2 مشترك
شاهد من موقعة الجمل
MAHMOUD-62- 1
- زقم العضويه : 2
عدد المساهمات : 1699
نقاظ : 8008
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 29/12/2009
الموقع : مصر
- مساهمة رقم 1
شاهد من موقعة الجمل
محمد البديوى حضر الموقعة ويكتب شهادته:
الإخوان وموقعة الجمل.. فى ميدان التحرير ليلا تواجد 5 آلاف من الإخوان
لنصرتنا.. سقط الشهداء وأصيب المئات.. وألقينا القبض على مائة وأخطأنا
بتسليمهم إلى الجيش
الثلاثاء، 12 يونيو 2012 - 10:49
صورة أرشيفية
محمد البديوى
فى الأزمات، وقت الشدة، يظهر الرجال، معادنهم، فالناس معادن، ومن يتذكرك
وقت الشدة يتذكرك وقت الرخاء.. لكن الرجال للأسف يختفون أحيانا خلف غمامة..
أو يتظاهرون أنهم يختفون داخل خيمة، يتضاءلون، يكتمون شهادة الحق، ويشهد
بعضهم كذبا شهادة الزور، وهذا ما أراه حاليا من بعض من كنا نراهم ثوارا.
أحكى لكم هنا عن موقعة الجمل.. الأربعاء 2 فبراير وليلة الخميس 3 فبراير..
كنا بضعة ألوف نسكن ميدان التحرير، صوتنا واحد، وهتافنا واحد، والرب واحد،
والعمر واحد أيضا، نحمل أرواحنا على الأكف.. تهدر أصواتنا «الشعب يريد
إسقاط النظام».. «كلنا إيد وحدة.. إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن
يستجيب القدر».. كنا الشعب.. الهتاف هتاف ألوف، والصوت صوت ملايين.
الأربعاء عصرا:
كانت الخيول والأحصنة، والقلوب التى فقدت آدميتها، وتدبير قوم بليل، وبغير
هدى، وبلا بصيرة، يتآمرون لإخلاء الميدان من مضمونه، تحالفوا مع الشيطان..
يحاصروننا من كل جانب، ونحن نهتف سلمية سلمية، وهم يهتفون باسم شيطانهم
«مبارك مبارك»، ونرد عليهم «الله أكبر.. الشعب يريد إسقاط الرئيس».
كانوا يحاصروننا من كل جانب، من مدخل شارع شامبليون، ومن ناحية المتحف
المصرى، ومن شارع قصر النيل، نرفع أيدينا بالنصر.. كنا الحق وكانوا الباطل،
كنا الثورة وكانوا إجهاض الثورة، كنا النور وكانوا الظلمة، فاجأونا
بهجومهم لإفراغ الميدان من مضمونه.. من الحرية.
نهتف هتافنا الشهير «وحد صفك كتفى فى كتفك»، على يمينى شاب إخوانى، ورفاقه،
وعلى يسارى شاب من شباب وسط البلد الليبراليين المتحررين، وخلفى رجل سلفى،
وزوجته هناك تجمع الحجارة لنا.. الهجوم شديد والجراح كثيرة سقط منا 4
شهداء فى قلب المعركة، الجمال والأحصنة كانت من ناحية المتحف، والحجارة
كانت من باقى الاتجاهات، تقهقرنا لكن شبابا صدقوا ما عاهدوا الله عليه،
وفتيات، وجدناهم يتقدمون الصفوف، يقينا أن الله سينصرنا.
الميدان ليلا
5 آلاف من الإخوان لنصرتنا.. استشهد منا 5 شباب، وقبضنا على مجموعة من
المعتدين، المفارقة أننا رفضنا أن يعتدى أحد عليهم، وقلنا «سلمية سلمية»،
شباب الإخوان يتزايدون، هديرهم يتزايد، نشاطهم وإقدامهم، بعد صلاة العشاء
قدم علينا نحو 5 آلاف منهم فى مسيرة حاشدة، بعد أن كنا على شفا حفرة..
اليأس يدب فى أجسادنا، فأيقنا أن الله معنا.. ألسنا الحق وهم الباطل؟!
على ناصية شارع شامبليون كان يعتلى هذه العمارات شباب الباطل، يلقون بكرات
النار علينا، والقنابل المسيلة للدموع التى لم تتستر دولة كاملة فى إخفاء
مصدرها، ومن منحها لهم، لكن الله كان معنا.. كنا نضع الحواجز ونتقدم شبرا
فشبرا، ورفاقنا يتساقطون جرحى.. إخوان، وسلفيون، وليبراليون، ومسيحيون، كنا
الكل فى واحد، والواحد فى كل.
فى حدود الساعة الثالثة فجرا، كانت جموعنا تتقدم باتجاه المتحف، ويرتد
الباطل إلى الوراء، ضحايانا يتساقطون بالعشرات، رأيت هنا أجمل فتيات مصر،
بل أنقاهن، المحجبة، وغير المحجبة، والمنتقبة، تجدهن فى كل مكان، ينقذن هذا
بشربة ماء، أو بربع سندوتش، أو سندوتش كامل فى بعض الأحيان، تجمعن «الطوب»
من أجل تقديمه لرفاقهن فى الثورة.
فى الرابعة فجرا، كان شبابنا يعتلون أسطح العمارات التى كان يحتلها
البلطجية.. يحمون ظهرنا، كنا نستخدم أيضا كرات النار الصغيرة البدائية التى
يمكن لطفل أن يصنعها، ونلقى بها عليهما، لكن فى هذا التوقيت اشتعل الهجوم،
وبالتحديد وقت آذان الفجر فوجئنا بالرصاص ينطلق من أعلى كوبرى أكتوبر
المؤدى إلى رمسيس.. تساقط واحد.. اثنان.. ثلاثة.. أربعة.. لم يراعوا للأذان
حرمة، قتل نفس واحدة لا يرضيهم، يريدون قتل الناس جميعا.. نحن الآن عند
التمثال الكائن قبل الكوبرى، وجموعهم تتراجع إلى الوراء.. قبضنا على
العشرات منهم، كل دقيقة نتقدم شبرا فشبرا، ولا سلاح فى أيدينا إلا الحجارة.
السابعة صباحا
نجحنا فى تفريقهم تماما، لكن مجموعات منهم مازالت أعلى كوبرى أكتوبر، انتصر
الحق، وزهق الباطل، أصوات الناس تصيح «الله أكبر الله أكبر».. إحساس جديد
ينتابنى تجاه السلفيين الذين وقفوا معنا هم وزوجاتهم المنتقبات، كنت لا
أطيقهم، الميدان يوحدنا، الله أكبر فوق كيد المعتدى، دبابات القوات المسلحة
تتحرك بتثاقل.. بلاروح، بلا محبة، باتجاه الكوبرى، تسيطر عليه.
الخطأ الأكبر
سقط منا 9 أو 8 شهداء، وأصيب المئات، لكننا فى المقابل ألقينا القبض على
أكثر من مائة منهم.. يعترفون لنا.. هذا عضو الحزب الوطنى، وهذا جنده فلان
الفلانى، وهذا الشخص مسجل خطر، كان الخطأ الأكبر فى تاريخ الثورة أننا كنا
نسلم هؤلاء المعتدين إلى «الجيش» الذى نردد أنه انحاز إلى الثورة، حسبى
الله ونعم الوكيل.. الآن صار رفاقنا فى الكفاح السلمى، الإخوان المسلمين،
هم من دبروا الواقعة، حسبى الله ونعم الوكيل فيمن أفرج عن هؤلاء البلطجية،
وأطلق سهام حقده باتجاهنا، لو عاد الزمن بنا.. هل سنقتل هؤلاء البلطجية، أم
نسلمهم للجيش.
صديقى فارس
صديقى فارس «واحد من أجمل خلق الله»، يمسك فى يده «علم مصر».. نحن هنا منذ
صباح الله.. منذ الثامنة فى صباح يوم الأربعاء، ولم ننم حتى هذه اللحظات..
الساعة الآن السابعة فى صباح يوم الخميس.. أمسكت علم مصر و«لفيت» العلم
لأول مرة حول جسدى.. قبلته، وقلت له «يا عم فارس أنا هآخد العلم ده».. يقسم
إنه هو أيضا لأول مرة فى حياته يلف علم مصر حول جسده.. ثم يقول لى «أنا
وعدت ابنى بيه، ومش هتاخده».. فتاة جميلة، وذات شعر جميل، وطويل تمر من
أمامنا.. تقدم لنا المياه، أشرب بلهفة، وأترك قليلا من الماء الشحيح أساسا
لصديقى فارس.. أقولها «ينفع ميرضاش يدينى العلم»، تنظر إليه وتبتسم، ويقول
لها «وعدت ابنى بيه»، تضحك، وتقول لى «ينفع».. نتبادل الحديث، نضحك من
الخارج، ونبكى من داخلنا على دماء الشهداء.. صديقى فارس قلت له منتصف
الليل: «يلا نبات فى نقابة الصحفيين»، لكن رفض وقال لى «أنت هنا فى أجمل
مكان فى الدنيا، ولن نغادره.. الموت هنا حرية».
«مؤيدو مبارك»
سلكت طريقى إلى نقابة الصحفيين، كما أفعل يوميا عن طريق شارع شامبليون،
الذى أكدت لى كل المصادر أنه آمن.. أنا الآن على بعد مائة متر، قبل أن
أنحرف يمينا لأجد النقابة على بعد خطوات.. 3 شباب استوقفونى: أنت مين فقلت
(أنا صحفى فى «اليوم السابع»).. لكن لم أستكمل جملتى حتى قاطعونى «يابن
الـ... أنت تبع لا مبارك.. معاك كام فلوس»، «أنا مش مع حد أنا صحفى».. لكن
الاعتداءات تواصلت، والشتائم أيضا، فتشونى، ثم قالوا: «أنت قابض كام يابن
الـ..»، الله ستر، سلمونى إلى «الجيش» الذى يعرفنى بعض أفراده بحكم مرورى
عليهم يوميا أكثر من مرة.. سكت ورددت: «حسبنا الله ونعم الوكيل».
علي الربيعي- صديق جديد
- عدد المساهمات : 1
نقاظ : 4541
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 18/06/2012
- مساهمة رقم 2
رد: شاهد من موقعة الجمل
جميل