عثمان بن عفان ( أحد العشرة المبشرين بالجنة )
نورجيمى- مشرف عام القسم الاسلامي
- زقم العضويه : 11
عدد المساهمات : 1059
نقاظ : 7070
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 03/01/2010
- مساهمة رقم 1
عثمان بن عفان ( أحد العشرة المبشرين بالجنة )
عثمان بن
عفان
أحد
العشرة المبشرين بالجنة
" ألا أستحي ممن تستحي
منه الملائكة "
حديث
شريف
عثمان بن
عفان بن أبي العاص بن أميّة القرشي ، أحد العشرة المبشرين بالجنة
وأحد الستة
الذي جعل عمر الأمر شورى بينهم ، وأحد الخمسة الذين أسلموا على
يد أبي بكر
الصديق ، توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-وهو عنه راضٍ
صلى إلى القبلتين
وهاجر الهجرتين وبمقتله كانت الفتنة الأولى في الإسلام
إسلامه
كان عثمان
بن عفان -رضي الله عنه- غنياً شريفاً في الجاهلية ، وأسلم بعد البعثة بقليل ، فكان
من السابقين إلى الإسلام ، فهو أول من هاجر إلى الحبشة مع زوجته رقيّة بنت رسول
الله -صلى الله عليه وسلم- الهجرة الأولى والثانية وقد قال رسول الله -صلى الله
عليه وسلم- :( إنّهما لأوّل من هاجر إلى الله بعد لوطٍ ) ( إن عثمان لأول من هاجر
إلى الله بأهله بعد لوطٍ )
وهو أوّل من شيّد المسجد ، وأوّل من خطَّ المفصَّل ،
وأوّل من ختم القرآن في ركعة ، وكان أخوه من المهاجرين عبد الرحمن بن عوف ومن
الأنصار أوس بن ثابت أخا حسّان
قال عثمان :( ان الله عز وجل بعث محمداً
بالحق ، فكنتُ ممن استجاب لله ولرسوله ، وآمن بما بُعِثَ به محمدٌ ، ثم هاجرت
الهجرتين وكنت صهْرَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبايعتُ رسول الله فوالله ما
عصيتُه ولا غَشَشْتُهُ حتى توفّاهُ الله عز وجل )
الصّلابة
لمّا أسلم
عثمان -رضي الله عنه- أخذه عمّه الحكم بن أبي العاص بن أميّة فأوثقه رباطاً ، وقال
:( أترغبُ عن ملّة آبائك إلى دين محدث ؟ والله لا أحلّك أبداً حتى تدعَ ما أنت عليه
من هذا الدين ) فقال عثمان :( والله لا أدَعُهُ أبداً ولا أفارقُهُ ) فلمّا رأى
الحكم صلابتَه في دينه تركه
ذي النورين
لقّب
عثمان -رضي الله عنه- بذي النورين لتزوجه بنتيْ النبي -صلى الله عليه وسلم- رقيّة
ثم أم كلثوم ، فقد زوّجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ابنته رقيّة ، فلّما ماتت
زوّجه أختها أم كلثوم فلمّا ماتت تأسّف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على مصاهرته
فقال :( والذي نفسي بيده لو كان عندي ثالثة لزوّجنُكَها يا عثمان )
سهم بَدْر
أثبت له
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سهمَ البدريين وأجرَهم ، وكان غاب عنها لتمريضه
زوجته رقيّة بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقد قال الرسول -صلى الله عليه
وسلم- :( إن لك أجر رجلٍ ممن شهد بدراً وسهمه )
الحديبية
بعث
الرسول -صلى الله عليه وسلم- عثمان بن عفان يوم الحديبية إلى أهل مكة ، لكونه أعزَّ
بيتٍ بمكة ، واتفقت بيعة الرضوان في غيبته ، فضرب الرسول -صلى الله عليه وسلم-
بشماله على يمينه وقال :( هذه يدُ عثمان ) فقال الناس :( هنيئاً لعثمان )
جهاده بماله
قام عثمان
بن عفان -رضي الله عنه- بنفسه وماله في واجب النصرة ، كما اشترى بئر رومة بعشرين
ألفاً وتصدّق بها ، وجعل دلوه فيها لدِلاِءِ المسلمين ، كما ابتاع توسعة المسجد
النبوي بخمسة وعشرين ألفاً
كان الصحابة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
في غزاةٍ ، فأصاب الناس جَهْدٌ حتى بدت الكآبة في وجوه المسلمين ، والفرح في وجوه
المنافقين ، فلما رأى الرسول -صلى الله عليه وسلم- ذلك قال :( والله لا تغيب الشمس
حتى يأتيكم الله برزقٍ ) فعلم عثمان أنّ الله ورسوله سيصدقان ، فاشترى أربعَ عشرة
راحلةً بما عليها من الطعام ، فوجّه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- منها بتسعٍ ،
فلما رأى ذلك النبي قال :( ما هذا ؟)
قالوا : أُهدي إليك من عثمان 0 فعُرِفَ
الفرحُ في وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والكآبة في وجوه المنافقين ، فرفع
النبي -صلى الله عليه وسلم- يديه حتى رُؤيَ بياضُ إبطيْه ، يدعو لعثمان دعاءً ما
سُمِعَ دعا لأحد قبله ولا بعده :( اللهم اعط عثمان ، اللهم افعل بعثمان )
قالت السيدة عائشة -رضي الله عنها-: دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
عليَّ فرأى لحماً فقال :( من بعث بهذا ؟) قلت : عثمان 0 فرأيت رسول الله -صلى الله
عليه وسلم- رافعاً يديْهِ يدعو لعثمان
جيش العُسْرة
وجهّز
عثمان بن عفان -رضي الله عنه- جيش العُسْرَة بتسعمائةٍ وخمسين بعيراً وخمسين فرساً
، واستغرق الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الدعاء له يومها ، ورفع يديه حتى أُريَ
بياض إبطيه فقد جاء عثمان إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بألف دينار حين جهّز جيش
العسرة فنثرها في حجره ، فجعل -صلى الله عليه وسلم- يقلبها ويقول :( ما ضرّ عثمان
ما عمل بعد اليوم ) مرتين
الحياء
قال رسول
الله -صلى الله عليه وسلم- :( أشد أمتي حياءً عثمان )
قالت السيدة عائشة
-رضي الله عنها- : استأذن أبو بكر على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو مضطجع
على فراش ، عليه مِرْطٌ لي ، فأذن له وهو على حاله ، فقضى الله حاجته ، ثم انصرف ثم
استأذن عمر فأذن له ، وهو على تلك الحال ، فقضى الله حاجته ، ثم انصرف ثم استأذن
عثمان ، فجلس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصلح عليه ثيابه وقال :( اجمعي عليك
ثيابك ) فأذن له ، فقضى الله حاجته ثم انصرف ، فقلت :( يا رسول الله ، لم أركَ
فزِعْتُ لأبي بكر وعمر كما فزعت لعثمان !!)
فقال :( يا عائشة إن عثمان رجل حيي
، وإني خشيت إنْ أذنْتُ له على تلك الحال أن لا يُبَلّغ إليّ حاجته ) وفي رواية
أخرى :( ألا أستحي ممن تستحيي منه الملائكة )
فضله
دخل رسول
الله -صلى الله عليه وسلم- على ابنته وهي تغسل رأس عثمان فقال :( يا بنيّة أحسني
إلى أبي عبد الله فإنّه أشبهُ أصحابي بي خُلُقاً ) وقال رسول الله -صلى الله عليه
وسلم-:( مَنْ يُبغضُ عثمان أبغضه الله ) وقال :( اللهم ارْضَ عن عثمان ) وقال :(
اللهم إن عثمان يترضّاك فارْضَ عنه )
اختَصّه رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- بكتابة الوحي ، وقد نزل بسببه آيات من كتاب الله تعالى ، وأثنى عليه جميع
الصحابة ، وبركاته وكراماته كثيرة ، وكان عثمان -رضي الله عنه- شديد المتابعة للسنة
، كثير القيام بالليل
قال عثمان -رضي الله عنه- :( ما تغنيّتُ ولمّا
تمنّيتُ ، ولا وضعتُ يدي اليمنى على فرجي منذ بايعتُ بها رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- وما مرّت بي جمعة إلا وإعتقُ فيها رقبة ، ولا زنيتُ في جاهلية ولا إسلام ،
ولا سرقت )
اللهم اشهد
عن الأحنف
بن قيس قال : انطلقنا حجّاجاً فمروا بالمدينة ، فدخلنا المسجد ، فإذا علي بن أبي
طالب والزبير وطلحة وسعد بن أبي وقاص 0 فلم يكن بأسرع من أن جاء عثمان عليه ملاءة
صفراء قد منع بها رأسه فقال :( أها هنا علي ؟) قالوا : نعم 0 قال :( أنشدكم بالله
الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال :( من يبتاع
مِرْبدَ بني فلان غفر الله له ؟) فابتعته بعشرين ألفاً أو بخمسة وعشرين ألفاً ،
فأتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت :( إني قد ابتعته ) فقال :( اجعله في
مسجدنا وأجره لك ) ؟ قالوا : نعم
قال :( أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو
أتعلمون أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال :( من يبتاع بئر روْمة غفر الله له
) فابتعتها بكذا وكذا ، فأتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت :( إني قد
ابتعتها ) فقال :( اجعلها سقاية للمسلمين وأجرها لك )؟ قالوا : نعم
قال :(
أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نظر في
وجوه القوم يوم ( جيش العُسرة ) فقال :( من يجهز هؤلاء غفر الله له ) فجهزتهم ما
يفقدون خطاماً ولا عقالاً )؟ قالوا : نعم
قال :( اللهم اشهد اللهم اشهد )
ثم انصرف
الخلافة
كان عثمان
-رضي الله عنه- ثالث الخلفاء الراشدين ، فقد بايعه المسلمون بعد مقتل عمر بن الخطاب
-رضي الله عنه- سنة 23 ه ، فقد عيَّن عمر ستة للخلافة فجعلوا الأمر في ثلاثة ، ثم
جعل الثلاثة أمرهم إلى عبد الرجمن بن عوف بعد أن عاهد الله لهم أن لا يألوا عن
أفضلهم ، ثم أخذ العهد والميثاق أن يسمعوا ويطيعوا لمن عيّنه وولاه ، فجمع الناس
ووعظهم وذكّرَهم ثم أخذ بيد عثمان وبايعه الناس على ذلك ، فلما تمت البيعة أخذ
عثمان بن عفان حاجباً هو مولاه وكاتباً هو مروان بن الحكم
ومن خُطبته يوم
استخلافه لبعض من أنكر استخلافه أنه قال :( أمّا بعد ، فإنَّ الله بعث محمداً بالحق
فكنت ممن استجاب لله ورسوله ، وهاجرت الهجرتين ، وبايعت رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- ، والله ما غششْتُهُ ولا عصيتُه حتى توفاه الله ، ثم أبا بكر مثله ، ثم عمر
كذلك ، ثم استُخْلفتُ ، أفليس لي من الحق مثلُ الذي لهم ؟!)
الخير
انبسطت
الأموال في زمنه حتى بيعت جارية بوزنها ، وفرس بمائة ألف ، ونخلة بألف درهم ، وحجّ
بالناس عشر حجج متوالية
الفتوح الإسلامية
وفتح الله
في أيام خلافة عثمان -رضي الله عنه- الإسكندرية ثم سابور ثم إفريقية ثم قبرص ، ثم
إصطخر الآخرة وفارس الأولى ثم خو وفارس الآخرة ، ثم طبرستان ودُرُبجرْد وكرمان
وسجستان ، ثم الأساورة في البحر ثم ساحل الأردن
الفتنة
ويعود سبب
الفتنة التي أدت إلى الخروج عليه وقتله أنه كان كَلِفاً بأقاربه وكانوا قرابة سوء ،
وكان قد ولى على أهل مصر عبدالله بن سعد بن أبي السّرح فشكوه إليه ، فولى عليهم
محمد بن أبي بكر الصديق باختيارهم له ، وكتب لهم العهد ، وخرج معهم مددٌ من
المهاجرين والأنصار ينظرون فيما بينهم وبين ابن أبي السّرح ، فلمّا كانوا على ثلاثة
أيام من المدينة ، إذ همّ بغلام عثمان على راحلته ومعه كتاب مفترى ، وعليه خاتم
عثمان ، إلى ابن أبي السّرح يحرّضه ويحثّه على قتالهم إذا قدموا عليه ، فرجعوا به
إلى عثمان فحلف لهم أنّه لم يأمُره ولم يعلم من أرسله ، وصدق -رضي الله عنه- فهو
أجلّ قدراً وأنبل ذكراً وأروع وأرفع من أن يجري مثلُ ذلك على لسانه أو يده ، وقد
قيل أن مروان هو الكاتب والمرسل !
ولمّا حلف لهم عثمان -رضي الله عنه-
طلبوا منه أن يسلمهم مروان فأبى عليهم ، فطلبوا منه أن يخلع نفسه فأبى ، لأن النبي
-صلى الله عليه وسلم- كان قد قال له :( عثمان ! أنه لعلّ الله أن يُلبسَكَ قميصاً
فإن أرادوك على خلعه فلا تخلعه )
الحصار
فاجتمع
نفر من أهل مصر والكوفة والبصرة وساروا إليه ، فأغلق بابه دونهم ، فحاصروه عشرين أو
أربعين يوماً ، وكان يُشرف عليهم في أثناء المدّة ، ويذكّرهم سوابقه في الإسلام ،
والأحاديث النبوية المتضمّنة للثناء عليه والشهادة له بالجنة ، فيعترفون بها ولا
ينكفّون عن قتاله !! وكان يقول :( إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عهد إليّ
عهداً فأنا صابرٌ عليه ) ( إنك ستبتلى بعدي فلا تقاتلن )
وعن أبي سهلة مولى
عثمان : قلت لعثمان يوماً :( قاتل يا أمير المؤمنين ) قال :( لا والله لا أقاتلُ ،
قد وعدني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمراً فأنا صابر عليه )
واشرف
عثمان على الذين حاصروه فقال :( يا قوم ! لا تقتلوني فإني والٍ وأخٌ مسلم ، فوالله
إن أردتُ إلا الإصلاح ما استطعت ، أصبتُ أو أخطأتُ ، وإنكم إن تقتلوني لا تصلوا
جميعاً أبداً ، ولا تغزوا جميعاً أبداً ولا يقسم فيؤكم بينكم ) فلما أبَوْا قال :(
اللهم احصهم عدداً ، واقتلهم بدداً ، ولا تبق منهم أحداً ) فقتل الله منهم مَنْ قتل
في الفتنة ، وبعث يزيد إلى أهل المدينة عشرين ألفاً فأباحوا المدينة ثلاثاً يصنعون
ما شاءوا لمداهنتهم
مَقْتَله
وكان مع
عثمان -رضي الله عنه- في الدار نحو ستمائة رجل ، فطلبوا منه الخروج للقتال ، فكره
وقال :( إنّما المراد نفسي وسأقي المسلمين بها ) فدخلوا عليه من دار أبي حَزْم
الأنصاري فقتلوه ، و المصحف بين يديه فوقع شيء من دمه عليه ، وكان ذلك صبيحة عيد
الأضحى سنة 35 ه في بيته بالمدينة
ومن حديث مسلم أبي سعيد مولى عثمان بن
عفان : أن عثمان أعتق عشرين عبداً مملوكاً ، ودعا بسراويل فشدَّ بها عليه ، ولم
يلبَسْها في جاهلية ولا إسلام وقال :( إني رأيتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
البارحة في المنام ، ورأيت أبا بكر وعمر وأنهم قالوا لي : اصبر ، فإنك تفطر عندنا
القابلة ) فدعا بمصحف فنشره بين يديه ، فقُتِلَ وهو بين يديه
كانت مدّة
ولايته -رضي الله عنه وأرضاه- إحدى عشرة سنة وأحد عشر شهراً وأربعة عشر يوماً ،
واستشهد وله تسعون أو ثمان وثمانون سنة
ودفِنَ -رضي الله عنه- بالبقيع ، وكان
قتله أول فتنة انفتحت بين المسلمين فلم تنغلق إلى اليوم
يوم الجمل
في يوم
الجمل قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- :( اللهم إني أبرأ إليك من دم عثمان ،
ولقد طاش عقلي يوم قُتِل عثمان ، وأنكرت نفسي وجاؤوني للبيعة فقلت :( إني لأستَحْيي
من الله أن أبايع قوماً قتلوا رجلاً قال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:( ألا
أستحيي ممن تستحيي منه الملائكة ) وإني لأستحي من الله وعثمان على الأرض لم يدفن
بعد
فانصرفوا ، فلما دُفِنَ رجع الناس فسألوني البيعة فقلت :( اللهم إني
مشفقٌ مما أقدم عليه ) ثم جاءت عزيمة فبايعتُ فلقد قالوا :( يا أمير المؤمنين )
فكأنما صُدِعَ قلبي وقلت :( اللهم خُذْ مني لعثمان حتى ترضى )