واطلب منه ان يبحث عن فتاة تبادله مشاعره هذه و ...
صمتت فرح بغتة لا لشيء بل لأنها ادركت ان ما قالته الآن مطابقاً لما قالته وعد لشقيقها.. وادركت ان وعد محقة في كل ما قالته..وانه ليس من حقها هي ان تفرض على وعد قتل احلامها من اجل شقيقها.. على العكس.. فكما تتمنى فرح الزواج من شاب تربطها به عاطفة بريئة.. تتمنى وعد المثل..
ولم تمض لحظات حتى رفعت فرح رأسها الى وعد لتطالعها ابتسامة هذه الاخيرة.. وقالت فرح بابتسامة: انت على حق.. آسفة على كل ما قلته لك.. ولكنني احب شقيقي هشام كثيرا كما تدركين.. وما اصابه افقدني القدرة على التفكير الصحيح..
قالت وعد وهي تهز كتفيها: لا عليك.. كل ما كنت ارجوه ان تفهمي موقفي ولا تتحاملي علي..
قالت فرح وهي تتطلع الى وعد: على الاطلاق.. انت صديقتي واختي.. ولا يمكنني ان اتحامل عليك ابدا..
ابتسمت وعد وهي تقول: هذا يعني انك ستعودين للاتصال بي.. اليس كذلك؟..
قالت فرح بغتة بمرح: للاسف لن استطيع.. فقد انتهى الرصيد بالهاتف اليوم فقط..
قالت وعد بسخرية: هل اسمي هذا بخلا منك اذا؟.. وانك لا ترغبين باضافة رصيد جديد الى هاتفك..
كادت فرح ان تهم بقول شيء ما.. حين ارتفع صوت والدة وعد وهي تقول: هيا يا فتيات.. الغداء جاهز..
نهضت وعد من مكانها وامسكت بمعصم فرح وهي تقول ميتسمة: هيا اذا لنتناول طعام الغداء.. لو تعلمين فقط كم اشعر بالجوع.. فانا لم اتناول شيء منذ خمس ساعات تقريبا و...
بترت وعد عبارتها وهي تتطلع الى ملامح فرح الواجمة.. وكأنها تفكر بأمر ما.. فسألتها الاولى قائلة: ما الأمر يا فرح؟..
تنهدت فرح وقالت: هشام..
عقدت وعد حاجبيهاوسألتها قائلة: ماذا به؟..
- لن يحضر لتناول الغداء..
- وما ادراك؟..
- انا اعرفه جيدا.. فما دمت هنا لن يخرج من غرفته حتى لا يضطر لأن يراك..
قالت وعد وهي تضع سبابتها اسفل ذقنها: لماذا يعقد الامور الى هذه الدرجة؟..
- لو كنت مكانه لفعلت المثل..
قالت وعد بغتة: مكانه؟.. هذا جيد جدا..
قالت فرح بغرابة: ماذا تعنين؟..
قالت وعد وهي تغمز لفرح بعينها: سأخبرك بكل شيء.. وكيف سأجبر هشام على تناول طعام الغداء معنا..
قالت فرح في لهفة وهي تعتدل في جلستها: وكيف؟؟..
قالت وعد وهي تميل نحوها وتهمس لها بصوت منخفض: ستذهبين اليه في غرفته وتتحدثين اليه و....
وواصلت وعد حديثها لفرح .. وهذه الاخيرة تبتسم ابتسامة مرحة.. تتسع تدريجيا..
**********
سمع هشام طرقات هادئة على باب غرفته.. فقال بنفاذ صبر: لا اريد تناول طعام الغداء.. يمكنك الانصراف اياً كنت..
قالت فرح مبتسمة وهي تدلف الى الداخل: ما هي احوال شقيقي العزيز؟..
قال هشام بسخرية: اظن انك قد جئت لزيارتي منذ لحظات ولم يتغير في شيء الى الآن.. ولم اجن بعد ان كان هذا ما تتوقعينه..
قالت فرح وابتسامتها تتسع : من قال هذا؟.. لقد جئت لرؤية عملك.. ثم سنهبط نحن الاثنان لتناول طعام الغداء مع الاسرة جميعا..
- اظن انني قد اخبرتك بعدم رغبتي في تناول طعام الغداء..
عقدت فرح حاجبيها ومن ثم قالت: لكن الجميع سيلاحظ هكذا.. وسيظنون انك لا ترغب بالجلوس معهم..
قال هشام بلا مبالاة: فليظنوا ما يظنوه.. هل هذه هي المشكلة الآن؟..
واردف قائلا بحسم: اذهبي اليها.. فهي تنتظرك بالاسفل ولا داعي لأن تجعليها تنتظر اكثر من ذلك .. فلن اهبط..
- ولكن يا هشام...
قاطعها قائلا بحزم: قلت لا.. الا تفهمين..
قالت فرح وهي تتنهد: فليكن كما تريد.. ولكن ان اردت يمكنك النزول معي الآن و...
( فرح .. فرح)
بترت فرح عبارتها بالرغم منها وقالت بقلق: انه صوت وعد.. ما بها تصرخ هكذا؟..
قال هشام وهو يلوح بكفه: اذهبي لها لتعلمي بالأمر..
جاءهم هتاف وعد مرة أخرى وهي تهتف بصوت متألم: فرح تعالي وساعديني على النزول.. فقد التوى كاحلي وانا احاول الصعود اليك..
قالت فرح وهي تسرع الى خارج غرفة هشام: يا الهي..
ومن ثم قالت وهي تهبط الى مستوى وعد الجالسة على احدى درجات السلم: كيف حدث هذا؟..
قالت وعد وهي تعض على شفتيها بألم: لقد زلت قدمي وانا اصعد لندائكما للغداء..
جائهم صوت هشام من على الطرف الآخر لوعد وقال وهو يعقد ساعديه امام صدره: حمقاء كما عهدتك دوما يا وعد.. الا تنظرين امامك وانت تصعدين السلم؟..
التفتت له وقالت بحدة: لقد كنت انظر امامي بالفعل.. ثم ان هذا ليس وقت اللوم..
قال هشام وهو يميل نحوها ويمسك بذراعها قاصدا رفعها عن درجات السلم: دعيني اساعدك..
قالت وعد بابتسامة: اشكرك..
والتفتت الى فرح لتغمز لها بعينها علامة على الانتصار..وما ان اوصلها هشام الى اسفل الدرج حتى قال: هل تشعرين بألم؟.. هل ترغبين بالذهاب الى المشفى؟..
قالت وعد وهي تهز رأسها نفيا: لا.. فقط اوصلني الى طاولة الطعام.. سأتناول طعام الغداء وبعدها سأغادر الى المنزل..
- اانت متأكدة؟..
- اجل..
توجه هشام برفقتها الى طاولة الطعام ومن ثم قال وهو يجذب لها مقعدا لتجلس عليه: طفلتكم الصغيرة قد زلت قدمها على احدى درجات السلم.. يبدوا انها المرة الاولى التي تتعلم فيها صعوده..
قال والد وعد بابتسامة: اوافقك في هذا يا هشام.. فلن استغرب يوما اذا سقطت وهي تسير على قدميها..
قالت وعد وهي تلتفت الى والدها باستنكار: ابي.. ما هذا الكلام؟..
ضحك والدها وشاركته فرح الضحك.. فلكزتها وعد وهي تقول بحنق: حتى انت..
هز هشام كتفيه في تلك اللحظة ومن ثم قال: عن اذنكم..
قال والد وعد متسائلا: الى اين يا هشام؟.. الن تتناول طعام الغداء معنا؟..
قال هشام بهدوء: لدي الكثير من الاعمال يا عمي.. اعذروني جميعا انا مضطر للمغادرة ..
وكاد ان يبتعد لولا ان شعر بكف فرح وهي تمسك بذراعه وتقول باصرار: لا لن تغادر.. ستتناول طعام الغداء معنا..
التفت هشام اليها وقال: دعي عنك مثل هذه التصرفات يا فرح ودعيني اذهب لانجز اعمالي..
امسكت وعد بذراعه الأخرى ومن ثم قالت مبتسمة: لن يغادر العمل وحده المنزل.. اعدك بهذا..
قالت والدة هشام بخبث في تلك اللحظة: ماذا تريد اكثر من هذا.. فتاتان جميلتان يلحان عليك بالجلوس ثم لا تجلس..
قال هشام ساخرا: لا ارى اياً من هاتين اللتين تتحدثين عنهما..
قالت فرح بعناد: هيا يا هشام.. أجلس لاتكن سخيفا..
تنهد هشام ومن ثم قال: فليكن.. فليكن.. دعوني الآن.. حتى لا اظن انني مقتاد للسجن وليس لتناول طعام الغداء..
ابتسمت فرح وقالت وهي تترك ذراعه وتتجه لتجلس على احد المقاعد وتراه يجلس بدوره: أجل .. هكذا.. فبعد كل هذا الذي فعلناه تريد ان لا تتناول طعام الغداء معنا ايضا..
عقد هشام حاجبيه ومن ثم كرر ما قالته فرح: الذي فعلتموه؟؟..
والتفت الى وعد وهو يتطلع اليها بنظرة استنكار قبل ان يقول وهو يعقد حاجبيه بحنق: ايتها الممثلة البارعة.. لقد كدت اصدق بالفعل ما اصابك..
تطلعت وعد الى فرح بنظرة حانقة على كشف الامر لهشام ومن ثم التفتت اليه لتقول بابتسامة صغيرة: ما رأيك بي.. اصلح للتمثيل في احد المسلسلات.. اليس كذلك؟.. ثم انها كانت الوسيلة الوحيدة لننزلك من مخبأك..
قال هشام وهو يبتسم بسخرية: انظري امامك جيدا في المرة القادمة وانت تصعدين السلم.. حتى لا يتحول التمثيل الى حقيقة..
قالت وعد مبتسمة: سأفعل بالتأكيد..
لم يكن يهم وعد شيء في هذه اللحظة سوى انها قد رسمت الابتسامة على شفتي هشام أخيرا.. وانه قد يخرج من دائرة احزانه هذه التي لا تنتهي لو فعلت له القليل..لهذا قد قررت ان تتعامل معه باسلوب طفولي كما كانت تفعل في الماضي.. عله يزيح آلامه بعيدا ويفكر بمستقبله جيدا.. مطمئنا الى انها قد تكون له ذات يوم..
وارتجف قلب وعد.. هل من الممكن ان تكون لهشام ذات يوم؟.. الاسرة جميعها على ما يبدوا ترحب بهذه الفكرة.. ولكن.. ماذا عن طارق؟.. ماذا عنه؟؟...
**********
__________________
قال هشام من داخل غرفته: لا..فلتغادري..
ابتسمت فرح وقالت وهي تدلف الى الداخل: انها دعوة لي بالدخول اذا..
وتطلعت اليه وهو مستغرق في عمله امام احد الرسوم الهندسية ومن ثم قالت: هل لديك عمل كثير هذا اليوم؟..
اجابها هشام ببرود قائلا: اجل ولولا هذا لكنت قد غادرت المنزل.. حتى لا ارى وجهها..
كانت تعلم بأنه يعني وعد..وانه قد علم بأمر حضورها اليوم لمنزلهم.. فتقدمت منه قليلا ومن ثم قالت: هشام.. انت اخي الوحيد.. صدقني انا لا اتمنى وعد لسواك.. ولكنها لا تصلح لك..
- ومن انت حتى تحكمي بهذا؟..
قالت وكأنها لم تسمعه: انت عصبي المزاج وهي عنيدة الى اقصى درجة.. انت تسخر منها دائما.. وهي تكره ان يقلل شخصا ما من شأنها.. انتما هكذا تصبحان نقيضان تماما وكل منكما سيزيد المشكلة ولن يصلحها..
قال هشام وهو يلتفت عنها: يقول بعض علماء النفس ان زواج شخصين يختلفان عن بعضهما هو الافضل لان كلا منهما سيكمل نواقص الآخر..
قالت فرح مكملة: وربما كلا منهما سيفسد حياة الآخر بصفاته المختلفة.. فأنت مثلا ...
قاطعها هشام بسخرية مريرة: فأنا مثلا احمق لانني احببت فتاة لا تأبه بي.. اليس كذلك؟..
قالت فرح في سرعة: ليس هذا ما اعنيه يا هشام وانما...
فاطعها هذه المرة صوت والدتها وهو يرتفع بالنداء .. هاتفة باسمها.. فقال هشام بهدوء: دعي عنك هذا الموضوع السخيف .. واذهبي الى والدتي..
تنهدت فرح بيأس وهي تغادر غرفته وتهبط الدرجات الى الطابق الاسفل حيث والدتها وهناك قالت: اجل يا امي..ما الأمر؟..
قالت والدتها في سرعة: تعالي لتساعديني قليلا في المطبخ قبل ان يصل عمك واسرته..
قالت فرح بهدوء وهي تتبع والدتها: حاضر..
وما لبث ان ارتفع رنين جرس الباب.. فقالت لها والدتها : اذهبي لتري من بالباب..
اتجهت فرح للباب وفتحته لتسمع صوت وعد المرح وهي تقول: اهلا فرح كيف حالك؟..
قالت فرح ببرود متعمد: بخير..
قالت وعد وهي تبتسم: ما بالك؟.. تحدثينني وكأنني قد سرقت منك شيئا..
قالت فرح ببرود اكبر: بل انت من سرق منا ذاك الشيء..
تطلعت اليها وعد بغرابة وحيرة.. ثم لم تلبث ان فهمت ما تعنيه.. فقالت: تعالي ارغب في التحدث معك قليلا..
قالت فرح وهي تلتفت عنها: سأساعد امي بأعمال المطبخ..
التفتت وعد الى والدة فرح وقالت مبتسمة وهي تمسك بكف فرح: خالتي هل يمكن لي ان استعير منك فرح للحظات؟..
قالت والدة فرح مبتسمة: تستطيعين لو اكملنا عملنا سريعا..
التفتت وعد الى فرح وقالت بابتسامة عذبة: اذا سأساعدها..
صمتت فرح دون ان تنبس ببنت شفة في حين دلفت وعد الى الداخل وقالت وهي تشمر عن كم قميصها: ما المطلوب مني فعله؟..
قالت والدة فرح مبتسمة: اعدي طبق الخضراوات والفاكهة..
ومن ثم لم تلبث ان التفتت الى فرح وقالت: وانت يا فرح اعدي العصير..
قالت وعد بمرح: انا اعد اطباق الفاكهة والخضراوات.. وفرح العصير فقط ..ماهذا التمييز؟..
قالت والدة فرح بابتسامة: انت من عرض المساعدة..
ضحكت وعد وقالت: اجل انت محقة يا خالتي.. انه خطأي منذ البداية في ان اساعد فرح..
قالت فرح وهي تعقد ساعديها امام صدرها: يمكنك ان تتراجعي عن عرضك هذا..
ابتسمت وعد وقالت وهي تلتفت لها: عنداً فيك.. لن اتراجع..
قالتها وأخرجت لها لسانها بحركة طفولية.. وابتسمت فرح بالرغم منها.. لم هي متحاملة على وعد الى هذه الدرجة.. ما ذنبها هي؟؟..هل تريدها ان تدفن احلامها من اجل هشام؟.. ولكن ما ذنب هشام ايضا حتى يتعذب.. لم تعد تستطيع ان تدرك ايهما الذي على صواب وايهما الذي على خطأ.. انها تشعر ان كلاهما مصيب فيما يقوله ومخطأ في الوقت ذاته.. انها...
(ما هذا الكسل يا فرح؟..ألم تعدي العصير بعد؟.. لقد انتهيت انا من الفاكهة)
قالتها وعد بابتسامة مرحة.. فقالت فرح وهي تسرع باحضار علبة العصير : سأعده حالا..
قالت والدة فرح وهي تتطلع الى وعدفي تلك اللحظة: متى نفرح بك يا وعد؟.. ونراك عروساً لهشام..
تغيرت ملامح وعد فجأة..واطرقت برأسها بصمت دون ان تقوى على الاجابة.. وقالت بارتباك محاولة تغيير دفة الحديث: لقد انتهيت من اعداد الاطباق.. والآن هل نستطيع انا وفرح ان نغادر؟..
قالت والدة فرح وهي تهز كتفيها: يمكنكما ذلك..
امسكت وعد بمعصم فرح وقالت بابتسامة: هيا يا فرح..
واسرعت تجذب فرح الى حيث الردهة وهناك جلست وعد على احد الارائك.. واجلست فرح الى جوارها وهي تقول: والآن..اخبريني بكل ما حدث..
عقدت فرح حاجبيها ومن ثم قالت: بل انت التي اخبريني بكل ماحدث بينك وبين هشام..
قالت وعد بهدوء: لقد صارحني بمشاعره.. فصارحته انا الأخرى بمشاعري.. اخبرته بأني لو تظاهرت بالعكس فسيعد هذا خداعا له.. واخبرته ان يبحث عن فتاة اخرى تحبه بحق وعندها يستطيع ان ينساني.. ولهذا لم احاول الاتصال به مطلقا خلال الايام السابقة.. حتى امنحه الفرصة ليزيلني من حياته..
تنهدت فرح وقالت: انت لا تعلمين كيف اصبحت حال شقيقي في الايام السابقة.. انه صامت مكتئب اغلب الوقت بعد ان كان يملأ المنزل مرحا ويبتسم طوال الوقت.. وما ان يحادثه احد ما حتى ينفجر في وجهه.. ولولا ان لديه اليوم عمل هام لغادر المنزل ليحيل دون رؤياك..
ابتسمت وعد ابتسامة باهتة ومن ثم قالت: هل اصبحت مخيفة الى هذه الدرجة؟؟..
قالت فرح ببرود: ان اصعب شيء على الشاب ان تهان كرامته او تجرح مشاعره.. شيء قاس جدا ان يحب فتاة بكل صدق .. ويراها في النهاية تضرب بمشاعره هذه عرض الحائط دون ان تكترث..
عقدت وعد حاجباها بضيق وقالت: لم افعل.. لم احاول ان اهين كرامته او اجرح مشاعره.. على العكس لقد احترمت مشاعره واحترمت كل كلمة نطق بها.. ولكن من الصعب علي ان ابادل مشاعره هذه.. ان المشاعر تولد بداخلنا فجأة تجاه شخص ما ولسنا نحن من يصنعها..
قالت فرح بتحدي: هل تستطيعين انكار بأنك تحبين هشام وانك مستعدة بالتضحية بأي شيء لأجله؟..
- ومن قال خلاف ذلك.. انا بالفعل احبه ولكن كأخ لي وليس أكثر.. هل ارتكب جرما اذا لم احب شخصا قد احبني؟ .. اخبريني انت.. لو كنت مكاني هل ستخدعين شخصا ما بحب وهمي لمجرد ان هذا الشخص قد احبك..
ترددت فرح قليلا ومن ثم قالت: لا اظن انني سأفعل بل سأصارحه بحقيقة مشاعري نحوه واطلب منه ان يبحث عن فتاة تبادله مشاعره هذه و ...
صمتت فرح بغتة لا لشيء بل لأنها ادركت ان ما قالته الآن مطابقاً لما قالته وعد لشقيقها.. وادركت ان وعد محقة في كل ما قالته..وانه ليس من حقها هي ان تفرض على وعد قتل احلامها من اجل شقيقها.. على العكس.. فكما تتمنى فرح الزواج من شاب تربطها به عاطفة بريئة.. تتمنى وعد المثل..
ولم تمض لحظات حتى رفعت فرح رأسها الى وعد لتطالعها ابتسامة هذه الاخيرة.. وقالت فرح بابتسامة: انت على حق.. آسفة على كل ما قلته لك.. ولكنني احب شقيقي هشام كثيرا كما تدركين.. وما اصابه افقدني القدرة على التفكير الصحيح..
قالت وعد وهي تهز كتفيها: لا عليك.. كل ما كنت ارجوه ان تفهمي موقفي ولا تتحاملي علي..
قالت فرح وهي تتطلع الى وعد: على الاطلاق.. انت صديقتي واختي.. ولا يمكنني ان اتحامل عليك ابدا..
ابتسمت وعد وهي تقول: هذا يعني انك ستعودين للاتصال بي.. اليس كذلك؟..
قالت فرح بغتة بمرح: للاسف لن استطيع.. فقد انتهى الرصيد بالهاتف اليوم فقط..
قالت وعد بسخرية: هل اسمي هذا بخلا منك اذا؟.. وانك لا ترغبين باضافة رصيد جديد الى هاتفك..
كادت فرح ان تهم بقول شيء ما.. حين ارتفع صوت والدة وعد وهي تقول: هيا يا فتيات.. الغداء جاهز..
نهضت وعد من مكانها وامسكت بمعصم فرح وهي تقول ميتسمة: هيا اذا لنتناول طعام الغداء.. لو تعلمين فقط كم اشعر بالجوع.. فانا لم اتناول شيء منذ خمس ساعات تقريبا و...
بترت وعد عبارتها وهي تتطلع الى ملامح فرح الواجمة.. وكأنها تفكر بأمر ما.. فسألتها الاولى قائلة: ما الأمر يا فرح؟..
تنهدت فرح وقالت: هشام..
عقدت وعد حاجبيهاوسألتها قائلة: ماذا به؟..
- لن يحضر لتناول الغداء..
- وما ادراك؟..
- انا اعرفه جيدا.. فما دمت هنا لن يخرج من غرفته حتى لا يضطر لأن يراك..
قالت وعد وهي تضع سبابتها اسفل ذقنها: لماذا يعقد الامور الى هذه الدرجة؟..
- لو كنت مكانه لفعلت المثل..
قالت وعد بغتة: مكانه؟.. هذا جيد جدا..
قالت فرح بغرابة: ماذا تعنين؟..
قالت وعد وهي تغمز لفرح بعينها: سأخبرك بكل شيء.. وكيف سأجبر هشام على تناول طعام الغداء معنا..
قالت فرح في لهفة وهي تعتدل في جلستها: وكيف؟؟..
قالت وعد وهي تميل نحوها وتهمس لها بصوت منخفض: ستذهبين اليه في غرفته وتتحدثين اليه و....
وواصلت وعد حديثها لفرح .. وهذه الاخيرة تبتسم ابتسامة مرحة.. تتسع تدريجيا..
**********
سمع هشام طرقات هادئة على باب غرفته.. فقال بنفاذ صبر: لا اريد تناول طعام الغداء.. يمكنك الانصراف اياً كنت..
قالت فرح مبتسمة وهي تدلف الى الداخل: ما هي احوال شقيقي العزيز؟..
قال هشام بسخرية: اظن انك قد جئت لزيارتي منذ لحظات ولم يتغير في شيء الى الآن.. ولم اجن بعد ان كان هذا ما تتوقعينه..
قالت فرح وابتسامتها تتسع : من قال هذا؟.. لقد جئت لرؤية عملك.. ثم سنهبط نحن الاثنان لتناول طعام الغداء مع الاسرة جميعا..
- اظن انني قد اخبرتك بعدم رغبتي في تناول طعام الغداء..
عقدت فرح حاجبيها ومن ثم قالت: لكن الجميع سيلاحظ هكذا.. وسيظنون انك لا ترغب بالجلوس معهم..
قال هشام بلا مبالاة: فليظنوا ما يظنوه.. هل هذه هي المشكلة الآن؟..
واردف قائلا بحسم: اذهبي اليها.. فهي تنتظرك بالاسفل ولا داعي لأن تجعليها تنتظر اكثر من ذلك .. فلن اهبط..
- ولكن يا هشام...
قاطعها قائلا بحزم: قلت لا.. الا تفهمين..
قالت فرح وهي تتنهد: فليكن كما تريد.. ولكن ان اردت يمكنك النزول معي الآن و...
( فرح .. فرح)
بترت فرح عبارتها بالرغم منها وقالت بقلق: انه صوت وعد.. ما بها تصرخ هكذا؟..
قال هشام وهو يلوح بكفه: اذهبي لها لتعلمي بالأمر..
جاءهم هتاف وعد مرة أخرى وهي تهتف بصوت متألم: فرح تعالي وساعديني على النزول.. فقد التوى كاحلي وانا احاول الصعود اليك..
قالت فرح وهي تسرع الى خارج غرفة هشام: يا الهي..
ومن ثم قالت وهي تهبط الى مستوى وعد الجالسة على احدى درجات السلم: كيف حدث هذا؟..
قالت وعد وهي تعض على شفتيها بألم: لقد زلت قدمي وانا اصعد لندائكما للغداء..
جائهم صوت هشام من على الطرف الآخر لوعد وقال وهو يعقد ساعديه امام صدره: حمقاء كما عهدتك دوما يا وعد.. الا تنظرين امامك وانت تصعدين السلم؟..
التفتت له وقالت بحدة: لقد كنت انظر امامي بالفعل.. ثم ان هذا ليس وقت اللوم..
قال هشام وهو يميل نحوها ويمسك بذراعها قاصدا رفعها عن درجات السلم: دعيني اساعدك..
قالت وعد بابتسامة: اشكرك..
والتفتت الى فرح لتغمز لها بعينها علامة على الانتصار..وما ان اوصلها هشام الى اسفل الدرج حتى قال: هل تشعرين بألم؟.. هل ترغبين بالذهاب الى المشفى؟..
قالت وعد وهي تهز رأسها نفيا: لا.. فقط اوصلني الى طاولة الطعام.. سأتناول طعام الغداء وبعدها سأغادر الى المنزل..
- اانت متأكدة؟..
- اجل..
توجه هشام برفقتها الى طاولة الطعام ومن ثم قال وهو يجذب لها مقعدا لتجلس عليه: طفلتكم الصغيرة قد زلت قدمها على احدى درجات السلم.. يبدوا انها المرة الاولى التي تتعلم فيها صعوده..
قال والد وعد بابتسامة: اوافقك في هذا يا هشام.. فلن استغرب يوما اذا سقطت وهي تسير على قدميها..
قالت وعد وهي تلتفت الى والدها باستنكار: ابي.. ما هذا الكلام؟..
ضحك والدها وشاركته فرح الضحك.. فلكزتها وعد وهي تقول بحنق: حتى انت..
هز هشام كتفيه في تلك اللحظة ومن ثم قال: عن اذنكم..
قال والد وعد متسائلا: الى اين يا هشام؟.. الن تتناول طعام الغداء معنا؟..
قال هشام بهدوء: لدي الكثير من الاعمال يا عمي.. اعذروني جميعا انا مضطر للمغادرة ..
وكاد ان يبتعد لولا ان شعر بكف فرح وهي تمسك بذراعه وتقول باصرار: لا لن تغادر.. ستتناول طعام الغداء معنا..
التفت هشام اليها وقال: دعي عنك مثل هذه التصرفات يا فرح ودعيني اذهب لانجز اعمالي..
امسكت وعد بذراعه الأخرى ومن ثم قالت مبتسمة: لن يغادر العمل وحده المنزل.. اعدك بهذا..
قالت والدة هشام بخبث في تلك اللحظة: ماذا تريد اكثر من هذا.. فتاتان جميلتان يلحان عليك بالجلوس ثم لا تجلس..
قال هشام ساخرا: لا ارى اياً من هاتين اللتين تتحدثين عنهما..
قالت فرح بعناد: هيا يا هشام.. أجلس لاتكن سخيفا..
تنهد هشام ومن ثم قال: فليكن.. فليكن.. دعوني الآن.. حتى لا اظن انني مقتاد للسجن وليس لتناول طعام الغداء..
ابتسمت فرح وقالت وهي تترك ذراعه وتتجه لتجلس على احد المقاعد وتراه يجلس بدوره: أجل .. هكذا.. فبعد كل هذا الذي فعلناه تريد ان لا تتناول طعام الغداء معنا ايضا..
عقد هشام حاجبيه ومن ثم كرر ما قالته فرح: الذي فعلتموه؟؟..
والتفت الى وعد وهو يتطلع اليها بنظرة استنكار قبل ان يقول وهو يعقد حاجبيه بحنق: ايتها الممثلة البارعة.. لقد كدت اصدق بالفعل ما اصابك..
تطلعت وعد الى فرح بنظرة حانقة على كشف الامر لهشام ومن ثم التفتت اليه لتقول بابتسامة صغيرة: ما رأيك بي.. اصلح للتمثيل في احد المسلسلات.. اليس كذلك؟.. ثم انها كانت الوسيلة الوحيدة لننزلك من مخبأك..
قال هشام وهو يبتسم بسخرية: انظري امامك جيدا في المرة القادمة وانت تصعدين السلم.. حتى لا يتحول التمثيل الى حقيقة..
قالت وعد مبتسمة: سأفعل بالتأكيد..
لم يكن يهم وعد شيء في هذه اللحظة سوى انها قد رسمت الابتسامة على شفتي هشام أخيرا.. وانه قد يخرج من دائرة احزانه هذه التي لا تنتهي لو فعلت له القليل..لهذا قد قررت ان تتعامل معه باسلوب طفولي كما كانت تفعل في الماضي.. عله يزيح آلامه بعيدا ويفكر بمستقبله جيدا.. مطمئنا الى انها قد تكون له ذات يوم..
وارتجف قلب وعد.. هل من الممكن ان تكون لهشام ذات يوم؟.. الاسرة جميعها على ما يبدوا ترحب بهذه الفكرة.. ولكن.. ماذا عن طارق؟.. ماذا عنه؟؟...
**********
__________________
HAMS- مشرف عام الاقسام الرومانسيه
- عدد المساهمات : 720
تاريخ التسجيل : 08/02/2010
- مساهمة رقم 53
رد: "حـــلـــم حـــيـــاتـــي"..(قصة رومنسية متسلسلة)
* الجزء الثاني والعشرون*
(هل سترحل؟)
تطلعت ليلى بشرود الى سقف غرفتها وهي تشعر برجفة لذيذة تسري في اطرافها كلما تذكرت آخر لقاء لها مع عماد.. ذلك اللقاء الذي اعترف لها بمشاعره فيه.. ذلك الللقاء الذي ادركت معه ان لاشيء مستحيل في هذا العالم.. وان الاحلام تتحقق وليست مجرد اوهام تختفي مع الزمن.. انها اليوم تشعر بالنشوه وهي تفكر بأمور كثيرة ..كثيرة جدا..بعماد.. بحياتها معه.. بحبها له.. بشخصيته المهذبة التي اسرتها منذ اول مرة رأته فيها..
اشيا ء كثيرة تلك التي دارت برأسها تختص بشخص واحد فحسب .. عماد.. ولم تستطع منع عيناها – كلما تذكرته - بالتحول الى زهرية الورود المركونة على الطاولة .. ووجدت نفسها لا اراديا تنهض من على فراشها وتتوجه الى تلك الزهور وتداعبها هامسة: أحبه.. كما لم احب احد في حياتي يوما.. أحبه بكل رجفة يرجف بها جسدي كلما تعانق كفانا.. احبه بكل همسة تهمس بها عيناه قبل شفتاه.. احبه بكل لحظة تتلاقى فيها عيناي بعينيه الدافئتين لتهمس له بما اعجز عن نطقه.. احبه بكل لحظة قضيتها الى جواره.. احبه .. احبه.. ولا املك الا ان انطق بهذا لمئات المرات.. حتى اصدق انني لست في حلم جديد وان ما حدث هذا الصباح كان واقعاً.. واقعاً عشت كل لحظة فيه.. واقعا أحسست فيه بكل شيء من حولي.. ولكني لم اكن اشعر الا به.. لم اكن ارى سواه في تلك اللحظات.. لم اكن استمع الا الى صوته.. على الرغم من اصوات الموسيقى الهادئة التي كانت تملأ الاركان..
لو سألني احدهم عن كنه ما اكلته على الغداء في ذلك الوقت.. فلن اتذكر.. لو سألني عن الوقت لحظتها.. فسأخبره بأنه لم يكن لدي الوقت لأنظر الى الساعة بدلا من النظر الى عينا عماد التي تأسراني بداخلها!..لو سألني شخص ما عن سبب صمتي وقتها بعد أن همس لي بكلمة احبك.. فسأخبره بأنه لو كان مكاني لفعل المثل.. وهو يرى ان حلمه بين ليلة وضحاها بات واقعاً يعيشه!..
وعادت لتهمس وهي تتطلع الى تلك الزهور الحمراء: اخبريني ايتها الزهور.. هل تدوم سعادة الانسان طويلا.. ام انها تتلاشى مع الزمن؟..
ولم تحرك الزهور ساكنا وكأنها تؤكد لها صعوبة سؤالها.. فعادت لتسألها: وماذا عن الحب؟.. هل يبقى الى الابد في قلوبنا.. ام لا يكون له اثرا مع الايام؟..
وظلت الزهور ساكنة على الرغم من تلك الانسام الباردة التي داعبت خصلات من شعر ليلى.. في حين زفرت ليلى بهدوء وقالت: اتمنى ان لا استيقظ من هذا الحلم الجميل الذي احياه.. لاجد نفسي في كابوس الواقع.. اتمنى ذلك..اتمناه..
ولكن هل كل ما نتمناه ندركه يا ترى؟..
*********
يوم جديد للجميع بالعمل.. كان يوما روتينيا واعتياديا على الجميع.. الجميع ما عدا البعض بالتأكيد..البعض مثل عماد مثلا الذي تطلع الى علبة القطيفة الحمراء التي بين يديه وغمغم بابتسامة: هل سيعجبها ذوقي؟؟..
وعاد ليتطلع الى العلبة مرة اخرى.. ربما كانت المرة العاشرة التي يتطلع فيها الى العلبة هذا اليوم..ومن ثم لم يلبث ان فتحها بهدوء .. لترتسم ابتسامة سعيدة على شفتيه وعيناه تتطلعان الى ذلك الخاتمين..الذين قد نقش على احديهما اسم ليلى والآخر اسم عماد..
كان الخاتم الذي يخص عماد فضيا وبسيطا.. اما خاتمها هي فقد بحث طويلا حتى اختار ما يناسبها ويناسب شخصيتها.. كان خاتما ذهبيا رائعا.. تعلوه ثلاث ماسات وتستقر اسفل كل ماسة زمردة بشكل وردة صغيرة وكل منها بلون مختلف.. شعر بأن مثل هذا الخاتم يناسبها فهو يعكس شخصيتها البسيطة والرقيقة والفريدة من نوعها..
وعاد ليغلق علبة القطيفة ويسند رأسه لمسند المقعد ويسبل جفتيه بهدوء.. وكأنه لم يغلق العلبة منذ لحظات فقد كان يشعر بأنه يرى الآن الخاتمين امام ناظريه.. وكيف تتلألأ الماسات بخاتم ليلى لتعكس الضوء الساقط عليها ليبدوا الخاتم في غاية الروعة..
وعاد عماد ليفتح عينيه ويقول بشرود: متى ينتهي وقت العمل هذا؟.. اريد ان اراك..ان اقدم لك هذا الخاتم بنفسي.. واضعه باناملي في اصبعك.. حتى اتأكد اخيرا بأنك قد بت لي يا ليلى.. وان حلم حياتي قد بات حقيقة..
وتطلع الى ساعة الحائط بشرود وابتسامة حامة ترتسم على شفتيه وهو يشعر بعقرب الثواني يسير ببطء شديد.. او هذا ما خُيل له..
********
(رئيس التحرير يطلبك يا آنسة وعد)
ما ان سمعت وعد هذه العبارة حتى التفتت الى صاحب العبارة الذي كان احد الموظفين بالصحيفة.. وقالت وهي تعقد حاجبيها: مجددا.. ياللغرابة.. ولم يطلبني يا ترى؟..
هز الموظف كتفيه وقال: لست اعلم يا آنسة.. يمكنك سؤال رئيس التحرير بنفسك..
قالت وعد وهي تلتفت عنه: حسنا سأحضر بعد قليل..
قال الموظف في سرعة: لقد اكد علي ان تحضري الآن وعلى وجه السرعة.. يبدوا ان الامر هام جدا.. فهو يبدوا عصبيا جدا..
عقدت وعد حاجبيها اكثر وقالت بحيرة وهي تنهض من خلف مكتبها: حسنا سآتي فورا..
قال لها طارق: ربما كان الامر يتعلق بموضوعك..
صمتت قليلا ومن ثم قالت: اجل ربما يكون لهذا السبب..
واردفت وهي تغادر القسم: عن اذنكم..
قالت لها نادية في تلك اللحظة: اخبرينا بما سيحصل معك..
قالت وعد وهي تبتعد عن المكان: سأفعل..
واسرعت تسير بخطوات متوترة بعض الشيء الى مكتب رئيس التحرير.. وما ان وصلت الى هناك حتى سألتها السكرتيرة قائلة: هل انت الآنسة وعد؟..
أومأت وعد برأسها وحيرتها تتضاعف.. فقالت لها السكرتيرة وهي تفتح لها باب المكتب: رئيس التحرير ينتظرك يا آنسة وعد بالداخل..
دلفت وعد الى الداخل.. وعشرات الآسألة تتفجر برأسها.. لم الاستدعاء على وجه السرعة؟.. ولم هي بالذات؟.. هل هو امر يخص موضوعها؟..ام ماذا؟.. وقالت وهي تتقدم حيث يجلس رئيس التحرير: هل طلبت استدعائي يا استاذ نادر؟..
قال وهو يشير لها بالجلوس: اجل .. تفضلي بالجلوس..
جلست على المقعد المواجه لمكتبه ومن ثم قالت: ما الامر يا استاذ نادر؟.. هل حدث امر يتعلق بالموضوع الذي نشرته؟..
قال نادر ببرود: جيد انك فتحت الموضوع بنفسك.. اجل انه يتعلق بالموضوع الذي قمت بنشره امس..
- وماذا به؟..
قال نادر بحدة فجأة: لقد سبب لنا العديد من المشاكل يا آنسة وعد.. بسبب موضوعك انهالت علينا مكالمات التهديد والاستنكاروالشتم ..ولم تخلوا من تعريض الصحيفة للمشاكل القانونية اذا لم يتم تصحيح مثل هذا الخطأ..
قالت وعد باستنكار: ومن قال ان ما كتبته كان خاطئا؟..
قال رئيس التحرير بلامبالاة: لا يهمني ان كان ما كتبته خاطئا ام لا.. ما يهمني هو ان لا تتعرض الصحيفة للمشكلات .. بسبب صحفية لا تزال تحت التمرين..
شعرت وعد بالغضب من كلماته واندفعت تقول: صحيح انني لا ازلا تحت التمرين ولكني افهم جيدا معنى ان يكون الفرد صحفيا.. ان هذا معناه ان يكشف الشخص منا أخطاء المجتمع للناس لا ان يستتر عليها..
- لسنا هنا من اجل تعليمي مهنة الصحفي يا آنسة.. كل ما اطلبه منك هو تصحيح ذلك الموضوع..
قالت وعد باصرار:لن اغير حرفا واحدا.. ثم انك وافقت على الموضوع بنفسك ووقعت عليه.. وانا لم اشر بأي شكل من اشكال الى هوية ذلك المصنع او الى المدير العام الذي تحدثت عنه بالموضوع..
هوى رئيس التحرير بقبضته على الطاولة وقال بانفعال: ولكنك اقرنتيها بالصور..وهذا هو الخطا الذي ارتكبتيه لقد اشرت الى ذلك المصنع بمنتهى الوضوح بسبب تلك الصور..فاما ان تكتبي موضوع اعتذار لمدير ذلك المصنع.. وتخبريه بأنك اقرنت تلك الصور سهوا بالموضوع او...
قالت وعد بعصبية: او ماذا يا استاذ نادر؟..
لوح الاستاذ نادر بكفه ومن ثم قال: او نتخذ معك الاجراء اللازم..
قالت وعد بتحدي: اتخذه اذا ماذا تنتظر..
تطلع اليها رئيس التحرير بمزيج من العصبية والانفعال ومن ثم قال صرامة: انت موقوفة عن العمل لثلاثة ايام يا آنسة وعد.. لا تأتي الى الصحيفة قبل هذا الوقت.. الا اذا قررت التراجع عن قرارك..
قالت وعد بحزم على الرغم من الغصة التي شعرت بها وهي تستمع الى مثل هذا الاجراء القاسي من رئيس التحرير: لن اتراجع عنه عنه مطلقا يا استاذ نادر .. ثق بهذا..
********
(هل سترحل؟)
تطلعت ليلى بشرود الى سقف غرفتها وهي تشعر برجفة لذيذة تسري في اطرافها كلما تذكرت آخر لقاء لها مع عماد.. ذلك اللقاء الذي اعترف لها بمشاعره فيه.. ذلك الللقاء الذي ادركت معه ان لاشيء مستحيل في هذا العالم.. وان الاحلام تتحقق وليست مجرد اوهام تختفي مع الزمن.. انها اليوم تشعر بالنشوه وهي تفكر بأمور كثيرة ..كثيرة جدا..بعماد.. بحياتها معه.. بحبها له.. بشخصيته المهذبة التي اسرتها منذ اول مرة رأته فيها..
اشيا ء كثيرة تلك التي دارت برأسها تختص بشخص واحد فحسب .. عماد.. ولم تستطع منع عيناها – كلما تذكرته - بالتحول الى زهرية الورود المركونة على الطاولة .. ووجدت نفسها لا اراديا تنهض من على فراشها وتتوجه الى تلك الزهور وتداعبها هامسة: أحبه.. كما لم احب احد في حياتي يوما.. أحبه بكل رجفة يرجف بها جسدي كلما تعانق كفانا.. احبه بكل همسة تهمس بها عيناه قبل شفتاه.. احبه بكل لحظة تتلاقى فيها عيناي بعينيه الدافئتين لتهمس له بما اعجز عن نطقه.. احبه بكل لحظة قضيتها الى جواره.. احبه .. احبه.. ولا املك الا ان انطق بهذا لمئات المرات.. حتى اصدق انني لست في حلم جديد وان ما حدث هذا الصباح كان واقعاً.. واقعاً عشت كل لحظة فيه.. واقعا أحسست فيه بكل شيء من حولي.. ولكني لم اكن اشعر الا به.. لم اكن ارى سواه في تلك اللحظات.. لم اكن استمع الا الى صوته.. على الرغم من اصوات الموسيقى الهادئة التي كانت تملأ الاركان..
لو سألني احدهم عن كنه ما اكلته على الغداء في ذلك الوقت.. فلن اتذكر.. لو سألني عن الوقت لحظتها.. فسأخبره بأنه لم يكن لدي الوقت لأنظر الى الساعة بدلا من النظر الى عينا عماد التي تأسراني بداخلها!..لو سألني شخص ما عن سبب صمتي وقتها بعد أن همس لي بكلمة احبك.. فسأخبره بأنه لو كان مكاني لفعل المثل.. وهو يرى ان حلمه بين ليلة وضحاها بات واقعاً يعيشه!..
وعادت لتهمس وهي تتطلع الى تلك الزهور الحمراء: اخبريني ايتها الزهور.. هل تدوم سعادة الانسان طويلا.. ام انها تتلاشى مع الزمن؟..
ولم تحرك الزهور ساكنا وكأنها تؤكد لها صعوبة سؤالها.. فعادت لتسألها: وماذا عن الحب؟.. هل يبقى الى الابد في قلوبنا.. ام لا يكون له اثرا مع الايام؟..
وظلت الزهور ساكنة على الرغم من تلك الانسام الباردة التي داعبت خصلات من شعر ليلى.. في حين زفرت ليلى بهدوء وقالت: اتمنى ان لا استيقظ من هذا الحلم الجميل الذي احياه.. لاجد نفسي في كابوس الواقع.. اتمنى ذلك..اتمناه..
ولكن هل كل ما نتمناه ندركه يا ترى؟..
*********
يوم جديد للجميع بالعمل.. كان يوما روتينيا واعتياديا على الجميع.. الجميع ما عدا البعض بالتأكيد..البعض مثل عماد مثلا الذي تطلع الى علبة القطيفة الحمراء التي بين يديه وغمغم بابتسامة: هل سيعجبها ذوقي؟؟..
وعاد ليتطلع الى العلبة مرة اخرى.. ربما كانت المرة العاشرة التي يتطلع فيها الى العلبة هذا اليوم..ومن ثم لم يلبث ان فتحها بهدوء .. لترتسم ابتسامة سعيدة على شفتيه وعيناه تتطلعان الى ذلك الخاتمين..الذين قد نقش على احديهما اسم ليلى والآخر اسم عماد..
كان الخاتم الذي يخص عماد فضيا وبسيطا.. اما خاتمها هي فقد بحث طويلا حتى اختار ما يناسبها ويناسب شخصيتها.. كان خاتما ذهبيا رائعا.. تعلوه ثلاث ماسات وتستقر اسفل كل ماسة زمردة بشكل وردة صغيرة وكل منها بلون مختلف.. شعر بأن مثل هذا الخاتم يناسبها فهو يعكس شخصيتها البسيطة والرقيقة والفريدة من نوعها..
وعاد ليغلق علبة القطيفة ويسند رأسه لمسند المقعد ويسبل جفتيه بهدوء.. وكأنه لم يغلق العلبة منذ لحظات فقد كان يشعر بأنه يرى الآن الخاتمين امام ناظريه.. وكيف تتلألأ الماسات بخاتم ليلى لتعكس الضوء الساقط عليها ليبدوا الخاتم في غاية الروعة..
وعاد عماد ليفتح عينيه ويقول بشرود: متى ينتهي وقت العمل هذا؟.. اريد ان اراك..ان اقدم لك هذا الخاتم بنفسي.. واضعه باناملي في اصبعك.. حتى اتأكد اخيرا بأنك قد بت لي يا ليلى.. وان حلم حياتي قد بات حقيقة..
وتطلع الى ساعة الحائط بشرود وابتسامة حامة ترتسم على شفتيه وهو يشعر بعقرب الثواني يسير ببطء شديد.. او هذا ما خُيل له..
********
(رئيس التحرير يطلبك يا آنسة وعد)
ما ان سمعت وعد هذه العبارة حتى التفتت الى صاحب العبارة الذي كان احد الموظفين بالصحيفة.. وقالت وهي تعقد حاجبيها: مجددا.. ياللغرابة.. ولم يطلبني يا ترى؟..
هز الموظف كتفيه وقال: لست اعلم يا آنسة.. يمكنك سؤال رئيس التحرير بنفسك..
قالت وعد وهي تلتفت عنه: حسنا سأحضر بعد قليل..
قال الموظف في سرعة: لقد اكد علي ان تحضري الآن وعلى وجه السرعة.. يبدوا ان الامر هام جدا.. فهو يبدوا عصبيا جدا..
عقدت وعد حاجبيها اكثر وقالت بحيرة وهي تنهض من خلف مكتبها: حسنا سآتي فورا..
قال لها طارق: ربما كان الامر يتعلق بموضوعك..
صمتت قليلا ومن ثم قالت: اجل ربما يكون لهذا السبب..
واردفت وهي تغادر القسم: عن اذنكم..
قالت لها نادية في تلك اللحظة: اخبرينا بما سيحصل معك..
قالت وعد وهي تبتعد عن المكان: سأفعل..
واسرعت تسير بخطوات متوترة بعض الشيء الى مكتب رئيس التحرير.. وما ان وصلت الى هناك حتى سألتها السكرتيرة قائلة: هل انت الآنسة وعد؟..
أومأت وعد برأسها وحيرتها تتضاعف.. فقالت لها السكرتيرة وهي تفتح لها باب المكتب: رئيس التحرير ينتظرك يا آنسة وعد بالداخل..
دلفت وعد الى الداخل.. وعشرات الآسألة تتفجر برأسها.. لم الاستدعاء على وجه السرعة؟.. ولم هي بالذات؟.. هل هو امر يخص موضوعها؟..ام ماذا؟.. وقالت وهي تتقدم حيث يجلس رئيس التحرير: هل طلبت استدعائي يا استاذ نادر؟..
قال وهو يشير لها بالجلوس: اجل .. تفضلي بالجلوس..
جلست على المقعد المواجه لمكتبه ومن ثم قالت: ما الامر يا استاذ نادر؟.. هل حدث امر يتعلق بالموضوع الذي نشرته؟..
قال نادر ببرود: جيد انك فتحت الموضوع بنفسك.. اجل انه يتعلق بالموضوع الذي قمت بنشره امس..
- وماذا به؟..
قال نادر بحدة فجأة: لقد سبب لنا العديد من المشاكل يا آنسة وعد.. بسبب موضوعك انهالت علينا مكالمات التهديد والاستنكاروالشتم ..ولم تخلوا من تعريض الصحيفة للمشاكل القانونية اذا لم يتم تصحيح مثل هذا الخطأ..
قالت وعد باستنكار: ومن قال ان ما كتبته كان خاطئا؟..
قال رئيس التحرير بلامبالاة: لا يهمني ان كان ما كتبته خاطئا ام لا.. ما يهمني هو ان لا تتعرض الصحيفة للمشكلات .. بسبب صحفية لا تزال تحت التمرين..
شعرت وعد بالغضب من كلماته واندفعت تقول: صحيح انني لا ازلا تحت التمرين ولكني افهم جيدا معنى ان يكون الفرد صحفيا.. ان هذا معناه ان يكشف الشخص منا أخطاء المجتمع للناس لا ان يستتر عليها..
- لسنا هنا من اجل تعليمي مهنة الصحفي يا آنسة.. كل ما اطلبه منك هو تصحيح ذلك الموضوع..
قالت وعد باصرار:لن اغير حرفا واحدا.. ثم انك وافقت على الموضوع بنفسك ووقعت عليه.. وانا لم اشر بأي شكل من اشكال الى هوية ذلك المصنع او الى المدير العام الذي تحدثت عنه بالموضوع..
هوى رئيس التحرير بقبضته على الطاولة وقال بانفعال: ولكنك اقرنتيها بالصور..وهذا هو الخطا الذي ارتكبتيه لقد اشرت الى ذلك المصنع بمنتهى الوضوح بسبب تلك الصور..فاما ان تكتبي موضوع اعتذار لمدير ذلك المصنع.. وتخبريه بأنك اقرنت تلك الصور سهوا بالموضوع او...
قالت وعد بعصبية: او ماذا يا استاذ نادر؟..
لوح الاستاذ نادر بكفه ومن ثم قال: او نتخذ معك الاجراء اللازم..
قالت وعد بتحدي: اتخذه اذا ماذا تنتظر..
تطلع اليها رئيس التحرير بمزيج من العصبية والانفعال ومن ثم قال صرامة: انت موقوفة عن العمل لثلاثة ايام يا آنسة وعد.. لا تأتي الى الصحيفة قبل هذا الوقت.. الا اذا قررت التراجع عن قرارك..
قالت وعد بحزم على الرغم من الغصة التي شعرت بها وهي تستمع الى مثل هذا الاجراء القاسي من رئيس التحرير: لن اتراجع عنه عنه مطلقا يا استاذ نادر .. ثق بهذا..
********
HAMS- مشرف عام الاقسام الرومانسيه
- عدد المساهمات : 720
تاريخ التسجيل : 08/02/2010
- مساهمة رقم 54
رد: "حـــلـــم حـــيـــاتـــي"..(قصة رومنسية متسلسلة)
ساد الصمت بعد خروج وعد من القسم.. واستمر الصمت على المكان الى ما يقارب النصف ساعة.. حتى قال طارق بقلق قاطعا ذلك الصمت : لقد تأخرت .. ما الذي حدث معها يا ترى؟..
قال احمد وهو يهز كتفيه: لننتظر.. وسنعلم بعدها بما حدث..
قال طارق بصوت متوتر حاول اخفاءه: لماذا طلبهارئيس التحرير؟..أمن اجل موضوعها امن من اجل امر آخر..
قال احمد وهو يزفر بحدة: اذا جاءت يمكنك توجيه هذا السؤال لها..
صمت طارق وتفكيره مقتصر على وعد.. وسبب طلب رئيس التحرير لها..وبغتة سمع صوت خطواتها المسرعة وهي تقترب من القسم فقال في سرعة: لقد حضرت أخيرا..
التفت له أحمد وقال بغرابة: وما ادراك..
وبدل ان يجيبه طارق .. دلفت وعد الى القسم وهي تحاول تمالك نفسها والسيطرة على اعصابها واسرعت تتجه نحو مكتبها وهي تفتح الادراج وتخرج منهم عدد من الاوراق .. وسألتها نادية بهدوء: ماذا حدث يا وعد؟..
واسرع طارق يقول: ان الامر متعلق بموضوعك اليس كذلك؟..
قالت وعد بحدة بالرغم منها: اجل.. انه يطلب مني ان اكتب اعتذار لذلك المدير وان ابين انني قد اقرنت الصور بموضوعي عن طريق الخطأ..
سألها طارق باهتمام: وماذا فعلت؟..
قالت وعد بلهجة ساخرة ومريرة: لقد اوقفت عن العمل لثلاثة ايام..يمكنكم ان تقولوا انها اجازة مفروضة علي..
عقد طارق حاجبيه ومن ثم قال: ليس من حقه ان يوقفك عن العمل.. انت لديك الدليل على كل ما قلتيه.. وهذا يثبت صدق موضوعك..
قالت وعد وهي تتنهد: يقول انني اسبب له المشاكل مع ذلك المدير العام وغيرهم..
عقد طارق حاجبيه اكثر وصمت في تفكير وهو يشعر بالغضب يتضاعف بداخله.. في حين قال أحمد: ان رئيس تحرير هذه الجريدة شخص جبان يخشى مواجهة المسئولين ذوي النفوذ بحقيقتهم..
قالت وعد وهي تضع آخر الاوراق في حقيبتها: لقد ادركت هذا.. اليوم فقط.. بعد ان طلب مني ان اقوم بتعديل الموضوع الصحيح واكذبه.. وانشر بدلا منه موضوعا كاذبا ليصدقه الجميع!..
قال طارق بعتة بصرامة: ألم يوقع بنفسه على موضوعك؟..
التفتت له وعد وقالت بتوتر اثاره في نفسها صرامة عينيه: بلى.. لقد وافق عليه ووقعه على ان اتحمل انا المشكلات المترتبة..
قال طارق بصرامة أكبر: ليس له الحق بتوقيفك عن العمل اذا.. كل ما يستطيع فعله ان يطلب منك مناقشة الامر مع ذاك المدير العام..
قالت وعد وهي تزفر بحدة: لا فائدة.. لقد انتهى الامر وتم توقيفي عن العمل رسميا.. ولكن مع هذا لن اتوقف عن انتقاد مثل هؤلاء اللذين ينشرون بالبلدة الفساد.. سأظل اكتب ..دون خوف او جبن ..كما علمتني انت يا ..استاذ ..طارق..
قالتها ببحنان وهي تطلع اليه و تحاول ملء عينيها بوجهه قبل ان تغادر المكان..وكأنها تريد ان ترسخ صورته في ذهنها وتظل عالقة فيه.. ومن ثم نهضت بتثاقل من خلف المكتب وقالت وغصة مريرة تملأ حلقها وتعتصر حلقها: يحز في نفسي ان افراقكم.. لقد اعتدت وجودي بينكم كل يوم.. وسيكون من الصعب علي ان لا اراكم لمدة ثلاثة ايام كاملة..
قال أحمد محاولا اضفاء جو من المرح على المكان: ليس كل يوم.. لا تنسي عطلة نهاية الاسبوع.. فهي ما نحتاجه بشدة بعد تعب مضني طوال الاسبوع..
التفتت وعد اليه وقالت بابتسامة باهتة: الى اللقاء يا استاذ احمد.. اراك بخير.. وعلى فكرة انت مصور بارع..
والتفتت الى نادية لتقول: الى اللقاء يا استاذة نادية.. لقد علمتيني اشياء عديدة في عملي بالصحافة.. اشكرك..
قالت نادية بصوت غلب عليه التأثر: انت كأخت لي يا وعد.. لقد اعتبرناك اختنا جميعا هنا.. ولا داعي لشكري فهذا واجبي تجاه شقيقتي..
التفتت وعد الى طارق ولكنها لم تنطق بكلمة .. ظلت تتطلع اليه بلهفة وشوق وحنان..ظلت واقفة مكانها وعيناها جامدتان عليه وكأنها تأبى ان تفارقه وتبتعد عنه.. ولغة العيون هي من كانت تتكلم.. وتذكرت عبارته لحظتها.. "لا يفهمها الا من يهتم بصاحبها".. هي الآن تهتم بصاحب تلك العينان العسليتين .. تلك العينان التي تمتلآن بحزم وصرامة العالم كله.. تلك العينان الباردتان التي تحتويها بالدفء.. بالحنان.. بالطمأنينة .. ولا تلبث ان تجعل نبضات قلبها تخفق بقوة و سرعة لأجله..
ان لاامر ليس مقتصرا على الاهتمام بصاحب هاتين العينين فحسب .. بل ان الامر يفوق ذلك بكثير.. انها تحبه!! ..شعرت بالدهشة.. بالذهول من نفسها.. ومن تفكيرها هذا.. هل هي تحبه حقا؟؟.. اجل لم لا تعترف لنفسها؟.. لم تخف هذا الامر عن نفسها.. اتخشى ان تعرف بأنها تحمل لها هذا الحب في قلبها؟.. ام حكاية مايا لا تزال تذكرها بأن طارق قد احب ذات يوم وان محبوبته تلك لا تزال تسكن قلبه...
وادارت رأسها بغتة عنه.. حاولت ان تهمس له ولو بكلمة وداع ولكن لسانها قد انعقد فجأة وكأنه يأبى عليها ولو كلمة وداع تلقيها على مسامعه.. ووجدت نفسها تتحرك بخطوات متثاقلة عن المكان وهي تشعر بالمرارة .. بالالم.. ستغادر هذا المكان .. سترحل عنه لمدة ثلاثة ايام فحسب.. لكنها تشعر بها اشبه بالسنوات.. لانها لن تراه.. لن ترى طارق كما اعتادت يوميا.. لن يمكنها ذلك بعد الآن..
( وعد..)
منذ متى كان رنين اسمي جميل الى هذه الدرجة.. هل هما اذناي؟.. ام صوته الذي همس باسمي بأروع مافي الكون من معان.. والتفتت له في لهفة وهي تسير بالممرات بعد ان غادرت القسم .. فقال بعتاب: الن تسلمي علي حتى قبل رحيلك؟..
كادت ان تهتف بوجهه هاتفة: ( الم تفهم؟.. لقد كنت اخاطبك بلغة العيون تلك التي علمتتني اياها.. الم تفهم كلمات توديعي لك.. الم تفهمي نظرات الحب الذي ارسلتها لك.. الم تفهم بعد؟) ..
ولكنها لم تقل حرفا من هذا بل اطرقت برأسها ومن ثم قالت: الفراق صعب كما يقولون..
قال بابتسامة شاحبة: لم تتحدثين هكذا.. انها ثلاثة ايام لا اكثر..
ثلاثة ايام؟؟.. تقولها بهذه البساطة.. اية اعصاب فولاذية تملك؟.. احقا لم تعرف بعد معنى نظراتي لك ؟.. وقالت وهي تشيح بوجهها: معك حق.. انها ثلاثة ايام فحسب..
مد لها يده ومن ثم قال: الن تصافحيني حتى؟..
التفتت له وكادت الدموع ان تترقرق في عينيها.. أي رجل هو هذا؟.. الا يشعر بأني احبه؟.. اعشقه.. لم اعد ارى سواه في حياتي.. انه فارس احلامي الذي طالما كنت احلم به.. الا يحمل لي ولو ذرة من المشاعر.. الا يشعر بي؟..
ومدت له يد مرتجفة لتصافحه وهي تقول: الى اللقاء يا استاذ...
قاطعها قائلا وهو يتطلع اليها بحنان: طارق بدون استاذ.. لقد قلتيها مرة وسأكون سعيدا لو سمعتها منك مرة اخرى.. فهذا يعني انني قريب اليك..
كلماته تؤكد اهتمامه بامري..وتصرفاته تؤكد عكس ذلك احيانا!.. ولكنه لا يشعر بي.. ولا اظنه سيشعر ابدا.. فمايا.. حبه الوحيد.. ستظل تجري في عروقه كمجرى الدم.. سيظل يحبها ولن ينساها ابدا.. وهي -وعد- لن تكون سوى صفر على الشمال..
قالت وعد وهي تطرق برأسها وتقول بصوت مرتجف بالرغم منها: لقد كانت زلة لسان يومها لا اكثر..
تطلع لها بصمت وهو يبتسم فقالت وهي تزدرد لعابها محاولة السيطرة على مشاعرها: اراك بخير.. يا .. طارق..
قالتها وكادت ان تسحب كفها من يده حتى تغادر.. لكنها وجدته يحتضن كفها بكفه الاخرى ويربت عليها ليقول بابتسامة: سنكون بانتظارك..
اومأت برأسها فحرر يدها لتضعها الى جوارها ومن ثم سمعته يقول بهمس: اراك بخير يا وعد..
واردف وهو يكور قبضته بحزم: لكني اعدك بفعل أي شيء تجاه هذا القرار القاسي الذي تعرضت له..
قالت بشحوب وهي تهز رأسها نفيا: لا داعي..
ومن ثم لم تلبث ان لوحت له بكفها وهي تبتعد..وتابعها طارق بناظريه حتى اختفى طيفها من امام عينيه وهنا ردد بصرامة وحزم: اعدك يا وعد.. اعدك...
*********
من منا جرب الانتظار يوما؟.. من منا جرب ان ينتظر لساعات طويلة ظن انها لن تنتهي ابدا؟.. ساعات جعلته يشعر بالملل والتعب والرغبة في الخلاص من هذا الانتظار.. لو جرب احدا منكم مثل هذا الشعور فعندها فقط سيعرف شعور عماد الذي ان يجلس في سيارته بانتظار هبوط ليلى.. وعلى الرغم من ان تأخرها لم يدم الا ربع ساعة الا ان الترقب واللهفة اللذان يسيطران على كيانه جعلته يشعر بأن الوقت طويل ولن ينتهي..
ووجد نفسه يهبط من سيارته ويستند اليها بملل.. انه خطأه لأنه خرج من الشركة مبكرا.. ولكنه كان يخشى ان تغادر دون ان يراها.. دون ان يمنحها ذلك الخاتم الذي تمنى ان يزين اصابعها يوما.. والتمعت عيناه بغتة ببريق امل وهو يراها تخرج مغادرة الشركة.. وتابعتها عيناه بلهفة وشوق.. قبل ان يرى الحيرة قد ظهرت على ملامحها وهي تراه في وقفته هذه .. فاقتربت حيث يقف ومن ثم قالت: هل تنتظر احدا؟..
قالت مبتسما وهو يعقد ساعديه امام صدره: بلى انتظرك انت..
قالت مستفهمة: ولم؟..
جذبها من كفها ومن ثم قال: لدي ما اريد ان اريكِ اياه..
رأته يجذبها برفق الى حيث سيارته القابعة على القرب منهما ..وقال وهو يفتح باب سيارته بابتسامة واسعة: تفضلي بالدخول يا أميرتي..
تطلعت اليه بخجل ومن ثم قالت ووجنتاها متوردتان: عماد الجميع ينظر لنا..
غمز بعينه لها ومن ثم قال: وفيم يهموني؟..
ارتبكت أكثر ومن ثم لم تلبث ان دلفت الى داخل سيارته واغلق هو خلفها الباب.. ليدور حول مقدمة السيارة.. ومن ثم يحتل مقعد القيادة وينطلق بالسيارة مبتعدا عن الشركة والمكان بأكمله.. والتفتت ليلى لتتطلع من خلال النافذة الى الشوارع والسيارات والمباني ..ومن ثم تمتمت بخفوت: ما الامر؟..لم اصطحبتني معك..
قال مبتسما: أخبرتك انني اريد ان اريك شيئا ما..
التفتت له وقالت وهي تزيح بعض من خصلات شعرها خلف اذنها: وما هو هذا لشيء؟..
صمت ولم يجبها.. وكادت ان تكرر السؤال ولكنها آثرت الصمت.. وران الصمت على المكان لخمس دقائق اخرى قبل ان تتوقف السيارة بغتة على جانب الطريق.. مما جعل ليلى تعقد حاجبيها باستغراب ومن ثم تقول: لم توقفت هنا؟..
قال وهو يهمس بحنان: لانني اريد ان اتحدث اليك لوحدنا قليلا..
التفتت له وقالت بحيرة: وعن ماذا ستتحدث الي؟..
قال وهو يلتفت لها ومن ثم يخرج من كفه علبة القطيفة ويفتحها امام ناظريها وهو يقول بخفوت: هذا..
تطلعت الى الخاتم الذي انعكست عليه اشعة الشمس لتجعل ماساته تتلألأ بشكل رائع .. ورفعت عيناها عن الخاتم لتتطلع الى عماد وتقول بدهشة: خاتم زواج؟؟..
قال وهو يومئ برأسه بابتسامة واسعة: اجل حتى يعلم الجميع انك خطيبتي ولا يحق لاحد التفكير بك بعد الآن..
تطلعت الى الخاتم من جديد ومن ثم قالت متسائلة: يبدوا غالي الثمن.. اليس كذلك؟..
قال عماد وهو يهز رأسه: بم تفكرين يا ليلى؟.. حتى وان كان ثمنه ملايين من القطع النقدية فهو سيكون رخيصا في حقك..
توردت وجنتاها ومن ثم قالت بارتباك: ولكن الخطبة يجب ان تكون رسمية وامام الجميع..
امسك بكفها ومن ثم قال: دعينا نقيمها لوحدنا الآن.. ثم نقيمها مرة أخرى لاحقا..
- اتمزح؟؟..
قال مبتسما: ابدا.. لست امزح.. ولكن اتمنى ان اكون انا وانت فقط معا عندما البسك هذا الخاتم.. الذي سيظل يزين اصبعك الى ابد الدهر..
لم تستطع ان تتفوه بحرف.. الكلمات تعجز عن الخروج من حلقها.. وكأنها قد رفعت الراية البيضاء واعلنت الخضوع التام لما قال.. واتسعت ابتسامة عماد وهو يتطلع لها بحب ومن ثم يقول بهمس وهو يدخل الخاتم باصبع كفها اليمنى: سيذكرك بي دائما وانا بعيد عنك..
قالت بخجل: انا لا انساك حتى اتذكرك..
تطلع لها بحب وحنان شديدين.. ثم لم يلبث ان رفع كفها الرقيقة الى شفتيه ليقبل اناملها بحب.. ومن ثم قال: ستكونين حبيبتي وزوجتي الى الابد يا ليلى .. فأنت حلم حياتي قبل كل شيء.. الذي حلمت به طويلا.. طويلا جدا...
وظلا على حالهما هذا كلاهما يتطلع الى الآخر بحب وحنان شديدين.. وعيناهما تنطقان باسمى المعاني.. ومشاعرهما تبثها لمسة كفيهما..
وعاد السؤال ليتردد بذهن ليلى على الرغم منها.. ترى هل ستدوم هذه السعادة التي احياها طويلا؟؟..
وبات السؤال معلقا دون جواب.. فمن يعلم بما يحفيه لنا القدر.. من يعلم؟...
**********
__________________
قال احمد وهو يهز كتفيه: لننتظر.. وسنعلم بعدها بما حدث..
قال طارق بصوت متوتر حاول اخفاءه: لماذا طلبهارئيس التحرير؟..أمن اجل موضوعها امن من اجل امر آخر..
قال احمد وهو يزفر بحدة: اذا جاءت يمكنك توجيه هذا السؤال لها..
صمت طارق وتفكيره مقتصر على وعد.. وسبب طلب رئيس التحرير لها..وبغتة سمع صوت خطواتها المسرعة وهي تقترب من القسم فقال في سرعة: لقد حضرت أخيرا..
التفت له أحمد وقال بغرابة: وما ادراك..
وبدل ان يجيبه طارق .. دلفت وعد الى القسم وهي تحاول تمالك نفسها والسيطرة على اعصابها واسرعت تتجه نحو مكتبها وهي تفتح الادراج وتخرج منهم عدد من الاوراق .. وسألتها نادية بهدوء: ماذا حدث يا وعد؟..
واسرع طارق يقول: ان الامر متعلق بموضوعك اليس كذلك؟..
قالت وعد بحدة بالرغم منها: اجل.. انه يطلب مني ان اكتب اعتذار لذلك المدير وان ابين انني قد اقرنت الصور بموضوعي عن طريق الخطأ..
سألها طارق باهتمام: وماذا فعلت؟..
قالت وعد بلهجة ساخرة ومريرة: لقد اوقفت عن العمل لثلاثة ايام..يمكنكم ان تقولوا انها اجازة مفروضة علي..
عقد طارق حاجبيه ومن ثم قال: ليس من حقه ان يوقفك عن العمل.. انت لديك الدليل على كل ما قلتيه.. وهذا يثبت صدق موضوعك..
قالت وعد وهي تتنهد: يقول انني اسبب له المشاكل مع ذلك المدير العام وغيرهم..
عقد طارق حاجبيه اكثر وصمت في تفكير وهو يشعر بالغضب يتضاعف بداخله.. في حين قال أحمد: ان رئيس تحرير هذه الجريدة شخص جبان يخشى مواجهة المسئولين ذوي النفوذ بحقيقتهم..
قالت وعد وهي تضع آخر الاوراق في حقيبتها: لقد ادركت هذا.. اليوم فقط.. بعد ان طلب مني ان اقوم بتعديل الموضوع الصحيح واكذبه.. وانشر بدلا منه موضوعا كاذبا ليصدقه الجميع!..
قال طارق بعتة بصرامة: ألم يوقع بنفسه على موضوعك؟..
التفتت له وعد وقالت بتوتر اثاره في نفسها صرامة عينيه: بلى.. لقد وافق عليه ووقعه على ان اتحمل انا المشكلات المترتبة..
قال طارق بصرامة أكبر: ليس له الحق بتوقيفك عن العمل اذا.. كل ما يستطيع فعله ان يطلب منك مناقشة الامر مع ذاك المدير العام..
قالت وعد وهي تزفر بحدة: لا فائدة.. لقد انتهى الامر وتم توقيفي عن العمل رسميا.. ولكن مع هذا لن اتوقف عن انتقاد مثل هؤلاء اللذين ينشرون بالبلدة الفساد.. سأظل اكتب ..دون خوف او جبن ..كما علمتني انت يا ..استاذ ..طارق..
قالتها ببحنان وهي تطلع اليه و تحاول ملء عينيها بوجهه قبل ان تغادر المكان..وكأنها تريد ان ترسخ صورته في ذهنها وتظل عالقة فيه.. ومن ثم نهضت بتثاقل من خلف المكتب وقالت وغصة مريرة تملأ حلقها وتعتصر حلقها: يحز في نفسي ان افراقكم.. لقد اعتدت وجودي بينكم كل يوم.. وسيكون من الصعب علي ان لا اراكم لمدة ثلاثة ايام كاملة..
قال أحمد محاولا اضفاء جو من المرح على المكان: ليس كل يوم.. لا تنسي عطلة نهاية الاسبوع.. فهي ما نحتاجه بشدة بعد تعب مضني طوال الاسبوع..
التفتت وعد اليه وقالت بابتسامة باهتة: الى اللقاء يا استاذ احمد.. اراك بخير.. وعلى فكرة انت مصور بارع..
والتفتت الى نادية لتقول: الى اللقاء يا استاذة نادية.. لقد علمتيني اشياء عديدة في عملي بالصحافة.. اشكرك..
قالت نادية بصوت غلب عليه التأثر: انت كأخت لي يا وعد.. لقد اعتبرناك اختنا جميعا هنا.. ولا داعي لشكري فهذا واجبي تجاه شقيقتي..
التفتت وعد الى طارق ولكنها لم تنطق بكلمة .. ظلت تتطلع اليه بلهفة وشوق وحنان..ظلت واقفة مكانها وعيناها جامدتان عليه وكأنها تأبى ان تفارقه وتبتعد عنه.. ولغة العيون هي من كانت تتكلم.. وتذكرت عبارته لحظتها.. "لا يفهمها الا من يهتم بصاحبها".. هي الآن تهتم بصاحب تلك العينان العسليتين .. تلك العينان التي تمتلآن بحزم وصرامة العالم كله.. تلك العينان الباردتان التي تحتويها بالدفء.. بالحنان.. بالطمأنينة .. ولا تلبث ان تجعل نبضات قلبها تخفق بقوة و سرعة لأجله..
ان لاامر ليس مقتصرا على الاهتمام بصاحب هاتين العينين فحسب .. بل ان الامر يفوق ذلك بكثير.. انها تحبه!! ..شعرت بالدهشة.. بالذهول من نفسها.. ومن تفكيرها هذا.. هل هي تحبه حقا؟؟.. اجل لم لا تعترف لنفسها؟.. لم تخف هذا الامر عن نفسها.. اتخشى ان تعرف بأنها تحمل لها هذا الحب في قلبها؟.. ام حكاية مايا لا تزال تذكرها بأن طارق قد احب ذات يوم وان محبوبته تلك لا تزال تسكن قلبه...
وادارت رأسها بغتة عنه.. حاولت ان تهمس له ولو بكلمة وداع ولكن لسانها قد انعقد فجأة وكأنه يأبى عليها ولو كلمة وداع تلقيها على مسامعه.. ووجدت نفسها تتحرك بخطوات متثاقلة عن المكان وهي تشعر بالمرارة .. بالالم.. ستغادر هذا المكان .. سترحل عنه لمدة ثلاثة ايام فحسب.. لكنها تشعر بها اشبه بالسنوات.. لانها لن تراه.. لن ترى طارق كما اعتادت يوميا.. لن يمكنها ذلك بعد الآن..
( وعد..)
منذ متى كان رنين اسمي جميل الى هذه الدرجة.. هل هما اذناي؟.. ام صوته الذي همس باسمي بأروع مافي الكون من معان.. والتفتت له في لهفة وهي تسير بالممرات بعد ان غادرت القسم .. فقال بعتاب: الن تسلمي علي حتى قبل رحيلك؟..
كادت ان تهتف بوجهه هاتفة: ( الم تفهم؟.. لقد كنت اخاطبك بلغة العيون تلك التي علمتتني اياها.. الم تفهم كلمات توديعي لك.. الم تفهمي نظرات الحب الذي ارسلتها لك.. الم تفهم بعد؟) ..
ولكنها لم تقل حرفا من هذا بل اطرقت برأسها ومن ثم قالت: الفراق صعب كما يقولون..
قال بابتسامة شاحبة: لم تتحدثين هكذا.. انها ثلاثة ايام لا اكثر..
ثلاثة ايام؟؟.. تقولها بهذه البساطة.. اية اعصاب فولاذية تملك؟.. احقا لم تعرف بعد معنى نظراتي لك ؟.. وقالت وهي تشيح بوجهها: معك حق.. انها ثلاثة ايام فحسب..
مد لها يده ومن ثم قال: الن تصافحيني حتى؟..
التفتت له وكادت الدموع ان تترقرق في عينيها.. أي رجل هو هذا؟.. الا يشعر بأني احبه؟.. اعشقه.. لم اعد ارى سواه في حياتي.. انه فارس احلامي الذي طالما كنت احلم به.. الا يحمل لي ولو ذرة من المشاعر.. الا يشعر بي؟..
ومدت له يد مرتجفة لتصافحه وهي تقول: الى اللقاء يا استاذ...
قاطعها قائلا وهو يتطلع اليها بحنان: طارق بدون استاذ.. لقد قلتيها مرة وسأكون سعيدا لو سمعتها منك مرة اخرى.. فهذا يعني انني قريب اليك..
كلماته تؤكد اهتمامه بامري..وتصرفاته تؤكد عكس ذلك احيانا!.. ولكنه لا يشعر بي.. ولا اظنه سيشعر ابدا.. فمايا.. حبه الوحيد.. ستظل تجري في عروقه كمجرى الدم.. سيظل يحبها ولن ينساها ابدا.. وهي -وعد- لن تكون سوى صفر على الشمال..
قالت وعد وهي تطرق برأسها وتقول بصوت مرتجف بالرغم منها: لقد كانت زلة لسان يومها لا اكثر..
تطلع لها بصمت وهو يبتسم فقالت وهي تزدرد لعابها محاولة السيطرة على مشاعرها: اراك بخير.. يا .. طارق..
قالتها وكادت ان تسحب كفها من يده حتى تغادر.. لكنها وجدته يحتضن كفها بكفه الاخرى ويربت عليها ليقول بابتسامة: سنكون بانتظارك..
اومأت برأسها فحرر يدها لتضعها الى جوارها ومن ثم سمعته يقول بهمس: اراك بخير يا وعد..
واردف وهو يكور قبضته بحزم: لكني اعدك بفعل أي شيء تجاه هذا القرار القاسي الذي تعرضت له..
قالت بشحوب وهي تهز رأسها نفيا: لا داعي..
ومن ثم لم تلبث ان لوحت له بكفها وهي تبتعد..وتابعها طارق بناظريه حتى اختفى طيفها من امام عينيه وهنا ردد بصرامة وحزم: اعدك يا وعد.. اعدك...
*********
من منا جرب الانتظار يوما؟.. من منا جرب ان ينتظر لساعات طويلة ظن انها لن تنتهي ابدا؟.. ساعات جعلته يشعر بالملل والتعب والرغبة في الخلاص من هذا الانتظار.. لو جرب احدا منكم مثل هذا الشعور فعندها فقط سيعرف شعور عماد الذي ان يجلس في سيارته بانتظار هبوط ليلى.. وعلى الرغم من ان تأخرها لم يدم الا ربع ساعة الا ان الترقب واللهفة اللذان يسيطران على كيانه جعلته يشعر بأن الوقت طويل ولن ينتهي..
ووجد نفسه يهبط من سيارته ويستند اليها بملل.. انه خطأه لأنه خرج من الشركة مبكرا.. ولكنه كان يخشى ان تغادر دون ان يراها.. دون ان يمنحها ذلك الخاتم الذي تمنى ان يزين اصابعها يوما.. والتمعت عيناه بغتة ببريق امل وهو يراها تخرج مغادرة الشركة.. وتابعتها عيناه بلهفة وشوق.. قبل ان يرى الحيرة قد ظهرت على ملامحها وهي تراه في وقفته هذه .. فاقتربت حيث يقف ومن ثم قالت: هل تنتظر احدا؟..
قالت مبتسما وهو يعقد ساعديه امام صدره: بلى انتظرك انت..
قالت مستفهمة: ولم؟..
جذبها من كفها ومن ثم قال: لدي ما اريد ان اريكِ اياه..
رأته يجذبها برفق الى حيث سيارته القابعة على القرب منهما ..وقال وهو يفتح باب سيارته بابتسامة واسعة: تفضلي بالدخول يا أميرتي..
تطلعت اليه بخجل ومن ثم قالت ووجنتاها متوردتان: عماد الجميع ينظر لنا..
غمز بعينه لها ومن ثم قال: وفيم يهموني؟..
ارتبكت أكثر ومن ثم لم تلبث ان دلفت الى داخل سيارته واغلق هو خلفها الباب.. ليدور حول مقدمة السيارة.. ومن ثم يحتل مقعد القيادة وينطلق بالسيارة مبتعدا عن الشركة والمكان بأكمله.. والتفتت ليلى لتتطلع من خلال النافذة الى الشوارع والسيارات والمباني ..ومن ثم تمتمت بخفوت: ما الامر؟..لم اصطحبتني معك..
قال مبتسما: أخبرتك انني اريد ان اريك شيئا ما..
التفتت له وقالت وهي تزيح بعض من خصلات شعرها خلف اذنها: وما هو هذا لشيء؟..
صمت ولم يجبها.. وكادت ان تكرر السؤال ولكنها آثرت الصمت.. وران الصمت على المكان لخمس دقائق اخرى قبل ان تتوقف السيارة بغتة على جانب الطريق.. مما جعل ليلى تعقد حاجبيها باستغراب ومن ثم تقول: لم توقفت هنا؟..
قال وهو يهمس بحنان: لانني اريد ان اتحدث اليك لوحدنا قليلا..
التفتت له وقالت بحيرة: وعن ماذا ستتحدث الي؟..
قال وهو يلتفت لها ومن ثم يخرج من كفه علبة القطيفة ويفتحها امام ناظريها وهو يقول بخفوت: هذا..
تطلعت الى الخاتم الذي انعكست عليه اشعة الشمس لتجعل ماساته تتلألأ بشكل رائع .. ورفعت عيناها عن الخاتم لتتطلع الى عماد وتقول بدهشة: خاتم زواج؟؟..
قال وهو يومئ برأسه بابتسامة واسعة: اجل حتى يعلم الجميع انك خطيبتي ولا يحق لاحد التفكير بك بعد الآن..
تطلعت الى الخاتم من جديد ومن ثم قالت متسائلة: يبدوا غالي الثمن.. اليس كذلك؟..
قال عماد وهو يهز رأسه: بم تفكرين يا ليلى؟.. حتى وان كان ثمنه ملايين من القطع النقدية فهو سيكون رخيصا في حقك..
توردت وجنتاها ومن ثم قالت بارتباك: ولكن الخطبة يجب ان تكون رسمية وامام الجميع..
امسك بكفها ومن ثم قال: دعينا نقيمها لوحدنا الآن.. ثم نقيمها مرة أخرى لاحقا..
- اتمزح؟؟..
قال مبتسما: ابدا.. لست امزح.. ولكن اتمنى ان اكون انا وانت فقط معا عندما البسك هذا الخاتم.. الذي سيظل يزين اصبعك الى ابد الدهر..
لم تستطع ان تتفوه بحرف.. الكلمات تعجز عن الخروج من حلقها.. وكأنها قد رفعت الراية البيضاء واعلنت الخضوع التام لما قال.. واتسعت ابتسامة عماد وهو يتطلع لها بحب ومن ثم يقول بهمس وهو يدخل الخاتم باصبع كفها اليمنى: سيذكرك بي دائما وانا بعيد عنك..
قالت بخجل: انا لا انساك حتى اتذكرك..
تطلع لها بحب وحنان شديدين.. ثم لم يلبث ان رفع كفها الرقيقة الى شفتيه ليقبل اناملها بحب.. ومن ثم قال: ستكونين حبيبتي وزوجتي الى الابد يا ليلى .. فأنت حلم حياتي قبل كل شيء.. الذي حلمت به طويلا.. طويلا جدا...
وظلا على حالهما هذا كلاهما يتطلع الى الآخر بحب وحنان شديدين.. وعيناهما تنطقان باسمى المعاني.. ومشاعرهما تبثها لمسة كفيهما..
وعاد السؤال ليتردد بذهن ليلى على الرغم منها.. ترى هل ستدوم هذه السعادة التي احياها طويلا؟؟..
وبات السؤال معلقا دون جواب.. فمن يعلم بما يحفيه لنا القدر.. من يعلم؟...
**********
__________________
HAMS- مشرف عام الاقسام الرومانسيه
- عدد المساهمات : 720
تاريخ التسجيل : 08/02/2010
- مساهمة رقم 55
رد: "حـــلـــم حـــيـــاتـــي"..(قصة رومنسية متسلسلة)
* الجزء الثالث والعشرين*
(ما الذي يحدث؟!)
(قرار قاسي هو ما اصدر بحقها)
قالها طارق بغضب شديد وهو يتحرك في ارجاء القسم بخطوات عصبية ومن ثم اردف بحنق: انها لم تتوانى يوما عن العمل بكل جدية واخلاص ومع هذا يوقع مثل هذا القرار القاسي لها لمجرد بضعة مشاكل..
قال احمد بهدوء: المشكلة لن تحل هكذا يا طارق.. لن تحل بغضبك هذا..او باستنكارك.. فقط اجلس لنحاول فهم وحل الموضوع بهدوء..
قال طارق وهو يكور قبضته: انت تعلم ان رئيس التحرير ذاك شخص جبان.. لن يهتم بما يحدث بما انه في أمان.. حتى لو استدعى هذا طرد جميع الصحفيين من الجريدة..
واردف باصرار: لكني لن اسمح له ان يصدر قرارا قاسيا كهذا في حق وعد مهما حصل..وسأفعل أي شيء.. سأجعله يتراجع عن قراره التافه هذا..
قال احمد وهو يعقد حاجبيه: اتعني ما تقول؟..
قال طارق وبريق اصرار وحزم يبرق في عينيه: اجل .. فقد وعدتها بأني لن اصمت وسأفعل أي شيء..
واردف بصوت هامس ومتهدج: من اجلها .. من اجلها هي فقط..
*********
ما ان وصلت وعد الى غرفتها بالمنزل..حتى القت بنفسها على الفراش ومشاعر شتى تعصف بكيانها.. هل هو الاستنكار والغضب من قرار رئيس التحرير؟ .. ام هو الالم لفراقهم؟.. ام يا ترى هو الحزن الشديد لفراقه هو بالذات؟..ام انه مزيج من كل هؤلاء..
احست بانقباض في قلبها وهي تتخيل انها لن تذهب الى الصحيفة غدا.. لن تراه الا بعد ثلاثة ايام كاملة.. هل تستطيع ان تحتمل ان لا تملأ عيناها بصورته لثلاثة ايام؟..هل تستطيع احتمال ان لا تروي اذنها بصوته الذي يحسسها بالدفء والامان؟..هل تستطيع يا ترى؟ .. هل تستطيع؟..
تفكيرها هذا يصيبها بالصداع ويجعل غصة المرارة تعتصر قلبها بمرارة والم..لم ؟؟..اجيبوني لم؟..لم يوقع مثل هذا القرار بي وانا لم توانى يوما عن العمل بكل جدية واخلاص.. لم؟.. ولكن ماذا يهم ؟؟.. لقد دافعت عن مبدأها بكل حزم واصرار.. اجل لن تتوقف عن الكتابة وعن اظهار فساد المجتمع للناس جميعا.. والا فما فائدة وجود الصحف بالبلاد.. التصمت عن الخطأ.. وتكتفي بنشر الأحاديث الروتينية.. لا ان اهم ما يميز الصحافة انها تحاول معالجة المجتمع باظهار مشاكله المختلفة للناس..
وضعت كفها على جبينها بتعب وهي تتخيل آحر اللحظات التي جمعتها بطارق.. انها تحبه.. بل تعشقه.. انها المرة الاولى التي تشعر بهذا الشعور تجاه شخص ما.. ترى لماذا انشدت اليه؟.. لماذا تحركت مشاعرها اليه هو بالذات.. على الرغم من فظاظته معها في بادئ الامر.. ترى لشخصيته المميزة.. ام لغرابته.. ام لانها ...
زفرت بعمق وهي تنهض من على الفراش.. ستتوقف عن التفكير به الآن والا لن تشعر بالراحة ابدا..واتجهت لتتطلع من النافذة.. الى تلك الحديقة الساكنة والهادئة..و التي لا تلبث الانسام ان تداعب حشائشها الخضراء بين لحظة واخرى بهدوء..وظلت تحدق بشرود في اسراب الطيور التي اخذت ترفرف باصرار غريب في هذه السماء الصافية دون ان تهبط ولو للحظات على سطح الارض.. عندما سمعت صوت رنين هاتفها المحمول معلنا وصول رسالة قصيرة..
توجهت الى حقيبتها.. لتلتقط الهاتف ومن ثم تقرأ فحوى الرسالة التي كانت تقول: (لو كنت غير مشغولة.. فتعالي وخذيني من الجامعة .. رأسي يكاد ينفجر من كثرة المحاضرات.. متى ينتهي هذا العذاب؟)..
ابتسمت وعدابتسامة باهتة وهي تعيد قراءة الرسالة المرسلة من فرح.. ومن ثم لم تلبث ان اتصلت بتلك الاخيرة التي ما ان اجابت على الهاتف حتى قالت: لا تصدقي لقد كنت امزح..
قالت وعد بسخرية: لا فائدة انا الآن امام بوابة الجامعة..
قالت فرح بسخرية مماثلة: لقد ارسلت الرسالة منذ لحظات فقط.. أي سيارة خارقة تملكين؟..
- ليست السيارة يا عزيزتي بل سائقتها..
قالت فرح مبتسمة: حقا؟..
قالت وعد بغته وهي تزفر: اخبريني متى تنتهي محاضراتك؟..
قالت فرح متسائلة: ولم؟..
تنهدت وعد بمرارة ومن ثم قالت: اشعر بالملل الشديد واود ان اتحدث معك قليلا بعد ان تنتهي محاضراتك..
عقدت فرح حاجبيها ومن ثم قالت: لم؟.. الست بالصحيفة الآن؟..
قالت وعد بسخرية مريرة: لقد منحني رئيس التحرير اجازة.. ولكن مفروضة..
شهقت فرح ومن ثم قالت: اتعنين انه قد قام بطردك..
- لا بل تم فصلي لثلاثة ايام..
- ولم؟..
- سأخبرك بكل شيء عندما اراك والآن اخبريني متى تنتهي محاضراتك؟..
صمت فرح برهة ومن ثم قالت ببعض التردد: بعد ساعتين .. بل اعني ثلاث ساعات..
قالت وعد بهدوء: حسنا اذا اطلبي من مَن سيوصلك ان يصطحبك الى منزلنا..
اسرعت فرح تقول: ولماذا لا تحضرين انت الى منزلنا؟..
قالت وعد بابتسامة: لقد اقسمت على ان لا احضر.. فاخشى ان يتحول التمثيل الى حقيقة كما قال شقيقك.. واسقط من على السلم..
قالت فرح بضجر: كفاك سخافة.. انت احضري الي.. فلدي بعض البحوث الهامة التي ارغب في انهائها..
- فليكن اذا سأحضر بعد ثلاث ساعات ونصف.. هل هذا يناسبك؟..
- اجل كثيرا..
قالت وعد مبتسمة: اراك بخير اذا.. الى اللقاء..
قالت فرح بابتسامة: الى اللقاء..
وما ان انهت فرح الاتصال حتى قالت بخبث: نعم سنلتقي.. وسيكون لقاءاً لا ينسى..
********
انشغل هشام بالعمل على احدى رسومه الهندسية بمكتبه عندما اجبره على تركها صوت رنين هاتفه المستمر..فأجابه بصوت هادئ: اهلا فرح.. ماذا تريدين ؟..
قالت فرح باستنكار: اهكذا يجيب الشقيق شقيقته على الهاتف .. بـ"ماذا تريدين؟"..
قال بملل: لو انك قد اتصلت للتسلية .. فحاولي في وقت لاحق.. انا منشغل الآن بالعمل..
قالت في سرعة: لا لم اتصل لاتسلى.. وحتى لو وددت ان افعل.. فلن اخسر رصيدي من اجل تسلية.. سأتصل من هاتف المنزل بكل بساطة..
قال هشام باستخفاف: يا للذكاء.. من اين تجلبين مثل هذه البدائل .. الـ.. السخيفة..
ابتسمت فرح وقالت: ليست سخيفة ابدا.. ثم ليس هذا مهما الآن.. بل امرا آخر..
- وما هو؟..
قالت فرح وهي تزفر بحدة: وعد اليوم قد فصلت من عملها لمدة ثلاثة ايام..
عقد هشام حاجبيه باستنكار ومن ثم قال: ولم؟؟..
قالت فرح وهي تزدرد لعابها: لست اعلم.. لقد اخبرتني انها ستعلمني بالامر عندما تحضر الى منزلنا بعد ثلاث ساعات ونصف..في الوقت الذي انهي فيه محاضراتي..
قال هشام بحيرة: بعد ثلاث ساعات؟.. الم تخبريني انك ستنتهين من محاضرتك الاخيرة بعد ساعة..
- بلى.. ولكني تعمدت قول هذا لها..
- ولم؟.. ما السبب من كذبك هذا؟..
قالت فرح مبتسمة: لا اسمي هذا كذبا.. اما عن السبب فسأخبرك اياه.. ولكن استمع الي بهدوء ولا تقاطعني ريثما انتهي مما اقوله..
واخذت تتحدث اليه بهدوء وهي تحاول شرح كل ما تستطيع .. بينما اخذ هشام يستمع اليها بانصات شديد وهو يشعر بالاهتمام من كل كلمة تقولها...
***********
(ما الذي يحدث؟!)
(قرار قاسي هو ما اصدر بحقها)
قالها طارق بغضب شديد وهو يتحرك في ارجاء القسم بخطوات عصبية ومن ثم اردف بحنق: انها لم تتوانى يوما عن العمل بكل جدية واخلاص ومع هذا يوقع مثل هذا القرار القاسي لها لمجرد بضعة مشاكل..
قال احمد بهدوء: المشكلة لن تحل هكذا يا طارق.. لن تحل بغضبك هذا..او باستنكارك.. فقط اجلس لنحاول فهم وحل الموضوع بهدوء..
قال طارق وهو يكور قبضته: انت تعلم ان رئيس التحرير ذاك شخص جبان.. لن يهتم بما يحدث بما انه في أمان.. حتى لو استدعى هذا طرد جميع الصحفيين من الجريدة..
واردف باصرار: لكني لن اسمح له ان يصدر قرارا قاسيا كهذا في حق وعد مهما حصل..وسأفعل أي شيء.. سأجعله يتراجع عن قراره التافه هذا..
قال احمد وهو يعقد حاجبيه: اتعني ما تقول؟..
قال طارق وبريق اصرار وحزم يبرق في عينيه: اجل .. فقد وعدتها بأني لن اصمت وسأفعل أي شيء..
واردف بصوت هامس ومتهدج: من اجلها .. من اجلها هي فقط..
*********
ما ان وصلت وعد الى غرفتها بالمنزل..حتى القت بنفسها على الفراش ومشاعر شتى تعصف بكيانها.. هل هو الاستنكار والغضب من قرار رئيس التحرير؟ .. ام هو الالم لفراقهم؟.. ام يا ترى هو الحزن الشديد لفراقه هو بالذات؟..ام انه مزيج من كل هؤلاء..
احست بانقباض في قلبها وهي تتخيل انها لن تذهب الى الصحيفة غدا.. لن تراه الا بعد ثلاثة ايام كاملة.. هل تستطيع ان تحتمل ان لا تملأ عيناها بصورته لثلاثة ايام؟..هل تستطيع احتمال ان لا تروي اذنها بصوته الذي يحسسها بالدفء والامان؟..هل تستطيع يا ترى؟ .. هل تستطيع؟..
تفكيرها هذا يصيبها بالصداع ويجعل غصة المرارة تعتصر قلبها بمرارة والم..لم ؟؟..اجيبوني لم؟..لم يوقع مثل هذا القرار بي وانا لم توانى يوما عن العمل بكل جدية واخلاص.. لم؟.. ولكن ماذا يهم ؟؟.. لقد دافعت عن مبدأها بكل حزم واصرار.. اجل لن تتوقف عن الكتابة وعن اظهار فساد المجتمع للناس جميعا.. والا فما فائدة وجود الصحف بالبلاد.. التصمت عن الخطأ.. وتكتفي بنشر الأحاديث الروتينية.. لا ان اهم ما يميز الصحافة انها تحاول معالجة المجتمع باظهار مشاكله المختلفة للناس..
وضعت كفها على جبينها بتعب وهي تتخيل آحر اللحظات التي جمعتها بطارق.. انها تحبه.. بل تعشقه.. انها المرة الاولى التي تشعر بهذا الشعور تجاه شخص ما.. ترى لماذا انشدت اليه؟.. لماذا تحركت مشاعرها اليه هو بالذات.. على الرغم من فظاظته معها في بادئ الامر.. ترى لشخصيته المميزة.. ام لغرابته.. ام لانها ...
زفرت بعمق وهي تنهض من على الفراش.. ستتوقف عن التفكير به الآن والا لن تشعر بالراحة ابدا..واتجهت لتتطلع من النافذة.. الى تلك الحديقة الساكنة والهادئة..و التي لا تلبث الانسام ان تداعب حشائشها الخضراء بين لحظة واخرى بهدوء..وظلت تحدق بشرود في اسراب الطيور التي اخذت ترفرف باصرار غريب في هذه السماء الصافية دون ان تهبط ولو للحظات على سطح الارض.. عندما سمعت صوت رنين هاتفها المحمول معلنا وصول رسالة قصيرة..
توجهت الى حقيبتها.. لتلتقط الهاتف ومن ثم تقرأ فحوى الرسالة التي كانت تقول: (لو كنت غير مشغولة.. فتعالي وخذيني من الجامعة .. رأسي يكاد ينفجر من كثرة المحاضرات.. متى ينتهي هذا العذاب؟)..
ابتسمت وعدابتسامة باهتة وهي تعيد قراءة الرسالة المرسلة من فرح.. ومن ثم لم تلبث ان اتصلت بتلك الاخيرة التي ما ان اجابت على الهاتف حتى قالت: لا تصدقي لقد كنت امزح..
قالت وعد بسخرية: لا فائدة انا الآن امام بوابة الجامعة..
قالت فرح بسخرية مماثلة: لقد ارسلت الرسالة منذ لحظات فقط.. أي سيارة خارقة تملكين؟..
- ليست السيارة يا عزيزتي بل سائقتها..
قالت فرح مبتسمة: حقا؟..
قالت وعد بغته وهي تزفر: اخبريني متى تنتهي محاضراتك؟..
قالت فرح متسائلة: ولم؟..
تنهدت وعد بمرارة ومن ثم قالت: اشعر بالملل الشديد واود ان اتحدث معك قليلا بعد ان تنتهي محاضراتك..
عقدت فرح حاجبيها ومن ثم قالت: لم؟.. الست بالصحيفة الآن؟..
قالت وعد بسخرية مريرة: لقد منحني رئيس التحرير اجازة.. ولكن مفروضة..
شهقت فرح ومن ثم قالت: اتعنين انه قد قام بطردك..
- لا بل تم فصلي لثلاثة ايام..
- ولم؟..
- سأخبرك بكل شيء عندما اراك والآن اخبريني متى تنتهي محاضراتك؟..
صمت فرح برهة ومن ثم قالت ببعض التردد: بعد ساعتين .. بل اعني ثلاث ساعات..
قالت وعد بهدوء: حسنا اذا اطلبي من مَن سيوصلك ان يصطحبك الى منزلنا..
اسرعت فرح تقول: ولماذا لا تحضرين انت الى منزلنا؟..
قالت وعد بابتسامة: لقد اقسمت على ان لا احضر.. فاخشى ان يتحول التمثيل الى حقيقة كما قال شقيقك.. واسقط من على السلم..
قالت فرح بضجر: كفاك سخافة.. انت احضري الي.. فلدي بعض البحوث الهامة التي ارغب في انهائها..
- فليكن اذا سأحضر بعد ثلاث ساعات ونصف.. هل هذا يناسبك؟..
- اجل كثيرا..
قالت وعد مبتسمة: اراك بخير اذا.. الى اللقاء..
قالت فرح بابتسامة: الى اللقاء..
وما ان انهت فرح الاتصال حتى قالت بخبث: نعم سنلتقي.. وسيكون لقاءاً لا ينسى..
********
انشغل هشام بالعمل على احدى رسومه الهندسية بمكتبه عندما اجبره على تركها صوت رنين هاتفه المستمر..فأجابه بصوت هادئ: اهلا فرح.. ماذا تريدين ؟..
قالت فرح باستنكار: اهكذا يجيب الشقيق شقيقته على الهاتف .. بـ"ماذا تريدين؟"..
قال بملل: لو انك قد اتصلت للتسلية .. فحاولي في وقت لاحق.. انا منشغل الآن بالعمل..
قالت في سرعة: لا لم اتصل لاتسلى.. وحتى لو وددت ان افعل.. فلن اخسر رصيدي من اجل تسلية.. سأتصل من هاتف المنزل بكل بساطة..
قال هشام باستخفاف: يا للذكاء.. من اين تجلبين مثل هذه البدائل .. الـ.. السخيفة..
ابتسمت فرح وقالت: ليست سخيفة ابدا.. ثم ليس هذا مهما الآن.. بل امرا آخر..
- وما هو؟..
قالت فرح وهي تزفر بحدة: وعد اليوم قد فصلت من عملها لمدة ثلاثة ايام..
عقد هشام حاجبيه باستنكار ومن ثم قال: ولم؟؟..
قالت فرح وهي تزدرد لعابها: لست اعلم.. لقد اخبرتني انها ستعلمني بالامر عندما تحضر الى منزلنا بعد ثلاث ساعات ونصف..في الوقت الذي انهي فيه محاضراتي..
قال هشام بحيرة: بعد ثلاث ساعات؟.. الم تخبريني انك ستنتهين من محاضرتك الاخيرة بعد ساعة..
- بلى.. ولكني تعمدت قول هذا لها..
- ولم؟.. ما السبب من كذبك هذا؟..
قالت فرح مبتسمة: لا اسمي هذا كذبا.. اما عن السبب فسأخبرك اياه.. ولكن استمع الي بهدوء ولا تقاطعني ريثما انتهي مما اقوله..
واخذت تتحدث اليه بهدوء وهي تحاول شرح كل ما تستطيع .. بينما اخذ هشام يستمع اليها بانصات شديد وهو يشعر بالاهتمام من كل كلمة تقولها...
***********
HAMS- مشرف عام الاقسام الرومانسيه
- عدد المساهمات : 720
تاريخ التسجيل : 08/02/2010
- مساهمة رقم 56
رد: "حـــلـــم حـــيـــاتـــي"..(قصة رومنسية متسلسلة)
قال أحمد بانفعال: ما هذا الذي فعلته يا طارق؟..
قال طارق ببرود: وماذا فعلت؟..
قال احمد وهو مستمر بانفعاله: بعد كل هذا الذي اخبرتني اياه وتقول انك لم تفعل شيئا.. لقد ذهبت بكل بساطة الى رئيس التحرير لتطلب منه ان يعيد وعد الى العمل والا ستستقيل من عملك على الفور..
قال طارق وهو يهز كتفيه بلامبالاة وكأن الامر لا يعنيه: وماذا في هذا؟..
قال احمد باستنكار: لا تجد في هذا الامر شيئا حقا.. ستستقيل يا طارق.. ستستقيل من عملك.. ومن وظيفتك التي يحسدك عليها غيرك من اجل فتاة..
تطلع اليه طارق بصرامة ومن ثم لم يلبث ان قال: هذه الوظيفة التي تتحدث عنها يمكنني ان احصل عليها في أي جريدة اخرى.. ثم لا اظن ان رئيس التحرير بهذا الغباء ليقبل استقالتي فور تقديمي لها.. دون ان يفكر بالامر او حتى يمنحني فرصة لاعادة النظر بهذه الاستقالة..
قال احمد وهو يعقد حاجبيه: تعني ان ما قمت به كان بمحض التهديد لا اكثر.. وانك ستتراجع عن قرار استقالك لو رفض طلبك..
قال طارق بحزم: بالطبع لا.. لن اتراجع عن قراري مطلقا لو انه رفض طلبي.. سأستقيل من عملي وابحث عن آخر في أي صحيفة اخرى.. واظن ان اسمي بات معروفا عند بعض الصحف التي ستقبل بي لو انني فكرت بالعمل معها..
قال احمد بدهشة: تضيع سنوات عملك هنا يا طارق من اجل فتاة وحسب..
قال طارق وهو يمط شفتيه: وعد ليست أي فتاة.. ثم انت.. انت بنفسك لو رأيت خطيبتك تتعرض لمثل هذا القرار لفعلت الشيء ذاته..
قال احمد بخبث:تلك خطيبتي.. ثم انني كنت سأناقش رئيس التحرير بالامر واحاول حله ولن اتسرع بتقديم استقالتي.. ولكن انت بأي صفة تدافع عن وعد بكل هذه القوة..
قل طارق وهو يعقد ذراعيه امام صدره: لنقل انها زميلة عزيزة لي بالعمل..
قال احمد بخبث اكبر: حسنا وبعد..
قال طارق ببرود: لا يوجد بعد.. توقف عن افكارك المريضة..
قال احمد مبتسما: معك حق.. الحب اصبح مرضا هذه الايام..
تطلع اليه طارق بحنق ومن ثم قال: لا فائدة ترجى منك.. سأكمل عملي افضل لي..
قال احمد وهو يغمز بعينه: الا تريد أي مساعدة من اجل اعادة وعد الى الصحيفة..
قال طارق بهدوء: لو كنت مستعدا لتقديم المساعدة.. فتفضل قل ما عندك..
قال احمد بمكر: ما رأيك ان اقدم استقالتي انا الآخر؟..
نطلع اليه طارق لبرهة ومن ثم قال ببرود: سخيف..
ضحك أحمد بمرح ومن ثم قال: ما الذي يمنعك ان تعترف؟ ..نحن جميعا سنشعر بالسعادة من اجلك ومن اجل الآنسة وعد..
صمت طارق طويلا ولم يعلق.. ولكن ذهنه كان شاردا في تلك اللحظة.. كان يفكر بما قاله أحمد مرارا وتكرارا .. وقال متحدثا الى نفسه: ( ليس الآن يا احمد.. ليس الآن..لا يزال الوقت مبكرا لاعترف.. باني احب هذه المرحة العنيدة.. لان هناك حاجزا يقف حائلا بيننا.. حاجزا يسمى .. ((حبي القديم لمايا)).. فهل ستصدق لو اخبرتها بأني احبها.. احبها فعلا ولست اخدعها.. مايا كانت الماضي.. ووعد هي الحاضر والمستقبل..هل ستصدقني يا ترى لو اخبرتها.. هل ستصدق؟)
********
تنهدت وعد بحرارة وهي توقف سيارتها امام باب منزل عمها .. لا يزال شعورها بالالم يسيطر على كيانها.. لا تستطيع ان تبعد ذهنها عن التفكير بطارق..انه قبل كل شيء الشخص الذي تحب..الذي احتل قلبها دون استئذان.. الذي طرق باب مشاعرها بشخصيته الغريبة..وببروده العجيب..
وعادت لتتنهد من جديد وهي تهبط من سيارتها وتغلق بابها خلفها ومن ثم تتوجه الى المنزل لتضرب على زر جرس الباب عدة مرات.. ولكن الغريب بالامر ان احدا لم يجبها.. فعقدت حاجبيها.. واخرجت هاتفها المحمول لتتصل بفرح .. وما ان اجابتها تلك الاخيرة حتى قالت: فرح.. اين انتم؟.. لقد ضربت الجرس عدة مرات ولم يجبني احد..
قالت فرح بهدوء: انا بالطابق الاعلى ولم استمع الى الجرس.. ولا يوجد احد بالمنزل سواي انا وامي.. وربما كانت امي نائمة الآن.. او مشغولة بالمطبخ..
قالت وعد بضجر: لا داعي لكل هذا الشرح.. فقط تعالي وافتحي لي الباب..
قالت فرح بلامبالاة: ان الباب مفتوح.. يمكنك الدخول..
قالت وعد باستغراب: ولم تتركون الباب مفتوحا؟.. ان أي شخص يستطيع التسلل الى المنزل في هذه الفترة وسرقة ما يريد..
قالت فرح وهي تمط شفتيها: لا لشيء.. ولكن ابي قد غادر المنزل لتوه.. واتصل بي ليخبرنا انه قد نسي اقفال الباب وطلب مني ان افعل ذلك.. وكدت ان افعل لولا اتصالك بي.. لذا ادخلي الى الداخل واقفلي الباب خلفك..
قالت وعد باستسلام: فليكن.. الى اللقاء..
قالت فرح بابتسامة: الى اللقاء..
وادخلت وعد هاتفها في حقيبتها لتمسك بمقبض الباب وتديره بهدوء.. ومن ثم تفتح الباب بهدوء وهي تدلف الى الداخل.. والتفتت لتقفله .. قبل ان تسير الى حيث الدرج لتصعده حيث غرفة فرح و....
توقفت في مكانها فجأة.. وهي تشعر بحركة ما بالردهة.. فعقدت حاجبيها ومن ثم قالت وهي تزدرد لعابها: من هناك؟..
جاوبها الصمت التام.. والسكون الذي غلف ارجاء المكان .. وتطلعت الى ماحولها لبرهة ثم لم تلبث ان هزت كتفيها وقالت وهي تواصل سيرها: لابد وانني كنت اتخيل لا اكثر..
وما ان خطت خطوة اخرى حتى انقطع التيار الكهربي فجأة.. فشهقت قائلة بخوف: ما الذي يحدث هنا؟..
وتطلعت الى الظلام من حولها الذي بات هو اللون الوحيد الذي يغلف كل شيء بالمنزل..وازدردت لعابها من جديد لعلها تستعيد رباطة جأشها.. واردفت وهي تهتف بصوت سيطر عليه الارتباك والخوف بالرغم منها: فرح.. اين انت يا فرح؟ .. خالتي.. اين انتم جميعا؟..
واشتعلت الاضواء فجأة ومع ذلك الهتاف القوي الذي هتف الجميع به في آن واحد: عيد ميلاد سعيد يا وعد!!!..
التفتت وعد بسرعة وحدة الى مصدر الصوت ومن ثم قالت والذهول لا يكاد يفارق ملامحها وهي غير قادرة على استيعاب ما يحدث: ما الذي يحدث؟!.. ماذا تعنون؟!..
قال والد وعد بابتسامة وهو يشير الى فرح: انها فكرة فرح.. ان نقيم لك عيد ميلاد لا ينسى.. واقترحت علينا مثل هذه الفكرة..
قالت وعد وهي تزفر بحدة وقوة:لقد كاد قلبي ان يتوقف بفعلتكم هذه .. ثم اين كنتم تختفون؟..
قال والدها وهو يشير الى غرفة ما: بغرفة المعيشية..
واردف بحنان ابوي: عيد ميلاد سعيد يا ابنتي الصغيرة..
قالت وعد مبتسمة وهي لا تزال تشعر بالاضطراب من المفاجأة: لم اعد صغيرة يا والدي..
- ستظلين كذلك الى الابد في نظر والداك..
قالت فرح وهي تعقد ساعديها امام صدرها وتتطلع الى وعد بمرح: توقعت ان تكون اصعب مرحلة بالموضوع هي اقناع وعد بالدخول من الباب المفتوح..
قالت وعد بغضب مصطنع: اصمتي انت.. انها فكرتك باخافتي هكذا في يوم مميز كيوم ميلادي..
قالت فرح وهي تغمز بعينيها: اردته عيد ميلاد لا ينسى..
قال عماد الذي تواجد بالحفل بدوره بناء على رغبة فرح والبقية: لم تقفين هناك يا وعد؟.. اقتربي..
قالت وعد بارتباك وتوتر: اتريدون الحقيقة.. لا استطيع التقدم فقدماي لم تعودا تطيعاني من اثر المفاجأة..
تقدم منها هشام بغتة .. وقال بصوت هادئ: اخبرتهم بان طفلة مثلك لا تتحمل مثل هذه المفاجآت..ولكنهم أصروا على أن يفاجئوك بهذه الطريقة..
قالت وعد باستنكار: انا طفلة يا هشام؟..
اقترب منها اكثر وقال بصوت هامس لا يكاد يسمعه سواهما: واجمل طفلة كذلك..
توترت اطراف وعد وهي تتطلع اليه.. في حين جذبها هو من كفها وقال مبتسما: لا تصدقي كل ما يُقال لك.. والآن تعالي إلى حيث الكعكة لتطفأي الشموع..
سارت معه الى حيث تلك الطاولة الكبيرة التي ضمت عدد من الاطباق الرئيسية والحلويات.. بالاضافة الى المشروبات.. واخيرا كعكة بالشوكلاتة وقد زينت بقطع من الحلوى والبسكويت.. كتب على سطحها بالكريمة عبارة "عيد ميلاد سعيد يا وعد.. وكل عام وانت بخير".. هذا بالاضافة الى شمعة قد اشارت الى عمرها الذي قد اصبح منذ اليوم 24 ربيعاً.. ومر شريط بسيط من ذكرياتها الماضية وهي ترى نفسها اليوم وهي تنهي سنوات عمرها الرابعة والعشرين.. وتمتمت بخفوت: هل يمضي العمر سريعا هكذا؟..
قالت لها والدتها بابتسامة: هذه هي سنة الحياة.. طفل يولد اليوم ليكبر غدا.. وليصبح شابا ومن ثم كهلا.. ويأتي من بعده طفلا آخر.. هذه هي الحياة يا بنيتي.. دائرة لا تنتهي الى يوم الدين..
وقال والدها وهو يقترب منها ويحيطها بذراعه بحنان: اتصدقين.. اني اشعر اني قد رزقت بك بالامس فقط.. اتذكر يوم ولادتك.. كم كنت اشعر بالسعادة وانا احملك بذراعي .. فقد كنت اتمنى ان يكون الطفل الذي انتظرته انا ووالدتك هو فتاة.. فتاة جميلة مثلك يا وعد..
همست وعد وقالت بحب وهي تطلع الى والدها: كم احبك يا والدي..
قا طع هذه اللحظة صوت العم وهو يقول بابتسامة: هيا يا وعد.. اطفأي الشموع.. ودعينا نفرح بك..
اومأت برأسها وابتسامة واسعة ترتسم على ثغرها.. فاقتربت منها فرح وقالت وهي تشعل الشمعة بعود الثقاب: فاليطفأ احدكم المصابيح..
وما ان انطفأت المصابيح واشعلت فرح الشمعة..حتى اخذ الجميع يرددون على مسامعها ( عيد ميلاد سعيد يا وعد).. وكادت ان تطفأ الشمعة حين اسرعت فرح تقول: توقفي تمني امنية ثم اطفأيها..
التفت لها هشام بضيق ومن ثم قال: ما هذه الاعتقادات السخيفة؟..
قالت فرح مبتسمة: ليست اعتقادات.. مجرد امل في ان تتحقق امنياتنا ذات يوم..
والتفتت الى وعد التي قالت: حسنا سأتمنى امنية..
قالت فرح وهي تشير لها بسبابتها: في سرك..
ضحكت وعد وقالت: بالتأكيد سأقولها في سري..
وصمتت للحظات وهي تتمنى امنية ما.. ثم لم تلبث ان اطفأت الشمعة.. معلنة عن بداية عامها الجديد.. العام الذي قديخفي لها الكثير.. الكثير جدا..
**********
تطلعت ليلى الى الخاتم الذي يزين اصبعها طويلا.. وذهنها شارد تماما.. فلقد ذهب معه حيث غادر.. مع عماد.. هل تستطيع ان تحبه أكثر من ذلك؟.. ان حبها له لا يلبث ان يتضاعف كل لحظة.. باعجابها بشخصه.. برجولته.. بقوة شخصيته .. وابتسامته الرائعة التي لا تلبث ان تشعرها بالسعادة.. وعيناه العميقتان اللتان تشعرها بحبه لها.. وبحنان العالم كله..
ترى هل تحبني بقدر ما احبك يا عماد؟..هل تفكر بي الآن كما افكر بك.. هل احرمك لذة النوم؟.. كما تفعل بي انت دوما.. هل صورتي تظل عالقة بذهنك بعد آخر لقاء لنا ولا تفارقك طوال اليوم؟..
ولم تلبث ان اغمضت عيناها وهي تحلم به.. وتتخيل ما يفعله في هذه اللحظة.. وداعبت ذلك الخاتم الذي يحتل اصبعها ومن ثم همست لنفسها: ( هل الاحلام تتحقق بهذه السرعة؟.. هل القدر يمنحنا السعادة بهذه البساطة؟.. ترى لماذا اشعر بأن لا شيء يأتي بسهولة ابدا؟..وان سعادتي هذه لن تلبث ان تختفي..)
وعادت لتردد لنفسها قائلة بضيق: ( أي هراء اتفوه به.. اني احيا الآن في لحظات سعيدة .. فلم لا استمتع بها بدلا من تنغيصها بهذه الطريقة.. اجل.. سأبعد هذا الشعور بالضيق عن ذهني..وسأفكر بعماد فقط وحياتنا القادمة..)
*********
احاديث كثيرة اخذت تدور في ذلك الحفل البسيط الذي شمل كل افراد هذه العائلة تقريبا..قبل ان يقطعه عماد وهو يقول متطلعا الى ساعة الحائط: معذرة يا وعد.. ولكن علي ان اغادر الآن..
قالت عد بضيق: العمل لن يحلق في الهواء يا عماد..
قال عماد مبتسما: ليس العمل هذه المرة..
قالت وعد متسائلة: اذا؟..
اقترب منها ليسلمها هديتها ومن ثم قال بصوت خفيض: بل هي فتاة.. استطاعت ان تجعلني اقع اسير حبها..
قالت وعد مبتسمة: احقا ما تقول؟..
قال بابتسامة واسعة: اجل .. وسأذهب اليوم مع والداي لخطبتها رسميا من اهلها..
قالت وعد بسعادة: مبارك يا عماد.. انت تستحق الافضل دائما.. لكنك لم تخبرني.. هي.. هل تحبك؟..
قال وهي يومئ برأسه: بالتأكيد.. لو لم اكن واثق من حبها لي لما اتخذت خطوة كهذه..
واردف وهو يلوح بيده للجميع: والآن استودعكم جميعا.. الى اللقاء..
لم يكن حديثهم الهامس قد استمع اليه احد ما تقريبا..لذا لم يعلم بأمر هذه الفتاة التي تحدث عنها سوى وعد..وشعرت بغتة بكف توضع على كتفها..فالتفتت الى صاحبها الذي قال: هل تفكرين بذاك الذي غادر الآن؟..
قالت وعد بابتسامة: تقريبا.. ثم ما شأنك انت يا هشام؟..
تطلع لها لبرهة قبل ان يقول وهو يضغط على حروف كلماته: صحيح لا شأن لي الآن.. ولكن سيكون لي شأن بهذا في المستقبل القريب..
فهمت ما يعنيه.. ولكنها قالت محاولة التهرب من الموضوع: اخبرني ماذا جلبت لي؟..
قال هشام بسخرية: لم اكن اعلم انك مادية الى هذه الدرجة؟..
- ها انتذا قد علمت.. والآن اخبرني ماذا جلبت لي؟..
سلمها تلك العلبة المتوسطة الحجم و المغلفة بورق تغليف هادئ الالوان ومن ثم قال: شيء قد كنت تودين الحصول عليه ذات يوم..
عقدت حاجبيها في تفكير وهي محاولة تذكر ذلك الشيء.. في حين عاد هشام بذاكرنه الى الوراء للحظات وهو يتذكر ذلك الحوار الذي دار بينهما قبل بضع شهور..
(ستعملين بالصحافة.. لا اظن ان أي صحيفة ستقبل بك ابدا)
قالها هشام بسخرية واستهزاء وهو يتطلع الى وعد التي كانت تجاس على احد المقاعد بحديقة المنزل.. في حين قالت هي: اجل سأعمل في الصحافة.. وسأكون صحفية ممتازة ايضا.. وسأغيظك يومها.. تذكر هذا..ومن يدري ربما اكتب عنك موضوع بالجريدة.. واصور احد المواقع التي تصمم لها رسومها الهندسية .. ولكن اذا ترجيتني فقط سأفعل..
ضحك بسخرية ومن ثم قال: اترجاك.. هذا ما كان ينقصني.. ثم كيف ستقومين بتصوير تلك المواقع؟ ..بكاميرتك البائسة تلك..لا اظن انها ستفيدك ابدا..
نهضت من على مقعدها وقالت بتحدي: عندما احصل على اول راتب لي.. سأشتري لي افضل انواع الكاميرات .. وستكون رقمية ايضا ..
قال هشام بسخرية: سوف انتظر هذا اليوم حتى ارى كاميرتك المزعومة تلك....
وتوقف شريط ذكرياته.. وهو يبتسم لنفسه بسخرية.. في النهاية هو من اشتراها لها.. هو من حقق لها رغبتها باحضار تلك الكاميرا لها.. لقد سخر من ان تحصل على مثل هذه الكاميرا الرقمية.. لكن لسخرية القدر.. هو بنفسه من جعلها تحصل عليها..
وتطلع الى وعد التي انشغلت بالحديث والضحك المرح مع فرح.. وهما يتابدلان الأحاديث المتفرقة..وهمس لنفسه قائلا باصرار: (ستكونين لي انا يا وعد.. انا فقط.. لن اسمح بأي شخص آخر بأن يأخذك مني..انت لي.. وانا لك ..ستكونين لي يا وعد قريبا.. قريبا جدا..)..
وكور قبضته بقوة وهو يردف لنفسه بصرامة: ( اقسم على هذا)...
*********
احلام كثيرا باتت تحلق في سماء رواية"حلم حياتي"..
حلم وعد بالزواج من الشخص الذي تحب..
حلم طارق بأن تصدقه وعد وتعرف بحبه لها..وان تبادله مشاعره هذه..
حلم هشام بالزواج من وعد..
حلم ليلى وعماد بالزواج والحياة في سعادة وهدوء في عالم من الاحلام الوردية..
ولكن ماذا عن القدر..
هل يحقق احلامهما البسيطة هذه..
ام ستتحطم على احلامهم هذه على صخرة الواقع..
انتظروني
والى جزء قادم..
__________________
قال طارق ببرود: وماذا فعلت؟..
قال احمد وهو مستمر بانفعاله: بعد كل هذا الذي اخبرتني اياه وتقول انك لم تفعل شيئا.. لقد ذهبت بكل بساطة الى رئيس التحرير لتطلب منه ان يعيد وعد الى العمل والا ستستقيل من عملك على الفور..
قال طارق وهو يهز كتفيه بلامبالاة وكأن الامر لا يعنيه: وماذا في هذا؟..
قال احمد باستنكار: لا تجد في هذا الامر شيئا حقا.. ستستقيل يا طارق.. ستستقيل من عملك.. ومن وظيفتك التي يحسدك عليها غيرك من اجل فتاة..
تطلع اليه طارق بصرامة ومن ثم لم يلبث ان قال: هذه الوظيفة التي تتحدث عنها يمكنني ان احصل عليها في أي جريدة اخرى.. ثم لا اظن ان رئيس التحرير بهذا الغباء ليقبل استقالتي فور تقديمي لها.. دون ان يفكر بالامر او حتى يمنحني فرصة لاعادة النظر بهذه الاستقالة..
قال احمد وهو يعقد حاجبيه: تعني ان ما قمت به كان بمحض التهديد لا اكثر.. وانك ستتراجع عن قرار استقالك لو رفض طلبك..
قال طارق بحزم: بالطبع لا.. لن اتراجع عن قراري مطلقا لو انه رفض طلبي.. سأستقيل من عملي وابحث عن آخر في أي صحيفة اخرى.. واظن ان اسمي بات معروفا عند بعض الصحف التي ستقبل بي لو انني فكرت بالعمل معها..
قال احمد بدهشة: تضيع سنوات عملك هنا يا طارق من اجل فتاة وحسب..
قال طارق وهو يمط شفتيه: وعد ليست أي فتاة.. ثم انت.. انت بنفسك لو رأيت خطيبتك تتعرض لمثل هذا القرار لفعلت الشيء ذاته..
قال احمد بخبث:تلك خطيبتي.. ثم انني كنت سأناقش رئيس التحرير بالامر واحاول حله ولن اتسرع بتقديم استقالتي.. ولكن انت بأي صفة تدافع عن وعد بكل هذه القوة..
قل طارق وهو يعقد ذراعيه امام صدره: لنقل انها زميلة عزيزة لي بالعمل..
قال احمد بخبث اكبر: حسنا وبعد..
قال طارق ببرود: لا يوجد بعد.. توقف عن افكارك المريضة..
قال احمد مبتسما: معك حق.. الحب اصبح مرضا هذه الايام..
تطلع اليه طارق بحنق ومن ثم قال: لا فائدة ترجى منك.. سأكمل عملي افضل لي..
قال احمد وهو يغمز بعينه: الا تريد أي مساعدة من اجل اعادة وعد الى الصحيفة..
قال طارق بهدوء: لو كنت مستعدا لتقديم المساعدة.. فتفضل قل ما عندك..
قال احمد بمكر: ما رأيك ان اقدم استقالتي انا الآخر؟..
نطلع اليه طارق لبرهة ومن ثم قال ببرود: سخيف..
ضحك أحمد بمرح ومن ثم قال: ما الذي يمنعك ان تعترف؟ ..نحن جميعا سنشعر بالسعادة من اجلك ومن اجل الآنسة وعد..
صمت طارق طويلا ولم يعلق.. ولكن ذهنه كان شاردا في تلك اللحظة.. كان يفكر بما قاله أحمد مرارا وتكرارا .. وقال متحدثا الى نفسه: ( ليس الآن يا احمد.. ليس الآن..لا يزال الوقت مبكرا لاعترف.. باني احب هذه المرحة العنيدة.. لان هناك حاجزا يقف حائلا بيننا.. حاجزا يسمى .. ((حبي القديم لمايا)).. فهل ستصدق لو اخبرتها بأني احبها.. احبها فعلا ولست اخدعها.. مايا كانت الماضي.. ووعد هي الحاضر والمستقبل..هل ستصدقني يا ترى لو اخبرتها.. هل ستصدق؟)
********
تنهدت وعد بحرارة وهي توقف سيارتها امام باب منزل عمها .. لا يزال شعورها بالالم يسيطر على كيانها.. لا تستطيع ان تبعد ذهنها عن التفكير بطارق..انه قبل كل شيء الشخص الذي تحب..الذي احتل قلبها دون استئذان.. الذي طرق باب مشاعرها بشخصيته الغريبة..وببروده العجيب..
وعادت لتتنهد من جديد وهي تهبط من سيارتها وتغلق بابها خلفها ومن ثم تتوجه الى المنزل لتضرب على زر جرس الباب عدة مرات.. ولكن الغريب بالامر ان احدا لم يجبها.. فعقدت حاجبيها.. واخرجت هاتفها المحمول لتتصل بفرح .. وما ان اجابتها تلك الاخيرة حتى قالت: فرح.. اين انتم؟.. لقد ضربت الجرس عدة مرات ولم يجبني احد..
قالت فرح بهدوء: انا بالطابق الاعلى ولم استمع الى الجرس.. ولا يوجد احد بالمنزل سواي انا وامي.. وربما كانت امي نائمة الآن.. او مشغولة بالمطبخ..
قالت وعد بضجر: لا داعي لكل هذا الشرح.. فقط تعالي وافتحي لي الباب..
قالت فرح بلامبالاة: ان الباب مفتوح.. يمكنك الدخول..
قالت وعد باستغراب: ولم تتركون الباب مفتوحا؟.. ان أي شخص يستطيع التسلل الى المنزل في هذه الفترة وسرقة ما يريد..
قالت فرح وهي تمط شفتيها: لا لشيء.. ولكن ابي قد غادر المنزل لتوه.. واتصل بي ليخبرنا انه قد نسي اقفال الباب وطلب مني ان افعل ذلك.. وكدت ان افعل لولا اتصالك بي.. لذا ادخلي الى الداخل واقفلي الباب خلفك..
قالت وعد باستسلام: فليكن.. الى اللقاء..
قالت فرح بابتسامة: الى اللقاء..
وادخلت وعد هاتفها في حقيبتها لتمسك بمقبض الباب وتديره بهدوء.. ومن ثم تفتح الباب بهدوء وهي تدلف الى الداخل.. والتفتت لتقفله .. قبل ان تسير الى حيث الدرج لتصعده حيث غرفة فرح و....
توقفت في مكانها فجأة.. وهي تشعر بحركة ما بالردهة.. فعقدت حاجبيها ومن ثم قالت وهي تزدرد لعابها: من هناك؟..
جاوبها الصمت التام.. والسكون الذي غلف ارجاء المكان .. وتطلعت الى ماحولها لبرهة ثم لم تلبث ان هزت كتفيها وقالت وهي تواصل سيرها: لابد وانني كنت اتخيل لا اكثر..
وما ان خطت خطوة اخرى حتى انقطع التيار الكهربي فجأة.. فشهقت قائلة بخوف: ما الذي يحدث هنا؟..
وتطلعت الى الظلام من حولها الذي بات هو اللون الوحيد الذي يغلف كل شيء بالمنزل..وازدردت لعابها من جديد لعلها تستعيد رباطة جأشها.. واردفت وهي تهتف بصوت سيطر عليه الارتباك والخوف بالرغم منها: فرح.. اين انت يا فرح؟ .. خالتي.. اين انتم جميعا؟..
واشتعلت الاضواء فجأة ومع ذلك الهتاف القوي الذي هتف الجميع به في آن واحد: عيد ميلاد سعيد يا وعد!!!..
التفتت وعد بسرعة وحدة الى مصدر الصوت ومن ثم قالت والذهول لا يكاد يفارق ملامحها وهي غير قادرة على استيعاب ما يحدث: ما الذي يحدث؟!.. ماذا تعنون؟!..
قال والد وعد بابتسامة وهو يشير الى فرح: انها فكرة فرح.. ان نقيم لك عيد ميلاد لا ينسى.. واقترحت علينا مثل هذه الفكرة..
قالت وعد وهي تزفر بحدة وقوة:لقد كاد قلبي ان يتوقف بفعلتكم هذه .. ثم اين كنتم تختفون؟..
قال والدها وهو يشير الى غرفة ما: بغرفة المعيشية..
واردف بحنان ابوي: عيد ميلاد سعيد يا ابنتي الصغيرة..
قالت وعد مبتسمة وهي لا تزال تشعر بالاضطراب من المفاجأة: لم اعد صغيرة يا والدي..
- ستظلين كذلك الى الابد في نظر والداك..
قالت فرح وهي تعقد ساعديها امام صدرها وتتطلع الى وعد بمرح: توقعت ان تكون اصعب مرحلة بالموضوع هي اقناع وعد بالدخول من الباب المفتوح..
قالت وعد بغضب مصطنع: اصمتي انت.. انها فكرتك باخافتي هكذا في يوم مميز كيوم ميلادي..
قالت فرح وهي تغمز بعينيها: اردته عيد ميلاد لا ينسى..
قال عماد الذي تواجد بالحفل بدوره بناء على رغبة فرح والبقية: لم تقفين هناك يا وعد؟.. اقتربي..
قالت وعد بارتباك وتوتر: اتريدون الحقيقة.. لا استطيع التقدم فقدماي لم تعودا تطيعاني من اثر المفاجأة..
تقدم منها هشام بغتة .. وقال بصوت هادئ: اخبرتهم بان طفلة مثلك لا تتحمل مثل هذه المفاجآت..ولكنهم أصروا على أن يفاجئوك بهذه الطريقة..
قالت وعد باستنكار: انا طفلة يا هشام؟..
اقترب منها اكثر وقال بصوت هامس لا يكاد يسمعه سواهما: واجمل طفلة كذلك..
توترت اطراف وعد وهي تتطلع اليه.. في حين جذبها هو من كفها وقال مبتسما: لا تصدقي كل ما يُقال لك.. والآن تعالي إلى حيث الكعكة لتطفأي الشموع..
سارت معه الى حيث تلك الطاولة الكبيرة التي ضمت عدد من الاطباق الرئيسية والحلويات.. بالاضافة الى المشروبات.. واخيرا كعكة بالشوكلاتة وقد زينت بقطع من الحلوى والبسكويت.. كتب على سطحها بالكريمة عبارة "عيد ميلاد سعيد يا وعد.. وكل عام وانت بخير".. هذا بالاضافة الى شمعة قد اشارت الى عمرها الذي قد اصبح منذ اليوم 24 ربيعاً.. ومر شريط بسيط من ذكرياتها الماضية وهي ترى نفسها اليوم وهي تنهي سنوات عمرها الرابعة والعشرين.. وتمتمت بخفوت: هل يمضي العمر سريعا هكذا؟..
قالت لها والدتها بابتسامة: هذه هي سنة الحياة.. طفل يولد اليوم ليكبر غدا.. وليصبح شابا ومن ثم كهلا.. ويأتي من بعده طفلا آخر.. هذه هي الحياة يا بنيتي.. دائرة لا تنتهي الى يوم الدين..
وقال والدها وهو يقترب منها ويحيطها بذراعه بحنان: اتصدقين.. اني اشعر اني قد رزقت بك بالامس فقط.. اتذكر يوم ولادتك.. كم كنت اشعر بالسعادة وانا احملك بذراعي .. فقد كنت اتمنى ان يكون الطفل الذي انتظرته انا ووالدتك هو فتاة.. فتاة جميلة مثلك يا وعد..
همست وعد وقالت بحب وهي تطلع الى والدها: كم احبك يا والدي..
قا طع هذه اللحظة صوت العم وهو يقول بابتسامة: هيا يا وعد.. اطفأي الشموع.. ودعينا نفرح بك..
اومأت برأسها وابتسامة واسعة ترتسم على ثغرها.. فاقتربت منها فرح وقالت وهي تشعل الشمعة بعود الثقاب: فاليطفأ احدكم المصابيح..
وما ان انطفأت المصابيح واشعلت فرح الشمعة..حتى اخذ الجميع يرددون على مسامعها ( عيد ميلاد سعيد يا وعد).. وكادت ان تطفأ الشمعة حين اسرعت فرح تقول: توقفي تمني امنية ثم اطفأيها..
التفت لها هشام بضيق ومن ثم قال: ما هذه الاعتقادات السخيفة؟..
قالت فرح مبتسمة: ليست اعتقادات.. مجرد امل في ان تتحقق امنياتنا ذات يوم..
والتفتت الى وعد التي قالت: حسنا سأتمنى امنية..
قالت فرح وهي تشير لها بسبابتها: في سرك..
ضحكت وعد وقالت: بالتأكيد سأقولها في سري..
وصمتت للحظات وهي تتمنى امنية ما.. ثم لم تلبث ان اطفأت الشمعة.. معلنة عن بداية عامها الجديد.. العام الذي قديخفي لها الكثير.. الكثير جدا..
**********
تطلعت ليلى الى الخاتم الذي يزين اصبعها طويلا.. وذهنها شارد تماما.. فلقد ذهب معه حيث غادر.. مع عماد.. هل تستطيع ان تحبه أكثر من ذلك؟.. ان حبها له لا يلبث ان يتضاعف كل لحظة.. باعجابها بشخصه.. برجولته.. بقوة شخصيته .. وابتسامته الرائعة التي لا تلبث ان تشعرها بالسعادة.. وعيناه العميقتان اللتان تشعرها بحبه لها.. وبحنان العالم كله..
ترى هل تحبني بقدر ما احبك يا عماد؟..هل تفكر بي الآن كما افكر بك.. هل احرمك لذة النوم؟.. كما تفعل بي انت دوما.. هل صورتي تظل عالقة بذهنك بعد آخر لقاء لنا ولا تفارقك طوال اليوم؟..
ولم تلبث ان اغمضت عيناها وهي تحلم به.. وتتخيل ما يفعله في هذه اللحظة.. وداعبت ذلك الخاتم الذي يحتل اصبعها ومن ثم همست لنفسها: ( هل الاحلام تتحقق بهذه السرعة؟.. هل القدر يمنحنا السعادة بهذه البساطة؟.. ترى لماذا اشعر بأن لا شيء يأتي بسهولة ابدا؟..وان سعادتي هذه لن تلبث ان تختفي..)
وعادت لتردد لنفسها قائلة بضيق: ( أي هراء اتفوه به.. اني احيا الآن في لحظات سعيدة .. فلم لا استمتع بها بدلا من تنغيصها بهذه الطريقة.. اجل.. سأبعد هذا الشعور بالضيق عن ذهني..وسأفكر بعماد فقط وحياتنا القادمة..)
*********
احاديث كثيرة اخذت تدور في ذلك الحفل البسيط الذي شمل كل افراد هذه العائلة تقريبا..قبل ان يقطعه عماد وهو يقول متطلعا الى ساعة الحائط: معذرة يا وعد.. ولكن علي ان اغادر الآن..
قالت عد بضيق: العمل لن يحلق في الهواء يا عماد..
قال عماد مبتسما: ليس العمل هذه المرة..
قالت وعد متسائلة: اذا؟..
اقترب منها ليسلمها هديتها ومن ثم قال بصوت خفيض: بل هي فتاة.. استطاعت ان تجعلني اقع اسير حبها..
قالت وعد مبتسمة: احقا ما تقول؟..
قال بابتسامة واسعة: اجل .. وسأذهب اليوم مع والداي لخطبتها رسميا من اهلها..
قالت وعد بسعادة: مبارك يا عماد.. انت تستحق الافضل دائما.. لكنك لم تخبرني.. هي.. هل تحبك؟..
قال وهي يومئ برأسه: بالتأكيد.. لو لم اكن واثق من حبها لي لما اتخذت خطوة كهذه..
واردف وهو يلوح بيده للجميع: والآن استودعكم جميعا.. الى اللقاء..
لم يكن حديثهم الهامس قد استمع اليه احد ما تقريبا..لذا لم يعلم بأمر هذه الفتاة التي تحدث عنها سوى وعد..وشعرت بغتة بكف توضع على كتفها..فالتفتت الى صاحبها الذي قال: هل تفكرين بذاك الذي غادر الآن؟..
قالت وعد بابتسامة: تقريبا.. ثم ما شأنك انت يا هشام؟..
تطلع لها لبرهة قبل ان يقول وهو يضغط على حروف كلماته: صحيح لا شأن لي الآن.. ولكن سيكون لي شأن بهذا في المستقبل القريب..
فهمت ما يعنيه.. ولكنها قالت محاولة التهرب من الموضوع: اخبرني ماذا جلبت لي؟..
قال هشام بسخرية: لم اكن اعلم انك مادية الى هذه الدرجة؟..
- ها انتذا قد علمت.. والآن اخبرني ماذا جلبت لي؟..
سلمها تلك العلبة المتوسطة الحجم و المغلفة بورق تغليف هادئ الالوان ومن ثم قال: شيء قد كنت تودين الحصول عليه ذات يوم..
عقدت حاجبيها في تفكير وهي محاولة تذكر ذلك الشيء.. في حين عاد هشام بذاكرنه الى الوراء للحظات وهو يتذكر ذلك الحوار الذي دار بينهما قبل بضع شهور..
(ستعملين بالصحافة.. لا اظن ان أي صحيفة ستقبل بك ابدا)
قالها هشام بسخرية واستهزاء وهو يتطلع الى وعد التي كانت تجاس على احد المقاعد بحديقة المنزل.. في حين قالت هي: اجل سأعمل في الصحافة.. وسأكون صحفية ممتازة ايضا.. وسأغيظك يومها.. تذكر هذا..ومن يدري ربما اكتب عنك موضوع بالجريدة.. واصور احد المواقع التي تصمم لها رسومها الهندسية .. ولكن اذا ترجيتني فقط سأفعل..
ضحك بسخرية ومن ثم قال: اترجاك.. هذا ما كان ينقصني.. ثم كيف ستقومين بتصوير تلك المواقع؟ ..بكاميرتك البائسة تلك..لا اظن انها ستفيدك ابدا..
نهضت من على مقعدها وقالت بتحدي: عندما احصل على اول راتب لي.. سأشتري لي افضل انواع الكاميرات .. وستكون رقمية ايضا ..
قال هشام بسخرية: سوف انتظر هذا اليوم حتى ارى كاميرتك المزعومة تلك....
وتوقف شريط ذكرياته.. وهو يبتسم لنفسه بسخرية.. في النهاية هو من اشتراها لها.. هو من حقق لها رغبتها باحضار تلك الكاميرا لها.. لقد سخر من ان تحصل على مثل هذه الكاميرا الرقمية.. لكن لسخرية القدر.. هو بنفسه من جعلها تحصل عليها..
وتطلع الى وعد التي انشغلت بالحديث والضحك المرح مع فرح.. وهما يتابدلان الأحاديث المتفرقة..وهمس لنفسه قائلا باصرار: (ستكونين لي انا يا وعد.. انا فقط.. لن اسمح بأي شخص آخر بأن يأخذك مني..انت لي.. وانا لك ..ستكونين لي يا وعد قريبا.. قريبا جدا..)..
وكور قبضته بقوة وهو يردف لنفسه بصرامة: ( اقسم على هذا)...
*********
احلام كثيرا باتت تحلق في سماء رواية"حلم حياتي"..
حلم وعد بالزواج من الشخص الذي تحب..
حلم طارق بأن تصدقه وعد وتعرف بحبه لها..وان تبادله مشاعره هذه..
حلم هشام بالزواج من وعد..
حلم ليلى وعماد بالزواج والحياة في سعادة وهدوء في عالم من الاحلام الوردية..
ولكن ماذا عن القدر..
هل يحقق احلامهما البسيطة هذه..
ام ستتحطم على احلامهم هذه على صخرة الواقع..
انتظروني
والى جزء قادم..
__________________
قطرات الندى- مشرف عام للمنتدى
- زقم العضويه : 32
عدد المساهمات : 876
نقاظ : 6808
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 28/01/2010
- مساهمة رقم 57
رد: "حـــلـــم حـــيـــاتـــي"..(قصة رومنسية متسلسلة)
ولا يهمك ياهمس
انا سهرانه معاكى للصبح
اكتبى وانا معاكى
انا سهرانه معاكى للصبح
اكتبى وانا معاكى
HAMS- مشرف عام الاقسام الرومانسيه
- زقم العضويه : 58
عدد المساهمات : 720
نقاظ : 6280
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 08/02/2010
العمر : 32
الموقع : مصر
- مساهمة رقم 58
رد: "حـــلـــم حـــيـــاتـــي"..(قصة رومنسية متسلسلة)
* الجزء الرابع والعشرون*
(هل ستعود؟)
تسللت اشعة الشمس الدافئة..لتضيء ارجاء تلك الغرفة الصغيرة .. عندما فتحت صاحبتها تلك الستارة التي كانت تحول دون دخول ضوء الشمس الى الغرفة..وتطلعت الى الخارج لبرهة قبل ان تقول وهي تداعب زجاج النافذة باصابعها: ترى ما الذي يحدث بالصحيفة الآن؟..
اطالت النظر بشرود من خلال النافذة الى حديقة المنزل قبل ان تردف: وما الذي يفعله طارق الآن؟..
ولم تلبث ان تنهدت وهي تلتفت عن النافذة وتقول: لم اشأ التغيب عن الصحيفة يوما..ولكن ما حدث جعلني اترك الصحيفة على الرغم مني..
وعادت لتتنهد وهي تتوجه نحو ذلك الكيس الذي وُضع بداخله علبة مستطيلة الشكل مغلفة..كانت هدية عماد لها.. وقالت وهي تخرج العلبة من الكيس: حتى الهدايا لم افكر بفتحها الى الآن..
وازاحت ورقت التغليف عن العلبة.. قبل ان تفتح غطاء العلبة ومن ثم قالت بانبهار وهي تتطلع الى الفستان الذي بداخله: يا للروعة.. لن يلبث عماد ان يدهشني بذوقه الرائع.. وهداياه المرتفعة الثمن..
اخرجت الفستان من علبته وقد كان ارجواني اللون .. قصير يصل الى ما اسفل الركبة.. وتتنتشر به الورود الصغيرة..أما كماه فقد كانا ذا لون ارجواني شفاف..وابتسمت وعد ابتسامة واسعة وهي تضعه امام جسدها وتقف امام المرآة.. لتهتف قائلة: انه غاية في الروعة.. يا ترى كيف سيبدوا لو اني ارتديته.. هل سيناسبني؟..
ظلت تتطلع الى نفسها بالمرآة لفترة.. وهي تتخيل نفسها ترتدي هذا الفستان.. قبل ان ينتشلها من تأملاتها صوت طرقات على الباب.. فالتفتت اليه.. وهي تقول: من ؟..
جاءها صوت والدتها وهي تقول بدهشة وهي تفتح الباب: هل استيقظت مبكرا هذا اليوم ايضا على الرغم من انه ليس لديك أي عمل؟..
هزت وعد كتفيها بلامبالاة وقالت: لقد اعتدت الاستيقاظ في وقت كهذا طوال فترة عملي بالصحيفة..
قالت والدتها بهدوء: حسنا اذا اتبعينا الى طاولة الطعام.. لتتناولي طعام الافطار معنا..
قالت وعد تستوقفها: لحظة واحدة يا امي..
التفتت لها والدتها وقالت بغرابة: ماذا هناك؟..
قالت وعد وهي ترفع الفستان قليلا ومن ثم تقول بابتسامة: ما رأيك به؟.. هل تظنين انه سيناسبني؟..
ابتسمت والدتها وقالت وهي تتطلع الى الفستان: انه جميل جدا.. من اين لك به؟..
- انها هدية عماد لي..
هزت والدتها رأسها ومن ثم قالت: يؤسفني انك قد اضعت هذا الشاب من بين يديْك..
مطت وعد شفتيها ومن ثم قالت: هل ستعودين مرة اخر الى هذا الكلام يا امي؟.. ثم انه سيخطب فتاة قريبا..
عقدت والدتها حاجبيها وقالت: ومن تلك الفتاة؟..
- لا اعلم..
تطلعت اليها والدتها للحظة قبل ان تتنهد بأسف ومن ثم تقول: الآن ستذهب املاك اخي كلها لفتاة غريبة..
زفرت وعد ومن ثم قالت برجاء: ارجوك امي.. كفي عن هذا الكلام.. لقد انتهى الامر.. ولم يعد هناك أي داع لاعادته..
صمتت والدتها ومن ثم قالت وهي تخرج خارج الغرفة: لا بأس.. لن اعيده.. ولا تنسي اتبعينا لطعام الافطار..
اومأت وعد برأسها.. وتوجهت الى خزانتها الخاصة لتستبدل ملابسها.. ولكنها توقفت بغتة بعد ان لمحت هدية هشام التي لم تفتحها.. وعادت ادراجها لتلتقطها ومن ثم تزيل الغلاف عن تلك العلبة..وما لبثت ان اتسعت عيناها.. وهي تتطلع لما بين يديها.. وابتسمت ابتسامة واسعة وهي تقول: لم اكن اتوقع ابدا ان تكون هذه هي هديتك لي..
واردفت كأنها تخاطب هشام: اشكرك كثيرا يا هشام.. لو تعلم كم كنت احتاج لمثل هذه الكاميرا..
وظلت تتطلع الى الكاميرا لفترة بعد ان اخرجتها وهي تتحسسها برفق وحذر.. وقطع اندامجها هذا..صوت رنين هاتفها المحمول.. فعقدت حاجبيها وهي تقول بغرابة: الساعة لم تتجاوز الثامنة والنصف صباحا.. من ذا الذي يتصل بي في وقت كهذا؟..
وادارت افكار عدة برأسها وهي تحاول معرفة كنه المتصل.. قبل ان تهز كتفيها باستسلام.. وكأنها تعلن هزيمتها من معرفة ذاك المجهول الذي يتصل.. فنهضت من مكانها لتلتقط حقيبة يدها..وتخرج هاتفها المحمول.. واحست بحيرتها تتضاعف وهي ترى رقما مجهولا يضيء على شاشة هاتفها..لكنها لم تلبث ان اجابت وهي تقول بتردد: الو.. من المتحدث؟..
- الآنسة وعد؟..
ازداد انعقاد حاجبيها وهي تقول: انا هي.. من المتكلم؟..
- انا طارق يا وعد.. الم تتعرفي على صوتي؟؟..
واتسعت عينا وعد بدهشة كبيرة ..وهي غير قادرة على اجابته بأي شيء على الاطلاق..
**********
(هل ستعود؟)
تسللت اشعة الشمس الدافئة..لتضيء ارجاء تلك الغرفة الصغيرة .. عندما فتحت صاحبتها تلك الستارة التي كانت تحول دون دخول ضوء الشمس الى الغرفة..وتطلعت الى الخارج لبرهة قبل ان تقول وهي تداعب زجاج النافذة باصابعها: ترى ما الذي يحدث بالصحيفة الآن؟..
اطالت النظر بشرود من خلال النافذة الى حديقة المنزل قبل ان تردف: وما الذي يفعله طارق الآن؟..
ولم تلبث ان تنهدت وهي تلتفت عن النافذة وتقول: لم اشأ التغيب عن الصحيفة يوما..ولكن ما حدث جعلني اترك الصحيفة على الرغم مني..
وعادت لتتنهد وهي تتوجه نحو ذلك الكيس الذي وُضع بداخله علبة مستطيلة الشكل مغلفة..كانت هدية عماد لها.. وقالت وهي تخرج العلبة من الكيس: حتى الهدايا لم افكر بفتحها الى الآن..
وازاحت ورقت التغليف عن العلبة.. قبل ان تفتح غطاء العلبة ومن ثم قالت بانبهار وهي تتطلع الى الفستان الذي بداخله: يا للروعة.. لن يلبث عماد ان يدهشني بذوقه الرائع.. وهداياه المرتفعة الثمن..
اخرجت الفستان من علبته وقد كان ارجواني اللون .. قصير يصل الى ما اسفل الركبة.. وتتنتشر به الورود الصغيرة..أما كماه فقد كانا ذا لون ارجواني شفاف..وابتسمت وعد ابتسامة واسعة وهي تضعه امام جسدها وتقف امام المرآة.. لتهتف قائلة: انه غاية في الروعة.. يا ترى كيف سيبدوا لو اني ارتديته.. هل سيناسبني؟..
ظلت تتطلع الى نفسها بالمرآة لفترة.. وهي تتخيل نفسها ترتدي هذا الفستان.. قبل ان ينتشلها من تأملاتها صوت طرقات على الباب.. فالتفتت اليه.. وهي تقول: من ؟..
جاءها صوت والدتها وهي تقول بدهشة وهي تفتح الباب: هل استيقظت مبكرا هذا اليوم ايضا على الرغم من انه ليس لديك أي عمل؟..
هزت وعد كتفيها بلامبالاة وقالت: لقد اعتدت الاستيقاظ في وقت كهذا طوال فترة عملي بالصحيفة..
قالت والدتها بهدوء: حسنا اذا اتبعينا الى طاولة الطعام.. لتتناولي طعام الافطار معنا..
قالت وعد تستوقفها: لحظة واحدة يا امي..
التفتت لها والدتها وقالت بغرابة: ماذا هناك؟..
قالت وعد وهي ترفع الفستان قليلا ومن ثم تقول بابتسامة: ما رأيك به؟.. هل تظنين انه سيناسبني؟..
ابتسمت والدتها وقالت وهي تتطلع الى الفستان: انه جميل جدا.. من اين لك به؟..
- انها هدية عماد لي..
هزت والدتها رأسها ومن ثم قالت: يؤسفني انك قد اضعت هذا الشاب من بين يديْك..
مطت وعد شفتيها ومن ثم قالت: هل ستعودين مرة اخر الى هذا الكلام يا امي؟.. ثم انه سيخطب فتاة قريبا..
عقدت والدتها حاجبيها وقالت: ومن تلك الفتاة؟..
- لا اعلم..
تطلعت اليها والدتها للحظة قبل ان تتنهد بأسف ومن ثم تقول: الآن ستذهب املاك اخي كلها لفتاة غريبة..
زفرت وعد ومن ثم قالت برجاء: ارجوك امي.. كفي عن هذا الكلام.. لقد انتهى الامر.. ولم يعد هناك أي داع لاعادته..
صمتت والدتها ومن ثم قالت وهي تخرج خارج الغرفة: لا بأس.. لن اعيده.. ولا تنسي اتبعينا لطعام الافطار..
اومأت وعد برأسها.. وتوجهت الى خزانتها الخاصة لتستبدل ملابسها.. ولكنها توقفت بغتة بعد ان لمحت هدية هشام التي لم تفتحها.. وعادت ادراجها لتلتقطها ومن ثم تزيل الغلاف عن تلك العلبة..وما لبثت ان اتسعت عيناها.. وهي تتطلع لما بين يديها.. وابتسمت ابتسامة واسعة وهي تقول: لم اكن اتوقع ابدا ان تكون هذه هي هديتك لي..
واردفت كأنها تخاطب هشام: اشكرك كثيرا يا هشام.. لو تعلم كم كنت احتاج لمثل هذه الكاميرا..
وظلت تتطلع الى الكاميرا لفترة بعد ان اخرجتها وهي تتحسسها برفق وحذر.. وقطع اندامجها هذا..صوت رنين هاتفها المحمول.. فعقدت حاجبيها وهي تقول بغرابة: الساعة لم تتجاوز الثامنة والنصف صباحا.. من ذا الذي يتصل بي في وقت كهذا؟..
وادارت افكار عدة برأسها وهي تحاول معرفة كنه المتصل.. قبل ان تهز كتفيها باستسلام.. وكأنها تعلن هزيمتها من معرفة ذاك المجهول الذي يتصل.. فنهضت من مكانها لتلتقط حقيبة يدها..وتخرج هاتفها المحمول.. واحست بحيرتها تتضاعف وهي ترى رقما مجهولا يضيء على شاشة هاتفها..لكنها لم تلبث ان اجابت وهي تقول بتردد: الو.. من المتحدث؟..
- الآنسة وعد؟..
ازداد انعقاد حاجبيها وهي تقول: انا هي.. من المتكلم؟..
- انا طارق يا وعد.. الم تتعرفي على صوتي؟؟..
واتسعت عينا وعد بدهشة كبيرة ..وهي غير قادرة على اجابته بأي شيء على الاطلاق..
**********
HAMS- مشرف عام الاقسام الرومانسيه
- زقم العضويه : 58
عدد المساهمات : 720
نقاظ : 6280
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 08/02/2010
العمر : 32
الموقع : مصر
- مساهمة رقم 59
رد: "حـــلـــم حـــيـــاتـــي"..(قصة رومنسية متسلسلة)
توقف عماد بسيارته بجوار ذلك المنزل المتوسط الحجم.. والذي يحتل احد المناطق بذلك الحي الهادئ.. ولم يلبث ان ضغط على بوق السيارة.. وهو يداعب المقود باصابعه بترقب وانتظار ..و ان انفتح باب المنزل بغته.. فاستدار له وهو يتطلع الى تلك الفتاة التي خرجت من المنزل لتوها واقتربت من السيارة لتقول بصوت خافت بعض الشيء وهي تميل باتجاه النافذة: هل تأخرت؟..
ابتسم عماد وقال: ابدا.. ادخلي الى السيارة..
قالت وهي تفتح باب السيارة وتجلس بالمقعد المجاور: سأحاول الاسراع في المرة القادمة.. ولكنك لم تخبرني بمجيئك لاصطحابي الا قبل نصف ساعة.. لهذا لم استطع الاستعداد في سرعة..
قال عماد مداعبا: وما تحتاجينه انت من وقت للاستعداد يقدر بثلاث او اربع ساعات.. اليس كذلك؟..
ابتسمت ليلى ومن ثم قالت: لن تفهمونا ابدا..
هز عماد كتفيه ومن ثم قال: لا داعي لذلك مطلقا..فالبعض يقول: (لا احد يستطيع ان يفهم المرأة.. سوى المرأة نفسها)..
قالت مبتسمة بمرح وهي تعقد ذراعيها امام صدرها: معهم حق في ذلك..
انطلق بسيارته ومن ثم قال: لم تخبريني كيف هي أحوالك ؟..
قالت بهدوء: لم يتغير بي شيء منذ الامس..
اختلس نظرة اليها ومن ثم قال: وماذا عن الخاتم الذي تركته امانة لديك؟..
توردت وجنتاها وهي تقول: لا يكاد يفارقني ابدا..
قال بابتسامة واسعة: اجل اريدك ان تعامليه هكذا دوما..
واردف بصوت هامس: وانا ايضا..
تطلعت اليه بخجل شديد ومن ثم قالت: انت لا تفارق عقلي او قلبي ولو للحظة..
ابتسم بحنان ومن ثم قال: ما رأيك ان لا نذهب الى العمل اليوم ونختار مكانا آخر لنقضي به وقتنا؟..
قالت بمرح مفاجئ: ما هذا يبدوا انك ستتكاسل بعملك منذ الآن.. هيا كفاك دلالا.. وانطلق الى الشركة..
ابتسم عماد وقال: كما تأمرين سيدتي..
ضحكت ليلى بمرح.. وشاركها عماد الضحك.. وهما ينطلقان بالسيارة الى المصنع..
*********
ظلت وعد صامتة غير مصدقة لما سمعته باذنها منذ لحظات ..فآخر شخص توقعت ان يتصل بها .. هو الآن يحادثها.. ثم من اين جلب رقم الهاتف؟.. في حين كان طارق يشعر بغرابة صمتها على الطرف الآخر فقال: وعد.. الا زلت على الخط؟..
قالت وعد وهي تحاول السيطرة على دهشتها وتوترها: اجل..
واردفت وهي تعقد حاجبيها: ولكن من اين حصلت على رقم هاتفي؟..
قال طارق بابتسامة باهتة: ليست بمشكلة على من يعرف اسمك بالكامل..
واستطرد بهدوء: ربما تتساءلين الآن عن سبب اتصالي بك.. اليس كذلك؟..
اجابته وهي تزدرد لعابها: بلى..
اكمل قائلا: لقد اتصلت بك لأخبرك بشيء ما..
تساءلت بفضول: وما هو؟..
ابتسم طارق ومن ثم قال: يمكنك العودة الى الصحيفة منذ اليوم ان اردت..
صاحت بانفعال: ماذا تقول؟..
ثم انتبهت الى انفعالها فاخفضت صوتها ومن ثم قالت: اعني.. اأنت متأكد مما قلته؟..
قال طارق وابتسامته تتسع: تمام التأكيد والا لما كنت لاتصل بك.. فقد فضلت ان اخبرك انا بنفسي عن هذا الخبر لاني اعلم بانك ستفرحين كثيرا اذا علمت بأمر عودتك الى الصحيفة..
قالت متسائلة: ولكن.. لم تم اعادتي الى الصحيفة من جديد وانت تعلم ان رئيس التحرير لن يتراجع عن امر الفصل المؤقت الا اذا تراجعت انا عن موضوعي..
قال طارق بابتسامة ساخرة بعض الشيء: يبدوا وانه قد اقتنع اخيرا بصدق موضوعك..
واردف قائلا بلهفة: هه..متى ستحضرين الى الصحيفة؟..
قالت في سرعة: بعد ساعة على الاكثر ستجدوني بينكم..
ابتسم طارق وقال: انتبهي في طريقك للسيارات فلا تدعي سعادتك للقدوم الى الصحيفة..تجعلك تحطمين سيارات الآخرين..
قالت وهي ترفع حاجبيها بغرابة: ماذا قلت؟..
ضحك قائلا: لا شيء ابدا.. الى اللقاء واراك بخير..
اغلقت وعد الهاتف ومن ثم لم تلبث ان هتفت في سعادة: سأعود الى الصحيفة من جديد.. واخيرا سأعود.. يالسعادتي..
واردفت بصوت هامس: ها انذا سأعود اليك يا طارق من جديد..انتظرني..
********
حاولت وعد بقدر الامكان ان تخطوا خطوات بطيئة وحذرة بحيث لا ينتبه احد الى وصولها الى القسم.. وما ان وصلت عند الباب حتى دارت بعينيها للمكان الذي لم يكن يضم بداخله سوى احمد وطارق.. ربما كانت نادية في مهمة ما..ومن ثم طرقت الباب بخفوت وهي تقول محاولة تغيير صوتها: الاستاذ احمد والاستاذ طارق.. المدير يطلبكما.. ويبدوا انه ينوي طردكما..
رفع طارق رأسه عن الاوراق التي بين يديه بحدة وهو يتطلع بدهشة الى الواقفة بجانب الباب.. في حين ابتسم احمد ابتسامة واسعة ومن ثم قال : اخبري المدير اننا لسنا مستعدون للطرد هذا الاسبوع .. فلدينا مسئوليات كبيرة على عاتقنا..
ضحكت وعد بمرح ومن ثم قالت: يبدوا وانه يريد ان يكتفي بصحفي واحد بالصحيفة فحسب..
غمز احمد بعينه ومن ثم قال: وهذا الصحفي سيكون المدير نفسه بكل تأكيد..
ابتسمت بمرح.. ودارت عيناها لا اراديا الى حيث يجلس طارق .. تريد ان تراه.. تشبع عيناها برؤيته.. برؤية دفء
عينيه وبرودها بالوقت ذاته..في حين لم تكن عينا طارق قد فارقتها مطلقا.. فقد اخذت تتابع كل حركة من حركاتها وكل لمحة من ملامح وجهها.. وابتسم لها بحنان .. ووجدت نفسها ترتبك من بسمته الحنونة هذه.. ومن ثم اتجهت الى حيث مكتبها وقالت وهي ترمي نفسها عليه: لا يشعر الشخص بقيمة الشيء الا اذا فقده.. حتى لو كان هذا الشيء هو مكتب ومقعد لا اكثر..
قال احمد وهو يهز كتفيه: لقد رفض المدير اعادتك الى الصحيفة مرة اخرى وكل هذا بسبب قرار رئيس التحرير بشأنك.. وانك تحديت الاوامر.. ولولا ما فعله طارق لما سمح لـ...
قاطعه طارق قائلا: احمد.. لا داعي لان تقول مثل هذا..لقد انتهى الامر ..
التفتت وعد الى طارق وتطلعت اليه باهتمام.. قبل ان تلتفت الى احمد وتقول: ما الذي فعله الاستاذ طارق لأجل يعيدني الى هنا؟؟..
قال احمد بهدوء: لقد قدم استقالته.. وخيرهم بين امرين اما اعادتك الى هنا.. او ان يستقيل من العمل نهائيا..
رفعت وعد حاجبيها بدهشة كبيرة ومن ثم قالت: لم يكن هناك اي داعي لفعل ذلك.. كانت ثلاثة ايام لا اكثر.. وبعدها كنت سأعود الى الصحيفة..
هز احمد كتفيه ومن ثم قال: انا ايضا ارى ذلك.. ولكنه اصر على تقديم الاستقالة لان ما حدث معك كان ظلما كما قال.. وانه لا يريد ان تتعرضي لمثل هذه القرارات القاسية التي يتعرض لها هو كثيرا و...
قاطعه طارق بحدة: يكفي يا احمد..
تطلع له احمد بصمت ومن ثم قال: فليكن سأصمت وافعل ما تشاء..
التفتت وعد الى طارق ومن ثم قالت بحيرة: لماذا فعلت ذلك؟.. لماذا قدمت استقالتك؟.. ماذا لو تم قبولها؟.. ستغادرالصحيفة.. ولن نراك مجددا بيننا هنا..
قالت وعد جملتها الاخيرة والحروف تختنق بحلقها..ولم تستطع ان تواصل.. فاشاحت بوجهها وهي تحاول التماسك قليلا..وشعر طارق بالعطف تجاهها فقال وهو يهمس باسمها بحنان: وعد..
ظلت مشيحة بوجهها ولم تجبه.. فقال مبتسما: انظري الي فقط..
كادت ان تلتفت اليه.. كادت ان تفعل.. لولا ان سمعت صوت احدهم يقول وهو يقف عند باب القسم: هل حضرت الآنسة وعد؟..
التفتت له وعد وانشد انتباهها لما سيقوله..في حين اردف هو قبل ان يجيبه احد: اذا لم تحضر.. اخبروها بأن رئيس التحرير يطلبها على وجه السرعة والاهمية..
قال طارق بعصبية : وماذا يريد منها؟..
هز الرجل كتفيه ومن ثم قال: لست اعلم.. يمكنك سؤاله بنفسك يا استاذ..
قالها وابتعد مغادرا.. فقالت وعد بغرابة: فيم يريدني ايضا؟..
قال احمد وهو يفكر: ربما لانه اعادك الى العمل .. فيود تحذيرك من اعادة نشر مثل تلك المواضيع..
قالت وعد وهي تعقد حاجبيها: ان كان الامر يتعلق بهذا
فعلا.. فليحلم.. لن اتراجع عن مبدأي ابدا..
ولم تلبث ان نهضت من خلف مكتبها لتخرج من القسم ومن ثم تسير بين الممرات الى ان وصلت الى مكتب رئيس التحرير..حتى طرقت باب المكتب ومن ثم دلفت الى الداخل هاتفة: هل طلبتني يا استاذ نادر؟..
قال في سرعة: بلى.. استمعي الي هناك حريق باحد المباني.. اريد منك تغطية الحدث على وجه السرعة..
قالت متسائلة: حسنا ومن سيكون معي؟..
عقد حاجبيه ومن ثم قال: لن يكون معك أحد.. ستكونين لوحدك..
قالت وهي ترفع حاجبيها بحيرة: وحدي؟..
قال بحزم: اجل وحدك.. واثبتي جدارتك في هذه المهمة واذا نجحت ستكونين صحفية فعلية بالصحيفة..
قالت بشك: هل تعني ما تقوله يا استاذ نادر؟..
قال بجدية: اجل.. فنحن في مكان عمل وليس هناك وقت للمزاح..
صمتت للحظة ومن ثم قالت: حسنا اذا انا اوافق.. امنحني العنوان فورا..
خط لها العنوان فوق ورقة صغيرة بعض الشيء ومن ثم قال برنة استخفاف: دعينا نرى جدارتك ايتها الصحفية..
قالت بتحدي: ستراها يا استاذ نادر بنفسك.. وستعلم اني اهلا لاكون صحفية..
قالتها ومن ثم اخذت العنوان وغادرت مكتبه..وكلها عزم واصرار على النجاح في هذه المهمة...
**********
ابتسم عماد وقال: ابدا.. ادخلي الى السيارة..
قالت وهي تفتح باب السيارة وتجلس بالمقعد المجاور: سأحاول الاسراع في المرة القادمة.. ولكنك لم تخبرني بمجيئك لاصطحابي الا قبل نصف ساعة.. لهذا لم استطع الاستعداد في سرعة..
قال عماد مداعبا: وما تحتاجينه انت من وقت للاستعداد يقدر بثلاث او اربع ساعات.. اليس كذلك؟..
ابتسمت ليلى ومن ثم قالت: لن تفهمونا ابدا..
هز عماد كتفيه ومن ثم قال: لا داعي لذلك مطلقا..فالبعض يقول: (لا احد يستطيع ان يفهم المرأة.. سوى المرأة نفسها)..
قالت مبتسمة بمرح وهي تعقد ذراعيها امام صدرها: معهم حق في ذلك..
انطلق بسيارته ومن ثم قال: لم تخبريني كيف هي أحوالك ؟..
قالت بهدوء: لم يتغير بي شيء منذ الامس..
اختلس نظرة اليها ومن ثم قال: وماذا عن الخاتم الذي تركته امانة لديك؟..
توردت وجنتاها وهي تقول: لا يكاد يفارقني ابدا..
قال بابتسامة واسعة: اجل اريدك ان تعامليه هكذا دوما..
واردف بصوت هامس: وانا ايضا..
تطلعت اليه بخجل شديد ومن ثم قالت: انت لا تفارق عقلي او قلبي ولو للحظة..
ابتسم بحنان ومن ثم قال: ما رأيك ان لا نذهب الى العمل اليوم ونختار مكانا آخر لنقضي به وقتنا؟..
قالت بمرح مفاجئ: ما هذا يبدوا انك ستتكاسل بعملك منذ الآن.. هيا كفاك دلالا.. وانطلق الى الشركة..
ابتسم عماد وقال: كما تأمرين سيدتي..
ضحكت ليلى بمرح.. وشاركها عماد الضحك.. وهما ينطلقان بالسيارة الى المصنع..
*********
ظلت وعد صامتة غير مصدقة لما سمعته باذنها منذ لحظات ..فآخر شخص توقعت ان يتصل بها .. هو الآن يحادثها.. ثم من اين جلب رقم الهاتف؟.. في حين كان طارق يشعر بغرابة صمتها على الطرف الآخر فقال: وعد.. الا زلت على الخط؟..
قالت وعد وهي تحاول السيطرة على دهشتها وتوترها: اجل..
واردفت وهي تعقد حاجبيها: ولكن من اين حصلت على رقم هاتفي؟..
قال طارق بابتسامة باهتة: ليست بمشكلة على من يعرف اسمك بالكامل..
واستطرد بهدوء: ربما تتساءلين الآن عن سبب اتصالي بك.. اليس كذلك؟..
اجابته وهي تزدرد لعابها: بلى..
اكمل قائلا: لقد اتصلت بك لأخبرك بشيء ما..
تساءلت بفضول: وما هو؟..
ابتسم طارق ومن ثم قال: يمكنك العودة الى الصحيفة منذ اليوم ان اردت..
صاحت بانفعال: ماذا تقول؟..
ثم انتبهت الى انفعالها فاخفضت صوتها ومن ثم قالت: اعني.. اأنت متأكد مما قلته؟..
قال طارق وابتسامته تتسع: تمام التأكيد والا لما كنت لاتصل بك.. فقد فضلت ان اخبرك انا بنفسي عن هذا الخبر لاني اعلم بانك ستفرحين كثيرا اذا علمت بأمر عودتك الى الصحيفة..
قالت متسائلة: ولكن.. لم تم اعادتي الى الصحيفة من جديد وانت تعلم ان رئيس التحرير لن يتراجع عن امر الفصل المؤقت الا اذا تراجعت انا عن موضوعي..
قال طارق بابتسامة ساخرة بعض الشيء: يبدوا وانه قد اقتنع اخيرا بصدق موضوعك..
واردف قائلا بلهفة: هه..متى ستحضرين الى الصحيفة؟..
قالت في سرعة: بعد ساعة على الاكثر ستجدوني بينكم..
ابتسم طارق وقال: انتبهي في طريقك للسيارات فلا تدعي سعادتك للقدوم الى الصحيفة..تجعلك تحطمين سيارات الآخرين..
قالت وهي ترفع حاجبيها بغرابة: ماذا قلت؟..
ضحك قائلا: لا شيء ابدا.. الى اللقاء واراك بخير..
اغلقت وعد الهاتف ومن ثم لم تلبث ان هتفت في سعادة: سأعود الى الصحيفة من جديد.. واخيرا سأعود.. يالسعادتي..
واردفت بصوت هامس: ها انذا سأعود اليك يا طارق من جديد..انتظرني..
********
حاولت وعد بقدر الامكان ان تخطوا خطوات بطيئة وحذرة بحيث لا ينتبه احد الى وصولها الى القسم.. وما ان وصلت عند الباب حتى دارت بعينيها للمكان الذي لم يكن يضم بداخله سوى احمد وطارق.. ربما كانت نادية في مهمة ما..ومن ثم طرقت الباب بخفوت وهي تقول محاولة تغيير صوتها: الاستاذ احمد والاستاذ طارق.. المدير يطلبكما.. ويبدوا انه ينوي طردكما..
رفع طارق رأسه عن الاوراق التي بين يديه بحدة وهو يتطلع بدهشة الى الواقفة بجانب الباب.. في حين ابتسم احمد ابتسامة واسعة ومن ثم قال : اخبري المدير اننا لسنا مستعدون للطرد هذا الاسبوع .. فلدينا مسئوليات كبيرة على عاتقنا..
ضحكت وعد بمرح ومن ثم قالت: يبدوا وانه يريد ان يكتفي بصحفي واحد بالصحيفة فحسب..
غمز احمد بعينه ومن ثم قال: وهذا الصحفي سيكون المدير نفسه بكل تأكيد..
ابتسمت بمرح.. ودارت عيناها لا اراديا الى حيث يجلس طارق .. تريد ان تراه.. تشبع عيناها برؤيته.. برؤية دفء
عينيه وبرودها بالوقت ذاته..في حين لم تكن عينا طارق قد فارقتها مطلقا.. فقد اخذت تتابع كل حركة من حركاتها وكل لمحة من ملامح وجهها.. وابتسم لها بحنان .. ووجدت نفسها ترتبك من بسمته الحنونة هذه.. ومن ثم اتجهت الى حيث مكتبها وقالت وهي ترمي نفسها عليه: لا يشعر الشخص بقيمة الشيء الا اذا فقده.. حتى لو كان هذا الشيء هو مكتب ومقعد لا اكثر..
قال احمد وهو يهز كتفيه: لقد رفض المدير اعادتك الى الصحيفة مرة اخرى وكل هذا بسبب قرار رئيس التحرير بشأنك.. وانك تحديت الاوامر.. ولولا ما فعله طارق لما سمح لـ...
قاطعه طارق قائلا: احمد.. لا داعي لان تقول مثل هذا..لقد انتهى الامر ..
التفتت وعد الى طارق وتطلعت اليه باهتمام.. قبل ان تلتفت الى احمد وتقول: ما الذي فعله الاستاذ طارق لأجل يعيدني الى هنا؟؟..
قال احمد بهدوء: لقد قدم استقالته.. وخيرهم بين امرين اما اعادتك الى هنا.. او ان يستقيل من العمل نهائيا..
رفعت وعد حاجبيها بدهشة كبيرة ومن ثم قالت: لم يكن هناك اي داعي لفعل ذلك.. كانت ثلاثة ايام لا اكثر.. وبعدها كنت سأعود الى الصحيفة..
هز احمد كتفيه ومن ثم قال: انا ايضا ارى ذلك.. ولكنه اصر على تقديم الاستقالة لان ما حدث معك كان ظلما كما قال.. وانه لا يريد ان تتعرضي لمثل هذه القرارات القاسية التي يتعرض لها هو كثيرا و...
قاطعه طارق بحدة: يكفي يا احمد..
تطلع له احمد بصمت ومن ثم قال: فليكن سأصمت وافعل ما تشاء..
التفتت وعد الى طارق ومن ثم قالت بحيرة: لماذا فعلت ذلك؟.. لماذا قدمت استقالتك؟.. ماذا لو تم قبولها؟.. ستغادرالصحيفة.. ولن نراك مجددا بيننا هنا..
قالت وعد جملتها الاخيرة والحروف تختنق بحلقها..ولم تستطع ان تواصل.. فاشاحت بوجهها وهي تحاول التماسك قليلا..وشعر طارق بالعطف تجاهها فقال وهو يهمس باسمها بحنان: وعد..
ظلت مشيحة بوجهها ولم تجبه.. فقال مبتسما: انظري الي فقط..
كادت ان تلتفت اليه.. كادت ان تفعل.. لولا ان سمعت صوت احدهم يقول وهو يقف عند باب القسم: هل حضرت الآنسة وعد؟..
التفتت له وعد وانشد انتباهها لما سيقوله..في حين اردف هو قبل ان يجيبه احد: اذا لم تحضر.. اخبروها بأن رئيس التحرير يطلبها على وجه السرعة والاهمية..
قال طارق بعصبية : وماذا يريد منها؟..
هز الرجل كتفيه ومن ثم قال: لست اعلم.. يمكنك سؤاله بنفسك يا استاذ..
قالها وابتعد مغادرا.. فقالت وعد بغرابة: فيم يريدني ايضا؟..
قال احمد وهو يفكر: ربما لانه اعادك الى العمل .. فيود تحذيرك من اعادة نشر مثل تلك المواضيع..
قالت وعد وهي تعقد حاجبيها: ان كان الامر يتعلق بهذا
فعلا.. فليحلم.. لن اتراجع عن مبدأي ابدا..
ولم تلبث ان نهضت من خلف مكتبها لتخرج من القسم ومن ثم تسير بين الممرات الى ان وصلت الى مكتب رئيس التحرير..حتى طرقت باب المكتب ومن ثم دلفت الى الداخل هاتفة: هل طلبتني يا استاذ نادر؟..
قال في سرعة: بلى.. استمعي الي هناك حريق باحد المباني.. اريد منك تغطية الحدث على وجه السرعة..
قالت متسائلة: حسنا ومن سيكون معي؟..
عقد حاجبيه ومن ثم قال: لن يكون معك أحد.. ستكونين لوحدك..
قالت وهي ترفع حاجبيها بحيرة: وحدي؟..
قال بحزم: اجل وحدك.. واثبتي جدارتك في هذه المهمة واذا نجحت ستكونين صحفية فعلية بالصحيفة..
قالت بشك: هل تعني ما تقوله يا استاذ نادر؟..
قال بجدية: اجل.. فنحن في مكان عمل وليس هناك وقت للمزاح..
صمتت للحظة ومن ثم قالت: حسنا اذا انا اوافق.. امنحني العنوان فورا..
خط لها العنوان فوق ورقة صغيرة بعض الشيء ومن ثم قال برنة استخفاف: دعينا نرى جدارتك ايتها الصحفية..
قالت بتحدي: ستراها يا استاذ نادر بنفسك.. وستعلم اني اهلا لاكون صحفية..
قالتها ومن ثم اخذت العنوان وغادرت مكتبه..وكلها عزم واصرار على النجاح في هذه المهمة...
**********
HAMS- مشرف عام الاقسام الرومانسيه
- زقم العضويه : 58
عدد المساهمات : 720
نقاظ : 6280
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 08/02/2010
العمر : 32
الموقع : مصر
- مساهمة رقم 60
رد: "حـــلـــم حـــيـــاتـــي"..(قصة رومنسية متسلسلة)
اصدر هاتف ليلى رنينا متواصلا ليمنعها من مواصلة عملها.. ويجعلها ترفع رأسها عن الملفات التي بين يديها ومن ثم تلتقط هاتفها المحمول.. وارتسمت ابتسامة باهتة على شفتيها وهي تقول مجيبة بصوت منخفض بعض الشيء: هذا انت يا عماد ..اخبرني لم تتصل بي الآن؟..
قال عماد وهو يبتسم: اشتقت اليك..
اتسعت ابتسامتها وهي تقول: وانا كذلك.. ولكن حقا .. لم تتصل بي الآن؟..
قال وهو يستند الى مقعد مكتبه : اخبرتك انني قد اشتقت اليك والى سماع صوتك.. لم لا تصدقين؟.
- هذا فقط ما دفعك للاتصال بي؟..
قال بحنان: وهل يوجد سبب اهم من سماع صوت ليلى الحبيبة؟..
توردت وجنتاها بحمرة الخجل ومن ثم قالت وهي تتطلع لمن معها في المكتب: استمع الي يا عماد.. انا اعمل مع عدد من الموظفين والموضفات واخشى ان...
صمتت ولم تكمل فقال عماد بهدوء: لقد فهمت ما تودين قوله..انت تعنين انهم سيتحدثون عن سبب ارتباطي بك وسيظنون الامر فيه مصلحة ليس الا.. اليس كذلك؟..
ارتبكت وقالت: انت تعلم نظرة الناس الى ارتباط شخصين من طبقتين مختلقتين..وخصوصا ونحن نعمل في مكان عمل واحد.. سيظنون انني قد قمت باستغلالك او شيء من هذا القبيل..
قال عماد وهو يعقد حاجبيه: حسنا اذا سأنهي الاتصال بك الآن كما تريدين.. ولكني لست مثلك.. فلا اخشى من كلام الناس الذي لا ينتهي مهما حدث..
قالت ليلى بارتباك اشد: عماد انا آسفة.. ولكنك رجل وسيم وذا مركز والف فتاة تتمناك.. ولكن انا ...
قاطعها قائلا بابتسامة: ولكنك اجمل فتاة رأيتها في حياتي .. تمتلك اروع شخصية تعاملت معها.. يكفي انك استطعت ان تأسري قلبي..
شعرت بضربات قلبها تتسارع من كلماته وبانفاسها تضطرب.. وازدردت لعابها عدة مرات محاولة السيطرة على ارتباكها ومشاعرها.. لكنها لم تلبث ان قالت: معك حق.. فيم سيهمني حديث الناس؟..
قال عماد بابتسامة عريضة: اجل هكذا اريدك..
واردف قائلا: والآن اتركك فلدي بعض الاعمال التي يتوجب علي انهائها.. اراك بخير..
قالت مبتسمة : الى اللقاء..
قال في سرعة: ليلى..
قالت باهتمام: اجل ما الامر؟..
قال بحنان وحب: احبك..
تضرج وجهها بحمرة الخجل وقالت بتلعثم: وانا كذلك..
قال بحنان: اتركك الآن.. ولا تتعبي نفسك كثيرا بالعمل..
قالت بابتسامة مرحة: هل اسمي هذا بالوساطة؟..
قال بمرح: سمِه ما شئت.. المهم ان لا تتعب حبيبتي ليلى ابدا..الى اللقاء..
- الى اللقاء..
قالتها بشرود وهي تنهي اتصالها بعماد.. ومن ثم لم تلبث ان امسكت بهاتفها المحمول وتطلعت اليه لفترة قبل ان تهمس لنفسها قائلة وهي تحتضن الهاتف بكلتا كفيها: ( احبك يا عماد.. احبك)..
*********
اسرعت وعد تتجه الى القسم ومن ثم الى مكتبها .. لتجمع الاشياء التي ستحتاجها معها لتغطية الحدث في سرعة.. فقال احمد بدهشة: ماذا حدث؟..هل قام بفصلك مرة اخرى؟..
ضحكت وعد ومن ثم قالت: لا ابدا.. فقط ارسلني في مهمة صحفية..
عقد طارق حاجبيه ومن ثم قال: لوحدك؟..
اومأت برأسها وقالت: اجل لوحدي.. وقد قال ان نجحت فيها فسيتم اعتباري صحفية بحق بينكم..
قال احمدة مبتسما: هذا جيد جدا.. ابذلي جهدك..
اما طارق فقد قال متسائلا وهو يزيد من عقد حاجبيه: وما هو نوع هذه المهمة الصحفية.. مقابلة ام ماذا؟..
هزت رأسها نفيا ببطء ومن ثم قالت: لا.. بل سأغطي حدثا عن حريق اصاب احد المباني..
قال طارق باستنكار: انت لا تزالين مبتدأة في مثل هذه الامور .. لم تذهبي معي سوى مرة واحدة وقد كان مجرد حادث.. ومع هذا لم تستطيعي التصرف لوحدك.. فكيف الآن؟..
قالت وعد بهدوء: سأحاول ان افعل كل ما استطيع.. حتى اكون صحفية مثلكم تماما ولست تحت التمرين فحسب..
قال طارق باستنكار اكبر: لن تستطيعي التصرف لوحدك.. سأذهب معك..
قالت وعد وهي تلتفت له: لقد طلب مني رئيس التحرير ان اذهب لوحدي ليعرف كفائتي ..كان هذا هو شرطه.. وانا وافقت عليه..
صمت طارق ولم يعلق وهو غارق في تفكير عميق.. في حين نهضت وعد من خلف مكتبها وقالت بمرح مصطنع لتخفي توترها من هذه التجربة الجديدة ومن خوفها من فشلها فيها: ادعو لي بالتوفيق.. وان انجح في هذه المهمة..حتى اغيظ رئيس التحرير قليلا..
قال احمد وهو يغمز بعينه: هذا اهم سبب يدعونا ان نتمنى لك النجاح..
ابتسمت وعد بخفوت وهي تتحرك مغادرة القسم.. حين شعرت فجأة بكف تمسك معصمها.. فالتفتت بدهشة الى صاحبها وسمعته يقول: لن تذهبي وحدك.. سأذهب معك..
قالت وعد وهي تزدرد لعابها: استاذ طارق.. دعني اذهب ما دام هذا هو شرط رئيس التحرير الوحيد ليعتبرني صحفية في هذه الجريدة..
قال طارق بحزم: لن تعرفي التصرف وحدك وخصوصا مع الاضطراب الحاصل بسبب الحريق..لهذا سأذهب لرئيس التحرير لاطلب منه ان أذهب معك..
قالت وعد وهي تهز رأسها نفيا: لن يوافق..
قال طارق باصرار: بل سيوافق..
قالت وعد وهي تعقد حاجبيها وتقول بعناد فجأة: حتى لو وافق انا لن اوافق.. اريد ان اعرف كفائتي انا ايضا وهل اصلح لاكون صحفية في هذه الجريدة ام لا..
شعر طارق بالدهشة من ردها للحظة لكنه مالبث ان قال بصرامة: وعد لا داعي لهذا العناد.. قلت اني سأذهب معك..
قالت بعناد اكبر: وانا قلت لا.. دعني اتصرف لمرة واحدة لوحدي واعرف قدرتي وكفائتي..
قال طارق بصرامة اكبر: انت لن تحسني التصرف ابدا.. لانك وبكل صراحة لا تفهمين شيئا في مثل هذه الامور.. انك حتى لم تتلقي أي تدريبات عليها..
تدخل احمد اخيراوهو يقول: طارق .. انها على حق.. دعها تذهب..
التفت له طارق وقال باستنكار وحدة: ماذا تقول؟..
قال احمد وهو يهز كتفيه: اقول انها على حق.. فمن حقها ان تحصل على فرصتها لتتعرف على مهارتها في هذا المجال..
قال طارق بدهشة من كلماته: ولكنها لم تتلقى أي تدريب و...
قاطعه احمد قائلا: حتى انا لم اكن قد تلقيت أي تدريب يوم ان تم ارسالي في مهمة مشابهة..
قال طارق ببرود: لقد كان الامر مختلفا بالنسبة لك.. فأنت كرجل تستطيع تدارك الموقف.. اما هي فلن تستطيع و...
قاطعته وعد هذه المرة قائلة: ولم؟.. الأني فتاة فقط؟.. استاذ طارق دعني اغادر من فضلك..
لم يستجب لها وظل ممسكا بمعصمها فقالت وعد برجاء وهي تطلع اليه: ارجوك..
لم يعلم لم اطاعها باستسلام بعد ان شعر برنة الرجاء في صوتها..افلت يدها و تركها تذهب لمجرد انها قد ترجته ..هل شعر بالشفقة تجاهها؟.. ام ان مشاعره لها باتت اقوى من تفكيره حتى..ومن ان يرفض طلبا لها..
وتابعها بنظراته وهي تغادر القسم.. ولم يعلم لم شعر بانقباض في قلبه وهو يراها تغادر المكان..وكأن شيئا ما سيحدث لوعد.. شيئا ليس جيدا.. ليس كذلك ابدا...
*********
__________________
قال عماد وهو يبتسم: اشتقت اليك..
اتسعت ابتسامتها وهي تقول: وانا كذلك.. ولكن حقا .. لم تتصل بي الآن؟..
قال وهو يستند الى مقعد مكتبه : اخبرتك انني قد اشتقت اليك والى سماع صوتك.. لم لا تصدقين؟.
- هذا فقط ما دفعك للاتصال بي؟..
قال بحنان: وهل يوجد سبب اهم من سماع صوت ليلى الحبيبة؟..
توردت وجنتاها بحمرة الخجل ومن ثم قالت وهي تتطلع لمن معها في المكتب: استمع الي يا عماد.. انا اعمل مع عدد من الموظفين والموضفات واخشى ان...
صمتت ولم تكمل فقال عماد بهدوء: لقد فهمت ما تودين قوله..انت تعنين انهم سيتحدثون عن سبب ارتباطي بك وسيظنون الامر فيه مصلحة ليس الا.. اليس كذلك؟..
ارتبكت وقالت: انت تعلم نظرة الناس الى ارتباط شخصين من طبقتين مختلقتين..وخصوصا ونحن نعمل في مكان عمل واحد.. سيظنون انني قد قمت باستغلالك او شيء من هذا القبيل..
قال عماد وهو يعقد حاجبيه: حسنا اذا سأنهي الاتصال بك الآن كما تريدين.. ولكني لست مثلك.. فلا اخشى من كلام الناس الذي لا ينتهي مهما حدث..
قالت ليلى بارتباك اشد: عماد انا آسفة.. ولكنك رجل وسيم وذا مركز والف فتاة تتمناك.. ولكن انا ...
قاطعها قائلا بابتسامة: ولكنك اجمل فتاة رأيتها في حياتي .. تمتلك اروع شخصية تعاملت معها.. يكفي انك استطعت ان تأسري قلبي..
شعرت بضربات قلبها تتسارع من كلماته وبانفاسها تضطرب.. وازدردت لعابها عدة مرات محاولة السيطرة على ارتباكها ومشاعرها.. لكنها لم تلبث ان قالت: معك حق.. فيم سيهمني حديث الناس؟..
قال عماد بابتسامة عريضة: اجل هكذا اريدك..
واردف قائلا: والآن اتركك فلدي بعض الاعمال التي يتوجب علي انهائها.. اراك بخير..
قالت مبتسمة : الى اللقاء..
قال في سرعة: ليلى..
قالت باهتمام: اجل ما الامر؟..
قال بحنان وحب: احبك..
تضرج وجهها بحمرة الخجل وقالت بتلعثم: وانا كذلك..
قال بحنان: اتركك الآن.. ولا تتعبي نفسك كثيرا بالعمل..
قالت بابتسامة مرحة: هل اسمي هذا بالوساطة؟..
قال بمرح: سمِه ما شئت.. المهم ان لا تتعب حبيبتي ليلى ابدا..الى اللقاء..
- الى اللقاء..
قالتها بشرود وهي تنهي اتصالها بعماد.. ومن ثم لم تلبث ان امسكت بهاتفها المحمول وتطلعت اليه لفترة قبل ان تهمس لنفسها قائلة وهي تحتضن الهاتف بكلتا كفيها: ( احبك يا عماد.. احبك)..
*********
اسرعت وعد تتجه الى القسم ومن ثم الى مكتبها .. لتجمع الاشياء التي ستحتاجها معها لتغطية الحدث في سرعة.. فقال احمد بدهشة: ماذا حدث؟..هل قام بفصلك مرة اخرى؟..
ضحكت وعد ومن ثم قالت: لا ابدا.. فقط ارسلني في مهمة صحفية..
عقد طارق حاجبيه ومن ثم قال: لوحدك؟..
اومأت برأسها وقالت: اجل لوحدي.. وقد قال ان نجحت فيها فسيتم اعتباري صحفية بحق بينكم..
قال احمدة مبتسما: هذا جيد جدا.. ابذلي جهدك..
اما طارق فقد قال متسائلا وهو يزيد من عقد حاجبيه: وما هو نوع هذه المهمة الصحفية.. مقابلة ام ماذا؟..
هزت رأسها نفيا ببطء ومن ثم قالت: لا.. بل سأغطي حدثا عن حريق اصاب احد المباني..
قال طارق باستنكار: انت لا تزالين مبتدأة في مثل هذه الامور .. لم تذهبي معي سوى مرة واحدة وقد كان مجرد حادث.. ومع هذا لم تستطيعي التصرف لوحدك.. فكيف الآن؟..
قالت وعد بهدوء: سأحاول ان افعل كل ما استطيع.. حتى اكون صحفية مثلكم تماما ولست تحت التمرين فحسب..
قال طارق باستنكار اكبر: لن تستطيعي التصرف لوحدك.. سأذهب معك..
قالت وعد وهي تلتفت له: لقد طلب مني رئيس التحرير ان اذهب لوحدي ليعرف كفائتي ..كان هذا هو شرطه.. وانا وافقت عليه..
صمت طارق ولم يعلق وهو غارق في تفكير عميق.. في حين نهضت وعد من خلف مكتبها وقالت بمرح مصطنع لتخفي توترها من هذه التجربة الجديدة ومن خوفها من فشلها فيها: ادعو لي بالتوفيق.. وان انجح في هذه المهمة..حتى اغيظ رئيس التحرير قليلا..
قال احمد وهو يغمز بعينه: هذا اهم سبب يدعونا ان نتمنى لك النجاح..
ابتسمت وعد بخفوت وهي تتحرك مغادرة القسم.. حين شعرت فجأة بكف تمسك معصمها.. فالتفتت بدهشة الى صاحبها وسمعته يقول: لن تذهبي وحدك.. سأذهب معك..
قالت وعد وهي تزدرد لعابها: استاذ طارق.. دعني اذهب ما دام هذا هو شرط رئيس التحرير الوحيد ليعتبرني صحفية في هذه الجريدة..
قال طارق بحزم: لن تعرفي التصرف وحدك وخصوصا مع الاضطراب الحاصل بسبب الحريق..لهذا سأذهب لرئيس التحرير لاطلب منه ان أذهب معك..
قالت وعد وهي تهز رأسها نفيا: لن يوافق..
قال طارق باصرار: بل سيوافق..
قالت وعد وهي تعقد حاجبيها وتقول بعناد فجأة: حتى لو وافق انا لن اوافق.. اريد ان اعرف كفائتي انا ايضا وهل اصلح لاكون صحفية في هذه الجريدة ام لا..
شعر طارق بالدهشة من ردها للحظة لكنه مالبث ان قال بصرامة: وعد لا داعي لهذا العناد.. قلت اني سأذهب معك..
قالت بعناد اكبر: وانا قلت لا.. دعني اتصرف لمرة واحدة لوحدي واعرف قدرتي وكفائتي..
قال طارق بصرامة اكبر: انت لن تحسني التصرف ابدا.. لانك وبكل صراحة لا تفهمين شيئا في مثل هذه الامور.. انك حتى لم تتلقي أي تدريبات عليها..
تدخل احمد اخيراوهو يقول: طارق .. انها على حق.. دعها تذهب..
التفت له طارق وقال باستنكار وحدة: ماذا تقول؟..
قال احمد وهو يهز كتفيه: اقول انها على حق.. فمن حقها ان تحصل على فرصتها لتتعرف على مهارتها في هذا المجال..
قال طارق بدهشة من كلماته: ولكنها لم تتلقى أي تدريب و...
قاطعه احمد قائلا: حتى انا لم اكن قد تلقيت أي تدريب يوم ان تم ارسالي في مهمة مشابهة..
قال طارق ببرود: لقد كان الامر مختلفا بالنسبة لك.. فأنت كرجل تستطيع تدارك الموقف.. اما هي فلن تستطيع و...
قاطعته وعد هذه المرة قائلة: ولم؟.. الأني فتاة فقط؟.. استاذ طارق دعني اغادر من فضلك..
لم يستجب لها وظل ممسكا بمعصمها فقالت وعد برجاء وهي تطلع اليه: ارجوك..
لم يعلم لم اطاعها باستسلام بعد ان شعر برنة الرجاء في صوتها..افلت يدها و تركها تذهب لمجرد انها قد ترجته ..هل شعر بالشفقة تجاهها؟.. ام ان مشاعره لها باتت اقوى من تفكيره حتى..ومن ان يرفض طلبا لها..
وتابعها بنظراته وهي تغادر القسم.. ولم يعلم لم شعر بانقباض في قلبه وهو يراها تغادر المكان..وكأن شيئا ما سيحدث لوعد.. شيئا ليس جيدا.. ليس كذلك ابدا...
*********
__________________
HAMS- مشرف عام الاقسام الرومانسيه
- زقم العضويه : 58
عدد المساهمات : 720
نقاظ : 6280
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 08/02/2010
العمر : 32
الموقع : مصر
- مساهمة رقم 61
رد: "حـــلـــم حـــيـــاتـــي"..(قصة رومنسية متسلسلة)
*الجزء الخامس والعشرين*
(هل ستصاب بمكروه؟)
انطلقت وعد بسيارتها الى العنوان الذي خطه رئيس التحرير على تلك الورقة.. وهي تحاول تمالك التوتر الذي يرجف اطرافها احيانsا.. هذه اول مهمة صحفية لها .. وستكون وحدها فيها.. دون مساعدة احد.. وعليها ان تنجح فيها لان بناءا على نجاحها سيتحدد اذا ما كانت اهلاً لان تكون صحفية ام لا.. هذا يعني انها يجب ان تتصرف بكل مهارة ..وعليها ان تبذل كل ما في وسعها.. لتثبت جدارتها امام رئيس التحرير اولا.. وامام طارق ثانيا.. ونفسها ثالثا..
وما ان وصلت الى المكان المقصود.. حتى شعرت باضطرابها وتوترها يتضاعف نظرا لكل تلك التجمعات من الناس حول ذلك المبنى المحترق.. بالاضافة الى سيارات الاسعاف والشرطة والمطافئ المنتشرة بالمكان..
واخذت تحاول تذكر ما فعله طارق بالمرة السابقة حتى سمحوا له بالتصوير وبالدخول الى المنطقة.. واخيرا ادركت ان الصحافة وحدها هي التي لها الصلاحية لمثل هذه الامور.. فبطاقتها المهنية ستقدم لها هذه الصلاحية التي تنشدها..
واسرعت تخرج من السيارة لتتوجه نحو المبنى .. ولكن احد الشرطة استوقفها وهو يقول بصرامة: ممنوع يا آنسة..
قدمت له وعد بطاقتها المهنية فقال وهو يقرأها باهتمام:هل انت وحدك هنا ام هناك آخرون غيرك من الصحافة؟..
اجابته وعد قائلة: كلا ليس هناك آخرون.. انا وحدي هنا..
قال الشرطي وهو يعيدلها بطاقتها: حسنا اذا انتبهي جيدا.. فلا اظن ان المكان آمن تماما..
اسرعت تقول وهي تخرج جهاز التسجيل من حقيبتها: هل تسمح لي اذا بتوجيه بعض الاسألة لك؟..
تطلع لها من غير اهتمام ومن ثم قال: تفضلي.. ولكن بسرعة من فضلك.. فلدي اعمال اخرى..
اسرعت تقول: حسنا.. اخبرني بوقت هذا الحريق واسبابه؟..
واستمر حوارها مع هذا الشرطي لعدة دقائق اخرى وهو يجيبها عن اسألتها بلامبالاة.. واخيرا قالت: شكرا لتعاونك وعلى تقديم الاجابة على اسألتي..
لم يهتم باجابتها واكتفى بان هز رأسه بخفوت.. فاتجهت لتسأل رجال المطافئ والاسعاف ومن شاهدوا الحريق من الناس.. وبعد ان انتهت من كل هؤلاء.. اخرجت الكاميرا الرقمية من حقيبتها .. لتقوم بتصوير المبنى الذي التهمته النيران من عدد من الزوايا.. وشعرت بالخوف وهي تقترب من مستوى ذلك المبنى.. وترى المصابين من هذا الحريق ..ولكنها تمالكت نفسها لتكمل التصوير..
وربما كان خطأها الوحيد بانها قد قامت بالتصوير بعد ان انتهت من توجيه الاسألة..مما قد يسبب ان تختفي معظم اللقطات المهمة التي ستحدث في بداية الحدث.. ولكنها لم تنتبه لخطأها هذا.. بل ابتسمت بسعادة بعد ان انتهائها هذا العمل وعلى النحو الذي اشعرها بأنها قد قامت بعمل كبير جدا..
واخرجت هاتفها المحمول من جيبها..لتتصل بطارق وتخبره انها انتهت ولتطمئنه عليها.. لم تعلم لم ستتصل ..ولكنها شعرت بأنه كان قلقا عليها لهذا ستطمئنه عليها فحسب ولن تزيد في الحديث معه.. وضغطت رقمه ومن ثم زرالاتصال.. ولكنها لم تلبث ان انهته في سرعة.. لا داعي للاتصال به.. انها ستذهب الآن له على اية حال.. وسيطمئن عليها.. وربما ما تريده هو ان تستمد منه هذا الاطمئنان ولتتخلص من خوفها الذي اخذت تشعر به وهي في هذا المكان لوحدها وترى كل هذه المشاهد..
وتوجهت بهدوء الى حيث سيارتها وفتحت بابها الجانبي لتضع عليه اوراقها وحاجياتها.. وكادت ان تدور حول مقدمة السيارة لتحتل مقعد القيادة..ولكن ...
(ها قد التقينا من جديد يا ايتها الجميلة)
استدارت وعد بحدة الى مصدر الصوت..وشهقت بالرغم منها وهي تتطلع الى ذلك الشاب الوقح الذي تعرض لها ذات يوم بجوار المصنع..وظلت عيناها جامدتان وهي تراه يتقدم منها فقال هو بسخرية وهو يقترب: مصادفة جميلة اليس كذلك؟..
تمالكت نفسها وقالت بتحدي وسخرية: لا اظنها ستكون كذلك بالنسبة لك..
قال وهو يهز كتفيه باستهزاء: لا تزالين طويلة اللسان..
قالت باستهزاء اكبر: وانت لا تزال صغيرا وتافها..
تطلع اليها بغضب ولكنه قال ببرود: اين صديقك ذاك؟.. لا اراه معك..
قالت وهي تلوح بكفها: من رأيته في تلك المرة ليس صديقي بل مجرد زميل لي بالعمل..
قال وهو يضحك بسخرية: حقا؟ .. ولهذا كاد ان يجلب لنفسه المشاكل لاني قد تعرضت لك بالطريق..
قالت ببرود: وها انتذا قلتها.. انك تعرضت لي.. لهذا ابتعد والا ناديت لك رجال الشرطة..
قال وهو يمط شفتيه: لن يسمعك احدهم.. جميعهم منشغلون بما هو اهم..
ظلت صامتة لفترة وهي تحاول ان تفكر بما قاله.. ان كان ما قاله خداعا ام لا.. وتطلعت الى رجال الشرطة المنتشرون بالمكان والذي كان شغلهم الشاغل هو المساعدة في انقاذ من بقي محتجزا بذلك المبنى..
و ما لبثت ان استدارت عن ذلك لشاب وتوجهت الى حيث مقعد القيادة وفتحت باب السيارة.. حين فوجئت بقبضة تغلقه وصاحبها يقول بسخرية: لحظة.. لم ننهي حديثنا بعد..
تطلعت اليه بغضب ومن ثم قالت: كيف تجرؤ؟؟.. ابتعد عن طريقي والا...
قاطعها باستهزاء: والا قمتِ بنداء صديقك التافه ذاك .. اليس كذلك؟..
قالت بخشونة: ما التافه الا انت..
قال وهو يميل باتجاهها: استمعي الي يا فتاتي .. ربما كان هذا الكلام كبيرا على سنك.. ولكن لن يمضي ما حدث في المرة الاخيرة على خير..واخبري صديقك الاحمق بانه لا يرعبني مطلقا بسخافاته..
قالت بعصبية: وما الذي حدث لك يا هذا ؟.. انت من اعترضت طريقي..( ومن يطرق الباب عليه ان يسمع الجواب)..
قالتها ومن ثم عادت لتفتح الباب من جديد وفي هذه المرة امسك بمعصمها وقال وهو يرفع حاجبيه بسخرية: ما بالك يا فتاة؟.. الم تسمعي ما قلته؟.. حديثنا لم ينته بعد..
جذبت معصمها من كفه وقالت بغضب : اياك وان تحاول ان تمسك بمعصمي مرة اخرى .. اتفهم..
قال وهو يضحك بقوة: يا الهي.. لقد ارعبتني بشدة بتهديدك هذا..
هتفت وعدقائلة بانفعال: قلت ابتعد عن طريقي الا تفهم .. ابتعد..
- واذا لم افعل؟..
- لا تظن اني غير قادرة على الدفاع عن نفسي..
مال نحوها وامسك بذراعها بجرأة وقال باستهزاء: احقا؟.. وماذا ستفعلين يا ايتها الـ....
بتر عبارته بالرغم منه.. فقد هوت كف وعد على وجنته بصفعة اودعت فيها كل غضبها وهي تصرخ فيه هاتفة: ايها الوقح..
لا تعلم وعد كيف فعلت ذلك.. لقد وجدت نفسها تصفعه لا اراديا.. للدفاع عن نفسها.. امام وقاحته وجرأته.. ولتثبت له انها قارة على تحديه والدفاع عن نفسها.. وشعرت بالقلق والخوف وهي ترى نيران الغضب قد اشتعلت بعيني ذلك الشاب نتيجة لما فعلته.. وقال بقسوة: ستندمين.. اقسم على ذلك.. ستدفعين ثمن هذه الصفعة غاليا..
توتر جسد وعد بالرغم منها وشعرت بانفاسها تضطرب.. واخذت تلهث بقوة وهي نحاول تمالك نفسها.. واستجماع قوتها للتصدي لمثل هذا الشاب الوقح.. ضربات قلبها اخذت تسرع وهي ترى نظرات ذلك الشاب لها والمليئة بالقسوة والغضب..
ولكن...
جسدها ما لبث ان ارتجف في قوة.. وعيناها لم تلبثا ان استدارتا الى الشخص الذي تقدم منهما وقال بصوت يمتلئ بالصرامة والغضب: ليس قبل ان تدفع انت ثمن كل كلمة خرجت من بين شفتيها غضبا..
همست وعد باسمه لا اراديا وقالت بسعادة وجسدها يرتجف من الانفعال: طارق..
التفت لها طارق وتطلع لها بحنان.. قبل ان يعيد انظاره الى ذلك الشاب وقال وقد اختفت نظرة الحنان من عينيه لتحل محلها نظرة مليئة بالغضب: والآن جاء وقت تصفية الحساب..
**********
(هل ستصاب بمكروه؟)
انطلقت وعد بسيارتها الى العنوان الذي خطه رئيس التحرير على تلك الورقة.. وهي تحاول تمالك التوتر الذي يرجف اطرافها احيانsا.. هذه اول مهمة صحفية لها .. وستكون وحدها فيها.. دون مساعدة احد.. وعليها ان تنجح فيها لان بناءا على نجاحها سيتحدد اذا ما كانت اهلاً لان تكون صحفية ام لا.. هذا يعني انها يجب ان تتصرف بكل مهارة ..وعليها ان تبذل كل ما في وسعها.. لتثبت جدارتها امام رئيس التحرير اولا.. وامام طارق ثانيا.. ونفسها ثالثا..
وما ان وصلت الى المكان المقصود.. حتى شعرت باضطرابها وتوترها يتضاعف نظرا لكل تلك التجمعات من الناس حول ذلك المبنى المحترق.. بالاضافة الى سيارات الاسعاف والشرطة والمطافئ المنتشرة بالمكان..
واخذت تحاول تذكر ما فعله طارق بالمرة السابقة حتى سمحوا له بالتصوير وبالدخول الى المنطقة.. واخيرا ادركت ان الصحافة وحدها هي التي لها الصلاحية لمثل هذه الامور.. فبطاقتها المهنية ستقدم لها هذه الصلاحية التي تنشدها..
واسرعت تخرج من السيارة لتتوجه نحو المبنى .. ولكن احد الشرطة استوقفها وهو يقول بصرامة: ممنوع يا آنسة..
قدمت له وعد بطاقتها المهنية فقال وهو يقرأها باهتمام:هل انت وحدك هنا ام هناك آخرون غيرك من الصحافة؟..
اجابته وعد قائلة: كلا ليس هناك آخرون.. انا وحدي هنا..
قال الشرطي وهو يعيدلها بطاقتها: حسنا اذا انتبهي جيدا.. فلا اظن ان المكان آمن تماما..
اسرعت تقول وهي تخرج جهاز التسجيل من حقيبتها: هل تسمح لي اذا بتوجيه بعض الاسألة لك؟..
تطلع لها من غير اهتمام ومن ثم قال: تفضلي.. ولكن بسرعة من فضلك.. فلدي اعمال اخرى..
اسرعت تقول: حسنا.. اخبرني بوقت هذا الحريق واسبابه؟..
واستمر حوارها مع هذا الشرطي لعدة دقائق اخرى وهو يجيبها عن اسألتها بلامبالاة.. واخيرا قالت: شكرا لتعاونك وعلى تقديم الاجابة على اسألتي..
لم يهتم باجابتها واكتفى بان هز رأسه بخفوت.. فاتجهت لتسأل رجال المطافئ والاسعاف ومن شاهدوا الحريق من الناس.. وبعد ان انتهت من كل هؤلاء.. اخرجت الكاميرا الرقمية من حقيبتها .. لتقوم بتصوير المبنى الذي التهمته النيران من عدد من الزوايا.. وشعرت بالخوف وهي تقترب من مستوى ذلك المبنى.. وترى المصابين من هذا الحريق ..ولكنها تمالكت نفسها لتكمل التصوير..
وربما كان خطأها الوحيد بانها قد قامت بالتصوير بعد ان انتهت من توجيه الاسألة..مما قد يسبب ان تختفي معظم اللقطات المهمة التي ستحدث في بداية الحدث.. ولكنها لم تنتبه لخطأها هذا.. بل ابتسمت بسعادة بعد ان انتهائها هذا العمل وعلى النحو الذي اشعرها بأنها قد قامت بعمل كبير جدا..
واخرجت هاتفها المحمول من جيبها..لتتصل بطارق وتخبره انها انتهت ولتطمئنه عليها.. لم تعلم لم ستتصل ..ولكنها شعرت بأنه كان قلقا عليها لهذا ستطمئنه عليها فحسب ولن تزيد في الحديث معه.. وضغطت رقمه ومن ثم زرالاتصال.. ولكنها لم تلبث ان انهته في سرعة.. لا داعي للاتصال به.. انها ستذهب الآن له على اية حال.. وسيطمئن عليها.. وربما ما تريده هو ان تستمد منه هذا الاطمئنان ولتتخلص من خوفها الذي اخذت تشعر به وهي في هذا المكان لوحدها وترى كل هذه المشاهد..
وتوجهت بهدوء الى حيث سيارتها وفتحت بابها الجانبي لتضع عليه اوراقها وحاجياتها.. وكادت ان تدور حول مقدمة السيارة لتحتل مقعد القيادة..ولكن ...
(ها قد التقينا من جديد يا ايتها الجميلة)
استدارت وعد بحدة الى مصدر الصوت..وشهقت بالرغم منها وهي تتطلع الى ذلك الشاب الوقح الذي تعرض لها ذات يوم بجوار المصنع..وظلت عيناها جامدتان وهي تراه يتقدم منها فقال هو بسخرية وهو يقترب: مصادفة جميلة اليس كذلك؟..
تمالكت نفسها وقالت بتحدي وسخرية: لا اظنها ستكون كذلك بالنسبة لك..
قال وهو يهز كتفيه باستهزاء: لا تزالين طويلة اللسان..
قالت باستهزاء اكبر: وانت لا تزال صغيرا وتافها..
تطلع اليها بغضب ولكنه قال ببرود: اين صديقك ذاك؟.. لا اراه معك..
قالت وهي تلوح بكفها: من رأيته في تلك المرة ليس صديقي بل مجرد زميل لي بالعمل..
قال وهو يضحك بسخرية: حقا؟ .. ولهذا كاد ان يجلب لنفسه المشاكل لاني قد تعرضت لك بالطريق..
قالت ببرود: وها انتذا قلتها.. انك تعرضت لي.. لهذا ابتعد والا ناديت لك رجال الشرطة..
قال وهو يمط شفتيه: لن يسمعك احدهم.. جميعهم منشغلون بما هو اهم..
ظلت صامتة لفترة وهي تحاول ان تفكر بما قاله.. ان كان ما قاله خداعا ام لا.. وتطلعت الى رجال الشرطة المنتشرون بالمكان والذي كان شغلهم الشاغل هو المساعدة في انقاذ من بقي محتجزا بذلك المبنى..
و ما لبثت ان استدارت عن ذلك لشاب وتوجهت الى حيث مقعد القيادة وفتحت باب السيارة.. حين فوجئت بقبضة تغلقه وصاحبها يقول بسخرية: لحظة.. لم ننهي حديثنا بعد..
تطلعت اليه بغضب ومن ثم قالت: كيف تجرؤ؟؟.. ابتعد عن طريقي والا...
قاطعها باستهزاء: والا قمتِ بنداء صديقك التافه ذاك .. اليس كذلك؟..
قالت بخشونة: ما التافه الا انت..
قال وهو يميل باتجاهها: استمعي الي يا فتاتي .. ربما كان هذا الكلام كبيرا على سنك.. ولكن لن يمضي ما حدث في المرة الاخيرة على خير..واخبري صديقك الاحمق بانه لا يرعبني مطلقا بسخافاته..
قالت بعصبية: وما الذي حدث لك يا هذا ؟.. انت من اعترضت طريقي..( ومن يطرق الباب عليه ان يسمع الجواب)..
قالتها ومن ثم عادت لتفتح الباب من جديد وفي هذه المرة امسك بمعصمها وقال وهو يرفع حاجبيه بسخرية: ما بالك يا فتاة؟.. الم تسمعي ما قلته؟.. حديثنا لم ينته بعد..
جذبت معصمها من كفه وقالت بغضب : اياك وان تحاول ان تمسك بمعصمي مرة اخرى .. اتفهم..
قال وهو يضحك بقوة: يا الهي.. لقد ارعبتني بشدة بتهديدك هذا..
هتفت وعدقائلة بانفعال: قلت ابتعد عن طريقي الا تفهم .. ابتعد..
- واذا لم افعل؟..
- لا تظن اني غير قادرة على الدفاع عن نفسي..
مال نحوها وامسك بذراعها بجرأة وقال باستهزاء: احقا؟.. وماذا ستفعلين يا ايتها الـ....
بتر عبارته بالرغم منه.. فقد هوت كف وعد على وجنته بصفعة اودعت فيها كل غضبها وهي تصرخ فيه هاتفة: ايها الوقح..
لا تعلم وعد كيف فعلت ذلك.. لقد وجدت نفسها تصفعه لا اراديا.. للدفاع عن نفسها.. امام وقاحته وجرأته.. ولتثبت له انها قارة على تحديه والدفاع عن نفسها.. وشعرت بالقلق والخوف وهي ترى نيران الغضب قد اشتعلت بعيني ذلك الشاب نتيجة لما فعلته.. وقال بقسوة: ستندمين.. اقسم على ذلك.. ستدفعين ثمن هذه الصفعة غاليا..
توتر جسد وعد بالرغم منها وشعرت بانفاسها تضطرب.. واخذت تلهث بقوة وهي نحاول تمالك نفسها.. واستجماع قوتها للتصدي لمثل هذا الشاب الوقح.. ضربات قلبها اخذت تسرع وهي ترى نظرات ذلك الشاب لها والمليئة بالقسوة والغضب..
ولكن...
جسدها ما لبث ان ارتجف في قوة.. وعيناها لم تلبثا ان استدارتا الى الشخص الذي تقدم منهما وقال بصوت يمتلئ بالصرامة والغضب: ليس قبل ان تدفع انت ثمن كل كلمة خرجت من بين شفتيها غضبا..
همست وعد باسمه لا اراديا وقالت بسعادة وجسدها يرتجف من الانفعال: طارق..
التفت لها طارق وتطلع لها بحنان.. قبل ان يعيد انظاره الى ذلك الشاب وقال وقد اختفت نظرة الحنان من عينيه لتحل محلها نظرة مليئة بالغضب: والآن جاء وقت تصفية الحساب..
**********
HAMS- مشرف عام الاقسام الرومانسيه
- زقم العضويه : 58
عدد المساهمات : 720
نقاظ : 6280
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 08/02/2010
العمر : 32
الموقع : مصر
- مساهمة رقم 62
رد: "حـــلـــم حـــيـــاتـــي"..(قصة رومنسية متسلسلة)
تريدون ان تعلموا كيف وصل طارق الى وعد؟.. وما الذي جاء به الى حيث المبنى؟.. وكيف علم بمكانه؟.. اليس كذلك؟.. لا بأس .. دعونا نعود بالزمن الى الوراء قليلا ..وبالمكان الى حيث الصحيفة تحديدا..عندما كان طارق يجلس على مكتبه متوترا وهو يقول: ليتني ما تركتها تذهب لوحدها..
قال احمد بغرابة: لا داعي لكل هذا .. انها ليست طفلة.. وقد خاضت تجربة مشابهة لهذه تقريبا معك..
قال طارق بحدة: لكن هذه الرة ستكون وحدها.. ثم اني...
بتر عبارتها واكملها بزفرة حادة انطلقت من صدره تحمل توتره وقلقه.. فسأله احمد باهتمام: ثم انك ماذا؟..
قال طارق بقلق: لا اعلم ولكني اشعر بانقباض في صدري منذ ذهبت.. وبالضيق يسيطر على ذهني..
قال احمد بهدوء: تفاءل بالخير وستجده باذن الله..
قال طارق وقد تضاعف قلقه: ولكنها لا تزال مبتدأة واخشى ان ....
صمت ولم يكمل..وفي اللحظة ذاتها انطلق رنين هاتفه المحمول فاسرع يختطفه..وتطلع الى الرقم الذي يضيء على شاشته قبل ان يجيبه قائلا بتوتر: الو .. اهلا وعد..
لم يتلقى ردا فصاح هاتفا: وعد..هل تسمعيني ؟..وعد..
انقطع الخط بغتة منهيا الحديث ولكنه اخذ يهتف وكأن الاتصال لا يزال قائما: وعد.. اجيبي..
التفت له احمد وقال بدهشة: ماذا بك؟..
قال طارق بتوتر وهو يبعد الهاتف عن اذنه: انها وعد... هي من اتصلت..
قال احمد وهو يزفر بحدة: اعلم ذلك.. وبعد..
قال طارق وهو يدس اصابعه في خصلات شعره بعصبية: لم تنطق بحرف واحد.. وانهت الاتصال..
قال احمد بغرابة وحيرة: انهته؟؟..ولم؟؟
قال طارق بعصبية اكبر: وما ادراني انا؟..
قال احمد بهدوء: اهدأ لا داعي لكل هذا الانفعال واجلس لنفكر معا..
قال طارق وهو يخرج من القسم: لا بل سأذهب لها.. ان شعوري بالضيق لم يفارقني اليوم للحظة..
قال احمد وهو ينهض من خلف مكتبه: الى اين ؟.. انت لا تعرف بمكانها حتى..
قال طارق وهو يبتعد اكثر: سأتصرف..
وتوجه لمكتب رئيس التحرير.. فأوقفته السكرتيرة قائلة: ماذا هناك يا استاذ طارق؟..
قال وهو يحاول السيطرة على اعصابه: اريد مقابلة رئيس التحرير واخبريه ان الامر هام..
- انتظر لحظة..
قالتها ودلفت لى داخل المكتب للحظات ومن ثم عادت لتخرج منه وهي تقول: تفضل بالدخول انه ينتظرك..
اسرع طارق بالدخول الى المكتب وسأله رئيس التحرير بهدوء قائلا: ماذا هناك؟..
قال طارق في سرعة: اريد العنوان الذي ارسلت الآنسة وعد اليه..
قال رئيس التحرير وهو يعقد حاجبيه: ولم؟..
صمت طارق وهو لا يعلم بم يجيب في حين استطرد رئيس التحرير قائلا: هل تفكر بمساعدتها بالتقرير؟..
اسرع طارق يقول: كلا .. ولكنها اتصلت بي لتطلب مني الحضور اليها..
- ولماذا لم تمنحك العنوان ما دامت اتصلت بك؟..ثم لم اتصلت؟..
يا لرئيس التحرير هذا.. لا يفوته شيء ابدا.. وقال طارق بحزم مصطنع: لقد توقفت سيارتها بالطريق وطلبت مني ان أذهب لها لمساعدتها.. ولم تخبرني العنوان لان هاتفها قد انقطع فجأة ولا اعلم السبب..
قال رئيس التحرير بشك:ولم لا تأخذ سيارة اجرة اذا؟..
ياله من داهية.. مترصد لكل شيء..وقال طارق وهو يلوح بكفه: لقد.. لقد نست محفظتها بالمكتب ولم تأخذها معها..
قال رئيس التحرير بشك اكبر: نستها؟؟..
اومأ طارق برأسه وقال باندفاع (الا يقولون ان خير وسيلة للدفاع هي الهجوم): اجل والآن هلا اعطيتني العنوان قبل ان تسبقنا أي صحيفة أخرى بنشر الخبر..
تردد رئيس التحرير قليلا ولكنه ما لبث ان خط العنوان على احد الاوراق وهو يقول: سأمنحك اياه.. ولكن حذار من ان تساعدها بتقريرها..
قال طارق بصدق: لن افعل..
قال رئيس التحرير: سأخذها منك كلمة شرف..
اومأ طارق برأسه ومن ثم غادر المكتب في سرعة ليغادر المبنى كله بعدها وينطلق بسيارته..دون ان يبالي يهتاف الناس المحتج او بأبواق السيارات التي انطلقت لتحذره من هذه التجاوزات والسرعة التي ينطلق بها.. لكن كل هذا لم يهمه..كل ما كان يهمه هو ان يصل الى وعد بأسرع ما يمكنه..
وتراءى له المبنى من بعيد.. فبحث بعينه بلهفة بين جماعات الناس عن وعد.. واخيرا لمحها .. لم تكن وحدها بل كانت مع ذلك الشاب الذي صادفه ذات مرة بجوار احد المصانع..وقد بدا على وجهها امارات الغضب والعصبية وهي تتحدث اليه.. وهنا خرج طارق من سيارته في سرعة ليتجه الى وعد وشاهدها في تلك اللحظة تصرخ بقوة: ايها الوقح..
وتكمل صرختها بصفعة على وجه ذلك الشاب.. تطلع طارق الى الموقف بدهشة لكنه مالبث ان عقد حاجبيه وهو يقترب منهم....
*********
دقيقة صمت مرت بعد عبارة طارق الاخيرة.. واخيرا قال ذلك الشاب وهو يلتفت الى طارق بتحدي: اجل انه وقت تصفية الحساب والاجساد ايضا..
قال طارق بصرامة: دع الفتاة وشأنها اولا.. والا اقسم على ان تندم..
تطلع الشاب الى وعد بكره ومن ثم دفعها بقسوة بعيدا عنه وهو يقول: لا حاجة لي بمتوحشة مثلها..
تراجعت وعد عدة خطوات الى الوراء اثر دفعته وصاحت به: ايها الوغد.. ما المتوحش الا انت..
اشار طارق لها بالصمت ومن ثم قال: ابتعدي انت عن المكان.. لا اريد ان تحدث اية مشاكل لك..
قالت وعد باستنكار: بل ان المشاكل قد حدثت بالفعل..
قال طارق وهو يعقد حاجبيه بصرامة: فقط ابتعدي انت عن المكان..وانا سأتصرف..
قال الشاب بسخرية: وماذا ستفعل؟..
قال طارق وهو يتطلع الى نقطة ما خلف الشاب: انظر خلفك لتدرك اني استطيع ان ازج بك بالسجن في لحظة..
قال الشاب بسخرية اكبر: لن يهتم أي من رجال الشرطة بامرك..
قالها ومن ثم اندفع نحو طارق وهو يكور قبضته.. وشهقت وعد بخوف وهي تتراجع بضع خطوات الى الخلف..وابتعد طارق عن قبضة الشاب التي كانت تشق الهواء املا في الوصول الى وجهه.. واسرع طارق يمسك بقبضة ذلك الشاب وهو يقول بصرامة: لا تزال صغيرا على تعلم مثل هذه الالعاب يا فتى..
قال الشاب بغضب: دعني يا هذا..
لوى طارق ذراعه خلف ظهره ومن ثم دفعه بقوة وقال: ابتعد واياك ان ارى وجهك مرة اخرى.. او اقسم على ان يصيبك مالا يرضيك..
اصطدم الشاب بسيارة وعد بقوة اثر دفعة طارق .. مما جعل براكين الغضب تتأجج بداخله .. وهو يفكر بالثأر لنفسه ولكرامته وهزيمته امام طارق هذا..واسرع باخراج شيئا من جيبه والتفت لطارق وقال بسخرية: دعنا نرى الآن .. كيف ستدافع عن نفسك..
اتسعت عينا وعد وقالت بصوت مرتجف: خنجر!!..
شد الشاب قبضته على الخنجر ومن ثم صرخ وهو يندفع نحو طارق : سيكون موتك على يدي..
عقد طارق حاجبيه واسرع يبتعد بضع خطوات الى الخلف ليتفادى نصل الخنجر.. وشعر طارق بالخنجر يشق الهواء الى صدره .. وسمع صرخة وعد وهي تهتف به بخوف وتحذير: طــــارق..انــــتــــبــــه!!...
لم يجد طارق امامه حلا سوى ان يحمي صدره بذراعه.. وأخفت وعد وجهها بكفيها وغير قادرة على متابعة ما يحصل.. وسمعت بغتة صوت تأوه يصدر من شفتي طارق .. ففتحت عيناها .. وما ان فعلت حتى صرخت بخوف: طارق...
والتفتت الى الشاب لتقول بصوت منفعل ومرتجف وهي تتقدم منه: ايها الوغد الحقير.. ستندم على ما فعلته.. سأرد لك الصاع صاعين على ما فعلته.. ايها الجبان الوغد..
كانت ذراع طارق تنزف بشدة اثر نصل الخنجر الذي مزق كم قميص طارق ليمزق جلد ذراعه.. مخلفا جرحا عميقا.. لا تتوقف الدماء فيه عن النزيف..
قال طارق في تلك اللحظة وهو يشير لها بكفه السليمة: لا تقتربي اخشى ان يؤذيك هذا الحقير..
أي انسان هو هذا.. هو بحالة لا يعلم بها سوى الله مما اصابه.. وكل هذا لاني اقحمته في مشكلتي مع هذاالحقير.. ومع هذا يفكر بي وان لا يصيبني أي مكروه.. على الرغم من اني انا سبب اصابته تلك..
وهمت وعد بقول شيء ما لولا ان ارتفع صوت صارم بالمكان وصاحبه يقول: ما الذي يحدث هنا؟..
تطلعت وعد الى رجل الشرطة الذي كان يقف خلفهم و طالعه ذلك الشاب بدهشة ممزوجة بالتوتر وهو يحاول اخفاء الخنجر الذي يمسك به بكفه.. اما طارق فقد تطلع بصمت الى ما يحدث ..وبغتة صاحت وعدفي رجل الشرطة هاتفة وهي تحاول ان تخفي الارتجاف من رنة صوتها : بل ماذا تفعلون انتم هنا؟..كل هذا الذي حدث امامكم ولا تحاولون التدخل حتى..
عقد رجل الشرطة حاجبيه وقال: وما الذي حدث؟..
احتدت وعد وقالت بغضب وغصة تملأ حلقها: الا ترى ما يحدث امامك؟.. ان ذراع زميلي مصابة.. وكل هذا بسبب هذا الوغد الذي هاجمه بهذا الخنجر..
قالتها وهي تشير الى الشاب بانفعال.. فالتفت الشرطي الى هذا الاخير وقال: اعطني الخنجر..
قال الشاب وهو يهز كتفيه متصنعا اللامبالاة: لقد كنت ادافع عن نفسي به..
اتسعت عينا وعد للحظة من كذبته المتقنه هذه وكادت ان تعترض لولا ان قال الشرطي بصرامة اكبر: قلت اعطني الخنجر .. وسنتفاهم بمركز لشرطة..
مط الشاب شفتيه بقهر وهو يسلمه الخنجر فقال الشرطي بحزم: بطاقاتكم الشخصية لو سمحتم...
سلمته وعد بطاقتها وسلمه ذلك الشاب ايضا.. واسرعت الاولى تلتفت لتتطلع الى طارق الذي كان يمسك بذراعه بقوة محاولا ايقاف النزيف.. وترك ذراعه للحظة ليخرج البطاقة من جيب سترته بذراعه السليمة والتقطها بانامله الملطخة بالدماء ..وكاد ان يتوجه الى حيث الشرطي ليسلمه البطاقة لولا ان رأى كف وعد تلتقطها من كفه وهي تقول بحنان امتزج بخوفها عليه: سآخذها انا اليه.. اهتم انت بذراعك..
تطلع لها طارق ومن ثم قال وهو يحدث نفسه بسخرية : ( هذا ما كان ينقصني يا وعد.. ان اصبح موضع شفقة لديك!!)
في حين انتهى الشرطي من تسجيل بياناتهم فقال بحزم: اتبعوني الى مركز الشرطة بسياراتكم..
قالت وعد باستنكار: ولكن ذراع زميلي تنزف وهو بحاجة الى اسعاف عاجل..
- يمكنه الحصول على هذا الاسعاف بعد ان يدلي باقواله..
قالت وعد بعصبية: ولكن هذا قد يزيد حالته سوءا و...
قاطعها طارق قائلا: لا داعي لكل هذا.. سأذهب الى المركز حيث يريد.. ومن ثم اذهب الى المشفى..
قالت وعد باعتراض وهي تتطلع اليه بقلق: ولكن يا طارق ان ذراعك لا تتوقف عن النزيف..
قال وهو يدير لها ظهره ليتوجه الى سيارته: لا بأس.. لقد خف الألم قليلا الآن..
اسرعت خلفه وقالت: انتظر لن تستطيع قيادة السيارة بذراع مصابة.. سأقودها بدلا منك..
قال في هدوء: ذراعي الاخرى على ما يرام واستطيع ان اقود السيارة بها..
اسرعت تقول: ولكني اخشى ان لا تستطيع الاكمال بذراع واحدة.. دعني اقود السيارة عوضا عنك.. لن يحدث شيء..
شعر طارق بالالم من شفقتها له..اتشفق عليه ام ماذا؟..هل اصبحت هي من تساعده بدلا من ان يساعدها هو؟..هل انقلبت الادوار هكذا فجأة..
والتفت عنها وهو يتجه نحو سيارته فلحقته وامسكت بذراعه السليمة لتوقفه هاتفة برجاء: على الاقل اصطحبني معك... حتى استطيع القيادة عوضا عنك ان تطلب الامر ..
صمت طارق للحظة قبل ان يقول: لا بأس.. اصعدي..
ارتسمت ابتسامة شاحبة وقلقة على شفتيها وهي تصعد في المقعد المجاور له ..كانت ذراعه اليمنى هي المصابة مما كان يتيح لها رؤية ذلك النزيف الذي اخذ يتدفق من ذراعه.. اما اليسرى فقد كان يستخدمها لقيادة السيارة..وشعرت بالقلق والخوف تجاهه.. ووجدت نفسها تقول بتوتر: ذراعك تنزف بشدة..
لم يجبها.. فقالت وهي تزدرد لعابها للتغلب على خوفها وارتجافة جسدها : هل لديك منديل؟..
قال وهو يومئ برأسه: اجل.. لم تريدينه؟..
- اعطني اياه فقط..
اخرج المنديل من جيبه ومنحها اياه بذراعه المصابة ببطء.. وكاد ان يعيد ذراعه الى موضعها السابق..لولا ان اسرعت وعد تمسك بكفه .. وشعر بالدهشة من حركتها هذه.. والتفت لها للحظة ونظرات الغرابة مرتسمة في عينه.. فقالت هي وهي تحاول ان تخفي الخوف البادي على وجهها: سأحاول ايقاف نزيف ذراعك..
قال متسائلا: وهل تعرفين شيئا عن الاسعاف الاولي في هذه الحالة؟..
- اشياء بسيطة.. ولكن اظن انها ستساعدني في ايقاف نزيف ذراعك ولو لفترة مؤقتة..
قالتها ومن ثم شرعت في رفع كم القميص عن ذراعه.. ورأت الجرح الغائر بذراعه.. احست بالاشمئزاز لوهلة من منظر الجرح والدماء ولكنها قررت المواصلة بالنهاية.. وقالت متسائلة مرة اخرى: هل لديك زجاجة مياه معدنية؟..
قال وهو يواصل قيادة السيارة: ستجدينها في الدرج الذي امامك..
التفتت عنه لتفتح الدرج وتخرج زجاجة المياه المعدنية وواصل طارق قائلا ربما ليبدد جو التوتر الذي سيطر عليهما: استخدمها احيانا لتبريد محرك السيارة..
قالت وهي تلتقط انفاسها وتحاول فتح غطاء الزجاجة : جيد انك تحتفظ بواحدة في سيارتك.. لو كنا بسيارتي لما وجدت الممياه لتنظيف الجرح..
قال متسائلا بحيرة: الا تحتفظين بزجاجة مياه بسيارتك؟..
قالت وهي تهز رأسها نفيا وتغمس المنديل بالمياه : لا .. ولكني سأفعل لتجنب مثل هذه المواقف..
قال بابتسامة: أي مواقف تعنين؟.. اصابة ذراعي ام توقف السيارة بالطريق؟..
اجبرتها ابتسامته على ان تبتسم على الرغم من الاضطراب الذي يسيطر على جسدها باكمله وقالت: الاثنين على ما اظن..
اتسعت ابتسامته واختلس النظر اليها ليجدها تنظف الجرح بواسطة الماء .. احس بلمسات كفها الرقيقة.. وشعر باهتمامها وحنانها بالوقت ذاته.. ترى لماذا تهتم لأمره؟.. هل هو اهتمام.. اعجاب.. ميل.. ام ماذا؟..هل تبادلني مشاعري ام انني سأظل احلم طويلا ان احيا بسعادة مع الفتاة التي اختارها قلبي؟.. اخبريني يا وعد لم تهتمين لامري؟ ..لم؟؟..
كانت وعد في تلك اللحظات قد انتهت من احكام ربط المنديل حول ذراعه حتى يتوقف النزيف.. ورفعت رأسها اليه لتفول بابتسامة شاحبة بعض الشيء: ها انذا قد انتهيت.. ما رأيك؟..
تطلع الى ذراعه للحظة قبل ان يتطلع لها ويقول بحنان: اشكرك على الاهتمام لامري..
قالت وهي تتنهد: لا داعي فأنا كنت سبب اصابتك تلك..
قال بهدوء: هل تتوقعين ان اقف مكتوف اليدين وانا اراك بمشكلة ما؟..
قالت وهي تهز رأسها نفيا: لا..لا اظن..
والتفتت لتطلع من خلال النافذة بشرود.. وشعر هو بضربات قلبه تزداد.. وهو يراها مهتمة لامره الى هذه الدرجة.. وقال بهمس وهو يمسك بكفها بحنان: وعد...
شعرت بالرجفة تسري في اطرافها من لمسة يده.. وشعرت بحرارة جسدها ترتفع وبانفاسها تضطرب كلما شعرت بالحنان والاهتمام لها في رنة صوته.. وقالت بتوتر وارتباك: ماذا؟..
كان من الممكن ان يعترف لها بحبه في تلك اللحظة... ان يصرخ فيها هاتفا (احبك يا ايتها العنيدة.. احبك بكل ذرة في كياني.. لم اعد استطيع التحمل.. اريدك ان تعلمي.. ان تفهمي حبي هذا.. وتبادليه بآخر.. احبك يا من كنت لي حلما يوما.. احبك)..
لولا...
كثيرا ما تكون هذه الكلمة فاصلا بين ما نريد وما لا نريد.. كثيرا ما توقف وقوع الحدث.. وقد فعلت..فقد كاد طارق ان يصرّح بحبه لوعد.. لولا ان اشار له الشرطي بالتوقف عند احد المباني..مما جعل الاحباط يتسلل اليه ويفقد الامل على ان تعرف بحبه هذا يوما.. فلحظة ان قرر الاعتراف بحبه.. لم يجد الفرصة.. وعندما وجدها تلاشت في الهواء مع اوامر ذلك الشرطي..
وعادت وعد لتكرر السؤال بتوتر: ماذا هناك يا طارق؟..
قال وهو يترك كفها بهدوء : لقد وصلنا..
تطلعت اليه وعد بدهشة ومن ثم لم تلبث ان التفتت الى المبنى الذي توقف عنده طارق.. فزفرت بحدة وقالت: اجل.. لقد وصلنا..
هبطت برفقته من السيارة وهما يتوجهان الى داخل المركز.. وعينا طارق تتابعان وعد اينما تذهب.. وذهنه لا يكف عن التفكير بها ولو للحظة...
********
__________________
قال احمد بغرابة: لا داعي لكل هذا .. انها ليست طفلة.. وقد خاضت تجربة مشابهة لهذه تقريبا معك..
قال طارق بحدة: لكن هذه الرة ستكون وحدها.. ثم اني...
بتر عبارتها واكملها بزفرة حادة انطلقت من صدره تحمل توتره وقلقه.. فسأله احمد باهتمام: ثم انك ماذا؟..
قال طارق بقلق: لا اعلم ولكني اشعر بانقباض في صدري منذ ذهبت.. وبالضيق يسيطر على ذهني..
قال احمد بهدوء: تفاءل بالخير وستجده باذن الله..
قال طارق وقد تضاعف قلقه: ولكنها لا تزال مبتدأة واخشى ان ....
صمت ولم يكمل..وفي اللحظة ذاتها انطلق رنين هاتفه المحمول فاسرع يختطفه..وتطلع الى الرقم الذي يضيء على شاشته قبل ان يجيبه قائلا بتوتر: الو .. اهلا وعد..
لم يتلقى ردا فصاح هاتفا: وعد..هل تسمعيني ؟..وعد..
انقطع الخط بغتة منهيا الحديث ولكنه اخذ يهتف وكأن الاتصال لا يزال قائما: وعد.. اجيبي..
التفت له احمد وقال بدهشة: ماذا بك؟..
قال طارق بتوتر وهو يبعد الهاتف عن اذنه: انها وعد... هي من اتصلت..
قال احمد وهو يزفر بحدة: اعلم ذلك.. وبعد..
قال طارق وهو يدس اصابعه في خصلات شعره بعصبية: لم تنطق بحرف واحد.. وانهت الاتصال..
قال احمد بغرابة وحيرة: انهته؟؟..ولم؟؟
قال طارق بعصبية اكبر: وما ادراني انا؟..
قال احمد بهدوء: اهدأ لا داعي لكل هذا الانفعال واجلس لنفكر معا..
قال طارق وهو يخرج من القسم: لا بل سأذهب لها.. ان شعوري بالضيق لم يفارقني اليوم للحظة..
قال احمد وهو ينهض من خلف مكتبه: الى اين ؟.. انت لا تعرف بمكانها حتى..
قال طارق وهو يبتعد اكثر: سأتصرف..
وتوجه لمكتب رئيس التحرير.. فأوقفته السكرتيرة قائلة: ماذا هناك يا استاذ طارق؟..
قال وهو يحاول السيطرة على اعصابه: اريد مقابلة رئيس التحرير واخبريه ان الامر هام..
- انتظر لحظة..
قالتها ودلفت لى داخل المكتب للحظات ومن ثم عادت لتخرج منه وهي تقول: تفضل بالدخول انه ينتظرك..
اسرع طارق بالدخول الى المكتب وسأله رئيس التحرير بهدوء قائلا: ماذا هناك؟..
قال طارق في سرعة: اريد العنوان الذي ارسلت الآنسة وعد اليه..
قال رئيس التحرير وهو يعقد حاجبيه: ولم؟..
صمت طارق وهو لا يعلم بم يجيب في حين استطرد رئيس التحرير قائلا: هل تفكر بمساعدتها بالتقرير؟..
اسرع طارق يقول: كلا .. ولكنها اتصلت بي لتطلب مني الحضور اليها..
- ولماذا لم تمنحك العنوان ما دامت اتصلت بك؟..ثم لم اتصلت؟..
يا لرئيس التحرير هذا.. لا يفوته شيء ابدا.. وقال طارق بحزم مصطنع: لقد توقفت سيارتها بالطريق وطلبت مني ان أذهب لها لمساعدتها.. ولم تخبرني العنوان لان هاتفها قد انقطع فجأة ولا اعلم السبب..
قال رئيس التحرير بشك:ولم لا تأخذ سيارة اجرة اذا؟..
ياله من داهية.. مترصد لكل شيء..وقال طارق وهو يلوح بكفه: لقد.. لقد نست محفظتها بالمكتب ولم تأخذها معها..
قال رئيس التحرير بشك اكبر: نستها؟؟..
اومأ طارق برأسه وقال باندفاع (الا يقولون ان خير وسيلة للدفاع هي الهجوم): اجل والآن هلا اعطيتني العنوان قبل ان تسبقنا أي صحيفة أخرى بنشر الخبر..
تردد رئيس التحرير قليلا ولكنه ما لبث ان خط العنوان على احد الاوراق وهو يقول: سأمنحك اياه.. ولكن حذار من ان تساعدها بتقريرها..
قال طارق بصدق: لن افعل..
قال رئيس التحرير: سأخذها منك كلمة شرف..
اومأ طارق برأسه ومن ثم غادر المكتب في سرعة ليغادر المبنى كله بعدها وينطلق بسيارته..دون ان يبالي يهتاف الناس المحتج او بأبواق السيارات التي انطلقت لتحذره من هذه التجاوزات والسرعة التي ينطلق بها.. لكن كل هذا لم يهمه..كل ما كان يهمه هو ان يصل الى وعد بأسرع ما يمكنه..
وتراءى له المبنى من بعيد.. فبحث بعينه بلهفة بين جماعات الناس عن وعد.. واخيرا لمحها .. لم تكن وحدها بل كانت مع ذلك الشاب الذي صادفه ذات مرة بجوار احد المصانع..وقد بدا على وجهها امارات الغضب والعصبية وهي تتحدث اليه.. وهنا خرج طارق من سيارته في سرعة ليتجه الى وعد وشاهدها في تلك اللحظة تصرخ بقوة: ايها الوقح..
وتكمل صرختها بصفعة على وجه ذلك الشاب.. تطلع طارق الى الموقف بدهشة لكنه مالبث ان عقد حاجبيه وهو يقترب منهم....
*********
دقيقة صمت مرت بعد عبارة طارق الاخيرة.. واخيرا قال ذلك الشاب وهو يلتفت الى طارق بتحدي: اجل انه وقت تصفية الحساب والاجساد ايضا..
قال طارق بصرامة: دع الفتاة وشأنها اولا.. والا اقسم على ان تندم..
تطلع الشاب الى وعد بكره ومن ثم دفعها بقسوة بعيدا عنه وهو يقول: لا حاجة لي بمتوحشة مثلها..
تراجعت وعد عدة خطوات الى الوراء اثر دفعته وصاحت به: ايها الوغد.. ما المتوحش الا انت..
اشار طارق لها بالصمت ومن ثم قال: ابتعدي انت عن المكان.. لا اريد ان تحدث اية مشاكل لك..
قالت وعد باستنكار: بل ان المشاكل قد حدثت بالفعل..
قال طارق وهو يعقد حاجبيه بصرامة: فقط ابتعدي انت عن المكان..وانا سأتصرف..
قال الشاب بسخرية: وماذا ستفعل؟..
قال طارق وهو يتطلع الى نقطة ما خلف الشاب: انظر خلفك لتدرك اني استطيع ان ازج بك بالسجن في لحظة..
قال الشاب بسخرية اكبر: لن يهتم أي من رجال الشرطة بامرك..
قالها ومن ثم اندفع نحو طارق وهو يكور قبضته.. وشهقت وعد بخوف وهي تتراجع بضع خطوات الى الخلف..وابتعد طارق عن قبضة الشاب التي كانت تشق الهواء املا في الوصول الى وجهه.. واسرع طارق يمسك بقبضة ذلك الشاب وهو يقول بصرامة: لا تزال صغيرا على تعلم مثل هذه الالعاب يا فتى..
قال الشاب بغضب: دعني يا هذا..
لوى طارق ذراعه خلف ظهره ومن ثم دفعه بقوة وقال: ابتعد واياك ان ارى وجهك مرة اخرى.. او اقسم على ان يصيبك مالا يرضيك..
اصطدم الشاب بسيارة وعد بقوة اثر دفعة طارق .. مما جعل براكين الغضب تتأجج بداخله .. وهو يفكر بالثأر لنفسه ولكرامته وهزيمته امام طارق هذا..واسرع باخراج شيئا من جيبه والتفت لطارق وقال بسخرية: دعنا نرى الآن .. كيف ستدافع عن نفسك..
اتسعت عينا وعد وقالت بصوت مرتجف: خنجر!!..
شد الشاب قبضته على الخنجر ومن ثم صرخ وهو يندفع نحو طارق : سيكون موتك على يدي..
عقد طارق حاجبيه واسرع يبتعد بضع خطوات الى الخلف ليتفادى نصل الخنجر.. وشعر طارق بالخنجر يشق الهواء الى صدره .. وسمع صرخة وعد وهي تهتف به بخوف وتحذير: طــــارق..انــــتــــبــــه!!...
لم يجد طارق امامه حلا سوى ان يحمي صدره بذراعه.. وأخفت وعد وجهها بكفيها وغير قادرة على متابعة ما يحصل.. وسمعت بغتة صوت تأوه يصدر من شفتي طارق .. ففتحت عيناها .. وما ان فعلت حتى صرخت بخوف: طارق...
والتفتت الى الشاب لتقول بصوت منفعل ومرتجف وهي تتقدم منه: ايها الوغد الحقير.. ستندم على ما فعلته.. سأرد لك الصاع صاعين على ما فعلته.. ايها الجبان الوغد..
كانت ذراع طارق تنزف بشدة اثر نصل الخنجر الذي مزق كم قميص طارق ليمزق جلد ذراعه.. مخلفا جرحا عميقا.. لا تتوقف الدماء فيه عن النزيف..
قال طارق في تلك اللحظة وهو يشير لها بكفه السليمة: لا تقتربي اخشى ان يؤذيك هذا الحقير..
أي انسان هو هذا.. هو بحالة لا يعلم بها سوى الله مما اصابه.. وكل هذا لاني اقحمته في مشكلتي مع هذاالحقير.. ومع هذا يفكر بي وان لا يصيبني أي مكروه.. على الرغم من اني انا سبب اصابته تلك..
وهمت وعد بقول شيء ما لولا ان ارتفع صوت صارم بالمكان وصاحبه يقول: ما الذي يحدث هنا؟..
تطلعت وعد الى رجل الشرطة الذي كان يقف خلفهم و طالعه ذلك الشاب بدهشة ممزوجة بالتوتر وهو يحاول اخفاء الخنجر الذي يمسك به بكفه.. اما طارق فقد تطلع بصمت الى ما يحدث ..وبغتة صاحت وعدفي رجل الشرطة هاتفة وهي تحاول ان تخفي الارتجاف من رنة صوتها : بل ماذا تفعلون انتم هنا؟..كل هذا الذي حدث امامكم ولا تحاولون التدخل حتى..
عقد رجل الشرطة حاجبيه وقال: وما الذي حدث؟..
احتدت وعد وقالت بغضب وغصة تملأ حلقها: الا ترى ما يحدث امامك؟.. ان ذراع زميلي مصابة.. وكل هذا بسبب هذا الوغد الذي هاجمه بهذا الخنجر..
قالتها وهي تشير الى الشاب بانفعال.. فالتفت الشرطي الى هذا الاخير وقال: اعطني الخنجر..
قال الشاب وهو يهز كتفيه متصنعا اللامبالاة: لقد كنت ادافع عن نفسي به..
اتسعت عينا وعد للحظة من كذبته المتقنه هذه وكادت ان تعترض لولا ان قال الشرطي بصرامة اكبر: قلت اعطني الخنجر .. وسنتفاهم بمركز لشرطة..
مط الشاب شفتيه بقهر وهو يسلمه الخنجر فقال الشرطي بحزم: بطاقاتكم الشخصية لو سمحتم...
سلمته وعد بطاقتها وسلمه ذلك الشاب ايضا.. واسرعت الاولى تلتفت لتتطلع الى طارق الذي كان يمسك بذراعه بقوة محاولا ايقاف النزيف.. وترك ذراعه للحظة ليخرج البطاقة من جيب سترته بذراعه السليمة والتقطها بانامله الملطخة بالدماء ..وكاد ان يتوجه الى حيث الشرطي ليسلمه البطاقة لولا ان رأى كف وعد تلتقطها من كفه وهي تقول بحنان امتزج بخوفها عليه: سآخذها انا اليه.. اهتم انت بذراعك..
تطلع لها طارق ومن ثم قال وهو يحدث نفسه بسخرية : ( هذا ما كان ينقصني يا وعد.. ان اصبح موضع شفقة لديك!!)
في حين انتهى الشرطي من تسجيل بياناتهم فقال بحزم: اتبعوني الى مركز الشرطة بسياراتكم..
قالت وعد باستنكار: ولكن ذراع زميلي تنزف وهو بحاجة الى اسعاف عاجل..
- يمكنه الحصول على هذا الاسعاف بعد ان يدلي باقواله..
قالت وعد بعصبية: ولكن هذا قد يزيد حالته سوءا و...
قاطعها طارق قائلا: لا داعي لكل هذا.. سأذهب الى المركز حيث يريد.. ومن ثم اذهب الى المشفى..
قالت وعد باعتراض وهي تتطلع اليه بقلق: ولكن يا طارق ان ذراعك لا تتوقف عن النزيف..
قال وهو يدير لها ظهره ليتوجه الى سيارته: لا بأس.. لقد خف الألم قليلا الآن..
اسرعت خلفه وقالت: انتظر لن تستطيع قيادة السيارة بذراع مصابة.. سأقودها بدلا منك..
قال في هدوء: ذراعي الاخرى على ما يرام واستطيع ان اقود السيارة بها..
اسرعت تقول: ولكني اخشى ان لا تستطيع الاكمال بذراع واحدة.. دعني اقود السيارة عوضا عنك.. لن يحدث شيء..
شعر طارق بالالم من شفقتها له..اتشفق عليه ام ماذا؟..هل اصبحت هي من تساعده بدلا من ان يساعدها هو؟..هل انقلبت الادوار هكذا فجأة..
والتفت عنها وهو يتجه نحو سيارته فلحقته وامسكت بذراعه السليمة لتوقفه هاتفة برجاء: على الاقل اصطحبني معك... حتى استطيع القيادة عوضا عنك ان تطلب الامر ..
صمت طارق للحظة قبل ان يقول: لا بأس.. اصعدي..
ارتسمت ابتسامة شاحبة وقلقة على شفتيها وهي تصعد في المقعد المجاور له ..كانت ذراعه اليمنى هي المصابة مما كان يتيح لها رؤية ذلك النزيف الذي اخذ يتدفق من ذراعه.. اما اليسرى فقد كان يستخدمها لقيادة السيارة..وشعرت بالقلق والخوف تجاهه.. ووجدت نفسها تقول بتوتر: ذراعك تنزف بشدة..
لم يجبها.. فقالت وهي تزدرد لعابها للتغلب على خوفها وارتجافة جسدها : هل لديك منديل؟..
قال وهو يومئ برأسه: اجل.. لم تريدينه؟..
- اعطني اياه فقط..
اخرج المنديل من جيبه ومنحها اياه بذراعه المصابة ببطء.. وكاد ان يعيد ذراعه الى موضعها السابق..لولا ان اسرعت وعد تمسك بكفه .. وشعر بالدهشة من حركتها هذه.. والتفت لها للحظة ونظرات الغرابة مرتسمة في عينه.. فقالت هي وهي تحاول ان تخفي الخوف البادي على وجهها: سأحاول ايقاف نزيف ذراعك..
قال متسائلا: وهل تعرفين شيئا عن الاسعاف الاولي في هذه الحالة؟..
- اشياء بسيطة.. ولكن اظن انها ستساعدني في ايقاف نزيف ذراعك ولو لفترة مؤقتة..
قالتها ومن ثم شرعت في رفع كم القميص عن ذراعه.. ورأت الجرح الغائر بذراعه.. احست بالاشمئزاز لوهلة من منظر الجرح والدماء ولكنها قررت المواصلة بالنهاية.. وقالت متسائلة مرة اخرى: هل لديك زجاجة مياه معدنية؟..
قال وهو يواصل قيادة السيارة: ستجدينها في الدرج الذي امامك..
التفتت عنه لتفتح الدرج وتخرج زجاجة المياه المعدنية وواصل طارق قائلا ربما ليبدد جو التوتر الذي سيطر عليهما: استخدمها احيانا لتبريد محرك السيارة..
قالت وهي تلتقط انفاسها وتحاول فتح غطاء الزجاجة : جيد انك تحتفظ بواحدة في سيارتك.. لو كنا بسيارتي لما وجدت الممياه لتنظيف الجرح..
قال متسائلا بحيرة: الا تحتفظين بزجاجة مياه بسيارتك؟..
قالت وهي تهز رأسها نفيا وتغمس المنديل بالمياه : لا .. ولكني سأفعل لتجنب مثل هذه المواقف..
قال بابتسامة: أي مواقف تعنين؟.. اصابة ذراعي ام توقف السيارة بالطريق؟..
اجبرتها ابتسامته على ان تبتسم على الرغم من الاضطراب الذي يسيطر على جسدها باكمله وقالت: الاثنين على ما اظن..
اتسعت ابتسامته واختلس النظر اليها ليجدها تنظف الجرح بواسطة الماء .. احس بلمسات كفها الرقيقة.. وشعر باهتمامها وحنانها بالوقت ذاته.. ترى لماذا تهتم لأمره؟.. هل هو اهتمام.. اعجاب.. ميل.. ام ماذا؟..هل تبادلني مشاعري ام انني سأظل احلم طويلا ان احيا بسعادة مع الفتاة التي اختارها قلبي؟.. اخبريني يا وعد لم تهتمين لامري؟ ..لم؟؟..
كانت وعد في تلك اللحظات قد انتهت من احكام ربط المنديل حول ذراعه حتى يتوقف النزيف.. ورفعت رأسها اليه لتفول بابتسامة شاحبة بعض الشيء: ها انذا قد انتهيت.. ما رأيك؟..
تطلع الى ذراعه للحظة قبل ان يتطلع لها ويقول بحنان: اشكرك على الاهتمام لامري..
قالت وهي تتنهد: لا داعي فأنا كنت سبب اصابتك تلك..
قال بهدوء: هل تتوقعين ان اقف مكتوف اليدين وانا اراك بمشكلة ما؟..
قالت وهي تهز رأسها نفيا: لا..لا اظن..
والتفتت لتطلع من خلال النافذة بشرود.. وشعر هو بضربات قلبه تزداد.. وهو يراها مهتمة لامره الى هذه الدرجة.. وقال بهمس وهو يمسك بكفها بحنان: وعد...
شعرت بالرجفة تسري في اطرافها من لمسة يده.. وشعرت بحرارة جسدها ترتفع وبانفاسها تضطرب كلما شعرت بالحنان والاهتمام لها في رنة صوته.. وقالت بتوتر وارتباك: ماذا؟..
كان من الممكن ان يعترف لها بحبه في تلك اللحظة... ان يصرخ فيها هاتفا (احبك يا ايتها العنيدة.. احبك بكل ذرة في كياني.. لم اعد استطيع التحمل.. اريدك ان تعلمي.. ان تفهمي حبي هذا.. وتبادليه بآخر.. احبك يا من كنت لي حلما يوما.. احبك)..
لولا...
كثيرا ما تكون هذه الكلمة فاصلا بين ما نريد وما لا نريد.. كثيرا ما توقف وقوع الحدث.. وقد فعلت..فقد كاد طارق ان يصرّح بحبه لوعد.. لولا ان اشار له الشرطي بالتوقف عند احد المباني..مما جعل الاحباط يتسلل اليه ويفقد الامل على ان تعرف بحبه هذا يوما.. فلحظة ان قرر الاعتراف بحبه.. لم يجد الفرصة.. وعندما وجدها تلاشت في الهواء مع اوامر ذلك الشرطي..
وعادت وعد لتكرر السؤال بتوتر: ماذا هناك يا طارق؟..
قال وهو يترك كفها بهدوء : لقد وصلنا..
تطلعت اليه وعد بدهشة ومن ثم لم تلبث ان التفتت الى المبنى الذي توقف عنده طارق.. فزفرت بحدة وقالت: اجل.. لقد وصلنا..
هبطت برفقته من السيارة وهما يتوجهان الى داخل المركز.. وعينا طارق تتابعان وعد اينما تذهب.. وذهنه لا يكف عن التفكير بها ولو للحظة...
********
__________________
HAMS- مشرف عام الاقسام الرومانسيه
- زقم العضويه : 58
عدد المساهمات : 720
نقاظ : 6280
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 08/02/2010
العمر : 32
الموقع : مصر
- مساهمة رقم 63
رد: "حـــلـــم حـــيـــاتـــي"..(قصة رومنسية متسلسلة)
*الجزء السادس والعشرين*
(هل ستعلم؟)
قال ضابط الشرطة بحزم وهو يتحدث الى طارق: اخبرني يا سيد .. ما الذي حدث؟.. ولماذا حاول هذا الشاب اذيتك؟..
قال طارق بهدوء: انا صحفي من جريدة الشرق قد جئت مع زميلتي لتصوير حدث احتراق المبنى.. ولكن هذا الشاب الوقح تعرض لزميلتي من قبل وتعرض لها اليوم ايضا.. وقد حاول مهاجمتي بالضرب ولكنه لم يستطع .. لهذا لم يجد امامه سوى ان يهاجمني بسلاحه وانا اعزل وهو يظن اني لن استطيع الدفاع عن نفسي في هذه الحالة..
سأله الضابط قائلا: ولم حاول ان مهاجمتك بالضرب منذ البداية؟..
اسرع ذلك الشاب يقول: لانه قد قام بمهاجمتي بالضرب اولا..
اتسعت عينا وعد وقالت بحدة: يالك من كاذب..
التفت الضابط الى الشاب وقال: اصمت انت.. اذا سألتك أجب .. اتفهم..
والتفت الى طارق ليكرر سؤاله قائلا: اخبرني لم حاول مهاجمتك بالضرب في البداية؟..
قال طارق وهو يزفر بحدة: لاني حاولت الدفاع عن زميلتي..
عقد الضابط حاجبيه وقال: ولم تدافع عنها؟.. مالذي حاول هذا الشاب فعله؟..
اسرعت وعد تقول: هل تسمح لي بالاجابة انا يا سيدي؟..
التفت لها الضابط وقال: تحدثي..
قالت وعد وهي تزدرد لعابها: لقد تعرض هذا الشاب لي قبل فترة ولكني اوقفته عند حده.. وقد كان زميلي في المرة السابقة معي ايضا.. وقد تصدى له ايضا.. ولما كنت هذه المرة وحدي وقد كان زميلي بعيدا عني.. قرر ان يثأر لنفسه.. وان ينتقم مني .. فتعرض لي وتجرأ على تهديدي والامسك بذراعي.. مما دفعني لصفعه على وقاحته هذه ..ورأى زميلي هذا وقرر الدفاع عني.. ولكن هذا الوقح قرر مهاجمته وضربه ..وعندما رأى ان زميلي خصما قويا له.. قرر استعمال الخنجر ومهاجمة زميلي به.. مما ادى الى اصابة ذراعه كما ترى يا سيدي ..
صمت الضابط مفكرا ومن ثم قال وهو يلتفت الى الشاب: والآن اخبرني انت.. لم حاولت التعرض للفتاة في الحالتين؟.. ولم حاولت مهاجمة هذا الصحفي بالضرب واصبت ذراعه بجرح عميق بخنجرك؟..
قال الشاب مصطنعا اللامبالاة: كل ما قيل كان كذبا وافتراءا علي.. لقد حاول هذا الصحفي اذيتي فدافعت عن نفسي بواسطة سلاحي..
قال الضابط بصرامة: تدافع عن نفسك بواسطة سلاحك وهو اعزل!..
قال الشاب وهو يهز كتفيه: ما باليد حيلة فقد كانت بنيته الجسدية تتيح له التفوق علي ..
قال الضابط بنفاذ صبر: ولم حاول اذيتك من الاساس كما تقول؟..
قال الشاب بمكر: لاني تحدثت الى زميلته قليلا ويبدوا انه يغار عليها الى درجة الجنون مما دفعه الى ضربي بغتة..
قال طارق بقسوة: تبا لك.. من اين تجلب كل اكاذيبك تلك؟..
والتفت الى الشرطي ليقول: سيدي تستطيع التحقق من الامر من زميلتي او من أي شخص رأى ما حصل بالطريق.. هذا الشاب قد حاول التعرض لزميلتي من قبل وصمت عنه.. لكن في هذه المرة تعدى على حدوده وامسك بذراعها امامي .. لهذا اوقفته عند حده بكلماتي.. ولكنه ثار وحاول التهجم علي بالضرب ولما تصديت له استخدم سلاحه.. وذراعي خير دليل لصدق ما اقول..
قال الضابط وهو يلتفت للشاب: هه.. ما رأيك؟..
قال الشاب وهو يلوح بيده: انه يكذب..
قالت وعد بغضب: بل انت من يختلق الاكاذيب طوال الوقت..
قال طارق متحدثا الى الضابط بنفاذ صبر: والآن ماذا يا سيدي؟..
قال الضابط وهو يزفر بحدة: لست اعلم من منكم الذي يقول الحقيقة.. ولكن في الوقت الراهن .. ستوقعان كلاكما تعهدا على عدم التعرض للآخر.. واذا عثرنا على الدليل الذي يدين أي منكما .. فسنرسل في طلبكما لنكمل الاجراءات القانونية..
ظهرت نظرة ماكرة في عيني ذلك الشاب .. وتمتمت وعد قائلة بحنق: يا له من ماكر خبيث..
ربت طارق على كتفها بهدوء ومن ثم قال: اذهبي لتجلسي وترتاحي قليلا ريثما ننهي هذه الاجراءات..
التفتت له وقالت بابتسامة شاحبة: سأظل معك..
قال طارق بابتسامة حانية : لن اتأخر.. اعدك بهذا..
وتحدث طارق الى الضابط قليلا ليسمح لوعد بانتظاره في الخارج... فسمح له الضابط بذلك بعد ان وقعت على اقوالها.. وتنهدت بحرارة وهي تلقي على طارق نظرة اخيرة قبل ان تغادر مكتب الضابط لتجلس على احد المقاعد بالخارج..
شعرت بالتعب.. بالضعف.. بأنها فتاة قبل كل شيء.. وتحتاج لمن يقف الى جوارها.. الى رجل تستمد منه الامان والقوة.. الى رجل تعتمد عليه .. يدافع عنها ولا يسمح لشخص بأن يلمس شعرة من رأسها.. شعرت بأنها اخطأت عندما اصرت منذ البداية على الذهاب وحدها .. وكان يجب عليها ان تقبل بعرض طارق.. ولكن ما حدث اليوم كان مجرد مصادفة.. فقد كاد يومها ان ينتهي بسلام لولا ما حدث..
لقد اقحمت طارق في مشاكل لا علاقة له بها.. ادخلته الى مركز الشرطة وربما يدخله لاول مرة بسببها..ماذا تفعل الآن؟.. هل هذا هو جزاء الاحسان.. لقد ساعدها مرارا ووقف الى جانبها.. شجعها.. ونصحها.. دافع عنها.. فهل جزاءه في النهاية اصابة في ذراعه.. واقرار يوقع عليه بعدم التعرض لذاك الشاب الحقير؟..
ولكن.. هناك اشياء لم تفكر فيها.. طارق.. كيف وصل اليها؟.. وكيف عرف العنوان؟.. هل تبعها؟.. لا لو كان كذلك لرأته منذ البداية.. ربما حصل على العنوان من رئيس التحرير بشكل ما وانطلق الى حيث هي.. لكن .. لماذا؟.. لماذا جاء؟.. هل كان يشعر بأنها في خطر؟ .. لا غير معقول.. اذا لماذا؟..
( وعد.. هيا سنغادر)
رفعت رأسها اليه لترى علامات التعب واضحة على ملامحه.. فقالت معتذرة: آسفة لكل ما عرضتك له من مشاكل بسببي..
وضع سبابته على شفته وقال: لا اريد سماع هذا الكلام.. انت زميلة عزيزة.. والدفاع عنك واجب علي..
تطلعت الى ذراعه وقالت بقلق وقالت: كيف حال ذراعك الآن؟..
قال بابتسامة: بخير.. بفضل اسعافاتك..
بادلته الابتسامة.. فقال هو: هيا لنغادر الآن..
قالها وهو ينتظرها ان تتحرك.. فسارت الى جواره وهما يغادران مركز الشرطة.. وما ان استقر بهما المقام في السيارة .. حتى قال طارق وهو يدير المحرك: سوف ننطلق الى الصحيفة.. لتسلمي تقريرك الى رئيس التحرير..
قالت باستنكار: ماذا تقول؟.. سنذهب الى المشفى اولا لنسعف ذراعك..
- دعك من ذراعي.. ستكون بخير..
- لا.. ثم ان تقريري قد وضعته بسيارتي عند ذلك المبنى..فالنذهب اولا الى المشفى لتعالج ذراعك ومن ثم يمكننا الذهاب الى الصحيفة..
قال طارق بتفكير: ولكننا قد تأخرنا كثيرا واخشى ان لا يقبل بتقريرك بعد ذلك..
هزت رأسها وقالت: لا يهم.. ما يهمني هي ذراعك الآن..
صمت طارق للحظات ومن ثم قال: ما رأيك ان انزلك بجوار سيارتك واكمل انا طريقي الى المشفى؟..
قالت وعد في سرعة: لا.. انت بالكاد تقود بذراع واحدة ..وتحتاج لمن يقود عوضا عنك ان احتجت لذلك..ثم ان الطريق الى المبنى يبعد مسافة طويلة نوعا ما عن هنا..
قال طارق بابتسامة: حسنا فهمت يا ايتها الزميلة العنيدة..
عقدت وعد ذراعيها امام صدرها ومن ثم قالت: جيد يا ايها الجليد المتحرك..
اتسعت ابتسماته وقال: لم اعد جليدا بعد اليوم.. لقد بات يتلاشى شيئا فشيئا..
التفتت له وقالت مبتسمة: ولم؟..
قال وهو يختلس النظرات اليها: الم اخبرك بأن صحفية عنيدة قد دخلت حياتي فجأة لتقلبها رأسا على عقب؟..
الجم الارتباك لسانها لبضع لحظات .. ومن ثم قالت مغيرة دفة الحديث: لم تخبرني.. كيف وصلت الى حيث كنت انا؟..
ادرك محاولتها في تغيير الموضوع.. وقال مجيبا: الم تتصلي بي؟..
قالت بدهشة : انا فعلت؟..لا ابدا لم....
بترت عبارتها.. وعقدت حاجبيها وهي تتذكر.. ومن ثم قالت بغتة: اجل.. لقد اتصلت لاخبرك ان كل شيء سار على ما يرام.. ولكني انهيت المحادثة في سرعة قبل ان تجيب على الهاتف..
قال طارق بهدوء:وانا شعرت بالقلق من هذه المكالمة وراودني شعور بأنك تحتاجين الي مما دفعني الى طلب العنوان من رئيس التحرير لآتي اليك..
- ومنحك العنوان بهذه البساطة؟..
قال طارق بابتسامة: مطلقا احتاج الامر الى حَبّك الموضوع واعداد قصة متقنة وبالكاد انطلت عليه..
قالت وعد بابتسامة: اعرفه.. داهية.. لا ينطلي عليه شيء ابدا..
ضحك طارق وقال: معك حق في هذا. .
وتوقف طارق الى جوار المشفى في تلك اللحظة ليقول: هاقد وصلنا الى المشفى.. خذي سيارتي وعودي بها و....
قاطعته في سرعة: لن اتحرك من مكاني قبل ان اطمأن عليك..
قال طارق وهو يهز رأسه: عنيدة..
قالت وهي تلتفت له: مغرور..
شعر بالدهشة والتفت لها قائلا: انا ؟..
اومأت برأسها بمرح وقالت: اجل انت..
رفع حاجبيه وقال بسخرية: يبدوا وانك ستجبريني على توصيلك الى الصحيفة الآن..لتعلمي من هو المغرور فعلا..
اسرعت تقول بتوتر: لا ..لا اريد العودة.. انت لست مغرورا ابدا..
قال مبتسما: جيد.. جيد..هكذا هي الفتاة المطيعة..
تطلعت اليه بحنق.. ولكن ابتسامته لا تلبث ان تجبرها على الابتسام ..فقالت مكابرة: لا تصدق كل ما يقال لك..
ضحك طارق مرة اخرى.. وهبط برفقتها .. ووعد تحمل بقلبها القلق الكبير على ذراع طارق المصابة...
**********
(هل ستعلم؟)
قال ضابط الشرطة بحزم وهو يتحدث الى طارق: اخبرني يا سيد .. ما الذي حدث؟.. ولماذا حاول هذا الشاب اذيتك؟..
قال طارق بهدوء: انا صحفي من جريدة الشرق قد جئت مع زميلتي لتصوير حدث احتراق المبنى.. ولكن هذا الشاب الوقح تعرض لزميلتي من قبل وتعرض لها اليوم ايضا.. وقد حاول مهاجمتي بالضرب ولكنه لم يستطع .. لهذا لم يجد امامه سوى ان يهاجمني بسلاحه وانا اعزل وهو يظن اني لن استطيع الدفاع عن نفسي في هذه الحالة..
سأله الضابط قائلا: ولم حاول ان مهاجمتك بالضرب منذ البداية؟..
اسرع ذلك الشاب يقول: لانه قد قام بمهاجمتي بالضرب اولا..
اتسعت عينا وعد وقالت بحدة: يالك من كاذب..
التفت الضابط الى الشاب وقال: اصمت انت.. اذا سألتك أجب .. اتفهم..
والتفت الى طارق ليكرر سؤاله قائلا: اخبرني لم حاول مهاجمتك بالضرب في البداية؟..
قال طارق وهو يزفر بحدة: لاني حاولت الدفاع عن زميلتي..
عقد الضابط حاجبيه وقال: ولم تدافع عنها؟.. مالذي حاول هذا الشاب فعله؟..
اسرعت وعد تقول: هل تسمح لي بالاجابة انا يا سيدي؟..
التفت لها الضابط وقال: تحدثي..
قالت وعد وهي تزدرد لعابها: لقد تعرض هذا الشاب لي قبل فترة ولكني اوقفته عند حده.. وقد كان زميلي في المرة السابقة معي ايضا.. وقد تصدى له ايضا.. ولما كنت هذه المرة وحدي وقد كان زميلي بعيدا عني.. قرر ان يثأر لنفسه.. وان ينتقم مني .. فتعرض لي وتجرأ على تهديدي والامسك بذراعي.. مما دفعني لصفعه على وقاحته هذه ..ورأى زميلي هذا وقرر الدفاع عني.. ولكن هذا الوقح قرر مهاجمته وضربه ..وعندما رأى ان زميلي خصما قويا له.. قرر استعمال الخنجر ومهاجمة زميلي به.. مما ادى الى اصابة ذراعه كما ترى يا سيدي ..
صمت الضابط مفكرا ومن ثم قال وهو يلتفت الى الشاب: والآن اخبرني انت.. لم حاولت التعرض للفتاة في الحالتين؟.. ولم حاولت مهاجمة هذا الصحفي بالضرب واصبت ذراعه بجرح عميق بخنجرك؟..
قال الشاب مصطنعا اللامبالاة: كل ما قيل كان كذبا وافتراءا علي.. لقد حاول هذا الصحفي اذيتي فدافعت عن نفسي بواسطة سلاحي..
قال الضابط بصرامة: تدافع عن نفسك بواسطة سلاحك وهو اعزل!..
قال الشاب وهو يهز كتفيه: ما باليد حيلة فقد كانت بنيته الجسدية تتيح له التفوق علي ..
قال الضابط بنفاذ صبر: ولم حاول اذيتك من الاساس كما تقول؟..
قال الشاب بمكر: لاني تحدثت الى زميلته قليلا ويبدوا انه يغار عليها الى درجة الجنون مما دفعه الى ضربي بغتة..
قال طارق بقسوة: تبا لك.. من اين تجلب كل اكاذيبك تلك؟..
والتفت الى الشرطي ليقول: سيدي تستطيع التحقق من الامر من زميلتي او من أي شخص رأى ما حصل بالطريق.. هذا الشاب قد حاول التعرض لزميلتي من قبل وصمت عنه.. لكن في هذه المرة تعدى على حدوده وامسك بذراعها امامي .. لهذا اوقفته عند حده بكلماتي.. ولكنه ثار وحاول التهجم علي بالضرب ولما تصديت له استخدم سلاحه.. وذراعي خير دليل لصدق ما اقول..
قال الضابط وهو يلتفت للشاب: هه.. ما رأيك؟..
قال الشاب وهو يلوح بيده: انه يكذب..
قالت وعد بغضب: بل انت من يختلق الاكاذيب طوال الوقت..
قال طارق متحدثا الى الضابط بنفاذ صبر: والآن ماذا يا سيدي؟..
قال الضابط وهو يزفر بحدة: لست اعلم من منكم الذي يقول الحقيقة.. ولكن في الوقت الراهن .. ستوقعان كلاكما تعهدا على عدم التعرض للآخر.. واذا عثرنا على الدليل الذي يدين أي منكما .. فسنرسل في طلبكما لنكمل الاجراءات القانونية..
ظهرت نظرة ماكرة في عيني ذلك الشاب .. وتمتمت وعد قائلة بحنق: يا له من ماكر خبيث..
ربت طارق على كتفها بهدوء ومن ثم قال: اذهبي لتجلسي وترتاحي قليلا ريثما ننهي هذه الاجراءات..
التفتت له وقالت بابتسامة شاحبة: سأظل معك..
قال طارق بابتسامة حانية : لن اتأخر.. اعدك بهذا..
وتحدث طارق الى الضابط قليلا ليسمح لوعد بانتظاره في الخارج... فسمح له الضابط بذلك بعد ان وقعت على اقوالها.. وتنهدت بحرارة وهي تلقي على طارق نظرة اخيرة قبل ان تغادر مكتب الضابط لتجلس على احد المقاعد بالخارج..
شعرت بالتعب.. بالضعف.. بأنها فتاة قبل كل شيء.. وتحتاج لمن يقف الى جوارها.. الى رجل تستمد منه الامان والقوة.. الى رجل تعتمد عليه .. يدافع عنها ولا يسمح لشخص بأن يلمس شعرة من رأسها.. شعرت بأنها اخطأت عندما اصرت منذ البداية على الذهاب وحدها .. وكان يجب عليها ان تقبل بعرض طارق.. ولكن ما حدث اليوم كان مجرد مصادفة.. فقد كاد يومها ان ينتهي بسلام لولا ما حدث..
لقد اقحمت طارق في مشاكل لا علاقة له بها.. ادخلته الى مركز الشرطة وربما يدخله لاول مرة بسببها..ماذا تفعل الآن؟.. هل هذا هو جزاء الاحسان.. لقد ساعدها مرارا ووقف الى جانبها.. شجعها.. ونصحها.. دافع عنها.. فهل جزاءه في النهاية اصابة في ذراعه.. واقرار يوقع عليه بعدم التعرض لذاك الشاب الحقير؟..
ولكن.. هناك اشياء لم تفكر فيها.. طارق.. كيف وصل اليها؟.. وكيف عرف العنوان؟.. هل تبعها؟.. لا لو كان كذلك لرأته منذ البداية.. ربما حصل على العنوان من رئيس التحرير بشكل ما وانطلق الى حيث هي.. لكن .. لماذا؟.. لماذا جاء؟.. هل كان يشعر بأنها في خطر؟ .. لا غير معقول.. اذا لماذا؟..
( وعد.. هيا سنغادر)
رفعت رأسها اليه لترى علامات التعب واضحة على ملامحه.. فقالت معتذرة: آسفة لكل ما عرضتك له من مشاكل بسببي..
وضع سبابته على شفته وقال: لا اريد سماع هذا الكلام.. انت زميلة عزيزة.. والدفاع عنك واجب علي..
تطلعت الى ذراعه وقالت بقلق وقالت: كيف حال ذراعك الآن؟..
قال بابتسامة: بخير.. بفضل اسعافاتك..
بادلته الابتسامة.. فقال هو: هيا لنغادر الآن..
قالها وهو ينتظرها ان تتحرك.. فسارت الى جواره وهما يغادران مركز الشرطة.. وما ان استقر بهما المقام في السيارة .. حتى قال طارق وهو يدير المحرك: سوف ننطلق الى الصحيفة.. لتسلمي تقريرك الى رئيس التحرير..
قالت باستنكار: ماذا تقول؟.. سنذهب الى المشفى اولا لنسعف ذراعك..
- دعك من ذراعي.. ستكون بخير..
- لا.. ثم ان تقريري قد وضعته بسيارتي عند ذلك المبنى..فالنذهب اولا الى المشفى لتعالج ذراعك ومن ثم يمكننا الذهاب الى الصحيفة..
قال طارق بتفكير: ولكننا قد تأخرنا كثيرا واخشى ان لا يقبل بتقريرك بعد ذلك..
هزت رأسها وقالت: لا يهم.. ما يهمني هي ذراعك الآن..
صمت طارق للحظات ومن ثم قال: ما رأيك ان انزلك بجوار سيارتك واكمل انا طريقي الى المشفى؟..
قالت وعد في سرعة: لا.. انت بالكاد تقود بذراع واحدة ..وتحتاج لمن يقود عوضا عنك ان احتجت لذلك..ثم ان الطريق الى المبنى يبعد مسافة طويلة نوعا ما عن هنا..
قال طارق بابتسامة: حسنا فهمت يا ايتها الزميلة العنيدة..
عقدت وعد ذراعيها امام صدرها ومن ثم قالت: جيد يا ايها الجليد المتحرك..
اتسعت ابتسماته وقال: لم اعد جليدا بعد اليوم.. لقد بات يتلاشى شيئا فشيئا..
التفتت له وقالت مبتسمة: ولم؟..
قال وهو يختلس النظرات اليها: الم اخبرك بأن صحفية عنيدة قد دخلت حياتي فجأة لتقلبها رأسا على عقب؟..
الجم الارتباك لسانها لبضع لحظات .. ومن ثم قالت مغيرة دفة الحديث: لم تخبرني.. كيف وصلت الى حيث كنت انا؟..
ادرك محاولتها في تغيير الموضوع.. وقال مجيبا: الم تتصلي بي؟..
قالت بدهشة : انا فعلت؟..لا ابدا لم....
بترت عبارتها.. وعقدت حاجبيها وهي تتذكر.. ومن ثم قالت بغتة: اجل.. لقد اتصلت لاخبرك ان كل شيء سار على ما يرام.. ولكني انهيت المحادثة في سرعة قبل ان تجيب على الهاتف..
قال طارق بهدوء:وانا شعرت بالقلق من هذه المكالمة وراودني شعور بأنك تحتاجين الي مما دفعني الى طلب العنوان من رئيس التحرير لآتي اليك..
- ومنحك العنوان بهذه البساطة؟..
قال طارق بابتسامة: مطلقا احتاج الامر الى حَبّك الموضوع واعداد قصة متقنة وبالكاد انطلت عليه..
قالت وعد بابتسامة: اعرفه.. داهية.. لا ينطلي عليه شيء ابدا..
ضحك طارق وقال: معك حق في هذا. .
وتوقف طارق الى جوار المشفى في تلك اللحظة ليقول: هاقد وصلنا الى المشفى.. خذي سيارتي وعودي بها و....
قاطعته في سرعة: لن اتحرك من مكاني قبل ان اطمأن عليك..
قال طارق وهو يهز رأسه: عنيدة..
قالت وهي تلتفت له: مغرور..
شعر بالدهشة والتفت لها قائلا: انا ؟..
اومأت برأسها بمرح وقالت: اجل انت..
رفع حاجبيه وقال بسخرية: يبدوا وانك ستجبريني على توصيلك الى الصحيفة الآن..لتعلمي من هو المغرور فعلا..
اسرعت تقول بتوتر: لا ..لا اريد العودة.. انت لست مغرورا ابدا..
قال مبتسما: جيد.. جيد..هكذا هي الفتاة المطيعة..
تطلعت اليه بحنق.. ولكن ابتسامته لا تلبث ان تجبرها على الابتسام ..فقالت مكابرة: لا تصدق كل ما يقال لك..
ضحك طارق مرة اخرى.. وهبط برفقتها .. ووعد تحمل بقلبها القلق الكبير على ذراع طارق المصابة...
**********
HAMS- مشرف عام الاقسام الرومانسيه
- زقم العضويه : 58
عدد المساهمات : 720
نقاظ : 6280
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 08/02/2010
العمر : 32
الموقع : مصر
- مساهمة رقم 64
رد: "حـــلـــم حـــيـــاتـــي"..(قصة رومنسية متسلسلة)
دعونا نترك طارق ووعد ونتوجه الى تلك الشركة الصغيرة التي غادر الموظفين فيها مكاتبهم اعلانا عن انتهاء موعد العمل.. وهم يشعرون بالراحة لانتهاء وقت العمل الشاق.. وبداية وقت الراحة الذي سيقضونه مع اسرهم.. او مع اصدقائهم..
وابتسمت تلك الموظفة بسعادة وهي تصافح احدى الموظفات وتقول: اراك بخير غدا..الى اللقاء..
غمزت الموظفة لها قائلة: سلمي لنا على المدير يا ليلى..لا تنسي..
قالت بارتباك مشوب بالخجل: لا تخشي شيئا لن انسى..
لوحت لها زميلتها بكفها قبل ان تغادر مبنى الشركة.. والتقطت ليلى نفسا عميقا قبل ان تغادر مبنى الشركة بدورها وهي تسير بخطوات هادئة بعض الشيء وشاردة .. والتقطت مفتاح سيارتها لتفتحها و...
(الى اين؟..)
انتفضت اثر الصوت الذي سمعته فجأة والتفت بحدة الى مصدر الصوت ومن ثم قالت وهي تزفر بقوة: ارعبتني يا عماد.. لا تفاجئني هكذا وانا شاردة الذهن..والا سأصاب بسكتة قلبية..
قال مبتسما: لا اظن..
قالت وهي تعقد ذراعيها امام صدرها: ولم لا تظن؟..
قال مبتسما وهو يشير لها: لان بقلبك يسكن شاب يدعى عماد.. لن يسمح لأي شيء بأن يصيبك..
قالت مازحة: سأرفع من ايجار المساكن بقلبي لعله يغادره..
مال نحوها وقال بهمس: لن يتحرك من مكانه شبرا واحدا.. ولو وصلت الايجارات الى الملايين..
قالت مبتسمة وهي تتطلع الى عينيه العميقتين: اعرفه.. يبذر امواله على كل شيء..
قال وهو يغمز بعينه: كل شيءيصبح رخيصا لاجل الحصول على مكان بقلبك..
ارتبكت ليلى وتوردت وجنتاها خجلا.. فاطرقت برأسها وهي تحاول السيطرة على خجلها هذا.. فقال عماد متسائلا بغتة: هل قمت بشراء فستان لحفل الخطبة؟..
هزت رأسها نفيا ومن ثم قالت: لا ليس بعد..
قال مبتسما: جيد..
قالت بحيرة: ولم جيد؟..
جذبها من معصمها لتسير معه.. فقالت هي بغرابة: عماد ما الامر؟..
توقف امام سيارته ومن ثم قال: تفضلي الى الداخل.. فسنذهب الى مكان ما..
- واين هذا المكان؟..
قال مبتسما: لا أسألة حتى نصل..
قالت بابتسامة ساخرة: وماذا تفيد الاسألة بعد ان نصل؟..
ضحك وقال: لست اعلم.. المهم انها مفاجأة..
دلفت الى المقعد المجاور له.. واحتل هو مقعد القيادة.. لينطلق بالسيارة..وقالت والفضول وصل منها مبلغه: اخبرني الي اين نحن ذاهبان؟..
قال بابتسامة ماكرة: اذا وصلنا سأخبرك..
قالت وهي تعقد ساعديها امام صدرها: شكرا لك ففي تلك الفترة لدي عينان لأتعرف المكان بنفسي..
قال مبتسما: اذا انتظري لتعرفي المكان بنفسك..
قالت بعد وهلة من الصمت: سنذهب الى احد المطاعم .. اليس كذلك؟..
قال وهو يبتسم: لا ليس كذلك..
قالت بتفكير: اذا الى احد المجمعات او الحدائق.. او الاسواق..
قال وهو يختلس النظر لها: ولا هذا ايضا..
قالت بفضول: عماد اخبرني.. مللت الانتظار.. والفضول يكاد يقتلني..
- رويدك لم يبقى شيء ونصل..
التفتت عنه وقالت: سأنتظر ولكن لخمس دقائق فحسب..
غمز بعينه وقال: تكفيني حتى ولو اضطررت للقفز على السيارات..
ابتسمت بهدوء.. فقال هو بعد فترة من الصمت: ها قد وصلنا.. ولكن المشكلة هي كيف بامكاني العثور على موقف لسيارتي..
والتفت لها ليقول بلهجة ذات مغزى: ام تفضلين ان اسرع بالوقوف بأحد المواقف قبل ان تسبقني اليها احدى السيارات..
ارتفع حاجباها بدهشة ..وهي لم تستوعب ما قاله بعد.. والتفتت لتتطلع الى حيث هم.. وما ان شاهدت المكان .. حتى ارتسمت الابتسامة على ثغرها وقالت مداعبة: افضل ان تسبقك الى الموقف احدى السيارت بكل تأكيد..
قال بمرح: اجل كالمرة السابقة الذي ظللت لربع ساعة ابحث عن موقف للسيارات بعد ان تنازلت عن موقف السيارة لك..
قالت بعناد: لم يكن يخصك .. بل يخصني انا..
قال مبتسما بسخرية: بلى اعلم ذلك.. ولهذا فقد جئت بعد ان عثرت انا على الموقف وكدت ان ادخل سيارتي به..
قالت مبتسمة: هل سنتشاجر الآن؟..اخبرني لم جئت بي الى هنا؟..
غمز بعينه وقال: المتجر الذي التقينا به لاول مرة.. ما رأيك به وبالفساتين التي يقوم ببيعها؟..
قالت وهي غير مدركة القصد من سؤاله: فساتينه رائعة جدا ولكن اغلبها غالي الثمن و....
بترت عبارتها والتفتت له بحدة لتقول: هل تعني اني سأشتري فستان الخطبة من هذا المتجر ؟... ومعك؟..
- اجل هذا ما اقصده..
قالت بارتباك: ولكن .. ولكني ارغب بالشراء لوحدي.. لاني ...
قاطعها قائلا: وما رأيك ان قلت اني اود ان اختار الفستان معك؟..
توردت وجنتاها واطرقت برأسها فقال مبتسما: هيا اريد ان ارى ذوقك وما ستقومين باختياره..
ازدردت لعابها وقالت متهربة من الموضوع: لنأجل هذا الى يوم آخر.. فأنا اشعر بالتعب..
قال عماد بخبث: لم تحزري..
ادركت ان محاولاتها فاشلة لا محالة ففتحت باب السيارة لتغادرها وغادر عماد بدوره.. وقال وهما يتوجهان الى حيث المتجر: لا تفكري بالسعر اتسمعين.. ما يهمني هو ان تختاري ما ترينه الاجمل والافضل بالنسبة لك..
قالت وهي تمط شفتيها: ها قد بدأنا سنتشاجر من اولها..
ابتسم ابتسامة واسعة وقال: ولم الشجار؟..
قالت وهي تهز كتفيها: لاني من المستحيل ان اشتري فستانا حتى لو اعجبني اذا كان ثمنه مرتفع..
قال في سرعة: لا تفكري بالنقود.. لدي مبلغ مممتاز قد قمت بتجميعه سابقا..
قالت بنظرة تأنيب: لا تبعثر نقودك هنا وهناك.. فقد تحتاجها ذات يوم ..
قال بحب: وهل لدي اغلى منك لأمنحها كنوز العالم كله؟..
توردت وجنتاها وقالت مسيطرة على خجلها: ولو ..هذا لا يمنحني الحق في تبذير اموالك التي جمعتها لسنين طوال..
دلفا الى المتجر في تلك اللحظة وقال بهمس بعض الشيء: كلماتك هذه وحدها تثبت لي انك لا تفكرين الا في مصلحتي.. فلا داعي لأن ترفضي طلبي..وتقبلي بشراء فستان لك الآن..
قالت بابتسامة: لقد وصلنا على اية حال ولا مجال للتراجع..
ابتسم بدوره وقال وهو يغمز بعينه له: هيا ارني ذوقك..
قالت وهي تعقد ذراعيها امام صدرها: اتظن الامر بهذه السهولة؟.. عليك الانتظار لاربع ساعات على الاقل حتى اجد الفستان الذي يناسبني.. والى ساعة أخرى لأرى قياسه.. هذا ان اعجبني شيء.. وان لم نخرج من هنا خاليا اليدين..
اتسعت ابتسامته وقال بمكر: لا تحاولي.. لن اتراجع.. وسأبقى معك ولو استدعى الامر ان نظل الى منتصف الليل..
هزت كتفيها وقالت بلامبالاة مصطنعة: هذا شأنك..
واردفت وهي تلتفت له: ولكن لا تتبعني في كل حركة .. فلن استطيع الاختيار بشكل جيد هكذا..
غمز بعينه وقال بابتسامة: لن افعل..
قالت وهي تطلع له بحنق: هذا يعني انك ستفعل العكس تماما .. اليس كذلك؟..
لوح بكفه وقال مصطنعا: ابدا.. ابدا.. سأقف هنا ولن اتحرك..
تطلعت له بنظرة سريعة ومن ثم قالت: سنرى..
وتوجهت لتختار احد الفساتين من المجموعات العديدة المعلقة المختلفة الالوان والاشكال.. شعرت بالحيرة وهي تطلع الى كل ما حولها.. كل تصميم يبدوا فريدا بنوعه.. اخذت تقارن بين الالوان والتصماميم المختلفة.. في حين ابتسم عماد بمكر وهو يهم بأن يتبعها...ولكن رأى باب المتجر يفتح في تلك اللحظة.. فالتفت بحركة عفوية لينظر الى القادم.. ثم التفت عنه ليكمل طريقه.. ولكن صوت القادم جعله يتجمد بمكانه دون ان يخطو خطوة واحدة.. سمع ذلك الرجل الذي يبدوا في الأربعينيات من عمره يقول وهو يقترب منه: كيف حالك يا عماد.. وكيف حال والدك؟..
قال عماد بتوتر على الرغم منه: بخير.. كيف حالك انت يا عماه؟..
اشار الرجل الى فتاة تقف بالقرب من المكان وقال : هذه ابنتي .. وهي من اصرت على القدوم الى هنا لشراء فستان من هنا..
اقتربت الفتاة من المكان وقالت: ابي.. لقد وجدت فـ...
بترت عبارتها عندما لاحظت وجود عماد .. واقتربت من المكان بهدوء.. وفي اللحظة ذاتها انتبهت ليلى ان عماد يقف في مكان ما من المتجر وهو يتحدث مع رجل وفتاة.. عقدت حاجبيها واتجهت نحوه.. وشعر عماد بخطواتها التي تقترب.. فالتفت لها وابتسم بقلق.. ووقفت هي الى جواره وهي تتطلع الى الرجل والفتاة.. فقال عماد وهو يزدرد لعابه ويتطلع الى ليلى: اعرفك يا عماه.. ليلى خطيبتي..
قال الرجل مبتسما: هل قمت بالخطبة دون ان تدعونا؟..
اسرع عماد يقول: لا ابدا.. حفل الخطبة الاسبوع القادم.. وستكون اول المدعوين يا عم..ولكننا قد عقدنا قراننا بالامس فحسب..
قال الرجل بابتسامة واسعة: مبارك يا عماد .. الف مبارك..
ابتسم عماد وقال: اشكرك يا عماه..
التفت الرجل للفتاة الواقفة الى جواره: هذا هو عماد الذي حدثتك عنه طويلا..ابن اعز اصدقائي..
قالت الفتاة بهدوء متسائلة: ابن صاحب شركة الزجاج؟..
قال وهو يومئ برأسه: بلى هو.. وهو يعمل بكل اخلاص وكأنه احد الموظفين وليس ابن صاحب الشركة وان الشركة هي ملك له و....
توقف الزمن لدى ليلى ولم تعد تسمع المزيد مما قيل او سيقال ..عقارب الساعة تجمدت بعد الذي سمعته.. وصدمتها بالحقيقة الجمت لسانها وجمدت نظراتها وهي غير قادرة على فعل شيء سوى التطلع اليه بصدمة وجمود وذهول.. وهي غير مصدقة تقريبا لما سمعت.. ومن جانب آخر كان عماد يتطلع لها باضطراب وهو في انتظار ردة فعلها مما سمعته..والقلق والتوتر قد بلغ منه مبلغه...
**********
__________________
وابتسمت تلك الموظفة بسعادة وهي تصافح احدى الموظفات وتقول: اراك بخير غدا..الى اللقاء..
غمزت الموظفة لها قائلة: سلمي لنا على المدير يا ليلى..لا تنسي..
قالت بارتباك مشوب بالخجل: لا تخشي شيئا لن انسى..
لوحت لها زميلتها بكفها قبل ان تغادر مبنى الشركة.. والتقطت ليلى نفسا عميقا قبل ان تغادر مبنى الشركة بدورها وهي تسير بخطوات هادئة بعض الشيء وشاردة .. والتقطت مفتاح سيارتها لتفتحها و...
(الى اين؟..)
انتفضت اثر الصوت الذي سمعته فجأة والتفت بحدة الى مصدر الصوت ومن ثم قالت وهي تزفر بقوة: ارعبتني يا عماد.. لا تفاجئني هكذا وانا شاردة الذهن..والا سأصاب بسكتة قلبية..
قال مبتسما: لا اظن..
قالت وهي تعقد ذراعيها امام صدرها: ولم لا تظن؟..
قال مبتسما وهو يشير لها: لان بقلبك يسكن شاب يدعى عماد.. لن يسمح لأي شيء بأن يصيبك..
قالت مازحة: سأرفع من ايجار المساكن بقلبي لعله يغادره..
مال نحوها وقال بهمس: لن يتحرك من مكانه شبرا واحدا.. ولو وصلت الايجارات الى الملايين..
قالت مبتسمة وهي تتطلع الى عينيه العميقتين: اعرفه.. يبذر امواله على كل شيء..
قال وهو يغمز بعينه: كل شيءيصبح رخيصا لاجل الحصول على مكان بقلبك..
ارتبكت ليلى وتوردت وجنتاها خجلا.. فاطرقت برأسها وهي تحاول السيطرة على خجلها هذا.. فقال عماد متسائلا بغتة: هل قمت بشراء فستان لحفل الخطبة؟..
هزت رأسها نفيا ومن ثم قالت: لا ليس بعد..
قال مبتسما: جيد..
قالت بحيرة: ولم جيد؟..
جذبها من معصمها لتسير معه.. فقالت هي بغرابة: عماد ما الامر؟..
توقف امام سيارته ومن ثم قال: تفضلي الى الداخل.. فسنذهب الى مكان ما..
- واين هذا المكان؟..
قال مبتسما: لا أسألة حتى نصل..
قالت بابتسامة ساخرة: وماذا تفيد الاسألة بعد ان نصل؟..
ضحك وقال: لست اعلم.. المهم انها مفاجأة..
دلفت الى المقعد المجاور له.. واحتل هو مقعد القيادة.. لينطلق بالسيارة..وقالت والفضول وصل منها مبلغه: اخبرني الي اين نحن ذاهبان؟..
قال بابتسامة ماكرة: اذا وصلنا سأخبرك..
قالت وهي تعقد ساعديها امام صدرها: شكرا لك ففي تلك الفترة لدي عينان لأتعرف المكان بنفسي..
قال مبتسما: اذا انتظري لتعرفي المكان بنفسك..
قالت بعد وهلة من الصمت: سنذهب الى احد المطاعم .. اليس كذلك؟..
قال وهو يبتسم: لا ليس كذلك..
قالت بتفكير: اذا الى احد المجمعات او الحدائق.. او الاسواق..
قال وهو يختلس النظر لها: ولا هذا ايضا..
قالت بفضول: عماد اخبرني.. مللت الانتظار.. والفضول يكاد يقتلني..
- رويدك لم يبقى شيء ونصل..
التفتت عنه وقالت: سأنتظر ولكن لخمس دقائق فحسب..
غمز بعينه وقال: تكفيني حتى ولو اضطررت للقفز على السيارات..
ابتسمت بهدوء.. فقال هو بعد فترة من الصمت: ها قد وصلنا.. ولكن المشكلة هي كيف بامكاني العثور على موقف لسيارتي..
والتفت لها ليقول بلهجة ذات مغزى: ام تفضلين ان اسرع بالوقوف بأحد المواقف قبل ان تسبقني اليها احدى السيارات..
ارتفع حاجباها بدهشة ..وهي لم تستوعب ما قاله بعد.. والتفتت لتتطلع الى حيث هم.. وما ان شاهدت المكان .. حتى ارتسمت الابتسامة على ثغرها وقالت مداعبة: افضل ان تسبقك الى الموقف احدى السيارت بكل تأكيد..
قال بمرح: اجل كالمرة السابقة الذي ظللت لربع ساعة ابحث عن موقف للسيارات بعد ان تنازلت عن موقف السيارة لك..
قالت بعناد: لم يكن يخصك .. بل يخصني انا..
قال مبتسما بسخرية: بلى اعلم ذلك.. ولهذا فقد جئت بعد ان عثرت انا على الموقف وكدت ان ادخل سيارتي به..
قالت مبتسمة: هل سنتشاجر الآن؟..اخبرني لم جئت بي الى هنا؟..
غمز بعينه وقال: المتجر الذي التقينا به لاول مرة.. ما رأيك به وبالفساتين التي يقوم ببيعها؟..
قالت وهي غير مدركة القصد من سؤاله: فساتينه رائعة جدا ولكن اغلبها غالي الثمن و....
بترت عبارتها والتفتت له بحدة لتقول: هل تعني اني سأشتري فستان الخطبة من هذا المتجر ؟... ومعك؟..
- اجل هذا ما اقصده..
قالت بارتباك: ولكن .. ولكني ارغب بالشراء لوحدي.. لاني ...
قاطعها قائلا: وما رأيك ان قلت اني اود ان اختار الفستان معك؟..
توردت وجنتاها واطرقت برأسها فقال مبتسما: هيا اريد ان ارى ذوقك وما ستقومين باختياره..
ازدردت لعابها وقالت متهربة من الموضوع: لنأجل هذا الى يوم آخر.. فأنا اشعر بالتعب..
قال عماد بخبث: لم تحزري..
ادركت ان محاولاتها فاشلة لا محالة ففتحت باب السيارة لتغادرها وغادر عماد بدوره.. وقال وهما يتوجهان الى حيث المتجر: لا تفكري بالسعر اتسمعين.. ما يهمني هو ان تختاري ما ترينه الاجمل والافضل بالنسبة لك..
قالت وهي تمط شفتيها: ها قد بدأنا سنتشاجر من اولها..
ابتسم ابتسامة واسعة وقال: ولم الشجار؟..
قالت وهي تهز كتفيها: لاني من المستحيل ان اشتري فستانا حتى لو اعجبني اذا كان ثمنه مرتفع..
قال في سرعة: لا تفكري بالنقود.. لدي مبلغ مممتاز قد قمت بتجميعه سابقا..
قالت بنظرة تأنيب: لا تبعثر نقودك هنا وهناك.. فقد تحتاجها ذات يوم ..
قال بحب: وهل لدي اغلى منك لأمنحها كنوز العالم كله؟..
توردت وجنتاها وقالت مسيطرة على خجلها: ولو ..هذا لا يمنحني الحق في تبذير اموالك التي جمعتها لسنين طوال..
دلفا الى المتجر في تلك اللحظة وقال بهمس بعض الشيء: كلماتك هذه وحدها تثبت لي انك لا تفكرين الا في مصلحتي.. فلا داعي لأن ترفضي طلبي..وتقبلي بشراء فستان لك الآن..
قالت بابتسامة: لقد وصلنا على اية حال ولا مجال للتراجع..
ابتسم بدوره وقال وهو يغمز بعينه له: هيا ارني ذوقك..
قالت وهي تعقد ذراعيها امام صدرها: اتظن الامر بهذه السهولة؟.. عليك الانتظار لاربع ساعات على الاقل حتى اجد الفستان الذي يناسبني.. والى ساعة أخرى لأرى قياسه.. هذا ان اعجبني شيء.. وان لم نخرج من هنا خاليا اليدين..
اتسعت ابتسامته وقال بمكر: لا تحاولي.. لن اتراجع.. وسأبقى معك ولو استدعى الامر ان نظل الى منتصف الليل..
هزت كتفيها وقالت بلامبالاة مصطنعة: هذا شأنك..
واردفت وهي تلتفت له: ولكن لا تتبعني في كل حركة .. فلن استطيع الاختيار بشكل جيد هكذا..
غمز بعينه وقال بابتسامة: لن افعل..
قالت وهي تطلع له بحنق: هذا يعني انك ستفعل العكس تماما .. اليس كذلك؟..
لوح بكفه وقال مصطنعا: ابدا.. ابدا.. سأقف هنا ولن اتحرك..
تطلعت له بنظرة سريعة ومن ثم قالت: سنرى..
وتوجهت لتختار احد الفساتين من المجموعات العديدة المعلقة المختلفة الالوان والاشكال.. شعرت بالحيرة وهي تطلع الى كل ما حولها.. كل تصميم يبدوا فريدا بنوعه.. اخذت تقارن بين الالوان والتصماميم المختلفة.. في حين ابتسم عماد بمكر وهو يهم بأن يتبعها...ولكن رأى باب المتجر يفتح في تلك اللحظة.. فالتفت بحركة عفوية لينظر الى القادم.. ثم التفت عنه ليكمل طريقه.. ولكن صوت القادم جعله يتجمد بمكانه دون ان يخطو خطوة واحدة.. سمع ذلك الرجل الذي يبدوا في الأربعينيات من عمره يقول وهو يقترب منه: كيف حالك يا عماد.. وكيف حال والدك؟..
قال عماد بتوتر على الرغم منه: بخير.. كيف حالك انت يا عماه؟..
اشار الرجل الى فتاة تقف بالقرب من المكان وقال : هذه ابنتي .. وهي من اصرت على القدوم الى هنا لشراء فستان من هنا..
اقتربت الفتاة من المكان وقالت: ابي.. لقد وجدت فـ...
بترت عبارتها عندما لاحظت وجود عماد .. واقتربت من المكان بهدوء.. وفي اللحظة ذاتها انتبهت ليلى ان عماد يقف في مكان ما من المتجر وهو يتحدث مع رجل وفتاة.. عقدت حاجبيها واتجهت نحوه.. وشعر عماد بخطواتها التي تقترب.. فالتفت لها وابتسم بقلق.. ووقفت هي الى جواره وهي تتطلع الى الرجل والفتاة.. فقال عماد وهو يزدرد لعابه ويتطلع الى ليلى: اعرفك يا عماه.. ليلى خطيبتي..
قال الرجل مبتسما: هل قمت بالخطبة دون ان تدعونا؟..
اسرع عماد يقول: لا ابدا.. حفل الخطبة الاسبوع القادم.. وستكون اول المدعوين يا عم..ولكننا قد عقدنا قراننا بالامس فحسب..
قال الرجل بابتسامة واسعة: مبارك يا عماد .. الف مبارك..
ابتسم عماد وقال: اشكرك يا عماه..
التفت الرجل للفتاة الواقفة الى جواره: هذا هو عماد الذي حدثتك عنه طويلا..ابن اعز اصدقائي..
قالت الفتاة بهدوء متسائلة: ابن صاحب شركة الزجاج؟..
قال وهو يومئ برأسه: بلى هو.. وهو يعمل بكل اخلاص وكأنه احد الموظفين وليس ابن صاحب الشركة وان الشركة هي ملك له و....
توقف الزمن لدى ليلى ولم تعد تسمع المزيد مما قيل او سيقال ..عقارب الساعة تجمدت بعد الذي سمعته.. وصدمتها بالحقيقة الجمت لسانها وجمدت نظراتها وهي غير قادرة على فعل شيء سوى التطلع اليه بصدمة وجمود وذهول.. وهي غير مصدقة تقريبا لما سمعت.. ومن جانب آخر كان عماد يتطلع لها باضطراب وهو في انتظار ردة فعلها مما سمعته..والقلق والتوتر قد بلغ منه مبلغه...
**********
__________________
HAMS- مشرف عام الاقسام الرومانسيه
- زقم العضويه : 58
عدد المساهمات : 720
نقاظ : 6280
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 08/02/2010
العمر : 32
الموقع : مصر
- مساهمة رقم 65
رد: "حـــلـــم حـــيـــاتـــي"..(قصة رومنسية متسلسلة)
دعونا نترك طارق ووعد ونتوجه الى تلك الشركة الصغيرة التي غادر الموظفين فيها مكاتبهم اعلانا عن انتهاء موعد العمل.. وهم يشعرون بالراحة لانتهاء وقت العمل الشاق.. وبداية وقت الراحة الذي سيقضونه مع اسرهم.. او مع اصدقائهم..
وابتسمت تلك الموظفة بسعادة وهي تصافح احدى الموظفات وتقول: اراك بخير غدا..الى اللقاء..
غمزت الموظفة لها قائلة: سلمي لنا على المدير يا ليلى..لا تنسي..
قالت بارتباك مشوب بالخجل: لا تخشي شيئا لن انسى..
لوحت لها زميلتها بكفها قبل ان تغادر مبنى الشركة.. والتقطت ليلى نفسا عميقا قبل ان تغادر مبنى الشركة بدورها وهي تسير بخطوات هادئة بعض الشيء وشاردة .. والتقطت مفتاح سيارتها لتفتحها و...
(الى اين؟..)
انتفضت اثر الصوت الذي سمعته فجأة والتفت بحدة الى مصدر الصوت ومن ثم قالت وهي تزفر بقوة: ارعبتني يا عماد.. لا تفاجئني هكذا وانا شاردة الذهن..والا سأصاب بسكتة قلبية..
قال مبتسما: لا اظن..
قالت وهي تعقد ذراعيها امام صدرها: ولم لا تظن؟..
قال مبتسما وهو يشير لها: لان بقلبك يسكن شاب يدعى عماد.. لن يسمح لأي شيء بأن يصيبك..
قالت مازحة: سأرفع من ايجار المساكن بقلبي لعله يغادره..
مال نحوها وقال بهمس: لن يتحرك من مكانه شبرا واحدا.. ولو وصلت الايجارات الى الملايين..
قالت مبتسمة وهي تتطلع الى عينيه العميقتين: اعرفه.. يبذر امواله على كل شيء..
قال وهو يغمز بعينه: كل شيءيصبح رخيصا لاجل الحصول على مكان بقلبك..
ارتبكت ليلى وتوردت وجنتاها خجلا.. فاطرقت برأسها وهي تحاول السيطرة على خجلها هذا.. فقال عماد متسائلا بغتة: هل قمت بشراء فستان لحفل الخطبة؟..
هزت رأسها نفيا ومن ثم قالت: لا ليس بعد..
قال مبتسما: جيد..
قالت بحيرة: ولم جيد؟..
جذبها من معصمها لتسير معه.. فقالت هي بغرابة: عماد ما الامر؟..
توقف امام سيارته ومن ثم قال: تفضلي الى الداخل.. فسنذهب الى مكان ما..
- واين هذا المكان؟..
قال مبتسما: لا أسألة حتى نصل..
قالت بابتسامة ساخرة: وماذا تفيد الاسألة بعد ان نصل؟..
ضحك وقال: لست اعلم.. المهم انها مفاجأة..
دلفت الى المقعد المجاور له.. واحتل هو مقعد القيادة.. لينطلق بالسيارة..وقالت والفضول وصل منها مبلغه: اخبرني الي اين نحن ذاهبان؟..
قال بابتسامة ماكرة: اذا وصلنا سأخبرك..
قالت وهي تعقد ساعديها امام صدرها: شكرا لك ففي تلك الفترة لدي عينان لأتعرف المكان بنفسي..
قال مبتسما: اذا انتظري لتعرفي المكان بنفسك..
قالت بعد وهلة من الصمت: سنذهب الى احد المطاعم .. اليس كذلك؟..
قال وهو يبتسم: لا ليس كذلك..
قالت بتفكير: اذا الى احد المجمعات او الحدائق.. او الاسواق..
قال وهو يختلس النظر لها: ولا هذا ايضا..
قالت بفضول: عماد اخبرني.. مللت الانتظار.. والفضول يكاد يقتلني..
- رويدك لم يبقى شيء ونصل..
التفتت عنه وقالت: سأنتظر ولكن لخمس دقائق فحسب..
غمز بعينه وقال: تكفيني حتى ولو اضطررت للقفز على السيارات..
ابتسمت بهدوء.. فقال هو بعد فترة من الصمت: ها قد وصلنا.. ولكن المشكلة هي كيف بامكاني العثور على موقف لسيارتي..
والتفت لها ليقول بلهجة ذات مغزى: ام تفضلين ان اسرع بالوقوف بأحد المواقف قبل ان تسبقني اليها احدى السيارات..
ارتفع حاجباها بدهشة ..وهي لم تستوعب ما قاله بعد.. والتفتت لتتطلع الى حيث هم.. وما ان شاهدت المكان .. حتى ارتسمت الابتسامة على ثغرها وقالت مداعبة: افضل ان تسبقك الى الموقف احدى السيارت بكل تأكيد..
قال بمرح: اجل كالمرة السابقة الذي ظللت لربع ساعة ابحث عن موقف للسيارات بعد ان تنازلت عن موقف السيارة لك..
قالت بعناد: لم يكن يخصك .. بل يخصني انا..
قال مبتسما بسخرية: بلى اعلم ذلك.. ولهذا فقد جئت بعد ان عثرت انا على الموقف وكدت ان ادخل سيارتي به..
قالت مبتسمة: هل سنتشاجر الآن؟..اخبرني لم جئت بي الى هنا؟..
غمز بعينه وقال: المتجر الذي التقينا به لاول مرة.. ما رأيك به وبالفساتين التي يقوم ببيعها؟..
قالت وهي غير مدركة القصد من سؤاله: فساتينه رائعة جدا ولكن اغلبها غالي الثمن و....
بترت عبارتها والتفتت له بحدة لتقول: هل تعني اني سأشتري فستان الخطبة من هذا المتجر ؟... ومعك؟..
- اجل هذا ما اقصده..
قالت بارتباك: ولكن .. ولكني ارغب بالشراء لوحدي.. لاني ...
قاطعها قائلا: وما رأيك ان قلت اني اود ان اختار الفستان معك؟..
توردت وجنتاها واطرقت برأسها فقال مبتسما: هيا اريد ان ارى ذوقك وما ستقومين باختياره..
ازدردت لعابها وقالت متهربة من الموضوع: لنأجل هذا الى يوم آخر.. فأنا اشعر بالتعب..
قال عماد بخبث: لم تحزري..
ادركت ان محاولاتها فاشلة لا محالة ففتحت باب السيارة لتغادرها وغادر عماد بدوره.. وقال وهما يتوجهان الى حيث المتجر: لا تفكري بالسعر اتسمعين.. ما يهمني هو ان تختاري ما ترينه الاجمل والافضل بالنسبة لك..
قالت وهي تمط شفتيها: ها قد بدأنا سنتشاجر من اولها..
ابتسم ابتسامة واسعة وقال: ولم الشجار؟..
قالت وهي تهز كتفيها: لاني من المستحيل ان اشتري فستانا حتى لو اعجبني اذا كان ثمنه مرتفع..
قال في سرعة: لا تفكري بالنقود.. لدي مبلغ مممتاز قد قمت بتجميعه سابقا..
قالت بنظرة تأنيب: لا تبعثر نقودك هنا وهناك.. فقد تحتاجها ذات يوم ..
قال بحب: وهل لدي اغلى منك لأمنحها كنوز العالم كله؟..
توردت وجنتاها وقالت مسيطرة على خجلها: ولو ..هذا لا يمنحني الحق في تبذير اموالك التي جمعتها لسنين طوال..
دلفا الى المتجر في تلك اللحظة وقال بهمس بعض الشيء: كلماتك هذه وحدها تثبت لي انك لا تفكرين الا في مصلحتي.. فلا داعي لأن ترفضي طلبي..وتقبلي بشراء فستان لك الآن..
قالت بابتسامة: لقد وصلنا على اية حال ولا مجال للتراجع..
ابتسم بدوره وقال وهو يغمز بعينه له: هيا ارني ذوقك..
قالت وهي تعقد ذراعيها امام صدرها: اتظن الامر بهذه السهولة؟.. عليك الانتظار لاربع ساعات على الاقل حتى اجد الفستان الذي يناسبني.. والى ساعة أخرى لأرى قياسه.. هذا ان اعجبني شيء.. وان لم نخرج من هنا خاليا اليدين..
اتسعت ابتسامته وقال بمكر: لا تحاولي.. لن اتراجع.. وسأبقى معك ولو استدعى الامر ان نظل الى منتصف الليل..
هزت كتفيها وقالت بلامبالاة مصطنعة: هذا شأنك..
واردفت وهي تلتفت له: ولكن لا تتبعني في كل حركة .. فلن استطيع الاختيار بشكل جيد هكذا..
غمز بعينه وقال بابتسامة: لن افعل..
قالت وهي تطلع له بحنق: هذا يعني انك ستفعل العكس تماما .. اليس كذلك؟..
لوح بكفه وقال مصطنعا: ابدا.. ابدا.. سأقف هنا ولن اتحرك..
تطلعت له بنظرة سريعة ومن ثم قالت: سنرى..
وتوجهت لتختار احد الفساتين من المجموعات العديدة المعلقة المختلفة الالوان والاشكال.. شعرت بالحيرة وهي تطلع الى كل ما حولها.. كل تصميم يبدوا فريدا بنوعه.. اخذت تقارن بين الالوان والتصماميم المختلفة.. في حين ابتسم عماد بمكر وهو يهم بأن يتبعها...ولكن رأى باب المتجر يفتح في تلك اللحظة.. فالتفت بحركة عفوية لينظر الى القادم.. ثم التفت عنه ليكمل طريقه.. ولكن صوت القادم جعله يتجمد بمكانه دون ان يخطو خطوة واحدة.. سمع ذلك الرجل الذي يبدوا في الأربعينيات من عمره يقول وهو يقترب منه: كيف حالك يا عماد.. وكيف حال والدك؟..
قال عماد بتوتر على الرغم منه: بخير.. كيف حالك انت يا عماه؟..
اشار الرجل الى فتاة تقف بالقرب من المكان وقال : هذه ابنتي .. وهي من اصرت على القدوم الى هنا لشراء فستان من هنا..
اقتربت الفتاة من المكان وقالت: ابي.. لقد وجدت فـ...
بترت عبارتها عندما لاحظت وجود عماد .. واقتربت من المكان بهدوء.. وفي اللحظة ذاتها انتبهت ليلى ان عماد يقف في مكان ما من المتجر وهو يتحدث مع رجل وفتاة.. عقدت حاجبيها واتجهت نحوه.. وشعر عماد بخطواتها التي تقترب.. فالتفت لها وابتسم بقلق.. ووقفت هي الى جواره وهي تتطلع الى الرجل والفتاة.. فقال عماد وهو يزدرد لعابه ويتطلع الى ليلى: اعرفك يا عماه.. ليلى خطيبتي..
قال الرجل مبتسما: هل قمت بالخطبة دون ان تدعونا؟..
اسرع عماد يقول: لا ابدا.. حفل الخطبة الاسبوع القادم.. وستكون اول المدعوين يا عم..ولكننا قد عقدنا قراننا بالامس فحسب..
قال الرجل بابتسامة واسعة: مبارك يا عماد .. الف مبارك..
ابتسم عماد وقال: اشكرك يا عماه..
التفت الرجل للفتاة الواقفة الى جواره: هذا هو عماد الذي حدثتك عنه طويلا..ابن اعز اصدقائي..
قالت الفتاة بهدوء متسائلة: ابن صاحب شركة الزجاج؟..
قال وهو يومئ برأسه: بلى هو.. وهو يعمل بكل اخلاص وكأنه احد الموظفين وليس ابن صاحب الشركة وان الشركة هي ملك له و....
توقف الزمن لدى ليلى ولم تعد تسمع المزيد مما قيل او سيقال ..عقارب الساعة تجمدت بعد الذي سمعته.. وصدمتها بالحقيقة الجمت لسانها وجمدت نظراتها وهي غير قادرة على فعل شيء سوى التطلع اليه بصدمة وجمود وذهول.. وهي غير مصدقة تقريبا لما سمعت.. ومن جانب آخر كان عماد يتطلع لها باضطراب وهو في انتظار ردة فعلها مما سمعته..والقلق والتوتر قد بلغ منه مبلغه...
**********
__________________
وابتسمت تلك الموظفة بسعادة وهي تصافح احدى الموظفات وتقول: اراك بخير غدا..الى اللقاء..
غمزت الموظفة لها قائلة: سلمي لنا على المدير يا ليلى..لا تنسي..
قالت بارتباك مشوب بالخجل: لا تخشي شيئا لن انسى..
لوحت لها زميلتها بكفها قبل ان تغادر مبنى الشركة.. والتقطت ليلى نفسا عميقا قبل ان تغادر مبنى الشركة بدورها وهي تسير بخطوات هادئة بعض الشيء وشاردة .. والتقطت مفتاح سيارتها لتفتحها و...
(الى اين؟..)
انتفضت اثر الصوت الذي سمعته فجأة والتفت بحدة الى مصدر الصوت ومن ثم قالت وهي تزفر بقوة: ارعبتني يا عماد.. لا تفاجئني هكذا وانا شاردة الذهن..والا سأصاب بسكتة قلبية..
قال مبتسما: لا اظن..
قالت وهي تعقد ذراعيها امام صدرها: ولم لا تظن؟..
قال مبتسما وهو يشير لها: لان بقلبك يسكن شاب يدعى عماد.. لن يسمح لأي شيء بأن يصيبك..
قالت مازحة: سأرفع من ايجار المساكن بقلبي لعله يغادره..
مال نحوها وقال بهمس: لن يتحرك من مكانه شبرا واحدا.. ولو وصلت الايجارات الى الملايين..
قالت مبتسمة وهي تتطلع الى عينيه العميقتين: اعرفه.. يبذر امواله على كل شيء..
قال وهو يغمز بعينه: كل شيءيصبح رخيصا لاجل الحصول على مكان بقلبك..
ارتبكت ليلى وتوردت وجنتاها خجلا.. فاطرقت برأسها وهي تحاول السيطرة على خجلها هذا.. فقال عماد متسائلا بغتة: هل قمت بشراء فستان لحفل الخطبة؟..
هزت رأسها نفيا ومن ثم قالت: لا ليس بعد..
قال مبتسما: جيد..
قالت بحيرة: ولم جيد؟..
جذبها من معصمها لتسير معه.. فقالت هي بغرابة: عماد ما الامر؟..
توقف امام سيارته ومن ثم قال: تفضلي الى الداخل.. فسنذهب الى مكان ما..
- واين هذا المكان؟..
قال مبتسما: لا أسألة حتى نصل..
قالت بابتسامة ساخرة: وماذا تفيد الاسألة بعد ان نصل؟..
ضحك وقال: لست اعلم.. المهم انها مفاجأة..
دلفت الى المقعد المجاور له.. واحتل هو مقعد القيادة.. لينطلق بالسيارة..وقالت والفضول وصل منها مبلغه: اخبرني الي اين نحن ذاهبان؟..
قال بابتسامة ماكرة: اذا وصلنا سأخبرك..
قالت وهي تعقد ساعديها امام صدرها: شكرا لك ففي تلك الفترة لدي عينان لأتعرف المكان بنفسي..
قال مبتسما: اذا انتظري لتعرفي المكان بنفسك..
قالت بعد وهلة من الصمت: سنذهب الى احد المطاعم .. اليس كذلك؟..
قال وهو يبتسم: لا ليس كذلك..
قالت بتفكير: اذا الى احد المجمعات او الحدائق.. او الاسواق..
قال وهو يختلس النظر لها: ولا هذا ايضا..
قالت بفضول: عماد اخبرني.. مللت الانتظار.. والفضول يكاد يقتلني..
- رويدك لم يبقى شيء ونصل..
التفتت عنه وقالت: سأنتظر ولكن لخمس دقائق فحسب..
غمز بعينه وقال: تكفيني حتى ولو اضطررت للقفز على السيارات..
ابتسمت بهدوء.. فقال هو بعد فترة من الصمت: ها قد وصلنا.. ولكن المشكلة هي كيف بامكاني العثور على موقف لسيارتي..
والتفت لها ليقول بلهجة ذات مغزى: ام تفضلين ان اسرع بالوقوف بأحد المواقف قبل ان تسبقني اليها احدى السيارات..
ارتفع حاجباها بدهشة ..وهي لم تستوعب ما قاله بعد.. والتفتت لتتطلع الى حيث هم.. وما ان شاهدت المكان .. حتى ارتسمت الابتسامة على ثغرها وقالت مداعبة: افضل ان تسبقك الى الموقف احدى السيارت بكل تأكيد..
قال بمرح: اجل كالمرة السابقة الذي ظللت لربع ساعة ابحث عن موقف للسيارات بعد ان تنازلت عن موقف السيارة لك..
قالت بعناد: لم يكن يخصك .. بل يخصني انا..
قال مبتسما بسخرية: بلى اعلم ذلك.. ولهذا فقد جئت بعد ان عثرت انا على الموقف وكدت ان ادخل سيارتي به..
قالت مبتسمة: هل سنتشاجر الآن؟..اخبرني لم جئت بي الى هنا؟..
غمز بعينه وقال: المتجر الذي التقينا به لاول مرة.. ما رأيك به وبالفساتين التي يقوم ببيعها؟..
قالت وهي غير مدركة القصد من سؤاله: فساتينه رائعة جدا ولكن اغلبها غالي الثمن و....
بترت عبارتها والتفتت له بحدة لتقول: هل تعني اني سأشتري فستان الخطبة من هذا المتجر ؟... ومعك؟..
- اجل هذا ما اقصده..
قالت بارتباك: ولكن .. ولكني ارغب بالشراء لوحدي.. لاني ...
قاطعها قائلا: وما رأيك ان قلت اني اود ان اختار الفستان معك؟..
توردت وجنتاها واطرقت برأسها فقال مبتسما: هيا اريد ان ارى ذوقك وما ستقومين باختياره..
ازدردت لعابها وقالت متهربة من الموضوع: لنأجل هذا الى يوم آخر.. فأنا اشعر بالتعب..
قال عماد بخبث: لم تحزري..
ادركت ان محاولاتها فاشلة لا محالة ففتحت باب السيارة لتغادرها وغادر عماد بدوره.. وقال وهما يتوجهان الى حيث المتجر: لا تفكري بالسعر اتسمعين.. ما يهمني هو ان تختاري ما ترينه الاجمل والافضل بالنسبة لك..
قالت وهي تمط شفتيها: ها قد بدأنا سنتشاجر من اولها..
ابتسم ابتسامة واسعة وقال: ولم الشجار؟..
قالت وهي تهز كتفيها: لاني من المستحيل ان اشتري فستانا حتى لو اعجبني اذا كان ثمنه مرتفع..
قال في سرعة: لا تفكري بالنقود.. لدي مبلغ مممتاز قد قمت بتجميعه سابقا..
قالت بنظرة تأنيب: لا تبعثر نقودك هنا وهناك.. فقد تحتاجها ذات يوم ..
قال بحب: وهل لدي اغلى منك لأمنحها كنوز العالم كله؟..
توردت وجنتاها وقالت مسيطرة على خجلها: ولو ..هذا لا يمنحني الحق في تبذير اموالك التي جمعتها لسنين طوال..
دلفا الى المتجر في تلك اللحظة وقال بهمس بعض الشيء: كلماتك هذه وحدها تثبت لي انك لا تفكرين الا في مصلحتي.. فلا داعي لأن ترفضي طلبي..وتقبلي بشراء فستان لك الآن..
قالت بابتسامة: لقد وصلنا على اية حال ولا مجال للتراجع..
ابتسم بدوره وقال وهو يغمز بعينه له: هيا ارني ذوقك..
قالت وهي تعقد ذراعيها امام صدرها: اتظن الامر بهذه السهولة؟.. عليك الانتظار لاربع ساعات على الاقل حتى اجد الفستان الذي يناسبني.. والى ساعة أخرى لأرى قياسه.. هذا ان اعجبني شيء.. وان لم نخرج من هنا خاليا اليدين..
اتسعت ابتسامته وقال بمكر: لا تحاولي.. لن اتراجع.. وسأبقى معك ولو استدعى الامر ان نظل الى منتصف الليل..
هزت كتفيها وقالت بلامبالاة مصطنعة: هذا شأنك..
واردفت وهي تلتفت له: ولكن لا تتبعني في كل حركة .. فلن استطيع الاختيار بشكل جيد هكذا..
غمز بعينه وقال بابتسامة: لن افعل..
قالت وهي تطلع له بحنق: هذا يعني انك ستفعل العكس تماما .. اليس كذلك؟..
لوح بكفه وقال مصطنعا: ابدا.. ابدا.. سأقف هنا ولن اتحرك..
تطلعت له بنظرة سريعة ومن ثم قالت: سنرى..
وتوجهت لتختار احد الفساتين من المجموعات العديدة المعلقة المختلفة الالوان والاشكال.. شعرت بالحيرة وهي تطلع الى كل ما حولها.. كل تصميم يبدوا فريدا بنوعه.. اخذت تقارن بين الالوان والتصماميم المختلفة.. في حين ابتسم عماد بمكر وهو يهم بأن يتبعها...ولكن رأى باب المتجر يفتح في تلك اللحظة.. فالتفت بحركة عفوية لينظر الى القادم.. ثم التفت عنه ليكمل طريقه.. ولكن صوت القادم جعله يتجمد بمكانه دون ان يخطو خطوة واحدة.. سمع ذلك الرجل الذي يبدوا في الأربعينيات من عمره يقول وهو يقترب منه: كيف حالك يا عماد.. وكيف حال والدك؟..
قال عماد بتوتر على الرغم منه: بخير.. كيف حالك انت يا عماه؟..
اشار الرجل الى فتاة تقف بالقرب من المكان وقال : هذه ابنتي .. وهي من اصرت على القدوم الى هنا لشراء فستان من هنا..
اقتربت الفتاة من المكان وقالت: ابي.. لقد وجدت فـ...
بترت عبارتها عندما لاحظت وجود عماد .. واقتربت من المكان بهدوء.. وفي اللحظة ذاتها انتبهت ليلى ان عماد يقف في مكان ما من المتجر وهو يتحدث مع رجل وفتاة.. عقدت حاجبيها واتجهت نحوه.. وشعر عماد بخطواتها التي تقترب.. فالتفت لها وابتسم بقلق.. ووقفت هي الى جواره وهي تتطلع الى الرجل والفتاة.. فقال عماد وهو يزدرد لعابه ويتطلع الى ليلى: اعرفك يا عماه.. ليلى خطيبتي..
قال الرجل مبتسما: هل قمت بالخطبة دون ان تدعونا؟..
اسرع عماد يقول: لا ابدا.. حفل الخطبة الاسبوع القادم.. وستكون اول المدعوين يا عم..ولكننا قد عقدنا قراننا بالامس فحسب..
قال الرجل بابتسامة واسعة: مبارك يا عماد .. الف مبارك..
ابتسم عماد وقال: اشكرك يا عماه..
التفت الرجل للفتاة الواقفة الى جواره: هذا هو عماد الذي حدثتك عنه طويلا..ابن اعز اصدقائي..
قالت الفتاة بهدوء متسائلة: ابن صاحب شركة الزجاج؟..
قال وهو يومئ برأسه: بلى هو.. وهو يعمل بكل اخلاص وكأنه احد الموظفين وليس ابن صاحب الشركة وان الشركة هي ملك له و....
توقف الزمن لدى ليلى ولم تعد تسمع المزيد مما قيل او سيقال ..عقارب الساعة تجمدت بعد الذي سمعته.. وصدمتها بالحقيقة الجمت لسانها وجمدت نظراتها وهي غير قادرة على فعل شيء سوى التطلع اليه بصدمة وجمود وذهول.. وهي غير مصدقة تقريبا لما سمعت.. ومن جانب آخر كان عماد يتطلع لها باضطراب وهو في انتظار ردة فعلها مما سمعته..والقلق والتوتر قد بلغ منه مبلغه...
**********
__________________
HAMS- مشرف عام الاقسام الرومانسيه
- زقم العضويه : 58
عدد المساهمات : 720
نقاظ : 6280
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 08/02/2010
العمر : 32
الموقع : مصر
- مساهمة رقم 66
رد: "حـــلـــم حـــيـــاتـــي"..(قصة رومنسية متسلسلة)
* الجزء السابع والعشرون*
(لماذا خدعتني؟)
توقف الوقت في تلك اللحظة.. لم يعد للزمان او المكان أي اهمية..توقفت الصورة وتوقف المشهد بين عماد وليلى.. وكلاهما يتطلع الى الآخر ولكن بشعور مختلف..فالاول كان يشعر بالقلق والتوتر من ردة فعلها.. وينتظرها ان تنطق بكلمة ليعرف ماالذي تفكر فيه.. وصبره يكاد ينفذ من الانتظار..
ومن جهة اخرى.. كانت ليلى غير قادرة على التفوه بكلمة .. وهي تحاول استيعاب ما قيل..تحاول استيعاب ان عماد كان يكذب عليها طوال الوقت.. يخدعها.. وفي ماذا؟ .. في اهم شيء.. الا وهو هويته.. لماذا لم يخبرها الصدق؟ .. لماذا لم يقل بكل وضوح انه ابن صاحب الشركة؟.. هل ظن انها لا تستحق عائلة غنية مثله ام ماذ؟ا.. كيف لم تدرك هذا قبل الآن.؟. لقد فات الآوان وانعقد قرانهما.. ولكن لا.. لم يفت بعد.. ولن تصمت على فعلته هذه..
وعقدت حاجبيها بغتة وتطلعت الى عماد بنظرات جامدة خالية من اية مشاعر..وشعر عماد بقلقه يتضاعف من نظرتها هذه فقال بهمس: ليلى..
القت عليه نظرة لم تكن تحمل سوى معنى واحد..(لقد خيبت ظني بك).. ومضت في طريقها مغادرة المتجر دون ان تلقي عليه كلمة واحدة.. تطلع عماد اليها بذهول ونظرتها تقطعه من الداخل الف قطعة.. بالتأكيد قد فهمت الموضوع بشكل خاطئ..وقال للرجل باعتذار: عن اذنك..
قال له الرجل وهو يهز رأسه: اذنك معك..
اسرع عماد يغادر المتجر بدوره وهو يأمل ان يلحق بليلى وان لا تكون قدغادرت.. وشعر براحة نسبية وهو يراها واقفة تنتظر احدى سيارات الاجرة .. واشارت لاحداها بالتوقف في تلك اللحظة.. فأتجه نحوها واسرع يناديها: ليلى ..
لم تلتفت له حتى وصدمتها تفوق الوصف بعد ان علمت انه يخدعها طوال الوقت ومنذ البداية.. بداية علاقتهما التي كانت يجب ان تقوم على اساس الصراحة و الصدق والثقة المتبادلة ..كان اساسها الزيف والكذب والخداع..
شعرت بغصة في حلقها وهي ترى سيارة الاجرة قد توقفت.. وسارت نحوها ولكنها شعرت بكف تمسك ذراعها.. والتفتت ببرود الى عماد وهي تتطلع اليه بصمت.. وقال عماد بجدية: ليلى اود ان اتحدث اليك..
قالت بحنق: اترك ذراعي..اريد ان اغادر..
قال عماد بحزم: لن تغادري قبل ان تفهمي الموضوع على شكله الصحيح.. ولماذا اخفيت عنك الحقيقة..
التفتت له ليلى وقالت بانفعال والدموع تترقرق في عينيها : افهم ماذا؟.. اجبني.. انك كنت تخدعني طوال الوقت.. انك كنت تمثل علي دور الموظف.. ان الاساس الذي كان يجب ان نبنيه في بداية حياتنا لم يكن سوى زيفا وكذبا وان...
شعرت بغصة في حلقها فبترت عبارتها ومن ثم قالت وهي تطرق برأسها بمرارة: وانك قد اخفيت عني الحقيقة لاني لست في مستوى عائلتك..او ربما لانك خشيت ان اطمع بنقودك.. فاقبل الزواج بك لهذا السبب..
قال عماد في سرعة: ليلى انت تفهمين الامر بشكل خاطئ.. انت اكثر شخص يعلم اني لم ولن افكر باختلاف الطبقات في حياتي.. وحتى ولو كنت تعانين من شدة الفقر فلن اهتم وسأرتبط بك..
قالت بعصبية: حديث مجرد حديث.. لا اجد منك سوى الحديث.. اخفيت عني حقيقة كونك صاحب الشركة.. واستمريت في خداعي على الرغم من اني خطيبتك وفي حكم زوجتك الآن..لقد بنيت حياتنا علىكذبة .. وكل هذا لانك تخشى ان اكون طامعة باموالك..
قال عماد وهو يعقد حاجبيه: انا يا ليلى؟.. انا لم افعل لك شيئا سوى الحديث يوما؟.. الم اعدك بالزواج ؟..وقد وفيت بوعدي .. ولو كنت اخشى ان تكوني طامعة باموالي كما تقولين .. لما فكرت بالارتباط بك يوما ..ولكني كنت اعلم أي فتاة هي انت.. وربما منذ اول مرة رأيتك فيها..
قالت بانفعال ودموعها تجاهد لان تسيل على وجنتيها: اذا لم اخفيت عني الحقيقة؟ .. لم كذبت؟.. هل تريدني ان اصدقك بعد ان كذبت في اهم شيء وهو هويتك؟..
قال وهو يحاول ان يمتص غضبها: الطريق ليس مكانا للحوار..سنكمل حديثنا بالسيارة.. تعالي معي..
قالت وهي تشيح بوجهها: اذهب انت وحدك.. وسأغادر انا بسيارة اجرة..
قال وهو يحاول تمالك اعصابه: بل ستأتين معي..
- لا اريد..
قال عماد بغضب: لست امزح معك.. هل تريدين الركوب في سيارة اجرة لوحدك.. وانا موجود؟..
قالت بعناد: سأذهب سيرا على الاقدام لو تطلب الامر..
قال عماد بحدة: ليلى.. تعالي معي ولا تدعي صبري ينفذ..
التفتت له وقالت ودموعها قد انتصرت في النهاية لتسيل على وجنتيها: لقد خدعتني يا عماد ..هل تريد مني بعد ذلك ان اثق بك واستمر معك في علاقتنا؟..
شعر بالشفقة نحوها وهو يراها تبكي على هذا النحو.. لم يعلم ان كذبته هذه التي استخدمها يوما ليقرب العلاقة بينهما.. ستكون سببا في ابتعادهما عن بعضهما في النهاية!..
وقال بحنان: ليلى علاقتي بك اكبر من كل شيء.. انت لم تدعي لي الفرصة حتى لأشرح موقفي.. وسبب اخفائي للحقيقة..
- لا اريد ان اعلم..
قال بيأس: كما تشائين.. ولكن انا من سيوصلك الى المنزل.. لن تغادري في سيارة اجرة ابدا..
تطلع اليها وهو ينتظرها ان تتحرك.. سارت ولكن خطواتها كانت بطيئة.. ماحدث معها لم يكن بالشيء الهين.. من احبته ومنحته قلبها كان يخدعها لا اكثر ..حبها له جعلها تثق به ثقة عمياء.. وتصدق كل حرف نطق به.. وهي الغبية كيف لم تنتبه الى التشابه بين اسم والده واسم صاحب الشركة.. كيف ؟.. كيف؟..
دلفت الى السيارة وجلست على المقعد .. ودموعها تسيل بصمت على وجنتيها..واختلس عماد النظرات اليها وهو يقود السيارة وهو غير قادر على رؤيتها تتألم وهو صامت.. مهما يكن ومهما يحدث.. ليلى هي الفتاة التي يحب والتي يعشق.. انها خطيبته .. كيف يتركها تتألم لوحدها وهو لا يفعل شيئا سوى النظر اليها.. وقال بحنان: ليلى لا اريد ان ارى دموعك.. صدقيني لم اقصد ما فهمتيه باخفائي للحقيقة..
قالت بحدة: ما السبب اذا؟.. كنت تشعر بالعار مني واني لن اناسب مستوى عائلتك الغنية..و..
قاطعها قائلا: يكفي.. لا تفسري الامور كما تشائين.. الامر كله اني لم ارد ان...
اغلقت اذنيها بكفيها وقالت: لا اريد سماع المزيد.. لا اريد.. لقد قتلتني مرة ولا اريد ان اموت مرة اخرى..
قال برجاء: اسمعيني فقط حتى انتهي من كلامي..
صرخت بانهيار: يكفي.. يكفي..لا اريد سماع شيء.. لا اريد.. كاذب.. كاذب..
كلماتها كانت كالسكاكين التي تنغرز بصدره وقلبه الواحدة تلو الاخرى.. لا تعلم ان كلماتها تجرحه الى اقصى حد.. كيف لا.. وهي تتهمه بشيء اراد منه ان يتقرب منها.. هل هذا هو جزاءه؟.. لم يفكر ان يكذب عليها يوما.. ولكنها تظن اليوم ان كل شيء قاله لها بات كذبا وربما حتى حبه لها..
لم يكن عماد مخطأ في حدسه.. فليلى في تلك اللحظة كانت بدأت تشعر بالشك من كل كلماته..(احبك يا ليلى)..(اعدك بانك ستكونين سعيدة معي)..(لم احب فتاة في حياتي سواك).. كل هذا كذب ..خداع.. لقد كذب مرة ومن السهل ان يكذب آلاف المرات غيرها.. انها لا تكره شيء في هذا العالم اكثر من الكذب والخداع.. واذا كان هذا هو بداية لحياتها مع عماد فهي لا تريد هذه الحياة..لا تريدها...
اختلست نظرة صامته له.. لا تستطيع ان تنكر انها تحبه.. وان حبه بات نبض قلبها .. لا تستطيع ان تنكر انه الشاب الوحيد الذي رأت فيه كل صفات فارس احلامها.. و...ولكنه بالنهاية لم يكن سوى كاذب..مخادع.. استغل حبها لمصلحته ولم يهتم بمشاعرها التي تعلقت به..
وصلا في تلك اللحظة الى منزلها.. فتوقف عماد عنده وقال وهو يزفر بحدة: انت تظلميني يا ليلى..
قالت دون ان تلتفت له: وانت خدعتني يا عماد.. خدعتني في كل شيء..
قال في سرعة : اقسم يا ليلى.. اقسم بالله بأني لم اقل لك شيئا كاذبا طوال فترة علاقتي بك وان كل ما قلته لك هو الحقيقة.. ما عدا ما اخفتيه عنك بكوني ابن صاحب الشركة..
قالت ليلى وهي تفتح باب السيارة وتزدرد لعابها لاخفاء تلك الغصة التي ملأت حلقها: جيد انك اعترفت بان ما قلته يومها كان كذبا..
قال عماد بوجه شاحب: ليلى انت لا تفهمين..
قالت وهي تهم بمغادرة من السيارة: ولا اريد ان افهم..
امسك بكفها قبل ان تغادر.. وشعرت ليلى بالدهشة والارتباك من مسكة يده التي ترجف جسدها بالرغم منها ولكنها لم تلتفت له وظلت صامتة.. وقال عماد في تلك اللحظة بحب وحنان: انظري الي..
لم تشأ ذلك وقالت بشحوب: دعني اذهب ارجوك.. انا متعبة..
قال مكررا: انظري الي فقط.. وسأدعك تذهبين..
التفتت له وقالت وهي تزدرد لعابها: هاقد فعلت..والآن ماذا؟..
ضغط على كفها بحنان وهمس: احبك يا ليلى واقسم على هذا .. ومستعد لأن اكتبها بدمي... لو شككت لحظة واحدة في حبي لك..
رفعت عينيها اليه وهمت بأن تقول شيء ما.. ولكن عيناه اصمتتها تماما.. تلك العينين العميقتين التي تجذبها اليه .. في بحر حنانهما وصلابتهما.. وبعثرت نظراتها بعيدا لتخفي مشاعرها عن عماد واسرعت تجذب كفها وهي تقول: دعني اذهب الآن..
ترك كفها .. فاسرعت تغادر السيارة ودموعها تسيل على وجنتيها دون توقف..في حين تنهد هو بحرار وقال وهو يكور قبضة يده متحدثا الى نفسه : (والآن ماذا يا عماد؟.. ما الحل؟.. يبدوا ان ليلى قد فقدت ثقتها بك.. ما الذي ستفعله؟ .. ستترك حبكما يتلاشى كذرات الغبار بهذه السهولة.. ام ستفعل المستحيل لتعيد علاقتكما كما كانت..وتعيد ثقة ليلى بك..)
واردف بصوت متهدج: ( لو استمعت الي فقط يا ليلى..لما غادرت وانت تتألمين .. ولما كان هذا حالي الآن.. لعلمت اني لم اخفي الحقيقة عنك.. الا لأتقرب منك وتعرفي بحبي.. دون ان يكون هناك ما يمنع ان تبادليني مشاعري..اخبريني يا ليلى أكل ذنبي اني قد ولدت لأكون ابن صاحب الشركة ..وولدتِ انتِ لتكوني موظفة لدي.. اهذا هو كل ذنبي.. ليتني لم اكن الا موظفا مثلك.. فربما لن تفكري بي على هذا النحو لحظتها)
وغادر بسيارته المكان وانفاسه المتوترة تزداد .. وهو يفكر بأي حل ليعيد المياه الى مجاريها بينه وبين ليلى..
ومن بعيد.. تطلعت تلك الفتاة من نافذة غرفتها.. الى سيارة عماد التي غادرت المكان من امام منزلها.. وعادت الدموع لتسيل على وجنتيها وهي تمسك بستارة التافذة وتقول بصوت مختنق: وانا ايضاً احبك يا عماد ..لا تذهب وتتركني .. لا تتخلى عني ارجوك.. انا بحاجة اليك..
ولم تلبث ان سقطت على الارض لتبكي بانهيار وهي تقول: لماذا يا عماد؟.. لماذا خدعتني؟.. لماذا؟؟..
واختلطت دموعها بشهقاتها المكتومة.. التي لم يسمعها أحد.. سوى تلك الزهور الحمراء التي كانت تتحرك باستكانة مع ذلك النسيم الهادئ الذي تغلغل الى الغرفة.. وكأنها تشاركها حزنها وآلامها هذه..
***********
(لماذا خدعتني؟)
توقف الوقت في تلك اللحظة.. لم يعد للزمان او المكان أي اهمية..توقفت الصورة وتوقف المشهد بين عماد وليلى.. وكلاهما يتطلع الى الآخر ولكن بشعور مختلف..فالاول كان يشعر بالقلق والتوتر من ردة فعلها.. وينتظرها ان تنطق بكلمة ليعرف ماالذي تفكر فيه.. وصبره يكاد ينفذ من الانتظار..
ومن جهة اخرى.. كانت ليلى غير قادرة على التفوه بكلمة .. وهي تحاول استيعاب ما قيل..تحاول استيعاب ان عماد كان يكذب عليها طوال الوقت.. يخدعها.. وفي ماذا؟ .. في اهم شيء.. الا وهو هويته.. لماذا لم يخبرها الصدق؟ .. لماذا لم يقل بكل وضوح انه ابن صاحب الشركة؟.. هل ظن انها لا تستحق عائلة غنية مثله ام ماذ؟ا.. كيف لم تدرك هذا قبل الآن.؟. لقد فات الآوان وانعقد قرانهما.. ولكن لا.. لم يفت بعد.. ولن تصمت على فعلته هذه..
وعقدت حاجبيها بغتة وتطلعت الى عماد بنظرات جامدة خالية من اية مشاعر..وشعر عماد بقلقه يتضاعف من نظرتها هذه فقال بهمس: ليلى..
القت عليه نظرة لم تكن تحمل سوى معنى واحد..(لقد خيبت ظني بك).. ومضت في طريقها مغادرة المتجر دون ان تلقي عليه كلمة واحدة.. تطلع عماد اليها بذهول ونظرتها تقطعه من الداخل الف قطعة.. بالتأكيد قد فهمت الموضوع بشكل خاطئ..وقال للرجل باعتذار: عن اذنك..
قال له الرجل وهو يهز رأسه: اذنك معك..
اسرع عماد يغادر المتجر بدوره وهو يأمل ان يلحق بليلى وان لا تكون قدغادرت.. وشعر براحة نسبية وهو يراها واقفة تنتظر احدى سيارات الاجرة .. واشارت لاحداها بالتوقف في تلك اللحظة.. فأتجه نحوها واسرع يناديها: ليلى ..
لم تلتفت له حتى وصدمتها تفوق الوصف بعد ان علمت انه يخدعها طوال الوقت ومنذ البداية.. بداية علاقتهما التي كانت يجب ان تقوم على اساس الصراحة و الصدق والثقة المتبادلة ..كان اساسها الزيف والكذب والخداع..
شعرت بغصة في حلقها وهي ترى سيارة الاجرة قد توقفت.. وسارت نحوها ولكنها شعرت بكف تمسك ذراعها.. والتفتت ببرود الى عماد وهي تتطلع اليه بصمت.. وقال عماد بجدية: ليلى اود ان اتحدث اليك..
قالت بحنق: اترك ذراعي..اريد ان اغادر..
قال عماد بحزم: لن تغادري قبل ان تفهمي الموضوع على شكله الصحيح.. ولماذا اخفيت عنك الحقيقة..
التفتت له ليلى وقالت بانفعال والدموع تترقرق في عينيها : افهم ماذا؟.. اجبني.. انك كنت تخدعني طوال الوقت.. انك كنت تمثل علي دور الموظف.. ان الاساس الذي كان يجب ان نبنيه في بداية حياتنا لم يكن سوى زيفا وكذبا وان...
شعرت بغصة في حلقها فبترت عبارتها ومن ثم قالت وهي تطرق برأسها بمرارة: وانك قد اخفيت عني الحقيقة لاني لست في مستوى عائلتك..او ربما لانك خشيت ان اطمع بنقودك.. فاقبل الزواج بك لهذا السبب..
قال عماد في سرعة: ليلى انت تفهمين الامر بشكل خاطئ.. انت اكثر شخص يعلم اني لم ولن افكر باختلاف الطبقات في حياتي.. وحتى ولو كنت تعانين من شدة الفقر فلن اهتم وسأرتبط بك..
قالت بعصبية: حديث مجرد حديث.. لا اجد منك سوى الحديث.. اخفيت عني حقيقة كونك صاحب الشركة.. واستمريت في خداعي على الرغم من اني خطيبتك وفي حكم زوجتك الآن..لقد بنيت حياتنا علىكذبة .. وكل هذا لانك تخشى ان اكون طامعة باموالك..
قال عماد وهو يعقد حاجبيه: انا يا ليلى؟.. انا لم افعل لك شيئا سوى الحديث يوما؟.. الم اعدك بالزواج ؟..وقد وفيت بوعدي .. ولو كنت اخشى ان تكوني طامعة باموالي كما تقولين .. لما فكرت بالارتباط بك يوما ..ولكني كنت اعلم أي فتاة هي انت.. وربما منذ اول مرة رأيتك فيها..
قالت بانفعال ودموعها تجاهد لان تسيل على وجنتيها: اذا لم اخفيت عني الحقيقة؟ .. لم كذبت؟.. هل تريدني ان اصدقك بعد ان كذبت في اهم شيء وهو هويتك؟..
قال وهو يحاول ان يمتص غضبها: الطريق ليس مكانا للحوار..سنكمل حديثنا بالسيارة.. تعالي معي..
قالت وهي تشيح بوجهها: اذهب انت وحدك.. وسأغادر انا بسيارة اجرة..
قال وهو يحاول تمالك اعصابه: بل ستأتين معي..
- لا اريد..
قال عماد بغضب: لست امزح معك.. هل تريدين الركوب في سيارة اجرة لوحدك.. وانا موجود؟..
قالت بعناد: سأذهب سيرا على الاقدام لو تطلب الامر..
قال عماد بحدة: ليلى.. تعالي معي ولا تدعي صبري ينفذ..
التفتت له وقالت ودموعها قد انتصرت في النهاية لتسيل على وجنتيها: لقد خدعتني يا عماد ..هل تريد مني بعد ذلك ان اثق بك واستمر معك في علاقتنا؟..
شعر بالشفقة نحوها وهو يراها تبكي على هذا النحو.. لم يعلم ان كذبته هذه التي استخدمها يوما ليقرب العلاقة بينهما.. ستكون سببا في ابتعادهما عن بعضهما في النهاية!..
وقال بحنان: ليلى علاقتي بك اكبر من كل شيء.. انت لم تدعي لي الفرصة حتى لأشرح موقفي.. وسبب اخفائي للحقيقة..
- لا اريد ان اعلم..
قال بيأس: كما تشائين.. ولكن انا من سيوصلك الى المنزل.. لن تغادري في سيارة اجرة ابدا..
تطلع اليها وهو ينتظرها ان تتحرك.. سارت ولكن خطواتها كانت بطيئة.. ماحدث معها لم يكن بالشيء الهين.. من احبته ومنحته قلبها كان يخدعها لا اكثر ..حبها له جعلها تثق به ثقة عمياء.. وتصدق كل حرف نطق به.. وهي الغبية كيف لم تنتبه الى التشابه بين اسم والده واسم صاحب الشركة.. كيف ؟.. كيف؟..
دلفت الى السيارة وجلست على المقعد .. ودموعها تسيل بصمت على وجنتيها..واختلس عماد النظرات اليها وهو يقود السيارة وهو غير قادر على رؤيتها تتألم وهو صامت.. مهما يكن ومهما يحدث.. ليلى هي الفتاة التي يحب والتي يعشق.. انها خطيبته .. كيف يتركها تتألم لوحدها وهو لا يفعل شيئا سوى النظر اليها.. وقال بحنان: ليلى لا اريد ان ارى دموعك.. صدقيني لم اقصد ما فهمتيه باخفائي للحقيقة..
قالت بحدة: ما السبب اذا؟.. كنت تشعر بالعار مني واني لن اناسب مستوى عائلتك الغنية..و..
قاطعها قائلا: يكفي.. لا تفسري الامور كما تشائين.. الامر كله اني لم ارد ان...
اغلقت اذنيها بكفيها وقالت: لا اريد سماع المزيد.. لا اريد.. لقد قتلتني مرة ولا اريد ان اموت مرة اخرى..
قال برجاء: اسمعيني فقط حتى انتهي من كلامي..
صرخت بانهيار: يكفي.. يكفي..لا اريد سماع شيء.. لا اريد.. كاذب.. كاذب..
كلماتها كانت كالسكاكين التي تنغرز بصدره وقلبه الواحدة تلو الاخرى.. لا تعلم ان كلماتها تجرحه الى اقصى حد.. كيف لا.. وهي تتهمه بشيء اراد منه ان يتقرب منها.. هل هذا هو جزاءه؟.. لم يفكر ان يكذب عليها يوما.. ولكنها تظن اليوم ان كل شيء قاله لها بات كذبا وربما حتى حبه لها..
لم يكن عماد مخطأ في حدسه.. فليلى في تلك اللحظة كانت بدأت تشعر بالشك من كل كلماته..(احبك يا ليلى)..(اعدك بانك ستكونين سعيدة معي)..(لم احب فتاة في حياتي سواك).. كل هذا كذب ..خداع.. لقد كذب مرة ومن السهل ان يكذب آلاف المرات غيرها.. انها لا تكره شيء في هذا العالم اكثر من الكذب والخداع.. واذا كان هذا هو بداية لحياتها مع عماد فهي لا تريد هذه الحياة..لا تريدها...
اختلست نظرة صامته له.. لا تستطيع ان تنكر انها تحبه.. وان حبه بات نبض قلبها .. لا تستطيع ان تنكر انه الشاب الوحيد الذي رأت فيه كل صفات فارس احلامها.. و...ولكنه بالنهاية لم يكن سوى كاذب..مخادع.. استغل حبها لمصلحته ولم يهتم بمشاعرها التي تعلقت به..
وصلا في تلك اللحظة الى منزلها.. فتوقف عماد عنده وقال وهو يزفر بحدة: انت تظلميني يا ليلى..
قالت دون ان تلتفت له: وانت خدعتني يا عماد.. خدعتني في كل شيء..
قال في سرعة : اقسم يا ليلى.. اقسم بالله بأني لم اقل لك شيئا كاذبا طوال فترة علاقتي بك وان كل ما قلته لك هو الحقيقة.. ما عدا ما اخفتيه عنك بكوني ابن صاحب الشركة..
قالت ليلى وهي تفتح باب السيارة وتزدرد لعابها لاخفاء تلك الغصة التي ملأت حلقها: جيد انك اعترفت بان ما قلته يومها كان كذبا..
قال عماد بوجه شاحب: ليلى انت لا تفهمين..
قالت وهي تهم بمغادرة من السيارة: ولا اريد ان افهم..
امسك بكفها قبل ان تغادر.. وشعرت ليلى بالدهشة والارتباك من مسكة يده التي ترجف جسدها بالرغم منها ولكنها لم تلتفت له وظلت صامتة.. وقال عماد في تلك اللحظة بحب وحنان: انظري الي..
لم تشأ ذلك وقالت بشحوب: دعني اذهب ارجوك.. انا متعبة..
قال مكررا: انظري الي فقط.. وسأدعك تذهبين..
التفتت له وقالت وهي تزدرد لعابها: هاقد فعلت..والآن ماذا؟..
ضغط على كفها بحنان وهمس: احبك يا ليلى واقسم على هذا .. ومستعد لأن اكتبها بدمي... لو شككت لحظة واحدة في حبي لك..
رفعت عينيها اليه وهمت بأن تقول شيء ما.. ولكن عيناه اصمتتها تماما.. تلك العينين العميقتين التي تجذبها اليه .. في بحر حنانهما وصلابتهما.. وبعثرت نظراتها بعيدا لتخفي مشاعرها عن عماد واسرعت تجذب كفها وهي تقول: دعني اذهب الآن..
ترك كفها .. فاسرعت تغادر السيارة ودموعها تسيل على وجنتيها دون توقف..في حين تنهد هو بحرار وقال وهو يكور قبضة يده متحدثا الى نفسه : (والآن ماذا يا عماد؟.. ما الحل؟.. يبدوا ان ليلى قد فقدت ثقتها بك.. ما الذي ستفعله؟ .. ستترك حبكما يتلاشى كذرات الغبار بهذه السهولة.. ام ستفعل المستحيل لتعيد علاقتكما كما كانت..وتعيد ثقة ليلى بك..)
واردف بصوت متهدج: ( لو استمعت الي فقط يا ليلى..لما غادرت وانت تتألمين .. ولما كان هذا حالي الآن.. لعلمت اني لم اخفي الحقيقة عنك.. الا لأتقرب منك وتعرفي بحبي.. دون ان يكون هناك ما يمنع ان تبادليني مشاعري..اخبريني يا ليلى أكل ذنبي اني قد ولدت لأكون ابن صاحب الشركة ..وولدتِ انتِ لتكوني موظفة لدي.. اهذا هو كل ذنبي.. ليتني لم اكن الا موظفا مثلك.. فربما لن تفكري بي على هذا النحو لحظتها)
وغادر بسيارته المكان وانفاسه المتوترة تزداد .. وهو يفكر بأي حل ليعيد المياه الى مجاريها بينه وبين ليلى..
ومن بعيد.. تطلعت تلك الفتاة من نافذة غرفتها.. الى سيارة عماد التي غادرت المكان من امام منزلها.. وعادت الدموع لتسيل على وجنتيها وهي تمسك بستارة التافذة وتقول بصوت مختنق: وانا ايضاً احبك يا عماد ..لا تذهب وتتركني .. لا تتخلى عني ارجوك.. انا بحاجة اليك..
ولم تلبث ان سقطت على الارض لتبكي بانهيار وهي تقول: لماذا يا عماد؟.. لماذا خدعتني؟.. لماذا؟؟..
واختلطت دموعها بشهقاتها المكتومة.. التي لم يسمعها أحد.. سوى تلك الزهور الحمراء التي كانت تتحرك باستكانة مع ذلك النسيم الهادئ الذي تغلغل الى الغرفة.. وكأنها تشاركها حزنها وآلامها هذه..
***********
HAMS- مشرف عام الاقسام الرومانسيه
- زقم العضويه : 58
عدد المساهمات : 720
نقاظ : 6280
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 08/02/2010
العمر : 32
الموقع : مصر
- مساهمة رقم 67
رد: "حـــلـــم حـــيـــاتـــي"..(قصة رومنسية متسلسلة)
قال طارق بهدوء شديد وهو يجلس على مقعد الانتظار: لن تفيديني في شيء.. سأدخل الى داخل الغرفة ليتم خياطة الجرح ومن ثم اخرج.. ماذا ستفعلين انت؟.. وعلى ماذا تريدين الاطمئنان؟..
قالت وعد باصرار: لن اتركك.. انا من كان سببا في اصابتك هذه .. وعلي على الاقل ان اطمأن عليك..
قال طارق وهو يزفر بحدة: تطمأني على ماذا؟.. خياطة الجرح؟.. استمعي الي.. الصحيفة ستغلق ابوابها بعد نصف ساعة لا اكثر.. خذي سيارتي واذهبي بها لتجلبي تقريرك من سيارتك ومن ثم تنطلقين الى الصحيفة لتسلمي تقريرك.. وحتى يحين ذلك الوقت.. اكون انا قد عولجت.. وبانتظارك حتى تعودي الي واصطحبك بسيارتي الى حيث سيارتك..
ظهر التردد على وجهها فقال وهو يشد على يدها بتشجيع بيده السليمة: هيا يا وعد.. انها فرصتك الوحيدة لتكوني صحفية.. اليست هذه هي كلماتك؟..
قالت بتردد: ولكني قلقة عليك..
قال وهو يتنهد: لن تفيديني في شيء بانتظارك معي.. وثانيا سأكون بانتظارك هنا.. حتى تنتهي من تسليم تقريرك.. ومن ثم ينتهي وقت العمل بالصحيفة.. فتعودي الى هنا.. اتفقنا؟..
ازدردت لعابها ومن ثم قالت: هل ستكون بخير لوحدك؟..
ابتسم وقال: لست بطفل يا وعد.. يمكنك الذهاب ..وسأكون على ما يرام..
قالت وعد بكلمات متقطعة: اهتم بنفسك..
ونهضت من مكانها فقال هو مبتسما: بل اهتمي انت بنفسك..
اومأت برأسها وهمت بالتحرك من مكانها لولا ان ناداها قائلا: وعد..
التفتت اليه في لهفة وقالت: اجل.. ما الأمر؟..
ابتسم وقال وهو يرفع مفاتيح سيارته امام ناظريها: لقد نسيت أخذ مفاتيح السيارة..
ابتسمت ابتسامة باهتة ومن ثم قالت: يبدوا ان ذهني مشتت هذا اليوم..
قالتها ومن ثم التقطت من كفه المفاتيح قبل ان تتجه بخطوات بطيئة لتسير بممر المشفى وهي تختلس النظر اليه بين الفترة والاخرى.. وتفكر في العودة اليه.. لا تريد ان تتركه .. ولكن هذه هي فرصتها الوحيدة كما قال طارق لتكون صحفية.. وتنهدت بقوة وهي تغادر المشفى الى حيث مواقف السيارات.. وهناك انطلقت بسيارته الى ذلك المبنى على الفور لتأخذ تقريرها ومن ثم تنطلق بعدها الى الصحيفة.. ولكن ذهنها وتفكيرها ظلا مع طارق.. طارق الذي دافع عنها بكل شجاعة وشهامة.. طارق الذي لم يكترث بأي شيء قد يصيبه من اجلها.. طارق الذي تشعر باهتمامه نحوها احيانا وتتمنى ان يكون ما هو اكثر من ذلك.. طارق الذي وثق بها وفتح لها قلبه ليخبرها بالحكاية التي جعلته بارد المشاعر وصلب الاحاسيس..
سؤال واحد اخذ يشغل تفكيرها.. لماذا يهتم لأمرها وترى في عينيه الحنان احيانا.. هل يبادلها المشاعر؟..لا.. بكل تأكيد لا..مايا هي حب حياته ويبدوا بأنها قد احتلت قلبه بالكامل حتى انه لم يعد يرى سواها في هذا العالم.. على الرغم من انها قد غادرته..انا لست الا زميلة عزيزة استطاعت اخراجه من محنته واعادته الى جزء من طبيعته السابقة.. الم يقل ذلك بنفسه؟..
وانتبهت في تلك اللحظة الى وصولها بجوار سيارتها.. وهبطت من سيارته لتتجه الى سيارتها وتفتح الباب الامامي لتأخذ من داخل السيارة كل الاوراق اللازمة لتقريرها وكاميرتها الخاصة.. قبل ان تعود الى سيارته وتنطلق بها الى الصحيفة ..وحاولت بقدر الامكان ان تصل قبل فترة تسمح لها بتسليم تقريرها ..على الاقل قبل ربع ساعة من اغلاق الصحيفة لابوابها.. وضغطت على دواسة الوقود لتزيد من سرعة السيارة..
وما ان وصلت الى المواقف حتى اسرعت بايقاف السيارة.. والخروج منها.. لتدلف الى المبنى وتصعد بالمصعد الى الطابق الثالث..والتقطت نفسا عميقا وهي ترى نفسها اخيرا امام باب مكتب رئيس التحرير.. وطرقت الباب بطرقات متتابعة.. وما ان سمعت صوته يدعوها للدخول.. حتى دلفت الى الداخل وهمت بقول شيء ما .. لولا ان اسرع رئيس التحرير يقول ساخرا: لا يزال الوقت مبكرا يا آنسة..لماذا جئت؟.. لم يبقى على انتهاء وقت العمل سوى عشر دقائق..
قالت وعد وهي تطلع الى ساعة يدها: بل اثنا عشر دقيقة يا استاذ نادر..
صاح فيها قائلا: لا تستخِفي بدمك أتفهمين.. نحن هنا بالصحيفة علينا ان نسابق الزمن.. وانت ماذا فعلت ؟.. ارسلتك بمهمة قبل اربع ساعات لمجرد اعداد تقرير وصور.. لتختفي ولا اراك الا قبل عشر دقائق من انتهاء وقت العمل..
قالت وعد وهي تزفر بحدة: لم يكن ذلك بيدي يا استاذ نادر .. لقد تأخرنا بسبب عدد من المشاكل التي واجهتنا.. ولو علمت بما اصابنا لما قمت بلومي على تأخري..
قال رئيس التحرير بحدة: لا يهمني ما قد يحدث.. ما يهمني هو ان تقومي بعملك في وقته المحدد.. لقد اتفقت معك ان تسلميني التقرير هذا اليوم والا ...
قاطعته قائلة وهي تضع الاوراق على الطاولة: لا داعي للتهديد.. ها هو التقرير امامك وبالنسبة للصور فستكون جاهزة بعد قليل فحسب..
تطلع الى التقرير الذي امامه بغرابة وكأنه كان يظن بأنها لن تستطيع ان تعده وتنتهي منه اليوم وخصوصا بعد ان تأخرت كل هذا الوقت ومن ثم قال: حسنا لا بأس و بما انك سلمت التقرير اليوم فسأتقاضى عن الأمر..وقرار تعيينك في الوظيفة بشكل مستمر سيصدر بعد مراجعة التقرير بنفسي ومعرفة ان كنت اهلا لتكوني في هذا المكان او لا..
قالت وهي تمط شفتيها: والآن يا استاذ نادر.. هل استطيع الانصراف؟..
اومأ برأسه بهدوء .. والتفتت عنه.. فأسرع يهتف بها قائلا: لحظة واحدة..
التفتت له فقال وهو يعقد حاجبيه: ما الذي دعا الى تأخركما انت والاستاذ طارق؟.. هل قام بمساعدتك في اعداد التقرير؟.. لقد وعدني بأن لا يفعل وانا اعرف من يكون هذا الاخير جيدا.. وبما انه قد وعد فهو لا يخلف ابدا.. ربما انت من الح عليه و...
قاطعته في سرعة واستنكار: لا داعي للقلق.. لم يساعدني بحرف واحد.. ثم انه لم يكن لديه الوقت الكافي لمساعدتي..
قال متسائلا: لم ؟..ما الذي حدث؟..
قالت ببرود: بما انك تثق به اسأله بنفسك.. فأخشى ان تعتبر ما سأقوله كذبا..
عقد حاجبيه بقوة وقال بصرامة: عودي الى مكتبك في الحال..
هزت كتفيها وقالت: ومن قال اني لن افعل..
وخرجت من مكتبه لتهبط بالمصعد الى الطابق الثاني ومن ثم تتوجه الى القسم الذي تعمل به..وهناك قابلها أحمد وقال بدهشة: آنسة وعد.. متى عدت؟..
قالت وهي تزفر بحدة: الآن فحسب..
تسائل قائلا: وما الذي حدث لك؟.. لقد اتصلت على طارق فجأة واتجه بعدها فورا مغادرا الصحيفة..
قالت وهي تتنهد: انها حكاية طويلة.. سأخبرك بها.. ولكن هل تصنع لي معروفا ؟..
قال مبتسما: بكل تأكيد..
سلمته كاميرتها ومن ثم قالت: اريدك ان تقوم بطباعة الصور الموجودة في ذاكرة هذه (الكاميرا)..
قال مبتسما: هذا فقط.. لقد ظننت ان الامر فيه توسل للمدير او شيء من هذا القبيل..
ابتسمت بهدوء.. في حين قام هو بتشغيل آلة التصوير..ومن ثم وصلها بجهاز الحاسوب..وقال وهو مندمج بعمله: والآن.. اخبريني ما الذي حدث لك انت ؟..واين طارق؟..
اخذت تشرح له الامر بهدوء.. ةتباطئت سرعة عمله على جهاز الحاسوب وهو يستمع اليها وعيناه تتوسعان تدريجيا.. وقالت منهية الحديث: ولقد جئت الى هنا لاسلم التقرير ومن ثم انطلق الى المشفى مرة اخرى حيث سيكون طارق..
قال احمد بغير تصديق: كل هذا قد حدث دون حتى ان يخبرني احدكما.. ورجال الشرطة كيف لم ينتبهوا لكل ما حدث؟..
قالت وهي تتنهد: لقد كانوا جميعا مشغولون بالمبنى والاصابات .. وسيارتي كانت تبعد قليلا عنهم..
قال احمد وهو يعقد حاجبيه: وذلك الوغد.. كيف استطاع ان يختلق كل تلك الاكاذيب ليبرأ نفسه؟..
- انسان وقح مثله كان علينا ان نتوقع كل شيء منه..
غمز بعينه وقال: بصراحة..لقد كان يستحق ما فعلتهِ به..
فهمت انه يعني تلك الصفعة التي وجهتها لذلك الشاب الوقح عندما تجرأ وامسك ذراعها..ابتسمت لوهلة ومن ثم لم تلبث ان قالت في سرعة: حسنا يا استاذ احمد.. معذرة إن كنت سأأخرك عن اعمالك لتقوم بطباعة صور التقرير..ولكني مضطرة لأذهب الى الاستاذ طارق بالمشفى... حتى...
قاطعها قائلا: يبدوا انه لم يعد هناك حاجة لذهابك..
قالت بغرابة: ماذا تعني؟..
ابتسم وقال: انظري من جاء الينا بنفسه..
رفعت رأسها الى حيث ينظر واصطدمت عيناها بعيني طارق للحظات.. وهي في ذهول من وجوده معهم .. وقال هو بابتسامة: مرحبا بالجميع..
قال احمد مبتسما: اهلا بك.. وحمدلله على السلامة..
نقلت وعد بصرها لا اراديا الى ذراعه لتطلع الى ذلك الرباط الذي التف حول ذراعه.. وتمالكت نفسها لتتحدث وتسيطر على ذهولها.. في حين قال طارق مبتسما: ماذا يا وعد؟.. الا يوجد حمدلله على السلامة على الاقل؟..
قالت وهي لا تزال غير مستوعبة لما تراه: كيف جئت الى هنا؟..
قال وهو يهز كتفيه: بواسطة سيارة اجرة..
قالت وهي تعقد حاجبيها: ولماذا لم تنتظرني حتى اعود؟..الم تعدني بذلك؟..
قال مبتسما: بلى ولكني لم اشأ ان اتعبك..
قالت بحنق: انت مصاب وتفكر ان كان مجرد توصيلك سيتعبني ام لا..
لم يجبها فقالت بحنق اكبر: عنيد..
قال طارق بهدوء وهو يتقدم منها: ولكني لست اشد عنادا منك.. ارأيت ماذا فعل بك عنادك.. لولا وصولي الى المكان في الوقت المناسب.. يعلم الله ما قد كان سيحدث لك..
كانت تعلم انها مخطأة ولكنها قالت بتحدي: لقد سار كل شيء على ما يرام.. وما حدث كان مصادفة ليس الا..
قال وهي يتطلع لها بضيق: ستظلين على عنادك هذا دائما..
والتفت عنها ليتوجه الى مكتبه .. فاسرعت تقول وهي تطرق برأسها: آسفة على كل ما حصل لك اليوم بسببي..
قال طارق وهو يلتفت لها وقد تحول ضيقه الى ابتسامة: وماذا كنت اقول انا منذ الصباح؟.. لا داعي للاعتذار.. انت لا تعلمين بانك زميلة عزيزة علينا جميعا هنا..
ابتسمت بهدوء وهي تطلع اليه..في حين كان احمد قد راقب كل ما حدث امامه.. وانصت الى كل ما قيل.. وهو يظن.. لا بل متأكد.. ان قصة حب جديدة اخذت تنسج خيوطها بين هاذين الاثنين...
*********
__________________
قالت وعد باصرار: لن اتركك.. انا من كان سببا في اصابتك هذه .. وعلي على الاقل ان اطمأن عليك..
قال طارق وهو يزفر بحدة: تطمأني على ماذا؟.. خياطة الجرح؟.. استمعي الي.. الصحيفة ستغلق ابوابها بعد نصف ساعة لا اكثر.. خذي سيارتي واذهبي بها لتجلبي تقريرك من سيارتك ومن ثم تنطلقين الى الصحيفة لتسلمي تقريرك.. وحتى يحين ذلك الوقت.. اكون انا قد عولجت.. وبانتظارك حتى تعودي الي واصطحبك بسيارتي الى حيث سيارتك..
ظهر التردد على وجهها فقال وهو يشد على يدها بتشجيع بيده السليمة: هيا يا وعد.. انها فرصتك الوحيدة لتكوني صحفية.. اليست هذه هي كلماتك؟..
قالت بتردد: ولكني قلقة عليك..
قال وهو يتنهد: لن تفيديني في شيء بانتظارك معي.. وثانيا سأكون بانتظارك هنا.. حتى تنتهي من تسليم تقريرك.. ومن ثم ينتهي وقت العمل بالصحيفة.. فتعودي الى هنا.. اتفقنا؟..
ازدردت لعابها ومن ثم قالت: هل ستكون بخير لوحدك؟..
ابتسم وقال: لست بطفل يا وعد.. يمكنك الذهاب ..وسأكون على ما يرام..
قالت وعد بكلمات متقطعة: اهتم بنفسك..
ونهضت من مكانها فقال هو مبتسما: بل اهتمي انت بنفسك..
اومأت برأسها وهمت بالتحرك من مكانها لولا ان ناداها قائلا: وعد..
التفتت اليه في لهفة وقالت: اجل.. ما الأمر؟..
ابتسم وقال وهو يرفع مفاتيح سيارته امام ناظريها: لقد نسيت أخذ مفاتيح السيارة..
ابتسمت ابتسامة باهتة ومن ثم قالت: يبدوا ان ذهني مشتت هذا اليوم..
قالتها ومن ثم التقطت من كفه المفاتيح قبل ان تتجه بخطوات بطيئة لتسير بممر المشفى وهي تختلس النظر اليه بين الفترة والاخرى.. وتفكر في العودة اليه.. لا تريد ان تتركه .. ولكن هذه هي فرصتها الوحيدة كما قال طارق لتكون صحفية.. وتنهدت بقوة وهي تغادر المشفى الى حيث مواقف السيارات.. وهناك انطلقت بسيارته الى ذلك المبنى على الفور لتأخذ تقريرها ومن ثم تنطلق بعدها الى الصحيفة.. ولكن ذهنها وتفكيرها ظلا مع طارق.. طارق الذي دافع عنها بكل شجاعة وشهامة.. طارق الذي لم يكترث بأي شيء قد يصيبه من اجلها.. طارق الذي تشعر باهتمامه نحوها احيانا وتتمنى ان يكون ما هو اكثر من ذلك.. طارق الذي وثق بها وفتح لها قلبه ليخبرها بالحكاية التي جعلته بارد المشاعر وصلب الاحاسيس..
سؤال واحد اخذ يشغل تفكيرها.. لماذا يهتم لأمرها وترى في عينيه الحنان احيانا.. هل يبادلها المشاعر؟..لا.. بكل تأكيد لا..مايا هي حب حياته ويبدوا بأنها قد احتلت قلبه بالكامل حتى انه لم يعد يرى سواها في هذا العالم.. على الرغم من انها قد غادرته..انا لست الا زميلة عزيزة استطاعت اخراجه من محنته واعادته الى جزء من طبيعته السابقة.. الم يقل ذلك بنفسه؟..
وانتبهت في تلك اللحظة الى وصولها بجوار سيارتها.. وهبطت من سيارته لتتجه الى سيارتها وتفتح الباب الامامي لتأخذ من داخل السيارة كل الاوراق اللازمة لتقريرها وكاميرتها الخاصة.. قبل ان تعود الى سيارته وتنطلق بها الى الصحيفة ..وحاولت بقدر الامكان ان تصل قبل فترة تسمح لها بتسليم تقريرها ..على الاقل قبل ربع ساعة من اغلاق الصحيفة لابوابها.. وضغطت على دواسة الوقود لتزيد من سرعة السيارة..
وما ان وصلت الى المواقف حتى اسرعت بايقاف السيارة.. والخروج منها.. لتدلف الى المبنى وتصعد بالمصعد الى الطابق الثالث..والتقطت نفسا عميقا وهي ترى نفسها اخيرا امام باب مكتب رئيس التحرير.. وطرقت الباب بطرقات متتابعة.. وما ان سمعت صوته يدعوها للدخول.. حتى دلفت الى الداخل وهمت بقول شيء ما .. لولا ان اسرع رئيس التحرير يقول ساخرا: لا يزال الوقت مبكرا يا آنسة..لماذا جئت؟.. لم يبقى على انتهاء وقت العمل سوى عشر دقائق..
قالت وعد وهي تطلع الى ساعة يدها: بل اثنا عشر دقيقة يا استاذ نادر..
صاح فيها قائلا: لا تستخِفي بدمك أتفهمين.. نحن هنا بالصحيفة علينا ان نسابق الزمن.. وانت ماذا فعلت ؟.. ارسلتك بمهمة قبل اربع ساعات لمجرد اعداد تقرير وصور.. لتختفي ولا اراك الا قبل عشر دقائق من انتهاء وقت العمل..
قالت وعد وهي تزفر بحدة: لم يكن ذلك بيدي يا استاذ نادر .. لقد تأخرنا بسبب عدد من المشاكل التي واجهتنا.. ولو علمت بما اصابنا لما قمت بلومي على تأخري..
قال رئيس التحرير بحدة: لا يهمني ما قد يحدث.. ما يهمني هو ان تقومي بعملك في وقته المحدد.. لقد اتفقت معك ان تسلميني التقرير هذا اليوم والا ...
قاطعته قائلة وهي تضع الاوراق على الطاولة: لا داعي للتهديد.. ها هو التقرير امامك وبالنسبة للصور فستكون جاهزة بعد قليل فحسب..
تطلع الى التقرير الذي امامه بغرابة وكأنه كان يظن بأنها لن تستطيع ان تعده وتنتهي منه اليوم وخصوصا بعد ان تأخرت كل هذا الوقت ومن ثم قال: حسنا لا بأس و بما انك سلمت التقرير اليوم فسأتقاضى عن الأمر..وقرار تعيينك في الوظيفة بشكل مستمر سيصدر بعد مراجعة التقرير بنفسي ومعرفة ان كنت اهلا لتكوني في هذا المكان او لا..
قالت وهي تمط شفتيها: والآن يا استاذ نادر.. هل استطيع الانصراف؟..
اومأ برأسه بهدوء .. والتفتت عنه.. فأسرع يهتف بها قائلا: لحظة واحدة..
التفتت له فقال وهو يعقد حاجبيه: ما الذي دعا الى تأخركما انت والاستاذ طارق؟.. هل قام بمساعدتك في اعداد التقرير؟.. لقد وعدني بأن لا يفعل وانا اعرف من يكون هذا الاخير جيدا.. وبما انه قد وعد فهو لا يخلف ابدا.. ربما انت من الح عليه و...
قاطعته في سرعة واستنكار: لا داعي للقلق.. لم يساعدني بحرف واحد.. ثم انه لم يكن لديه الوقت الكافي لمساعدتي..
قال متسائلا: لم ؟..ما الذي حدث؟..
قالت ببرود: بما انك تثق به اسأله بنفسك.. فأخشى ان تعتبر ما سأقوله كذبا..
عقد حاجبيه بقوة وقال بصرامة: عودي الى مكتبك في الحال..
هزت كتفيها وقالت: ومن قال اني لن افعل..
وخرجت من مكتبه لتهبط بالمصعد الى الطابق الثاني ومن ثم تتوجه الى القسم الذي تعمل به..وهناك قابلها أحمد وقال بدهشة: آنسة وعد.. متى عدت؟..
قالت وهي تزفر بحدة: الآن فحسب..
تسائل قائلا: وما الذي حدث لك؟.. لقد اتصلت على طارق فجأة واتجه بعدها فورا مغادرا الصحيفة..
قالت وهي تتنهد: انها حكاية طويلة.. سأخبرك بها.. ولكن هل تصنع لي معروفا ؟..
قال مبتسما: بكل تأكيد..
سلمته كاميرتها ومن ثم قالت: اريدك ان تقوم بطباعة الصور الموجودة في ذاكرة هذه (الكاميرا)..
قال مبتسما: هذا فقط.. لقد ظننت ان الامر فيه توسل للمدير او شيء من هذا القبيل..
ابتسمت بهدوء.. في حين قام هو بتشغيل آلة التصوير..ومن ثم وصلها بجهاز الحاسوب..وقال وهو مندمج بعمله: والآن.. اخبريني ما الذي حدث لك انت ؟..واين طارق؟..
اخذت تشرح له الامر بهدوء.. ةتباطئت سرعة عمله على جهاز الحاسوب وهو يستمع اليها وعيناه تتوسعان تدريجيا.. وقالت منهية الحديث: ولقد جئت الى هنا لاسلم التقرير ومن ثم انطلق الى المشفى مرة اخرى حيث سيكون طارق..
قال احمد بغير تصديق: كل هذا قد حدث دون حتى ان يخبرني احدكما.. ورجال الشرطة كيف لم ينتبهوا لكل ما حدث؟..
قالت وهي تتنهد: لقد كانوا جميعا مشغولون بالمبنى والاصابات .. وسيارتي كانت تبعد قليلا عنهم..
قال احمد وهو يعقد حاجبيه: وذلك الوغد.. كيف استطاع ان يختلق كل تلك الاكاذيب ليبرأ نفسه؟..
- انسان وقح مثله كان علينا ان نتوقع كل شيء منه..
غمز بعينه وقال: بصراحة..لقد كان يستحق ما فعلتهِ به..
فهمت انه يعني تلك الصفعة التي وجهتها لذلك الشاب الوقح عندما تجرأ وامسك ذراعها..ابتسمت لوهلة ومن ثم لم تلبث ان قالت في سرعة: حسنا يا استاذ احمد.. معذرة إن كنت سأأخرك عن اعمالك لتقوم بطباعة صور التقرير..ولكني مضطرة لأذهب الى الاستاذ طارق بالمشفى... حتى...
قاطعها قائلا: يبدوا انه لم يعد هناك حاجة لذهابك..
قالت بغرابة: ماذا تعني؟..
ابتسم وقال: انظري من جاء الينا بنفسه..
رفعت رأسها الى حيث ينظر واصطدمت عيناها بعيني طارق للحظات.. وهي في ذهول من وجوده معهم .. وقال هو بابتسامة: مرحبا بالجميع..
قال احمد مبتسما: اهلا بك.. وحمدلله على السلامة..
نقلت وعد بصرها لا اراديا الى ذراعه لتطلع الى ذلك الرباط الذي التف حول ذراعه.. وتمالكت نفسها لتتحدث وتسيطر على ذهولها.. في حين قال طارق مبتسما: ماذا يا وعد؟.. الا يوجد حمدلله على السلامة على الاقل؟..
قالت وهي لا تزال غير مستوعبة لما تراه: كيف جئت الى هنا؟..
قال وهو يهز كتفيه: بواسطة سيارة اجرة..
قالت وهي تعقد حاجبيها: ولماذا لم تنتظرني حتى اعود؟..الم تعدني بذلك؟..
قال مبتسما: بلى ولكني لم اشأ ان اتعبك..
قالت بحنق: انت مصاب وتفكر ان كان مجرد توصيلك سيتعبني ام لا..
لم يجبها فقالت بحنق اكبر: عنيد..
قال طارق بهدوء وهو يتقدم منها: ولكني لست اشد عنادا منك.. ارأيت ماذا فعل بك عنادك.. لولا وصولي الى المكان في الوقت المناسب.. يعلم الله ما قد كان سيحدث لك..
كانت تعلم انها مخطأة ولكنها قالت بتحدي: لقد سار كل شيء على ما يرام.. وما حدث كان مصادفة ليس الا..
قال وهي يتطلع لها بضيق: ستظلين على عنادك هذا دائما..
والتفت عنها ليتوجه الى مكتبه .. فاسرعت تقول وهي تطرق برأسها: آسفة على كل ما حصل لك اليوم بسببي..
قال طارق وهو يلتفت لها وقد تحول ضيقه الى ابتسامة: وماذا كنت اقول انا منذ الصباح؟.. لا داعي للاعتذار.. انت لا تعلمين بانك زميلة عزيزة علينا جميعا هنا..
ابتسمت بهدوء وهي تطلع اليه..في حين كان احمد قد راقب كل ما حدث امامه.. وانصت الى كل ما قيل.. وهو يظن.. لا بل متأكد.. ان قصة حب جديدة اخذت تنسج خيوطها بين هاذين الاثنين...
*********
__________________
HAMS- مشرف عام الاقسام الرومانسيه
- زقم العضويه : 58
عدد المساهمات : 720
نقاظ : 6280
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 08/02/2010
العمر : 32
الموقع : مصر
- مساهمة رقم 68
رد: "حـــلـــم حـــيـــاتـــي"..(قصة رومنسية متسلسلة)
قال طارق بهدوء شديد وهو يجلس على مقعد الانتظار: لن تفيديني في شيء.. سأدخل الى داخل الغرفة ليتم خياطة الجرح ومن ثم اخرج.. ماذا ستفعلين انت؟.. وعلى ماذا تريدين الاطمئنان؟..
قالت وعد باصرار: لن اتركك.. انا من كان سببا في اصابتك هذه .. وعلي على الاقل ان اطمأن عليك..
قال طارق وهو يزفر بحدة: تطمأني على ماذا؟.. خياطة الجرح؟.. استمعي الي.. الصحيفة ستغلق ابوابها بعد نصف ساعة لا اكثر.. خذي سيارتي واذهبي بها لتجلبي تقريرك من سيارتك ومن ثم تنطلقين الى الصحيفة لتسلمي تقريرك.. وحتى يحين ذلك الوقت.. اكون انا قد عولجت.. وبانتظارك حتى تعودي الي واصطحبك بسيارتي الى حيث سيارتك..
ظهر التردد على وجهها فقال وهو يشد على يدها بتشجيع بيده السليمة: هيا يا وعد.. انها فرصتك الوحيدة لتكوني صحفية.. اليست هذه هي كلماتك؟..
قالت بتردد: ولكني قلقة عليك..
قال وهو يتنهد: لن تفيديني في شيء بانتظارك معي.. وثانيا سأكون بانتظارك هنا.. حتى تنتهي من تسليم تقريرك.. ومن ثم ينتهي وقت العمل بالصحيفة.. فتعودي الى هنا.. اتفقنا؟..
ازدردت لعابها ومن ثم قالت: هل ستكون بخير لوحدك؟..
ابتسم وقال: لست بطفل يا وعد.. يمكنك الذهاب ..وسأكون على ما يرام..
قالت وعد بكلمات متقطعة: اهتم بنفسك..
ونهضت من مكانها فقال هو مبتسما: بل اهتمي انت بنفسك..
اومأت برأسها وهمت بالتحرك من مكانها لولا ان ناداها قائلا: وعد..
التفتت اليه في لهفة وقالت: اجل.. ما الأمر؟..
ابتسم وقال وهو يرفع مفاتيح سيارته امام ناظريها: لقد نسيت أخذ مفاتيح السيارة..
ابتسمت ابتسامة باهتة ومن ثم قالت: يبدوا ان ذهني مشتت هذا اليوم..
قالتها ومن ثم التقطت من كفه المفاتيح قبل ان تتجه بخطوات بطيئة لتسير بممر المشفى وهي تختلس النظر اليه بين الفترة والاخرى.. وتفكر في العودة اليه.. لا تريد ان تتركه .. ولكن هذه هي فرصتها الوحيدة كما قال طارق لتكون صحفية.. وتنهدت بقوة وهي تغادر المشفى الى حيث مواقف السيارات.. وهناك انطلقت بسيارته الى ذلك المبنى على الفور لتأخذ تقريرها ومن ثم تنطلق بعدها الى الصحيفة.. ولكن ذهنها وتفكيرها ظلا مع طارق.. طارق الذي دافع عنها بكل شجاعة وشهامة.. طارق الذي لم يكترث بأي شيء قد يصيبه من اجلها.. طارق الذي تشعر باهتمامه نحوها احيانا وتتمنى ان يكون ما هو اكثر من ذلك.. طارق الذي وثق بها وفتح لها قلبه ليخبرها بالحكاية التي جعلته بارد المشاعر وصلب الاحاسيس..
سؤال واحد اخذ يشغل تفكيرها.. لماذا يهتم لأمرها وترى في عينيه الحنان احيانا.. هل يبادلها المشاعر؟..لا.. بكل تأكيد لا..مايا هي حب حياته ويبدوا بأنها قد احتلت قلبه بالكامل حتى انه لم يعد يرى سواها في هذا العالم.. على الرغم من انها قد غادرته..انا لست الا زميلة عزيزة استطاعت اخراجه من محنته واعادته الى جزء من طبيعته السابقة.. الم يقل ذلك بنفسه؟..
وانتبهت في تلك اللحظة الى وصولها بجوار سيارتها.. وهبطت من سيارته لتتجه الى سيارتها وتفتح الباب الامامي لتأخذ من داخل السيارة كل الاوراق اللازمة لتقريرها وكاميرتها الخاصة.. قبل ان تعود الى سيارته وتنطلق بها الى الصحيفة ..وحاولت بقدر الامكان ان تصل قبل فترة تسمح لها بتسليم تقريرها ..على الاقل قبل ربع ساعة من اغلاق الصحيفة لابوابها.. وضغطت على دواسة الوقود لتزيد من سرعة السيارة..
وما ان وصلت الى المواقف حتى اسرعت بايقاف السيارة.. والخروج منها.. لتدلف الى المبنى وتصعد بالمصعد الى الطابق الثالث..والتقطت نفسا عميقا وهي ترى نفسها اخيرا امام باب مكتب رئيس التحرير.. وطرقت الباب بطرقات متتابعة.. وما ان سمعت صوته يدعوها للدخول.. حتى دلفت الى الداخل وهمت بقول شيء ما .. لولا ان اسرع رئيس التحرير يقول ساخرا: لا يزال الوقت مبكرا يا آنسة..لماذا جئت؟.. لم يبقى على انتهاء وقت العمل سوى عشر دقائق..
قالت وعد وهي تطلع الى ساعة يدها: بل اثنا عشر دقيقة يا استاذ نادر..
صاح فيها قائلا: لا تستخِفي بدمك أتفهمين.. نحن هنا بالصحيفة علينا ان نسابق الزمن.. وانت ماذا فعلت ؟.. ارسلتك بمهمة قبل اربع ساعات لمجرد اعداد تقرير وصور.. لتختفي ولا اراك الا قبل عشر دقائق من انتهاء وقت العمل..
قالت وعد وهي تزفر بحدة: لم يكن ذلك بيدي يا استاذ نادر .. لقد تأخرنا بسبب عدد من المشاكل التي واجهتنا.. ولو علمت بما اصابنا لما قمت بلومي على تأخري..
قال رئيس التحرير بحدة: لا يهمني ما قد يحدث.. ما يهمني هو ان تقومي بعملك في وقته المحدد.. لقد اتفقت معك ان تسلميني التقرير هذا اليوم والا ...
قاطعته قائلة وهي تضع الاوراق على الطاولة: لا داعي للتهديد.. ها هو التقرير امامك وبالنسبة للصور فستكون جاهزة بعد قليل فحسب..
تطلع الى التقرير الذي امامه بغرابة وكأنه كان يظن بأنها لن تستطيع ان تعده وتنتهي منه اليوم وخصوصا بعد ان تأخرت كل هذا الوقت ومن ثم قال: حسنا لا بأس و بما انك سلمت التقرير اليوم فسأتقاضى عن الأمر..وقرار تعيينك في الوظيفة بشكل مستمر سيصدر بعد مراجعة التقرير بنفسي ومعرفة ان كنت اهلا لتكوني في هذا المكان او لا..
قالت وهي تمط شفتيها: والآن يا استاذ نادر.. هل استطيع الانصراف؟..
اومأ برأسه بهدوء .. والتفتت عنه.. فأسرع يهتف بها قائلا: لحظة واحدة..
التفتت له فقال وهو يعقد حاجبيه: ما الذي دعا الى تأخركما انت والاستاذ طارق؟.. هل قام بمساعدتك في اعداد التقرير؟.. لقد وعدني بأن لا يفعل وانا اعرف من يكون هذا الاخير جيدا.. وبما انه قد وعد فهو لا يخلف ابدا.. ربما انت من الح عليه و...
قاطعته في سرعة واستنكار: لا داعي للقلق.. لم يساعدني بحرف واحد.. ثم انه لم يكن لديه الوقت الكافي لمساعدتي..
قال متسائلا: لم ؟..ما الذي حدث؟..
قالت ببرود: بما انك تثق به اسأله بنفسك.. فأخشى ان تعتبر ما سأقوله كذبا..
عقد حاجبيه بقوة وقال بصرامة: عودي الى مكتبك في الحال..
هزت كتفيها وقالت: ومن قال اني لن افعل..
وخرجت من مكتبه لتهبط بالمصعد الى الطابق الثاني ومن ثم تتوجه الى القسم الذي تعمل به..وهناك قابلها أحمد وقال بدهشة: آنسة وعد.. متى عدت؟..
قالت وهي تزفر بحدة: الآن فحسب..
تسائل قائلا: وما الذي حدث لك؟.. لقد اتصلت على طارق فجأة واتجه بعدها فورا مغادرا الصحيفة..
قالت وهي تتنهد: انها حكاية طويلة.. سأخبرك بها.. ولكن هل تصنع لي معروفا ؟..
قال مبتسما: بكل تأكيد..
سلمته كاميرتها ومن ثم قالت: اريدك ان تقوم بطباعة الصور الموجودة في ذاكرة هذه (الكاميرا)..
قال مبتسما: هذا فقط.. لقد ظننت ان الامر فيه توسل للمدير او شيء من هذا القبيل..
ابتسمت بهدوء.. في حين قام هو بتشغيل آلة التصوير..ومن ثم وصلها بجهاز الحاسوب..وقال وهو مندمج بعمله: والآن.. اخبريني ما الذي حدث لك انت ؟..واين طارق؟..
اخذت تشرح له الامر بهدوء.. ةتباطئت سرعة عمله على جهاز الحاسوب وهو يستمع اليها وعيناه تتوسعان تدريجيا.. وقالت منهية الحديث: ولقد جئت الى هنا لاسلم التقرير ومن ثم انطلق الى المشفى مرة اخرى حيث سيكون طارق..
قال احمد بغير تصديق: كل هذا قد حدث دون حتى ان يخبرني احدكما.. ورجال الشرطة كيف لم ينتبهوا لكل ما حدث؟..
قالت وهي تتنهد: لقد كانوا جميعا مشغولون بالمبنى والاصابات .. وسيارتي كانت تبعد قليلا عنهم..
قال احمد وهو يعقد حاجبيه: وذلك الوغد.. كيف استطاع ان يختلق كل تلك الاكاذيب ليبرأ نفسه؟..
- انسان وقح مثله كان علينا ان نتوقع كل شيء منه..
غمز بعينه وقال: بصراحة..لقد كان يستحق ما فعلتهِ به..
فهمت انه يعني تلك الصفعة التي وجهتها لذلك الشاب الوقح عندما تجرأ وامسك ذراعها..ابتسمت لوهلة ومن ثم لم تلبث ان قالت في سرعة: حسنا يا استاذ احمد.. معذرة إن كنت سأأخرك عن اعمالك لتقوم بطباعة صور التقرير..ولكني مضطرة لأذهب الى الاستاذ طارق بالمشفى... حتى...
قاطعها قائلا: يبدوا انه لم يعد هناك حاجة لذهابك..
قالت بغرابة: ماذا تعني؟..
ابتسم وقال: انظري من جاء الينا بنفسه..
رفعت رأسها الى حيث ينظر واصطدمت عيناها بعيني طارق للحظات.. وهي في ذهول من وجوده معهم .. وقال هو بابتسامة: مرحبا بالجميع..
قال احمد مبتسما: اهلا بك.. وحمدلله على السلامة..
نقلت وعد بصرها لا اراديا الى ذراعه لتطلع الى ذلك الرباط الذي التف حول ذراعه.. وتمالكت نفسها لتتحدث وتسيطر على ذهولها.. في حين قال طارق مبتسما: ماذا يا وعد؟.. الا يوجد حمدلله على السلامة على الاقل؟..
قالت وهي لا تزال غير مستوعبة لما تراه: كيف جئت الى هنا؟..
قال وهو يهز كتفيه: بواسطة سيارة اجرة..
قالت وهي تعقد حاجبيها: ولماذا لم تنتظرني حتى اعود؟..الم تعدني بذلك؟..
قال مبتسما: بلى ولكني لم اشأ ان اتعبك..
قالت بحنق: انت مصاب وتفكر ان كان مجرد توصيلك سيتعبني ام لا..
لم يجبها فقالت بحنق اكبر: عنيد..
قال طارق بهدوء وهو يتقدم منها: ولكني لست اشد عنادا منك.. ارأيت ماذا فعل بك عنادك.. لولا وصولي الى المكان في الوقت المناسب.. يعلم الله ما قد كان سيحدث لك..
كانت تعلم انها مخطأة ولكنها قالت بتحدي: لقد سار كل شيء على ما يرام.. وما حدث كان مصادفة ليس الا..
قال وهي يتطلع لها بضيق: ستظلين على عنادك هذا دائما..
والتفت عنها ليتوجه الى مكتبه .. فاسرعت تقول وهي تطرق برأسها: آسفة على كل ما حصل لك اليوم بسببي..
قال طارق وهو يلتفت لها وقد تحول ضيقه الى ابتسامة: وماذا كنت اقول انا منذ الصباح؟.. لا داعي للاعتذار.. انت لا تعلمين بانك زميلة عزيزة علينا جميعا هنا..
ابتسمت بهدوء وهي تطلع اليه..في حين كان احمد قد راقب كل ما حدث امامه.. وانصت الى كل ما قيل.. وهو يظن.. لا بل متأكد.. ان قصة حب جديدة اخذت تنسج خيوطها بين هاذين الاثنين...
*********
__________________
قالت وعد باصرار: لن اتركك.. انا من كان سببا في اصابتك هذه .. وعلي على الاقل ان اطمأن عليك..
قال طارق وهو يزفر بحدة: تطمأني على ماذا؟.. خياطة الجرح؟.. استمعي الي.. الصحيفة ستغلق ابوابها بعد نصف ساعة لا اكثر.. خذي سيارتي واذهبي بها لتجلبي تقريرك من سيارتك ومن ثم تنطلقين الى الصحيفة لتسلمي تقريرك.. وحتى يحين ذلك الوقت.. اكون انا قد عولجت.. وبانتظارك حتى تعودي الي واصطحبك بسيارتي الى حيث سيارتك..
ظهر التردد على وجهها فقال وهو يشد على يدها بتشجيع بيده السليمة: هيا يا وعد.. انها فرصتك الوحيدة لتكوني صحفية.. اليست هذه هي كلماتك؟..
قالت بتردد: ولكني قلقة عليك..
قال وهو يتنهد: لن تفيديني في شيء بانتظارك معي.. وثانيا سأكون بانتظارك هنا.. حتى تنتهي من تسليم تقريرك.. ومن ثم ينتهي وقت العمل بالصحيفة.. فتعودي الى هنا.. اتفقنا؟..
ازدردت لعابها ومن ثم قالت: هل ستكون بخير لوحدك؟..
ابتسم وقال: لست بطفل يا وعد.. يمكنك الذهاب ..وسأكون على ما يرام..
قالت وعد بكلمات متقطعة: اهتم بنفسك..
ونهضت من مكانها فقال هو مبتسما: بل اهتمي انت بنفسك..
اومأت برأسها وهمت بالتحرك من مكانها لولا ان ناداها قائلا: وعد..
التفتت اليه في لهفة وقالت: اجل.. ما الأمر؟..
ابتسم وقال وهو يرفع مفاتيح سيارته امام ناظريها: لقد نسيت أخذ مفاتيح السيارة..
ابتسمت ابتسامة باهتة ومن ثم قالت: يبدوا ان ذهني مشتت هذا اليوم..
قالتها ومن ثم التقطت من كفه المفاتيح قبل ان تتجه بخطوات بطيئة لتسير بممر المشفى وهي تختلس النظر اليه بين الفترة والاخرى.. وتفكر في العودة اليه.. لا تريد ان تتركه .. ولكن هذه هي فرصتها الوحيدة كما قال طارق لتكون صحفية.. وتنهدت بقوة وهي تغادر المشفى الى حيث مواقف السيارات.. وهناك انطلقت بسيارته الى ذلك المبنى على الفور لتأخذ تقريرها ومن ثم تنطلق بعدها الى الصحيفة.. ولكن ذهنها وتفكيرها ظلا مع طارق.. طارق الذي دافع عنها بكل شجاعة وشهامة.. طارق الذي لم يكترث بأي شيء قد يصيبه من اجلها.. طارق الذي تشعر باهتمامه نحوها احيانا وتتمنى ان يكون ما هو اكثر من ذلك.. طارق الذي وثق بها وفتح لها قلبه ليخبرها بالحكاية التي جعلته بارد المشاعر وصلب الاحاسيس..
سؤال واحد اخذ يشغل تفكيرها.. لماذا يهتم لأمرها وترى في عينيه الحنان احيانا.. هل يبادلها المشاعر؟..لا.. بكل تأكيد لا..مايا هي حب حياته ويبدوا بأنها قد احتلت قلبه بالكامل حتى انه لم يعد يرى سواها في هذا العالم.. على الرغم من انها قد غادرته..انا لست الا زميلة عزيزة استطاعت اخراجه من محنته واعادته الى جزء من طبيعته السابقة.. الم يقل ذلك بنفسه؟..
وانتبهت في تلك اللحظة الى وصولها بجوار سيارتها.. وهبطت من سيارته لتتجه الى سيارتها وتفتح الباب الامامي لتأخذ من داخل السيارة كل الاوراق اللازمة لتقريرها وكاميرتها الخاصة.. قبل ان تعود الى سيارته وتنطلق بها الى الصحيفة ..وحاولت بقدر الامكان ان تصل قبل فترة تسمح لها بتسليم تقريرها ..على الاقل قبل ربع ساعة من اغلاق الصحيفة لابوابها.. وضغطت على دواسة الوقود لتزيد من سرعة السيارة..
وما ان وصلت الى المواقف حتى اسرعت بايقاف السيارة.. والخروج منها.. لتدلف الى المبنى وتصعد بالمصعد الى الطابق الثالث..والتقطت نفسا عميقا وهي ترى نفسها اخيرا امام باب مكتب رئيس التحرير.. وطرقت الباب بطرقات متتابعة.. وما ان سمعت صوته يدعوها للدخول.. حتى دلفت الى الداخل وهمت بقول شيء ما .. لولا ان اسرع رئيس التحرير يقول ساخرا: لا يزال الوقت مبكرا يا آنسة..لماذا جئت؟.. لم يبقى على انتهاء وقت العمل سوى عشر دقائق..
قالت وعد وهي تطلع الى ساعة يدها: بل اثنا عشر دقيقة يا استاذ نادر..
صاح فيها قائلا: لا تستخِفي بدمك أتفهمين.. نحن هنا بالصحيفة علينا ان نسابق الزمن.. وانت ماذا فعلت ؟.. ارسلتك بمهمة قبل اربع ساعات لمجرد اعداد تقرير وصور.. لتختفي ولا اراك الا قبل عشر دقائق من انتهاء وقت العمل..
قالت وعد وهي تزفر بحدة: لم يكن ذلك بيدي يا استاذ نادر .. لقد تأخرنا بسبب عدد من المشاكل التي واجهتنا.. ولو علمت بما اصابنا لما قمت بلومي على تأخري..
قال رئيس التحرير بحدة: لا يهمني ما قد يحدث.. ما يهمني هو ان تقومي بعملك في وقته المحدد.. لقد اتفقت معك ان تسلميني التقرير هذا اليوم والا ...
قاطعته قائلة وهي تضع الاوراق على الطاولة: لا داعي للتهديد.. ها هو التقرير امامك وبالنسبة للصور فستكون جاهزة بعد قليل فحسب..
تطلع الى التقرير الذي امامه بغرابة وكأنه كان يظن بأنها لن تستطيع ان تعده وتنتهي منه اليوم وخصوصا بعد ان تأخرت كل هذا الوقت ومن ثم قال: حسنا لا بأس و بما انك سلمت التقرير اليوم فسأتقاضى عن الأمر..وقرار تعيينك في الوظيفة بشكل مستمر سيصدر بعد مراجعة التقرير بنفسي ومعرفة ان كنت اهلا لتكوني في هذا المكان او لا..
قالت وهي تمط شفتيها: والآن يا استاذ نادر.. هل استطيع الانصراف؟..
اومأ برأسه بهدوء .. والتفتت عنه.. فأسرع يهتف بها قائلا: لحظة واحدة..
التفتت له فقال وهو يعقد حاجبيه: ما الذي دعا الى تأخركما انت والاستاذ طارق؟.. هل قام بمساعدتك في اعداد التقرير؟.. لقد وعدني بأن لا يفعل وانا اعرف من يكون هذا الاخير جيدا.. وبما انه قد وعد فهو لا يخلف ابدا.. ربما انت من الح عليه و...
قاطعته في سرعة واستنكار: لا داعي للقلق.. لم يساعدني بحرف واحد.. ثم انه لم يكن لديه الوقت الكافي لمساعدتي..
قال متسائلا: لم ؟..ما الذي حدث؟..
قالت ببرود: بما انك تثق به اسأله بنفسك.. فأخشى ان تعتبر ما سأقوله كذبا..
عقد حاجبيه بقوة وقال بصرامة: عودي الى مكتبك في الحال..
هزت كتفيها وقالت: ومن قال اني لن افعل..
وخرجت من مكتبه لتهبط بالمصعد الى الطابق الثاني ومن ثم تتوجه الى القسم الذي تعمل به..وهناك قابلها أحمد وقال بدهشة: آنسة وعد.. متى عدت؟..
قالت وهي تزفر بحدة: الآن فحسب..
تسائل قائلا: وما الذي حدث لك؟.. لقد اتصلت على طارق فجأة واتجه بعدها فورا مغادرا الصحيفة..
قالت وهي تتنهد: انها حكاية طويلة.. سأخبرك بها.. ولكن هل تصنع لي معروفا ؟..
قال مبتسما: بكل تأكيد..
سلمته كاميرتها ومن ثم قالت: اريدك ان تقوم بطباعة الصور الموجودة في ذاكرة هذه (الكاميرا)..
قال مبتسما: هذا فقط.. لقد ظننت ان الامر فيه توسل للمدير او شيء من هذا القبيل..
ابتسمت بهدوء.. في حين قام هو بتشغيل آلة التصوير..ومن ثم وصلها بجهاز الحاسوب..وقال وهو مندمج بعمله: والآن.. اخبريني ما الذي حدث لك انت ؟..واين طارق؟..
اخذت تشرح له الامر بهدوء.. ةتباطئت سرعة عمله على جهاز الحاسوب وهو يستمع اليها وعيناه تتوسعان تدريجيا.. وقالت منهية الحديث: ولقد جئت الى هنا لاسلم التقرير ومن ثم انطلق الى المشفى مرة اخرى حيث سيكون طارق..
قال احمد بغير تصديق: كل هذا قد حدث دون حتى ان يخبرني احدكما.. ورجال الشرطة كيف لم ينتبهوا لكل ما حدث؟..
قالت وهي تتنهد: لقد كانوا جميعا مشغولون بالمبنى والاصابات .. وسيارتي كانت تبعد قليلا عنهم..
قال احمد وهو يعقد حاجبيه: وذلك الوغد.. كيف استطاع ان يختلق كل تلك الاكاذيب ليبرأ نفسه؟..
- انسان وقح مثله كان علينا ان نتوقع كل شيء منه..
غمز بعينه وقال: بصراحة..لقد كان يستحق ما فعلتهِ به..
فهمت انه يعني تلك الصفعة التي وجهتها لذلك الشاب الوقح عندما تجرأ وامسك ذراعها..ابتسمت لوهلة ومن ثم لم تلبث ان قالت في سرعة: حسنا يا استاذ احمد.. معذرة إن كنت سأأخرك عن اعمالك لتقوم بطباعة صور التقرير..ولكني مضطرة لأذهب الى الاستاذ طارق بالمشفى... حتى...
قاطعها قائلا: يبدوا انه لم يعد هناك حاجة لذهابك..
قالت بغرابة: ماذا تعني؟..
ابتسم وقال: انظري من جاء الينا بنفسه..
رفعت رأسها الى حيث ينظر واصطدمت عيناها بعيني طارق للحظات.. وهي في ذهول من وجوده معهم .. وقال هو بابتسامة: مرحبا بالجميع..
قال احمد مبتسما: اهلا بك.. وحمدلله على السلامة..
نقلت وعد بصرها لا اراديا الى ذراعه لتطلع الى ذلك الرباط الذي التف حول ذراعه.. وتمالكت نفسها لتتحدث وتسيطر على ذهولها.. في حين قال طارق مبتسما: ماذا يا وعد؟.. الا يوجد حمدلله على السلامة على الاقل؟..
قالت وهي لا تزال غير مستوعبة لما تراه: كيف جئت الى هنا؟..
قال وهو يهز كتفيه: بواسطة سيارة اجرة..
قالت وهي تعقد حاجبيها: ولماذا لم تنتظرني حتى اعود؟..الم تعدني بذلك؟..
قال مبتسما: بلى ولكني لم اشأ ان اتعبك..
قالت بحنق: انت مصاب وتفكر ان كان مجرد توصيلك سيتعبني ام لا..
لم يجبها فقالت بحنق اكبر: عنيد..
قال طارق بهدوء وهو يتقدم منها: ولكني لست اشد عنادا منك.. ارأيت ماذا فعل بك عنادك.. لولا وصولي الى المكان في الوقت المناسب.. يعلم الله ما قد كان سيحدث لك..
كانت تعلم انها مخطأة ولكنها قالت بتحدي: لقد سار كل شيء على ما يرام.. وما حدث كان مصادفة ليس الا..
قال وهي يتطلع لها بضيق: ستظلين على عنادك هذا دائما..
والتفت عنها ليتوجه الى مكتبه .. فاسرعت تقول وهي تطرق برأسها: آسفة على كل ما حصل لك اليوم بسببي..
قال طارق وهو يلتفت لها وقد تحول ضيقه الى ابتسامة: وماذا كنت اقول انا منذ الصباح؟.. لا داعي للاعتذار.. انت لا تعلمين بانك زميلة عزيزة علينا جميعا هنا..
ابتسمت بهدوء وهي تطلع اليه..في حين كان احمد قد راقب كل ما حدث امامه.. وانصت الى كل ما قيل.. وهو يظن.. لا بل متأكد.. ان قصة حب جديدة اخذت تنسج خيوطها بين هاذين الاثنين...
*********
__________________
HAMS- مشرف عام الاقسام الرومانسيه
- زقم العضويه : 58
عدد المساهمات : 720
نقاظ : 6280
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 08/02/2010
العمر : 32
الموقع : مصر
- مساهمة رقم 69
رد: "حـــلـــم حـــيـــاتـــي"..(قصة رومنسية متسلسلة)
*الجزء الثامن والعشرون*
(هل ستنجح فكرته؟)
(ماذا افعل؟.. اخبريني بالله عليك؟..)
تطلعت فرح بغرابة الى هشام.. وقالت: ماذا تفعل في ماذا؟..
قال بحدة: انت تعلمين كل شيء.. فلا تتغابي الآن..
قالت بدهشة: اخبرك ماذا تفعل لتجعل وعد تبادلك المشاعر؟ ..هل نحن من يصنع هذه المشاعر تجاه شخص ما يا هشام؟ ..هل المشاعر بيدها هي؟..
تطلع اليه بضيق ومن ثم قال: لا.. ولكني اظن ان من الممكن ان تبادلني المشاعر يوما ما..في السابق كنت اشعر بها قريبة مني.. اما الآن.. فأنا اشعر ان هناك ما يفصل بيني وبينها..
عقدت فرح حاجبيها ومن ثم قالت: ماذا تعني بالضبط؟..
قال وهو يشعر بضيق يكتم على انفاسه: لست اعلم.. ولكن ربما كانت تحب شابا ما..
اتسعت عينا فرح وقالت: لا مستحيل.. لوكان الامر كذلك لاخبرتني انا على الاقل..
قال وهو يلوح بكفه بضيق: هل تظنين انها ستخبرك بأمر خاص بها كهذا؟..
قالت فرح باستنكار: ولم لا؟..
- لانها تشعر بأن امرا كهذا خاص بها وحدها ولا يحق لأحد ان يعلمه.. وان مجرد اخباره للغير سيسبب لها الكثير من الاحراج.. ولديك خير دليل على ذلك..انا الذي اقف امامك.. منذ متى وانا احبها.. هل علم احد فيكم بالامر.. وانت بنفسك لم تعلمي بهذا الامر الا قبل اسبوعين فحسب..
صمتت فرح قليلا وهي تفكر ومن ثم قالت: حسنا لنفترض هذا..وما الحل برأيك الآن؟..منذ فترة وهي لا تفكر بك الا كأخ لها.. تظن انك بعد ان اعترفت لها بمشاعرك ستبادلك اياها..
قال هشام بعصبية: وماذا بي انا؟..
قالت فرح وهي تزفر بحدة: هشام انتما مختلفان في كل شيء .. اهتماماتك تختلف عن اهتماماتها.. تفكيرك يختلف عن تفكيرها..صدقني لو حدث وان ارتبطتما ..ارتباطكما هذا سيفشل..
واردفت وهي تقول بصوت هادئ: اتعلم ماهو خطأك؟.. انك لم تنظر في حياتك الى فتاة سوى وعد..ووعد فقط.. لهذا اتجهت مشاعرك اليها فقط..ولم تفكر في حياتك في فتاة سواها.. انك حتى لم تمنح لنفسك فرصة بهذا..
- كيف تريدين ان افكر في فتاة اخرى وقلبي تسكنه وعد..
قالت بنفاذ صبر: هشام لو علمت ان ابنة خالتي تحبك.. هل ستبادلها المشاعر وتقبل بها زوجة لك؟..
قال هشام باستنكار: تلك المدللة ..مستحيل..
- اذا لا تحلل لنفسك ما تحرمه على غيرك..
فهم ما تعني ولكنه قال باصرار: وعد تحبني استطيع ان اقسم على هذا وهذا هو الفرق في الموضوع..
- كأخ لها فقط.. لا تنسى..
نهض بغتة من فوق المقعد الذي يجلس عليه ومن ثم قال: لن اعدم الوسيلة.. وسأتصرف بنفسي..
قالت فرح بقلق: ماذا ستفعل؟..
قال بصرامة: لن انتظر حتى ارى احدهم قد اخذها مني.. وعد لي فقط..
قالت فرح وقلقها يتضاعف: هشام لا تكن مجنونا..
- لا تقلقي لم افقد عقلي بعد..ولكن علي ان اتخذ خطوة ما الى الامام ولا انتظر لأراها تزف الى غيري يوما ما..
- ما الذي تفكر فيه بالضبط؟..
قال هشام بغموض: ستعرفين كل شيء في حينه..
وتسلل القلق والتوتر الى قلب فرح وهي تفكر فيما قد يفعله هشام.. لتكون وعد له وليست لسواه..
********
لم تتوقف الدموع من الانذراف من عيني ليلى ولو للحظة.. وهي تصطنع النوم على فراشها.. ووسادتها قد اكتفت بدموعها.. ولكن عينيها لم تكتف بعد.. وجرحها لا يزال ينزف.. وهي تتذكر ما فعله عماد معها..وانه كان يخدعها طوال الوقت لا اكثر..انها تحبه.. واذا جرحنا من نحب.. يكون جرحه الاكثر ايلاما وعمقا.. ولا يلتئم الا عندما ننسى من نحب.. وكيف تنسى عماد؟.. عماد الذي بات بحكم زوجها الآن.. وهذا يعني انها له.. ولكن من حقها ان تطلب لاانفصال.. وتنهي الخطوبة.. اجل من حقها.. والا لماذا وضع الناس فترة للخطوبة.. اليس لكي يعترف كلا الطرفين على الآخر و...
الانفصال؟؟.. هذا آخر ما تفكر فيه.. انها تحبه.. كيف تتركه .. لا تستطيع .. ستنتزع روحها من جسدها لو انفصلا..وعماد ماذا عنه؟..هل يحبها؟.. آخر كلماته التي قالها لها في لقائهما الأخير تثبت لها ذلك..اذا لم خدعها؟.. لم؟..
كانت قد تركت هاتفها على الوضع الصامت حتى لا تجيب على أي مكالملت من أي احد.. وخصوصا عماد.. لا تستطيع ان تتحدث اليه بعد كل ما حدث.. لا تستطيع ..والتفتت الى حيث هاتفها الذي لم تتوقف الاضاءة عن شاشته منذ ساعة..بالتأكيد هو عماد.. والا من يصر على الاتصال بها كل هذه الفترة..
ومن جانب آخر..شعر عماد بالعصبية والغضب وهو يرى انها ترفض الرد على أي من مكالماته.. او رسائله القصيرة.. لو تفهم فقط.. لو تفهم..لما فعلت بي ذلك.. كيف يمكنها ان تفهم دون ان تمنحني فرصة للحديث او الدفاع عن نفسي.. فسرت الامر كما تشاء.. ولم تقبل ان تستمع لما سأقول حتى ..تبا .. تبا.. ليتني اخبرتها بالحقيقة منذ البداية..ولكني كنت اخشى ان افقدها.. يا الهي.. ماذا افعل الآن؟..
شعر بالضيق يكتم على صدره.. واتصل هذه المرة بصديقه عمر..وقال هذا الاخير عندما اجاب على اتصاله: اهلا عماد..من الغريب ان تتصل بي في وقت كهذا من المساء..
قال عماد بجدية: ارغب بالتحدث اليك..
قال عمر بحيرة: عن ماذا بالضبط؟..
قال عماد في سرعة: ستعلم بكل شيء ان التقينا..
- حسنا..اين؟..
- مطعم العاصمة.. هل يناسبك؟..
قال عمر مبتسما: بالتأكيد يناسبني..ولكن اخبرني لم دائما تدعوني على هذا المطعم؟..
قال عماد مداعبا بابتسامة شاحبة:لانه الارخص ثمنا.. والآن الى اللقاء.. اراك هناك..
قال عمر بهدوء: يبدوا ان الامر مهم جدا..اشعر بانك متضايق جدا من امر ما..
صمت عماد ولم يعلق فقال عمر: حسنا يا عماد.. اراك هناك.. الى اللقاء..
اغلق عماد هاتفه..وانطلق في سرعة مغادرا المنزل..لينطلق بسيارته بعدها وهو يشعر بالضيق والالم يعصر قلبه..وهو يخشى ان لا تفهم ليلى موقفه ابدا..
نعود الى ليلى.. التي اعتدلت في جلستها اخيرا وهي متأكدة ان النوم آخر ما تفكر فيه.. ونظرت لا اراديا بعينيها المغرورقتان بالدموع الى ذلك الهاتف ..الذي توقفت شاشته عن الاضاءة ..وقررت اخيرا ان ترى من الذي كان يتصل بها..
مسحت دموعها بانامل مرتجفة..والتقطت هاتفها لترى ان 30 مكالمة لم يتم الرد عليها.. 25 منها من عماد.. اما الباقي فهي اما من معارفها او من صديقاتها.. وهمست بصوت مرتجف متحدثة الى نفسها : ما الذي تريده مني الآن؟.. بعد ان خدعتني ..بعد ان كذبت علي واوهمتني بشيء يخالف حقيقتك.. لم اتصور يوما ان اخدع .. ومن من؟..من احب شخص الى قلبي..لقد مزقت احلامي التي رسمتها يا عماد..حطمتها دون ان تنتبه ان ما فعلته قد مزقني وحطمني انا قبل ان يمس تلك الاحلام..
ضمت رجليها الى صدرها وطوقتها بذراعيها.. وهي تواصل بكائها بألم وحرقة ..ودموعها لا تتوقف عن السيل على وجنتيها...
(هل ستنجح فكرته؟)
(ماذا افعل؟.. اخبريني بالله عليك؟..)
تطلعت فرح بغرابة الى هشام.. وقالت: ماذا تفعل في ماذا؟..
قال بحدة: انت تعلمين كل شيء.. فلا تتغابي الآن..
قالت بدهشة: اخبرك ماذا تفعل لتجعل وعد تبادلك المشاعر؟ ..هل نحن من يصنع هذه المشاعر تجاه شخص ما يا هشام؟ ..هل المشاعر بيدها هي؟..
تطلع اليه بضيق ومن ثم قال: لا.. ولكني اظن ان من الممكن ان تبادلني المشاعر يوما ما..في السابق كنت اشعر بها قريبة مني.. اما الآن.. فأنا اشعر ان هناك ما يفصل بيني وبينها..
عقدت فرح حاجبيها ومن ثم قالت: ماذا تعني بالضبط؟..
قال وهو يشعر بضيق يكتم على انفاسه: لست اعلم.. ولكن ربما كانت تحب شابا ما..
اتسعت عينا فرح وقالت: لا مستحيل.. لوكان الامر كذلك لاخبرتني انا على الاقل..
قال وهو يلوح بكفه بضيق: هل تظنين انها ستخبرك بأمر خاص بها كهذا؟..
قالت فرح باستنكار: ولم لا؟..
- لانها تشعر بأن امرا كهذا خاص بها وحدها ولا يحق لأحد ان يعلمه.. وان مجرد اخباره للغير سيسبب لها الكثير من الاحراج.. ولديك خير دليل على ذلك..انا الذي اقف امامك.. منذ متى وانا احبها.. هل علم احد فيكم بالامر.. وانت بنفسك لم تعلمي بهذا الامر الا قبل اسبوعين فحسب..
صمتت فرح قليلا وهي تفكر ومن ثم قالت: حسنا لنفترض هذا..وما الحل برأيك الآن؟..منذ فترة وهي لا تفكر بك الا كأخ لها.. تظن انك بعد ان اعترفت لها بمشاعرك ستبادلك اياها..
قال هشام بعصبية: وماذا بي انا؟..
قالت فرح وهي تزفر بحدة: هشام انتما مختلفان في كل شيء .. اهتماماتك تختلف عن اهتماماتها.. تفكيرك يختلف عن تفكيرها..صدقني لو حدث وان ارتبطتما ..ارتباطكما هذا سيفشل..
واردفت وهي تقول بصوت هادئ: اتعلم ماهو خطأك؟.. انك لم تنظر في حياتك الى فتاة سوى وعد..ووعد فقط.. لهذا اتجهت مشاعرك اليها فقط..ولم تفكر في حياتك في فتاة سواها.. انك حتى لم تمنح لنفسك فرصة بهذا..
- كيف تريدين ان افكر في فتاة اخرى وقلبي تسكنه وعد..
قالت بنفاذ صبر: هشام لو علمت ان ابنة خالتي تحبك.. هل ستبادلها المشاعر وتقبل بها زوجة لك؟..
قال هشام باستنكار: تلك المدللة ..مستحيل..
- اذا لا تحلل لنفسك ما تحرمه على غيرك..
فهم ما تعني ولكنه قال باصرار: وعد تحبني استطيع ان اقسم على هذا وهذا هو الفرق في الموضوع..
- كأخ لها فقط.. لا تنسى..
نهض بغتة من فوق المقعد الذي يجلس عليه ومن ثم قال: لن اعدم الوسيلة.. وسأتصرف بنفسي..
قالت فرح بقلق: ماذا ستفعل؟..
قال بصرامة: لن انتظر حتى ارى احدهم قد اخذها مني.. وعد لي فقط..
قالت فرح وقلقها يتضاعف: هشام لا تكن مجنونا..
- لا تقلقي لم افقد عقلي بعد..ولكن علي ان اتخذ خطوة ما الى الامام ولا انتظر لأراها تزف الى غيري يوما ما..
- ما الذي تفكر فيه بالضبط؟..
قال هشام بغموض: ستعرفين كل شيء في حينه..
وتسلل القلق والتوتر الى قلب فرح وهي تفكر فيما قد يفعله هشام.. لتكون وعد له وليست لسواه..
********
لم تتوقف الدموع من الانذراف من عيني ليلى ولو للحظة.. وهي تصطنع النوم على فراشها.. ووسادتها قد اكتفت بدموعها.. ولكن عينيها لم تكتف بعد.. وجرحها لا يزال ينزف.. وهي تتذكر ما فعله عماد معها..وانه كان يخدعها طوال الوقت لا اكثر..انها تحبه.. واذا جرحنا من نحب.. يكون جرحه الاكثر ايلاما وعمقا.. ولا يلتئم الا عندما ننسى من نحب.. وكيف تنسى عماد؟.. عماد الذي بات بحكم زوجها الآن.. وهذا يعني انها له.. ولكن من حقها ان تطلب لاانفصال.. وتنهي الخطوبة.. اجل من حقها.. والا لماذا وضع الناس فترة للخطوبة.. اليس لكي يعترف كلا الطرفين على الآخر و...
الانفصال؟؟.. هذا آخر ما تفكر فيه.. انها تحبه.. كيف تتركه .. لا تستطيع .. ستنتزع روحها من جسدها لو انفصلا..وعماد ماذا عنه؟..هل يحبها؟.. آخر كلماته التي قالها لها في لقائهما الأخير تثبت لها ذلك..اذا لم خدعها؟.. لم؟..
كانت قد تركت هاتفها على الوضع الصامت حتى لا تجيب على أي مكالملت من أي احد.. وخصوصا عماد.. لا تستطيع ان تتحدث اليه بعد كل ما حدث.. لا تستطيع ..والتفتت الى حيث هاتفها الذي لم تتوقف الاضاءة عن شاشته منذ ساعة..بالتأكيد هو عماد.. والا من يصر على الاتصال بها كل هذه الفترة..
ومن جانب آخر..شعر عماد بالعصبية والغضب وهو يرى انها ترفض الرد على أي من مكالماته.. او رسائله القصيرة.. لو تفهم فقط.. لو تفهم..لما فعلت بي ذلك.. كيف يمكنها ان تفهم دون ان تمنحني فرصة للحديث او الدفاع عن نفسي.. فسرت الامر كما تشاء.. ولم تقبل ان تستمع لما سأقول حتى ..تبا .. تبا.. ليتني اخبرتها بالحقيقة منذ البداية..ولكني كنت اخشى ان افقدها.. يا الهي.. ماذا افعل الآن؟..
شعر بالضيق يكتم على صدره.. واتصل هذه المرة بصديقه عمر..وقال هذا الاخير عندما اجاب على اتصاله: اهلا عماد..من الغريب ان تتصل بي في وقت كهذا من المساء..
قال عماد بجدية: ارغب بالتحدث اليك..
قال عمر بحيرة: عن ماذا بالضبط؟..
قال عماد في سرعة: ستعلم بكل شيء ان التقينا..
- حسنا..اين؟..
- مطعم العاصمة.. هل يناسبك؟..
قال عمر مبتسما: بالتأكيد يناسبني..ولكن اخبرني لم دائما تدعوني على هذا المطعم؟..
قال عماد مداعبا بابتسامة شاحبة:لانه الارخص ثمنا.. والآن الى اللقاء.. اراك هناك..
قال عمر بهدوء: يبدوا ان الامر مهم جدا..اشعر بانك متضايق جدا من امر ما..
صمت عماد ولم يعلق فقال عمر: حسنا يا عماد.. اراك هناك.. الى اللقاء..
اغلق عماد هاتفه..وانطلق في سرعة مغادرا المنزل..لينطلق بسيارته بعدها وهو يشعر بالضيق والالم يعصر قلبه..وهو يخشى ان لا تفهم ليلى موقفه ابدا..
نعود الى ليلى.. التي اعتدلت في جلستها اخيرا وهي متأكدة ان النوم آخر ما تفكر فيه.. ونظرت لا اراديا بعينيها المغرورقتان بالدموع الى ذلك الهاتف ..الذي توقفت شاشته عن الاضاءة ..وقررت اخيرا ان ترى من الذي كان يتصل بها..
مسحت دموعها بانامل مرتجفة..والتقطت هاتفها لترى ان 30 مكالمة لم يتم الرد عليها.. 25 منها من عماد.. اما الباقي فهي اما من معارفها او من صديقاتها.. وهمست بصوت مرتجف متحدثة الى نفسها : ما الذي تريده مني الآن؟.. بعد ان خدعتني ..بعد ان كذبت علي واوهمتني بشيء يخالف حقيقتك.. لم اتصور يوما ان اخدع .. ومن من؟..من احب شخص الى قلبي..لقد مزقت احلامي التي رسمتها يا عماد..حطمتها دون ان تنتبه ان ما فعلته قد مزقني وحطمني انا قبل ان يمس تلك الاحلام..
ضمت رجليها الى صدرها وطوقتها بذراعيها.. وهي تواصل بكائها بألم وحرقة ..ودموعها لا تتوقف عن السيل على وجنتيها...
HAMS- مشرف عام الاقسام الرومانسيه
- زقم العضويه : 58
عدد المساهمات : 720
نقاظ : 6280
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 08/02/2010
العمر : 32
الموقع : مصر
- مساهمة رقم 70
رد: "حـــلـــم حـــيـــاتـــي"..(قصة رومنسية متسلسلة)
دلف طارق الى القسم في سرعة وقال بابتسامة عريضة: لدي لكم خبر رائع.. لن يسمعه الا من يدفع اكثر..
والتفت الى أحمد ليقول بابتسامة: هه .. كم تدفع؟..
قال احمد مصطنعلا التفكير: هل تكفي خمس قطع نقدية؟..
قال طارق بسخرية: يا لك من كريم..
وقال وهو يلتفت الى نادية: وماذا عنك يا استاذة؟.. كم تدفعين؟..
ابتسمت قائلة: عشر قطع..
فكر قليلا ومن ثم قال: دعونا نرى الصحفية الاخيرة الموجودة هنا.. ربما تدفع الاكثر..
واردف وهو يلتفت الى وعد: كم تدفعين لتعلمي بهذا الخبر..
قالت وهي تهز كتفيها بلا اهتمام مصطنع: لا شيء..
قال طارق مبتسما: هل انت متأكدة؟.. خبر كهذا يساوي مليون قطع نقدية..
شعرت بالفضول وقالت:اريد ان اعلم ماذا هناك اولا.. ثم اقرر كم ادفع لخبرك هذا..
غمز بعينه وقال: اظن ان الخبر سيعجبك كثيرا..
قالها ومن ثم فرد صحيفة امامها على الصفحة الاولى.. وقال وهو يتطلع لها: هه.. ما رأيك؟..هل يستحق ام لا؟..
تطلعت الى الجريدة بغير تصديق .. ورفعت عينيها الى طارق بذهول وقالت باضطراب: هل ما اراه بالصفحة الاولى هو تقريري حقا؟؟..
اومأ برأسه وقال: اجل.. تقريرك انت يا وعد..لقد فعلتها واثبت للجميع انك صحفية ماهرة ورائعة..
قال كلمته الاخيرة بحنان فقالت وعد ودموع الفرحة تكاد تقفز من عينيها: هذا يعني...اني.. اني...
واردفت وهي تهتف بانفعال وفرحة: هذا يعني اني قد اصبحت صحفية بينكم اخيرا.. اخيــرا..هل تصدقون؟.. انا الآن صحفية مثلكم..
شعر طارق بالفرحة تتسلل الى قلبه.. وهو يراها سعيدة الى هذه الدرجة .. سعادتها ذكرته بسعادة الطفل الصغير عندما يحصل على ما يريد.. وابتسم بحب وهو يتطلع لها.. وسمع وعد تقول في تلك اللحظة: اتعلم؟.. خبرا كهذا يستحق ما يفوق المليون قطعة نقدية..
ابتسم طارق وقال: فليكن.. هلمي.. امنحيني المبلغ..
قالت مبتسمة: لسوء الحظ .. لست املك ربع هذا المبلغ حتى..
قال مبتسما بحنان وهو يهمس لها قائلا بصوت لا يسمعه سواها: لا تهمني كنوز العالم كله.. مادمت ارى هذه الابتسامة تزين شفتيك وتضئ وجهك..
ارتجف قلب وعد بين ضلوعها.. وشعرت بالحرارة تغزو جسدها.. وسيطر عليها الارتباك بالرغم منها من كلماته ..وتسائل واحد خطر بذهنها..ترى ماذا يعني بما قال؟.. وقالت متهربة من الموضوع: اخيرا اعترف رئيس التحرير بأن ما اقوم به جيد ويستحق النشر..
قال احمد بابتسامة: صدقيني لو لم يفعل لوقفنا له كلنا بالمرصاد..
واردف وهو يتطلع الى طارق بخبث: اليس كذلك يا طارق؟..
تطلع البه طارق وقد فهم ما يقصد وقال متعمدا البرود وهو يجلس خلف مكتبه: هذا يتوقف عليك انت.. فأنت الوحيد الذي ستخشى الوقوف في وجه رئيس التحرير..
تطلع اليه احمد باستنكار ومن ثم قال: انا يا طارق؟..
ضحكت وعد بمرح .. والتفت لها طارق وقال مبتسما: ما رأيك يا وعد اليس ما اقوله صحيحا؟..
تطلع لها احمد وقال وهو يرفع حاجبيه: بالتأكيد لا.. اليس كذلك يا وعد ؟..
تطلع له طارق بضيق.. فقال احمد وهو يتنحنح: اعني يا آنسة وعد..
ظهر شبح ابتسامة على شفتي وعد وقد لاحظت نظرات طارق المتضايقة..اهذا ما ضايقه؟.. ان احمد قد قام بندائي بأسمي مجردا ؟.. اليس هو اول من بدأ يناديني بهذه الصورة؟ .. قلم يبدوا رافضا لفكرة ان يناديني سواه باسمي مجردا من ايه القاب؟ ..وقالت بعد وهلة من الصمت وهي تضع سبابتها اسفل ذقنها: في الحقيقة انا صحفية وواجبي ان اقف مع الحق..لهذا فأنا اقول ان الجميع هنا سيقفون معي ويساعدوني لو احتجت يوما لمساعدتهم..
ابتسم احمد وقال: جيد.. لقد اتخذت موقفا محايدا وارضتي جميع الاطراف..
قالت بابتسامة واسعة: وهذا هو عملي..
صمتت للحظات ومن ثم قالت بتردد: كيف حال ذراعك الآن يا استاذ طارق؟..
قال بابتسامة: بخير.. دعك من هذا الامر ولا تفكري فيه كثيرا.. انه مجرد جرح بسيط لا اكثر..
قالت وعد وهي تزدرد لعابها: ولكن بسببي لن تتمكن من الكتابة بشكل جيد الا بعد فترة من الوقت..
قال طارق وهو يرفع حاجبيه: من قال هذا؟..
قالت وعد وهي تشعر بتأنيب الضمير: ذراعك اليمنى لا تزال مصابة كيف ستتمكن من تحريكها وهي كذلك؟ ..وحتى لو حاولت سيكون الامر صعبا عليك..
قال احمد مبتسما: من هذه الناحية لا تقلقي..
التفتت الى احمد وقالت: ماذا تعني؟..
ولما لم يجبها عادت لتلتفت الى طارق وقالت: ما الامر؟.. لست افهم شيئا..
قال طارق وهو يلوح بيده اليسرى الممسكة بالقلم: كل هذا الوقت ولم تعلمي بعد اني اقوم بالكتابة باستخدام بيدي اليسرى..
قالت بدهشة: احقا؟..لم انتبه من قبل..
قال طارق بهدوء:في العادة الناس يستخدمون ذراعهم اليمنى للهجوم واليسرى للدفاع.. اما في حالتي فقد فعلت العكس.. لان ذراعي اليسرى هي الاكثر استخداما لدي.. ولهذا ترين اني قد حميت صدري باستخدام ذراعي اليمنى لا اليسرى..
قالت وعد وهي تومئ برأسها: لقد فهمت الآن..حتى عندما كنت تقود السيارة كان يبدوا شيئا عاديا لديك وانت تقودها بذراعك اليسرى..
قال بهدوء: لاني معتاد على ذلك..وعلى استخدام ذراعي اليسرى في القيادة دائما..
ران الصمت على المكان بعد عبارته الاخيرة..وقد عاد الجميع لممارسة اعمالهم.. وسمعوا بعد فترة من الوقت طرقا على الباب.. وقال من يقف عنده: الاستاذ طارق المدير يطلب رؤيتك..
زفر طارق بحدة.. ومن ثم نهض من مكانه مغادرا القسم.. وعينا وعد تتبعه....
********
جلس عماد خلف مكتبه وهو يتذكر حديثه بالامس مع عمر بالمطعم بعد ان شرح له ما حدث بينه وبين ليلى..وظل عمر صامتا لفترة من الوقت.. قبل ان يقول: سأكون صريحا معك يا عماد..انت المخطأ في كل ما حدث..
قال عماد وهو يحاول ان يبرر لعمر ما فعله: ولكني كنت احاول ان اقرب العلاقة بيني وبينها بهذه الطريقة.. فكما اخبرتك.. كانت دائما تتهرب مني لمجرد اني المدير.. ماذا ستفعل اذا لو علمت اني صاحب الشركة..
قال عمر وهو يهز رأسه: هذا ليس مبررا.. ان لم تكن ستعلم بهذا الامر سابقا فستعلمه فيما بعد وكان عليك ان تدرك هذا..فبداية علاقتكما كانت يجب ان تقوم على الصدق والثقة المتبادلة.. لا ان تخدعها في هويتك..اتعلم ماذا فعلت الآن؟.. لقد فقدت ثقتها بك.. باتت تراك انسان مخادع وربما لم يحبها يوما..
قال عماد وهو يكور قبضته بانفعال: اقسم بأني قد احببت ليلى بكل مشاعري.. اقسم بأنها الفتاة التي اتمناها زوجة لي.. اقسم بأني قد بت مهووسا بهذه الفتاة.. وان فراقي لها ولو للحظات يجعلني اتلهف للقاءها.. اقسم على ذلك..
قال عمر بهدوء: لا داعي لهذا الانفعال.. انت تستطيع ان تصلح الامور وتجعلها تفهم وجهة نظرك بالامر..
قال عماد باستغراب: ماذا تعني بالضبط؟..اخبرتك انها ترفض الاستماع لي وحتى اتصالاتي ترفض الاجابة عليها..
قال عمر وهو يهز كتفيه: لها الحق في ذلك ولو كنت مكانها لقطعت علاقتي بك نهائيا..
قال عماد بحدة: اردتك ان تخفف عني لا ان تزيد الطين بلة..
قال عمر بتأنيب: هذه هي الحقيقة.. ام ان كلمة الحق تجرحك..
قال عماد وهو يضرب الطاولة بقبضته: ارجوك لم اعد احتمل اللوم.. اريد حلا لهذا الامر..
ابتسم عمر وقال: دائما انا من يحل مشاكلك العاطفية..
قال عماد مبتسما بشحوب: وهل لي من صديق سواك؟..
قال عمر وهو يهز رأسه بابتسام: لمصلحتك فقط..حسنا استمع الي سأخبرك بطريقة ربما تستطيع بها اصلاح ما حدث بينكما..
قال عماد بلهفة: وما هي؟..
قال عمر وهو يفكر: اخبرني اولا ماذا ستعطيني بالمقابل..
- يالك من شخص مادي.. الا يكفيك ان تساعد صديقك؟..
قال عمر بابتسامة: لا ابدا.. فالمرة الاولى كانت بدون مقابل..
تطلع له عماد باستخفاف وقال: ايكفيك لكمة في معدتك؟..
- لا شكرا لك..
قال عماد بحنق: قل ما عندك يا عمر.. فلست في مزاج يسمح لي بالمزاح..
قال عمر بهدوء: حسنا استمع الي.. انت صاحب الشركة ومديرها اليس كذلك؟..
قال عماد بضيق: ماهذا السؤال السخيف؟..
- دعني اكمل .. اعني انك المدير بالشركة.. الآمر الناهي.. وهي موظفة لديك ..
قال عماد باستغراب: حسنا اعلم ذلك.. وبعد؟..
تطلع له عمر بصمت وفي عيناه بريق مكر..فقال عماد وقد فهم ما يعنيه اخيرا: لقد فهمت .. ولكن هل تتوقع ان تستمع الي في النهاية؟..
قال عمر مبتسما: اظن ذلك..
قال عماد بابتسامة: اشكرك كثيرا يا عمر.. لا اعلم ماذا كنت سأفعل بدونك..
قال عمر مداعبا: انا في الخدمة دائما وخاصة للمشاكل العاطفية..
تنهد عماد بعمق بعد ان استرجع ما حدث معه بالامس وهو يفكر.. ترى استنجح فكرة عمر وتعود الى العلاقة كما كانت بينه وبين ليلى..ليس بيده سوى المحاولة.. لقد حاول كثيرا الاتصال بها ولكنها ترفض حتى الاجابة عليه..انها ترفض ان تمنحه حتى فرصة ليدافع بها عن نفسه..
وضغط على زر الاتصال بين مكتبه ومكتب سكرتيرته وقال: اطلبي من موظفة الحسابات ليلى بالقدوم الى مكتبي واحضار ملفات ميزانية الشركة لهذا العام..
اجابته السكرتيرة قائلة: امرك يا سيد عماد.. اتأمر بأي شيء آخر..
- لا شكرا..
قالها وانهى الاتصال بينه وبين السكرتيرة.. واسند رأسه بتعب الى مسند المقعد.. لم يحظى في الليلة الماضية سوى بساعة واحدة ارتاح فيها.. طوال الوقت كان يفكر بما آلت اليه علاقته بليلى بعد تلك العلاقة الجميلة التي كانت تجمعهما..ليلى الآن تظن بأنه مخادع ..كاذب..حتى حبه لها تظن انه كذبة ..ماذا يستطيع ان يفعل ليصلح علاقته بها.. لا شيء سوى الحل الذي عرضه عليه عمر..
ومن جانب آخر.. ليلى التي كانت تحاول ان تنغمس بالعمل لتبعد نفسها وعقلها عن التفكير بعماد.. تحاول ان تفعل أي شيء .. حتى لا يتسلل الى ذهنها ويسيطر عليه.. كانت تشعر بالقهر وتكاد دموعها تقفز من عينيها في اية لحظة ..ولكنها قاومت هذا الاحساس حتى لا ينتبه لها احد و...
(ليلى.. ماذا بك؟..)
صوت زميلتها جعلها تفيق من انغماسها بالعمل..ورفعت رأسها قائلة بتعب: ماذا هناك؟..
ليلى ايضا لم تستطع النوم الليلة الماضية الا من نصف ساعة او ربما اقل..واجابتها زميلتها قائلة: ماذا بك؟.. انا اناديك منذ فترة..
قالت ليلى وهي تتنهد: لم انتبه لك معذرة..
قالت زميلتها مبتسمة: بل انت في عالم آخر تماما..
لم تجبها ليلى وظلت صامتة..لا تعلم بم تعلق.. تخبرها انها في عالم من الآلام والمرارة والعذاب..تخبرها بان لشخص الذي احبته وارتبطت به قد خدعها..
انطلق رنين هاتف المكتب بالمكان فجأة ليقطع ذلك الصمت الذي غلف المكان لعدة دقائق.. فأجابت عليه احدى الموظفات هناك قائلة: الو.. قسم الحسابات معك..
واردفت وهي تستمع الى الطرف الآخر باهتمام: حسنا..ستأتي في الحال..الى اللقاء..
اغلقت الهاتف وتطلعت الى ليلى قائلة: المدير يطلب الملفات المتعلقة بميزانية الشركة لهذا العام.. خذيها اليه يا ليلى..
زفرت ليلى بتعب وقالت: حسنا سآخذها اليه في....
بترت عبارتها وكأنها استوعبت هذا الامر لتوها.. تأخذ الملفات لمن؟.. للمدير؟..الذي هو عماد خطيبها.. تذهب اليه وتتحدث اليه.. وبهذا ستضطر لمواجهته.. لا ليست لديها القدرة على مواجهته الآن..يجب ان ترفض.. ان...
وقالت وهي تهز رأسها نفيا: معذرة ولكني اشعر بالتعب ..فلتذهب أي موظفة اخرى بدلاً مني..
قالت زميلتها بهدوء: انه يطلبك بالاسم..
اتسعت عينا ليلى باستنكار ودهشة وقالت بانفعال: ماذا؟؟..
وكأنها تنبهت الى انفعالها.. فخفضت صوتها قائلة: اعني لا استطيع الذهاب.. انا اشعر بالتعب و...
قاطعتها زميلتها قائلة: ولكني اخبرته انك قادمة..ثم لماذا ترفضين الذهاب اليه؟.. هل هو الخجل يا ترى؟.. ام انكما متشاجران؟؟..
انتفضت ليلى اثر عبارة زميلتها الاخيرة وقالت نافية: كلا ابدا لا هذا ولا ذاك..
- اذا لم ترفضين الـ...
جاء دور ليلى لتقاطعها قائلة: لانني متعبة لا غير.. ولكن لاثبت لك انه لا شيء مما قلته صحيح.. سآخذها اليه الآن..
قالتها والتقطت عدد من الملفات وهي تمثل اللامبالاة.. مع ان دقات قلبها تنبض بعنف شديد.. وارتباكها قد سيطر على كيانها كله .. حتى ان اناملها بدأت بالارتجاف ..وازدردت لعابها بصعوبة في محاولة منها للسيطرة على توترها .. وسارت بخطوات بطيئة بعض الشي مغادرة القسم..حاولت السيطرة على ارتباكها وهي تبعد خصلات شعرها خلف اذنها..وحاولت قدر الامكان الابطاء من حركتها.. وكأنها لن تصل الى مكتب عماد لو فعلت ذلك..
ووجدت نفسها أخيرا في مكتب سكرتيرته الخاصة التي قالت لها: هل من مساعدة اقدمها لك يا آنسة؟..
قالت ليلى بارتباك وهي تزيح خصلات شعرها خلف اذنها مرة اخرى بتوتر: انا ليلى .. موظفة الحسابات.. وقد.. احضرت الملفات..كما...
تنهدت وهي تحاول تمالك نفسها لتكمل .. ولكن السكرتيرة قالت في سرعة: يمكنك الدخول يا آنسة.. لقد طلب مني السيد عماد ادخالك على الفور..
ازدردت ليلى لعابها.. انه يتعمد ذلك.. يتعمد اللقاء بها..هذا اللقاء الذي تتحاشاه.. طلبها بالاسم.. والآن يتعجل دخولها اليه.. وقالت متحدثة الى السكرتيرة: الا يمكنك ان تعطيه الملفات بدلا مني؟.. فلدي من العمل الكثير..
قالت السكرتيرة باعتذار: معذرة يا آنسة.. لقد طلب ان تسلميه الملفات بنفسك.. وليس أي موظفة سواك..
وهاهي ذي نقطة ثالثة تثبت لها الامر.. وعقدت حاجبيها بغتة وقالت متحدثة الى نفسها مصطنعة التحدي والقوة: (ومم اخشى؟.. سأمنحه الملفات وأخرج.. كأي موظفة اخرى.. ماذا يستطيع ان يفعل بي حتى اخشى لقاءه.. لاشيء.. ثم انني مرتبطة به..اجل سأدخل ليس هناك ما اخشاه.. لست بالجبانة ابدا..)
وتوجهت الى حيث باب مكتبه لتطرق الباب وبدون ان تسمع حتى صوته يدعوها للدخول دلفت الى الداخل.. بخطوات حاولت قدر المستطاع ان تكون هادئة....
***********
__________________
والتفت الى أحمد ليقول بابتسامة: هه .. كم تدفع؟..
قال احمد مصطنعلا التفكير: هل تكفي خمس قطع نقدية؟..
قال طارق بسخرية: يا لك من كريم..
وقال وهو يلتفت الى نادية: وماذا عنك يا استاذة؟.. كم تدفعين؟..
ابتسمت قائلة: عشر قطع..
فكر قليلا ومن ثم قال: دعونا نرى الصحفية الاخيرة الموجودة هنا.. ربما تدفع الاكثر..
واردف وهو يلتفت الى وعد: كم تدفعين لتعلمي بهذا الخبر..
قالت وهي تهز كتفيها بلا اهتمام مصطنع: لا شيء..
قال طارق مبتسما: هل انت متأكدة؟.. خبر كهذا يساوي مليون قطع نقدية..
شعرت بالفضول وقالت:اريد ان اعلم ماذا هناك اولا.. ثم اقرر كم ادفع لخبرك هذا..
غمز بعينه وقال: اظن ان الخبر سيعجبك كثيرا..
قالها ومن ثم فرد صحيفة امامها على الصفحة الاولى.. وقال وهو يتطلع لها: هه.. ما رأيك؟..هل يستحق ام لا؟..
تطلعت الى الجريدة بغير تصديق .. ورفعت عينيها الى طارق بذهول وقالت باضطراب: هل ما اراه بالصفحة الاولى هو تقريري حقا؟؟..
اومأ برأسه وقال: اجل.. تقريرك انت يا وعد..لقد فعلتها واثبت للجميع انك صحفية ماهرة ورائعة..
قال كلمته الاخيرة بحنان فقالت وعد ودموع الفرحة تكاد تقفز من عينيها: هذا يعني...اني.. اني...
واردفت وهي تهتف بانفعال وفرحة: هذا يعني اني قد اصبحت صحفية بينكم اخيرا.. اخيــرا..هل تصدقون؟.. انا الآن صحفية مثلكم..
شعر طارق بالفرحة تتسلل الى قلبه.. وهو يراها سعيدة الى هذه الدرجة .. سعادتها ذكرته بسعادة الطفل الصغير عندما يحصل على ما يريد.. وابتسم بحب وهو يتطلع لها.. وسمع وعد تقول في تلك اللحظة: اتعلم؟.. خبرا كهذا يستحق ما يفوق المليون قطعة نقدية..
ابتسم طارق وقال: فليكن.. هلمي.. امنحيني المبلغ..
قالت مبتسمة: لسوء الحظ .. لست املك ربع هذا المبلغ حتى..
قال مبتسما بحنان وهو يهمس لها قائلا بصوت لا يسمعه سواها: لا تهمني كنوز العالم كله.. مادمت ارى هذه الابتسامة تزين شفتيك وتضئ وجهك..
ارتجف قلب وعد بين ضلوعها.. وشعرت بالحرارة تغزو جسدها.. وسيطر عليها الارتباك بالرغم منها من كلماته ..وتسائل واحد خطر بذهنها..ترى ماذا يعني بما قال؟.. وقالت متهربة من الموضوع: اخيرا اعترف رئيس التحرير بأن ما اقوم به جيد ويستحق النشر..
قال احمد بابتسامة: صدقيني لو لم يفعل لوقفنا له كلنا بالمرصاد..
واردف وهو يتطلع الى طارق بخبث: اليس كذلك يا طارق؟..
تطلع البه طارق وقد فهم ما يقصد وقال متعمدا البرود وهو يجلس خلف مكتبه: هذا يتوقف عليك انت.. فأنت الوحيد الذي ستخشى الوقوف في وجه رئيس التحرير..
تطلع اليه احمد باستنكار ومن ثم قال: انا يا طارق؟..
ضحكت وعد بمرح .. والتفت لها طارق وقال مبتسما: ما رأيك يا وعد اليس ما اقوله صحيحا؟..
تطلع لها احمد وقال وهو يرفع حاجبيه: بالتأكيد لا.. اليس كذلك يا وعد ؟..
تطلع له طارق بضيق.. فقال احمد وهو يتنحنح: اعني يا آنسة وعد..
ظهر شبح ابتسامة على شفتي وعد وقد لاحظت نظرات طارق المتضايقة..اهذا ما ضايقه؟.. ان احمد قد قام بندائي بأسمي مجردا ؟.. اليس هو اول من بدأ يناديني بهذه الصورة؟ .. قلم يبدوا رافضا لفكرة ان يناديني سواه باسمي مجردا من ايه القاب؟ ..وقالت بعد وهلة من الصمت وهي تضع سبابتها اسفل ذقنها: في الحقيقة انا صحفية وواجبي ان اقف مع الحق..لهذا فأنا اقول ان الجميع هنا سيقفون معي ويساعدوني لو احتجت يوما لمساعدتهم..
ابتسم احمد وقال: جيد.. لقد اتخذت موقفا محايدا وارضتي جميع الاطراف..
قالت بابتسامة واسعة: وهذا هو عملي..
صمتت للحظات ومن ثم قالت بتردد: كيف حال ذراعك الآن يا استاذ طارق؟..
قال بابتسامة: بخير.. دعك من هذا الامر ولا تفكري فيه كثيرا.. انه مجرد جرح بسيط لا اكثر..
قالت وعد وهي تزدرد لعابها: ولكن بسببي لن تتمكن من الكتابة بشكل جيد الا بعد فترة من الوقت..
قال طارق وهو يرفع حاجبيه: من قال هذا؟..
قالت وعد وهي تشعر بتأنيب الضمير: ذراعك اليمنى لا تزال مصابة كيف ستتمكن من تحريكها وهي كذلك؟ ..وحتى لو حاولت سيكون الامر صعبا عليك..
قال احمد مبتسما: من هذه الناحية لا تقلقي..
التفتت الى احمد وقالت: ماذا تعني؟..
ولما لم يجبها عادت لتلتفت الى طارق وقالت: ما الامر؟.. لست افهم شيئا..
قال طارق وهو يلوح بيده اليسرى الممسكة بالقلم: كل هذا الوقت ولم تعلمي بعد اني اقوم بالكتابة باستخدام بيدي اليسرى..
قالت بدهشة: احقا؟..لم انتبه من قبل..
قال طارق بهدوء:في العادة الناس يستخدمون ذراعهم اليمنى للهجوم واليسرى للدفاع.. اما في حالتي فقد فعلت العكس.. لان ذراعي اليسرى هي الاكثر استخداما لدي.. ولهذا ترين اني قد حميت صدري باستخدام ذراعي اليمنى لا اليسرى..
قالت وعد وهي تومئ برأسها: لقد فهمت الآن..حتى عندما كنت تقود السيارة كان يبدوا شيئا عاديا لديك وانت تقودها بذراعك اليسرى..
قال بهدوء: لاني معتاد على ذلك..وعلى استخدام ذراعي اليسرى في القيادة دائما..
ران الصمت على المكان بعد عبارته الاخيرة..وقد عاد الجميع لممارسة اعمالهم.. وسمعوا بعد فترة من الوقت طرقا على الباب.. وقال من يقف عنده: الاستاذ طارق المدير يطلب رؤيتك..
زفر طارق بحدة.. ومن ثم نهض من مكانه مغادرا القسم.. وعينا وعد تتبعه....
********
جلس عماد خلف مكتبه وهو يتذكر حديثه بالامس مع عمر بالمطعم بعد ان شرح له ما حدث بينه وبين ليلى..وظل عمر صامتا لفترة من الوقت.. قبل ان يقول: سأكون صريحا معك يا عماد..انت المخطأ في كل ما حدث..
قال عماد وهو يحاول ان يبرر لعمر ما فعله: ولكني كنت احاول ان اقرب العلاقة بيني وبينها بهذه الطريقة.. فكما اخبرتك.. كانت دائما تتهرب مني لمجرد اني المدير.. ماذا ستفعل اذا لو علمت اني صاحب الشركة..
قال عمر وهو يهز رأسه: هذا ليس مبررا.. ان لم تكن ستعلم بهذا الامر سابقا فستعلمه فيما بعد وكان عليك ان تدرك هذا..فبداية علاقتكما كانت يجب ان تقوم على الصدق والثقة المتبادلة.. لا ان تخدعها في هويتك..اتعلم ماذا فعلت الآن؟.. لقد فقدت ثقتها بك.. باتت تراك انسان مخادع وربما لم يحبها يوما..
قال عماد وهو يكور قبضته بانفعال: اقسم بأني قد احببت ليلى بكل مشاعري.. اقسم بأنها الفتاة التي اتمناها زوجة لي.. اقسم بأني قد بت مهووسا بهذه الفتاة.. وان فراقي لها ولو للحظات يجعلني اتلهف للقاءها.. اقسم على ذلك..
قال عمر بهدوء: لا داعي لهذا الانفعال.. انت تستطيع ان تصلح الامور وتجعلها تفهم وجهة نظرك بالامر..
قال عماد باستغراب: ماذا تعني بالضبط؟..اخبرتك انها ترفض الاستماع لي وحتى اتصالاتي ترفض الاجابة عليها..
قال عمر وهو يهز كتفيه: لها الحق في ذلك ولو كنت مكانها لقطعت علاقتي بك نهائيا..
قال عماد بحدة: اردتك ان تخفف عني لا ان تزيد الطين بلة..
قال عمر بتأنيب: هذه هي الحقيقة.. ام ان كلمة الحق تجرحك..
قال عماد وهو يضرب الطاولة بقبضته: ارجوك لم اعد احتمل اللوم.. اريد حلا لهذا الامر..
ابتسم عمر وقال: دائما انا من يحل مشاكلك العاطفية..
قال عماد مبتسما بشحوب: وهل لي من صديق سواك؟..
قال عمر وهو يهز رأسه بابتسام: لمصلحتك فقط..حسنا استمع الي سأخبرك بطريقة ربما تستطيع بها اصلاح ما حدث بينكما..
قال عماد بلهفة: وما هي؟..
قال عمر وهو يفكر: اخبرني اولا ماذا ستعطيني بالمقابل..
- يالك من شخص مادي.. الا يكفيك ان تساعد صديقك؟..
قال عمر بابتسامة: لا ابدا.. فالمرة الاولى كانت بدون مقابل..
تطلع له عماد باستخفاف وقال: ايكفيك لكمة في معدتك؟..
- لا شكرا لك..
قال عماد بحنق: قل ما عندك يا عمر.. فلست في مزاج يسمح لي بالمزاح..
قال عمر بهدوء: حسنا استمع الي.. انت صاحب الشركة ومديرها اليس كذلك؟..
قال عماد بضيق: ماهذا السؤال السخيف؟..
- دعني اكمل .. اعني انك المدير بالشركة.. الآمر الناهي.. وهي موظفة لديك ..
قال عماد باستغراب: حسنا اعلم ذلك.. وبعد؟..
تطلع له عمر بصمت وفي عيناه بريق مكر..فقال عماد وقد فهم ما يعنيه اخيرا: لقد فهمت .. ولكن هل تتوقع ان تستمع الي في النهاية؟..
قال عمر مبتسما: اظن ذلك..
قال عماد بابتسامة: اشكرك كثيرا يا عمر.. لا اعلم ماذا كنت سأفعل بدونك..
قال عمر مداعبا: انا في الخدمة دائما وخاصة للمشاكل العاطفية..
تنهد عماد بعمق بعد ان استرجع ما حدث معه بالامس وهو يفكر.. ترى استنجح فكرة عمر وتعود الى العلاقة كما كانت بينه وبين ليلى..ليس بيده سوى المحاولة.. لقد حاول كثيرا الاتصال بها ولكنها ترفض حتى الاجابة عليه..انها ترفض ان تمنحه حتى فرصة ليدافع بها عن نفسه..
وضغط على زر الاتصال بين مكتبه ومكتب سكرتيرته وقال: اطلبي من موظفة الحسابات ليلى بالقدوم الى مكتبي واحضار ملفات ميزانية الشركة لهذا العام..
اجابته السكرتيرة قائلة: امرك يا سيد عماد.. اتأمر بأي شيء آخر..
- لا شكرا..
قالها وانهى الاتصال بينه وبين السكرتيرة.. واسند رأسه بتعب الى مسند المقعد.. لم يحظى في الليلة الماضية سوى بساعة واحدة ارتاح فيها.. طوال الوقت كان يفكر بما آلت اليه علاقته بليلى بعد تلك العلاقة الجميلة التي كانت تجمعهما..ليلى الآن تظن بأنه مخادع ..كاذب..حتى حبه لها تظن انه كذبة ..ماذا يستطيع ان يفعل ليصلح علاقته بها.. لا شيء سوى الحل الذي عرضه عليه عمر..
ومن جانب آخر.. ليلى التي كانت تحاول ان تنغمس بالعمل لتبعد نفسها وعقلها عن التفكير بعماد.. تحاول ان تفعل أي شيء .. حتى لا يتسلل الى ذهنها ويسيطر عليه.. كانت تشعر بالقهر وتكاد دموعها تقفز من عينيها في اية لحظة ..ولكنها قاومت هذا الاحساس حتى لا ينتبه لها احد و...
(ليلى.. ماذا بك؟..)
صوت زميلتها جعلها تفيق من انغماسها بالعمل..ورفعت رأسها قائلة بتعب: ماذا هناك؟..
ليلى ايضا لم تستطع النوم الليلة الماضية الا من نصف ساعة او ربما اقل..واجابتها زميلتها قائلة: ماذا بك؟.. انا اناديك منذ فترة..
قالت ليلى وهي تتنهد: لم انتبه لك معذرة..
قالت زميلتها مبتسمة: بل انت في عالم آخر تماما..
لم تجبها ليلى وظلت صامتة..لا تعلم بم تعلق.. تخبرها انها في عالم من الآلام والمرارة والعذاب..تخبرها بان لشخص الذي احبته وارتبطت به قد خدعها..
انطلق رنين هاتف المكتب بالمكان فجأة ليقطع ذلك الصمت الذي غلف المكان لعدة دقائق.. فأجابت عليه احدى الموظفات هناك قائلة: الو.. قسم الحسابات معك..
واردفت وهي تستمع الى الطرف الآخر باهتمام: حسنا..ستأتي في الحال..الى اللقاء..
اغلقت الهاتف وتطلعت الى ليلى قائلة: المدير يطلب الملفات المتعلقة بميزانية الشركة لهذا العام.. خذيها اليه يا ليلى..
زفرت ليلى بتعب وقالت: حسنا سآخذها اليه في....
بترت عبارتها وكأنها استوعبت هذا الامر لتوها.. تأخذ الملفات لمن؟.. للمدير؟..الذي هو عماد خطيبها.. تذهب اليه وتتحدث اليه.. وبهذا ستضطر لمواجهته.. لا ليست لديها القدرة على مواجهته الآن..يجب ان ترفض.. ان...
وقالت وهي تهز رأسها نفيا: معذرة ولكني اشعر بالتعب ..فلتذهب أي موظفة اخرى بدلاً مني..
قالت زميلتها بهدوء: انه يطلبك بالاسم..
اتسعت عينا ليلى باستنكار ودهشة وقالت بانفعال: ماذا؟؟..
وكأنها تنبهت الى انفعالها.. فخفضت صوتها قائلة: اعني لا استطيع الذهاب.. انا اشعر بالتعب و...
قاطعتها زميلتها قائلة: ولكني اخبرته انك قادمة..ثم لماذا ترفضين الذهاب اليه؟.. هل هو الخجل يا ترى؟.. ام انكما متشاجران؟؟..
انتفضت ليلى اثر عبارة زميلتها الاخيرة وقالت نافية: كلا ابدا لا هذا ولا ذاك..
- اذا لم ترفضين الـ...
جاء دور ليلى لتقاطعها قائلة: لانني متعبة لا غير.. ولكن لاثبت لك انه لا شيء مما قلته صحيح.. سآخذها اليه الآن..
قالتها والتقطت عدد من الملفات وهي تمثل اللامبالاة.. مع ان دقات قلبها تنبض بعنف شديد.. وارتباكها قد سيطر على كيانها كله .. حتى ان اناملها بدأت بالارتجاف ..وازدردت لعابها بصعوبة في محاولة منها للسيطرة على توترها .. وسارت بخطوات بطيئة بعض الشي مغادرة القسم..حاولت السيطرة على ارتباكها وهي تبعد خصلات شعرها خلف اذنها..وحاولت قدر الامكان الابطاء من حركتها.. وكأنها لن تصل الى مكتب عماد لو فعلت ذلك..
ووجدت نفسها أخيرا في مكتب سكرتيرته الخاصة التي قالت لها: هل من مساعدة اقدمها لك يا آنسة؟..
قالت ليلى بارتباك وهي تزيح خصلات شعرها خلف اذنها مرة اخرى بتوتر: انا ليلى .. موظفة الحسابات.. وقد.. احضرت الملفات..كما...
تنهدت وهي تحاول تمالك نفسها لتكمل .. ولكن السكرتيرة قالت في سرعة: يمكنك الدخول يا آنسة.. لقد طلب مني السيد عماد ادخالك على الفور..
ازدردت ليلى لعابها.. انه يتعمد ذلك.. يتعمد اللقاء بها..هذا اللقاء الذي تتحاشاه.. طلبها بالاسم.. والآن يتعجل دخولها اليه.. وقالت متحدثة الى السكرتيرة: الا يمكنك ان تعطيه الملفات بدلا مني؟.. فلدي من العمل الكثير..
قالت السكرتيرة باعتذار: معذرة يا آنسة.. لقد طلب ان تسلميه الملفات بنفسك.. وليس أي موظفة سواك..
وهاهي ذي نقطة ثالثة تثبت لها الامر.. وعقدت حاجبيها بغتة وقالت متحدثة الى نفسها مصطنعة التحدي والقوة: (ومم اخشى؟.. سأمنحه الملفات وأخرج.. كأي موظفة اخرى.. ماذا يستطيع ان يفعل بي حتى اخشى لقاءه.. لاشيء.. ثم انني مرتبطة به..اجل سأدخل ليس هناك ما اخشاه.. لست بالجبانة ابدا..)
وتوجهت الى حيث باب مكتبه لتطرق الباب وبدون ان تسمع حتى صوته يدعوها للدخول دلفت الى الداخل.. بخطوات حاولت قدر المستطاع ان تكون هادئة....
***********
__________________
HAMS- مشرف عام الاقسام الرومانسيه
- زقم العضويه : 58
عدد المساهمات : 720
نقاظ : 6280
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 08/02/2010
العمر : 32
الموقع : مصر
- مساهمة رقم 71
رد: "حـــلـــم حـــيـــاتـــي"..(قصة رومنسية متسلسلة)
* الجزء التاسع والعشرون*
(هل تحبيني يا حلم حياتي؟)
توجهت ليلى الى حيث باب مكتب عماد لتطرق الباب وبدون ان تسمع حتى صوته يدعوها للدخول دلفت الى الداخل.. بخطوات حاولت قدر المستطاع ان تكون هادئة..
وتبخر تحديها بغتة كله في الهواء .. وهي تتطلع الى عماد الذي كان مغمض العينين ويبدوا عليه التعب وهو يعقد حاجبيه بذلك النحو ويقطب جبينه ..واحست بالشفقة تجاهه.. انه يبدوا متعبا للغاية.. ترى أبسببي انا وبسبب ما حدث بيننا ام لسبب آخر؟..تطلعت اليه بعطف ورق قلبها تجاهه.. ولكنها تمسكت بكرامتها ووضعت الملفات على مكتبه دون ان تنطق بكلمة وكادت ان تنسحب من المكان ظنا منها انه لم ينتبه الى وجودها حتى وهو متعب على هذا النحو ..لكنها لم تكن تدرك ان عماد قد استمع الى صوت فتح الباب والى خطواتها التي تقترب من مكتبه.. وتسلل الى انفه عبيرها عندما اقتربت منه.. وحتى صوت انفاسها المتوترة كانت مسموعة لديه..وهمس قائلا وهو يفتح عينيه ليوقفها: انتظري قليلا يا ليلى ..
لم تتحرك من مكانها وقد سيطر عليها التوتر اثر فتح عينيه فجأة وقالت محاولة السيطرة على اضطرابها: اتطلب أي شيء آخر يا سيد عماد؟..
قال عماد وفي عينيه نظرة رجاء: اجل.. اطلب دقائق فقط لأشرح موقفي لك..
قالت ليلى ببرود: هذا لا يدخل نطاق عملك يا سيد عماد على ما اعتقد.. لهذا سأنصرف ..عن اذنك..
التفتت عنه لتنصرف.. ولكن كف عماد امسكت بمعصمها في سرعة وقال هو بارهاق: ليلى لا تفعلي هذا بي.. انا متعب للغاية.. لم انم ليلة البارحة.. وانا افكر بكل ما حدث .. لقد اخطأت واعترف بهذا.. ولكن امنحيني فرصة للدفاع عن نفسي.. لا تصدري حكمك علي بدون الاستماع حتى لتبريراتي..
قالت ليلى وغصة مرارة تملأ حلقها: وماذا ستقول؟.. المزيد من الخداع.. المزيد من الاكاذيب.. لم اعد احتمل سماع المزيد منها.. اترك معصمي من فضلك ودعني اغادر..
ترك عماد معصمها على عكس ما كانت تتوقع.. واحست لوهلة بالدهشة .. ولكنها لم تستمر في دهشتها بل التفتت عنه لتغادر المكتب.. وما كادت تسير بضع خطوات مبتعدة عنه حتى وجدته خلفها يمسك بذراعها بقوة وهو يقول: حسنا يا ليلى.. لقد سأمت هذه اللعبة.. سينتهي الامر الآن.. وستستمعين الي شئت ام ابيت..
رفعت ليلى حاجبيها باستنكار وقالت: هل اصبح الاستماع اليك امرا مفروضا علي ايضا؟..
قال بغضب: اجل .. عندما تتهميني بالخداع وبالاكاذيب ..عندما تتهميني بأن عاطفتي لك ليست الا كذبا.. عندما ترفضين الاستماع الي والى تبريراتي.. فمن حقي هنا ان ادافع عن نفسي.. وافرض عليك الاستماع الي والى ما سأقوله..
قالت ليلى بحدة: واذا رفضت الاستماع اليك.. ما الذي ستفعله؟..
اشتعلت عينا عماد غضبا..وقال وهو يتقدم منها: اجلسي..
لأول مرة منذ التقت به.. تراه ليلى غاضبا الى هذه الدرجة ..وتراجعت الى الوراء لا اراديا.. فصاح بها قائلا بانفعال: قلت اجلسي..الا تسمعين؟..
اطاعته بخوف واستسلام.. وهي تجلس على الاريكة .. فقال عماد وهو يجلس بدوره على المقعد: حسنا يا ليلى سنبدأ منذ بداية علاقتي بك..والتي كنت ترفضين تقربي منك لمجرد اني مدير هذه الشركة..لقد وجدت وقتها ان فرصة ان اكون قريبا منك تعادل الصفر بالمائة لو اخبرتك اني ابن صاحب هذه الشركة ايضا..لهذا فضلت الصمت وعدم اخبارك بالامر .. حتى تكوني قريبة مني.. بدون حواجز او معوقات تبعدنا عن بعضنا.. ليس ذنبي اني ولدت لأكون ابن صاحب هذه الشركة.. وليس ذنبك ايضا انك ولدت لتكوني موظفة فيها.. ولكن ذنبنا نحن الاثنين ان كنا سنجعل من هذه الامور التافهة عائقا بيننا..
وصمت عماد اخيرا ليلتقط انفاسه ويحاول السيطرة على عصبيته وتطلع الى ليلى التي اغرورقت عيناها بالدموع بصمت ..وانتظرها حتى تتحدث ..وبعد دقيقة كاملة من الصمت قالت ليلى بصوت مختنق: اتعتقد ان ما قلته يعد مبررا؟.. اتعتقد اني لم اكن لأعلم الامر عاجلا ام آجلا.. ام انها كذبة اخرى؟..
قال عماد بانفعال: اقسم على انها ليست كذبة.. اقسم على اني لم اكذب عليك في يوم..سوى ما اخفيته عنك بشأن اني ابن مالك هذه الشركة..اقسم اني احبك الى حد الجنون.. اقسم على اني لم اعد احتمل المزيد من مما تفعلين..
واردف وهو يمسك جبينه بتعب: ليلى ارجوك .. انسي هذا الامر.. اني اعترف بخطأي وانه لم يكن يجب علي ان اخفي عنك امرا كهذا..ليلى حفلة الخطوبة لم يبقى عليها سوى ايام .. لا اريد ان ...
بتر عبارته وهو يحاول التقاط انفاسه .. وليلى تراقبه بصمت ..وقالت بعد وهلة من الصمت: عماد.. اتعلم لماذا انفصل ابي عن امي؟..
تطلع اليها بغرابة ومن ثم اجابها بحيرة: لقد قلت ان ابيك كان عصبيا وكانت هناك الكثير من المشاكل التي تنشأ بينه وبين والدتك بسبب هذه العصبية..
قالت ليلى بشرود: اجل كان هذا سبب من الاسباب ولكن السبب الرئيسي كان ان ابي قد خدع امي في يوم.. ربما لم يقصد ذلك.. ولكن امي وقتها اصرت على الانفصال.. ولهذا بات الخداع والكذب اكثر صفتين ابغضهما في هذا العالم.. لأنهما كانا سببا في هذا الانفصال بين والدي ووالدتي .. لهذا لا اريد ان تتكرر المأساة..وان يجد طفل ما نفسه مشتتا بين والدين منفصلين ..
وسالت دموعها على خديها بلا استئذان.. فقال عماد بحنان : ليلى.. والديك مجرد حالة في هذا العالم .. لا تجعليهما قاعدة لنا.. ربما كان الخداع صفة بغيضة.. ولكن الحب امر رائع.. لهذا لا تدعي مثل هذا الامر.. يهدم هذا الحب الذي بنيناه سويا..
دفنت وجهها بين كفيها واخذت تشهق شهقات مكتومة وهي تنتحب.. ووجدت عماد يبعد كفيها عن وجهها بغتة فتطلعت اليه بغرابة .. فقال بهمس: ولم البكاء الآن؟..
تطلعت اليه بصمت غير قادرة على التحدث.. فقال عماد وهو يمسح دموعها بأنامله: هل كذبت عليك في يوم يا ليلى؟..هل فعلت يوما؟..هل تشكين في صدق حبي لك؟..
هزت ليلى رأسها نفيا..فقال عماد برجاء: اذا لم كل هذه القسوة؟.. لم لا تنسين ما حدث ونبدأ صفحة جديدة؟..
- من الصعب على الانسان ان ينسى بسهولة..
- ولكن ليس امرا صعبا ان يسامح انسانا يحبه بجنون..
تطلعت اليه وقالت متسائلة: الن تتخلى عني يوما؟.. الن تتركني وتذهب كما فعل ابي؟..
قال عماد وهو يبتسم: والدك لم يتركك ابدا يا ليلى..انه موجود في أي وقت احتجت اليه..
واردف بحب: اما انا..فقلبي ينبض بأسمك ولأجلك.. لو فكرت يوما ان اتركك فحينها سيتوقف هذا القلب عن النبض..وستجديني جثة هامدة جسدا بلا روح..
اسرعت ليلى تقول: لا تقل مثل هذا الكلام ارجوك.. كيف لي ان احيا في هذا العالم دون ان تكون الى جواري..
قال عماد بابتسامة: هل اعد هذا بداية للصفح عني؟..
قالت ليلى وهي تطرق برأسها وابتسامة باهتة ترتسم على شفتيها: انت قلتها.. كيف لي ان لا اسامح انسان يحبني وانا اعشقه..
تطلع لها عماد بحب والتقط كفها بين كفيه وقال وعيناه تنطقان بهذا الحب الكبير:بل انا من يعشقك يا ليلى .. انت حلم حياتي ..الذي تحقق...
**********
(هل تحبيني يا حلم حياتي؟)
توجهت ليلى الى حيث باب مكتب عماد لتطرق الباب وبدون ان تسمع حتى صوته يدعوها للدخول دلفت الى الداخل.. بخطوات حاولت قدر المستطاع ان تكون هادئة..
وتبخر تحديها بغتة كله في الهواء .. وهي تتطلع الى عماد الذي كان مغمض العينين ويبدوا عليه التعب وهو يعقد حاجبيه بذلك النحو ويقطب جبينه ..واحست بالشفقة تجاهه.. انه يبدوا متعبا للغاية.. ترى أبسببي انا وبسبب ما حدث بيننا ام لسبب آخر؟..تطلعت اليه بعطف ورق قلبها تجاهه.. ولكنها تمسكت بكرامتها ووضعت الملفات على مكتبه دون ان تنطق بكلمة وكادت ان تنسحب من المكان ظنا منها انه لم ينتبه الى وجودها حتى وهو متعب على هذا النحو ..لكنها لم تكن تدرك ان عماد قد استمع الى صوت فتح الباب والى خطواتها التي تقترب من مكتبه.. وتسلل الى انفه عبيرها عندما اقتربت منه.. وحتى صوت انفاسها المتوترة كانت مسموعة لديه..وهمس قائلا وهو يفتح عينيه ليوقفها: انتظري قليلا يا ليلى ..
لم تتحرك من مكانها وقد سيطر عليها التوتر اثر فتح عينيه فجأة وقالت محاولة السيطرة على اضطرابها: اتطلب أي شيء آخر يا سيد عماد؟..
قال عماد وفي عينيه نظرة رجاء: اجل.. اطلب دقائق فقط لأشرح موقفي لك..
قالت ليلى ببرود: هذا لا يدخل نطاق عملك يا سيد عماد على ما اعتقد.. لهذا سأنصرف ..عن اذنك..
التفتت عنه لتنصرف.. ولكن كف عماد امسكت بمعصمها في سرعة وقال هو بارهاق: ليلى لا تفعلي هذا بي.. انا متعب للغاية.. لم انم ليلة البارحة.. وانا افكر بكل ما حدث .. لقد اخطأت واعترف بهذا.. ولكن امنحيني فرصة للدفاع عن نفسي.. لا تصدري حكمك علي بدون الاستماع حتى لتبريراتي..
قالت ليلى وغصة مرارة تملأ حلقها: وماذا ستقول؟.. المزيد من الخداع.. المزيد من الاكاذيب.. لم اعد احتمل سماع المزيد منها.. اترك معصمي من فضلك ودعني اغادر..
ترك عماد معصمها على عكس ما كانت تتوقع.. واحست لوهلة بالدهشة .. ولكنها لم تستمر في دهشتها بل التفتت عنه لتغادر المكتب.. وما كادت تسير بضع خطوات مبتعدة عنه حتى وجدته خلفها يمسك بذراعها بقوة وهو يقول: حسنا يا ليلى.. لقد سأمت هذه اللعبة.. سينتهي الامر الآن.. وستستمعين الي شئت ام ابيت..
رفعت ليلى حاجبيها باستنكار وقالت: هل اصبح الاستماع اليك امرا مفروضا علي ايضا؟..
قال بغضب: اجل .. عندما تتهميني بالخداع وبالاكاذيب ..عندما تتهميني بأن عاطفتي لك ليست الا كذبا.. عندما ترفضين الاستماع الي والى تبريراتي.. فمن حقي هنا ان ادافع عن نفسي.. وافرض عليك الاستماع الي والى ما سأقوله..
قالت ليلى بحدة: واذا رفضت الاستماع اليك.. ما الذي ستفعله؟..
اشتعلت عينا عماد غضبا..وقال وهو يتقدم منها: اجلسي..
لأول مرة منذ التقت به.. تراه ليلى غاضبا الى هذه الدرجة ..وتراجعت الى الوراء لا اراديا.. فصاح بها قائلا بانفعال: قلت اجلسي..الا تسمعين؟..
اطاعته بخوف واستسلام.. وهي تجلس على الاريكة .. فقال عماد وهو يجلس بدوره على المقعد: حسنا يا ليلى سنبدأ منذ بداية علاقتي بك..والتي كنت ترفضين تقربي منك لمجرد اني مدير هذه الشركة..لقد وجدت وقتها ان فرصة ان اكون قريبا منك تعادل الصفر بالمائة لو اخبرتك اني ابن صاحب هذه الشركة ايضا..لهذا فضلت الصمت وعدم اخبارك بالامر .. حتى تكوني قريبة مني.. بدون حواجز او معوقات تبعدنا عن بعضنا.. ليس ذنبي اني ولدت لأكون ابن صاحب هذه الشركة.. وليس ذنبك ايضا انك ولدت لتكوني موظفة فيها.. ولكن ذنبنا نحن الاثنين ان كنا سنجعل من هذه الامور التافهة عائقا بيننا..
وصمت عماد اخيرا ليلتقط انفاسه ويحاول السيطرة على عصبيته وتطلع الى ليلى التي اغرورقت عيناها بالدموع بصمت ..وانتظرها حتى تتحدث ..وبعد دقيقة كاملة من الصمت قالت ليلى بصوت مختنق: اتعتقد ان ما قلته يعد مبررا؟.. اتعتقد اني لم اكن لأعلم الامر عاجلا ام آجلا.. ام انها كذبة اخرى؟..
قال عماد بانفعال: اقسم على انها ليست كذبة.. اقسم على اني لم اكذب عليك في يوم..سوى ما اخفيته عنك بشأن اني ابن مالك هذه الشركة..اقسم اني احبك الى حد الجنون.. اقسم على اني لم اعد احتمل المزيد من مما تفعلين..
واردف وهو يمسك جبينه بتعب: ليلى ارجوك .. انسي هذا الامر.. اني اعترف بخطأي وانه لم يكن يجب علي ان اخفي عنك امرا كهذا..ليلى حفلة الخطوبة لم يبقى عليها سوى ايام .. لا اريد ان ...
بتر عبارته وهو يحاول التقاط انفاسه .. وليلى تراقبه بصمت ..وقالت بعد وهلة من الصمت: عماد.. اتعلم لماذا انفصل ابي عن امي؟..
تطلع اليها بغرابة ومن ثم اجابها بحيرة: لقد قلت ان ابيك كان عصبيا وكانت هناك الكثير من المشاكل التي تنشأ بينه وبين والدتك بسبب هذه العصبية..
قالت ليلى بشرود: اجل كان هذا سبب من الاسباب ولكن السبب الرئيسي كان ان ابي قد خدع امي في يوم.. ربما لم يقصد ذلك.. ولكن امي وقتها اصرت على الانفصال.. ولهذا بات الخداع والكذب اكثر صفتين ابغضهما في هذا العالم.. لأنهما كانا سببا في هذا الانفصال بين والدي ووالدتي .. لهذا لا اريد ان تتكرر المأساة..وان يجد طفل ما نفسه مشتتا بين والدين منفصلين ..
وسالت دموعها على خديها بلا استئذان.. فقال عماد بحنان : ليلى.. والديك مجرد حالة في هذا العالم .. لا تجعليهما قاعدة لنا.. ربما كان الخداع صفة بغيضة.. ولكن الحب امر رائع.. لهذا لا تدعي مثل هذا الامر.. يهدم هذا الحب الذي بنيناه سويا..
دفنت وجهها بين كفيها واخذت تشهق شهقات مكتومة وهي تنتحب.. ووجدت عماد يبعد كفيها عن وجهها بغتة فتطلعت اليه بغرابة .. فقال بهمس: ولم البكاء الآن؟..
تطلعت اليه بصمت غير قادرة على التحدث.. فقال عماد وهو يمسح دموعها بأنامله: هل كذبت عليك في يوم يا ليلى؟..هل فعلت يوما؟..هل تشكين في صدق حبي لك؟..
هزت ليلى رأسها نفيا..فقال عماد برجاء: اذا لم كل هذه القسوة؟.. لم لا تنسين ما حدث ونبدأ صفحة جديدة؟..
- من الصعب على الانسان ان ينسى بسهولة..
- ولكن ليس امرا صعبا ان يسامح انسانا يحبه بجنون..
تطلعت اليه وقالت متسائلة: الن تتخلى عني يوما؟.. الن تتركني وتذهب كما فعل ابي؟..
قال عماد وهو يبتسم: والدك لم يتركك ابدا يا ليلى..انه موجود في أي وقت احتجت اليه..
واردف بحب: اما انا..فقلبي ينبض بأسمك ولأجلك.. لو فكرت يوما ان اتركك فحينها سيتوقف هذا القلب عن النبض..وستجديني جثة هامدة جسدا بلا روح..
اسرعت ليلى تقول: لا تقل مثل هذا الكلام ارجوك.. كيف لي ان احيا في هذا العالم دون ان تكون الى جواري..
قال عماد بابتسامة: هل اعد هذا بداية للصفح عني؟..
قالت ليلى وهي تطرق برأسها وابتسامة باهتة ترتسم على شفتيها: انت قلتها.. كيف لي ان لا اسامح انسان يحبني وانا اعشقه..
تطلع لها عماد بحب والتقط كفها بين كفيه وقال وعيناه تنطقان بهذا الحب الكبير:بل انا من يعشقك يا ليلى .. انت حلم حياتي ..الذي تحقق...
**********
HAMS- مشرف عام الاقسام الرومانسيه
- زقم العضويه : 58
عدد المساهمات : 720
نقاظ : 6280
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 08/02/2010
العمر : 32
الموقع : مصر
- مساهمة رقم 72
رد: "حـــلـــم حـــيـــاتـــي"..(قصة رومنسية متسلسلة)
رنين متصل في ذلك القسم من مبنى الصحيفة جعل وعد تترك ما في يدها وتلتقط هاتفها المحمول لتجيبه قائلة: اهلا هشام.. كيف حالك؟..
قال بسخرية: في اسوأ حال.. ماذا عنك؟.. انك في افضل حال اليس كذلك؟..
قالت بمرح: من قال هذا لدي تقرير كامل علي انجازه اليوم وهذا يعني عدم الحصول حتى لساعة واحدة للراحة..
قال بسخط وغيرة واضحة: ولكن اثنين من الرجال حولك ..ماذا تريدين اكثر من ذلك؟..
ادركت تلميحه وقالت وهي تضحك: حقا؟.. والشركة التي تعمل بها تمتلأ بالفتيات الجميلات ايضا.. ما المشكلة في الامر؟..
قال بحنق: المشكلة انك تعملين معهم في نفس القسم.. اما انا فأعمل مع مجموعة من الرجال في القسم و...
قاطعته وعد قائلة: ومهندسة واحدة لا تحاول الانكار..
صمت بغرابة لمعرفتها بهذا الامر .. وقال متسائلا: وكيف عرفت؟..
قالت وعد بمرح: شقيقتك العزيزة بالخدمة دائما..
قال بسخرية: هكذا اذا.. كل اخباري تصل اليك عن طريقها..
- اجل.. تماما كما اخباري تصل اليك عن طريقها ايضا..
واردفت بجدية: اعلم ان وراء اتصالك سببا ما.. فما هو؟..
قال هشام يهدوء: اجل انت محقة في هذا..
- اخبرني اذا لم اتصالك هذا؟...
قال بجدية وحزم: اريد ان اسألك سؤالا واريد اجابته بصراحة..
ادركت وعد ان سؤاله لن يكون عاديا .. وقالت بتردد: تفضل..
قال وهو يضغط على حروف كلماته: هل هناك شخص في حياتك؟..
اتسعت عينا وعد..ولم تقوى على الاجابة..ما الذي يدفعه ليسأل سؤالا كهذا الآن..هل شعر بشيء ما ام ماذا؟..هل حبي لطارق الذي اخفيه بداخلي يبدوا واضحا للعيان..ام اني لا استطيع اخفاء مشاعري؟..
وقال هشام وهو يعقد حاجبيه بغرابة اثر صمتها: الا زلت على الخط؟..
قالت وعد وهي تزفر بحدة: بلى..
- لم تجيبي على سؤالي؟..
قالت بارتباك: وما الذي يدفعك لتسأل سؤالا كهذا؟..
قال هشام بصدق: احساس بداخلي يخبرني انك بعيدة عني بسبب شخص ما..هل انا محق؟..
الجمت الصدمة لسان وعد..لم تعلم بم تجيب او ماذا تقول.. انه يكاد يكشفها.. ما الذي يمكنها قوله؟..هل تصمت.. ام تكذب.. ام تخبره بالحقيقة؟.. لا تعلم.. لا تعلم..
وحاولت النطق بأي شيء ولكنها ترددت وهي تحاول التفكير في عاقبة ما ستقوله.. في حين قال هشام على الطرف الآخر : هل اعد صمتك هذا دليلا على اني محق في كل ما قلته..
اسرعت تقول: هشام استمع الي.. سواء اكان هناك شخص في حياتي ام لا.. سنظل ابناء عم دائما..
فهم هشام من عبارتها انها تعني ان مهما حدث لن تقبل به زوجا لها ابدا..وقال بمرارة: حسنا هل لي ان اعلم السبب؟..
تنهدت وعد وقالت: هشام.. كم مرة علي ان اعيد عليك هذا الامر.. مشاعري لك لا تتجاوز حدود الاخوة.. كيف لي ان اقبل بأخي ان يكون زوجا لي.. لقد تربينا سويا يا هشام.. حتى طعامنا كنا نتقاسمه احيانا.. هل تظن انه من السهل علي ان احول مشاعر الاخوة هذه لشخص اعتدت ان يكون اخي.. الى مشاعر حب لزوجي؟..
قال هشام بعصبية: ولكني احبك.. لم لا تفهمين؟..
قالت وعد بحنق: وانا احب شخصا آخر .. هل ارتحت الآن؟..
لم تدرك وعد فداحة ما نطقت به الا بعد ان قالته..وادركت انه لا مجال للتراجع وانها بهذا قد زادت الطين بله.. وقال هشام بسخرية مريرة: اذا فقد كنت محقا منذ البداية..
قالت وعد في سرعة: لا تتسرع يا هشام.. لقد قلت ما قلته في لحظة انفعال و....
قاطعها قائلا بغضب: لن تخدعيني يا وعد.. اكثر شخص يفهمك في هذا العالم هو انا..واعلم انك لا تقولين ما تخفينه الا في لحظات استفزازك او انفعالك..وان ما قلتيه الآن هو الحقيقة بعينها.. اخبريني من هو؟.. ولم فضلته علي؟..
ظلت صامتة دون ان تجيبه .. ثم من اين لها القوة بأن تجيبه ..وقال هو بغضب اكبر: فليكن يا وعد..لا تتحدثي وابقي صامتة.. ولكني اقسم يا وعد.. اتسمعين اقسم على اني لن اسمح لأي شخص بالزواج منك.. فمادمت لست لي.. فلن تكوني لسواي..
كاد هشام ان يغلق الخط لأن وعد ظلت صامتة لفترة من الوقت دون ان تتحدث ولكن هذه الاخيرة قالت بصوت منفعل ومختنق اخيرا: لم انت اناني يا هشام؟.. اخبرني لم؟..
قال هشام بدهشة: انا اناني يا وعد؟..
قالت بحدة وغصة تملأ حلقها: اجل انت.. لا تفكر الا بنفسك .. تقول انك تحبني.. ومن يحب .. يحب الخير لحبيبته.. ماذا عني انا؟.. الم تفكر بي؟.. الم تفكر بمشاعري؟..الم تفكر اني ربما لا اكون سعيدة معك؟.. لا تفكر الا في نفسك.. وان تحظى بمن تحب.. لكن انا لا اهمك.. ان كنت سأسعد معك.. ام سأتألم..
قال هشام محاولا الدفاع عن نفسه على الرغم من الذهول الذي اصابه من كل ما نطقت به وعد: وانت ايضا لم تفكري بي يا وعد.. لم تفكري ان حبك المتوجه لشحص آخر سيقتلني..
قالت وعدواناملها ترتجف من شدة النفعال: لو لم اكن افكر بك.. لقبلت بشخص يحبني على الرغم من اني لا ابادله العاطفة ..اتعلم ماذا سأكون انا عندها.. مجرد فتاة حقيرة استغلت مشاعر من تحب على الرغم من انها تفكر في شخص آخر..
قال هشام وهو يحاول السيطرة على غضبه: هل لي ان اعلم من هو على الاقل؟..
- ليس المهم ان تعرفه.. المهم ان تعرف.. انك شقيقي يا هشام.. وستظل كذلك دائما..
- ولكن يا وعد..انا...
قاطعته وعد قائلة لتنهي الحديث قبل ان تنفجر الدموع من عينيها: عن اذنك الآن يا هشام.. لدي من العمل الكثير.. الى اللقاء..
قالتها واغلقت الهاتف.. وهي تحاول السيطرة على انفعالها وارتجاف اناملها.. وربما من حسن حظ وعد ان طارق قد غادر المكتب منذ فترة ولم يعد اليه حتى الآن.. والا لكان لاحظ كل شيء وكل تعابير وجهها الحزينة وما كان ليتركها وشأنها وهي في هذه الحالة..ولسألها عشرات الاسألة ليعلم ما بها..ولكانت حينها ستنفجر بالبكاء دون شك..وهي تكره ان يراها احد وهي على هذه الحالة..
وجدت نفسها تنهض من على المقعد وتقول بصوت متحشرج: عن اذنكم..
وتسرع بمغادرة القسم..في خطوات سريعة وهي تحاول ان تمنع تلك الدموع من الانذراف على وجنتيها وعينا احمد ونادية تتبعانها في قلق .. ولم تنتبه في سيرها بسبب عجلتها هذه فاصطدمت بعدد من الاشخاص في طريقها دون قصد منها وفي كل مرة كانت تتمتم: المعذرة.. انا في عجلة من امري..
وبدت لها دورة المياه بعيدة جدا وكأنها لن تصلها ابدا.. وما ان لمحت اللاقتة.. حتى اسرعت الى هناك ولم تلبث ان اصطدمت بشخص آخر وقالت: المعذرة لم اقصد.. آسفة جدا..
وكادت ان تبتعدعنه لولا ان سمعته يقول وهو يهمس في اذنها: لا بأس... ولكن انتبهي مرة اخرى في طريقك..
التفتت لطارق لوهلة بدهشة ناطق العبارة السابقة.. ولكنها لم تلبث ان اشاحت بوجهها عنه لتواصل طريقها..ولكن كف طارق كانت اسرع منها فأمسك بذراعها بقلق وهو يقول: وعد .. ماذا بك؟..
هذا ما كانت تخشاه.. وقالت بصوت حاولت ان يبدوا طبيعيا: لا شيء ابدا..
عقد حاجبيه وقال: على من تكذبين.. عيناك تملأهما الدموع..
قالت وعد بصوت مختنق دون ان تلتفت لطارق حتى: ارجوك دعني اذهب..لم اعد احتمل..
افلت يدها وهو في غرابة مما اصابها ومن سر بكائها هذا.. فابستثناء انه قد رآها تبكي مرة واحد بعد سماع قصته مع مايا.. لم يراها حزينة ابدا بعدها.. ترى ما الذي حدث؟.. ومن السبب في حزنها هذا..
ولم يجد امامه الا احمد ليشبع فضوله منه.. ويعلم سر حالة وعد.. وما ان دلف الى داخل القسم حتى قال: ما الار؟.. ماذا بها وعد؟..
تنهد احمد وقال: لست اعلم ولكني سمعت كلمات مبعثرة من حديثها على الهاتف..ثم اني لا احب التدخل في المشاكل الخاصة بشخص ما..
قال طارق وهو يجذب له مقعدا ويجلس عليه بجوار مكتب احمد: ولا انا.. ولكن يهمني معرفة سبب حزنها هذا..
قال احمد وهو يسأله بهدوء: ولم؟..
صمت طارق للحظات ومن ثم قال: لانها زميلة عزيزة وارغب في التخفيف عنها و...
قاطعه احمد بسخرية وقال: هل تظن اني قد صدقتك الآن؟..
واردف بهدوء: اعلم كم يهمك امرها ومعرفة سبب حزنها هذا.. ولهذا سأخبرك.. لم استمع الى ما قالته جيدا.. ولكن يبدوا الامر يخص شخص ما يود التقدم لخطبتها وهي قد رفضته.. ويبدوا انه يصر على الزواج منها على الرغم من رفضها له...
وكأن تيار كهربي قد صعق طارق.. فانتفض في مكانه وهو يقول: ماذا؟.. خطبة وشخص تقدم لخطبتها..
اومأ احمد برأسه وقال: اجل.. فقد سمعتها تقول له انه كأخ لها وانه سيظل كذلك..و...
صمت احمد بغتة وكأنه قد تذكر شيئا ما واردف وهو يعقد حاجبيه: اظن انه ابن عمها الذي جاء لزيارتها قبل اسبوعين هنا.. فقد سمعتها تناديه باسمه..هل تذكره؟..
اومأ طارق برأسه وقال ببرود: اجل اذكره.. واسمه هشام على ما اعتقد..
قال احمد وهو يتذكر: اظن انه هو .. ولكن لا اعلم سر رفضها له.. يبدوا انها تعتبره كأخ لها.. ويبدوا انه لم يتقبل مثل هذا الامر..
قال طارق وهو يتطلع الى احمد بحاجبين معقودين: حسنا اكمل..
قال احمد وهو يزفر بحدة: لقد كان صوتها في البداية منخفضا لهذا لم استمع اليها جيدا.. ولكن في لحظة وجدتها تنفعل وتقول لابن عمها..انها تحب شخصا آخر...
تطلع طارق اليه بدهشة وقد اتسعت عيناه.. وهو يحاول استيعاب ما قاله احمد .. وقال بعد ان سيطر على دهشته: تحب شخصا آخر؟؟.. لم قالت هذا؟.. ومن هو هذا الشخص؟؟..
قال احمد وهو يهز كتفيه: لم قالت هذا.. فلست اعلم.. ربما قالتها في لحظة انفعال حتى تتخلص من اصرار ابن عمها على الزواج منها..وربما كانت تقول الصدق.. اما بانسبة لمن هو...
صمت احمد للحظات ومن ثم اردف وهو يميل نحوه بخبث: فيمكنك ان تسألها بنفسك..
قال طارق باستنكار: ماذا تقول؟؟..اجننت؟؟..
- لا ليس بعد.. ولكن اظن انك انت من سيجن لو لم تعلم بحقيقة حبها لذاك الشخص ومن يكون..
قال طارق بحدة وهو ينهض من على المقعد: كف عن هذا الهراء..
غمز احمد بعينه وقال: اواثق انه هراء؟..
مط طارق شفتيه وابتعد الى حيث مكتبه وجلس خلفه ويهز قدمه بعصبية.. ما سر بكاء وعد؟.. امعقول انه مجرد ان يتقدم شخص ما لخطبتها..لا.. يبدوا ان الامر اكبر من ذلك..ثم من هو هذا الشخص الذي تحبه؟.. وهل حقا هي تحب؟.. وان كانت كذلك.. فمن يكون؟؟ ..من؟؟..
لو استطيع التحدث اليها الآن.. لو استطيع .. لعلمت منها الامر .. ولكن .. من انا حتى تخبره بمشاكلها الشخصية.. مجرد زميل لها في العمل .. ليس له الحق في التدخل فيما لا يعنيه ..ولكن.. العلاقة بيننا اكبر من ذلك.. اننا اكثر من زملاء عمل .. ربما اصدقاء او... انها تفهم ما يتبادر بذهني قبل ان اقوله.. وانا استطيع قراءة عينيها دون ان تفتح شفتيها..ترى هل هذا هو الحب؟.. وهل انا من تحب؟.. هل انا هو؟؟..اريد ان اعلم..وعد اجيبيني ارجوك.. هل تشعرين بالتوتر كلما التقت عينانا كما اشعر به انا تماما؟.. هل تتمنين ان لا ينقضي الوقت سريعا عندما نكون معا كما اتمنى انا ذلك؟.. هل تشعرين بالسعادة كلما رأيتني مقبلا على المكتب كما اشعر انا بها عندما اراك تدلفين اليه؟..هل يشرد ذهنك بالتفكير بي طوال الوقت كما يحدث معي؟.. هل تشعرين بنفسك في عالم آخر عندما ترين الابتسامة على شفتي كما اشعر انا بابتسامتك تسحرني؟ .. هل ترغمك عينانا كلما التقيتا على الغوص في بحر الاخرى وتمنعك من الاشاحة بوجهك؟.. ارجوك اجيبيني يا وعد..هل تحبين شخصا يراك الآن حلم حياته؟..هل تحبيني يا وعد كما احبك.. اجيبيني .. ارجوك..
وظلت افكاره تسبح في عقله .. دون ان تسبب له الا مزيدا من الحيرة.. واليأس من العثور على اجابة واحدة فحسب لأي من تساؤلاته..
*********
قال بسخرية: في اسوأ حال.. ماذا عنك؟.. انك في افضل حال اليس كذلك؟..
قالت بمرح: من قال هذا لدي تقرير كامل علي انجازه اليوم وهذا يعني عدم الحصول حتى لساعة واحدة للراحة..
قال بسخط وغيرة واضحة: ولكن اثنين من الرجال حولك ..ماذا تريدين اكثر من ذلك؟..
ادركت تلميحه وقالت وهي تضحك: حقا؟.. والشركة التي تعمل بها تمتلأ بالفتيات الجميلات ايضا.. ما المشكلة في الامر؟..
قال بحنق: المشكلة انك تعملين معهم في نفس القسم.. اما انا فأعمل مع مجموعة من الرجال في القسم و...
قاطعته وعد قائلة: ومهندسة واحدة لا تحاول الانكار..
صمت بغرابة لمعرفتها بهذا الامر .. وقال متسائلا: وكيف عرفت؟..
قالت وعد بمرح: شقيقتك العزيزة بالخدمة دائما..
قال بسخرية: هكذا اذا.. كل اخباري تصل اليك عن طريقها..
- اجل.. تماما كما اخباري تصل اليك عن طريقها ايضا..
واردفت بجدية: اعلم ان وراء اتصالك سببا ما.. فما هو؟..
قال هشام يهدوء: اجل انت محقة في هذا..
- اخبرني اذا لم اتصالك هذا؟...
قال بجدية وحزم: اريد ان اسألك سؤالا واريد اجابته بصراحة..
ادركت وعد ان سؤاله لن يكون عاديا .. وقالت بتردد: تفضل..
قال وهو يضغط على حروف كلماته: هل هناك شخص في حياتك؟..
اتسعت عينا وعد..ولم تقوى على الاجابة..ما الذي يدفعه ليسأل سؤالا كهذا الآن..هل شعر بشيء ما ام ماذا؟..هل حبي لطارق الذي اخفيه بداخلي يبدوا واضحا للعيان..ام اني لا استطيع اخفاء مشاعري؟..
وقال هشام وهو يعقد حاجبيه بغرابة اثر صمتها: الا زلت على الخط؟..
قالت وعد وهي تزفر بحدة: بلى..
- لم تجيبي على سؤالي؟..
قالت بارتباك: وما الذي يدفعك لتسأل سؤالا كهذا؟..
قال هشام بصدق: احساس بداخلي يخبرني انك بعيدة عني بسبب شخص ما..هل انا محق؟..
الجمت الصدمة لسان وعد..لم تعلم بم تجيب او ماذا تقول.. انه يكاد يكشفها.. ما الذي يمكنها قوله؟..هل تصمت.. ام تكذب.. ام تخبره بالحقيقة؟.. لا تعلم.. لا تعلم..
وحاولت النطق بأي شيء ولكنها ترددت وهي تحاول التفكير في عاقبة ما ستقوله.. في حين قال هشام على الطرف الآخر : هل اعد صمتك هذا دليلا على اني محق في كل ما قلته..
اسرعت تقول: هشام استمع الي.. سواء اكان هناك شخص في حياتي ام لا.. سنظل ابناء عم دائما..
فهم هشام من عبارتها انها تعني ان مهما حدث لن تقبل به زوجا لها ابدا..وقال بمرارة: حسنا هل لي ان اعلم السبب؟..
تنهدت وعد وقالت: هشام.. كم مرة علي ان اعيد عليك هذا الامر.. مشاعري لك لا تتجاوز حدود الاخوة.. كيف لي ان اقبل بأخي ان يكون زوجا لي.. لقد تربينا سويا يا هشام.. حتى طعامنا كنا نتقاسمه احيانا.. هل تظن انه من السهل علي ان احول مشاعر الاخوة هذه لشخص اعتدت ان يكون اخي.. الى مشاعر حب لزوجي؟..
قال هشام بعصبية: ولكني احبك.. لم لا تفهمين؟..
قالت وعد بحنق: وانا احب شخصا آخر .. هل ارتحت الآن؟..
لم تدرك وعد فداحة ما نطقت به الا بعد ان قالته..وادركت انه لا مجال للتراجع وانها بهذا قد زادت الطين بله.. وقال هشام بسخرية مريرة: اذا فقد كنت محقا منذ البداية..
قالت وعد في سرعة: لا تتسرع يا هشام.. لقد قلت ما قلته في لحظة انفعال و....
قاطعها قائلا بغضب: لن تخدعيني يا وعد.. اكثر شخص يفهمك في هذا العالم هو انا..واعلم انك لا تقولين ما تخفينه الا في لحظات استفزازك او انفعالك..وان ما قلتيه الآن هو الحقيقة بعينها.. اخبريني من هو؟.. ولم فضلته علي؟..
ظلت صامتة دون ان تجيبه .. ثم من اين لها القوة بأن تجيبه ..وقال هو بغضب اكبر: فليكن يا وعد..لا تتحدثي وابقي صامتة.. ولكني اقسم يا وعد.. اتسمعين اقسم على اني لن اسمح لأي شخص بالزواج منك.. فمادمت لست لي.. فلن تكوني لسواي..
كاد هشام ان يغلق الخط لأن وعد ظلت صامتة لفترة من الوقت دون ان تتحدث ولكن هذه الاخيرة قالت بصوت منفعل ومختنق اخيرا: لم انت اناني يا هشام؟.. اخبرني لم؟..
قال هشام بدهشة: انا اناني يا وعد؟..
قالت بحدة وغصة تملأ حلقها: اجل انت.. لا تفكر الا بنفسك .. تقول انك تحبني.. ومن يحب .. يحب الخير لحبيبته.. ماذا عني انا؟.. الم تفكر بي؟.. الم تفكر بمشاعري؟..الم تفكر اني ربما لا اكون سعيدة معك؟.. لا تفكر الا في نفسك.. وان تحظى بمن تحب.. لكن انا لا اهمك.. ان كنت سأسعد معك.. ام سأتألم..
قال هشام محاولا الدفاع عن نفسه على الرغم من الذهول الذي اصابه من كل ما نطقت به وعد: وانت ايضا لم تفكري بي يا وعد.. لم تفكري ان حبك المتوجه لشحص آخر سيقتلني..
قالت وعدواناملها ترتجف من شدة النفعال: لو لم اكن افكر بك.. لقبلت بشخص يحبني على الرغم من اني لا ابادله العاطفة ..اتعلم ماذا سأكون انا عندها.. مجرد فتاة حقيرة استغلت مشاعر من تحب على الرغم من انها تفكر في شخص آخر..
قال هشام وهو يحاول السيطرة على غضبه: هل لي ان اعلم من هو على الاقل؟..
- ليس المهم ان تعرفه.. المهم ان تعرف.. انك شقيقي يا هشام.. وستظل كذلك دائما..
- ولكن يا وعد..انا...
قاطعته وعد قائلة لتنهي الحديث قبل ان تنفجر الدموع من عينيها: عن اذنك الآن يا هشام.. لدي من العمل الكثير.. الى اللقاء..
قالتها واغلقت الهاتف.. وهي تحاول السيطرة على انفعالها وارتجاف اناملها.. وربما من حسن حظ وعد ان طارق قد غادر المكتب منذ فترة ولم يعد اليه حتى الآن.. والا لكان لاحظ كل شيء وكل تعابير وجهها الحزينة وما كان ليتركها وشأنها وهي في هذه الحالة..ولسألها عشرات الاسألة ليعلم ما بها..ولكانت حينها ستنفجر بالبكاء دون شك..وهي تكره ان يراها احد وهي على هذه الحالة..
وجدت نفسها تنهض من على المقعد وتقول بصوت متحشرج: عن اذنكم..
وتسرع بمغادرة القسم..في خطوات سريعة وهي تحاول ان تمنع تلك الدموع من الانذراف على وجنتيها وعينا احمد ونادية تتبعانها في قلق .. ولم تنتبه في سيرها بسبب عجلتها هذه فاصطدمت بعدد من الاشخاص في طريقها دون قصد منها وفي كل مرة كانت تتمتم: المعذرة.. انا في عجلة من امري..
وبدت لها دورة المياه بعيدة جدا وكأنها لن تصلها ابدا.. وما ان لمحت اللاقتة.. حتى اسرعت الى هناك ولم تلبث ان اصطدمت بشخص آخر وقالت: المعذرة لم اقصد.. آسفة جدا..
وكادت ان تبتعدعنه لولا ان سمعته يقول وهو يهمس في اذنها: لا بأس... ولكن انتبهي مرة اخرى في طريقك..
التفتت لطارق لوهلة بدهشة ناطق العبارة السابقة.. ولكنها لم تلبث ان اشاحت بوجهها عنه لتواصل طريقها..ولكن كف طارق كانت اسرع منها فأمسك بذراعها بقلق وهو يقول: وعد .. ماذا بك؟..
هذا ما كانت تخشاه.. وقالت بصوت حاولت ان يبدوا طبيعيا: لا شيء ابدا..
عقد حاجبيه وقال: على من تكذبين.. عيناك تملأهما الدموع..
قالت وعد بصوت مختنق دون ان تلتفت لطارق حتى: ارجوك دعني اذهب..لم اعد احتمل..
افلت يدها وهو في غرابة مما اصابها ومن سر بكائها هذا.. فابستثناء انه قد رآها تبكي مرة واحد بعد سماع قصته مع مايا.. لم يراها حزينة ابدا بعدها.. ترى ما الذي حدث؟.. ومن السبب في حزنها هذا..
ولم يجد امامه الا احمد ليشبع فضوله منه.. ويعلم سر حالة وعد.. وما ان دلف الى داخل القسم حتى قال: ما الار؟.. ماذا بها وعد؟..
تنهد احمد وقال: لست اعلم ولكني سمعت كلمات مبعثرة من حديثها على الهاتف..ثم اني لا احب التدخل في المشاكل الخاصة بشخص ما..
قال طارق وهو يجذب له مقعدا ويجلس عليه بجوار مكتب احمد: ولا انا.. ولكن يهمني معرفة سبب حزنها هذا..
قال احمد وهو يسأله بهدوء: ولم؟..
صمت طارق للحظات ومن ثم قال: لانها زميلة عزيزة وارغب في التخفيف عنها و...
قاطعه احمد بسخرية وقال: هل تظن اني قد صدقتك الآن؟..
واردف بهدوء: اعلم كم يهمك امرها ومعرفة سبب حزنها هذا.. ولهذا سأخبرك.. لم استمع الى ما قالته جيدا.. ولكن يبدوا الامر يخص شخص ما يود التقدم لخطبتها وهي قد رفضته.. ويبدوا انه يصر على الزواج منها على الرغم من رفضها له...
وكأن تيار كهربي قد صعق طارق.. فانتفض في مكانه وهو يقول: ماذا؟.. خطبة وشخص تقدم لخطبتها..
اومأ احمد برأسه وقال: اجل.. فقد سمعتها تقول له انه كأخ لها وانه سيظل كذلك..و...
صمت احمد بغتة وكأنه قد تذكر شيئا ما واردف وهو يعقد حاجبيه: اظن انه ابن عمها الذي جاء لزيارتها قبل اسبوعين هنا.. فقد سمعتها تناديه باسمه..هل تذكره؟..
اومأ طارق برأسه وقال ببرود: اجل اذكره.. واسمه هشام على ما اعتقد..
قال احمد وهو يتذكر: اظن انه هو .. ولكن لا اعلم سر رفضها له.. يبدوا انها تعتبره كأخ لها.. ويبدوا انه لم يتقبل مثل هذا الامر..
قال طارق وهو يتطلع الى احمد بحاجبين معقودين: حسنا اكمل..
قال احمد وهو يزفر بحدة: لقد كان صوتها في البداية منخفضا لهذا لم استمع اليها جيدا.. ولكن في لحظة وجدتها تنفعل وتقول لابن عمها..انها تحب شخصا آخر...
تطلع طارق اليه بدهشة وقد اتسعت عيناه.. وهو يحاول استيعاب ما قاله احمد .. وقال بعد ان سيطر على دهشته: تحب شخصا آخر؟؟.. لم قالت هذا؟.. ومن هو هذا الشخص؟؟..
قال احمد وهو يهز كتفيه: لم قالت هذا.. فلست اعلم.. ربما قالتها في لحظة انفعال حتى تتخلص من اصرار ابن عمها على الزواج منها..وربما كانت تقول الصدق.. اما بانسبة لمن هو...
صمت احمد للحظات ومن ثم اردف وهو يميل نحوه بخبث: فيمكنك ان تسألها بنفسك..
قال طارق باستنكار: ماذا تقول؟؟..اجننت؟؟..
- لا ليس بعد.. ولكن اظن انك انت من سيجن لو لم تعلم بحقيقة حبها لذاك الشخص ومن يكون..
قال طارق بحدة وهو ينهض من على المقعد: كف عن هذا الهراء..
غمز احمد بعينه وقال: اواثق انه هراء؟..
مط طارق شفتيه وابتعد الى حيث مكتبه وجلس خلفه ويهز قدمه بعصبية.. ما سر بكاء وعد؟.. امعقول انه مجرد ان يتقدم شخص ما لخطبتها..لا.. يبدوا ان الامر اكبر من ذلك..ثم من هو هذا الشخص الذي تحبه؟.. وهل حقا هي تحب؟.. وان كانت كذلك.. فمن يكون؟؟ ..من؟؟..
لو استطيع التحدث اليها الآن.. لو استطيع .. لعلمت منها الامر .. ولكن .. من انا حتى تخبره بمشاكلها الشخصية.. مجرد زميل لها في العمل .. ليس له الحق في التدخل فيما لا يعنيه ..ولكن.. العلاقة بيننا اكبر من ذلك.. اننا اكثر من زملاء عمل .. ربما اصدقاء او... انها تفهم ما يتبادر بذهني قبل ان اقوله.. وانا استطيع قراءة عينيها دون ان تفتح شفتيها..ترى هل هذا هو الحب؟.. وهل انا من تحب؟.. هل انا هو؟؟..اريد ان اعلم..وعد اجيبيني ارجوك.. هل تشعرين بالتوتر كلما التقت عينانا كما اشعر به انا تماما؟.. هل تتمنين ان لا ينقضي الوقت سريعا عندما نكون معا كما اتمنى انا ذلك؟.. هل تشعرين بالسعادة كلما رأيتني مقبلا على المكتب كما اشعر انا بها عندما اراك تدلفين اليه؟..هل يشرد ذهنك بالتفكير بي طوال الوقت كما يحدث معي؟.. هل تشعرين بنفسك في عالم آخر عندما ترين الابتسامة على شفتي كما اشعر انا بابتسامتك تسحرني؟ .. هل ترغمك عينانا كلما التقيتا على الغوص في بحر الاخرى وتمنعك من الاشاحة بوجهك؟.. ارجوك اجيبيني يا وعد..هل تحبين شخصا يراك الآن حلم حياته؟..هل تحبيني يا وعد كما احبك.. اجيبيني .. ارجوك..
وظلت افكاره تسبح في عقله .. دون ان تسبب له الا مزيدا من الحيرة.. واليأس من العثور على اجابة واحدة فحسب لأي من تساؤلاته..
*********
HAMS- مشرف عام الاقسام الرومانسيه
- زقم العضويه : 58
عدد المساهمات : 720
نقاظ : 6280
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 08/02/2010
العمر : 32
الموقع : مصر
- مساهمة رقم 73
رد: "حـــلـــم حـــيـــاتـــي"..(قصة رومنسية متسلسلة)
قال عماد مداعبا وهو يفتح لليلى باب السيارة: تفضلي يا سمو الاميرة..
قالت ليلى مبتسمة وهي تهبط من السيارة: الن تكف عن حركاتك المسرحية هذه؟..
قال وهو يغمز لها بعينه: كلا وخصوصا معك..
واردف وهو يسير الى جوارها الى ذلك المطعم: هل يعجبك المكان؟..
اومأت برأسها وقالت: كثيرا..
وما ان دلفا الى الداخل واختارا احدى الطاولات.. حتى اسرع عماد يجذب لها مقعد وهو يهمس لها قائلا: تفضلي بالجلوس اميرتي..
التفتت له وقالت بابتسامة عذبة: الا ترى انك تبالغ في معاملتي اليوم كثيرا؟..
قال وهو يشير الى نفسه باستنكار مصطنع: انا ؟.. ابدا..
وهمس لها قائلا بخبث: انا ادللك فقط..
ابتسمت بخجل وجلست على المقعد..وقالت بارتباك: عماد..هذا يكفي..
قال وهو يميل برأسه لها بخبث: ماذا قلت؟..
قالت بانفعال وارتباكها قد وصل اقصاه: يكفي..
ضحك بمرح واعتدل في وقفته وقال: ليتك تستطيعين النظر الى وجهك الآن...
قالت باستغراب: لم ؟.. ما به وجهي؟..
- لقد اصبح في لون ثمرة الطماطم..
قالت باضطراب وانفاسها تتلاحق: اجل.. كله بسببك ..اذهب واجلس على مقعدك.. ام انك تفضل الوقوف خلفي هكذا..
قال مبتسما وهو يمسك ذقنه: لو كنت تريدين الصدق.. فأنا افضل الوقوف خلفك..
قالت بعصبية: عماد يكفي ارجوك الناس بدأت تتطلع الينا..
قال مبتسما بحنان: وما دخلهم بنا؟.. انا وخطيبتي احرار..
لم تستطع التحدث امام ابتسامته الحانية ..ولم تجد امامها سوى ان تطرق برأسها خجلا.. فجذب له عماد المقعد الواجه لها وقال وهو يجلس عليه: يالك من فتاة.. لم اكن ادرك من قبل انك خجولة الى هذه الدرجة..
قالها ورفع ذقنها بسبابته برقة.. فتطلعت اليه ليلى وقلبها يخفق بشدة..وقالت بصوت متقطع: عماد.. فلتنادي النادل ..حتى نقوم بطلب ما نريد..
- الا ترين معي ان بدونه يصبح الوضع افضل؟..
قالت ليلى بصوت مرتجف وقد جف لعابها من حلقها اثر اضطرابها: عماد.. ماذا جرى لك اليوم؟..
قال عماد بابتسامة واسعة: اني سعيد.. لا بل في قمة السعادة. . انني احلق فرحا.. ان كان هذا الوصف يوفي.. فمحبوبتي تجلس امامي ومعي وانا اتبادل معها الاحاديث كما اشاء ..دون ان يمنعنا أي شخص..
توردت وجنتاها خجلا من كلماته لكنها لم تلبث ان ابتسمت قائلة: اظن انك مخطأ..
رفع حاجبيه باستغراب.. فتطلعت ليلى الى نقطة ما خلف عماد..والتفت عماد بدوره ليرى ما تنظر اليه.. وتجهم وجهه للحظة وهو يستمع الى القادم وهو يقول: ماذا تطلبان؟..
ابتسمت ليلى بمرح وهي ترى ملامح عماد المتجهمة في حن قال عماد بهدوء: كأسا عصير الفواكة من فضلك..
سأله النادل قائلا: هل تريد شيئا آخر ايضا؟..
- لا شكرا لك..
انصرف النادل بهدوء مغادرا في حين التفت عماد الى ليلى التي كانت تتطلع اليه وعلى شفتيها ابتسامة مرحة. .فقال عماد: لم تخبريني.. هل يناسبك الاسبوع القادم لحفل الخطبة؟..
اومأت ليلى برأسها بصمت.. فقال وابتسامة مرتسمة على شفتيه: جيد..حسنا اذا وماذا عن خطيبك؟.. هل يناسبك هو الآخر؟..
قالت ليلى مداعبة: ابدا.. افكر بتغييره..
قال عماد بغرور مصطنع: ومن اين لك ان تجدي شابا في مثل وسامتي وشخصي المميز؟ ..
قالت ليلى وفي صوتها رنة خجل: ولم انت واثق هكذا..
- لاني اثق بنفسي.. وادرك جيدا انه لايمكن لفتاة ان تقاوم سحري الخاص..
رقعت ليلى حاجبيها ومن ثم قالت بسخرية: هل بت تمارس العاب السحر؟..
ضحك عماد وقال: تقريبا..
وغمز بعينه مردفا: سحر من نوع خاص جدا..
قالها ومس كفها بانامله برقة.. مما جعل الرجفة تسري في جسدها كله.. وتطلعت اليه بحرج بالغ وقالت بهمس: اريد ان اسألك سؤالا؟..
قال وهو يعقد ذراعيه امام صدره: تفضلي..
ترددت ومن ثم قالت: هل انا اول حب في حياتك حقا؟..
صمت قليلا ومن ثم قال: لقد كنت معجب بفتاة قبلك ولكنها لم تكن تبادلني هذا الاعجاب لهذا لم احاول ان اوضح لها اعجابي هذا.. وانتهى الامر معها منذ ان عرفتك..
قالت بغيرة: هل يزعجك ان سألتك كيف تعرفت عليها؟..
قال بابتسامة : في الحقيقة لا اعلم.. لقد كانت اغلب الاحيان معي..
تطلعت له باستغراب فقال وابتسامته تتسع: انها ابنة عمتي..
عادت لتسأله وغيرتها تكبر بداخلها: وهل تراها كثيرا ؟..
ادرك من سؤالها انها تشعر بالغيرة تجاهه فقال بجدية مصطنعة: اجل كثيرا جدا.. وتأتي لزيارتي كثيرا..
عقدت حاجبيها وقالت بضيق: احقا؟..
رفع حاجبيه بدهشة مصطنعة وقال: اجل لم الاستغراب؟..
قالت بحنق واضح: لا شيء.. لست مندهشة او مستغربة ابدا..
ابتسم وقال: لقد حدثتها عنك وباركت لي على الخطبة.. وتحمست لتراك..
صمتت ليلى وهي تشعر بالضيق .. هل هي الغيرة التي اخذت تنهش في قلبها ؟... مع انه اكد لها ان الامر انتهى مع ابنة عمته..ام انها تشعر بهذا الضيق لأنها ليست اول فتاة في حياته؟..صمتت وهي تبعثر نظراتها بعيدا عن عماد.. وتحاول ان تشغل تفكيرها بأي امر أخر..ورأت النادل بعدها يضع كأسي العصير ومن ثم يتصرف مغادرا..
امسكت بكأسها بهدوء وكادت ان ترتشف منه لولا ان سمعت عماد يقول: ليلى..
تطلعت اليه بتساؤال وقالت: اجل..
قال بابتسامة ساحرة: احبك..
بهتت لوهلة ومن ثم لم تلبث الدماء ان تصاعدت الى وجنتيها ..وقالت بهمس: وانا كذلك..
غمز بعينه وقال: وانت كذلك ماذا؟..
تطلعت له وقالت بخجل: احبك..
قال عماد وهو يتطلع اليها بحنان: اتعلمين يا ليلى.. لقدكانت والدتي تصر علي ان اتزوج.. وخصوصا واني بالتاسعة والعشرين من عمري الآن.. او يمكنك ان تقولي اني على مشارف الثلاثين..ولم اتزوج بعد.. ولكني لم اكن ارغب بالزواج الا من فتاة.. افهمها وتفهمني.. اعجب بها..تبادلني اعجابي.. اميل اليها.. وتبادلني مشاعري..باختصار كنت ارغب بالزواج من فتاة احبها..
قالت متسائلة بفضول: وماهي مواصفات فتاة احلامك؟..
قال وهو يتطلع لها: تستطعين ان تقولي انها تشبهك..فقد تمنيتها ان تكون ذات قلب ابيض.. رقيقة..لا تخلو من المرح..تحب الناس..ذات شخصية قريبة من شخصيتك...و..ذات ملامح رائعة الجمال مثلك..
واردف وهو يتطلع لها: لقد كانت هذه الفتاة مجرد حلم في حياتي.. ولكن ها انذا اراه امامي الآن..
واستطرد وهو يتطلع لها: وانت ماذا كانت مواصفاتك لفارس احلامك؟..
قالت وهي تستجمع افكارها: لقد تمنيته رجل بكل معنى الكلمة..ذا شخصية قوية.. حازم ويأخذ حقه بيده..وفي الوقت ذاته.. تمنيته مرحا..طيبا وحنونا..يرسم البسمة على شفتي لو تضايقت.. ويمسح بانامله دموعي لو بكيت..
واردفت مبتسمة: لقد توقعت في يوم اني لن اجد هذا الشاب الذي رسمته في خيالي ابدا..ولكن المصادفات الذي جمعتني بك.. جعلتني اظن ان القدر يضعك امامي متعمدا..وانك انت من تمنيت بشهامتك التي رأيتك عليها منذ اول لقاء بيننا..
قال مبتسما: اذا فالاحلام تحقق..
قالت بابتسامة: يمكنك ان تقول هذا..وان احلامنا قد نستطيع تحقيقها بأيدينا لو اردنا ذلك..وخصوصا اذا كان اكبر حلم في حياتك..
قال بابتسامة هادئة: لعلك تعنين حلم حياتي الذي كنت اتمناه طوال عمري..والذي تحقق اخيرا..
قالت بخجل : ربما..
تطلع لها بنظرات تمتلأ بالحب وبادلته هي نظراتها الخجولة المتفرقة .. وها نحن ذا نرى ان حلم حياتهما قد تحقق اخيرا..
*********
__________________
قالت ليلى مبتسمة وهي تهبط من السيارة: الن تكف عن حركاتك المسرحية هذه؟..
قال وهو يغمز لها بعينه: كلا وخصوصا معك..
واردف وهو يسير الى جوارها الى ذلك المطعم: هل يعجبك المكان؟..
اومأت برأسها وقالت: كثيرا..
وما ان دلفا الى الداخل واختارا احدى الطاولات.. حتى اسرع عماد يجذب لها مقعد وهو يهمس لها قائلا: تفضلي بالجلوس اميرتي..
التفتت له وقالت بابتسامة عذبة: الا ترى انك تبالغ في معاملتي اليوم كثيرا؟..
قال وهو يشير الى نفسه باستنكار مصطنع: انا ؟.. ابدا..
وهمس لها قائلا بخبث: انا ادللك فقط..
ابتسمت بخجل وجلست على المقعد..وقالت بارتباك: عماد..هذا يكفي..
قال وهو يميل برأسه لها بخبث: ماذا قلت؟..
قالت بانفعال وارتباكها قد وصل اقصاه: يكفي..
ضحك بمرح واعتدل في وقفته وقال: ليتك تستطيعين النظر الى وجهك الآن...
قالت باستغراب: لم ؟.. ما به وجهي؟..
- لقد اصبح في لون ثمرة الطماطم..
قالت باضطراب وانفاسها تتلاحق: اجل.. كله بسببك ..اذهب واجلس على مقعدك.. ام انك تفضل الوقوف خلفي هكذا..
قال مبتسما وهو يمسك ذقنه: لو كنت تريدين الصدق.. فأنا افضل الوقوف خلفك..
قالت بعصبية: عماد يكفي ارجوك الناس بدأت تتطلع الينا..
قال مبتسما بحنان: وما دخلهم بنا؟.. انا وخطيبتي احرار..
لم تستطع التحدث امام ابتسامته الحانية ..ولم تجد امامها سوى ان تطرق برأسها خجلا.. فجذب له عماد المقعد الواجه لها وقال وهو يجلس عليه: يالك من فتاة.. لم اكن ادرك من قبل انك خجولة الى هذه الدرجة..
قالها ورفع ذقنها بسبابته برقة.. فتطلعت اليه ليلى وقلبها يخفق بشدة..وقالت بصوت متقطع: عماد.. فلتنادي النادل ..حتى نقوم بطلب ما نريد..
- الا ترين معي ان بدونه يصبح الوضع افضل؟..
قالت ليلى بصوت مرتجف وقد جف لعابها من حلقها اثر اضطرابها: عماد.. ماذا جرى لك اليوم؟..
قال عماد بابتسامة واسعة: اني سعيد.. لا بل في قمة السعادة. . انني احلق فرحا.. ان كان هذا الوصف يوفي.. فمحبوبتي تجلس امامي ومعي وانا اتبادل معها الاحاديث كما اشاء ..دون ان يمنعنا أي شخص..
توردت وجنتاها خجلا من كلماته لكنها لم تلبث ان ابتسمت قائلة: اظن انك مخطأ..
رفع حاجبيه باستغراب.. فتطلعت ليلى الى نقطة ما خلف عماد..والتفت عماد بدوره ليرى ما تنظر اليه.. وتجهم وجهه للحظة وهو يستمع الى القادم وهو يقول: ماذا تطلبان؟..
ابتسمت ليلى بمرح وهي ترى ملامح عماد المتجهمة في حن قال عماد بهدوء: كأسا عصير الفواكة من فضلك..
سأله النادل قائلا: هل تريد شيئا آخر ايضا؟..
- لا شكرا لك..
انصرف النادل بهدوء مغادرا في حين التفت عماد الى ليلى التي كانت تتطلع اليه وعلى شفتيها ابتسامة مرحة. .فقال عماد: لم تخبريني.. هل يناسبك الاسبوع القادم لحفل الخطبة؟..
اومأت ليلى برأسها بصمت.. فقال وابتسامة مرتسمة على شفتيه: جيد..حسنا اذا وماذا عن خطيبك؟.. هل يناسبك هو الآخر؟..
قالت ليلى مداعبة: ابدا.. افكر بتغييره..
قال عماد بغرور مصطنع: ومن اين لك ان تجدي شابا في مثل وسامتي وشخصي المميز؟ ..
قالت ليلى وفي صوتها رنة خجل: ولم انت واثق هكذا..
- لاني اثق بنفسي.. وادرك جيدا انه لايمكن لفتاة ان تقاوم سحري الخاص..
رقعت ليلى حاجبيها ومن ثم قالت بسخرية: هل بت تمارس العاب السحر؟..
ضحك عماد وقال: تقريبا..
وغمز بعينه مردفا: سحر من نوع خاص جدا..
قالها ومس كفها بانامله برقة.. مما جعل الرجفة تسري في جسدها كله.. وتطلعت اليه بحرج بالغ وقالت بهمس: اريد ان اسألك سؤالا؟..
قال وهو يعقد ذراعيه امام صدره: تفضلي..
ترددت ومن ثم قالت: هل انا اول حب في حياتك حقا؟..
صمت قليلا ومن ثم قال: لقد كنت معجب بفتاة قبلك ولكنها لم تكن تبادلني هذا الاعجاب لهذا لم احاول ان اوضح لها اعجابي هذا.. وانتهى الامر معها منذ ان عرفتك..
قالت بغيرة: هل يزعجك ان سألتك كيف تعرفت عليها؟..
قال بابتسامة : في الحقيقة لا اعلم.. لقد كانت اغلب الاحيان معي..
تطلعت له باستغراب فقال وابتسامته تتسع: انها ابنة عمتي..
عادت لتسأله وغيرتها تكبر بداخلها: وهل تراها كثيرا ؟..
ادرك من سؤالها انها تشعر بالغيرة تجاهه فقال بجدية مصطنعة: اجل كثيرا جدا.. وتأتي لزيارتي كثيرا..
عقدت حاجبيها وقالت بضيق: احقا؟..
رفع حاجبيه بدهشة مصطنعة وقال: اجل لم الاستغراب؟..
قالت بحنق واضح: لا شيء.. لست مندهشة او مستغربة ابدا..
ابتسم وقال: لقد حدثتها عنك وباركت لي على الخطبة.. وتحمست لتراك..
صمتت ليلى وهي تشعر بالضيق .. هل هي الغيرة التي اخذت تنهش في قلبها ؟... مع انه اكد لها ان الامر انتهى مع ابنة عمته..ام انها تشعر بهذا الضيق لأنها ليست اول فتاة في حياته؟..صمتت وهي تبعثر نظراتها بعيدا عن عماد.. وتحاول ان تشغل تفكيرها بأي امر أخر..ورأت النادل بعدها يضع كأسي العصير ومن ثم يتصرف مغادرا..
امسكت بكأسها بهدوء وكادت ان ترتشف منه لولا ان سمعت عماد يقول: ليلى..
تطلعت اليه بتساؤال وقالت: اجل..
قال بابتسامة ساحرة: احبك..
بهتت لوهلة ومن ثم لم تلبث الدماء ان تصاعدت الى وجنتيها ..وقالت بهمس: وانا كذلك..
غمز بعينه وقال: وانت كذلك ماذا؟..
تطلعت له وقالت بخجل: احبك..
قال عماد وهو يتطلع اليها بحنان: اتعلمين يا ليلى.. لقدكانت والدتي تصر علي ان اتزوج.. وخصوصا واني بالتاسعة والعشرين من عمري الآن.. او يمكنك ان تقولي اني على مشارف الثلاثين..ولم اتزوج بعد.. ولكني لم اكن ارغب بالزواج الا من فتاة.. افهمها وتفهمني.. اعجب بها..تبادلني اعجابي.. اميل اليها.. وتبادلني مشاعري..باختصار كنت ارغب بالزواج من فتاة احبها..
قالت متسائلة بفضول: وماهي مواصفات فتاة احلامك؟..
قال وهو يتطلع لها: تستطعين ان تقولي انها تشبهك..فقد تمنيتها ان تكون ذات قلب ابيض.. رقيقة..لا تخلو من المرح..تحب الناس..ذات شخصية قريبة من شخصيتك...و..ذات ملامح رائعة الجمال مثلك..
واردف وهو يتطلع لها: لقد كانت هذه الفتاة مجرد حلم في حياتي.. ولكن ها انذا اراه امامي الآن..
واستطرد وهو يتطلع لها: وانت ماذا كانت مواصفاتك لفارس احلامك؟..
قالت وهي تستجمع افكارها: لقد تمنيته رجل بكل معنى الكلمة..ذا شخصية قوية.. حازم ويأخذ حقه بيده..وفي الوقت ذاته.. تمنيته مرحا..طيبا وحنونا..يرسم البسمة على شفتي لو تضايقت.. ويمسح بانامله دموعي لو بكيت..
واردفت مبتسمة: لقد توقعت في يوم اني لن اجد هذا الشاب الذي رسمته في خيالي ابدا..ولكن المصادفات الذي جمعتني بك.. جعلتني اظن ان القدر يضعك امامي متعمدا..وانك انت من تمنيت بشهامتك التي رأيتك عليها منذ اول لقاء بيننا..
قال مبتسما: اذا فالاحلام تحقق..
قالت بابتسامة: يمكنك ان تقول هذا..وان احلامنا قد نستطيع تحقيقها بأيدينا لو اردنا ذلك..وخصوصا اذا كان اكبر حلم في حياتك..
قال بابتسامة هادئة: لعلك تعنين حلم حياتي الذي كنت اتمناه طوال عمري..والذي تحقق اخيرا..
قالت بخجل : ربما..
تطلع لها بنظرات تمتلأ بالحب وبادلته هي نظراتها الخجولة المتفرقة .. وها نحن ذا نرى ان حلم حياتهما قد تحقق اخيرا..
*********
__________________
قطرات الندى- مشرف عام للمنتدى
- زقم العضويه : 32
عدد المساهمات : 876
نقاظ : 6808
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 28/01/2010
- مساهمة رقم 74
رد: "حـــلـــم حـــيـــاتـــي"..(قصة رومنسية متسلسلة)
mero- صديق مميز
- عدد المساهمات : 116
نقاظ : 5515
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 26/02/2010
- مساهمة رقم 75
رد: "حـــلـــم حـــيـــاتـــي"..(قصة رومنسية متسلسلة)
جميلة جدا بجد
ولسة منتظرين منك كتير
ولسة منتظرين منك كتير
HAMS- مشرف عام الاقسام الرومانسيه
- زقم العضويه : 58
عدد المساهمات : 720
نقاظ : 6280
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 08/02/2010
العمر : 32
الموقع : مصر
- مساهمة رقم 76
رد: "حـــلـــم حـــيـــاتـــي"..(قصة رومنسية متسلسلة)
شكرا ليكى على ردك يا ميرو
انا سعيدة انها عجبتك
واهلا بيكى فى المنتدى
انا سعيدة انها عجبتك
واهلا بيكى فى المنتدى
HAMS- مشرف عام الاقسام الرومانسيه
- زقم العضويه : 58
عدد المساهمات : 720
نقاظ : 6280
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 08/02/2010
العمر : 32
الموقع : مصر
- مساهمة رقم 77
رد: "حـــلـــم حـــيـــاتـــي"..(قصة رومنسية متسلسلة)
*الجزء الثلاثون*
(أيكما اختار؟)
(أيكما اختار؟)
ما ان عادت وعد الى القسم مرة اخرى حتى اسرعت الى مكتبها لتجمع حاجياتها وقال احمد باستغراب: ستغادرين؟..
قالت دون ان تلتفت له وهي تواصل جمعها لحاجياتها: اجل..
سألتها احمد قائلا بهدوء: ولم؟؟..
ظلت صامتة دون ان تجيبه.. وكاد طارق ان يكرر سؤال احمد لولا ان سمع وعد تجيب: اشعر بالصداع ولا استطيع مواصلة العمل.. ولقد اخذت اذن بالخروج من العمل وقد اذن لي المدير بذلك..
قالت نادية بابتسامة هادئة: سلامتك..
ردت لها وعد ابتسامتها بابتسامة شاحبة وقالت وهي تستعد للمغادرة: اراكم بخير .. الى اللقاء..
قال طارق فجأة : اترغبين في ان اوصلك؟..تبدين متعبة..
هزت رأسها نفيا وقالت: كلا .. اشكرك..
ومن ثم لم تلبث ان غادرت القسم.. ووجهها يحمل بوضوح آثار الحزن والارهاق النفسي على ملامحها..ماذا تفعل في هذه المصيبة؟.. ومن اين جاءت لها؟..هشام.. آخر انسان توقعت ان يسبب لها هذا الحزن الذي تشعر به الآن.. لم هو اناني هكذا؟..لم لا يفكر بي وبمشاعري؟.. اشعر بالقهر.. بالغضب.. برغبة في البكاء..
ولكن الدموع قد جفت في مقلتيها بعد بكائها المتواصل .. شعرت بقلبها ينعصر الما..ماذا تفعل؟.. او ماذا سيفعل هشام الآن؟..لن استغرب ابدا لو انه ينتظرها في منزلها الآن..
وصلت في تلك اللحظة الى الطابق الارضي.. وتنهدت تنهيدة قوية.. تحمل معها كل ما تخفيه في نفسها من ضيق وحزن ..وتوجهت نحو سيارتها..وفتحت باب السيارة.. لتصعد اليها..وما ان استقر بها المقام داخل السيارة..حتى انطلق رنين هاتفها المحمول..استغربت لوهلة من ذا الذي يتصل بها الآن؟ ..ومن ثم التقطته وهي تتطلع الى شاشته.. وتجمدت يدها عليه .. فلم يكن المتصل سوى هشام.. ماذا يريد الآن؟ .. الم يكفيه ما قاله؟..شعرت بالغضب يتفاقم داخلها.. ولكنها آثرت تجاهل رنين هاتفها.. ولكنه ظل يرن باصرار غريب.. وأخيرا اجابته وعد وهي تقول بانفعال: نعم ماذا تريد؟.. سوف تأتي الآن وتختطفني لتتزوجني رغما عني..
وعلى الرغم من الحزن الذي كان يكسوا وجه هشام الا انه قد ابتسم بشحوب وقال: فكرة لا بأس بها..
قالت بحدة: قل ماذا تريد.. وخلصني..
قال هشام بهدوء: اريد ان اتحدث معك بهدوء.. هل هذا ممكن؟..
- الم يكفيك كل ما قلته لي قبل قليل؟.. الم يكفيك؟..
قال هشام وهو يزدرد لعابه: وعد.. قد ترين ان ما اقوله انانية.. ولكن من الصعب علي ان ارى من احب ترسل مشاعرها لشخص آخر غيري..دون ان تتولدفي اعماقي الغيرة وافعل أي شيء لمنعها من ذلك..
قالت بحنق: اقتلني حتى نرتاح نحن الاثنين.. لو كان هذا الحل يرضيك..
قال هشام بحدة: روحي فداك يا وعد.. اقتل من يمس شعرة واحدة من رأسك..كيف تقولين مثل هذا الكلام؟..
قالت وعد بعصبية: ارجوك يا هشام انا متعبة واريد المغادرة.. الى اللقاء..
قالتها واغلقت الهاتف دون ان تنتظر منه جوابا.. هل يريد ان يصيبها بالجنون..ماذا يريدها ان تفعل له.. تحبه بالرغم منها.. أي جنون هذا...اشعلت المحرك بعصبية و...
وفجأة...
سمعت صوت طرقات على نافذة سيارتها.. التفتت لترى ما الامر..ولم تلبث ان شهقت بقوة.. وهي تضع كفها على فمها..وقالت بصوت قد بح من اثر المفاجأة: هشام!!!..
اشار لها هشام ان تفتح نافذتها.. ولكن اثر المفاجأة جعل عقلها يتوقف عن الاستيعاب.. فقالت بارتباك: ماذا؟..
قال وهو يرفع صوته: افتحي لنافذة..
ضغطت على زر النافذة وبدأت تنفتح تدريجيا.. وقالت وهي تتطلع الى هشام: ما الذي جاء بك الى هنا؟..
قال هشام بهدوء: من قال اني غادرت مكاني اصلا..
عقدت حاجبيها بتساؤل وقالت: ماذا تعني؟..
ابتسم بسخرية لنفسه وقال: انا هنا من اول مكالمة اجريتها معك.. لقد جئت لاصطحابك معي او ربما للصعود اليك.. وتوقعت ان حديثي معك بالهاتف سيثمر بنتيجة.. ولكنه زاد الامور سوءا ليس الا.. وخصوصا بعد علمي ان هناك من احتل قلبك..ولهذا فضلت تركك لترتاحي قليلا لاني اعلم ان حديثي معك كان قاسيا بعض الشيء على ان انتظرك حتى ينتهي عملك في الصحيفة..
قالت باستغراب: امجنون انت؟.. تنتطرني لخمس ساعات كاملة..
مال نحوها هشام وقال: ربما اكون مجنونا يا وعد..ولكن لاني احببتك..هذا ما اسميه الجنون.. ان تحب وتضحي بكل شيء حتى بكرامتك دون ان يأبه بك الغير..
تنهدت بصمت ومن ثم قالت: والمطلوب مني الآن؟..
- لا شيء.. اردت ان اعتذر منك عن اسلوبي في الحديث معك هذا اليوم و...
بتر عبارته ومن ثم اردف بجدية: واردت ان اتحدث اليك في مكان ما على انفراد..
قالت بنفاذ صبر: اين مثلا؟..
صمت ومن ثم قال: ما رايك بشاطئ البحر؟..
قالت باستغراب: ولم البحر بالذات؟..
هز كتفيه ومن ثم قال: لا لشيء ولكن لدي ذكرى عزيزة فيه.. وذكراها يجلب على نفسي السرور..
قالت وهي تجاريه لتعرف الى اين يريد ان يصل: حسنا سأكون هناك.. هل يرضيك هذا؟..
لم يجبها وابتعد عنها ليدلف الى سيارته وينطلق بها عابرا الشوارع وهو يفكر في وعد..بينما انطلقت وعد خلفه وهي تشعر بالسخط.. لم علي ان افعل ما يريد؟..لم لا يستطيع ان يفهم اني احب شخص آخر؟..هل حبه لي وصل الى مرحلة الجنون واللا استيعاب؟..حتى انه لا يستطيع ان يفهم انه اخ لي لا اكثر .. يا الهي .. كيف استطيع ان افهمه؟..ليتركني وشأني.. هشام صدقني لا اقصد جرح مشاعرك.. ولكني سأضطر لأن اقول ما سأقوله لك..
رأت سيارة هشام امامها تتوقف امام عند شاطئ البحر.. فتوقفت بدورها.. وتنهدت بقوة وهي تهبط من سيارتها.. ورأت هشام يشير لها بأن تقترب من حيث يقف..زفرت بملل واقتربت منه وقالت: والآن ماذا؟..
تطلع الى الافق البعيد وقال وابتسامة شاردة ترتسم على شفتيه: اتذكرين متى جئتِ الى هنا آخر مرة؟..
عقدت وعد حاجبيها بتفكير عميق وهي تحاول التذكر ومن ثم قالت: اظن انه قبل خمس او ست سنوات..
قال هشام وهو مستمر في لهجته الشاردة: قبل ست سنوات ونصف تقريبا..جئنا جميعا الى هذا المكان.. كرحلة ليوم واحد للاستمتاع بالعطلة الصيفية..كان يوما لا ينسى ..اتذكرينه؟..
استغربت وعد سؤاله عن هذه الذكريات التي حصلت قبل فترة طويلة ولكنها قالت: اجل اذكره.. ولكن بعض المواقف التي حدثت فقط.. لا تنسى انه قد مر زمن طويل عليها..
قال وهو يلتفت لها ويبتسم: لقد كنا انا وانت وفرح نسير بجوار البحر ونتبادل الاحاديث حين سمعتك تقولين: يا لمياه البحر الرائعة.. اتمنى السباحة فيها..
اجبتك حينها بقولي: وما الذي يمنعك؟..
هززت كتفيك وقلت: لا اشعر بالرغبة بذلك الآن..
قاطعته وعد لسرده لما يقوله وقالت مبتسمة: بلى لقد تذكرت الآن..يومها باغتني بحركة مفاجئة لتحملني بين ذراعيك واسقط انا معك في البحر..وقد كانت المياه باردة جدا..
قال هشام وهو يبتسم : ولقد اخذتي تصرخين.. "انزلني يا ايها المجنون.. انزلني.."
ضحكت وعد بمرح وقالت : ولا زلت مجنونا الى يومنا هذا..
قال هشام وهو يلتفت عنها ويتطلع الى صخرة ما في عرض البحر: اعترف بهذا..
ران الصمت بعد عبارته.. ووعد مستغربة حديثه عن ذكريات الامس.. لم يخبرها الآن بمثل تلك الذكريات؟ .. هل يحاول ان يصل الى امر ما؟.. ام انه يريد ان يريها انه هو وهي معا منذ ان كان صغارا..وقبل أي شخص آخر..
هزت رأسها بقلة حيلة.. والتفتت له منتظرة منه ان يتكلم .. ولكنه ظل صامتا..وسألته وعد قائلة: الام تنظر؟..
قال بهدوء: الى تلك الصخرة.. اترينها؟..
واشار الى حيث هي.. واردف هو قائلا دون ان ينتظر جوابها: على الرغم من انها صخرة صلبة لا يمكن ان يحطمها شيء بسهولة.. الا انها تتفتت تدريجيا بمجرد ضربات بسيطة من امواج البحر..
استغربت وعد حديثه ورفعت حاجبيها بحيرة .. فقال هشام مستطردا وهو يلتفت لها ولهجته تملأها المرارة والألم: وهذا ما يحدث لقلبي الآن يا وعد.. على الرغم من صلابته الا اني اشعر به يتحطم ويتفتت تدريجيا من مجرد كلمات قد لا تكوني تقصديها احيانا..وتتعمدينها احيانا أخرى..
أخذت وعد نفسا عميقا ومن ثم قالت وهي تبعدخصلات شعرها المتطايرة عن جبينها: هشام.. الا تتمنى لي السعادة؟..
قال هشام في سرعة: ستكون سعادتك معي يا وعد..لن ابخل عليك بشيء .. كل ما تطلبينه سيكون لك.. ستجدين معي كل ما تريدين .. من حب وحنان..سأحاول قدر الامكان ان اسعدك..
قالت وعدبهدوء شديد: وما ادراك ان سعادتي ستكون معك؟.. هل السعادة ستكون لو لبيت لي ما اطلب؟.. هل ستكون سعادتي لو حصلت على ما اريد؟.. وحتى لو منحتني حبك وحنانك.. فأنا لا استحقهما.. اتعلم لم؟.. لأني لا ابادلك هذه المشاعر..
قال هشام وهو يتطلع الى عينيها بحب وكأنه لم يسمع حرفا من مما قالته: لو طلبت منك الزواج الآن.. ماذا سيكون ردك؟..
اتسعت عينا وعد بصدمة وقالت محاولة ان تغير الموضوع: هشام ارجوك..لا تتـ...
قاطعها قائلا بجدية: ما هو ردك يا وعد؟..
ظلت وعد صامتة دون ان تجيبه..ومر في هذه اللحظة في ذهنها..طيف طارق..هل تتخلى عنه بهذه السهولة من اجل هشام؟..ماذا تفعل؟..هشام اكثر من اخ لها ولا تريد ان تفقده.. وطارق فارس احلامها.. حلم حياتها الذي كانت تحلم به طويلا.. واخيرا وجدته ورأته..ربما يكون طارق لا يبادلها المشاعر.. وتضيع حب اعز انسان على قلبها.. برفضها لهشام..وربما يبادلها طارق المشاعر ..فتخسره الى الابد لو قبلت بهشام.. هشام يعرض عليها الأمر الآن بجدية ومنتظرا جوابها.. ولهذا عليها ان تفكر بالامر مليا..
ورفعت رأسها اخيرا الى هشام الذي يتلهف لسماعها وهو خائف في الوقت ذاته من جوابها.. وسمعها تقول في تلك اللحظة: امنحني وقتا للتفكير.. واعدك ان افكر بالامر بجدية..
ابتسم هشام بهدوء.. كونها تريد مهلة للتفكير هذا لا يعني انها ترفضه رفضا قاطعا بل انها تفكر فيه على الاقل.. وهناك امل في ان توافق على الارتباط به.. وقال مبتسما: خذي وقتك بالتفكير.. ولكن لا تطيلي في اعطائي ردك.. فأنا انتظره على نار..
ابتسمت ابتسامة باهتة وقالت: لم انت متلهف هكذا؟..
قال بمداعبة وهو يدفع جبينها بسبابته: لاني اهوى تعذيبك ولن يكون هذا افضل من ان اقيدك بقيد الزواج..
قالت بمرح مصطنع: فهمت الآن سر اصرارك على الزواج بي.. ليس لأجلي اذا..
قال هشام بحنان: بل لاجلك.. وهل يوجد من هي اغلى منك عندي في هذا العالم؟..
قالت وعدمازحة: اجل والدتك..
قال بابتسامة: لكل منكما محبة خاصة في قلبي..
سألته وعد بغتة بجدية: فرضا لو وافقت يا هشام على الارتباط بك.. ستسمح لي ان اواصل عملي..اليس كذلك؟..
قال هشام مبتسما: اعلم كيف انت متعلقة بالصحافة ولن امنعك ابدا عما تحبين.. ما يهمني هي سعادتك.. وسعادتك فقط يا وعد..
ترددت عبارة هشام في ذهنها (لن امنعك ابدا عما تحبين).. لو تعلم يا هشام انك الآن بطلبك هذا ستمنعني حقا عمن احب.. ستمنعني عمن نبض له قلبي..و من تتلهف عيناي لرؤيته.. لو تعلم ذلك يا هشام.. لو تعلم...
********
HAMS- مشرف عام الاقسام الرومانسيه
- زقم العضويه : 58
عدد المساهمات : 720
نقاظ : 6280
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 08/02/2010
العمر : 32
الموقع : مصر
- مساهمة رقم 78
رد: "حـــلـــم حـــيـــاتـــي"..(قصة رومنسية متسلسلة)
زفر طرق بحدة وهو يتطلع الى ساعة يده بملل.. فقال احمد مبتسما: ليس من عادتك انتظار وقت انتهاء العمل هكذا..
قال طارق ببرود: لقد مللت وارغب بالنغادرة..
قال احمد بخيث: وهذا الشعور لم لم يأتي لك عندما كانت وعد هنا؟.. لم شعرت به عندما غادرت فقط؟..
قال طارق بتلقائية: هي التي تضفي جو من المرح هنا طوال الوقت .. هذا القسم كان هادئا صامتا لا يكاد يسمع منه صوت قبل ان تنضم اليه وتبعث فيه المرح ..
قال احمد بخبث اكبر: ليس المكتب فحسب.. هناك اشخاص ايضا كانوا بالكاد يتحدثون.. انطلق لسانهم فجأة منذ ان رأوا وعد..
قال طارق متعمدا عدم الاهتمام وكأنه لا يعلم شيئا عن الامر: ومن هم؟..
قال احمد وهو يبتسم بمكر: موجودون وفي هذا المكتب ايضا..
التفت له طارق وقال وفي عيناه نظرة خبث: لا تقل لي انه انت.. ما الذي ستقوله خطيبتك عنك الآن؟.. لم تصدق وان ترى فتاة واحدة حتى تتغير حالك..
- انظر من منا الذي تغيرت احواله..
- عن نفسي لم تتغير احوالي مطلقا..
قال احمدبسخرية: اجل في هذا معك حق.. وخصوصا وانك قد بت تمزح.. والبرود الذي كان يلازمك اصبحنا لا نراه الا عندما تغادر وعد مكتب..
قال طارق ببرود متعمد: لم مصر على ان لي علاقة بها..
- لانها الحقيقة.. ولكن بصراحة لست اعلم الى الآن.. لماذا لم تعترف لها انت بالامر..
قال طارق بمكابرة: لان ليس هناك ما اعترف به اصلا..
قال احمد بتحدي: اتقسم على ذلك؟..
قال طارق متهربا من الموضوع: اخبرني كم الساعة الآن؟..
قال احمد مبتسما: يمكنك المغادرة الآن انها الساعة الثانية ظهرا..اخرج سريعا حتى تتصل بها وتعرف احوالها بعد حزنها ذاك.. مع انه كان لا بد لك ان تتصل من هنا.. فالجميع هنا يعرف بأمر ما تخفيه بقلبك..
"الجميع"..اظن انك مخطأ يا احمد.. مخطأ بشكل كبير.. لو كان الجميع يعلم بهذا الامر.. لعلمت وعد بالحب الذي احمله لها في قلبي وبنظرات الحنان الذي اخصها بها.. لعلمت بأنها قد سلبت تفكيري بأكمله .. لعلمت انها قد باتت نبض قلبي..وحلم حياتي.. لا اعرف احيانا لم اشعر بأنها تريد ان تتهرب من كلماتي ونظراتي لها.. ليس الامر بدافع الخجل.. هناك سبب اكبر بالتأكيد ..ليتني اعرفه..
نهض من خلف مكتبه وجمع حاجياته في سرعة.. ليغادر القسم.. وما ان هم بمغادرته حتى سمع احمد يهتف من خلفه: على الاقل ودعنا قبل ان تغادر.. ام ان وعد قد انستك وجودنا تماما..
التفت له طارق وقال ببرود: ان كنت تريد اليوم ان تعود الى منزلك يا احمد دون كسور.. فالافضل لك ان تصمت..
ضحك احمد بقوة وقال : كل هذا من اجلها..
التفت عنه طارق بنفاذ صبر وهو يعلم ان النقاش سيستمر لو واصل في الحديث مع احمد.. فقرر المغادرة ومن ثم مغادرة المبنى بأكمله..وما ان وصل الى سيارته حتى احتل مقعد القيادة.. ووضع حاجياته على المقعد المجاور..ومن ثم لم يلبث ان تراءت على شفتيه ابتسامة..وهو يتذكر كلمات احمد.. وكأنه يعلم بما افكر فيه.. وكأنه قد ادرك اني كنت اعد الدقائق والثواني حتى ينتهي وقت العمل واتصل بها..
اشعل محرك سيارته وانطلق بها وفي الوقت ذاته التقط هاتفه واتصل بوعد.. استمر الهاتف بالرنين لوقت طويل دون ان يجد جوابا له.. استغرب الامر.. ربما تكون نائمة او قد تركت هاتفها على الوضع الصامت..توقف عن الاتصال للحظات ومن ثم لم يلبث ان عاود ذلك.. ولكن ما من مجيب...
على الطرف لاآخر كانت وعد تفكر بجدية بالطلب الذي عرضه عليها هشام.. ليس الرفض امرا بهذه السهولة.. هشام رجل بكل معنى الكلمة.. يملك شخصية رائعة تحلم بها كل فتاة.. مرح .. طيب القلب..ساخر.. مرهف المشاعر..هشام هو ابن عمها وتعرفه قبل أي انسان آخر.. عاشت معه لسنين طوال..ويمكنها القول انها عاشت معه العمر كله.. ولكن.. ليس الامر بيدها.. ليته كان كذلك .. لوافقت عليه في الحال...
طيف طارق لا يزال يهاجمها بين فترة واخرى.. وكأن التفكير في هشام بات خيانة لمن تحب..اشعر احيانا ان طارق مهتم لأمري.. اشعر في كلماته احيانا الحنان.. ولكن هل هذا معناه انه يبادلني المشاعر.. لا تخدعي نفسك يا وعد.. انسيت من هي مايا.. حبه الاول الذي لن يبارح قلبه مطلقا.. هي التي تحتل قلبه وعقله وليس أي فتاة سواها..
كانت قد تركتت هاتفها على الوضع الصامت حتى تفكر بهدوء دون ازعاج من أي شخص.. تنهدت بقوة وهي تسند رأسها الى وسادتها وهي جالسة على فراشها والوسادة خلف ظهرها.. ضمت رجليها الى صدرها وهي تشعر بالحيرة.. بالتردد..بم تجيبه ؟..بم؟.. لو كانت تشعر بأن طارق يبادلها مشاعرها لما انتظرت لحظة واحدة حتى ترفض .. وايضا هشام يعلم بأنها تعتبره شقيق لها ومع هذا مصر على الزواج منها.. وهذا يعني انه متمسك بها.. يا الهي ماذا افعل.. ارشدني..
وكأن الله قد استجاب لدعائها.. فالتفتت في تلك اللحظة الى هاتفها لتلتقطه وتتصل على فرح.. ولكنها شاهدت 3 مكالمات لم يتم الرد عليها.. ضغطت على زر الفتح.. وشعرت بالدهشة الكبيرة التي تتغلغل في نفسها وهي ترى ان جميع تلك المكالمات كانت من طارق..ماذا يريد منها؟ ..لم يتصل؟.. ربما كان الامر يتعلق بطلبها في الصحيفة.. اجل ربما هذا.. والا لم سيتصل بي؟...
هزت كتفيها بلامبالاة.. ولكن الهاتف في اللحظة ذاتها عاود رنينه المُلح ولكن بصمت..رأت اسم طارق يضيء على شاشة هاتفها دون ان تقوى على الاجابة.. وازدردت لعابها بصعوبة.. ربما الصحيفة تطلبني.. سأجيبه..وارى ما يريد..ضغطت على زر قبول المكالمة وقبل ان تنطق بحرف سمعته يقول بلهفة: واخيرا!!..
قالت وعد بغرابة: ما الامر؟..هل تتحدث معي؟..
قال معاتبا: اجل.. ما هذا يا وعد؟..لم لا تجيبين؟.. لقد اتصلت بك قبل الآن ثلاث مرات ولم تجيبي..
قالت وعد وهي تلتقط نفسا عميقا: لقد تركت هاتفي على الوضع الصامت ولم انتبه له.. اخبرني..ما الامر وما سر اتصالك؟ ..بالتأكيد الصحيفة تطلبني الآن.. اليس كذلك؟..
قال طارق مبتسما: ليست الصحيفة هذه المرة بل انا..
لم تفهم ما يعنيه فظلت صامتة وعلامات الدهشة تغلف وجهها ..وكأنه قد قرأ افكارها فقال: في الحقيقة يا وعد لقد اتصلت بك لاتحدث اليك في امر يخصك..
خفقات قلبها عادت لتنبض بشكل عنيف.. والحرارة انتشرت في جسدها كله.. مالذي يحدث لي؟.. قالت بصوت مبحوح ومرتبك: يخصني انا؟؟..
ابتسم وقال: اجل يخصك انت..
واردف بصوت هادئ: هل ستعتبرين اني اتدخل في امورك الخاصة لو اني سألتك عن سبب ضيقك وحزنك هذا اليوم؟..
ارتبكت وعد بشدة.. آخر شيء كانت تفكر فيه ان يكون قد اتصل بها للسؤال عنها.. الا يعتبر هذا اهتماما زائدا منه؟..وقالت وعد بعد برهة من الصمت: هل سيضايقك ان اخبرتك اني لا استطيع اجابة سؤالك هذا؟..
شعر طارق بالدهشة وقال بألم وهو يظن انها لا تريد منه ان يتدخل في امورها الشخصية: ولم؟..
وعد لم تكن تريد اخباره عن الامر اولا لأن هذا الامر يخصها وحدها ويندرج تحت بند الخصوصية لديها ..وثانيا لان امرا كهذا لن يهمه كما كانت تظن.. ثم لم تخبره؟ ..هل سيغير ذلك في الامرشيئا؟.. لا تظن..
واجابته بهدوء: لا اريد ازعاجك بمشاكلي..
قال طارق بجدية: وعد.. في يوم سألتيني عن سبب برودي الزائد وانا اجبتك.. وفتحت لك قلبي لاقول لك كل ما اخفيه.. واليوم جاء دورك لتفتحي لي قلبك وتخبريني عما ضايقك..وتجيبي عن سؤالي..
ازدردت وعد لعابها وتوترت اطرافها.. لم لا اشعر بهذه الرجفة الا عندما اسمع صوتك انت بالذات؟..وقالت بصوت متوتر: انه أمر يخصني واخشى...
لم تعرف بم تكمل فصمتت عن مواصلة الحديث فقال طارق بسخرية مريرة: لقد فهمت.. الامر خاص بك وحدك ولا يحق لي معرفته..يبدوا انني قد تخطيت حدودي معك وسألتك عن امر لا يخصني.. معذرة ولكني ظننت اننا على الاقل اصدقاء .. يحق لكل منا معرفة مشاكل الآخر..
"اصدقاء".. اهذا ما استطعت ان تقوله.. اصدقاء فقط.. التقطت نفسا عميقا ومن ثم قالت : نعم نحن كذلك يا طارق .. وسنظل كذلك ..
قالت عبارتها الاخيرة بمرارة.. فقال طارق دون ان ينتبه الى المرارة التي غلفت صوتها:اذا هل يمكنني ان اعيد مطلبي؟..
تتنهدت وعد وقالت:فليكن سأخبرك بالامر.. واخبرني برأيك به..
قال طارق بتردد: انه يتعلق بأبن عمك اليس كذلك؟..
قالت وعد بذهول واستغراب: كيف عرفت؟؟..
قال بهدوء: لا يهم كيف عرفت..
رفعت حاجبيها باستغراب ومن ثم قالت وكأنها قد فهمت: انه احمد.. اليس كذلك؟..
صمت ولم يجبها فقالت بابتسامة باهتة: صمتك دليل على صحة ما قلته..
- دعي احمدوشأنه واخبريني بالامر..
تنهدت وعد بقوة ومن ثم قالت: ان اردت الصدق فهو يتعلق به بالفعل..
قال طارق بضيق لم يعرف سببه: ماذا عنه؟..
قالت وعد وهي تترقب ردة فعله: لقد اعترف لي قبل فترة من الوقت انه ..يحبني..
جاوبها صمت تام.. وانتظرت ردة فعل من طارق ولكنه لم يتحدث.. فقالت وهي تزدرد لعابها بتوتر: الا زلت على الخط يا طارق؟..
اجابها طارق ببرود: اجل..اكملي..
ظنت انها ستلمح في صوته ولو القليل من الغضب او الضيق ولكن بروده هذا لا يعني الا امرا واحدا هو غير مهتم بالامر تماما..شعرت بخيبة الامل..وقالت بعد برهة من الوقت وهي تتنهد: واليوم قد عرض علي الزواج بشكل جدي..
لم يتمكن طارق من اخفاء ضيقه هذه المرة وقال بضيق لا مبرر له: وبم اجبته؟..
تنهدت وعد مرة اخرى ومن ثم قالت: لقد طلبت منه وقت للتفكير بالامر.. فمهما كان الامر جدي ويجب ان افكر فيه باهتمام..
وايضا تفكرين بالامر يا وعد.. ماذا عني انا؟..هل سيكون علي ان اموت مرتين وانا ارى حبي يندفن للمرة الثانية امام عيني؟..وقال بسخرية مريرة: ما المحزن في الامر اذا؟ ..كان ينبغي عليك ان تحلقي من السعادة وانت تسمعين عرض ابن عمك..
قالت وعد بمرارة متحدثة الى نفسها: ( تريدني ان افرح يا طارق.. تريدني ان ابتسم.. وانا اوشك ان اقتل هذا الحب وهذا الحلم الذي كنت احلم به منذ فترة.. منذ ان وقعت عيناي عليك وانا اشعر بهذا الشعور الذي يوتر اطرافي.. لقد سلبت قلبي يا طارق في لحظة دون ان اشعر..اتريدني بعد كل هذا ان ابتسم لو قتلت نفسي يا طارق)..
وقالت بصوت مختنق: ليست المشكلة في عرضه.. بل في انا..
عقد طارق حاجبيه وقال: ماذا تعنين؟..
ماذا تريدني ان اقول لك؟.. اني احبك..ولهذا اشعر بالحيرة.. واشعر بالخوف من ان ارفض هشام.. واكتشف في النهاية ان احلامي لا اساس لها..واراها تتحطم امام ناظري ...التقطتت نفسا عميقا ومن ثم قالت ببطء: ان مشاعري نحو ابن عمي لا تتعدى الاخوة وعندما صارحني بحبه اخبرته بهذه الحقيقة .. ولكنه اليوم بما انه يعرض علي الزواج فأنا اجده قابل بفكرة أني لا ابادله المشاعر..وهي يرضى الارتباط بي على ذلك..
قال طارق ببرود: ولهذا انت الآن تفكرين بالامر بجدية.. ماذا تنتظرين؟.. لم لا توافقين وتحققين له رغبته؟..
قالت وعد بصوت يغلب عليه الالم: ولكنها ليست رغبتي انا..
تنهد طارق هذه المرة.. وحاول ان يجمع افكاره المشتتة.. وكلماته التي اخذت ترفض ان تعترف لوعد انه يحبها ولهذا هو يرفض بشدة ولو الحديث عن زواجها من شخص آخر..حاول قدر المكان ليخفي الاهتمام من صوته.. ربما لان كبريائه يمنعه من الاعتراف لفتاة لا يعلم حقيقة مشاعرها نحوه..
واخيرا تحدث ولكن هذه المرة باهتمام واضح: وعد استمعي الي..انت من سيتزوج لا الآخرين.. لا تفكري بغيرك.. هذا زواج يا وعد.. بمعنى حياة طوال العمر.. شراكة ابدية بين الزوجين.. فكري بالامر بجدية..انت من سيتزوج يا وعد..فكري بنفسك قبل غيرك.. قبل ان تندمي على اتخاذ خطوة ..تعيشين بعدها بألم الى ابد الدهر..فكري جيدا يا وعد..
ظلت وعد صامتة.. وكل كلمة يقولها تعود لتردد في ذهنها.. (افكر بنفسي..انا من سيتزوج..قد اندم لو اتخذت خطوة ما دون ان اقتنع بها.. انها حياة ابدية .. انا من سيتزوج لا الآخرين)..
ران الصمت لوهلة بعد ما قاله ..وارتسمت ابتسامة على شفتي وعد بغتة وقالت متحدثة الى طارق: شكرا لنصيحتك يا طارق.. لو تعلم ان كلامك هذا قد ازال الكثير من حيرتي..
قال طارق بترقب ولهفة: ماذا تعنين بالضبط؟؟..
- سأفكر في الامر بجدية واتخذ الخطوة المناسبة..
ولم تستطع منع نفسها من ان تقول: هل لي بسؤال؟..
قال باستغراب من سؤالها: اجل تفضلي..
قالت بتردد: لم انت مهتم بأمري الى هذه الدرجة؟..
ابتسم طارق ابتسامة باهتة ومن ثم قال: اتسألين يا وعد..لم انا مهتم بك..بفتاة قلبت كياني رأسا على عقب.. الم تهتمي انت بي ايضا في ذلك اليوم عندما جرحت ذراعي؟..
اسرعت تقول: صحيح كيف حال ذراعك الآن؟..
ضحك طارق من سؤالها الذي لم يكن في مكانه وقال: بخير وترسل تحياتها لك..
احست وعد بالاحراج وقالت محاولة تغيير دفة الحديث: لقد كنت مهتمة بذراعك يومها لاني انا كنت سبب في اصابتها اولا وثانيا لانك...
صمتت ولم تكمل فقال طارق بابتسامة هادئة: لاني ماذا؟..
آثرت الصمت وهي لا تعلم ما تقول.. لم تشأ ان تقول أي شيء يفضح مشاعرها لطارق.. وسمعت هذا الأخير يقول: سأخبرك يا وعد.. لم انا مهتم بك..ليس لمجرد انك زميلة وصديقة عزيزة علي الامر يفوق هذا..
دقات قلب وعد اخذت تتسارع بشكل كبير ولسانها اصابه الشلل عن الحديث .. لهفة الانتظار جعلتها تصمت دون ان تنطق بحرف.. وهي بشوق لسماع ما سيقول.. وقال اخيرا بصوت يملأه الحنان: وعد.. انا اشعر بأنك قريبة جدا مني..
اتسعت عينا وعد ولم تستطع الا ان تقول بذهول : انا؟؟؟..
وقبل ان يجيبها سمعت صوت طرقات على الباب تلاها صوت فرح وهي تقول: ايتها السخيفة.. لم تغلقين عليك الباب.. افتحي اريد الدخول... ام تريدين من الآنسة فرح ان تنتظر في الخارج..
هتفت وعد قائلة: لحظة واحدة يا فرح..
ثم عادت لتحادث طارق وقالت: معذرة يا طارق.. ولكن علي انهاء المكالمة الآن..
قال طارق بهدوء: كما تشائين.. اراك غدا..الى اللقاء..
قالت بابتسامة باهتة: الى اللقاء..
ونهضت من فوق فراشها وكلمات طارق الكثيرة تتردد في ذهنها متبعثرة.. وشعرت بالضيق من قدوم فرح في هذه اللحظة ..على الاقل كانت ستفهم سبب قوله انها قريبة منه .. ربما لسبب غير الذي تتصوره.. ربما يعني شيئا آخر تماما..
فتحت وعد الباب لها وهي تقول في حنق: ما الذي جاء بك الى هنا؟..
ضحكت فرح وقالت:اهكذا تستقبلين ابنة عمك الوحيدة؟..
قالت وعد بسخرية: وماذا احصل منك غير كل ضيق في حياتي..
قالت فرح بثقة: بل لولاي انا لعشت طوال عمرك في حالة من الملل..
ضحكت وعد وقالت: في هذا معك حق..
واردفت بخبث: والآن لم جئت الى هنا؟.. لا تقولي لزيارتي فليس من عادتك الزيارة في هذا الوقت من الظهيرة..
قالت فرح وهي تتنهد: في الحقيقة هناك سبب آخر..
واردفت بجدية: لقد حدثني هشام بالامس.. عن امر يفكر به وسيفعله حتى تكوني له.. هل حدث بينك وبينه أي شيء يا وعد.. ام انه لا يزال ينتظر الـ...؟
قاطعتها وعد قائلة: شقيقك يطلب الزواج مني يا فرح..
اتسعت عينا فرح بصدمة وقالت: ماذا؟؟..
قالت وعد بهدوء: ما سمعته..انه يصر على الزواج بي..
قالت فرح بغرابة: ولكنه لم يخبر ايا منا بالموضوع.. والدي نفسه لا يعلم بالأمر..
- يريد معرفة رأيي اولا..حتى يمكنه التقدم رسميا لخطبتي وهو يشعر بالراحة من انني سأوافق ولن ارفضه..
قالت فرح بتردد: وقد رفضتي انت الامر.. اليس كذلك؟..
قالت وعد بهدوء: بل وعدته بالتفكير بالامر بجدية.. انه زواج يا فرح.. وعلي ان اتخذ خطوة حتى لا اندم في المستقبل..
قالت فرح بهدوء: مع اني اتمناك زوجة لاخي.. ولكني في الوقت ذاته اتمنى ان اراك سعيدة.. ايا ستختارين يا وعد.. سأكون معك في اختيارك..
قالت وعد بغموض وهي تتذكر كل ما حدث طوال هذا اليوم منذ اتصال هشام لها صباحا وحتى كلمات طارق الاخيرة : ويبدوا انني قد اتخذت قراري يا فرح..
*********__________________
قال طارق ببرود: لقد مللت وارغب بالنغادرة..
قال احمد بخيث: وهذا الشعور لم لم يأتي لك عندما كانت وعد هنا؟.. لم شعرت به عندما غادرت فقط؟..
قال طارق بتلقائية: هي التي تضفي جو من المرح هنا طوال الوقت .. هذا القسم كان هادئا صامتا لا يكاد يسمع منه صوت قبل ان تنضم اليه وتبعث فيه المرح ..
قال احمد بخبث اكبر: ليس المكتب فحسب.. هناك اشخاص ايضا كانوا بالكاد يتحدثون.. انطلق لسانهم فجأة منذ ان رأوا وعد..
قال طارق متعمدا عدم الاهتمام وكأنه لا يعلم شيئا عن الامر: ومن هم؟..
قال احمد وهو يبتسم بمكر: موجودون وفي هذا المكتب ايضا..
التفت له طارق وقال وفي عيناه نظرة خبث: لا تقل لي انه انت.. ما الذي ستقوله خطيبتك عنك الآن؟.. لم تصدق وان ترى فتاة واحدة حتى تتغير حالك..
- انظر من منا الذي تغيرت احواله..
- عن نفسي لم تتغير احوالي مطلقا..
قال احمدبسخرية: اجل في هذا معك حق.. وخصوصا وانك قد بت تمزح.. والبرود الذي كان يلازمك اصبحنا لا نراه الا عندما تغادر وعد مكتب..
قال طارق ببرود متعمد: لم مصر على ان لي علاقة بها..
- لانها الحقيقة.. ولكن بصراحة لست اعلم الى الآن.. لماذا لم تعترف لها انت بالامر..
قال طارق بمكابرة: لان ليس هناك ما اعترف به اصلا..
قال احمد بتحدي: اتقسم على ذلك؟..
قال طارق متهربا من الموضوع: اخبرني كم الساعة الآن؟..
قال احمد مبتسما: يمكنك المغادرة الآن انها الساعة الثانية ظهرا..اخرج سريعا حتى تتصل بها وتعرف احوالها بعد حزنها ذاك.. مع انه كان لا بد لك ان تتصل من هنا.. فالجميع هنا يعرف بأمر ما تخفيه بقلبك..
"الجميع"..اظن انك مخطأ يا احمد.. مخطأ بشكل كبير.. لو كان الجميع يعلم بهذا الامر.. لعلمت وعد بالحب الذي احمله لها في قلبي وبنظرات الحنان الذي اخصها بها.. لعلمت بأنها قد سلبت تفكيري بأكمله .. لعلمت انها قد باتت نبض قلبي..وحلم حياتي.. لا اعرف احيانا لم اشعر بأنها تريد ان تتهرب من كلماتي ونظراتي لها.. ليس الامر بدافع الخجل.. هناك سبب اكبر بالتأكيد ..ليتني اعرفه..
نهض من خلف مكتبه وجمع حاجياته في سرعة.. ليغادر القسم.. وما ان هم بمغادرته حتى سمع احمد يهتف من خلفه: على الاقل ودعنا قبل ان تغادر.. ام ان وعد قد انستك وجودنا تماما..
التفت له طارق وقال ببرود: ان كنت تريد اليوم ان تعود الى منزلك يا احمد دون كسور.. فالافضل لك ان تصمت..
ضحك احمد بقوة وقال : كل هذا من اجلها..
التفت عنه طارق بنفاذ صبر وهو يعلم ان النقاش سيستمر لو واصل في الحديث مع احمد.. فقرر المغادرة ومن ثم مغادرة المبنى بأكمله..وما ان وصل الى سيارته حتى احتل مقعد القيادة.. ووضع حاجياته على المقعد المجاور..ومن ثم لم يلبث ان تراءت على شفتيه ابتسامة..وهو يتذكر كلمات احمد.. وكأنه يعلم بما افكر فيه.. وكأنه قد ادرك اني كنت اعد الدقائق والثواني حتى ينتهي وقت العمل واتصل بها..
اشعل محرك سيارته وانطلق بها وفي الوقت ذاته التقط هاتفه واتصل بوعد.. استمر الهاتف بالرنين لوقت طويل دون ان يجد جوابا له.. استغرب الامر.. ربما تكون نائمة او قد تركت هاتفها على الوضع الصامت..توقف عن الاتصال للحظات ومن ثم لم يلبث ان عاود ذلك.. ولكن ما من مجيب...
على الطرف لاآخر كانت وعد تفكر بجدية بالطلب الذي عرضه عليها هشام.. ليس الرفض امرا بهذه السهولة.. هشام رجل بكل معنى الكلمة.. يملك شخصية رائعة تحلم بها كل فتاة.. مرح .. طيب القلب..ساخر.. مرهف المشاعر..هشام هو ابن عمها وتعرفه قبل أي انسان آخر.. عاشت معه لسنين طوال..ويمكنها القول انها عاشت معه العمر كله.. ولكن.. ليس الامر بيدها.. ليته كان كذلك .. لوافقت عليه في الحال...
طيف طارق لا يزال يهاجمها بين فترة واخرى.. وكأن التفكير في هشام بات خيانة لمن تحب..اشعر احيانا ان طارق مهتم لأمري.. اشعر في كلماته احيانا الحنان.. ولكن هل هذا معناه انه يبادلني المشاعر.. لا تخدعي نفسك يا وعد.. انسيت من هي مايا.. حبه الاول الذي لن يبارح قلبه مطلقا.. هي التي تحتل قلبه وعقله وليس أي فتاة سواها..
كانت قد تركتت هاتفها على الوضع الصامت حتى تفكر بهدوء دون ازعاج من أي شخص.. تنهدت بقوة وهي تسند رأسها الى وسادتها وهي جالسة على فراشها والوسادة خلف ظهرها.. ضمت رجليها الى صدرها وهي تشعر بالحيرة.. بالتردد..بم تجيبه ؟..بم؟.. لو كانت تشعر بأن طارق يبادلها مشاعرها لما انتظرت لحظة واحدة حتى ترفض .. وايضا هشام يعلم بأنها تعتبره شقيق لها ومع هذا مصر على الزواج منها.. وهذا يعني انه متمسك بها.. يا الهي ماذا افعل.. ارشدني..
وكأن الله قد استجاب لدعائها.. فالتفتت في تلك اللحظة الى هاتفها لتلتقطه وتتصل على فرح.. ولكنها شاهدت 3 مكالمات لم يتم الرد عليها.. ضغطت على زر الفتح.. وشعرت بالدهشة الكبيرة التي تتغلغل في نفسها وهي ترى ان جميع تلك المكالمات كانت من طارق..ماذا يريد منها؟ ..لم يتصل؟.. ربما كان الامر يتعلق بطلبها في الصحيفة.. اجل ربما هذا.. والا لم سيتصل بي؟...
هزت كتفيها بلامبالاة.. ولكن الهاتف في اللحظة ذاتها عاود رنينه المُلح ولكن بصمت..رأت اسم طارق يضيء على شاشة هاتفها دون ان تقوى على الاجابة.. وازدردت لعابها بصعوبة.. ربما الصحيفة تطلبني.. سأجيبه..وارى ما يريد..ضغطت على زر قبول المكالمة وقبل ان تنطق بحرف سمعته يقول بلهفة: واخيرا!!..
قالت وعد بغرابة: ما الامر؟..هل تتحدث معي؟..
قال معاتبا: اجل.. ما هذا يا وعد؟..لم لا تجيبين؟.. لقد اتصلت بك قبل الآن ثلاث مرات ولم تجيبي..
قالت وعد وهي تلتقط نفسا عميقا: لقد تركت هاتفي على الوضع الصامت ولم انتبه له.. اخبرني..ما الامر وما سر اتصالك؟ ..بالتأكيد الصحيفة تطلبني الآن.. اليس كذلك؟..
قال طارق مبتسما: ليست الصحيفة هذه المرة بل انا..
لم تفهم ما يعنيه فظلت صامتة وعلامات الدهشة تغلف وجهها ..وكأنه قد قرأ افكارها فقال: في الحقيقة يا وعد لقد اتصلت بك لاتحدث اليك في امر يخصك..
خفقات قلبها عادت لتنبض بشكل عنيف.. والحرارة انتشرت في جسدها كله.. مالذي يحدث لي؟.. قالت بصوت مبحوح ومرتبك: يخصني انا؟؟..
ابتسم وقال: اجل يخصك انت..
واردف بصوت هادئ: هل ستعتبرين اني اتدخل في امورك الخاصة لو اني سألتك عن سبب ضيقك وحزنك هذا اليوم؟..
ارتبكت وعد بشدة.. آخر شيء كانت تفكر فيه ان يكون قد اتصل بها للسؤال عنها.. الا يعتبر هذا اهتماما زائدا منه؟..وقالت وعد بعد برهة من الصمت: هل سيضايقك ان اخبرتك اني لا استطيع اجابة سؤالك هذا؟..
شعر طارق بالدهشة وقال بألم وهو يظن انها لا تريد منه ان يتدخل في امورها الشخصية: ولم؟..
وعد لم تكن تريد اخباره عن الامر اولا لأن هذا الامر يخصها وحدها ويندرج تحت بند الخصوصية لديها ..وثانيا لان امرا كهذا لن يهمه كما كانت تظن.. ثم لم تخبره؟ ..هل سيغير ذلك في الامرشيئا؟.. لا تظن..
واجابته بهدوء: لا اريد ازعاجك بمشاكلي..
قال طارق بجدية: وعد.. في يوم سألتيني عن سبب برودي الزائد وانا اجبتك.. وفتحت لك قلبي لاقول لك كل ما اخفيه.. واليوم جاء دورك لتفتحي لي قلبك وتخبريني عما ضايقك..وتجيبي عن سؤالي..
ازدردت وعد لعابها وتوترت اطرافها.. لم لا اشعر بهذه الرجفة الا عندما اسمع صوتك انت بالذات؟..وقالت بصوت متوتر: انه أمر يخصني واخشى...
لم تعرف بم تكمل فصمتت عن مواصلة الحديث فقال طارق بسخرية مريرة: لقد فهمت.. الامر خاص بك وحدك ولا يحق لي معرفته..يبدوا انني قد تخطيت حدودي معك وسألتك عن امر لا يخصني.. معذرة ولكني ظننت اننا على الاقل اصدقاء .. يحق لكل منا معرفة مشاكل الآخر..
"اصدقاء".. اهذا ما استطعت ان تقوله.. اصدقاء فقط.. التقطت نفسا عميقا ومن ثم قالت : نعم نحن كذلك يا طارق .. وسنظل كذلك ..
قالت عبارتها الاخيرة بمرارة.. فقال طارق دون ان ينتبه الى المرارة التي غلفت صوتها:اذا هل يمكنني ان اعيد مطلبي؟..
تتنهدت وعد وقالت:فليكن سأخبرك بالامر.. واخبرني برأيك به..
قال طارق بتردد: انه يتعلق بأبن عمك اليس كذلك؟..
قالت وعد بذهول واستغراب: كيف عرفت؟؟..
قال بهدوء: لا يهم كيف عرفت..
رفعت حاجبيها باستغراب ومن ثم قالت وكأنها قد فهمت: انه احمد.. اليس كذلك؟..
صمت ولم يجبها فقالت بابتسامة باهتة: صمتك دليل على صحة ما قلته..
- دعي احمدوشأنه واخبريني بالامر..
تنهدت وعد بقوة ومن ثم قالت: ان اردت الصدق فهو يتعلق به بالفعل..
قال طارق بضيق لم يعرف سببه: ماذا عنه؟..
قالت وعد وهي تترقب ردة فعله: لقد اعترف لي قبل فترة من الوقت انه ..يحبني..
جاوبها صمت تام.. وانتظرت ردة فعل من طارق ولكنه لم يتحدث.. فقالت وهي تزدرد لعابها بتوتر: الا زلت على الخط يا طارق؟..
اجابها طارق ببرود: اجل..اكملي..
ظنت انها ستلمح في صوته ولو القليل من الغضب او الضيق ولكن بروده هذا لا يعني الا امرا واحدا هو غير مهتم بالامر تماما..شعرت بخيبة الامل..وقالت بعد برهة من الوقت وهي تتنهد: واليوم قد عرض علي الزواج بشكل جدي..
لم يتمكن طارق من اخفاء ضيقه هذه المرة وقال بضيق لا مبرر له: وبم اجبته؟..
تنهدت وعد مرة اخرى ومن ثم قالت: لقد طلبت منه وقت للتفكير بالامر.. فمهما كان الامر جدي ويجب ان افكر فيه باهتمام..
وايضا تفكرين بالامر يا وعد.. ماذا عني انا؟..هل سيكون علي ان اموت مرتين وانا ارى حبي يندفن للمرة الثانية امام عيني؟..وقال بسخرية مريرة: ما المحزن في الامر اذا؟ ..كان ينبغي عليك ان تحلقي من السعادة وانت تسمعين عرض ابن عمك..
قالت وعد بمرارة متحدثة الى نفسها: ( تريدني ان افرح يا طارق.. تريدني ان ابتسم.. وانا اوشك ان اقتل هذا الحب وهذا الحلم الذي كنت احلم به منذ فترة.. منذ ان وقعت عيناي عليك وانا اشعر بهذا الشعور الذي يوتر اطرافي.. لقد سلبت قلبي يا طارق في لحظة دون ان اشعر..اتريدني بعد كل هذا ان ابتسم لو قتلت نفسي يا طارق)..
وقالت بصوت مختنق: ليست المشكلة في عرضه.. بل في انا..
عقد طارق حاجبيه وقال: ماذا تعنين؟..
ماذا تريدني ان اقول لك؟.. اني احبك..ولهذا اشعر بالحيرة.. واشعر بالخوف من ان ارفض هشام.. واكتشف في النهاية ان احلامي لا اساس لها..واراها تتحطم امام ناظري ...التقطتت نفسا عميقا ومن ثم قالت ببطء: ان مشاعري نحو ابن عمي لا تتعدى الاخوة وعندما صارحني بحبه اخبرته بهذه الحقيقة .. ولكنه اليوم بما انه يعرض علي الزواج فأنا اجده قابل بفكرة أني لا ابادله المشاعر..وهي يرضى الارتباط بي على ذلك..
قال طارق ببرود: ولهذا انت الآن تفكرين بالامر بجدية.. ماذا تنتظرين؟.. لم لا توافقين وتحققين له رغبته؟..
قالت وعد بصوت يغلب عليه الالم: ولكنها ليست رغبتي انا..
تنهد طارق هذه المرة.. وحاول ان يجمع افكاره المشتتة.. وكلماته التي اخذت ترفض ان تعترف لوعد انه يحبها ولهذا هو يرفض بشدة ولو الحديث عن زواجها من شخص آخر..حاول قدر المكان ليخفي الاهتمام من صوته.. ربما لان كبريائه يمنعه من الاعتراف لفتاة لا يعلم حقيقة مشاعرها نحوه..
واخيرا تحدث ولكن هذه المرة باهتمام واضح: وعد استمعي الي..انت من سيتزوج لا الآخرين.. لا تفكري بغيرك.. هذا زواج يا وعد.. بمعنى حياة طوال العمر.. شراكة ابدية بين الزوجين.. فكري بالامر بجدية..انت من سيتزوج يا وعد..فكري بنفسك قبل غيرك.. قبل ان تندمي على اتخاذ خطوة ..تعيشين بعدها بألم الى ابد الدهر..فكري جيدا يا وعد..
ظلت وعد صامتة.. وكل كلمة يقولها تعود لتردد في ذهنها.. (افكر بنفسي..انا من سيتزوج..قد اندم لو اتخذت خطوة ما دون ان اقتنع بها.. انها حياة ابدية .. انا من سيتزوج لا الآخرين)..
ران الصمت لوهلة بعد ما قاله ..وارتسمت ابتسامة على شفتي وعد بغتة وقالت متحدثة الى طارق: شكرا لنصيحتك يا طارق.. لو تعلم ان كلامك هذا قد ازال الكثير من حيرتي..
قال طارق بترقب ولهفة: ماذا تعنين بالضبط؟؟..
- سأفكر في الامر بجدية واتخذ الخطوة المناسبة..
ولم تستطع منع نفسها من ان تقول: هل لي بسؤال؟..
قال باستغراب من سؤالها: اجل تفضلي..
قالت بتردد: لم انت مهتم بأمري الى هذه الدرجة؟..
ابتسم طارق ابتسامة باهتة ومن ثم قال: اتسألين يا وعد..لم انا مهتم بك..بفتاة قلبت كياني رأسا على عقب.. الم تهتمي انت بي ايضا في ذلك اليوم عندما جرحت ذراعي؟..
اسرعت تقول: صحيح كيف حال ذراعك الآن؟..
ضحك طارق من سؤالها الذي لم يكن في مكانه وقال: بخير وترسل تحياتها لك..
احست وعد بالاحراج وقالت محاولة تغيير دفة الحديث: لقد كنت مهتمة بذراعك يومها لاني انا كنت سبب في اصابتها اولا وثانيا لانك...
صمتت ولم تكمل فقال طارق بابتسامة هادئة: لاني ماذا؟..
آثرت الصمت وهي لا تعلم ما تقول.. لم تشأ ان تقول أي شيء يفضح مشاعرها لطارق.. وسمعت هذا الأخير يقول: سأخبرك يا وعد.. لم انا مهتم بك..ليس لمجرد انك زميلة وصديقة عزيزة علي الامر يفوق هذا..
دقات قلب وعد اخذت تتسارع بشكل كبير ولسانها اصابه الشلل عن الحديث .. لهفة الانتظار جعلتها تصمت دون ان تنطق بحرف.. وهي بشوق لسماع ما سيقول.. وقال اخيرا بصوت يملأه الحنان: وعد.. انا اشعر بأنك قريبة جدا مني..
اتسعت عينا وعد ولم تستطع الا ان تقول بذهول : انا؟؟؟..
وقبل ان يجيبها سمعت صوت طرقات على الباب تلاها صوت فرح وهي تقول: ايتها السخيفة.. لم تغلقين عليك الباب.. افتحي اريد الدخول... ام تريدين من الآنسة فرح ان تنتظر في الخارج..
هتفت وعد قائلة: لحظة واحدة يا فرح..
ثم عادت لتحادث طارق وقالت: معذرة يا طارق.. ولكن علي انهاء المكالمة الآن..
قال طارق بهدوء: كما تشائين.. اراك غدا..الى اللقاء..
قالت بابتسامة باهتة: الى اللقاء..
ونهضت من فوق فراشها وكلمات طارق الكثيرة تتردد في ذهنها متبعثرة.. وشعرت بالضيق من قدوم فرح في هذه اللحظة ..على الاقل كانت ستفهم سبب قوله انها قريبة منه .. ربما لسبب غير الذي تتصوره.. ربما يعني شيئا آخر تماما..
فتحت وعد الباب لها وهي تقول في حنق: ما الذي جاء بك الى هنا؟..
ضحكت فرح وقالت:اهكذا تستقبلين ابنة عمك الوحيدة؟..
قالت وعد بسخرية: وماذا احصل منك غير كل ضيق في حياتي..
قالت فرح بثقة: بل لولاي انا لعشت طوال عمرك في حالة من الملل..
ضحكت وعد وقالت: في هذا معك حق..
واردفت بخبث: والآن لم جئت الى هنا؟.. لا تقولي لزيارتي فليس من عادتك الزيارة في هذا الوقت من الظهيرة..
قالت فرح وهي تتنهد: في الحقيقة هناك سبب آخر..
واردفت بجدية: لقد حدثني هشام بالامس.. عن امر يفكر به وسيفعله حتى تكوني له.. هل حدث بينك وبينه أي شيء يا وعد.. ام انه لا يزال ينتظر الـ...؟
قاطعتها وعد قائلة: شقيقك يطلب الزواج مني يا فرح..
اتسعت عينا فرح بصدمة وقالت: ماذا؟؟..
قالت وعد بهدوء: ما سمعته..انه يصر على الزواج بي..
قالت فرح بغرابة: ولكنه لم يخبر ايا منا بالموضوع.. والدي نفسه لا يعلم بالأمر..
- يريد معرفة رأيي اولا..حتى يمكنه التقدم رسميا لخطبتي وهو يشعر بالراحة من انني سأوافق ولن ارفضه..
قالت فرح بتردد: وقد رفضتي انت الامر.. اليس كذلك؟..
قالت وعد بهدوء: بل وعدته بالتفكير بالامر بجدية.. انه زواج يا فرح.. وعلي ان اتخذ خطوة حتى لا اندم في المستقبل..
قالت فرح بهدوء: مع اني اتمناك زوجة لاخي.. ولكني في الوقت ذاته اتمنى ان اراك سعيدة.. ايا ستختارين يا وعد.. سأكون معك في اختيارك..
قالت وعد بغموض وهي تتذكر كل ما حدث طوال هذا اليوم منذ اتصال هشام لها صباحا وحتى كلمات طارق الاخيرة : ويبدوا انني قد اتخذت قراري يا فرح..
*********__________________
HAMS- مشرف عام الاقسام الرومانسيه
- زقم العضويه : 58
عدد المساهمات : 720
نقاظ : 6280
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 08/02/2010
العمر : 32
الموقع : مصر
- مساهمة رقم 79
رد: "حـــلـــم حـــيـــاتـــي"..(قصة رومنسية متسلسلة)
*الجزء الواحد والثلاثون*
(الحب ..ام الكبرياء؟)
القت الشمس اشعتها الذهبية على تلك المساحة الشاسعة من الارض.. وغمرت المدينة بأكملها بنورها الدافئ.. لتعلن صباح يوم جديد.. وتسلل ذلك الضوء الى نافذة تلك الغرفة ليزعج عيني تلك الفتاة ويجعلها تفتح جفنيها وتسدلهما مرة اخرى في ضيق وهي تقول: يا الهي لماذا انسى اغلاق الستائرجيدا في المساء؟..
نهضت من فراشها وتطلعت الى الساعة.. لديها نصف ساعة لتنامها .. ولكن من يأبه بالنوم الآن.. بعد ان استيقظت بالرغم منها ..وبعثرت خصلات شعرها بهدوء.. وهي تحاول ترتيبه.. وقبل ان تنهض من فراشها.. سمت صوت رنين بنغمة وصول رسالة قصيرة.. فالتقطته.. ولم تلبث ان ارتسمت على شفتيها ابتسامة سعيدة وهي تقرأها: ((صباح الخير يا اجمل من بالوجود.. صباح الخيريا نسمة بين الورود..صباح الخير والسرور..يا حبيبتي الغالية... يا مبعث الوجود..))
ابتسمت ليلى برفة وهي تتطلع الى رسالة عماد الرقيقة والحانية والتي تحمل بين طياتها ذلك الحب الكبير الذي يمنلأ به قلبه تجاهها..واخذت تكتب وترسل له رسالة قصيرة تقول: ((يكفيني انك ارسلت كلماتك.. واثبت لي اشواقك ..واني قد بت جزء من احلامك..يكفيني انك قد بعثت لي كلمات حبك وحنانك..والتي تزيد لهفتي للقياك وانتظارك..))
ونهضت من فراشها لتتوجه نحو دورة المياه وقد اختفى أي ملمح من ملامح النعاس والتعب على وجهها لتحل محله ابتسامة واسعة وسعيدة..
وعلى الطرف الآخر..ارتسمت ابتسامة حنان على شفتي عماد الذي كان يستعد لمغادرة غرفته في تلك اللحظة ..واعاد هاتفه الى جيب سترته بعد ان قرأ رسالتها له.. وهمس قائلا بحب: كم احبك..
وما ان غادر غرفته وهبط السلالم حتى استوقفه صوت والده وهو يقول: الى اين يا عماد؟..
التفت عماد الى والده وقال بابتسامة هادئة: الى الشركة..
قال والده بحيرة: لا يزال الوقت مبكرا يا بني..ان الشركة تبدأ اعمالها بعد النصف ساعة تقريبا..
قال عماد بابتسامة: لا بأس يا والدي..لقد استيقظت مبكرا واشعر بالنشاط.. لهذا سأذهب الى هناك على الفور..
قال والده بهدوء: كما تشاء يا بني..
ابتسم عماد بهدوء وغادر المنزل.. وهو يشعر بأن كل ما قاله لم يكن السبب الحقيقي لذهابه مبكرا..انما هي..ليلى.. شوقه للقياها.. وشوقه لرؤيتها.. واصطحابها معه الى الشركة او الى أي مكان آخر.. المهم اه منذ ان فتح عينيه هذا الصباح وهو يشعر بلهفة لرؤيتها على الرغم من ان آخر لقاء لهما كان بالامس فحسب.. والتقط هاتفه المحمول في نفس اللحظة التي دلف فيها الى السيارة.. واتصل بها وهو في شوق لسماع صوتها..وما ان اجابته قائلة: اهلا عماد..
حتى قال بحنان: اهلا بك..كيف حال حبيبتي الغالية اليوم؟..
قالت بابتسامة خجلة: في خير حال..ماذا عنك؟..
قال بابتسامة وهو يشعل المحرك وينطلق بالسيارة: بخير..واشتقت اليك كثيرا..
قالت مبتسمة: لم يمضي على آخر لقاء لنا حتى اربع وعشرون ساعة..
قال وهو يهز كتفيه: وماذا يهم.. انا اشتاق اليك حتى وانت معي..
توردت وجنتاها بحمرة الخجل وقالت مغيرة دفة الحديث: ما سر اتصالك يا ترى في هذا الصباح الباكر؟..
قال بخبث وقد ادرك رغبتها في تغيير دفة الحديث: لسماع صوتك الرائع..
ازدادت سرعة نبضات قلبها وقالت بارتباك: اخبرني حقا لم اتصلت؟..
قال بمرح: اخبرتك الصدق حقا.. لسماع صوتك.. وايضا لاصطحابك معي..
قالت بحيرة: تعني الى الشركة؟..
قال بابتسامة:الى الشركة او الى أي مكان آخر.. فقط كوني جاهزة..
قالت في سرعة: حسنا اذا .. سأكون جاهزة ريثما تصل..الى اللقاء..
قال عماد بحنان: الى اللقاء يا اميرتي..
واغلق الخط وهو يواصل طريقه..متجها الى منزل ليلى.. وشوقه لها يتضاعف..
*********
دلفت وعد الى القسم الرئيسي بالصحيفة وقالت بمرح يبدوا جليا على وجهها: صباح الخير جميعا..
ابتسم احمد وهو يتطلع اليها قائلا: صباح الخير.. من الغريب ان تغادرينا بالامس وانت حزينة.. وتحضري اليوم وانت تبدين في حالة من المرح والسعادة..
نقلت عينياها الى طارق على الفور وقالت مبتسمة: وما الغريب في الامر.. هذه هي الحياة.. يوم سعيد ويوم حزين..
منحها طارق ابتسامة تحمل في طياتها الكثير من الحنان وقال لها: صباح الخير يا وعد..
واردف بهدوء: وانا معك في ما قلته..
ومن طرف آخر قالت نادية وهي تراها تجلس خلف مكتبها: صباح الخير يا وعد.. لقد قلقت عليك حقا.. بسبب حزنك المفاجئ بالامس.. ماذا حدث؟..
لوحت وعد بكفها وقالت بابتسامة: لا شيء.. مجرد مشاكل اعتيادية..
اما احمد فقد قال بخبث متحدثا الى طارق: تقول انك معها في ما قالته.. وما الغريب في هذا؟..فمنذ متى كنت ضدها..
التفتت له وعد واجابته هذه المرة بابتسامة مرحة: كثيرا ما كان ضدي وخصوصا في الايام الاولى من استلام وظيفتي هنا..
قال احمد بمكر: هذا كان في السابق عندما لم يكن يعرفك جيدا .. اما الآن....
قاطعه طارق قائلا وهو يرفع حاجبيه: اما الآن.. فعليك ان تصمت وتعمل بجد اكثر..
التفتت وعد الى طارق.. وقد استغربت منعه احمد من اتمام عبارته.. ربما شعر مع عبارة احمد انه يسخر منه او شيئا من هذا القبيل.. لم تهتم وهي تجلس خلف مكتبها وتخرج من حقيبتها ورقة كانت عليها كلمات من الواضح انها كتبت بسرعة ودون ترتيب.. فاعادت كتابتها فوق احد الاوراق بشكل منظم..
اما طارق فقد التقط من درج مكتبه ورقة مجعدة قد بات من الواضح عليها ان من كتبها كان يرغب في التخلص منها.. وأخذت عينا طارق تلتهمان كلمات تلك الورقة وابتسامة هادئة ترتسم على شفتيه.. ومن ثم لم يلبث ان تطلع الى وعد وهو يعيدها الى درج مكتبه..
وران الهدوء على القسم كله.. قبل ان يقطعه صوت رنين هاتف القسم الذي ازعج الجميع وتركهم يتركون ما بيدهم..والتقط طارق سماعة الهاتف ليجيبها قائلا: قسم الصفحة الرئيسية .. من المتحدث؟..
استمع الى صوت محدثه باهتمام ومن ثم لم يلبث ان قال: حسنا في الحال يا استاذ نادر..
واغلق سماعة الهاتف .. ليتجه الى مكتبه ويجلس خلفه ومن ثم يلتقط عدة اوراق ونادى وعد قائلا: وعد احضري مقعدا وتعالي هنا..
رفعت حاجبيها وقالت: ولم؟..
قال بهدوء: تعالي وستعرفين كل شيء..
نهضت من خلف مكتبها وجذبت لها مقعدا لتجلس بجوار مكتب طارق ومن ثم قالت: ما الأمر؟..
التفت لها طارق وقال: لقد طلب الاستاذ نادر ان نجمع بعض المعلومات اللازمة عن احد المسئولين بالبلاد.. وبعدها سنذهب لعمل لقاء صحفي معه..
اومأت برأسها قائلة: حسنا.. امنحني الاسم فقط..
قال بهدوء: نبيل سالم..
ومن ثم اعتدل في جلسته ليواجه جهاز الحاسوب وقال: سأبحث عن أي معلومات تتعلق عنه في شبكة الانترنت.. اما انت سجلي كل ماامليه اليك..
سألته وهي تعقد حاجبيها بغرابة: ولم لا تقوم بطباعة ما نريد من معلومات؟..
- لسنا نحتاج الا لمجموعة من المعلومات البسيطة والمتفرقة..
اومأت برأسها مرة اخرى وقالت: فليكن..
اخذ يلقي على مسامعها عبارات متفرقة.. ما بين اعمال هذا المسئول..وما بين امور تتعلق بمنصبه وعلاقاته الخارجية.. واخيرا قال طارق بهدوء: اظن ان هذه المعلومات تكفي..
تطلعت وعد الى الورقة التي امتلأت تقريبا بمعلومات عن ذلك المسئول وتمتمت موافقة: اجل .. اظن ذلك..
استدار لها طارق وقال وهو يمد لها كفه: امنحيني الورقة اذا حتى ارى ما كتبته..
منحته اياها..واخذ يقرأها هو باهتمام.. ومن ثم لم يلبث ان وضعها بدرج مكتبه وقال: حسنا سأذهب لأتحدث الى الاستاذ نادر بشأن اللقاء وان كان قد اخذ لنا موعدا مع المسئول ام لا.. وبعدها سوف نغادر نحن لعمل اللقاء..
قالت وعد في لهفة لم تتمكن من اخفائها: تعني اننا سنكون معافي هذا اللقاء..
ارتسمت ابتسامة حانية وقال: اجل.. فيم كان عملنا سويا اذا؟..
قالت بتوتر بالرغم منها من ابتسامته الحانية: ظننت انك اردت مساعدتي لا اكثر..
تطلع اليها لبرهة من الوقت ومن ثم قال: انتظريني لدقائق.. سأعود لنغادر سويا..
ابتسمت وهي تراه يغادر واسرعت هي تعد اوراقها وآلة التصوير بالاضافة الى جهاز التسجيل..واستغرق منها هذا وقتا قبل ان تنتبه الى طارق الذي كان واقفا عند باب القسم وقال: هيا يا وعد سنذهب ..الم تقومي بتجهيز اشيائك بعد؟..
اسرعت تقول: في الحال..
قال وهو يخرج خارج القسم: اسرعي سأنتظرك في....
بتر عبارته وكأنه تنبه الى امر هام ومن ثم قال: لقد نسيت اخذ الورقة..احضريها يا وعد..
فهمت انه يعني الورقة التي قد جمعا فيها المعلومات عن المسئول.. فاتجهت الى مكتبه وقالت متسائلة: في أي درج وضعتها؟..
قال دون ان يلتفت لها وهو يتطلع الى ساعته: الاول..
اسرعت بفتح الدرج والتقاط الورقة المنشودة ...ولكن ...ورقة أخرى استرعت انتباهها..فتأملتها وهي تشعر بأنها مألوفة لها .. خصوصا وهي مجعدة بنحو غريب وكأنها مهملة .. ووجدت فضولها يجبرها على مد يدها والتقاط الورقة.. لمعرفة ما بها.. وعن سر احتفاظ طارق لورقة مجعدة مثلها.. فضت الورقة وسقطت عيناها على اول الحروف...
في اللحظة ذاتها رفع طارق رأسه اليها وقال بضجر: الى متى سأنتظر يا وعد؟.. كل هذا الوقت لاحضار تلك الـ....
بتر طارق عبارته بغتة وهو يلمح عينا وعد التي تنظر اليه بصدمة وغضب..وادرك على الفور سر نظرتها هذه عندما وقع بصره على الورقة التي في يدها..ووجد نفسه يقول في توتر: سأشرح لك الامر..
اما وعد فلم تستمع الى عبارته..لقد ظلت تتطلع الى طارق بعينان تملأهما الصدمة..لقد كان يحتفظ بكلماتها طوال تلك المدة.. من اين حصل عليها؟.. وكيف يمنح لنفسه الحق التعدي على خصوصيتها وقراءة اوراقها الشخصية..لقد علم من هذه الورقة بمشاعرها التي تريد ان تخفيها منذ زمن عنه.. لهذا كان يخصها بذلك الحنان .. لهذا اخبرها بقصته مع مايا.. لم يفعل كل هذا الا عندما قرأ كلمات الاهتمام التي عبرت عنها الخاطرة..لقد تقصد بكل تأكيد الاطلاع عليها.. واحتفظ بها.. هل اهتمامه بي شفقة اذا على مشاعري نحوه؟..
لم يكن عقل وعد يستطيع التفكير في تلك اللحظة.. ويجعلها ترى الامر بوضوح اكبر..وان احتفاظ طارق بالورقة لا تعني الا انه ييريد ان تبقى كلماتها معه دائما.. لم تكن ترى انها فعلت مثل ما فعله طارق بالسماح لفضولها لالتقاط الورقة من درجه ..لم تكن ترى لحظتها سوى ان طارق قد اقتحم خصوصيتها ومشاعرها بغير حق.. وانه قد كان يشفق عليها باهتمامه ليس الا.. ووجدت نفسها تهتف بغضب: كيف تجرؤ على التدخل في خصوصياتي؟..
قال طارق في سرعة: سأشرح لك الامر كله يا وعد..
قالت في حدة دون ان تنتبه الى احمد ونادية الذي ادهشهما هذا الشجار بينهما والذي لم يعرفا سببه: لهذا كنت تهتم لأمري اذا ..لانك كنت تعلم انك قد جذبت انتباهي منذ البداية.. لقد كنت تشفق على مشاعر فتاة بلهاء مثلي ليس الا..
قال طارق بحزم: من قال هذا؟.. لا شيء يدعوني للشفقة.. لا شيء يدعوني لأن انافق في مشاعري.. لا شيء يدعوني للخداع.. ان كل ما افعله او انطق به انما هو الصدق.. ونتيجة لما احمله لك من مشاعر..
وعلى الرغم من رنة الصدق في صوته الا ان غضب وعد اعماها عن الانتباه لصدقه وهي تقول: كيف تسمح لنفسك بالتدخل في خصوصياتي؟.. لقد رفضت انت ان يتدخل أي احد بماضيك.. رفضت مجرد السؤال عنه.. فكيف تسمح لنفسك بالتدخل في خصوصيات غيرك؟..
قال طارق وهو يزفر بحدة: اعترف اني اخطأت بهذا الشأن.. ولكن انتابني الفضول لحظتها على ان اعرف سر هذه الورقة المهملة وظننتها موضوعا آخر تركتيه باهمال.. ولم اكن ادرك انها كلمات رائعة عبرت عن براعة اسلوبك في هذا المجال..
وعلى الرغم من رقته في قولها الا ان هذا لم يهدئ من غضب وعد وقالت بعصبية: هل كنت ستسمح لي بالتجسس على اوراقك واسرارك؟.. هل كنت ستسمح مجرد معرفة جزء من مشاعرك دون ان تقولها انت بنفسك؟..
تطلع اليها طارق بدهشة من انفعالها.. وخيل اليه انه يلمح مايا بعصبيتها وانفعالها الدائم.. لم يعلم لم تذكر مايا الآن؟.. ولكن عصبية وعد المبالغة جعلته يتذكرها وهي تختلق الشجارات معه.. وتصر دوما انها على حق.. وتذكر كيف كان يعالج الموقف وقتها..ولكن هذه المرة من تواجهه وعد وليست مايا.. وعد بعصبيتها ورقتها في آن واحد.. وعد بكبريائها الذي يجعلها ترفض ان يعلم احد بمشاعرها.. تظن الآن انه عندما علم بمشاعر الاهتمام التي تكنها نحوه بادلها هو المشاعر.. ستكون حمقاء لو فكرت هكذا.. وان مشاعره لها ليست سوى شفقة..
وقال اخيرا بصوت هادئ: لم كل هذه العصبية يا وعد؟.. سأشرح لك الامر بهدوء وبعدها يمكنك الحكم بنفسك..
قالت وفي عينيها نظرة لوم: لا احتاج الى شفقتك..
ومرت من جانبه في سرعة لتغادر القسم ولم تكد تفعل حتى فوجئت بطارق يمسك معصمها في قوة ويقول: استمعي الي اولا.. قبل ان تهربي..
قالت في انفعال وغصة تملأ حلقها: انا لا اهرب.. ووفر شفقتك لنفسك..
قالتها وجذبت معصمها من كفه في خشونة..لماذا؟.. لماذا الآن؟..لماذا بعد ان شعرت بالسعادة لأنه يهتم بي ويخصني بنظراته؟.. لماذا بعد ان علمت انه يشعر بقربي له؟..لماذا اكتشف الآن ان هذا ليس سوى مزيج من شفقته وعطفه علي؟..لماذا؟..
لم تعرف الى اين تتجه.. ولكن وجدت قدماها تقودانها الى الممر الذي تقع المصاعد في نهايته.. ووجدتها فرصة مناسبة لابعاد تلك المرارة والحزن من اعماقها..واخفاء دموعها التي تترقرق في عينيها عن الجميع.. ستخرج من الصحيفة لتختلي بنفسها ولو لدقائق او ربما تذهب الى الكفتيريا لترتاح قليلا .. اهم شيء ان تبعد عن نفسها هذا الاحساس بالحزن وتنسى طارق بمشاعر الشفقة التي يحملها لها..
واطلقت تنهيدة الم..لكنها لم تكتمل.. وهي تلمح طارق يقف امامها بجسده الممشوق القوام ليعترض طريقها ويحول عنها التقدم قائلا: قلت لا تهربي.. سنتفاهم اولا..
وضعت كفها على فمها لتمنع شهقة دهشة كادت ان تنطلق من بين شفتيها..وهي التي لم تكن تشعر به يتبعها على الاطلاق ..وقالت ببرود بعد ان تلاشت دهشتها: ابتعد عن طريقي..
قال بصرامة: ليس قبل ان نتفاهم..
قالت والدموع تعود لتترقرق في عينيها: شكرا لك لست احتاج لكلمات الشفقة منك..
قال طارق بعصبيه هذه المرة: عن أي شفقة تتحدثين؟.. هل كانت مشاعري نحوك بهذا القدر من الكذب الذي تصفين؟ ..انني لم افكر يوما حتى بالشفقة نحوك.. ومنذ اليوم الاول لقدومك للمكتب كنت تعلمين اني لم اكن اهتم بأي احد.. فهل كنت سأهتم بمشاعرك واشفق عليها؟..
تطلعت اليه وعد وقد شعرت بصدق منطقه.. ولكنها قالت ببرود: ولكن هذا لا يمنحك الحق بالتدخل في خصوصياتي ومشاعري الخاصة..
قال طارق بتحدي هذه المرة: الم تفعلي المثل؟..
قالت وعد باستنكار: انا؟؟..
- اجل انت.. كيف علمت بأمر هذه الورقة في درجي اذا..الم تلتقطيها من درجي وهي تخصني انا؟..
شعرت بالارتباك وقالت بعد برهة من الصمت: ولكنها تخصني انا..
قال طارق وهو يعقد ساعديه امام صدره: وكيف كنت لتعلمي بهذا لو لم تلتقطيها بنفسك وتقرأيها.. مايدريك وقتها ان الورقة لم تكن لتحمل امور تخصني او شيء من هذا القبيل..
سيطر عليها الحرج والتوتر.. ولقد علمت حقا انها قد فعلت ما ترفضه الآن وبشدة..وتمتمت مدافعة عن نفسها: لم اكن اقصد ذلك..لقد بدت مألوفة لدي .. ليس الا..
واردفت في حدة: والآن..هلا ابتعدت عن طريقي..
لم يتزحزح طارق من مكانه قيد انملة.. فقالت وعد بعناد: فليكن انا من ستبتعد عن المكان..
قالتها وهي تلتفت عنه وتسير مبتعدة.. لكن صوت طارق الصارم جعلها تتوقف في مكانها وهي تستمع اليه وهو يقول: لا تظني يا وعد اني سألحق بك مجددا.. مادمت نرفضين الاستماع الي الآن.. فلن احاول تبرير الامر لاحقا..اما انت فيمكنك الهرب الآن.. يمكنك ان تهربي من الحقيقة كما تشائين..
وجدت وعد نفسها تتوقف وتلتفت له قائلة بحدة: لقد شرحت لي الامر وانتهى الموضوع.. ماذا تريد الآن؟..
قال طارق بجدية: لا لم ينتهي الامر بعد .. فعيناك تقولان ان الشك لا يزال يراودك فيما قلته..
قالت وعد بسخرية وهي تعقد ساعديها امام صدرها: صحيح .. نسيت انك تستطيع قراءة لغة العيون..
قال طارق وهو يتطلع الى عينيها مباشرة: ولا يفهمها الا من يهتم بصاحبها.. اليس كذلك؟..
توترت وعد بعبارته.. ووجدت يداها تسقطان الى جوارها وهي تتطلع الى اجمل عينان رأتهما في حياتها.. عينان تستطيع ان ترى بداخلها الصدق والحنان.. الصرامة والحزم..المرح وقوة الشخصية.. عينان هي اغرب ما تكون بكل ما تحمله من مشاعر.. وهمت بنطق شيء ما.. لولا ان ارتفع صوت رنين هاتف طارق.. وسمعته يجيبه قائلا:اجل يا استاذ نادر...في الحال.. سنذهب بعد دقائق..الى اللقاء..
ولم يلبث ان اغلق الهاتف ومن ثم قال وهو يتحدث اليها: هيا سنذهب الى اللقاء الصحفي الآن..
قالت بعناد: لا.. لن اذهب الى أي مكان..
قال طارق وهو يهز كتفيه: فليكن يا وعد.. افعلي ما بدا لك..سأذهب الى اللقاء الصحفي وحدي.. ولكن قبل هذا...
بتر عبارته ومن ثم اردف وهو يضغط على حروف كلماته: سأنتظرك لعشر دقائق في موقف السيارات بالاسفل.. عشر دقائق لا غير.. ان لم تحضري فسأغادر..
قالها والتفت عنها ليتوجه الى حيث المصاعد والقى عليها نظرة اخيرة قبل ان يستقل احدها الى الطابق الارضي.. اما وعد فقد توقفت في مكانها للحظات وهي غير عالمة لماتفعله..أتتبعه الى هناك.. ام تحتفظ بكبريائها وتجعله يذهب وحيدا..ولكن لم كل هذا؟..انه على حق في كل ما قاله.. لقد شعرت بصدقه في كل حرف نطق به.. ولكن مع هذا قد تدخل في شيء يخصها.. في مشاعرها التي جاهدت لتخفيها عنه وعن الجميع.. ان طارق هو الانسان الذي تحب..هل تضحي بكرماتها وتذهب اليه؟.. ام تحتفظ بها وتتركه يذهب وحيدا؟..انها تعلم انه جاد فيما يقوله.. وانه سيتركها ويرحل فعلا لو لم تتبعه.. ولهذا ازدادت الحيرة بداخلها اضعافا .. وهي غير عالمة لما تفعله...
وظلت في حيرة من امرها وهي تنقل بصرها بين ركن لمصاعد الذي كان يقف فيه طارق منذ لحظات وبين ساعة يدها التي اعلنت مضي دقيقتين حتى الآن...
**********
(الحب ..ام الكبرياء؟)
القت الشمس اشعتها الذهبية على تلك المساحة الشاسعة من الارض.. وغمرت المدينة بأكملها بنورها الدافئ.. لتعلن صباح يوم جديد.. وتسلل ذلك الضوء الى نافذة تلك الغرفة ليزعج عيني تلك الفتاة ويجعلها تفتح جفنيها وتسدلهما مرة اخرى في ضيق وهي تقول: يا الهي لماذا انسى اغلاق الستائرجيدا في المساء؟..
نهضت من فراشها وتطلعت الى الساعة.. لديها نصف ساعة لتنامها .. ولكن من يأبه بالنوم الآن.. بعد ان استيقظت بالرغم منها ..وبعثرت خصلات شعرها بهدوء.. وهي تحاول ترتيبه.. وقبل ان تنهض من فراشها.. سمت صوت رنين بنغمة وصول رسالة قصيرة.. فالتقطته.. ولم تلبث ان ارتسمت على شفتيها ابتسامة سعيدة وهي تقرأها: ((صباح الخير يا اجمل من بالوجود.. صباح الخيريا نسمة بين الورود..صباح الخير والسرور..يا حبيبتي الغالية... يا مبعث الوجود..))
ابتسمت ليلى برفة وهي تتطلع الى رسالة عماد الرقيقة والحانية والتي تحمل بين طياتها ذلك الحب الكبير الذي يمنلأ به قلبه تجاهها..واخذت تكتب وترسل له رسالة قصيرة تقول: ((يكفيني انك ارسلت كلماتك.. واثبت لي اشواقك ..واني قد بت جزء من احلامك..يكفيني انك قد بعثت لي كلمات حبك وحنانك..والتي تزيد لهفتي للقياك وانتظارك..))
ونهضت من فراشها لتتوجه نحو دورة المياه وقد اختفى أي ملمح من ملامح النعاس والتعب على وجهها لتحل محله ابتسامة واسعة وسعيدة..
وعلى الطرف الآخر..ارتسمت ابتسامة حنان على شفتي عماد الذي كان يستعد لمغادرة غرفته في تلك اللحظة ..واعاد هاتفه الى جيب سترته بعد ان قرأ رسالتها له.. وهمس قائلا بحب: كم احبك..
وما ان غادر غرفته وهبط السلالم حتى استوقفه صوت والده وهو يقول: الى اين يا عماد؟..
التفت عماد الى والده وقال بابتسامة هادئة: الى الشركة..
قال والده بحيرة: لا يزال الوقت مبكرا يا بني..ان الشركة تبدأ اعمالها بعد النصف ساعة تقريبا..
قال عماد بابتسامة: لا بأس يا والدي..لقد استيقظت مبكرا واشعر بالنشاط.. لهذا سأذهب الى هناك على الفور..
قال والده بهدوء: كما تشاء يا بني..
ابتسم عماد بهدوء وغادر المنزل.. وهو يشعر بأن كل ما قاله لم يكن السبب الحقيقي لذهابه مبكرا..انما هي..ليلى.. شوقه للقياها.. وشوقه لرؤيتها.. واصطحابها معه الى الشركة او الى أي مكان آخر.. المهم اه منذ ان فتح عينيه هذا الصباح وهو يشعر بلهفة لرؤيتها على الرغم من ان آخر لقاء لهما كان بالامس فحسب.. والتقط هاتفه المحمول في نفس اللحظة التي دلف فيها الى السيارة.. واتصل بها وهو في شوق لسماع صوتها..وما ان اجابته قائلة: اهلا عماد..
حتى قال بحنان: اهلا بك..كيف حال حبيبتي الغالية اليوم؟..
قالت بابتسامة خجلة: في خير حال..ماذا عنك؟..
قال بابتسامة وهو يشعل المحرك وينطلق بالسيارة: بخير..واشتقت اليك كثيرا..
قالت مبتسمة: لم يمضي على آخر لقاء لنا حتى اربع وعشرون ساعة..
قال وهو يهز كتفيه: وماذا يهم.. انا اشتاق اليك حتى وانت معي..
توردت وجنتاها بحمرة الخجل وقالت مغيرة دفة الحديث: ما سر اتصالك يا ترى في هذا الصباح الباكر؟..
قال بخبث وقد ادرك رغبتها في تغيير دفة الحديث: لسماع صوتك الرائع..
ازدادت سرعة نبضات قلبها وقالت بارتباك: اخبرني حقا لم اتصلت؟..
قال بمرح: اخبرتك الصدق حقا.. لسماع صوتك.. وايضا لاصطحابك معي..
قالت بحيرة: تعني الى الشركة؟..
قال بابتسامة:الى الشركة او الى أي مكان آخر.. فقط كوني جاهزة..
قالت في سرعة: حسنا اذا .. سأكون جاهزة ريثما تصل..الى اللقاء..
قال عماد بحنان: الى اللقاء يا اميرتي..
واغلق الخط وهو يواصل طريقه..متجها الى منزل ليلى.. وشوقه لها يتضاعف..
*********
دلفت وعد الى القسم الرئيسي بالصحيفة وقالت بمرح يبدوا جليا على وجهها: صباح الخير جميعا..
ابتسم احمد وهو يتطلع اليها قائلا: صباح الخير.. من الغريب ان تغادرينا بالامس وانت حزينة.. وتحضري اليوم وانت تبدين في حالة من المرح والسعادة..
نقلت عينياها الى طارق على الفور وقالت مبتسمة: وما الغريب في الامر.. هذه هي الحياة.. يوم سعيد ويوم حزين..
منحها طارق ابتسامة تحمل في طياتها الكثير من الحنان وقال لها: صباح الخير يا وعد..
واردف بهدوء: وانا معك في ما قلته..
ومن طرف آخر قالت نادية وهي تراها تجلس خلف مكتبها: صباح الخير يا وعد.. لقد قلقت عليك حقا.. بسبب حزنك المفاجئ بالامس.. ماذا حدث؟..
لوحت وعد بكفها وقالت بابتسامة: لا شيء.. مجرد مشاكل اعتيادية..
اما احمد فقد قال بخبث متحدثا الى طارق: تقول انك معها في ما قالته.. وما الغريب في هذا؟..فمنذ متى كنت ضدها..
التفتت له وعد واجابته هذه المرة بابتسامة مرحة: كثيرا ما كان ضدي وخصوصا في الايام الاولى من استلام وظيفتي هنا..
قال احمد بمكر: هذا كان في السابق عندما لم يكن يعرفك جيدا .. اما الآن....
قاطعه طارق قائلا وهو يرفع حاجبيه: اما الآن.. فعليك ان تصمت وتعمل بجد اكثر..
التفتت وعد الى طارق.. وقد استغربت منعه احمد من اتمام عبارته.. ربما شعر مع عبارة احمد انه يسخر منه او شيئا من هذا القبيل.. لم تهتم وهي تجلس خلف مكتبها وتخرج من حقيبتها ورقة كانت عليها كلمات من الواضح انها كتبت بسرعة ودون ترتيب.. فاعادت كتابتها فوق احد الاوراق بشكل منظم..
اما طارق فقد التقط من درج مكتبه ورقة مجعدة قد بات من الواضح عليها ان من كتبها كان يرغب في التخلص منها.. وأخذت عينا طارق تلتهمان كلمات تلك الورقة وابتسامة هادئة ترتسم على شفتيه.. ومن ثم لم يلبث ان تطلع الى وعد وهو يعيدها الى درج مكتبه..
وران الهدوء على القسم كله.. قبل ان يقطعه صوت رنين هاتف القسم الذي ازعج الجميع وتركهم يتركون ما بيدهم..والتقط طارق سماعة الهاتف ليجيبها قائلا: قسم الصفحة الرئيسية .. من المتحدث؟..
استمع الى صوت محدثه باهتمام ومن ثم لم يلبث ان قال: حسنا في الحال يا استاذ نادر..
واغلق سماعة الهاتف .. ليتجه الى مكتبه ويجلس خلفه ومن ثم يلتقط عدة اوراق ونادى وعد قائلا: وعد احضري مقعدا وتعالي هنا..
رفعت حاجبيها وقالت: ولم؟..
قال بهدوء: تعالي وستعرفين كل شيء..
نهضت من خلف مكتبها وجذبت لها مقعدا لتجلس بجوار مكتب طارق ومن ثم قالت: ما الأمر؟..
التفت لها طارق وقال: لقد طلب الاستاذ نادر ان نجمع بعض المعلومات اللازمة عن احد المسئولين بالبلاد.. وبعدها سنذهب لعمل لقاء صحفي معه..
اومأت برأسها قائلة: حسنا.. امنحني الاسم فقط..
قال بهدوء: نبيل سالم..
ومن ثم اعتدل في جلسته ليواجه جهاز الحاسوب وقال: سأبحث عن أي معلومات تتعلق عنه في شبكة الانترنت.. اما انت سجلي كل ماامليه اليك..
سألته وهي تعقد حاجبيها بغرابة: ولم لا تقوم بطباعة ما نريد من معلومات؟..
- لسنا نحتاج الا لمجموعة من المعلومات البسيطة والمتفرقة..
اومأت برأسها مرة اخرى وقالت: فليكن..
اخذ يلقي على مسامعها عبارات متفرقة.. ما بين اعمال هذا المسئول..وما بين امور تتعلق بمنصبه وعلاقاته الخارجية.. واخيرا قال طارق بهدوء: اظن ان هذه المعلومات تكفي..
تطلعت وعد الى الورقة التي امتلأت تقريبا بمعلومات عن ذلك المسئول وتمتمت موافقة: اجل .. اظن ذلك..
استدار لها طارق وقال وهو يمد لها كفه: امنحيني الورقة اذا حتى ارى ما كتبته..
منحته اياها..واخذ يقرأها هو باهتمام.. ومن ثم لم يلبث ان وضعها بدرج مكتبه وقال: حسنا سأذهب لأتحدث الى الاستاذ نادر بشأن اللقاء وان كان قد اخذ لنا موعدا مع المسئول ام لا.. وبعدها سوف نغادر نحن لعمل اللقاء..
قالت وعد في لهفة لم تتمكن من اخفائها: تعني اننا سنكون معافي هذا اللقاء..
ارتسمت ابتسامة حانية وقال: اجل.. فيم كان عملنا سويا اذا؟..
قالت بتوتر بالرغم منها من ابتسامته الحانية: ظننت انك اردت مساعدتي لا اكثر..
تطلع اليها لبرهة من الوقت ومن ثم قال: انتظريني لدقائق.. سأعود لنغادر سويا..
ابتسمت وهي تراه يغادر واسرعت هي تعد اوراقها وآلة التصوير بالاضافة الى جهاز التسجيل..واستغرق منها هذا وقتا قبل ان تنتبه الى طارق الذي كان واقفا عند باب القسم وقال: هيا يا وعد سنذهب ..الم تقومي بتجهيز اشيائك بعد؟..
اسرعت تقول: في الحال..
قال وهو يخرج خارج القسم: اسرعي سأنتظرك في....
بتر عبارته وكأنه تنبه الى امر هام ومن ثم قال: لقد نسيت اخذ الورقة..احضريها يا وعد..
فهمت انه يعني الورقة التي قد جمعا فيها المعلومات عن المسئول.. فاتجهت الى مكتبه وقالت متسائلة: في أي درج وضعتها؟..
قال دون ان يلتفت لها وهو يتطلع الى ساعته: الاول..
اسرعت بفتح الدرج والتقاط الورقة المنشودة ...ولكن ...ورقة أخرى استرعت انتباهها..فتأملتها وهي تشعر بأنها مألوفة لها .. خصوصا وهي مجعدة بنحو غريب وكأنها مهملة .. ووجدت فضولها يجبرها على مد يدها والتقاط الورقة.. لمعرفة ما بها.. وعن سر احتفاظ طارق لورقة مجعدة مثلها.. فضت الورقة وسقطت عيناها على اول الحروف...
في اللحظة ذاتها رفع طارق رأسه اليها وقال بضجر: الى متى سأنتظر يا وعد؟.. كل هذا الوقت لاحضار تلك الـ....
بتر طارق عبارته بغتة وهو يلمح عينا وعد التي تنظر اليه بصدمة وغضب..وادرك على الفور سر نظرتها هذه عندما وقع بصره على الورقة التي في يدها..ووجد نفسه يقول في توتر: سأشرح لك الامر..
اما وعد فلم تستمع الى عبارته..لقد ظلت تتطلع الى طارق بعينان تملأهما الصدمة..لقد كان يحتفظ بكلماتها طوال تلك المدة.. من اين حصل عليها؟.. وكيف يمنح لنفسه الحق التعدي على خصوصيتها وقراءة اوراقها الشخصية..لقد علم من هذه الورقة بمشاعرها التي تريد ان تخفيها منذ زمن عنه.. لهذا كان يخصها بذلك الحنان .. لهذا اخبرها بقصته مع مايا.. لم يفعل كل هذا الا عندما قرأ كلمات الاهتمام التي عبرت عنها الخاطرة..لقد تقصد بكل تأكيد الاطلاع عليها.. واحتفظ بها.. هل اهتمامه بي شفقة اذا على مشاعري نحوه؟..
لم يكن عقل وعد يستطيع التفكير في تلك اللحظة.. ويجعلها ترى الامر بوضوح اكبر..وان احتفاظ طارق بالورقة لا تعني الا انه ييريد ان تبقى كلماتها معه دائما.. لم تكن ترى انها فعلت مثل ما فعله طارق بالسماح لفضولها لالتقاط الورقة من درجه ..لم تكن ترى لحظتها سوى ان طارق قد اقتحم خصوصيتها ومشاعرها بغير حق.. وانه قد كان يشفق عليها باهتمامه ليس الا.. ووجدت نفسها تهتف بغضب: كيف تجرؤ على التدخل في خصوصياتي؟..
قال طارق في سرعة: سأشرح لك الامر كله يا وعد..
قالت في حدة دون ان تنتبه الى احمد ونادية الذي ادهشهما هذا الشجار بينهما والذي لم يعرفا سببه: لهذا كنت تهتم لأمري اذا ..لانك كنت تعلم انك قد جذبت انتباهي منذ البداية.. لقد كنت تشفق على مشاعر فتاة بلهاء مثلي ليس الا..
قال طارق بحزم: من قال هذا؟.. لا شيء يدعوني للشفقة.. لا شيء يدعوني لأن انافق في مشاعري.. لا شيء يدعوني للخداع.. ان كل ما افعله او انطق به انما هو الصدق.. ونتيجة لما احمله لك من مشاعر..
وعلى الرغم من رنة الصدق في صوته الا ان غضب وعد اعماها عن الانتباه لصدقه وهي تقول: كيف تسمح لنفسك بالتدخل في خصوصياتي؟.. لقد رفضت انت ان يتدخل أي احد بماضيك.. رفضت مجرد السؤال عنه.. فكيف تسمح لنفسك بالتدخل في خصوصيات غيرك؟..
قال طارق وهو يزفر بحدة: اعترف اني اخطأت بهذا الشأن.. ولكن انتابني الفضول لحظتها على ان اعرف سر هذه الورقة المهملة وظننتها موضوعا آخر تركتيه باهمال.. ولم اكن ادرك انها كلمات رائعة عبرت عن براعة اسلوبك في هذا المجال..
وعلى الرغم من رقته في قولها الا ان هذا لم يهدئ من غضب وعد وقالت بعصبية: هل كنت ستسمح لي بالتجسس على اوراقك واسرارك؟.. هل كنت ستسمح مجرد معرفة جزء من مشاعرك دون ان تقولها انت بنفسك؟..
تطلع اليها طارق بدهشة من انفعالها.. وخيل اليه انه يلمح مايا بعصبيتها وانفعالها الدائم.. لم يعلم لم تذكر مايا الآن؟.. ولكن عصبية وعد المبالغة جعلته يتذكرها وهي تختلق الشجارات معه.. وتصر دوما انها على حق.. وتذكر كيف كان يعالج الموقف وقتها..ولكن هذه المرة من تواجهه وعد وليست مايا.. وعد بعصبيتها ورقتها في آن واحد.. وعد بكبريائها الذي يجعلها ترفض ان يعلم احد بمشاعرها.. تظن الآن انه عندما علم بمشاعر الاهتمام التي تكنها نحوه بادلها هو المشاعر.. ستكون حمقاء لو فكرت هكذا.. وان مشاعره لها ليست سوى شفقة..
وقال اخيرا بصوت هادئ: لم كل هذه العصبية يا وعد؟.. سأشرح لك الامر بهدوء وبعدها يمكنك الحكم بنفسك..
قالت وفي عينيها نظرة لوم: لا احتاج الى شفقتك..
ومرت من جانبه في سرعة لتغادر القسم ولم تكد تفعل حتى فوجئت بطارق يمسك معصمها في قوة ويقول: استمعي الي اولا.. قبل ان تهربي..
قالت في انفعال وغصة تملأ حلقها: انا لا اهرب.. ووفر شفقتك لنفسك..
قالتها وجذبت معصمها من كفه في خشونة..لماذا؟.. لماذا الآن؟..لماذا بعد ان شعرت بالسعادة لأنه يهتم بي ويخصني بنظراته؟.. لماذا بعد ان علمت انه يشعر بقربي له؟..لماذا اكتشف الآن ان هذا ليس سوى مزيج من شفقته وعطفه علي؟..لماذا؟..
لم تعرف الى اين تتجه.. ولكن وجدت قدماها تقودانها الى الممر الذي تقع المصاعد في نهايته.. ووجدتها فرصة مناسبة لابعاد تلك المرارة والحزن من اعماقها..واخفاء دموعها التي تترقرق في عينيها عن الجميع.. ستخرج من الصحيفة لتختلي بنفسها ولو لدقائق او ربما تذهب الى الكفتيريا لترتاح قليلا .. اهم شيء ان تبعد عن نفسها هذا الاحساس بالحزن وتنسى طارق بمشاعر الشفقة التي يحملها لها..
واطلقت تنهيدة الم..لكنها لم تكتمل.. وهي تلمح طارق يقف امامها بجسده الممشوق القوام ليعترض طريقها ويحول عنها التقدم قائلا: قلت لا تهربي.. سنتفاهم اولا..
وضعت كفها على فمها لتمنع شهقة دهشة كادت ان تنطلق من بين شفتيها..وهي التي لم تكن تشعر به يتبعها على الاطلاق ..وقالت ببرود بعد ان تلاشت دهشتها: ابتعد عن طريقي..
قال بصرامة: ليس قبل ان نتفاهم..
قالت والدموع تعود لتترقرق في عينيها: شكرا لك لست احتاج لكلمات الشفقة منك..
قال طارق بعصبيه هذه المرة: عن أي شفقة تتحدثين؟.. هل كانت مشاعري نحوك بهذا القدر من الكذب الذي تصفين؟ ..انني لم افكر يوما حتى بالشفقة نحوك.. ومنذ اليوم الاول لقدومك للمكتب كنت تعلمين اني لم اكن اهتم بأي احد.. فهل كنت سأهتم بمشاعرك واشفق عليها؟..
تطلعت اليه وعد وقد شعرت بصدق منطقه.. ولكنها قالت ببرود: ولكن هذا لا يمنحك الحق بالتدخل في خصوصياتي ومشاعري الخاصة..
قال طارق بتحدي هذه المرة: الم تفعلي المثل؟..
قالت وعد باستنكار: انا؟؟..
- اجل انت.. كيف علمت بأمر هذه الورقة في درجي اذا..الم تلتقطيها من درجي وهي تخصني انا؟..
شعرت بالارتباك وقالت بعد برهة من الصمت: ولكنها تخصني انا..
قال طارق وهو يعقد ساعديه امام صدره: وكيف كنت لتعلمي بهذا لو لم تلتقطيها بنفسك وتقرأيها.. مايدريك وقتها ان الورقة لم تكن لتحمل امور تخصني او شيء من هذا القبيل..
سيطر عليها الحرج والتوتر.. ولقد علمت حقا انها قد فعلت ما ترفضه الآن وبشدة..وتمتمت مدافعة عن نفسها: لم اكن اقصد ذلك..لقد بدت مألوفة لدي .. ليس الا..
واردفت في حدة: والآن..هلا ابتعدت عن طريقي..
لم يتزحزح طارق من مكانه قيد انملة.. فقالت وعد بعناد: فليكن انا من ستبتعد عن المكان..
قالتها وهي تلتفت عنه وتسير مبتعدة.. لكن صوت طارق الصارم جعلها تتوقف في مكانها وهي تستمع اليه وهو يقول: لا تظني يا وعد اني سألحق بك مجددا.. مادمت نرفضين الاستماع الي الآن.. فلن احاول تبرير الامر لاحقا..اما انت فيمكنك الهرب الآن.. يمكنك ان تهربي من الحقيقة كما تشائين..
وجدت وعد نفسها تتوقف وتلتفت له قائلة بحدة: لقد شرحت لي الامر وانتهى الموضوع.. ماذا تريد الآن؟..
قال طارق بجدية: لا لم ينتهي الامر بعد .. فعيناك تقولان ان الشك لا يزال يراودك فيما قلته..
قالت وعد بسخرية وهي تعقد ساعديها امام صدرها: صحيح .. نسيت انك تستطيع قراءة لغة العيون..
قال طارق وهو يتطلع الى عينيها مباشرة: ولا يفهمها الا من يهتم بصاحبها.. اليس كذلك؟..
توترت وعد بعبارته.. ووجدت يداها تسقطان الى جوارها وهي تتطلع الى اجمل عينان رأتهما في حياتها.. عينان تستطيع ان ترى بداخلها الصدق والحنان.. الصرامة والحزم..المرح وقوة الشخصية.. عينان هي اغرب ما تكون بكل ما تحمله من مشاعر.. وهمت بنطق شيء ما.. لولا ان ارتفع صوت رنين هاتف طارق.. وسمعته يجيبه قائلا:اجل يا استاذ نادر...في الحال.. سنذهب بعد دقائق..الى اللقاء..
ولم يلبث ان اغلق الهاتف ومن ثم قال وهو يتحدث اليها: هيا سنذهب الى اللقاء الصحفي الآن..
قالت بعناد: لا.. لن اذهب الى أي مكان..
قال طارق وهو يهز كتفيه: فليكن يا وعد.. افعلي ما بدا لك..سأذهب الى اللقاء الصحفي وحدي.. ولكن قبل هذا...
بتر عبارته ومن ثم اردف وهو يضغط على حروف كلماته: سأنتظرك لعشر دقائق في موقف السيارات بالاسفل.. عشر دقائق لا غير.. ان لم تحضري فسأغادر..
قالها والتفت عنها ليتوجه الى حيث المصاعد والقى عليها نظرة اخيرة قبل ان يستقل احدها الى الطابق الارضي.. اما وعد فقد توقفت في مكانها للحظات وهي غير عالمة لماتفعله..أتتبعه الى هناك.. ام تحتفظ بكبريائها وتجعله يذهب وحيدا..ولكن لم كل هذا؟..انه على حق في كل ما قاله.. لقد شعرت بصدقه في كل حرف نطق به.. ولكن مع هذا قد تدخل في شيء يخصها.. في مشاعرها التي جاهدت لتخفيها عنه وعن الجميع.. ان طارق هو الانسان الذي تحب..هل تضحي بكرماتها وتذهب اليه؟.. ام تحتفظ بها وتتركه يذهب وحيدا؟..انها تعلم انه جاد فيما يقوله.. وانه سيتركها ويرحل فعلا لو لم تتبعه.. ولهذا ازدادت الحيرة بداخلها اضعافا .. وهي غير عالمة لما تفعله...
وظلت في حيرة من امرها وهي تنقل بصرها بين ركن لمصاعد الذي كان يقف فيه طارق منذ لحظات وبين ساعة يدها التي اعلنت مضي دقيقتين حتى الآن...
**********
HAMS- مشرف عام الاقسام الرومانسيه
- زقم العضويه : 58
عدد المساهمات : 720
نقاظ : 6280
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 08/02/2010
العمر : 32
الموقع : مصر
- مساهمة رقم 80
رد: "حـــلـــم حـــيـــاتـــي"..(قصة رومنسية متسلسلة)
ارتفع حاجبا ليلى بحيرة وهي ترى ان سيارة عماد لم تصل بعد.. على الرغم من وقوفها بالخارج لخمس دقائق.. وقالت متمتمة: لقد فال لي انه سيحضر بعد دقائق فقط..ما الذي اخره؟..
واردفت بقلق: اتعشم ان يكون بخير..
اخرجت هاتفها من حقيبتها واتصلت به على الفور.. واستمعت اليه بعد وهلة يجيبها: هل اشتقت الي بهذه لسرعة؟..
تنهدت بارتياح..ومن ثم قالت متسائلة: اين انت يا عماد.. ولم تأخرت؟..
قال بابتسامة: حتى اثأر لنفسي ..ففي المرة السابقة انت من تأخر..اما اليوم فمن حقي انا ان اتأخر..
قالت ليلى بضيق: عماد.. قل الصدق..
قال بهدوء: معذرة يا ليلى ولكن الشوارع مزدحمة.. سأصل اليك بعد دقائق على الاكثر..
قالت بهدوء: سأنتظرك.. الى اللقاء..
وانهت الاتصال.. ولم تمض دقيقة واحدة حتى لمحت سيارة عماد تتقدم منها وتتوقف الى جوارها..فتنهدت براحة وهي تنطلق نحو السيارة وما ان فتحت بابها واستقرت بداخلها حتى قالت بابتسامة شاحبة وهي تتطلع الى عماد: لقد اقلقتني عليك..
قال عماد وهو يغمز لها بعينه: لا داعي لكل هذا القلق يا اميرتي.. ولكن الطرق كانت مزدحمة ليس الا..
قالت بهدوء: ولم لم تتصل بي لتبلغني بأنك ستتأخر لهذا الامر؟..
قال بمرح وهو يعاود انطلاقه بالسيارة:حتى اعرف مدى حبك لي وان كنت ستقلقين علي ام لا..
التفتت له وقالت وفي صوتها رنة خجل: الا زلت تشك في مقدار حبي لك؟..
قال بابتسامة: مطلقا..
واردف وهو يهمس لها: والآن الى اين نذهب.. الى الشركة .. ام الى آخر مكان في هذا العالم؟..
قالت هي بخبث هذه المرة: ليست لدي رغبة في العمل هذا اليوم .. ولكن .. مع هذا لا اريد ان اترك انجاز الاعمال ليوم آخر..
قال عماد بابتسامة واسعة: هذا يعني ان نذهب الى احدالمطاعم .. اليس كذلك؟..
- بل الى الشركة وفي الحال..لا اريد كسلا بعد الآن.. يا سيد عماد.. اتفهم؟..
قال عماد وهو يلتفت لها: افهم جيدا يا اميرتي.. الى الشركة وفي الحال..
قالت ليلى وهي تتطلع اليه: اياك ان تتخذ مسارا مختلفا .. فأنا اراقبك..
قال عماد وهو يضحك: يا الهي هل بت مراقبا الآن؟..
- يمكنك ان تعتبر نفسك كذلك..
قال بحنان: حسنا انا اوافق.. لاني سأكون مراقبا من اجمل فتاة رأيتها في حياتي.. واروع عينين ستظلان تتبعاني طوال الوقت .. ماذا اريد اكثر من ذلك؟..
توردت وجنتيها وقالت ليلى وهي مصطنعة العناد: لا تحاول التأثير علي بكلماتك.. لن نذهب الى أي مكان قبل انتهاء وقت العمل..
هز كتفيه وقال: فليكن.. ولكن انت احتملي ذنب شاب مسكين ..رفضت تحقيق مطلبه..
قالت وهي تعقد ساعديها امام صدرها بهدوء: لا عليك سأحتمله وبكل سرور..
قال وهو يتصنع الحزن: احتملي عذاب الضمير اذا..
قالت ليلى وقد ارتسمت ابتسامة على شفتيها: متى ستكف عن تمثيليتك هذه؟.. قلت لن نذهب الى مكان ما.. قبل ان تنهي اعمالك بالشركة..
- فليكن يا سيادة المديرة..لن اتحرك من مكاني خطوة واحدة قبل ان انهي اعمالي..
قالها بكل حب صادق وهو يتطلع الى ليلى..ليلى التي بادلته بنظرات تمتلأبالحنان والحب..وخفقات قلبها تزداد تسارعا...
*********
أسبل طارق جفنيه بهدوء وهو يسترخي بداخل سيارته الرياضية من نوعها.. وهو مستغرق بالتفكير في امر ما.. ثم ما لبث ان فتح عينيه وقال وهو يتطلع الى ساعته: يبدوا انها أعند مما توقعت..
قالها وهم بادارة المحرك.. لولا صوت تلك الخطوات التي اقتربت من سيارته.. فالتفت الى صاحبها.. او صاحبتها ان اردنا الدقة ..وابتسم بهدوء وهو يراها تتقدم منه وتفتح الباب المجاور له.. وتدلف الى الداخل بصمت.. ومن ثم تشيح بوجهها عنه.. فقال طارق وهو يدير المحرك بالفعل هذه المرة: لقد كدت امضي في طريقي لو تأخرت لدقيقة فقط..
قالت وعد بحدة: لم آتي لأجلك.. لقد جئت من اجل اللقاء الصحفي..
هز طارق كتفيه وقال: اعلم.. لم يطلب احد منك المجيء لأجلي..
تطلعت اليه وفي اعماقها شعرت بالحنق الشديد.. أي انسان هو هذا؟.. الا يفهم ان يقرأ ما بين السطور؟.. الا يفهم انها لم تقل هذا الا لتبين له انها قد جاءت من أجله؟.. ومن أجله فقط..فليذهب اللقاء الصحفي الى الجحيم.. المهم هذا الانسان الغريب بجاذبيته.. والفريد بشخصيته.. ما يهمها بالامر برمته هو ولا احد سواه..وعلى الرغم من ان الامر متوتر بينهما الا انها القت بكرامتها خلف ظهرها وتحطم عنادها كله امامه.. وهي ترى نفسها تجمع اشياءها وتهبط الى حيث هو.. هذا هو طارق..انسان يجعلها تتصرف عكس ما تريد.. يجعلها تتصرف بأشياء خارجة عن ارادتها..
وازدردت لعابها في توتر.. وهي تفكر..ما حدث بينهم كانت مشكلة وانتهت.. وادركت وعد ان كلاهما كان مخطئا.. فمن ناحية قراءة طارق لورقة تخصها.. ومن ناحية اخرى فعلها شيء مماثل عندما حاولت معرفة كنه تلك الورقة في درجه.. ولكن يبدوا ان ما حدث جعله متحامل عليها.. فها هو ذا يقود السيارة دون ان يتبادل معها حرف واحد ..هل هو غاضب من تصرفاتها يا ترى.. ايهما له الحق في الغضب.. هي ام هو؟..
وتوقف طارق اخيرا امام مبنى متوسط الحجم.. وقال وهو يلتفت لها: لم كنت تتطلعين الي طوال الطريق؟..
شعرت بالحتق منه.. وقالت متعمدة السخرية: ربما كنت معجبة بك..
وعلى الرغم من انه انتبه الى سخريتها الا انه قال بصدق: ليس الامر غريبا اذا .. فانا ايضا معجب بك..
شعرت بالصدق في كل كلمة ينطق بها وقالت بتردد: تظن اني سأصدق سخريتك هذه؟..
قال طارق بحزم: اولا انا لا اسخر منك.. وثانيا يمكنك تصديق ما تشائين..فلست مجبرا على ان اقسم لك..
ما هذا الذي فعلته؟.. يبدوا انها قد زادت الطين بلة.. ورأته يفتح باب السيارة ويهبط منها دون ان يضيف كلمة اخرى ..وهبطت من السيارة في سرعة وقالت وهي تناديه في سرعة: طارق..
كاد ان يلتفت لها ولكن صوت نداء آخر كان يهتف بأسمه جعله يلتفت الى صاحبته وقال وهو يرى تلك الفتاة وهي تقترب منه وعلى شفتيها ابتسامة مرحة: هل تعرفيني يا آنسة؟..
قالت الفتاة بابتسامة واسعة: لم تتغير كثيرا يا طارق.. سوى انك قد ازددت ضخامة..
تطلعت اليها وعد في غرابة.. هذه الفتاة تعرفه وتحدثه باسلوب مبسط وكأنه صديق قديم لها.. وكما انها تمزح معه .. ولكن هل يعرفها طارق؟..
تطلع اليها طارق في حيرة ومن ثم قال: هل التقينا من قبل يا آنسة؟..
ضحكت الفتاة بمرح ومن ثم قالت: لم اكن اظن ان ذاكرتك تمتاز بسرعة النسيان.. هل نسيتني بهذه السرعة؟..
قال طارق وهو يتطلع لها بتمعن: ملامحك ليست غريبة علي.. ولكني لا اتذكر اين رأيتك من قبل..
قالت الفتاة بلهجة ذات مغزى: هيا ايها القائد.. يمكنك التذكر.. انا واثفة..
حركت هذه العبارة بداخل طارق العديد من الذكريات القديمة والدفينة.. وثال بعد ان اتضحت له هوية محدثته: لقد مضى زمن طويل منذ التقينا آخر مرة يا (رنا)..
قالت رنا بمرح: سبع سنوات واربع شهور تقريبا..لم نرك بعدها ابدا وافترقنا جميعا..اخبرني ما هي احوالك؟..
على الجانب الآخر كانت وعد تشعر بالحنق.. اولها لتجاهل طارق لوجودها تماما.. وثانيها هذه الفتاة التي اخذت تتحدث اليه بتبسط كبير..يبدوا انها قد كانت صديقة او زميلة له يوما ..ولم تستطع كتم حنقها اكثر من ذلك.. فقالت والضيق يبدوا جليا على وجهها: اظن اننا قدتاخرنا على المقابلة الصحفية يا طارق..
تطلعت اليها رنا بخبث ومن ثم قالت: من هذه الآنسة؟.. صديقتك ام خطيبتك؟..فأنا لا ارى في اصبع أي منكما خاتم زواج..
توترت وعد لمجرد الفكرة وارتجف قلبها.. لمجرد ان تخيلت ان اسم طارق قد يزين اصبعها يوما.. وانها ستكون زوجته .. ولكن هل سيحدث هذا يوما حقا ويتحقق حلمها .. ام ان احلامها ستتلاشى كالظلام مع بزوغ فجرالواقع؟..
وسمعت طارق يقول في تلك اللحظة: نسيت ان اخبرك انا الآن صحفي في جريدة الشرق..اما هذه الآنسة فهي...
بتر عبارته واردف وهو يلتفت الى وعد ويتطلع لها وابتسامة ترتسم على شفتيه: فهي اعند فتاة رأيتها في حياتي..زميلتي بالعمل.. الآنسة وعد عادل..
قالت رنا بخبث: اعند من مايا؟..
لم تعلم رنا انها بكلماتها هذه كادت ان تنكأ جرح طارق الذي لم يلبث ان التأم مع الزمن..اما وعد فقد تطلعت الى تلك الفتاة بدهشة واستنكار شديدين.. لم ادخلت اسم مايا بالموضوع؟..الآن ستعود لطارق مشاعره القديمة..وحبه الاول.. ولن اكون انا سوى صفر على الشمال..
وقال طارق بهدوء: لكل منهما شخصيتها المتميزة..
قالت رنا بابتسامة: تتحدث عن مايا وكأنها لا تزال على قيد الحياة.. الا تزال تذكرها؟..
قال طارق وهو يطلق زفرة حارة: ومن ينساها..
شعرت وعد بالضيق يزداد في اعماقها..وهي تستمع الى كل حديثهم..مايا.. مايا.. لقد سأمت منها.. من هذه الفتاة التي احتلت قلبك يوما يا طارق.. لقد بت احقد عليها مع انها لم تعد في هذا العالم.. هل تعلم لم؟..صحيح انها فارقت الحياة ولكنها لا تزال تحيا في قلبك وعقلك..
وقالت بعصبية: اظن اننا قد تاخرنا اكثر مما ينبغي على اللقاء.. ان كنت تريد المكوث هنا فابقى.. اما انا فسأغادر..
قال طارق وهو يرفع حاجبيه ويلتفت لها: ولم كل هذه العصبية؟..
كادت ان تصرخ في وجهه: ( لأني احبك ولا احتمل وجودك مع سواي)..
ولكنها كتمت مشاعرها وهي تشيح بوجهها عنه بصمت .. فقال طارق متحدثا الى رنا: معذرة ولكن فعلا وقتي ضيق.. سعدت بالحديث معك..
قالت رنا بمرح: وانا كذلك ايها القائد.. اخبرني .. هل لديك مقابلة مع رئيسي بالعمل؟..
قال متسائلا: اتعملين هنا؟..
اومأت برأسها ايجابيا ومن ثم قالت وهي تتجه نحو المبنى: هيا سنذهب معا..
سار طارق الى جوارها .. في حين تطلعت اليه وعد بنظرة حانقة قبل ان تسير الى جواره من الجهة الأخرى..وعلى الرغم من ان طارق كان يختلس النظرات اليها الا انها لم تنتبه اليه وهي تشعر بالحنق الشديد.. دائما مايا هي من تقف حائلا بيني وبينه.. والآن هذه الفتاة من تكون؟..يبدوا انها كانت صديقته ايام الجامعة..تباً لكل شيء.. ولمشاعرها التي احبت انسانا قلبه ملكا لغيرها..
ودلفا ثلاثتهم الى المصعد في تلك اللحظة.. وضغطت رنا على زر الطابق الثاني.. في حين ضغط طارق على زر الطابق السابع ..وعادت رنا لتتحدث قائلة : اتذكر آخر مرة رأيتك فيها يا طارق كنت باردا.. هادئا الى اقصى حد.. حتى وداعك لنا لم يكن يحمل أي حياة..لقد كانت في عينيك نظرة حزن عميقة.. اما الآن فها انذا اراك وفي عينيك نظرة متفائلة مقبلة على الحياة من جديد.. واراك تبتسم بسعادة حقيقية.. يبدوا ان للزمن اكبر تأثير على ما حدث لك من تغيير..
قال طارق بابتسامة: ليس الزمن فحسب..بل الاشخاص ايضا..
قالها والقى على وعد نظرة مختلسة.. كان يتمنى ان يصل اليها ما يقصده..وانها السبب في اعادة البسمة والامل اليه.. ولكن يبدوا ان القدر كان يمنعهما من ان يوضح أي منهما للآخر مشاعره.. فقد كانت وعد شاردة في تلك اللحظة وهي تسند ظهرها الى احدى زوايا المصعد..وافكارا كثيرة في ذهنها.. تتقاذفها يمنة ويسرة وهي غير قادرة على التفكير السليم..
وما ان وصل المصعد الى الطابق الثاني حتى قالت رنا وهي تلتفت الى طارق: سعدت بلقائك يا طارق.. وارجو ان يتكرر لقائي بك..
قال طارق وهو يراها تغادر المصعد: وانا كذلك..
تطلعت رنا الى وعد ومن ثم قالت بابتسامة: الى اللقاء يا آنسة وعد.. واهتمي بطارق..
تطلعت اليها وعد بنظرة باردة ومن ثم قالت وشبح ابتسامة ساخرة يرتسم على شفتيها: اظن انه اكبر من ان يحتاج للاهتمام..
قالت رنا بخبث وهي تلقي عليهم نظرة اخيرة: ربما اهتمام من نوع خاص..
واغلق المصعد ابوابه قبل ان تسألها وعد عما تعنيه..واختلست نظرة الى طارق..هل يا ترى شعرت ان بيني وبينه علاقة ما؟.. او انني احمل له مشاعر خاصة.. لقد اسرفت في عصبيتي وانا اتحدث اليها ..ربما لهذا قد لاحظت انني قد تضايقت لحديثها ووقوفها معه..
ظلت صامتة دون ان تنبس ببنت شفة.. وهي تتطلع الى طارق الصامت بدوره.. والذي اكتفا بمراقبة تلك الارقام الضوئية التي كانت تظهر تصاعديا على شاشة المصعد..الى ان وصل المصعد اخيرا الى الطابق السابع فتوقف بحركة خافتة وانفتحت ابوابه..
وقال طارق وهو يخطوا الى خارج المصعد: اتبعيني..
عقدت حاجبيها بعصبية.. امر آخر يلقيه اليها.. من يظنها تابعة له.. سارت خارجة من المصعد..وهي تشعر بالحنق والسخط الشديد ..ترى لم يتصرف معها هكذا.. بسبب ما حدث بينهم قبل قليل..ام لسبب آخر؟..
وصل طارق في تلك اللحظة الى مكتب السكرتيرة وقال: انا صحفي من صحيفة الشرق وادعى طارق جلال..اتيت انا وزميلتي وعد عادل لاجراء مقابلة صحفية مع السيد نبيل سالم.. ولدينا موعد معه..
قالت السكرتيرة بهدوء: اعلم.. ولكن السيد نبيل منشغل بمكالمة هاتفية هامة.. انتظرا لدقائق فحسب ريثما ينهيها..
عقد طارق حاجبيه لوهلة ومن ثم قال: لا بأس..
اشارت السكرتيرة للاريكة التي كانت بنصف طول الجدار تقريبا..وقالت: تفضلا..
توجه طارق في بساطة ليجلس على الاريكة.. والتفت الى وعد التي كانت تتطلع اليه وقال بصوت هادئ: ما بالك لا تجلسين؟..
جلست على الاريكة بصمت دون ان تنطق ببنت شفة وقال هو في تلك اللحظة وهو يتطلع اليها بنظرة لم تفهمها: والآن ما الذي يضايقك؟..
كان السؤال غريبا ولم تتوقعه وعد ابدا.. ورفعت هذه الاخيرة حاجبيها وقالت بدهشة: يضايقني؟؟..
اومأ طارق برأسه ايجابيا ومن ثم قال: اجل هناك ما يضايقك منذ ان انطلقنا من الصحيفة ..فما هو؟..
على الرغم من ان وعد كانت تنوي اخباره بما يثير في نفسها كل هذا الضيق .. الا انها وجدت نفسها تشيح بوجهها بعناد وتقول: لا شيء ابدا..
التفت عنها ومن ثم لم يلبث ان قال بعد ان زفر بقوة: هذا بسبب تجاهلي لك في مبنى الصحيفة..اليس كذلك؟..
كانت تريد ان تجيبه بنعم.. ولكنها لم تفعل.. ربما كان عنادها او كبريائها اللذان وقفا حائلا دون ان تنطق بكلمة.. في حين قال طارق بهدوء وهو يلتفت لها: اتعلمين لما فعلت ذلك وتركتك خلفي في مبنى الصحيفة؟..
ظهرت الحيرة جليه في عينيها فقال مردفا: لانني اعلم كم انت عنيدة وانني لو اصررت على مجيئك معي لازدادت شدة عنادك.. ورفضت القدوم بشدة.. ولهذا لم اجد امامي حلا سوى ان اتركك تختارين احد الامرين بنفسك.. ودون ان يضغط عليك احد.. وكنت اشعر بانك سوف تحضرين .. ولم اخطأ في حدسي..
قال عبارته الاخيرة بابتسامة وهو يتطلع الى وعد التي كانت تعلم انه حق في هذه النقطة.. لو اصر على قدومها ما كانت لتحضر.. وكان عنادها هو من سينتصر عليها في النهاية.. ووجدت نفسها تقول في تلك اللحظة: وماذا عن تجاهلك لي طوال الطريق .. وحتى في هذه الشركة؟..
هز كتفيه ومن ثم قال: ذلك لاني كنت انتظر حتى تهدئي قليلا واتمكن من الحديث اليك بهدوء.. كنت اعلم اني لو ناقشتك في الامر لانفجرت في وجهي بكل غضب وعصبية..
هتفت وعد بحدة وسرعة: وحديثك مع تلك الفتاة .. كان قلقا من غضبي ايضا؟..
تطلع اليها طارق بدهشة..وارتفع حاجباه لعبارتها.. وتطلع اليها لفترة من الوقت باستغراب.. قبل ان يلتفت عنها وترتسم على شفتيه ابتسامة تحمل ما بين الغموض والسرور: هل تشعرين بالغيرة يا وعد؟..
تطلعت اليه وعد واتسعت عيناها بذهول.. فلم تدرك عندما نطقت عبارتها السابقة انها قد اعلنت مشاعر ضيقها من تلك الفتاة وبمنتهى الوضوح.. وهذا لا يعني سوى امرا واحدا..وشعورا واحدا تحمله بداخلها وتحاول ان تخفيه..شعور يسمى..
الغيرة...
***********__________________
واردفت بقلق: اتعشم ان يكون بخير..
اخرجت هاتفها من حقيبتها واتصلت به على الفور.. واستمعت اليه بعد وهلة يجيبها: هل اشتقت الي بهذه لسرعة؟..
تنهدت بارتياح..ومن ثم قالت متسائلة: اين انت يا عماد.. ولم تأخرت؟..
قال بابتسامة: حتى اثأر لنفسي ..ففي المرة السابقة انت من تأخر..اما اليوم فمن حقي انا ان اتأخر..
قالت ليلى بضيق: عماد.. قل الصدق..
قال بهدوء: معذرة يا ليلى ولكن الشوارع مزدحمة.. سأصل اليك بعد دقائق على الاكثر..
قالت بهدوء: سأنتظرك.. الى اللقاء..
وانهت الاتصال.. ولم تمض دقيقة واحدة حتى لمحت سيارة عماد تتقدم منها وتتوقف الى جوارها..فتنهدت براحة وهي تنطلق نحو السيارة وما ان فتحت بابها واستقرت بداخلها حتى قالت بابتسامة شاحبة وهي تتطلع الى عماد: لقد اقلقتني عليك..
قال عماد وهو يغمز لها بعينه: لا داعي لكل هذا القلق يا اميرتي.. ولكن الطرق كانت مزدحمة ليس الا..
قالت بهدوء: ولم لم تتصل بي لتبلغني بأنك ستتأخر لهذا الامر؟..
قال بمرح وهو يعاود انطلاقه بالسيارة:حتى اعرف مدى حبك لي وان كنت ستقلقين علي ام لا..
التفتت له وقالت وفي صوتها رنة خجل: الا زلت تشك في مقدار حبي لك؟..
قال بابتسامة: مطلقا..
واردف وهو يهمس لها: والآن الى اين نذهب.. الى الشركة .. ام الى آخر مكان في هذا العالم؟..
قالت هي بخبث هذه المرة: ليست لدي رغبة في العمل هذا اليوم .. ولكن .. مع هذا لا اريد ان اترك انجاز الاعمال ليوم آخر..
قال عماد بابتسامة واسعة: هذا يعني ان نذهب الى احدالمطاعم .. اليس كذلك؟..
- بل الى الشركة وفي الحال..لا اريد كسلا بعد الآن.. يا سيد عماد.. اتفهم؟..
قال عماد وهو يلتفت لها: افهم جيدا يا اميرتي.. الى الشركة وفي الحال..
قالت ليلى وهي تتطلع اليه: اياك ان تتخذ مسارا مختلفا .. فأنا اراقبك..
قال عماد وهو يضحك: يا الهي هل بت مراقبا الآن؟..
- يمكنك ان تعتبر نفسك كذلك..
قال بحنان: حسنا انا اوافق.. لاني سأكون مراقبا من اجمل فتاة رأيتها في حياتي.. واروع عينين ستظلان تتبعاني طوال الوقت .. ماذا اريد اكثر من ذلك؟..
توردت وجنتيها وقالت ليلى وهي مصطنعة العناد: لا تحاول التأثير علي بكلماتك.. لن نذهب الى أي مكان قبل انتهاء وقت العمل..
هز كتفيه وقال: فليكن.. ولكن انت احتملي ذنب شاب مسكين ..رفضت تحقيق مطلبه..
قالت وهي تعقد ساعديها امام صدرها بهدوء: لا عليك سأحتمله وبكل سرور..
قال وهو يتصنع الحزن: احتملي عذاب الضمير اذا..
قالت ليلى وقد ارتسمت ابتسامة على شفتيها: متى ستكف عن تمثيليتك هذه؟.. قلت لن نذهب الى مكان ما.. قبل ان تنهي اعمالك بالشركة..
- فليكن يا سيادة المديرة..لن اتحرك من مكاني خطوة واحدة قبل ان انهي اعمالي..
قالها بكل حب صادق وهو يتطلع الى ليلى..ليلى التي بادلته بنظرات تمتلأبالحنان والحب..وخفقات قلبها تزداد تسارعا...
*********
أسبل طارق جفنيه بهدوء وهو يسترخي بداخل سيارته الرياضية من نوعها.. وهو مستغرق بالتفكير في امر ما.. ثم ما لبث ان فتح عينيه وقال وهو يتطلع الى ساعته: يبدوا انها أعند مما توقعت..
قالها وهم بادارة المحرك.. لولا صوت تلك الخطوات التي اقتربت من سيارته.. فالتفت الى صاحبها.. او صاحبتها ان اردنا الدقة ..وابتسم بهدوء وهو يراها تتقدم منه وتفتح الباب المجاور له.. وتدلف الى الداخل بصمت.. ومن ثم تشيح بوجهها عنه.. فقال طارق وهو يدير المحرك بالفعل هذه المرة: لقد كدت امضي في طريقي لو تأخرت لدقيقة فقط..
قالت وعد بحدة: لم آتي لأجلك.. لقد جئت من اجل اللقاء الصحفي..
هز طارق كتفيه وقال: اعلم.. لم يطلب احد منك المجيء لأجلي..
تطلعت اليه وفي اعماقها شعرت بالحنق الشديد.. أي انسان هو هذا؟.. الا يفهم ان يقرأ ما بين السطور؟.. الا يفهم انها لم تقل هذا الا لتبين له انها قد جاءت من أجله؟.. ومن أجله فقط..فليذهب اللقاء الصحفي الى الجحيم.. المهم هذا الانسان الغريب بجاذبيته.. والفريد بشخصيته.. ما يهمها بالامر برمته هو ولا احد سواه..وعلى الرغم من ان الامر متوتر بينهما الا انها القت بكرامتها خلف ظهرها وتحطم عنادها كله امامه.. وهي ترى نفسها تجمع اشياءها وتهبط الى حيث هو.. هذا هو طارق..انسان يجعلها تتصرف عكس ما تريد.. يجعلها تتصرف بأشياء خارجة عن ارادتها..
وازدردت لعابها في توتر.. وهي تفكر..ما حدث بينهم كانت مشكلة وانتهت.. وادركت وعد ان كلاهما كان مخطئا.. فمن ناحية قراءة طارق لورقة تخصها.. ومن ناحية اخرى فعلها شيء مماثل عندما حاولت معرفة كنه تلك الورقة في درجه.. ولكن يبدوا ان ما حدث جعله متحامل عليها.. فها هو ذا يقود السيارة دون ان يتبادل معها حرف واحد ..هل هو غاضب من تصرفاتها يا ترى.. ايهما له الحق في الغضب.. هي ام هو؟..
وتوقف طارق اخيرا امام مبنى متوسط الحجم.. وقال وهو يلتفت لها: لم كنت تتطلعين الي طوال الطريق؟..
شعرت بالحتق منه.. وقالت متعمدة السخرية: ربما كنت معجبة بك..
وعلى الرغم من انه انتبه الى سخريتها الا انه قال بصدق: ليس الامر غريبا اذا .. فانا ايضا معجب بك..
شعرت بالصدق في كل كلمة ينطق بها وقالت بتردد: تظن اني سأصدق سخريتك هذه؟..
قال طارق بحزم: اولا انا لا اسخر منك.. وثانيا يمكنك تصديق ما تشائين..فلست مجبرا على ان اقسم لك..
ما هذا الذي فعلته؟.. يبدوا انها قد زادت الطين بلة.. ورأته يفتح باب السيارة ويهبط منها دون ان يضيف كلمة اخرى ..وهبطت من السيارة في سرعة وقالت وهي تناديه في سرعة: طارق..
كاد ان يلتفت لها ولكن صوت نداء آخر كان يهتف بأسمه جعله يلتفت الى صاحبته وقال وهو يرى تلك الفتاة وهي تقترب منه وعلى شفتيها ابتسامة مرحة: هل تعرفيني يا آنسة؟..
قالت الفتاة بابتسامة واسعة: لم تتغير كثيرا يا طارق.. سوى انك قد ازددت ضخامة..
تطلعت اليها وعد في غرابة.. هذه الفتاة تعرفه وتحدثه باسلوب مبسط وكأنه صديق قديم لها.. وكما انها تمزح معه .. ولكن هل يعرفها طارق؟..
تطلع اليها طارق في حيرة ومن ثم قال: هل التقينا من قبل يا آنسة؟..
ضحكت الفتاة بمرح ومن ثم قالت: لم اكن اظن ان ذاكرتك تمتاز بسرعة النسيان.. هل نسيتني بهذه السرعة؟..
قال طارق وهو يتطلع لها بتمعن: ملامحك ليست غريبة علي.. ولكني لا اتذكر اين رأيتك من قبل..
قالت الفتاة بلهجة ذات مغزى: هيا ايها القائد.. يمكنك التذكر.. انا واثفة..
حركت هذه العبارة بداخل طارق العديد من الذكريات القديمة والدفينة.. وثال بعد ان اتضحت له هوية محدثته: لقد مضى زمن طويل منذ التقينا آخر مرة يا (رنا)..
قالت رنا بمرح: سبع سنوات واربع شهور تقريبا..لم نرك بعدها ابدا وافترقنا جميعا..اخبرني ما هي احوالك؟..
على الجانب الآخر كانت وعد تشعر بالحنق.. اولها لتجاهل طارق لوجودها تماما.. وثانيها هذه الفتاة التي اخذت تتحدث اليه بتبسط كبير..يبدوا انها قد كانت صديقة او زميلة له يوما ..ولم تستطع كتم حنقها اكثر من ذلك.. فقالت والضيق يبدوا جليا على وجهها: اظن اننا قدتاخرنا على المقابلة الصحفية يا طارق..
تطلعت اليها رنا بخبث ومن ثم قالت: من هذه الآنسة؟.. صديقتك ام خطيبتك؟..فأنا لا ارى في اصبع أي منكما خاتم زواج..
توترت وعد لمجرد الفكرة وارتجف قلبها.. لمجرد ان تخيلت ان اسم طارق قد يزين اصبعها يوما.. وانها ستكون زوجته .. ولكن هل سيحدث هذا يوما حقا ويتحقق حلمها .. ام ان احلامها ستتلاشى كالظلام مع بزوغ فجرالواقع؟..
وسمعت طارق يقول في تلك اللحظة: نسيت ان اخبرك انا الآن صحفي في جريدة الشرق..اما هذه الآنسة فهي...
بتر عبارته واردف وهو يلتفت الى وعد ويتطلع لها وابتسامة ترتسم على شفتيه: فهي اعند فتاة رأيتها في حياتي..زميلتي بالعمل.. الآنسة وعد عادل..
قالت رنا بخبث: اعند من مايا؟..
لم تعلم رنا انها بكلماتها هذه كادت ان تنكأ جرح طارق الذي لم يلبث ان التأم مع الزمن..اما وعد فقد تطلعت الى تلك الفتاة بدهشة واستنكار شديدين.. لم ادخلت اسم مايا بالموضوع؟..الآن ستعود لطارق مشاعره القديمة..وحبه الاول.. ولن اكون انا سوى صفر على الشمال..
وقال طارق بهدوء: لكل منهما شخصيتها المتميزة..
قالت رنا بابتسامة: تتحدث عن مايا وكأنها لا تزال على قيد الحياة.. الا تزال تذكرها؟..
قال طارق وهو يطلق زفرة حارة: ومن ينساها..
شعرت وعد بالضيق يزداد في اعماقها..وهي تستمع الى كل حديثهم..مايا.. مايا.. لقد سأمت منها.. من هذه الفتاة التي احتلت قلبك يوما يا طارق.. لقد بت احقد عليها مع انها لم تعد في هذا العالم.. هل تعلم لم؟..صحيح انها فارقت الحياة ولكنها لا تزال تحيا في قلبك وعقلك..
وقالت بعصبية: اظن اننا قد تاخرنا اكثر مما ينبغي على اللقاء.. ان كنت تريد المكوث هنا فابقى.. اما انا فسأغادر..
قال طارق وهو يرفع حاجبيه ويلتفت لها: ولم كل هذه العصبية؟..
كادت ان تصرخ في وجهه: ( لأني احبك ولا احتمل وجودك مع سواي)..
ولكنها كتمت مشاعرها وهي تشيح بوجهها عنه بصمت .. فقال طارق متحدثا الى رنا: معذرة ولكن فعلا وقتي ضيق.. سعدت بالحديث معك..
قالت رنا بمرح: وانا كذلك ايها القائد.. اخبرني .. هل لديك مقابلة مع رئيسي بالعمل؟..
قال متسائلا: اتعملين هنا؟..
اومأت برأسها ايجابيا ومن ثم قالت وهي تتجه نحو المبنى: هيا سنذهب معا..
سار طارق الى جوارها .. في حين تطلعت اليه وعد بنظرة حانقة قبل ان تسير الى جواره من الجهة الأخرى..وعلى الرغم من ان طارق كان يختلس النظرات اليها الا انها لم تنتبه اليه وهي تشعر بالحنق الشديد.. دائما مايا هي من تقف حائلا بيني وبينه.. والآن هذه الفتاة من تكون؟..يبدوا انها كانت صديقته ايام الجامعة..تباً لكل شيء.. ولمشاعرها التي احبت انسانا قلبه ملكا لغيرها..
ودلفا ثلاثتهم الى المصعد في تلك اللحظة.. وضغطت رنا على زر الطابق الثاني.. في حين ضغط طارق على زر الطابق السابع ..وعادت رنا لتتحدث قائلة : اتذكر آخر مرة رأيتك فيها يا طارق كنت باردا.. هادئا الى اقصى حد.. حتى وداعك لنا لم يكن يحمل أي حياة..لقد كانت في عينيك نظرة حزن عميقة.. اما الآن فها انذا اراك وفي عينيك نظرة متفائلة مقبلة على الحياة من جديد.. واراك تبتسم بسعادة حقيقية.. يبدوا ان للزمن اكبر تأثير على ما حدث لك من تغيير..
قال طارق بابتسامة: ليس الزمن فحسب..بل الاشخاص ايضا..
قالها والقى على وعد نظرة مختلسة.. كان يتمنى ان يصل اليها ما يقصده..وانها السبب في اعادة البسمة والامل اليه.. ولكن يبدوا ان القدر كان يمنعهما من ان يوضح أي منهما للآخر مشاعره.. فقد كانت وعد شاردة في تلك اللحظة وهي تسند ظهرها الى احدى زوايا المصعد..وافكارا كثيرة في ذهنها.. تتقاذفها يمنة ويسرة وهي غير قادرة على التفكير السليم..
وما ان وصل المصعد الى الطابق الثاني حتى قالت رنا وهي تلتفت الى طارق: سعدت بلقائك يا طارق.. وارجو ان يتكرر لقائي بك..
قال طارق وهو يراها تغادر المصعد: وانا كذلك..
تطلعت رنا الى وعد ومن ثم قالت بابتسامة: الى اللقاء يا آنسة وعد.. واهتمي بطارق..
تطلعت اليها وعد بنظرة باردة ومن ثم قالت وشبح ابتسامة ساخرة يرتسم على شفتيها: اظن انه اكبر من ان يحتاج للاهتمام..
قالت رنا بخبث وهي تلقي عليهم نظرة اخيرة: ربما اهتمام من نوع خاص..
واغلق المصعد ابوابه قبل ان تسألها وعد عما تعنيه..واختلست نظرة الى طارق..هل يا ترى شعرت ان بيني وبينه علاقة ما؟.. او انني احمل له مشاعر خاصة.. لقد اسرفت في عصبيتي وانا اتحدث اليها ..ربما لهذا قد لاحظت انني قد تضايقت لحديثها ووقوفها معه..
ظلت صامتة دون ان تنبس ببنت شفة.. وهي تتطلع الى طارق الصامت بدوره.. والذي اكتفا بمراقبة تلك الارقام الضوئية التي كانت تظهر تصاعديا على شاشة المصعد..الى ان وصل المصعد اخيرا الى الطابق السابع فتوقف بحركة خافتة وانفتحت ابوابه..
وقال طارق وهو يخطوا الى خارج المصعد: اتبعيني..
عقدت حاجبيها بعصبية.. امر آخر يلقيه اليها.. من يظنها تابعة له.. سارت خارجة من المصعد..وهي تشعر بالحنق والسخط الشديد ..ترى لم يتصرف معها هكذا.. بسبب ما حدث بينهم قبل قليل..ام لسبب آخر؟..
وصل طارق في تلك اللحظة الى مكتب السكرتيرة وقال: انا صحفي من صحيفة الشرق وادعى طارق جلال..اتيت انا وزميلتي وعد عادل لاجراء مقابلة صحفية مع السيد نبيل سالم.. ولدينا موعد معه..
قالت السكرتيرة بهدوء: اعلم.. ولكن السيد نبيل منشغل بمكالمة هاتفية هامة.. انتظرا لدقائق فحسب ريثما ينهيها..
عقد طارق حاجبيه لوهلة ومن ثم قال: لا بأس..
اشارت السكرتيرة للاريكة التي كانت بنصف طول الجدار تقريبا..وقالت: تفضلا..
توجه طارق في بساطة ليجلس على الاريكة.. والتفت الى وعد التي كانت تتطلع اليه وقال بصوت هادئ: ما بالك لا تجلسين؟..
جلست على الاريكة بصمت دون ان تنطق ببنت شفة وقال هو في تلك اللحظة وهو يتطلع اليها بنظرة لم تفهمها: والآن ما الذي يضايقك؟..
كان السؤال غريبا ولم تتوقعه وعد ابدا.. ورفعت هذه الاخيرة حاجبيها وقالت بدهشة: يضايقني؟؟..
اومأ طارق برأسه ايجابيا ومن ثم قال: اجل هناك ما يضايقك منذ ان انطلقنا من الصحيفة ..فما هو؟..
على الرغم من ان وعد كانت تنوي اخباره بما يثير في نفسها كل هذا الضيق .. الا انها وجدت نفسها تشيح بوجهها بعناد وتقول: لا شيء ابدا..
التفت عنها ومن ثم لم يلبث ان قال بعد ان زفر بقوة: هذا بسبب تجاهلي لك في مبنى الصحيفة..اليس كذلك؟..
كانت تريد ان تجيبه بنعم.. ولكنها لم تفعل.. ربما كان عنادها او كبريائها اللذان وقفا حائلا دون ان تنطق بكلمة.. في حين قال طارق بهدوء وهو يلتفت لها: اتعلمين لما فعلت ذلك وتركتك خلفي في مبنى الصحيفة؟..
ظهرت الحيرة جليه في عينيها فقال مردفا: لانني اعلم كم انت عنيدة وانني لو اصررت على مجيئك معي لازدادت شدة عنادك.. ورفضت القدوم بشدة.. ولهذا لم اجد امامي حلا سوى ان اتركك تختارين احد الامرين بنفسك.. ودون ان يضغط عليك احد.. وكنت اشعر بانك سوف تحضرين .. ولم اخطأ في حدسي..
قال عبارته الاخيرة بابتسامة وهو يتطلع الى وعد التي كانت تعلم انه حق في هذه النقطة.. لو اصر على قدومها ما كانت لتحضر.. وكان عنادها هو من سينتصر عليها في النهاية.. ووجدت نفسها تقول في تلك اللحظة: وماذا عن تجاهلك لي طوال الطريق .. وحتى في هذه الشركة؟..
هز كتفيه ومن ثم قال: ذلك لاني كنت انتظر حتى تهدئي قليلا واتمكن من الحديث اليك بهدوء.. كنت اعلم اني لو ناقشتك في الامر لانفجرت في وجهي بكل غضب وعصبية..
هتفت وعد بحدة وسرعة: وحديثك مع تلك الفتاة .. كان قلقا من غضبي ايضا؟..
تطلع اليها طارق بدهشة..وارتفع حاجباه لعبارتها.. وتطلع اليها لفترة من الوقت باستغراب.. قبل ان يلتفت عنها وترتسم على شفتيه ابتسامة تحمل ما بين الغموض والسرور: هل تشعرين بالغيرة يا وعد؟..
تطلعت اليه وعد واتسعت عيناها بذهول.. فلم تدرك عندما نطقت عبارتها السابقة انها قد اعلنت مشاعر ضيقها من تلك الفتاة وبمنتهى الوضوح.. وهذا لا يعني سوى امرا واحدا..وشعورا واحدا تحمله بداخلها وتحاول ان تخفيه..شعور يسمى..
الغيرة...
***********__________________
HAMS- مشرف عام الاقسام الرومانسيه
- زقم العضويه : 58
عدد المساهمات : 720
نقاظ : 6280
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 08/02/2010
العمر : 32
الموقع : مصر
- مساهمة رقم 81
رد: "حـــلـــم حـــيـــاتـــي"..(قصة رومنسية متسلسلة)
* الجزء الثاني والثلاثون*
(هل يجب ان اقولها؟)
(هل يجب ان اقولها؟)
ارتفع حاجبا ليلى باستغراب وهي ترى عماد يوقف سيارته في احد المواقف يهدوء بجوار عدد من المنازل .. هي لم تنتبه الى تغييره لمساره ابدا.. وربما تكون هذه المنازل في مثل خط سير الطريق المؤدي الى الشركة تقريبا.. وقالت اخيرا بدهشة وهي تلتفت له: لم توقفت هنا؟..
التفت عماد اليها وقال وهو يشير الى المنازل التي كانت على يمينه: ما رأيك بهذه المنازل.. اهي جيدة؟..
اومأت برأسها وقالت باستغراب:بل ممتازة .. ولكن لم؟..
ابتسم عماد وقال: لآخذ رأيك بها فحسب..
قالت ليلى باستغراب: هل قام صاحب هذا المنزل بعقد صفقة معك من اجل نوافذ هذا المنزل أو..؟
قاطعها عماد قائلا وهو يقتح باب سيارته: يمكنك ان تقولي انه قد عقد معي صفقة بالفعل..
هتفت به وهي تراه يغادر السيارة: الى اين؟..ماذا عن الشركة؟..
قال عماد بمرح: ستجد من يهتم بها.. ولنهتم نحن بشؤوننا..
قالت بحنق: عماد هل تريد ان تترك الشركة هكذا من دون شخص يشرف عليها ويديرها من اجل اخذ رأيي بمجموعة من المنازل فحسب..
قال عماد بابتسامة: وماادراك إن اخذ رأيك في هذه المنازل لن يكون بمقدار اهمية ادراة الشركة..
تطلعت اليه بحيرة فقال: اهبطي الآن من السيارة وسنتحدث بالامر لاحقا..
فتحت باب السيارة لتهبط منها.. ومن ثم تسير الى جواره الى تلك المنازل التي كانت قيد الانشاء..ولكن مع هذا فقد بدت رائعة بتصميمها الخارجي الانيق..وقالت ليلى وهما يعبران بابه الامامي ويدلفان الى الردهة: يبدوا المنزل جميل جدا وخصوصا مع طريقة بناءه هذا بالاضافة الى الردهة التي تبدوا واسعة جدا ومصممة بطريقة انيقة..
التفت لها عماد وقال: اذا فالمنزل يعجبك..
قالت في سرعة: بكل تأكيد.. انا لم اقل غير هذا أ...
بترت عبارتها بغتة وعقدت حاجبيها ومن ثم التفتت اليه لتقول: عماد لا تقل لي ان هذا المنزل ليس سوى....
بترت عبارتها ولم تكمل فضحك عماد وقال بمرح: ما يدور بذهنك صحيح.. انه منزلنا..
اتسعت عيناها بدهشة ومن ثم قالت: ولم لم تخبرني بالامر منذ البداية؟.. ومتى قمت بشرائه وكيف؟..
ابتسم وقال: لم اخبرك بالامر لأني كنت اريدها ان تكون مفاجأة لك..ومتى قمت بشرائه وكيف..فأنا قمت بذلك قبل يومين وليس شراءا بالمعنى المعروف..وانما دفعت مبلغ من المال كمقدم لثمن المنزل.. وسأدفع الباقي كأقساط شهرية الى ان يصبح المنزل ملكا لنا..
قالت وهي تزدرد لعابها من اثر المفاجأة: ولكن الا ترى ان الوقت لا يزال مبكرا على شراء منزل .. يمكنني ان اعيش في منزل والديك فيما بعد ..لن اعترض على هذا مطلقا..
التفت لها عماد وقال بحنان: اعلم يا ليلى .. ولكني ارغب في ان يكون لنا منزلنا الخاص.. وحياتنا الخاصة .. هذا المنزل الذي سنختار الوان جدرانه بانفسنا.. وسنختار اثاثه بمفردنا دون تدخل من أي احد.. انت تفهميني يا ليلى اليس كذلك؟..
ابتسمت ليلى وقالت : اجل افهم انك شخص مبذر للنقود..
ضحك بمرح وقال وهو يجذبها من كفها: تعالي سأريك الردهة من زاوية افضل..
وتوقف عندما اقترب من تلك الزاوية ومن ثم قال: ما رأيك؟.. هنا سنضع طقم الجلوس.. سيكون عبارة عن اريكة ومقعدين ومكتبة بالاضافة الى جهاز التلفاز..
قالت بابتسامة وهي تلوح بسبابتها: ولا تنسى ان تضيف التحف واللوحات التي ستجعل المكن اجمل بالتأكيد..
ابتسم وقال: هذه اشياء سنقرر شراءها فيما بعد.. المهم الآن هي الاشياء الرئيسية..
واضاف وهو يشير لها ان تتبعه: سأريك الآن غرفة اخرى..
تبعته الى حيث توجه ومن ثم قال وهو يقف عند باب تلك الغرفة: هذا هو اكثر الاماكن التي ستقضين فيها وقتك على ما اظن..
قالت مبتسمة: لقد فهمت.. انه المطبخ اذا..
واردفت وهي تلتفت اليه وتقول بضيق مصطنع:ولكن ليس انا من سيقضي فيه وقتا طويلا.. بل الخادمة..
قال عماد بدهشة مصطنعة: من قال انني سأحضر خادمة الى المنزل؟..
قالت وهي تصطنع الاسف: رباه.. لا تقل لي اني سأضطر لتنظيف جميع الاواني بيدي هاتين..
قالتها ورفعت كفيها في حركة تلقائية..وفوجئت بعماد وهو يمسك بكفيها ويقول بحنان: لا.. لن تفعلي شيئا في هذا المنزل سوى اصدار الاوامر..انت هنا اميرة هذا القصر.. اتسمعين؟.. اميرته فحسب..
رفعت عيناها اليه وقالت بابتسامة: عن أي قصر تتحدث؟..
قال وعلى ثغره ارتسمت ابتسامة مليئة بالحنان: هذا الذي تقفين على بساطه يا سمو الاميرة..
ضحكت ليلى برقة ومن ثم قالت: اتعلم..انت تجيد المثيل كثيرا..
قالتها وجذبت كفيها من كفيه فقال وهو يميل نحوها: لست كذلك يا سمو الاميرة..كل مشاعري انما ابثها لك من هذا القلب الذي اختطفته معك..
قالت ووجنتيها قد توردتا خجلا: كف عن حركاتك المسرحية هذه ولنكمل جولتنا..
قال وهو يشير نحو السلم: فلنصعد الى الطابق الثاني اذا..
اومأت برأسها وصعدت معه.. وهناك توقف امام احد الغرف وقال مبتسما: لو عرفت لمن هذه الغرفة سأمنحك ترقية استثنائية..
ضحكت وقالت: صحيح لقد نسيت انك المدير لوهلة..ولا اشك يوما لو انه حدث خلاف بيننا ان تقوم بفصلي من العمل..
هز كتفيه وقال بلامبالاة مصطنعة: هذا يتوقف على نوع الشجار..
ومن ثم اردف وهو يتطلع الى داخل الغرفة: والآن لمن تتوقعين ان تكون هذه الغرفة..
قالت مفكرة: اظن انها ستكون غرفتنا نحن.. اصحيح؟..
هز رأسه نفيا ببطء ومن ثم قال: لا..غير صحيح..
سألته في سرعة: اذا؟..
قال وهو يغمز بعينه: انها غرفة (حلا)..
تطلعت لها بدهشة كبيرة وقالت: من هي حلا؟؟..
تقدم منها ومن ثم قال مبتسما: ملاكنا الصغير يا ليلى..
توردت وجنتا ليلى ومن ثم قالت: لقد ظننت ان الرجال يفضلون الاولاد في العادة..
- ليس كل الرجال سواء.. ولكنني افضل ان تكون فتاة حتى تحمل ملامح والدتها ..
قالت ليلى بمرح بغتة: وما ادراك ربما لايرزقنا الله غير الاولاد..
قال مبتسما: اهم شيء انك والدتهم.. وانا متأكد انهم سيحملون ملامحك..
وقال وهو يتوجه نحو النافذة ويتطلع منها.. تلك النافذة التي كانت مجرد اطار في جدار الغرفة دون أي لوح زجاجي: لقد اخترت هذا المنزل بالذات لانه اولا سيكون في خط سيرنا باتجاه الشركة..
قالت مبتسمة وهي تقترب لتقف الى جواره: اجل لهذا لم اشعر انك قد غيرت مسارك طوال الطريق..
وواصل عماد قائلا وكأنه لم يسمعها: وثانيا لاني استطعت الحصول عليه بسعر مناسب وذلك بفضل مهندس من العائلة الذي يعمل في الشركة ذاتها..
قالت ليلى مبتسمة: اظن انه يتوجب علي ان اشكره..
قال مبتسما: لقد فعلت بالنيابة عنك..
واردف بحنان وهو يحيط كتفها بذراعه ويضمها اليه: متى سيأتي هذا اليوم يا ليلى.. اليوم الذي نجتمع في هذا المنزل بالفعل..ونتطلع الى اطفالنا الذين سيكبرون امام اعيننا ليبدأوا مسيرة حياتهم..
قالت ليلى بخفوت: وربما كان هناك عماد آخر منهم ..يحب فتاة التقى بها بعد عشرات الصدف الغريبة التي جمعت بينهم..
ضحك وقال: او ربما ليلى اخرى.. توجه لخطيبها النصائح على عدم تبذير النقود..
شاركته ليلى الضحك.. وهما يرسمان في ذهنيهما الكثير من الاحلام الوردية التي يتمنان تحقيقها يوما ما..
**********