شلة اصحاب على النت

اتى ليبقى **للكاتبة:جانيت ديلي** __online

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

شلة اصحاب على النت

اتى ليبقى **للكاتبة:جانيت ديلي** __online

شلة اصحاب على النت

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

Bookmark


الاعلان فى المنتدى مفتوح مجانا امام كل صديق  معنا بمنتدى الشلة
عليه فقط الضغط هنا وكتابة رسالة بطلب الاعلان
سمى الله واضغط هنا واكتب رسالتك

http://up.progs4arab.com/uploads/de0bdf66b3.jpg
http://up.progs4arab.com/uploads/00fa7905f7.jpg


اتى ليبقى **للكاتبة:جانيت ديلي** Bestlearn110

اتى ليبقى **للكاتبة:جانيت ديلي** Banner3


اتى ليبقى **للكاتبة:جانيت ديلي** 10010
اول موقع مصري عربي لتحميلات و شرح برامج و بوتات سرفرات Xmpp/Jabber باللغه الأنجليزيه لمنافسه المرمجين الروسين و الايرانين و الاندونيسين بلغتهم
او اللغه الثانيه في كل انحاء العالم ارجو منكم الزياره و الدعم.... بواسطه: محمد جمال 201225516116+



    اتى ليبقى **للكاتبة:جانيت ديلي**

    HAMS
    HAMS
    مشرف عام الاقسام الرومانسيه
    مشرف عام الاقسام الرومانسيه


    زقم العضويه : 58
    عدد المساهمات : 720
    نقاظ : 6079
    السٌّمعَة : 6
    تاريخ التسجيل : 08/02/2010
    العمر : 31
    الموقع : مصر

    m4 اتى ليبقى **للكاتبة:جانيت ديلي**

    مُساهمة من طرف HAMS الأحد فبراير 28, 2010 3:29 am

    الاول انا هنزلها كتابة

    لحد لما يكون فى قسم للكتب الروائية

    ودى قصة اسمها اتى ليبقى

    بس بصراحة خرافة

    هى عندى فى مجموعة كتبى اللى فى البيت

    بصراحة تستحق القراءة

    يارب تعجبكم
    HAMS
    HAMS
    مشرف عام الاقسام الرومانسيه
    مشرف عام الاقسام الرومانسيه


    زقم العضويه : 58
    عدد المساهمات : 720
    نقاظ : 6079
    السٌّمعَة : 6
    تاريخ التسجيل : 08/02/2010
    العمر : 31
    الموقع : مصر

    m4 رد: اتى ليبقى **للكاتبة:جانيت ديلي**

    مُساهمة من طرف HAMS الأحد فبراير 28, 2010 3:30 am

    1-الزوج الغائب



    كانت الطريق الى ديوبي بولد معبدة و عريضة تتلوى بدلال كالافعى المتخمة .و كانت الفسحات القليلة بين الاشجار التي تغطي الجانب الايمن من الطريق تتيح لسائقة السيارة و ابنها مشاهدة المناظر الرائعة لجبال اوزارك في ولاية ميسوري .
    -هل يمكننا التوقف قليلا في مركز المراقبة الطبيعي ؟
    نظرت اليه تانيا لاسيتر باسمة بعد ان كانت غارقة في احلامها تركز اهتمامها على الطريق الممتد امامها و المناظر الطبيعية الخلابة .
    لا يمكن لأحد ان يكون له ابن ذكي و جميل مثل جون .انه صبي في السابعة من عمره ،بهي الطلة ،ذو عينين زرقاوين و شعر كستنائي ناعم يغطي جبينه،سعيد،نشيط و يحب الاستفسار عن كل شيء.
    و قالت تانيا لنفسها بسرور بالغ ان ابنها يتحلى بجميع الصفات التي تتمناها كافة الامهات لأبنائهن. و مما يلفت النظر دائما عينيه التي تشبههما بزرقة السماء الدافئة لا تشبهان ابدا عيني والد جايك الفولاذيتين الباردتين .
    -هل يمكننا ذلك يا امي .
    -بالطبع يا حبيبي ، و لكن لفترة قصيرة ،فجدتك تنتظرنا على العشاء لا يجوز ان نتاخر عليها كثيرا.
    فرح جون بموافقة امه و لم يتمكن من اخفاء سعادته و حماسته الشديدين. و لكنها لاحظت امرا يزعجه ،و قالت لنفسها انه سرعان ما سيخبرها بكل التفاصيل.اقفلت تانيا ابواب السيارة ،فيما كان ابنها ينتظرها بفارغ الصبر على بضع خطوات . سرحت شعرها سريعا باصابع يديها ثم انضمت للصبي المتحرك شوقا للوصول لذلك المكان المسمى سامي.
    سار الاثنان معا بخطى و ئبدة نحو تلك الصخرة الرمادية الضخمة التي تشرف على منطقة شاسعة .
    مانا شخصين ملفتين للنظر .الام طويلة القامة ،جميلة القوام،و جذابة تضج انوثة . و الصبي و سيم مشبع بالنشاط و العافية ،و يمثل الرجولة الحقيقية على نطاق ضيق.
    و فيما جلس جون على تلك الصخرة يراقب الوادي و السيارات القليلة تمر بسرعة ،صعدت والدته بضعة امتار و اسندت نفسها على شجرة باسقة.
    تأماته طويلا و هو يقف بزهو و عنفوان ،و كانه خطيب مفوه يلقي كلمة حماسية امام حشد غفير . انه يشبهها في امور معينه ، ففي الظاهر يبدو جون منفتح الشخصية و مرحا و يحب الحياه ... و اللهو . و لكنه مثلها يحب احيانا الابتعاد عن الاخرين و الاختلاء بنفسه ليفكر و يحلل .
    في اوقات معينه كانت تشعر انه جدي اكثر مما هو متوقع من طفل في السابعة من عمره، انه يحلل كثيرا و يمضي فترات اكثر مما يلزم مع الراشدين . و لكنه لا يتحفظ مع رفاقه بالمدرسة او يجد صعوبة في كسب الاصدقاء و التعامل معهم ، اذن فلا داعي للقلق او الخوف.
    شاهدت عصفورين يتغنيان بفرح و سرور . و شعرت بالم حاد في جميع انحاء جسمها ،و رغبت في وضع يديها حول جسمها لتشد بقوة و تزيل الالم . كل عصفورة مع شريكها الا هي !
    انها عصفورة في السادسة و العشرين بحاجة الى شريك تحبه و تناغيه .
    هذه هي ابسط جقائق الحياه و اقدمها !
    تذكرت وصولها الى التلال قبل سبع سنوات و هي تحمل طفلا رضيها في يدها.ازالت والدة زوجها جوليا لاسيتر بنفوذها و خبرتها صورة الطالبة المراهقة و حولتها الى شابة واعية ذات شخصية جذابة و قوية . و قالت لنفسها بمرارة انه لم يبقى من ذلك شيء ...سوى احتقارها لجايك لاسيتر الرجل الذي تحمل اسمه .
    لم يفرز ذالد الزواج سوى نتيجة اجابية واحدة .....و هي جون انه لها ولا يمكن لاحد ان ياخذه منها ...طالما انها لا تزال متزوجة من جايك.
    - امي.
    جلست على الارض و جلس جون قربها ،رفعت ركبتها و ضمتها بذراعيها و سالته بهدوء:
    - نعم يا حبيبي؟
    - هل حقا لدي والد؟
    لم يعكس وجهها اثر الصدمة الناجمة عن مثل هذا السؤال الا لحظة واحدة .تسارعت ضربات قلبها ،لكنها حافظت على رباطة جأشها و قالت:
    - طبعا لديك والد.
    حدق بها و كانه يريد اختراق عينيهاللوصول الى عقلها وافكارها، و سالها :
    - اعني ........ هل هو حي يرزق؟
    حاولت تانيا ان تضحك ولكنها لم تستطع الا الابتسام عندها اجابته قائلة:
    - نعم انه حي . انت بنفسك تحضر رسالته كلما اتى ساعي البريد،ماذا حملك على التفكير بانه ليس حيا ؟
    - قال لي دداني جبرليت ابي ميت او موجود في السجن ،والا كان عاد الى البيت .هل هو في السجن يا امي ؟
    طوقت كتفيه بيديها لتخفف من حدة اعصابه و قالت :
    - لا يا حبيبي انه ليس بالسجن ،انه في مكان ما في افريقيا .انه يعمل مع جدك ،الا تتذكر ذلك ؟
    ثمة سد كبير او جسر او ما شابه يتم تشييده هناك ، و شركة جدك تتولى الاشراف على المشروع . و يعمل والدك جاهدا كي يتأكد بنفسه من ان العمل يسير بدقة و نظام .
    ابعد راسه عن كتف امه و تأمل بانزعاج وجهها الحزين ثم سألها بتاثر :
    -لكن لماذا لا ياتي ابدا الى البيت ؟ولماذا لا نذهب نحن لزيارته ؟الا يريد رؤيتنا ؟
    حاولت طمأنته و لكنها فشلت في اعطائه الجواب الشافي ،قالت له بلهجة مبهمة و غير مقنعة :
    -سيعود يوما يا حبيبي ... لديه اعمال و اشغال كثيرة .
    - جميع المسؤولين و المموظفين لديهم اجازات سنوية ،لماذا لا ياخذ اجازة و يحضر لزيارتنا؟
    -لقد اتى مرة ؟
    لم تتمكن من ابلاغه بان جايك بصورة مفاجئة اتى لتمضية شهر بكامله ولكنه عاد بعد اسبوع واحد.لم يعجبه ردها.فقال :
    -كنت صغيرا جدا .اخبرتني جدتي بان عمري انذاك كان ثلاث سنوات انا لا اتذكره اطلاقا.
    سالته بتردد عما اذا كان بحث هذا الموضوع مع جدته ،و كانت خائفة من ان يكون رده بالايجاب فمن شأن ذلك ان يضيف نقطة سوداء اخرى الى سجلها لدى ام زوجها هز جون كتفيه و قال :
    - لا لم ابحث هذا معها...و لكني سالتها عن عمري عندما حصلت على ذلك الفيل العاجي .انت قلتي انه هديه من ابي .
    تنهدت بارتياح و اكدت هذه المعلومات بهدوء عاد الصبي الى السؤال :
    -هل يمكننا زيارته هذا الصيف ،بعد انتهاء العام الدراسي؟
    ارتبكت .... تلعثمت ....تألمت لانها تريد ايجاد رد مناسب لرفض طلبه .دون شيء اخر يزيد قناعته بان والده لايريد رؤيته اومقابلته .هزت رأسها و قالت بجدية مصطنعة :
    -لا يمكننا ذالك ،لان الوضع السياسي هناك لا يسمح لنا بمثل هذه الزيارات .
    نظر اليها الصبي بخيبة امل مريرة و قال بلهجة الراشدين :
    -كنت اعلم بانك ستقولين شيئا مماثلا .
    بلعت تانيا ريقها بصعوبة و قدمت اقتراحا لا يعجبها :
    -يمكننا الليلة ان نكتب له رسالة نستفسر منه بواسطتها عما اذا كان قادرا على زيارتنا لمدة اسبوع او اثنين في الصيف المقبل.
    ازاح جون شعره البني الفاتح على جبينه الصغير و تأمل امه بعينين مليئتان بخيبة الامل ثم سألها :
    - و هل تعتقدين انه سياتي؟
    كانت تامل في قرارة نفسها الا يةجه اليها هذا السؤال . و لكن تمنياتها الصامتة ان يرفض جايك طلبها ،زال بمجرد ان نظرت الى وجه ابنها .
    -اذا كان الامر ممكنا بأي شكل من الاشكال ،فانا متأكدة انه سيأتي .... و بخاصة اذا كتبت له و طلبت ذلك منه .





    يتبع .........
    HAMS
    HAMS
    مشرف عام الاقسام الرومانسيه
    مشرف عام الاقسام الرومانسيه


    زقم العضويه : 58
    عدد المساهمات : 720
    نقاظ : 6079
    السٌّمعَة : 6
    تاريخ التسجيل : 08/02/2010
    العمر : 31
    الموقع : مصر

    m4 رد: اتى ليبقى **للكاتبة:جانيت ديلي**

    مُساهمة من طرف HAMS الأحد فبراير 28, 2010 3:31 am

    لم تحاول تانيا ابدا تشجيع المراسلة بين الاب و ابنه ،لانها لم تكن راغبة بمشاطرة جون الصغير حبه للرجل الذي تحتقره . و كانت تحفز ابنها الى ارسال كلمة شكر في المناسبات و الاعياد ،و ذالك عندما يستلم منه بريديا الهدايا و الالعاب ،هب الصبي واقفا و قال لها بسرور واضح:
    -هيا بنا! لنذهب الى البيت .
    فيما كانت السيارة منطلقة على الطريق الساحلية التفتت الام الى ابنها و قالت بهدوء:
    - اريدك ان تعلم يا بني ان مجرد الكتابة الى ابيك لا يعني بالضرورة انه ستمكن من العودة الى الولايات المتحدة .
    ابتسم الصبي و قال بثقة :
    - اعرف و لكته سيأتي . انا متاكد من ذلك !
    ذكرها تصميمه القوي بالروابط بين الابن و ابيه .
    و مع انها تريد كثيرا تجاهل وجود زوجها ،الا انها لا تقدر على ذلك من اجل جون. و سمعت الصبي يقول بصدد الموضوع ذاته :
    - كنت افكر انه ربما يتصور انني لا اهتم به ،اذا علم بمدى تشوقي لرؤيته ،فمن المؤكد انه سيأتي .
    - و ان لم يتمكن من المجيء هذا الصيف ، فربما سيقعل ذالك بالخريف او حتى في عيد الميلاد .لا تعلق يا حبيبي امالا كثيرة على امكانية رجوعه ،فلربما عجز عن ذلك .
    -اتمنى ان ياتي لكي يراه دان جبرليت و يعرف ان لي والدا و انه موجود في افريقيا .
    ثم نظر اليها بحماس و سالها بلهفة :
    - هل يمكننا كتابة الرسالة فور انتهاء العشاء ؟
    شعرت بالالم يعتصر قلبها و وعدته قائله :
    -نعم،بعد العشاء مباشرة .
    - سوف نرسلها بالبريد الجوي كي يستلمها باسرع وقت ممكن ؟
    -نعم سوف نرسلها بالبريد الجوي .
    ظهر الارتياح جليا في وجه الصبي عندما شاعد سيارة فضية تتوقف امام البيت الكبير المبني على احدث طراز و قال:
    - انه العم باتريك .لم نره هنا منذ زمن بعيد.
    برقت عيناها لدى رؤية اليارة المالوفة و قالت له مصححة:
    - كان هنا منذ اقل من اسبوع .
    لم يكن باتريم راينز عم الصبي ،مع ان جون يدعوه بعذا الاسم منذ اصبح قادرا على الكلام . و لاحظت تانيا ان والد زوجها جي دي لاسيتر أحال نفسه الى تقاعد جزئي و لم يعد يذهب الى مقر شركته الا مرتين او ثلاث في الاسبوع .
    و منذ ذلك الحين اصبح باتريم راينز يدير شركة الهندسة بصورة فعليه مع انه لم يكن رئيسا لها . و كانت تانيا تشعر بان جاي دي لم يتقاعد كلية لانه ينتظر ابنه الوحيد و تسليمه الشركة و ادارتها .و تذكرت ان جاي دي هو اول من بذل تلك المحاولة الفاشلة لجعل ابنه يرجع الى وطنه . و قد حضر فعلا قبل اربع سنوات لتمضيه شهر كامل الا انه لم يبق سوى اسبوع واحد . و تألمت عندما تذكرت الجو المرعب العدائي الذي خيم عليهما اثناء هذة الايام القليله ، و كيف انها لم تتمكن تبادل اي حديث هادئ معه ...او حتى تشعر بالارتياح لوجودها معه في غرفة واحدة .
    دخل الصبي و امه المنزل الرائع دون ابطاء و فيما كان قلبها كاد يتوقف عن الخفقان بسبب سماعها صوت باتريك القوي في قاعة الجلوس ، هرع الصبي الى القاعة و هو يلقي التحية بصوت عالي على جديه و صديقة الاسمر الوسيم . ابتسمت تانيا مرحبةبباتريك الذي حياها بمودة و حرارة . مدت يدها نحوه بصورة عفوية قائلة:
    - اني مسرورة جدا بلقائك مرة اخرى يا باتريك قال لي جون لدى مشاهدته سيارتك في الخارج انه لم يرك منذ اجيال.
    ظل قابضا على يدها بقوة حينما قال بارتياح و زهو بالغ :
    - اذن احسست بغيابي عن البلدة و كنت تتشوقين الى عودتي .
    ارادت تانيا الانطلاق من هذة الجملة الى حديث هام معه، الا ان ام زوحها تدخلت قائلة :
    - كنا بدأنا نظن انكما اختفيتما ،اين كنتما انت و جوني ؟
    كانت جوليا لاسيتر الوحيدة التي تطلق على جون اسم جوني ، و تانيا كانت تحس انها تفعل ذلك لمجرد اغاظتها . نظرت السيدة الارستقراطية التي تمسك بيد حفيدها بشدة .
    فقالت لها تانيا:
    - ذهينا الى نزهة قصيرة استغرقت اكثر مما نتوقع ،هل اصبح العشاء جاهزا؟
    وقف جاي دي ذو المنكبين العريضين ، و الذي يشبه ابنه لحد كبير و قال لها:
    -كنا على وشك التوجه الى قاعة الطعام.
    - اسمحو لنا ببعض دقائق لنبدل ثيابنا و ننضم اليكم .
    اخذت يد جون بيدها ووجهت ابتسامة ناعمة نحو الثلاثة الاخرين، و بخاصة الوسيم الاسمر باتريك راينز . ارتدت فستانها و سرحت شعرها خلال فترة قياسية ،ثم توجهت فورا الى المطبخ و هي تعلم ان جوليا تتوقع حضورها باي لحظة . كانت تدرك ان بامكان العائلة استخدام طاهي او بستاني ، و لكن منزل جوليا لاسيتر قصرها الخاص .فهي التي تقوم بكافة الاعمال و تراقب تنفيذها بدقة و اهتمام. و قالت تانيا لتفسها ان السيدة لاسيتر تحب الكمال و تعمل جاهدة لتحقيقة.ليس هناك من عمل الا و تقوم به على اكمل وجه .ماكولاتها شهية حتى انها اشهة من المأكولات التي تقدم في المطاعم الفاخرة.
    منزلها نظيف دائما لا يعرف الاوساخ او حتى الغبار ،ولو في تلك الامكنة المستعصية او التي لا يراها احد.
    حديقتها جميلة غناء ،ولا تسمح لزوجها بالقيام باي عمل و حتى الاعمال الثانوية .
    اما هي فكانت عنوان الاناقة و الجمال و الاعتناء بالذات.
    و كذلك ثمة دلائل متاعددة على ان جوليا ليست مدبرة منزل فحسب بل كانت ايضا اما حكيمة تتصرف بهدوء و حكمة مع ابنها .لم تسألة يوما عن تلك الشابة التي احضرها ذات يوم الى المنزل قائلا انها زوجته ،لم تعلق او تستفسر عن علاقتهما ، كما انها نفذت له و بدون تردد طلبه بان يكون له و لزوجته غرفتين منفصلتين .لم تقل شيئا مزعجا لتانيا عندما ذهب ابنها بعد بضع ايان من احضار زوجته ، او طوال السنوات التي تلت رحيله ، و مع ذلك كانت تانيا تحس ان جوليا لا تتحمل وجودها الا من اجل جون الذي اصبح محود حبها و اهتمامها و رعايتها .
    اما والد جايك ،فهو مختلف تماما .قالت تانيا مرة بسخرية لاذعة ان بامكان جايك ان يسحر الافعى و لما قابلت جاي دي عرفت انه ورث الشخصية الساحرة من والده ،الا ان الوالد كان اكثر انفتاحا عن مشاعره و احاسيسه . عندما اتت الى البيت للمرة الاولى و معها جون الصغير ، اعرب جاي دي صراحة اعتراضة و تشككه الشدشد عن زواج ابنه منها ،لم يكن لدى تانيا اي شك بان كلامه يعتبر اوامر عسكرية ، كما انه رجل اعمال خارق الذكاء و خبير محترف في حقله ، و هو صاحب قدرة فائقة على تحليل الشخصيات و الصفات . فقد لاحظ تحولها من فتاه خرجت لتوها من المدرسة لا تعرف الكثير عما يدور حولها الى شابه راقية ذات شخصية قوية و ذكية .و بدات معارضته تتحول تدريجيا الى اعجاب و احترام مد لها قبل خمس سنوات يد صداقة هادئة ، و مع انه لم يسالها عن علاقتها بابنه ، كانت تشعر انه يعرف الظروف التي احاطت زواجهما ،انه لا يعرف بالطبع الحقيقة الكاملة فذلك السر لها و حدها و هي تحافظ عليه حفاظها على ابنها ، و مع ذلك فان لطافة جاي دي جعلت اقامتها في ذالك البيت امرا يمكن تحمله .الا انها كانت مستعدة للعيش في الجحيم من اجل ان يمنح ابنها اسما و عائلة و مستقبل .


    يتبع......
    HAMS
    HAMS
    مشرف عام الاقسام الرومانسيه
    مشرف عام الاقسام الرومانسيه


    زقم العضويه : 58
    عدد المساهمات : 720
    نقاظ : 6079
    السٌّمعَة : 6
    تاريخ التسجيل : 08/02/2010
    العمر : 31
    الموقع : مصر

    m4 رد: اتى ليبقى **للكاتبة:جانيت ديلي**

    مُساهمة من طرف HAMS الأحد فبراير 28, 2010 3:34 am

    كانت جوليا جهزت المائدة ووضعت عليها اطباق الصنف الاول ، عندما وصلت تانيا الى المطبخ . اعتذرت منها للوصول متاخرة ،الا ان سيدة المنزل تغادت التعليق على ذالك و دعتها مع الاخرين لتناول العشاء .و فيما كان جون يحاول الجلوس قرب جدته ،كان جاي دي يمسك كرسي تانيا و يساعدها على الجلوس تادبا و احتراما .ابتسمت تانيا للرجل الجالس في الجانب المقابل للمائدة ، و شعرت بسرور بالغ عندما وجه اليها ابتسامة مماثلة و قال:
    -انت تبدين رائعة في هذا الفستان ، و هذا لا يعني انك لست رائعة في اي شيء اخر ترتدينه.
    نظرت الى وجهه الوسيم و تاملت بسرعة ملامحه البارزة ثم قالت له بصوت دافئ و لهجة مهذبة :
    - انت كريم النفس الى درجة كبيرة .و لكن الفتاه تحب سماع هذه الكلمات ،مهما كانت غير صحيحة.
    تبادلا النظرات الحالمة التي تحمل الكثير من المعاني ، و التي لا يمكن تجاهلها .كان جاي دي و زوجته يقيمان باستمرار حفلات مختلفة لكبار المسؤولين في الشركة ، و اصبح من التعارف عليه ان تكون تانيا رفيقة باتريك في هذه المناسبات ،فزوجها موجود في افريقيا من اجل غير مسمى ، و باتريك مطلق منذ ثلاث سنوات و طليقته تزوجت رجلا اخر لذا لا يمكنه الرجوع اليها . حاولت تانيا الحد من مشاعرها تجاه هذا الرجل الوسيم الجذاب . وو على الرغم من انهما لم يتفوها باي كلمات سرية اثناء المرات القليلة التي التقيا فيها على انفراد ،كانت تانيا تعلم ان العلاقة بينهما ليست علاقة صداقة بين اي شخصين عاديين .كل منهما كان يشعر بوجود الاخر بدرجة كبيرة ، و لكن اخلاقها و نفسيتها المحافظة لم تسمح لها نسيان خاتم الزواج و قسم الاخلاص و الوفاء ،بغض النظر عن الرجل الذي عاهدت النفس على حمل خاتمه و اسمه ،سالته بهدوء:
    -اخبرني يا باتريك الى اين كنت ذاهبا هذه المرة ؟ لم اعرف انك غائب عن البلاد.
    - كانت رحلة مفاجئة الى اسكتلندا ، ثم توجهت الى غرب افريقيا .
    احس جاي دي بالانقياض الطفيف الذي شعرت به تانيا ، فتدخل قائلا:
    -من القوانين المتبعة في هذا البيت ان جوليا لا تسمح للجالسين على المائدة بالتكلم على امور العمل .
    ثم ابتسم الى زوجته و قال لها بمرح ، محاولا تحويل الاهتمام الى موضوع اخر :
    -لايمكن لاي انسان ان يحول انتباهه الى امور اخرى و هو يتناول هذا الحساء الشهي .... العادة .
    الا ان جون اعاد المسألة الى نقطة الصفر عندما سأل بحماس:
    -هل قلت انك ذهبت الى افريقيا يا عمي باتريك .
    تدخلت تانيا بسرعة و قالت لابنها :
    - جون الم تسمع ما قاله جدك ؟ انتظر حتى ننتهي من الطعام.
    - حسننا يا امي .
    شعرت تانيا ان اهتمام ابنها المفاجئ بأبيه سوف يتفجر بسرعة، و بمجرد اخلاء الطاولة من صحون الحلوى لم تكن على استعدادا ابدا للاعتراف امام بقية العائلة بعزمها توجيه رسالة الى جايك لحثه الى العودة . نظرت الى جوليا فلاحظت انزعاجا طفيفا .
    تصورت انه ناجم من تحدثها الى ابنها بقسوة لا مبرر لها الذي لم يكن يريد الا ان يسال عن أبيه .اعترفت لنفسها بان هذه هي الحقيقة ، و لكن لم ترد ان يفسد ذكر اسم جايك هذه الامسيه الهادئة ، عاد جاي دي الى التحدث باسلوبه الذكي :
    - قبل وصولكما انت و جون هذه الليلة ،كنا نبحث عن احتمال اقامة حقل عشاء صغير بمناسبة عيد زواجنا الخامس و الثلاثين .
    قالت تانيا له موافقة :
    -اعتقد انها فكرة ممتازة.
    - اني مسرورةلسماع هذا. ظنت جوليا ان اقامة حفلة في منزلنا بمناسبة عيد زواجنا فكرة سيئة ، مع انها تسعى بكل جهدها لاقامة الحفلات.
    ابتسمت تانيا و وجهت كلانها الى والدة زوجها قائلة:
    اذا سمح لنا الطقس يا جوليا ،فان بامكاننا اقامتها في الحديقة حيش تكون الازهار في ابهى حلة و اجملها ، اتصور ان ذلك سيكون افضل بكثير من اقامتها داخل البيت .
    -سوف تعدين لنا ذلك السمك الذي يحبه زوجك كثيرا . هيمنت احاديث الضيوف و اطباق الطعام على احاديث الاربعة الراشدين . و فيما جوليا كانت تقدم القهوة رن جرس العاتف في غرفة الجلوس .و لما علمت جوليا ان المتحدث يريد جاي دي ، ابلغته بذالك و طلبت منه احضار فنجاني القهوة معه. و لان جون الصغير ذهب قبل ذالك الى غرفته ، ظل باتريك و تانيا و حدهما .... على انفراد. سالته بشيء من العصبيه :
    - باتريك ،قل لي هل التقيل جايك عندما كنت في افريقيا ؟
    نظر اليها بسرعة و كانه يحاول تجنب نظراتها الحادة ، و قال:
    -نعم ،نعم ،التقيته هناك .
    -كبف يسير ذلك المشروع الذي يعمل فيه .
    كانت تعلم تماما انها تغشه بهذا السؤال ، و ذلك كي تعلم منه فرص قبول جايك الدعوة التي ستوجهها اليه للعودة الى البيت . سألها باتريك ببرودة:
    - اي منها الذي اخذ ينهيه ام الذي بدا به منذ فترة وجيزة .؟
    احست بارتياح عظيم و تنهدت بقوة دون ان تدري ثةم قالت:
    -لم اعلم انه يعمل على مشروعين مختلفين . من المؤكد انه منهمك جدا بالعمل.
    - لوني دافنزر مساعد قدير جدا ، و لكنه لا يزال على جايك التنقل بين مراكز المشروعين المختلفين .هذا في الوقت الحاضر على الاقل .
    سرت تانيا كثيرا بعودة جوليا لانها انقذتها من الاضطرار لشرح الاسباب التي تحودها لطرح هذه الاسئلة . و كان من الواضح ان باتريك على وشك الاستفسار عن سبب اهتمامها المفاجئ.دخل جاي دس بعد لحظات من عودة زوجته ، ثم ابتسم باعتذار الى تانيا و غرق في حديث هام مع باتريك عن شؤون العمل ..و فيما بدت جوليا منهمكة في بعض الامور ، راحت تانيا تراقب باهتمام الرجل الذي تعرفه منذ بضع سنوات ....و خاصة ان عودة جايك بدت الان غير قريبة اطلاقا.
    لا حظت تانيا خلا اقامتها مع جاي دي و جوليا ان عدد كبيرا من الناس يحاولون استغلال ثروتهما و نفوذهما .....



    يتبع .....
    HAMS
    HAMS
    مشرف عام الاقسام الرومانسيه
    مشرف عام الاقسام الرومانسيه


    زقم العضويه : 58
    عدد المساهمات : 720
    نقاظ : 6079
    السٌّمعَة : 6
    تاريخ التسجيل : 08/02/2010
    العمر : 31
    الموقع : مصر

    m4 رد: اتى ليبقى **للكاتبة:جانيت ديلي**

    مُساهمة من طرف HAMS الأحد فبراير 28, 2010 3:36 am

    و من الامور التي اعجبت تانيا بباتريك راينز رفضه للمراوغة مع جاي دي او توجيه كلمات الاطراء الفارغة له . كان سيد نفسه و لم يتردد مرة في الاعراب عن وجهه نظر متناقضة لافكار رئيسية ...
    و الاصرار عليها . و لكنه لم يكن مستقلا تماما بحيث يطلب نصيحة المحنك و الاستفادة من خبرته ... اذا شعر باي ضرورة لذلك . و لا حظت تانيا ايضا ان ما يجذبها الى ذلك الرجل الوسيم لم يكن مجرد الذكاء الحاد و الجاذبية الساحرة ، و فجاة احست بيد صغيرة تمتد الى كتفها و بصوت ناعم يقول لها :
    - هل يمكننا الذهاب لاعدادها الان يا امي ؟
    سالته بصوت مرتفع امام الرجلين :
    - نذهب و نعد ماذا ؟، يا حبيبي .
    - اريد ان اكتب رسالة الى ابي اطلب منه الحضور الى البيت بمجرد حصول اجازة .
    تاملت تانيا زهوه و اعتزازه ، فيما احمرت و جنتاها خجلا عندما شعرت باعين الاخرين مركزة عليها . لم يكن باتريك يعرف بالعداء المستحكم بينها و بين زوجها الا افتراضا ، اما الوالدان فكانا يعرفان الحقيقة ،و انتظرا بالتالي رد فعلها على جملة ابنها .
    تدخلت جوليا بحزم قائلة :
    - اعتقد انها فكرة رائعة يا جوني .
    كانت لهجتها مليئة بالتحدي لتانيا ، فكيف يمكنها بعد هذا الكلام الا ان توافق !
    ابتسمت بصهوبة و قالت بهدوء بالغ :
    - و انا ايضا يا جوليا و الا لم اكن اقترحت هذا على جون .
    لم تكن راغبة في استمرار النقاش او الرد على اي اسئلةمحرجة . وقفت و مسكت يد ابنها ثم خرجت و اياه بهدوء الى قاعة الجلوس . ولما وصلا الى الغرفة المحاذية لغرفة نومها سألها جون بتردد:
    - تريدين كتابة الرسالة ، اليس كذالك ؟
    ابتسمت له محاولة اخفاء امتعاضها . و لكن لماذا القلق الم تفهم من باتريك انه ثمة احتمالا ضئيلا في امكانية حضور جايك .
    - نعم يا حبيبي سنكتبها معا .
    بحث جون في جيب قميصه و اخرج صورة فوتوغرافية قائلا :
    -يمكننا ايضا ارسال هذه الصورة اليه . اخذها جذي عندما حصلت على دراجتي الجديدة . اريد ان يعرف ابي كيف ابدو هذه الايام
    لم يكن جون وحده في تلك الصورة ، بل كانت هي معه ايضا .
    كان شعرها الذهبي يتطاير في الهواء ، و تبدو كارقى سيدات المجتمع . لم تكن تريد ارسال هذه الصورة قالت له بهدوء :
    - توجد مه والد صورة لك اخذت في المدرسة .
    - ولكني لا اشبه نفسب فيها و كنت فاقد احد اسناني ارجوك ، الا يمكننا ارسال هذه الصورة الحديثة ؟
    كانت عيناه الزرقاوان تنظران اليها بتوسل و احست انها لا يمكن ان ترفض طلبه ... مهما كان . و اعترفت لنفسها ان جون في سن يحتاج الى رجل معه يساعده و يرشده .. و هي مسؤولية والده قبل كل شيء ، كانت تشعر بالذنب لانها حرمت ابنها من ابيه . و لكن هذا الشعور زال بعد تفكيرها بساعة زمن ، عندما كانا ينهيان رسالتيهما الى جايك . كانت الرسالة مناشدة قلبية مهذبة لابيه للحضور الى البيت خلال فصل الصيف . اما رسالتها هي فكانت بسيطة و خالية من اي مشاعر و عواطف ذكرت فيها ان جون بدا يشكك بجدية اانله والد مضيفة الى انه ربما من الافضل حضورة لبضعة اسابيع اذا سمحت له اعماله بذالك .
    و فيما كانت تلصق الطوايع البريدية المطلوبة ، احست بوخز الضمير . انها تحتقر جايك لاسيتر بسبب ما قام به في الماضي ... و لكنها من اجل جون مستعدة تحمل وجودة لبضعة اسابيع ... هذا اذا اتى ....و كانت نشعر بصورة شبه مؤكدة انه لن ياتي ...



    نهاية الجزء الاول .....

    يتبع ....
    HAMS
    HAMS
    مشرف عام الاقسام الرومانسيه
    مشرف عام الاقسام الرومانسيه


    زقم العضويه : 58
    عدد المساهمات : 720
    نقاظ : 6079
    السٌّمعَة : 6
    تاريخ التسجيل : 08/02/2010
    العمر : 31
    الموقع : مصر

    m4 رد: اتى ليبقى **للكاتبة:جانيت ديلي**

    مُساهمة من طرف HAMS الأحد فبراير 28, 2010 3:37 am

    2 - حفلة المفاجئات .



    نظر اليها ابنها باعجاب ، فيما كانت تضع جهاز التلفزيون النقال في مكتب صغير فو غرفة نومه و قال :
    -انك جميلة و انيقة يا امي .
    -هل يعجبك الفستان؟ اشتريته خصيصا لهذه الليلة بمناسبة عيد زواج جديك .
    -انه رائع ... اوه ، كم اتمنى حضور هذه الحفلة !
    -تصور البرامج التلفزيونية التي لن تراها .اعتقد ان فيلم الليلة هو عن رعاة البقر .
    -حقا؟
    قالها بحماسة ظاهرة لانه يحب هذا النوع من الافلام السينمائية ،في حين ان معظم البرامج الاخرى تزعجه و تضجره .ابتسمت له والدته و قالت :
    -اعتقد ان بعض الضيوف وصلو بالفعل .سوف تكون على ما يرام اليس كذالك ؟
    - بالتاكيد .
    -تطفا الانوار في تمام العاشرة .ساعود لاتاكد من ذالك .
    ابتسم جون لامه فيما كانت تغادر غرفته و قال لها :
    - حسنا ... يا امي ، في العاشرة و خمس دقائق ساكون غارقا في نوم عميق .
    كان جون يعتبر انه لم يعد بحاجة لمن يضعه على السرير و يساعده على النوم ، مع ان ايا منهما لم يكن راغبا في التخلي عن هذه العادة الرقيقة .
    كانت الغرف التي تستخدمها تانيا و جون موجودة في جناح منفصل خصص اصلا لاستقبال الضيوف . و كان هذا الجناح كشقة مكتملة لا ينقصها شيء سوى المطبخ ، الامر الذي منحها حرية التصرف و التنقل دون ازعاج الاخرين .
    و كان البيت ذاته المبني من الحجارة و الخشب على طراز بيوت المزارع الامريكية القديمة ،سقع على قطعة من الارض تمتد كاصبع في بحيرة تايبل روك . و كان امامه حوض خاص به و مبني ليخت العائلة . لم تكن هناك بيوت قريبة ، لان جاي دي ابتاع قطعة الارض المجاورة ليضمن لنفسه و لعائلتة الضجيج و ازعاج الجيران . و كانت اي دعوة لحضور حفلةهناك تعامل باهتمام بالغ و تلبى دون تردد . و لذا كان المنزل في تلك اللليلة يعج بالضيوف .
    دق جرس الباب فقالت تانيا لجوليا القادمة من المطبخ انها ستفتح الباب و تستقبل القادمين . دخل باتريك راينز و معه فتاه جميلة ذات شعر اسود داكن تزنر اصابعها بثلاث خواتم جميلة . مدت تانيا يدها لمصافحة شقيقة باتريك قائلة :
    -شيلا انا مسرورة لتمكنك من الحضور ، فستانك رائع للغاية .
    نظرت اليها شيلا مقيمة شكلها ، و في عينيها شيء من الحسد و نظرة اخرى لم تفهمها تانيا و قالت لها:
    - انت فستان تعيس بالمقارنة مع فستانك انت ،يا تانيا .
    كانت شيلا اصغر منها باربع سنوات ، الا ان تانيا لم تشعر ابدا بانها مقبولة عند لدى شقيقة باتريك ، و احيت انه ربما كان عليها ان تستقبلها الليلة ببرود و كبرياء ، لان نظرات الفتاه كانت اشد قساوة مما في السابق . و فيما لاحظت ان باتريك يراقب باهتمام و اعجاب فستانها الجميل و فتحة العنق الكبيرة الى حد ما ،سمعته يسالها :
    - اننا لم نتاخر كثيرا ، اليس كذالك ؟
    - لا ابدا ،الاخرون موجودون بالحديقة .
    خرج الثلاثة معا من الباب الزجاجي ، فاعتذر جاي دي من الشخصين الذين كان يتحدث معهما و اتى للترحيب بالقادمين الجدد . حذرت زوجته بعد دقائق قليلة و معها طبق جديد من المقبلا ت الشهية التي اعدتها بنفسها .
    و امضت تانيا الدقائق العشرين التالية في فتح الباب الرئيسي و استقبال الضيوف ،بالاضافة الى مساعدة والدة زوجها في اعداد الطاولة الكبيرة و استبدال الصجون الفارغة باخرى ممتلئة ... و عندما اقترب منها باتريم و طالبها بالجلوس معه على احد المقاعد الخشبية المنتشرة في ارجاء الحديقة . وضع ذراعة على الوسادة الخلفية للمقعد ، و بشكل قريب جدا من كتفيها . احست بشيء من الانزعاج الا انها حافظت على رباطة جاشها و لم يظهر على وجهها ما يدل على حقبقة شعورها .
    - لا اعرف لماذا لا يستخدم الرجل العجور اشخاصا متخصصين ياعداد الحفلات و خدمة الضيوف . الا يوفر ذالك عليكما ، انت و جوليا الكثير من التعب و الارهاق ؟
    تنهدت تانيا و قالت له :
    - و لكن الفضل في نجاح الحفلة لن يعود عندئذ لجوليا . هذا كلا قاسي ، و لكنه صحيح .فحتى لو احضر جاي دي فريقا متخصصا ، فانها ستصر على مراقبة كل خطوة بنفسها . هذه هي طبيعتها .
    - و ما طبيعتك انت ؟
    -طبيعتي انا ؟
    توقفت لحظة و تطلعت نحو الاشخاص الاربعين الذين يسرحون و يمرحون في الحديقة ثم اضافت بهدوء :
    - كنت على الارجح يادعو ربع هذا العدد و اشوي لهم شرائح اللحم على الفحم .
    ابتسم باتريم و قال :
    - انتظر منك دعوة الى حفلتك القادمة .انها ستكون بالتاكيد رائعة و دافئة .
    - سافعل ذالك .
    لم تعد تتحمل النظر الي عينيه و فمه فادارت وجهها عنه و قالت :
    - انها امسية جميلة للغاية اليس كذالك ؟
    - جدا و اختيار هذه المقطوعات الموسيقية يدل على ذوق رفيع .
    استمعت تانيا بانتباه الى الموسيقى الهادئة و الحالمة ، و تمنت من صميم قلبها ان يضمها رجل الى صدره ... و لو لفترة قصيرة . و كأن باتريك احس بما يدور في راسها و سالها برقة :
    - كم من الجواجب تظنين سترتفع استغرابا و دهشة اذا رقصنا في تلك الزاوية قرب مكبرات الصوت ؟
    - ربما جميعها .
    امسك بيدها ثم قال لها و هو يهب واقفا :
    -لنجازف .
    تصورت تانيا انهما يرقصان وراء جدار سحري يصد نظرات الاخرين عنهما . اذ ان احدا لم يتطلع نحوهما ، باستثناء شيلا . و تسائلت عن اخر مرة كانت فيها بين ذراعي رجل ، فلم تجد الجواب . لم تعترض على ضمها اليه بقوة ، لا بل انها ارادت القاء رأسها على صدره ، و لكنها امتنعت عن ذالك ،مع انها سمحت ليدها للوصول ما بين كتفيه .
    -تانيا!
    ايقضها صوته الناعم من احلام اليقظة فرفعت راسها و نظرت الى وجهه البرونزي الجميل . و كانت قريبة منه الى درجة خطرة وكان وجهها يشع ببريق السرور و الارتياح .
    - انك رائعة الجمال .
    احست بأن قلبها يغوص في مكانه . و شعرت في لحظة ضعف انها تريد نسيان وعود الاخلاص و الوفاء الذي قطعته لنفسها قبل سنوات عدة . و لكن اللحظة مرت بسرعة . رفعت اصبعها الى فمه و قالت له :
    - باتريك ، لا تقل شيئا .
    امسك باصبعها و قبله بحنان ، ثم قال و هو يتأمل عينيها الحالمتين :
    - لم اقل شيئا منذ اكثر من سنه . و لكن ... من الضروري ان اقول شيئا ؟ انت و انا شخصان راشدان و ليس علينا ان نلعب و نناور ..
    كيف يمكنها ان تجادلة بطريقة مقنعة ؟ من المؤكد انه سيذكرها ان زواجها مجرد كلمات قليلة في كتاب .....




    يتبع ......
    HAMS
    HAMS
    مشرف عام الاقسام الرومانسيه
    مشرف عام الاقسام الرومانسيه


    زقم العضويه : 58
    عدد المساهمات : 720
    نقاظ : 6079
    السٌّمعَة : 6
    تاريخ التسجيل : 08/02/2010
    العمر : 31
    الموقع : مصر

    m4 رد: اتى ليبقى **للكاتبة:جانيت ديلي**

    مُساهمة من طرف HAMS الأحد فبراير 28, 2010 3:39 am

    كيف يمكنها ان تجادلة بطريقة مقنعة ؟ من المؤكد انه سيذكرها ان زواجها مجرد كلمات قليلة في كتاب .....
    -يجب الا تقول شيئا ، ارجوك . لن تتمكن من اقناعي بأي امر . نظر اليها بحنان و قال بلهجة اقرب الى المناشدة منها الى الدعوة:
    - تناولي معي العشاء في الاسبوع المقبل ، سالقاك في اي مكان تختارين .
    هزت راسها نفيا و اكدت له بلهجة ضعيفة مرتبكة :
    -لا ...لا يمكنني ذالك .
    خيم الصمت بضع لحظات قاسية ثم سألها بذهول حزين :
    -هل كنت مخطئا في تقديري للأمور ..... الا اعجبك ؟
    انتهت المقطوعة الموسيقية في تلك الاونة ، فسحبت تانيا نفسها من بين ذراعيه اللتين لم تقاوما خطواتها . احست يانه كان عليها الانضمام الى باقي المدعوين ، و لكن الغباء على ما يبدو منعها من انهاء هذا الحديث الذي لا يجدي .
    -و هل معقول الا تعجب اي امراة ؟ انك رجل قوي و وسيم و عازب ... صفات لو اجتمعت في رجل واحد ، لوجدت اي امرأة صعوبة فائقة في موجهتها .انني اجدك جذابا للغاية يا باتريك . و لهاذا السبب بالذات ارفض الاجتماع بك خارج محيط المنزل .
    سألها بلهجة غاضبة قليلا :
    - ماهي السيطرة المجنونة التي يقيدك بها جايك لاسيتر ؟لماذا تخافين من رجل لم تشاهديه سوى سبعة ايام من اصل سبع سنوات؟ كانا لا يزالان واقفين عند الزاوية الصغيرة ، بعيدا عن بقية الضيوف ، قالت تانيا لنفسها انها غير قادرة على الافصاح عن السبب الحقيقي لزواجها الفاشل ، حتى لباتريك الذي اصبحت تحبه الى حد ما . تنهدت و قالت بحزم و قوة :
    -ليس لجايك اي سيطرة علي . انا اقرر مجرى حياتي بنفسي .
    - و ليس لي الحق في التخل بشؤونك ، و حتى لو كنت راغبا في جعلها شؤوني انا ايضا ؟
    تسمرت تانيا في مكانها و شعرت بانها وحدها و ليس هناك ما تستند اليه ، و لكن باتريك رجل قوي جدا ، قوي الى درجة كبيرة . فلماذا لا تستند اليه ؟اطبقا شفتيها بقوة كيلا تصدر عنها كلمات الاستسلام و الضعف . اقترب منها بصوت دافئ و لهجة منطفية مقنعة :
    -جون بحاجة الى والد حقيقي ، و ليس الى والد بالاسم ... كما هي الحال مع جايك .
    ردت عليه بصوت مرتجف يشوبه القلق و عدم الثقة :
    - انت لست منصفا في كلامك هذا يا باتريك .
    - كل الانصاف ، يا تانيا
    - اعذرني يجب ان اذهب الى جون لكي اتأكد منذعابه الى النوم .
    تركته بسرعة لانها خافت من الاستسلام لذالك الاغراء القوي الذي كان مسلطا فوق رأسها ، و ما ان وصلت الى الباب الزجاجي ، حتى اعترضتها جوليا قائلة :
    - اننا بحاجة الى المزيد من قطع الثلج ، فهل يمكنك احضارها لنا ؟
    - انا سأحضرها لان تانيا ذاهبة الى غرفة جون .
    استغربت تانيا لانه لم يكن الا على بعد خطوتين منها ، شكرته جوليا باسمة ثم قالت لزوجة ابنها :
    - قبلي جون عني و اخبريه اني اتمنى لع ليلة سعيدة .
    -سأفعل هذا يا جوليا .
    مضت جوليا في سبيلها ،فالتفتت تانيا الى باتريك و قالت له :
    -توجد اكياس جاهزة في الثلاجة . اظن ان اربعة منها تكون كافية في الوقت الحاضر .
    استدارت نحو غرفة الصبي ، و لكن باتريم امسك بذراعها و شدها الى احدى الزوايا حيت ضمها بقوة الى صدره ، تحركت شفتاها اعتراضا و احتجاجا . و لكن دون جدوى . حبست انفاسها و لم تقل شيئا عندما سنعته يتنهد بسرور و ارتياح . امسك رأسها بيديه القويتين و رفع وجهها و قال متمتما :
    - من المؤكد ان جايك فقد عقله كي يترك امراة جذابة و رائعة مثلك بعيدة عنه .
    -نعم انا مجنون لاني فعلت ذالك !
    شهقت تانيا مذعورة و سلخت نفسها بسرعة من بين ذراعي باتريك ، عرفت على الفور الصوت التغطرس المهين ، الا انها ظلت تحدق مذهولة بصاحبه و هي لا تصدق عينيها او اذنيها .
    و سمعت باتريك بقول :
    -انت تركتها منذ زمن بعيد يا لاسيتر ، انها لم تعد لك .



    يتبع .....
    HAMS
    HAMS
    مشرف عام الاقسام الرومانسيه
    مشرف عام الاقسام الرومانسيه


    زقم العضويه : 58
    عدد المساهمات : 720
    نقاظ : 6079
    السٌّمعَة : 6
    تاريخ التسجيل : 08/02/2010
    العمر : 31
    الموقع : مصر

    m4 رد: اتى ليبقى **للكاتبة:جانيت ديلي**

    مُساهمة من طرف HAMS الأحد فبراير 28, 2010 3:41 am

    -نعم انا مجنون لاني فعلت ذالك !
    شهقت تانيا مذعورة و سلخت نفسها بسرعة من بين ذراعي باتريك ، عرفت على الفور الصوت التغطرس المهين ، الا انها ظلت تحدق مذهولة بصاحبه و هي لا تصدق عينيها او اذنيها .
    و سمعت باتريك بقول :
    -انت تركتها منذ زمن بعيد يا لاسيتر ، انها لم تعد لك .
    لم يعلق جايك على هذه الكلمات بشيء ، و لكنه ابتعد عن العامود الذي كان يستند اليه ووقف في مكان اكثر انارة . كانت تانيا تراقبه و هي تشعر بخوف يسد حلقها ، و لكنها لا تعرف تفسيره او وصفه ، بدا لها اطول و اضخم مما كانت تتصورة او تتذكره . نظر اليها بعينين فولاذيتين باردتين و قال بلهجة الامر :
    - تعالي الى هنا يا تانيا .
    اذهلها ظهورة المفاجئ لدرجة انها لم تعد قادرة على التفكير او التصرف . اقتربت منه بخطوات بطيئة، ثم توقفت و راحت تتأمل وجهه و التغيرات التي طرأت عليه حلال السنوات الاربع التي لم تره فيها .
    كان الوجه ارق و اكثر نحولا ، ولكن الملامح اقسى و اشد تنعتا .
    حلت تجارب الحياه المرهقة محل النعومة و النضارة ، الا انه لا يزال و سيما و جذابا للغاية . و رجولته طاغية على كل شيء اخر . و كان يتأمل و يتفحص وجهها و ملانحها بدقة مماثلة . لم يرفع نظرة عنها عندما قال لباتريك بسخرية لاذعة :
    -يمكنك الذهاب الان يا راينز .
    اخرجها صوت اقفال الباب الزجاجي من صدمتها ، و قالت له باشمئزاز :
    -لم يتغير شيء على الاطلاق .
    امسك كتفيها بقوة و تمتم بقسوة ، فيما كان يغرز اصابعه في جسمها :
    - ايتها المرأة اللعينة !كنت اتوقع من زوجتي استقبالا افضل من هذا الاستقبال البارد !
    ضمها اليه بعنف ثم امسك بيديها التين كانتا على وشك الانقضاض على عينيه . وضع ذراعيها وراء ظهرها ولم تتمكن من المقاومة على الرغم من محاولاتها اليائسة . كان يتلذذ بايذائها و ايلامها . ثم تركها تركها فجأة و في عينية نظرة ارتيااح و سعادة لانه انتصر عليها بمثل هذه السهولة و البساطة . ضحك بصوت عال عندما راى نظرات الحقد الملتهبه في عينيها و سألها ساخرا :
    - كا بك ؟ الم اكن ناعما و رقيقا مثله .
    بصقت في وجهه و صفعته على خده بقوة صارخة :
    - حيوان ! متوحش !
    قبض على يدها الجانية بعصبيه و عنف . و ضغط على اصابعها بوحشية حتى كاد يطحنها ، فيما امسك يده الاخرى بشعرها و احنى رأسها امامه قائلا :
    -كنت اعرف ان هذا الرقي الذي تتظاهرين به ، ماهو الى حجاب شفاف تخفين نفسيتك الحقيقية وراءه . انك لا تزالين تلك القطة المتوحشة التي احضرتها الى الهذا البيت قبل سبع سنوات .
    صرخت به و الام يكاد يفقدها و عيها :
    -دعني اتركني .
    - اتركها يا بني .
    سمعت تانيا صوت جاي دي المنقذ يأتي من جهه الشرفة .
    ولكن لم يأتي الانقاذ سريعا ، لان جايك قال لوالدة بغطرسة ساخرة :
    - بعد قليل يا ابي . اريد التاكد من ان زوجتي تعرف قينة وجودي في البيت .
    خفف قليلا من ضغطه على اصابعها و راسها فأدركت انها ستتحرر خلال لحظات من معاملته الا انسانبه . و ما ان اعدت نفسها للافلات حتى عاد يشدها بعنف و شدة .لم تستجب لله و لكنها لم تقاوم . اشتعلت نار الرغبه بداخلها ... انها تريده !ولكنه انسان لا يطاق .. انه ليس انسانا !ابعد وجهها قليلا ثم وضع اصبعه على انفها و قال مداعبا بخبث اثار غضبها :
    - هكذا يتم استقبال الرجل العائد الى بيته يا حبيبتي .
    لم تتمكن من الرد عليه لانه مشى نحو والده و هو يقول :
    - اني مسرور بعودتي يا ابي .
    تأملت تانيا العناق الحار بين الابن و ابيه ، فيما كان جسدها يرتجف حنقا و غضبا .
    - لا يمكنك ، يابني تصور مدى سعادتي برؤيتك ، تاخرت كثيرا بالعودة يا جايك .
    - كان هذا الموضوع يقض مضجعي كثيرا خلال اليومين الماضييين . و تاكدت لي الليلة اكثر من اي وقت مضى ، ضرورة العودة ...



    يتبع .....
    HAMS
    HAMS
    مشرف عام الاقسام الرومانسيه
    مشرف عام الاقسام الرومانسيه


    زقم العضويه : 58
    عدد المساهمات : 720
    نقاظ : 6079
    السٌّمعَة : 6
    تاريخ التسجيل : 08/02/2010
    العمر : 31
    الموقع : مصر

    m4 رد: اتى ليبقى **للكاتبة:جانيت ديلي**

    مُساهمة من طرف HAMS الأحد فبراير 28, 2010 3:43 am

    تأملت تانيا العناق الحار بين الابن و ابيه ، فيما كان جسدها يرتجف حنقا و غضبا .
    - لا يمكنك ، يابني تصور مدى سعادتي برؤيتك ، تاخرت كثيرا بالعودة يا جايك .
    - كان هذا الموضوع يقض مضجعي كثيرا خلال اليومين الماضييين . و تاكدت لي الليلة اكثر من اي وقت مضى ، ضرورة العودة ...

    رفضت الرد على اشارته المؤلمة الى ما شاهده قبل لحظات عندما كانت مع باتريك . و مما زاد من حد غضبها الصامت لانها لاحظت من طريقه معاملته لها ان جايك لم يكن يعيش كناسك متعبد بعديدا عن النساء .
    -ستكون الوالدة سعيدة جدا برؤيتك .
    ثم هز جاي دي براسه مرة اخرى و كانه لم يصدق بعد عودة ابنه ،و قال بصوت غالب عليه التاثير :
    - اللعنة على هذه الحفلة ! كم اتمنى لو ان باستطاعتي ارسال جميع الضيوف الى بيوتهم .
    ابتسم جايك و قال لوالده :
    -و كنت اظن انك سنحر الخراف ترحيبا بعودتي .
    - طبعا كنت سأفعل ذلك . هل كنت تعرفين يا تانيا ! هل هذه هي هدية عيد زواجنا ! و كان يبدو سعيدا للغاية و لكنه كان يتأكلها بتفحص للتأكد من انها لم تصاب بأي اذى نتيجة تصرف ابنه القاسي . وجهت اليه ابتسامة خفيفة و لكن صادقة و مخلصة في حرارتها ثم قالت :
    -كانت مفاجأة لي بقدر ما كانت لك .
    - هذا صحيح يا ابي .ربما كانت مفاجاتها اكبر و أشد .
    شاهدت تانيا القسوة الفولاذية تشع في عينيه فنظرت اليه بتحد شجاع .تمنت غاضبة لو ان بامكانها ايجاد وسيلة لأنهاء هذه التعليقات الممزوجة المعنى و دون النزول الى مستوى الرد عليها بالمثل. احس جاي دي بتوتر الجو بينهما فاقترب ووضع ذراعه بحنان على كتفيها قائلا لابنه :
    -زوجتك جوهرة حقيقية يا جايك و ذلك الصبي هو ابنك ....
    اوه ،... انه رائع و يجعلنا نشعر انا و والدتك بأننا في عمر الشباب .
    فتح الباب الزجاجي فجأة فتحولت العيون الست الى السيدة القادمة من الحديقة .ابتسم جايك بهدوء و قال لها :
    - مرحبا يا امي .
    فركت جوليا لاسيتر عينيها ظنا منها انها تحلم ،ثم تقدمت نحوه بتمهل و هي تردد:
    -جايك!جايك!جايك!
    -ها قد عدت يا امي. عيد سعيد .
    طوق الوالدة السعيدة الباكية بذراعيه ووجه ليها ابتسامه ناعمة و ساحرة قائلا :
    -كفى بكاء يا امي . لا ار يد ان تشوه الدموع وجه اجمل ام في الدنيا .
    ابتسمت الام بجنان و قالت :
    -اني سعيدة للغاية .متى عدت ؟هل كنت تعلم بعودته يا جاي دي ؟
    -لا يا عزيزتي ،لم يكن لدي اي فكرة على الاطلاق .
    طبع جايك قبلة طويلة على خد والدته المبلل بالدموع و قال :
    -لم ابلغ احد بعودتي ،مخافة حدوت شيئا يمنع ذلك .
    نظرت جوليا الى زوجة ابنها و كأنها تتسائل عما اذا كانت تانيا سوف تحمله على الذهاب مرة اخرى . و سألته بهدوء و حذر :
    - ستبقى طويلا هذه المرة . اليس كذالك ؟
    - لا اعرف بالتاكيد .
    - اوه ، جايك ارجوك يجب ان ......
    وضع جاي دي ذراعه على كتف زوجته و قال لها :
    - اهدأي ايتها العزيزة . لنترك بجث هذه الامور في وقت اخر ، و نكتفي الان بالشكر و الامتنان لانه استطاع العودة .
    بدا لتانيا ان افراد عاثلة لاسيتر الثلاثة يشكلون دائرة تقع هي خارجها . و كانت تعرف دائما انها لا تنتمي الى هذه العائلة الا بالاسم ، و ان افراد العائلة لا يتحملون وجودها الى بسبب جون .
    و قالت لنفسها انها لا تريد منهم اكثرمن ذالك .
    هيمنت جوليا على الحديث ، فانسحبت تانيا بهدوء متعللة بالذهاب الى غرفة جون للاطمئنان عليه . توجعت الى غرفتها على الفور . و استسلمت لعزلتها ووحدتها .و اعترفت لنفسها بان وصول جايك غير متوقع ادى الى توتر اعاصبها بصورة ملحوظة .نظرت الى المراه الموجودة على الحائط ، فتصورت ان ذالك الوجه يسخر منها و من مشاعرها .
    فقبل اسبوعبن فقط كانت تجلس على صخرة قرب جبل ديوبي بولد و تعترف بحاجتها المتزايدة لرجل يحبها و يهتم بها .و سخرت تانيا ياستهزاء و مرارة من وضعها الحالي . فبعد سبع سنوات من الجفاف العاطفي لم تعرف خلالهما معنى المداعبة او الغزل عانقها رجلان مختلفان ثلاثة مرات في ليلة واحدة خلال نصف ساعة شعرت بالم حاد بداخلها . لمذا تتذكر بوضوع مداعبة جايك الاستفزازية في حين انها لا تكاد تتذكر مداعبة باتريك الرقيقة الناعمة ؟
    و شعرت بالخجل و احتقار الذات .
    و اضعبتها رغباتها الجسمانية الى درجة جعلتها تتجاهل العقل و المنطق و تثيرها معانقة محمومة من رجل تحتقره .و تشمئز منه . و كانت تعتقد دائما انها تمارس سيطرة كاملة على احاسيسها و مشاعرها . الم تفعل ذلك طوال سبعة سنوات .
    تعرظت بالطبع لظروف معينة .المها قبل لحظات قليلة القصاص المهين الذي لحق بها نتيجة مغازلته الاولى و هذا اذا كان بالامكان وصفها بذالك .. و كما انها صدمت بعودته المفاجأة و بمشاهدته ما حدث لها بين ذراعي باتريك . و اضاف هجومه القاسي عليها سلاحا جديدا ساعد كثيرا على تحطيم الحاجز الدفاعي الذي كانت تقيمه.....



    يتبع ....
    HAMS
    HAMS
    مشرف عام الاقسام الرومانسيه
    مشرف عام الاقسام الرومانسيه


    زقم العضويه : 58
    عدد المساهمات : 720
    نقاظ : 6079
    السٌّمعَة : 6
    تاريخ التسجيل : 08/02/2010
    العمر : 31
    الموقع : مصر

    m4 رد: اتى ليبقى **للكاتبة:جانيت ديلي**

    مُساهمة من طرف HAMS الأحد فبراير 28, 2010 3:45 am

    اقنعت تانيا نفسها بأنها اصبحت الان قادرة على معالجة الامور بهدوء و روية فجايك لاسيتر رجل لا يمكن تجاهل خطره و هو الان اخطر من السابق لانه اصبح على ما يبدة لا يعرف الرحمة او الشفقة .
    اقنعتها اعماله بأن سيأخذ ما يريد و بأن السنوات الطويلة التي امضاها في المناطق البدائية افقدته تلك القشرة الرقيقة من المدنية التي كان يتخفى ورائها .
    ساعدتها اللحظات القليلة التي امضتها في التفكير و التحليل على التخفيف من حدة غضبها . حملت فرشاه الشعر بيد قوية لا ترتجف و سرحت شعرها بهدوء بالغ .قبل ان تدخل الى غرفة ابنها عبر الحمام المشترك الذي يقع بين غرفتين . كان الصبي يغط في نوم عميق فوقفت تتاملة بمحبة و حنان و بعد بضع دقائق طبعت قبلة خفيفة على جبينه الناعم و همست :
    - تصبح على خير يا حبيبي .
    عادت تانيا الى غرفتها بهدوء و حذر مماثلين ،خوفا من ايقاظ الصبي و ما ان دخلت و اقفلت الباب ورائها حتى تسمرت في مكانها و حدقت مذهولة بذاك الرجل الطويل القامة متمددا على سريرها .
    كان جايك يضع رأسه على يديه و ينظر اليها ببرودة ساخرة .و كان يبدو جذابا للغاية فوق الغطاء الازرق الناعم .اثارتها الجاذبية الساحرة و رجولته الصارخة و لكنها فضلت التصرف بحكمة و روية .
    - الن تأمريني بمغادرة سريرك .
    خنقت تانيا قلماتها الغاضبة التي كانت على وشك اطلاقها و هزت كتفيها كأنها غير مكترثة بوجوده و قالت له بهدوء ، فيما كانت تسير نحو المراه لتسريح شعرها :
    - لماذا افعل ذالك .
    جلس جايك على حافة السرير و اصبح بالتالي قادرا على مشاهدة صورتها بالمراه ثم قال لها :
    -لم تتوقعي عودتي ، اليس كذالك ؟
    نظرت اليه بتحد و قالت بسخرية مماثلة :
    -لا لم اتوقع عودتك .
    - لا ادري السبب الحقيقي لذالك لقد شعرت بفرح عظيم عنما استلمت رسالتك .
    اغضبها خبثة المزعج و لكنها حافظت على رباطة جأشها و قالت :
    -يظن من يسمعك تقول هذا الكلام انك لم تستلم اي رسالة مني . كنت ابعث لك رسالة كل اسبوع و افضل بكثير مما كنت تفعله .
    ضحك جايك و قال لها بسخرية لاذعة :
    -رسالة ؟ هل هذا ما تصفين بها تلك الاوراق الصغيرة التي لم تحمل ابدا اي طابع شخصي و كانت هذه الرسائل شبه تقرير مجهز تعده مدبرة المنزل او مربية الاطفال .
    ثم راح يردد ببتهكم يشوبه الحنق و المرارة بعذ ما كانت تكتبة له :
    - اخذت الصبي اليوم الى طبيب الاسنان ،تمتع جون بأول يوم به في المدرسة ! بدأ جون يتعلم السباحة ! ولم تسأليني مرة عن احوالي او صحتي او اعمالي . مجرد تقرير موجز و بارد قياما بالواجب . ما هي الاجابات و التعليقات التي كنت تتوقيعناه مني على مثل هذا التقرير ؟تعطلت الجرافة اليوم !فزت في مباراة الشطرنج التي اقامها المهندسون !
    - ربما لو فعلت ذلك ، لما كان جون طلع بتك الفكرة السخيفة بان ليس لديه والد !
    - كنت ستحبين ذالك . كان سيناسبك لو اني لم اعد لابد انك تألمت كثيرا عندما اضطررت لكتابة الرسالة الاخيرة التي تذكريني فيها بواجباتي كأب .!
    خافت تانيا ان ترد على كلماته القاسة . لم تثق بقدرتها على التحكم بأعصابها . و امتنعت عن الرد ، لأن جوابها سوف يزيد الوضع السيء سوءا . و لكن عيناها كانتا تقدحان شررا و هما تراقبان و يقرب منها و يقول لها بشكل جارح :
    -لو اردت التخلي عن مسؤولياتي كوالد، لما كنت تزوجتك في المقام الاول ! ام انك نسيت ذالك في في اللمحاولة بالاحتفاظ بصورة سوداء مشوهة عني .
    تلاقت النظرات الحادة و الغاضبة عبر المراة و لكن تانيا حافظت على برودة اعصابها المصطنعة و قالت له بهدوء :
    - انا لم اقترح عليك الذهاب الى افريقيا ، و لم اطلب منك البقاء هناك .
    - لماذا تزوجتيني يا تانيا ؟ لم يكن هناك شيئ في عينيك منذ البداية سوى الاحتقار ... و التمني الصامت بزوالي للابد . لم تعطي زواجنا فرصة للنجاح . هل كان تمة شيء يحملني على البقاء ؟ كان جون طفلا رضيها يحتاج الى امه ... و ليس الى ابيه . كنت اشاهد بوضوح تام الاحتقار و الاشمئزاز كلما نظرت الي .
    قالت له ببرودة قاسية :
    - دعني اذكرك بامر هام جدا . انا لم اطلب منك ان تتزوجني . لو اطلب منك سوى الاعتراف بأبوتك لجون .
    HAMS
    HAMS
    مشرف عام الاقسام الرومانسيه
    مشرف عام الاقسام الرومانسيه


    زقم العضويه : 58
    عدد المساهمات : 720
    نقاظ : 6079
    السٌّمعَة : 6
    تاريخ التسجيل : 08/02/2010
    العمر : 31
    الموقع : مصر

    m4 رد: اتى ليبقى **للكاتبة:جانيت ديلي**

    مُساهمة من طرف HAMS الأحد فبراير 28, 2010 3:46 am

    قالت له ببرودة قاسية :
    - دعني اذكرك بامر هام جدا . انا لم اطلب منك ان تتزوجني . لو اطلب منك سوى الاعتراف بأبوتك لجون .
    - لو اعطيتك مالي ، لكنت هربت الى ابعد مكان في العالم و ممعك ابني حتى لا اتمكن من رؤيته ،سبب زواجي منك هو ذاتة الذي يحملني على عدم منحك الطلاق . انا اريد ابني حتى لو كان يعني ذالك اضطراري لتحملك ..
    احست تانيا التي احمر وجهها غضبا و حنقا قبل لحظات ، بانه جاء دورها الان لتضحك بسخرية مماثلة :
    -تريد ابنك ؟انه الان في السابعة من عمره ولا يعرف حتى كيف تبدو او ما هو شكلك . انه ليس متأكد من ان لديه والد ! فكيف تفسر هذا الامر و توفق بينه و بين هذا الحب الابوي العظيم الذي تدعيه الان .
    توترك قسمات وجهه فجاة ، فشعرت تانيا بان سهامها اصابت مرماها ثم سمعته يقول لها بجفاف :
    - مضت سبع سنوات على زواحنا ! و كنا تقول احدى النكات الطريفة يبدو هذا الزواج و كأنه حدث امس ..... و انت تعلمين كم كان يوم امس تعيسا و مزريا . لا ادري كيف يمر الزمن بمثل هذه السرعة . اعترف بأنني لم اكن انوي البقاء طويلا . و لكن جون اصبح بحاجة الى والديه معا ، كما قلت في رسالتك الاخيرة .
    ثم طوق خصرها بذراعيه و قال :
    - انت ايذا نضجت يا تانيا . و هذا الجسم الذي التصقت به الليله اكثر من مرة لم يعد لفتاه صغيرة ، بل اصبح لانثى جذابة و مكتملة النضوج .
    نظرت اليه بطريقة ارادت من خلالها ان يشاهد اشمئزازاها من ملامسته لها ، الا ان دقات قلبها كانت تقول لصدرة و ضلوعه اشياء اخرى .
    - لا جدوى من هذا الحديث يا جايك . و اظن ان الوقت قد حان لاعود الى الحفلة .
    ضمها بقوة اكبر و سألها بعصبية ظاهرة :
    - هل اصبح باتريك راينز حبيبك ؟
    - لا !
    جاء نفيها الصارخ بأسرع مما كانت تريد و رافق ذالك احمرار مفاجئ في خديها
    - كانت الليلة او مرة ....
    عضت على شفتيها لخنق بقية كلامها ، و شعرت بغضب عارم لان جايك تمكن من استدراجها الى التوضيح و التفسير غير الضروريين .
    ابتسم بزهو و انتصار قائلا :
    اذن عدت بالوقت المناسب !
    - انت لم تعد الا بسبب جون .
    - تأكدي من انني لن انسى وجودي هنا .
    اخذ سترته التي كان قد وضعها على كرسي و ارتداها بهدوء ، ثم انحنى امامها بشيء من الاستهزاء و قال :
    - لننظم معا الى الحفلة ؟؟؟

    نهاية الجزء الثاني ...
    HAMS
    HAMS
    مشرف عام الاقسام الرومانسيه
    مشرف عام الاقسام الرومانسيه


    زقم العضويه : 58
    عدد المساهمات : 720
    نقاظ : 6079
    السٌّمعَة : 6
    تاريخ التسجيل : 08/02/2010
    العمر : 31
    الموقع : مصر

    m4 رد: اتى ليبقى **للكاتبة:جانيت ديلي**

    مُساهمة من طرف HAMS الأحد فبراير 28, 2010 3:49 am

    3- الهدنة.


    كانت جوليا اول من شاهدهما يخرجان من الباب الزجاجي .هرعت نحوهما و امسكت بذراع ابنها،فيما كانت عيناه تنظران اليه بمحبه و حنان.
    -هل شاهدت جوني ؟
    تدخلت تانيا على الفور قائلة :
    -كان جون نائما .....
    وضع جايك ذراعه على يديها برقة و قال مقاطعا بهدوء و مرح :
    -شاهدته لدى وصولي .كان يغط في نوم عميق حتى قبل وصول فرقة الخيالة لانقاذ بطله المفضل .
    -قل لي بربك يا جايك.اليس جوني صبيا جميلا للغاية ؟انه نسخة طبق الاصل عن جايمي عندما كان صغيرا .انه لاسيتر قلبا و قالبا .
    وافق جايك والدته كلامها ثم نظر الى تانيا و قال بلهجة جدية :
    -انه يبدو صبيا طيبا .
    هل هذا اطراء اة ثناء على حست تربيتها و اهتمامها ؟ارادت ان تقول شيئا ، و لكن الضيوف لاحظو وجود جايك فتحول تركيزها الى امور اقل اهمية ... رغما عنها.كان جمسع الرجال يرتدون سترات و ربطات عنق ..... باستثناء جايك .بدا قويا بينهم ،متفوقا عليهم ، و جذابا اكثر منهم .انه يرفض القيود التي تفرضها العادات و التقاليد .لم تترك ذراعه خصرها لحظة واحدة طوال تنقله بين الضيوف . كان تذكيرا لطيفا و غير ضروري بأنها زوجته ، كان تذكيرا ازعجها و ضايقها ، و بخاصة لدى سماعها التعليقات المختلفة على وصوله المفاجئ، و فيما كانت تنظر الى باتريك و شقيقته و هما يقتربان منهما ،سمعت احدى السيدات تقول لها :
    -لا شك انك شعيدة جدا بعودة زوجك بعد هذه الفترة .
    ارغمت تانيا نفسها على تحويل نظرها من باتريك الى المراة الواقفة امامها و قالت :
    -سوف تكون سعادة جون بالتاكيد ضعف ذلك .
    -جون هو ابنك الصغير اليس كذالك ؟هل يعلم بعودة والده ؟
    -عندما وصل جايك كان الصبي نائما .
    حاولت تانيا التملص بهدوء من ذراع جايك ، لانها لم تكن راغبة ان يشاهد باتريك كيف يطوق جايك خصرها بتلك الطريقة المتغطرسة ،الا ان صوت شيلا العالي سمرها في مكانها . حيت السيدة التي توجهت الى مجموعة اخرى و استدارت لتفاجئ باشابة السمراء الجذابة تضم جايك و تقول له باغراء استفزازي :
    -لماذا تحب المفاجئات الى هذة الدرجة يا جايك ؟ كان بامكانك ابلاغي بأنك ستأتي ، و كنت بالتأكيد سأحفظ هذا السر الصغير . اجابها بمرح و حتى بششيء من السرور بسبب نظراتها التي تضج اعجابا و اغراء :
    - كنت لم اتخذ بعد قرارا بهذا الصدد . و للم اكن ادرك مالدي من اسباب كثيرة تحدني على العودة .
    قالت تانيا لنفسها ان جايك و شيلا لم يلتقيا ابدا من قبل . لم تكن شيلا سوى مراهقة في الخامسة عشر عندما تزوجها جايك .كما انه من المستحيل ان يكون قد التقاها في رحلته القصيرة قبل اربع سنوات .نظرت شيلا الى تانيا بمرح ظاهر نتيجة الارتباك البادي على محياها، و سألتها ببراءة مصطنعة :
    -الم يقل لك باتريك انني رافقته في الرحلة التي قام بها من منذ شهر و شملت كما تعرفين القارة الافريقية و عندها التقيت جايك .
    نظرت تانيا بسرعة الى وجه زوجها الذي لم يتغير و لم تتبدل ملامحه ، ثم نظرت الى باتريك ساعية على الحصول على تاكيد لما سمعته و قالت :
    - كنت اظن انها رحلة عمل ؟
    - نعم كانت رحاة عمل .
    - انا اقنعته بأن يصحب معه اخته الصغرى كي تنعم بأجازة قصيرة .
    ثم نظرت بمحبة الى شقيقها و قالت :
    -كان باتريك بالطبع منهمكا في التنقل من افريقيا الى اوربا ،فقررت في النهاية التوقف عن مرافقته في تلك الرحلات المكوكية و البقاء في افريقيا . و كنا سأصاب بملل قاتل لو لم يتمكن جايك من ترك عمله لبضعة ايام .
    شعرت تانيا بضيق و انقباض نتيجة للايحاء الخبيث الذي حملته كلمات شيلا .
    -لا لم يذكر لي باتريك شيئا من هذا القبيل .
    ابتسمت شيلا لان هذه الجمله اوحت ان جايك ايضا لم يخبر زوجته بالامر . ارادت التعليق على ذالك و لكن تانيا سبقتها الى القول :
    -لا شك انك محظوظة لان جايك تمكن من الابتعاد عن عمله لبعض الوقت .
    ابتسم جايك بهدوء الى شيلا و قال :
    -اتصور انه كان بامكان شيلا الترفيه عن نفسها ،حتى لو لم اكن انا هناك ،و لكن بما ان العمل كان يسمح بان امنح نفسي اجازة قصيرة ، فقد وجدت انه من واجبي الاهتمام بشقيقة مدير الشركة بالوكالة .
    سألته شيلا بغنج و دلال :-
    -و هل هذا ماكنت تفعله ؟ الاهتمام بي ؟
    شعر جايك ان تانيا اخذت نفسا عميق لتخفف من حدة غضبها و انفعالها الناتج من تصرفات شيلا و كلماتها . و لكنه كان شبع متاكد انها غير مهتمة اذا كان اقام علاقة مع شيلا او لا .و ظن انها مشمئزة فقط من تلك الايحائات المبطنة . ابتسمت تانيا ببطئ و قالت للفتاه بخبت :
    -اني مسرورة جدا لانك وجدت مرافقة زوجي لبضعة ايام ام مثير للاهتمام . و من المؤكد انك كنت ستتعذبين لو لك يتمكن احد من مرافقتك الى المعالم البلرزو في تلك البلاد الغريبة .
    نظرت شيلا باغراء نحو جايك قبل ان تجيب تانيا بالقول :
    - لم نقم بالكثير من الرحلات ذات الطابع السياسي . كنت بالطبع اريد ان اتجول في المشروع الذي يعمل به جايك . و لكنه شرح لي ان بعض العاملين لم يرو امراة منذ اسابيع فلا داعي لاثارة غرائزهم عبثا لانهم سيوعودون الى زوجاتهم قريبا .انا سعيدة لان جايك لم يجد من الضروري تطبيق التعليمات و القيود على نفسه . بالتاكيد لم بقرر جايك العودة الى الوطن الى بعد مغادرتي افريقيا .
    ثم نظرت اليه و سألته بدلال واضح :
    -هل كان هذا حافزا لك لأتخاذ القرار ؟؟؟
    HAMS
    HAMS
    مشرف عام الاقسام الرومانسيه
    مشرف عام الاقسام الرومانسيه


    زقم العضويه : 58
    عدد المساهمات : 720
    نقاظ : 6079
    السٌّمعَة : 6
    تاريخ التسجيل : 08/02/2010
    العمر : 31
    الموقع : مصر

    m4 رد: اتى ليبقى **للكاتبة:جانيت ديلي**

    مُساهمة من طرف HAMS الأحد فبراير 28, 2010 3:51 am

    ثم نظرت اليه و سألته بدلال واضح :
    -هل كان هذا حافزا لك لأتخاذ القرار ؟؟؟
    -لنقل ان وجودك هناك ذكرني ببعض ما اخسره فيما لو قررت البقاء .
    شعرت تانيا بغضب عارم،زاد من حدته فشلها في التخلص من قبضته المحكمة . و احست باقتناع راسخ ان اهتمامه المزعوم بابنه لم يكن الامر الوحيد الذي اعاده الى البلاد. فمن الواضح ان وجود شيلا كان عاملا مؤثرا الى حد بعيد في اتخاذ قرار العودة.
    سمعت باتريك يساله بهدوءة المعتاد :
    -كم ستبقى هنا يا جايك .
    -هل تسالني بصفتك مسؤوول يالشركة ام كمراقب له اهتمامات معينة .
    -قليل من هذا و قليل من ذاك.
    تامل الرجلان بعضهما البعض بطريقة توحي بان احدهما سينقض على الاخر في اي لحظة . ثم نظر جايك الى تانيا ووجه اليها ابتسامه حلوة لا تقارن ابدا بقساوة عينيه . و قال بهدوء بالغ :
    -يتمتع مساعدي دافنز بمهارة و خبرة تفوقان المطلوب لادارة مشروع الطريق . و عليه فلا حاجة للخوف ،يا راينز من اني تركت هناك اي مشاكل او فوضى .
    توقف لحظة ثم قال:
    -ثمة احتمال كبير باني سابقى هنى فترة طويلة جدا .
    شعرت تانيا بانه نطق بكل كلمة في تصريحه الهام هذا بهدوؤ و عناية فائقين كي يتاكد من ان الجميع يفهمونه تماما . حدقت به و حاولت يائسة اختراق ملامح وجهه الجامدة لتعرف ما يدور في رأسه الم يقل لامه قبل اقل من ساعة انه لم يحدد بعد الفترة التي سيمضيها هنا ؟هل اثر وجود شيلاعلى قراره ؟يبدوهذا واضحا،و لكن هل هو فعلا كذلك،لم يكن لدى تانيا ادنى شك بان شيلا عامل مؤثر في اتخاذ هذا القرار .. و لكنها ليست العامل الرئيسي و الاساسي، و ظهر جليا ان جايك لم يكن ينوي اطلاع احد على سبب قدومه الحقيقي . و قررت تانيا ان تتصرف كأحد المضيفتين فقالت:
    -اظن ان بامكاننا جميعا تناول مأكولات خفيفة فما رايكم؟
    اقترب باتريك منها مسرعا و قال:
    -بكل سرور و سأساعدك في حمل الصحون .
    ابتسمت شيلا التي بدت عليها السعادة عندما سمعت اعلان جايك و قالت :
    - اجعلا حصتي اكبر الحصص لاني جائعة و شهيتي منفتحة .؟
    بدأ باتريك يملأ الصحون الاربعة لانه شعر بان يدي تانيا كانتا ترتجفان غير قادرتين على حمل اي شيء في الوقت الحاضر .امسكت هي بالطاولة كيلا تقع و سألته بصوت منخفض ، و لكن بعصبية ظاهرة :
    -لماذا لم تخبرني بأن شيلا رافقتك في رحلتك ؟
    -انها شقيقتي على الرغم من الفرق الشاسع في السن ارادت مرافقتي فلم اجد سببا يحول عن ذالك .
    ثم نظر اليها بجدية و كأنه تذكر امرا هاما و قال:
    -ما تريدين معرفته هو لماذا لم اخبرك بانها .... بأنها تعرفت الى جايك !
    بصراحة كان لدي انطباع بأنك لم تكوني مهتمة بما يفعله زوجك طالما انه بعيد عنك . اما الان فعلي ان اعيد النظر في هذا الرأي .
    جاء نفيها سريعا و قويا اذ قالت :
    - انه لا يعني اي شيء بالنسبة الي ! شعرت بانني غبية جدا و انا واقفة هناك لا اعرف شيء بينما يعرف الاخرون كل شيء .
    - عندما كدت اقول له الليله ان يختفي من حياتك ، لماذا ذهبت اليه بمجرد ان طلب منك ذالك ؟لماذا تركتني اقف كالمهبول بينما هرعت الى جانبه ؟
    و ضعت تانيا يدها على جبينها بعصبيه و قالت :
    - انها صدمة قوية ... كابوسا مزعجا !لم اصدق انه حقا هناك . لم اتصور انه سيعود حتى عندما كتبت له ؟
    قاطعها باتريك بانفعال واضح و لهجة قاسية :
    - انت طلبت منه ان يعود ؟
    نظرت اليه بعينين تتوسلان تفهمه و تجاوبه ، و قالت :
    - كنت مضطرة لذالك ، ليس من اجلي انا .... و لكن من اجل جون . كانت لديه تلك الفكرة المجنونة بان جايك ميت او انه في السجن . اصر على الكتابة اليه طالبا منه العودة .
    لم اتمكن من رفض طلبه ، ثم ... انت ذكرت لي بنفسك بان جايك منهمك بمشروعين مختلفين .كنت امل ... كنت اعتقد بانه لم يتمكن من الحضور .
    تنهد باتريك و قال لها بهدوء :
    - نعم اتذكر ذالك و لكن ....عندما اتصورك معه على انفراد في وقت لاحق الليلة ، ... احس ... احس ....
    احمرت وجنتاها بسرعة و سارعت لمحة صورتها بين ذراعي جايك قائلو :
    -تقع غرفته في الجانب الاخر من القاعة نحن لا ...
    - الم تنته بعد يا راينز ، من تجهيز صحون اربعة ؟
    كان جايك يقف خلفها فاستدارت لتواجه بنظرات حادة و قاسية .و مما زاد سوءالوضع القائم ما قالته شيلا بمرح ظاهر :
    -اوه! انكما تبدوان مذنبين . عما كنتما تتهامسان ؟
    HAMS
    HAMS
    مشرف عام الاقسام الرومانسيه
    مشرف عام الاقسام الرومانسيه


    زقم العضويه : 58
    عدد المساهمات : 720
    نقاظ : 6079
    السٌّمعَة : 6
    تاريخ التسجيل : 08/02/2010
    العمر : 31
    الموقع : مصر

    m4 رد: اتى ليبقى **للكاتبة:جانيت ديلي**

    مُساهمة من طرف HAMS الأحد فبراير 28, 2010 3:53 am

    تجاهل باتريك كلام اخته عمدا و سأل جايك ببرودة اعصاب حقيقية :
    -هل اكثرت لك قطع اللحم ؟
    -لا،هذا ما كنت اريده بالضبط .
    قابلت تانيا نظراته المخيفة بتحد ظاهر ، رافضة الشعور بأي ذنب او خطيئة نتيجة لحديثها البريء تماما مع باتريك . و سمعت شيلا تقول لجايك بدلال ، و هي ترفع قطعة جبن الى فمها :
    -قبل البدء بالاكل اود ان ارحب بعودة جايك الى الوطن .
    -ليكن الموضوع اعم و اشمل . ما رأيك لو تمنينا للجميع اياما افضل و مستقبلا اكثر سعادة و هناء !
    كان الاربعة واقفين عند المائدة ، و كان دائما هناك شخص يتوقف ليتحدث الى جايك . كانت تانيا تتعمد ان تتجنب النظر الى زوجها ، و تتمنى لو انها لم تكتب له هذه الرسالة التي شجعته على المجيء، اقترب منه رجل و ربت على كتفه قائلا :
    -الان و قد عدت يا جايك فماذا ستفعل هنا .؟
    نظر الى تانيا و اجاب الرجل مبتسما :
    -اول شيء سافعلة هو تمضية بعض الوقت مع عائلتي ، و التعرف بطريقة مناسبة الى ابني .
    تدخلت شيلا و تمتمت قائلة :
    -من المؤسف انه اذا دخل المدرسة ستكون لديك ساعات طويلة من الفراغ التام كل نهار .
    نظر جايك الى العينين الجميلتين اللتان تعدانه بأمور كثيرة و قال :
    -سأفكر بامور عدة لملء هذا الفراغ .
    لم ينتبه الرجل الى مغزى الحديث بينهما ، اذ ضحك و قال :
    -اتصور ان للسيدة الجميلة خططا كثيرة يقتصر تنفيذها عليكما . اليس كذالك يا سيدة لاسيتر .؟
    اختفى اللون من وجنتيها عندما شاهدت ابتسامته المرحة و الساخرة . ابتسمت و قالت للرجل ان جايك هو الذي يضع الخطط .لم تهتم لظهورها كزوجة مطيعة تخضع لرغبات زوجها ،حيث انها كانت تعلم ان خططه لا تشملها . ابتسم الضيف و قال معلقا على جملتها القصيرة :
    - كم اتمنى ان زوجتي متساهلة معي الى هذه الدرجة !
    رد عليه جايك و عيناه تشعان خبثا و استهزاء :
    -لم اعتبر تانيا ابدا زوجة متساهلة .
    - جايك هل يمكنك وداه السيد هاريس و زوجته انهما ذاهبان ؟
    ابتسم جايك لأمه و رافقها نجو الحديقة بعد اعتذارة بتادب للمجموعة التي يقف فيها . و ما هي الا لحظات ، حتى امسك باتريم ذراع شقيقته و قال :
    -هيا يا شيلا اظن انه حان الوقت لذهابنا ايضا ؟
    ثم مال برأسة نحو تانيا و قال هامسا :
    - هل يمكننا ان نلتقي ؟
    شعرت بأن قلبها غاص في مكانه و ان الدماء تجمدت في عروقها . كانت شاردة الذهن لدرجة انها لم تتمكن من الاعتراض و الاحتجاج . هزت برأسها و قالت :
    نعم يا باتريك .
    ذهاب الزوجين هاريس و باتريك و شقيقته انهى الحفلة و بدأ الرحيل الجماعي لبقية الضيوف . فيما كانت تانيا تودعهم مرددة الجمل الوداعية المهذبة ، راحت نظراتها تراقب الباب منتظرة عودة جايك قبل مغادرة اخر الضيوف . و عندما ذهب الجميع ،ابتسمت و تنهدت بارتياح و سرور .
    ظلت تسمع اصوات في الخارج مما يشير الىان جاي دي و زوجته غارقين في الحديث مع ابنهما جايك .لم تكن راغبة في مقابلته داخل البيت ، فاخذت تجمع الصحون و الاقداح لتنقلها الى البيت . تطلعت الى اقصى الحديقة ثم رفعت رأسها الى سماء منتصف الليل تتامل النجوم و القمر و تنعم بهدوء تلك اللحظات و سكينتها . و فجأة جمدت في مكانها و قالت :
    -تصورت انك كنت تودع الضيوف ؟
    لم ينظر اليها جايك بل جلس على احد المقاعد المريحة و قال :
    -تسللت بعيدا فيما كان الجميع يتبادلون احاديث غير هامة .
    شعرت تانيا برغبة قوية لأثارة اعصابه ، مستخدمة طريقته و اسلوبه معها :
    -لماذا هل كنت تفكر بوسيلة لمقابلة شيلا ؟ لن يكون ذالك صعبا فهي تمضي الصيف على مركب باتريك الذي يستخدمه كبيت عائم . انها نقطة لقاء تناسبك جدا !
    نظر اليها بعينين فولاذيتين و قال لها بتأفف و تململ :
    -كنت متعبا ليس الا .انت تعرفين اني قطعت الكثير من المناطق في رحلتي من افريقيا الى الولايات المتحدة الامريكية .
    كان التعب فعلا باديا على وجهه ، و لكنها لم تتمكن من التعاطف معه او الشعور بالشفقة عليه . نظرت لفنجان القهوة الفارغ الذي يحمله في يدية و قالت باستهزاء :
    -اهذا ما تشربه هذه الايام ؟ انك لم تعد جايك لاسيتر الذي اتذكره .
    -هذا صحيح فالقهوة تبقيني صاحيا و منتبها .اني اتذكر تلك الليلة التي كنت فيها شارد الذهن لدرجة اني لا اتذكر شيءخلالها ، و بعد اقل من سنة احضرت لي فتاه في التاسعة عشر من عمرها طفلا رضيعا وضعته امامي و قالت انه ابني .
    HAMS
    HAMS
    مشرف عام الاقسام الرومانسيه
    مشرف عام الاقسام الرومانسيه


    زقم العضويه : 58
    عدد المساهمات : 720
    نقاظ : 6079
    السٌّمعَة : 6
    تاريخ التسجيل : 08/02/2010
    العمر : 31
    الموقع : مصر

    m4 رد: اتى ليبقى **للكاتبة:جانيت ديلي**

    مُساهمة من طرف HAMS الأحد فبراير 28, 2010 3:55 am

    احست بأن معدتها تحولت الى نار متأجأجة تحرق معدتها و كبدها.
    حاولت ان تبدة هادئة مثله، و لن يديها مانت ترتجفان بشكل واضح .شدت اصابعها بقوة ، فيما كانت غير قادرة على تجاهل قامته الطويلة و عضلاته المفتولة القوية لم تجبه فمضى الى القول :
    -سألت نفسي مرارا عما يمكنك ان تتذكريه من هذه الليلة الفريدة !
    -العقل اذاه محبة و عاطفة ينسى الانسان عادة الاحداث المؤلمةو المزعجة.
    لم يتاذر من نظرات الاحتقار في عينيها الجميلتين و قال بهدوء:
    -و هل كان كل شيئ في تلك الليلة مزعجا و مؤلما ،اني اتذكر الجزء الاول منها بوضوح تام ، اذكر اني التقيت بشابة جميلة و خجولة جدا في معرض سيديليا و اني دعوتها الى الرقص ، و اذكر ايضا كيف احمرت وجنتاها الجميلتان عندما قلت لها ان شعرها يذكرني بلون القطع الذهبية الاثرية ، لم نتحدث كثيرا ....... كنت اطوقها بذراعي و اتظاهر بتحريك قدمي ليبدو اننا نرقص ...مع انني لم اكن افعل شيئا سوى النظر الى عينيها الجذابتين .
    كان صوته كقصعة من المخمل السحري حيكت حولها فجأة و اعادتها بالذاكرة الى تلك الليلة ، لم يكن عليها سوة ان تطبق عينيها لتتذكر حلاوة تلك الامسية و بهجتها ، تأوهت بصمت و هي تتذكر نفسها بين ذراعيه ....خافت من ردة فعلها من الرغبة الجامحة التي اشتعلت في داخلها . اغلقت بابا فولاذيا في عقلها لطرد بقية ذكريات تلك الليلة و سألته بمرارة :
    بماذا تحاول اقناعي ؟سا جايك ، بانك كنت فعلا تحبني ؟بأنني كنت اعني لك شيئا ما ؟هل كنت حقا اكثر من لعبة تلهو بها لليلة واحدة .
    امسك كتفيها و هزها بقوة قائلا :
    -تانيا اللعنه ! انا .........
    -كنت ستأتي لرؤيتي في عطلة الاسبوع التالية ، او هكذا قلت لي !لم تكن تعني ذلك قط!انا اعرف ذلك كما تعرفه انت تماما .
    صرخ بوجهها غاضبا :
    -قتل اخي انذاك في حادث سيارة ، لم اتمكن من الذهاب اليك .
    - و كانت تلك الحادثة عذرا مناسبا اليس كذالك ؟
    هز رأسه بألم بسبب السخرية الاذعة التي حملها صوتها ، و انزل يديه عن كتفيها قائلا :
    -لا اتذكر ابدا اني وعدتك بالرجوع و لكني كنت انوي ذالك ....لو لم يقتل جايمي في تلك الحادثة .و كي اكون صادقا معك ،شعرت بعد موته بانه لم يعد شيئا يهمني . كدت انسى وجودك كليا ، الى ان التقينا صدفة بعد ذالك .
    -هذا ما يمكنني تصديقه .
    -و لهذا السبب تكرهيني ، اليس كذلك ؟جرحت كرامتك لاني احببتك ثم نسيتك ، لم تغفري لي حتى عندما تزوجتك ، كنت تشعرين باني مدين لك بهذا الزواج كي اعوضك عن تلك الليلة الهوجاء الوقحة .
    المتها جدا فكرة تصويره لها انسانه بلا قلب ، فاحتجت بعنف:
    -ليس هذا صحيحا ابدا لم اكن انوي ابلاغك بالامر ... لو لم يحدث ذالك اللقاء المفاجئ. لم اكن اريد الزواج منك و لكنك عندما علمت بأمر جوني هددتني بانتزاعه مني .. السبب الوحيد الذي حملني لى ابلاغك بأمره ...
    غصت قلايلا قبل اتمام جملتها قائلة :
    -اخبرتك بوجودة لاني اريدك ان تشعر بالذنب و الخجل اللذين كنت اشعر بهما . لك اكن ارييد الا قليلا من المال لتسديد النفقات المترتبة علي. و لكن اردت الطفل ! تبا لك و لأموال لاسيتر و قوة لاسيتر و اسم لاسيتر !تعاملي في البداية كغانية صغيرة وضيعة و منسيه ، ثم تنتظر مني ان اغفر لك بمجرد ارغامك لي على الزواج للأحتفاظ بجون ! انت تطلب المستحيل !
    - انت لم تحاولي ابدا .نحن نتعامل مع مسألة زواجنا كفطاء لوجود الطفل ، اما الان فقد حان الوقت للتصرف بجدية ، من اجل ابننا ان لم يكن من اجل شيء اخر ، انت كتبت ذالك في الرسالة التي اقترحت فيها عودتي الى الوطن .... مع انك تظنين انني لن افعل ذلك .
    بدا قريبا منها فتراجعت بسرعة الى الوراء . كانت عيناه تشعان ببريق لا تفهمه و لكنه يثير احاسيسها و مشاعرها . قالت له بعصبية :
    -لن نتمكن من التوصل الى نتيحة ايجابية يا جايك .
    قال لها بنفاذ صبر غاضب :
    -انا لم اقل ابدا اننا سننجح ! قلت ان من واجبنا ان نحاول ذلك . ما من زواج يحقق النجاح اذا لم يقم الزوجان بالمحاولة لتحقيقه ، انت امرأة جميلة و مثيرة ، و لا يمكنني ان اصدق انك تجدينني قبيحا و كريها لدرجة تامة .
    تمنت تانيا لو كان بأمكانها ان تجده هكذا . كانت تنظر باتجاهات مختلفة كي تتفادى وجهه الجميل و الجذاب ، ظهر الخوف في عينيها عندما نظرت اليه و سألته بهدوء :
    -ماذا تطلب مني يا جايك؟ ان احبك؟
    صدر عنه صوت ساخر يشبه الضحك قبل ان يقول لها :
    -اعلم انك ربما تظنين ان الدماء التي تجري في عروقي حارة بسبب الفترة الطويلة التي قضيتها في تلك البلاد الحارة .
    الجواب هو عكس ما تتصورين ، فأنا لا اطلب منك مشاركتي سريري ... مع ان ذلك قد يكون النتيجة الحتمية في نهاية الامر . ما اريدك ان تفعليه ... او بالاحرى ما اقترحه عليك ....هو ان نعامل بعضنا كأصدقاء و ليس اعداء . لنحاول التعرف عى بعضنا على حقيقتنا ، وليس بناء على ما يتصوره كل من عن الاخر .
    HAMS
    HAMS
    مشرف عام الاقسام الرومانسيه
    مشرف عام الاقسام الرومانسيه


    زقم العضويه : 58
    عدد المساهمات : 720
    نقاظ : 6079
    السٌّمعَة : 6
    تاريخ التسجيل : 08/02/2010
    العمر : 31
    الموقع : مصر

    m4 رد: اتى ليبقى **للكاتبة:جانيت ديلي**

    مُساهمة من طرف HAMS الأحد فبراير 28, 2010 3:58 am

    سميها فترة تجريبية او هدنه او ما شئت ، و لكننا بحاجة لدفن الماضي و نسيانه .
    -انها نرية ممتازو و كان بامكاني اخذها بعين الاعتبار ، لولا تلك الطريقة المحتقرة التي عاملتني بها الليلة .
    -تعنين عندما فاجئتك مع راينز؟
    -للرجل اسم اول . باتريك!
    - ربما انا مدين لك باعتذار على الطريقة الفضة التي عاملتك بها .قد نكون زوجين بالاسم فقط ، و لكني لا ازال اعتبرك لي . و اعتقد ان مشاهدتي اياك بين ذراعيه صفعة مؤلمة لكبريائي و عزة نفسي كرجل .و من المؤكد ان برودتك الوقحة لم تساعد قط في التخفيف من الام الصفعة .
    لاحظت تانيا بسرعة ان جايك لم يعتذر فعلا ، الا انه اعترف بأن عليه ذلك ...... و كان هذا بحد ذاته كافيا للتخفيف قليلا من حدة غضبها .
    -حسنا هل تقبلين بفترة تجريبية ؟
    -و ماذا بشأن شيلا .
    -انها ليس بالصورة على الاطلاق .
    -حقا و لكنك تبدو سعيدا جدا عندما شاهتدها الليلة . و من المؤكد انكما تمكنتما من توطيد علاقة وثيقة فيما بينكما عندما كنتما معا في افريقيا .
    - بالنسبة لشيلا ثمة اوقات تمر في حياة الرجل يحتاج خلالها الى امرأة ، انا اعلم ان هذا الكلام مثير لاشمئزازك ، و لكن هذا كل ما سأقوله لك بصددها , الا ان اتفاقنا سيقتصر علينا نحن الاثنين فقط .
    - هل تقول انك لن تلتقي شيلا ؟
    - و هل تقولين انك لن تلتقي باتريك ؟
    -قلت انني لم اكن التقيه !
    -بعد هذه الليله لا اظن انه سيكتفي بالنظر اليك من بعيد .لقد تذوق طعم العسل ، و سوف يريد المزيد منه ، و لكن مالنا و مال هذا الموضوع ،ما يهمني هو انك لم تجيبي بعد اذا كنت موافقة على اقتراح الهدنة .
    - و ماذا سيحدث في نهاية الفترة التجريبية اذا كنت ما زلت تحتقرني ؟
    -اذا شعرنا بعد شهرين او ثلاثة ان زواجما لم ينجح باي طريقة او باخرى سنبحث عن حلول بديلة .
    -الطلاق مثلا ؟
    -انه الحل الواضح .
    - و ان لم اوافق على ما تسميه هدنه ، فماذا سيحدث ؟
    -سيحدث ان تستمر الامور كما هي عليها الان .
    ظهر الغضب جليا في عينيها ، و تذكرت فجأة انه اعترف قبل لحظات باقامته علاقة مع شيلا خلال وجودها في افريقيا لم يزعجه على الاطلاق ، سالته بانزعاج واضح :
    -انت لا تترك لي خيارا اليس كذالك ؟
    اجابها بنعومة قائلا :
    -هذا يعتمد على الطريقة التي تنظرين بها الى الموضوع . ادرسي المسألة بتمعن و اعطني الجواب بعد يومين او ثلاثة .
    و تركها واقفة بذهول دون ان يودعها او يضيف كلمة اخرى على جملته .
    HAMS
    HAMS
    مشرف عام الاقسام الرومانسيه
    مشرف عام الاقسام الرومانسيه


    زقم العضويه : 58
    عدد المساهمات : 720
    نقاظ : 6079
    السٌّمعَة : 6
    تاريخ التسجيل : 08/02/2010
    العمر : 31
    الموقع : مصر

    m4 رد: اتى ليبقى **للكاتبة:جانيت ديلي**

    مُساهمة من طرف HAMS الأحد فبراير 28, 2010 4:01 am

    4-انتصار قبل المعركة .


    تنهدت تانيا بانقباض دون ان تدري السبب . و بدا ان انزعاجا غريبا يلقي بظلاله على جمال الصباح و روعته. و لم تتذكر السبب الا عندما استفاقت بصورة تامة . لقد عا جايك الى البيت ....
    تاوهت قليلا و دفنت رأسها في الوسادة . عاد الى البيت و يعتزم البقاء . لم تتمكن بعد الان من تجاهل وجود زوجها . و اسوأ ما في الامر انها غير قادرة على كرهه . ثمة خوف ، كيف تصفه او تسميه ناجم عن المضاعفات التي يمكن ان تحملها عودته و عن الفكرة الرهيبة من انه سيكتشف قريبا السر الذي حافظت عليه الى الان بعناية.
    فتح الباب فجأة و شاهدت ابنها يدخل منه بسرعة و بقوة و يقول لها بلهفة :
    -صحيح؟ هل ابي هنا ؟قالت لي جدتي انه عاد فأين هو ؟اين هو الان ؟
    منعته حماسته و لهفته الشديدة من ملاحظة انقباض والدته ، و من انها ارغمت نفسها على الابتسام عندما قالت له :
    -نعم ، انه هنا ، و هو نائم في الغرفة الاخرى .
    -سأذهب لرؤيته !
    ارادت ان تمسك به و لكنها لم تتمكن . قامت من سريرها بسرعة صارخة :
    -جون انتظر !
    ما ان وصلت الى باب غرفتها حتى كان جون يفتح باب الغرفة الواقعة في نهاية الممر . و لما وصلت اليه ، كان يقف داخل الغرفة بذهول و هو لا يزال ممسكا بقبضة الباب . و ضعت يديها على كتفيه ، و هي تهمس :
    -لا توقظه الان يا جون .
    ثم انتبهت الى سبب ذهوله و جموده . كان جايك واقفا مكشوف الصدر امام باب الحمام الداخلي ، يتأمل الصبي بذهول مماثل . ثم غمز الصبي باسما و قال له :
    -اسعدت صباحا يا جون ، انت جون اليس كذلك ؟
    هز الصبي رأسة و هو لا يزال يحدق بالرجل الذي يهيمن وجودة على كل شيء . ساله جون بصضوت خائف من احتمال سماع رد سلبي :
    -هل انت ابي ؟
    اجابه جايك بكلمة وحيدة و بسسيطة ، و لكنه لم يتحرك نحو الصبي ، و اكتشفت تانيا انها تحبس انفاسها . تنفست بهدوء تام و رفعت يديها عن كتفي جون . كانت الغرفة هادئة و ساكنة لدرجة انه كان بالامكان سماع ريشة عصفور و هي تلامس السجادة ، و اخيرا ، ترك جون الباب و وقف امام ابيه ثم رفع رأسه نحوه و سأل بجديه :
    -هل سأصبح طويل القامة مثلك عندما اكبر ؟
    و علت وجه جايك ابتسامة حولت ملامحه القاسية الى نعومة و حنان لا يصدقان ، ركع اما الصبي و اجابه بجدية مماثلة :
    -ربما ستصبح اطول مني .
    خيم الصمت مرة اخرى ، الا انه التوتر الذي كان سائدا قبل قليل زال و اختفى ، احست تانيا و هي تراقبها انهما نسيا تماما و جودها في الغرفة ، كانا قريبين جدا من بعضهما ، و مع ذلك لم يتحدثا او يتعانقا . كان احدهما يتفحص وجه الرجل الغريب الذي هو والده ، فيما كان الاخر راكعا تبدو على محياه علامات الثقة و التفهم ، و بعد لحظات صمت طويل ، سألة جايك :
    -الم تتناول فطورك بعد ؟
    اجابه الصبي بكلمة نفي واحده فمضى الوالد الى القول :
    - و انا ايضا لم اتناول فطوري بعد ، اذهب الى جدتك و اطلب منها ان تضع صحنا اخر على الطاولة ، سوف نتناول الفطور معا .
    هز الصبي رأسة و استدار نحو الباب كس يذهب الى جدته و لكنه توقف فجأة ثم التفت الى الرجل الذي لا يزال راكعا و قال له بلهجة جادة و جازمة :
    -انا سعيد بعودتك الى البيت يا ابي .
    و خرج جون من الغرفة راكضا . و قف جايك و كانت عيناه تشعان بالسكينة و الهدوء كسماء الصيف الصافية ، و ما ان نظر نحو تانيا حتى قالت :
    انا اسفة .
    - لماذا ؟
    - لان استقبال جون لك لم يكن حماسيا تماما . انا .....اتصور ......... انه لا يعرفك جيدا .
    - و هل كنت تتوقعين ان يرمي نفسه علي ؟ كنت سأشعر بخيبة امل لو فعل ذلك . انا غريب بالنسبة له ، و لا اريد ان يمحني ثقته و محبته لمجرد ابلاغه بانني والده . اريد ان احصل على حبه بحرارة ، و عندها فقط سأشعر انها هدية ثمينه للغاية .
    تنهدت تانيا ووضعت يدها على جبينها و قالت :
    -اعتقد انك على حق في ذلك .
    لم تتمكن من طرد ذلك الشعور الباطني بأنها هي المسؤولة عن قيام الشرخ الكبير في العلاقة بين الابن و ابيه . لم تنتبه اقترابه منها الى عندما سمعته يقول :
    -امنحيه وقتا كافيا يا تانيا كي يتمكن من معرفتي بصورة تامة .
    تسارعت دقات قلبها عنما شعرت بقربه منها ،فارتبكت و لم تعرف ماذا تفعل او تقول ، و سمعته يسألها بهدوء :
    -هل فكرت قليلا بحديثنا امس ؟ اعتقد ان افضل شيء لجون هو قيام هدنة ودية بيننا .
    لم يتمكن جزء من عقله على التركيز فيما قاله ، لان قسما كبيرا من احاسيسها كان مشدودا نحو جاذبيته الساحرة و رجولته الملهبة ردت عليه هامسة :
    -لا يمكننا ان نصبح صديقين يا جايك .
    -انا لم اقل قط ان نصبح صديقين . في الحقيقة انا اول واحد يعترف باستحالة ذالك من الناحية العلمية ، كل ما اريده هو ازالة الجو العدائي القائم بيننا ، و الذي اوجدناه نحن بأيدينا .
    تجنبت تانيا النظر الى الرجل الواقف قربها ، لان حظوره كان يثير فيها نزوة جامحة تضعف مقاومتها لاغرائه القاسي ، هزت رأسها و قالت بتلعثم :
    -لا ... لا ادري . اني حقا ..... لا ادري .
    توقعت هبوب عاصفة هوجاء نتيجة ردها المتردد ، و لم تكن مستعدة للنعومة المفاجئة في صوته و اللتي داعبتها برقو مثيرة ، قال لها و هو يمسك بكتفيها :
    -هل اطلب منك الكثير عندما اقترح عليك تعايشا سلميا ؟
    لم تتمكن ثيابها الشفافة من صد النار المتأجأجة التي اشعلتها لمساته ، و لم تتمكن احاسيسها من مكافحة تلك الرغبة الجامحة في الالتصاق به و بجسمه القوي المتوحش ، اغمشت عينيها بقوة و رفعت يديها لتحمي نفسها من اي مضاعفات اخرى . ثم شهقت و قالت له بصوت يرتجف بعنف لتجاوب عواطفها الخائتة :
    -لا تلمسني ! لا استطيع تحمل لمساتك !
    فتحت عينيها لتشاهد ذراعيه الى جانبيه و نظرات الغضب نجمد ملامح الالم في وجهه . كان يتفحصها من رأسها الى اخمص قدميها و ينظراليها باشمئزاز و احتقار للذات . و قال بعصبية :
    - تبا لي كيف تزوجت قطعة اثاث صغيرة و جامدة مثلك ؟ انت في الظاهر امرأة جميلة تضج رغبة و عاطفة ، بينما لست في الحقيقة سوى قطعة كبيرة من الثلج !
    -لا ! هذا ليس صحيح !
    احست بأنه طعن كرامتها في الصميم ، و لم تتمكن الا من نفي اتهامة القاسي بدون تردد. انها تعلم ان مشكلتها الاساسية تكمن في سرعة تأثرها بالرجل الذي يهتم بها و يرعاها . نظرت الى وجهه ووجدت في مزيجا من البرودة و الاغراء افزعاها بقدر ما جذباها .
    قال لها بصوت ناعم حمل لها دعوة واضحة للاقتراب منه و اثبات ما تدعيه :
    - يجب عليك ان تقنعيني بالبرهان القاطع ، اقرني الاقوال بالافعال .
    اقتربت منه بذهول فيما كانت تشدها اليه قوة سحرية لا تقاوم .
    اسرتها نظراته الحالمة و راحت تجذبها اليه ، مع ان جميع افكارها الاخرى كانت صارخة تطلب منها الابتعاد عنه ، شعرت بأنفاسه الدافئة تداعب وجنتيها ، و تسمرت نظراتها على شفتيه ، تمنت لو انهما تطبقان على جوعها ، و يفجران فيها تلك الرغبات التي دأبت على تخزينها منذ زمن طويل ، و انتبهت تانيا الى حالتها في اللحظة الاخيرة . لن تدع جايك يكتشف ضعفها الخطر انا مداعبة الرجال و مغازلتهم .
    شعر بأنها على وشك التراجع ، فطوقها بين ذراعيه و قال لها بحنان :
    -لا تهربي الان ، يا حبيبتي .
    سمعا صوت اقدام تعدو في الممر ، قبل ان يتوقف جون امام الباب المفتوح على مصراعية و يحدق بالشخصين المتعانقين .
    اطبق عينيه ثم فتحهما و قال بتلعثم :
    -قالت ... جدتي .... ان .... ان الفطور ..... جاهز .

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 06, 2024 8:27 pm