المهم السيره وليس الصوره
????- زائر
- مساهمة رقم 1
المهم السيره وليس الصوره
لا يمكن أن تتصحح نظرة الآخرين إلينا ، إلا بتصحيح واقعنا وبناء وقائع مجتمعية ، نتجاوز من خلالها كل العيوب التي
تعيشها مجتمعاتنا ، وتؤثر سلبا على راهننا ومستقبلنا ..
ثمة اهتمام متعاظم في الدول العربية والإسلامية ، ولدى جميع نخب هذه الدول والمجتمعات ، بمسألة نظرة الغرب
سياسة وثقافة إلى الدول العربية والإسلامية دينا وثقافة وقائع معاصرة ..
والذي يثير الاستغراب ان أكثر الردود والإجابات ، التي تقدمها نخبنا العربية والإسلامية في هذا السياق ، هي إجابات
تاريخية ، بمعنى اننا نواجه حاضر الغرب الحضاري والثقافي والسياسي ، بماضينا الحضاري والثقافي والسياسي ..
ولهذا فإن أغلب صور الجدل التي تحدث في هذا السياق ، هي تحدث بين الغرب كحيز جغرافي وثقافي وحضاري ،
وبين الإسلام كدين وثقافة ..
وبهذه الإجابات الملتبسة والموازية ، نخفي سيئات حاضرنا ، ونتجاوز عن كل الأزمات والعثرات التي نعيشها في
راهننا ..
ونهرب في سياق الجدل من واقعنا ، بالمزيد من الاستغراق في ماضينا وتاريخنا الحضاري والثقافي .. وكأنه عملية
تعويض عميقة تقوم بها كل النخب العربية والإسلامية ..
فالحاضر مآزقه عديدة ، وآفاقه مسدودة وبدل البحث في سبل تجاوز هذا الواقع السيئ ، تهرب النخب إلى الماضي
الذي صنعه الأجداد وتتلحف هذه النخب بمنجزات ماضيها .. ولكن العملية التعويضية بكل مستوياتها ، لا تغير من معادلة
الواقع شيئا .. بل تزيده بؤسا وغموضا وتعقيدا ..
لهذا فإننا نعتقد أن المهمة الأساسية ، التي ينبغي أن نتجه إليها في هذا السياق هي مهمة بناء رؤية صحيحة عن
أنفسنا وأحوالنا ، وليس الانشغال الفلكلوري بصورتنا في إعلام الغرب ومناهجه المختلفة ..وإن السبيل الحقيقي
لتصحيح صورة الغرب عن واقعنا ، هو ببساطة إصلاح أوضاعنا وتطوير أحوالنا .. فإذا كنا نعيش الاستقرار السياسي
والتطور الاقتصادي والانفتاح الثقافي والحريات السياسية والثقافية ، فإن وقائع جميع هذه القيم ، ستكون هي عنوان
واقعنا وصورتنا .. أما من يبحث عن تحسين صورته لدى الآخرين ، دون إحداث تحول حقيقي في واقعه ومسيرته
الخاصة والعامة ، فإنه لا يتحايل على غيره في حقيقة الأمر ، بل يتحايل على نفسه ويخادع ذاته ..
وكل الإمكانات المادية الطائلة ، التي تصرف لتحسين صورتنا الإعلامية والسياسية ، لن تؤتي ثمارها المرجوة ، إذا لم
نطور واقعنا الفعلي على مختلف الصعد والمستويات ..
لهذا نجد أن الغرب لكونه يقبض على أسباب التقدم والتطور ، ويعيش وقائع الازدهار على أكثر من صعيد ، فإنه لا
يعتني كثيرا بالرؤية التي نشكلها نحن عن مسيرته وتجربته ..لأن فعالية التجربة الحضارية التي يعيشها ، وتأثيرات
إنجازاته المتعددة ، هي القادرة على اختراق كل الصور الأيديولوجية والنمطية التي نحاول أن نصور الغرب بها .. فالمهم
ليس الرؤية المجردة التي تحملها كل أمة عن الأخرى ، وإنما المهم هو طبيعة الوقائع السياسية والثقافية والحضارية
في كل أمة من الأمم .. فإذا كانت هذه الوقائع حضارية وتقدمية وتفسح للإنسان فردا وجماعة المشاركة في الحياة
العامة ، وتصون حقوقه الأساسية وتضمن أن يعيش حياة حرة وكريمة ، فإن هذه الأمة ، لا تعتني كثيرا بصور الآخرين
التاريخية عنها .. لأن واقعها وحاضرها بكل زخمه ، كفيل بتبديد كل الصور السلبية العالقة في ذهن الآخرين عنها ..
أما إذا كانت الأمة متخلفة ومتشظية عموديا وأفقيا ، وتعيش عالة على الآخرين علميا وحضاريا ، فإن هروبها من
حاضرها إلى ماضيها لن يغير من المعادلة الحضارية القائمة شيئا..
لهذا فإن المطلوب ليس مواجهة الغرب حضاريا وسياسيا وعلميا وثقافيا ، بماضي العرب والمسلمين ، وإنما من المهم
العمل على إصلاح أوضاعنا وتطوير أحوالنا ، حتى نتمكن من بناء واقعنا السياسي والثقافي والعلمي على أسس
قادرة على أن تنقلنا من واقع التلقي السلبي لمنجزات الآخرين ، إلى واقع المشاركة الفعالة في إنجاز المعارف
والعلوم وقائع التقدم في مجالات الحياة المختلفة ..
فنظرتنا الاستاتيكية إلى الآخرين ومنجزاتهم المتعددة ، لا تغير من واقع الأمور ، بل تزيدها سوءا واستفحالا ..
لهذا فإن الخطوة الأولى في مشروع تجاوز هذا الواقع المر ، هو العمل على تصحيح نظرتنا إلى أنفسنا وأحوالنا ..
ولا يمكن أن نكون صورة صحيحة عن أنفسنا ، إلا من خلال تعميق وقائع وقيم جديدة في واقعنا الاجتماعي والسياسي
والثقافي والتعليمي ، بحيث تمارس هذه القيم دورها وتأثيرها على الأفراد والمؤسسات ، حتى نتمكن من خلق
المناخ العام المؤاتي للانعتاق من ربقة التخلف بكل صوره وصنوفه .. فالمهم بالنسبة إلينا هو إصلاح أحوالنا وتصحيح
النظرة إلى ذواتنا .. والهروب إلى الماضي لا ينفعنا على هذا الصعيد ، بل يزيد أوضاعنا إرباكا وتعقيدا ، والاستغراق
في تزويق المظاهر دون العمق ، لا يغير من معادلة الواقع شيئا .. فالعيب ليس في الكاميرا التي ترصد عيوبنا ، وإنما
في ذات العيوب ، لهذا فإن المطلوب ليس استبدال الكاميرا أو شراء كاميرا جديدة ، وإنما المطلوب هو إصلاح العيوب
الموجودة في واقعنا ..
لهذا فإنه لا يمكن أن تتصحح نظرة الآخرين إلينا ، إلا بتصحيح واقعنا وبناء وقائع مجتمعية ، نتجاوز من خلالها كل العيوب
التي تعيشها مجتمعاتنا ، وتؤثر سلبا على راهننا ومستقبلنا ..
وليتذكر الجميع أن المهم السيرة وليس الصورة ..
تعيشها مجتمعاتنا ، وتؤثر سلبا على راهننا ومستقبلنا ..
ثمة اهتمام متعاظم في الدول العربية والإسلامية ، ولدى جميع نخب هذه الدول والمجتمعات ، بمسألة نظرة الغرب
سياسة وثقافة إلى الدول العربية والإسلامية دينا وثقافة وقائع معاصرة ..
والذي يثير الاستغراب ان أكثر الردود والإجابات ، التي تقدمها نخبنا العربية والإسلامية في هذا السياق ، هي إجابات
تاريخية ، بمعنى اننا نواجه حاضر الغرب الحضاري والثقافي والسياسي ، بماضينا الحضاري والثقافي والسياسي ..
ولهذا فإن أغلب صور الجدل التي تحدث في هذا السياق ، هي تحدث بين الغرب كحيز جغرافي وثقافي وحضاري ،
وبين الإسلام كدين وثقافة ..
وبهذه الإجابات الملتبسة والموازية ، نخفي سيئات حاضرنا ، ونتجاوز عن كل الأزمات والعثرات التي نعيشها في
راهننا ..
ونهرب في سياق الجدل من واقعنا ، بالمزيد من الاستغراق في ماضينا وتاريخنا الحضاري والثقافي .. وكأنه عملية
تعويض عميقة تقوم بها كل النخب العربية والإسلامية ..
فالحاضر مآزقه عديدة ، وآفاقه مسدودة وبدل البحث في سبل تجاوز هذا الواقع السيئ ، تهرب النخب إلى الماضي
الذي صنعه الأجداد وتتلحف هذه النخب بمنجزات ماضيها .. ولكن العملية التعويضية بكل مستوياتها ، لا تغير من معادلة
الواقع شيئا .. بل تزيده بؤسا وغموضا وتعقيدا ..
لهذا فإننا نعتقد أن المهمة الأساسية ، التي ينبغي أن نتجه إليها في هذا السياق هي مهمة بناء رؤية صحيحة عن
أنفسنا وأحوالنا ، وليس الانشغال الفلكلوري بصورتنا في إعلام الغرب ومناهجه المختلفة ..وإن السبيل الحقيقي
لتصحيح صورة الغرب عن واقعنا ، هو ببساطة إصلاح أوضاعنا وتطوير أحوالنا .. فإذا كنا نعيش الاستقرار السياسي
والتطور الاقتصادي والانفتاح الثقافي والحريات السياسية والثقافية ، فإن وقائع جميع هذه القيم ، ستكون هي عنوان
واقعنا وصورتنا .. أما من يبحث عن تحسين صورته لدى الآخرين ، دون إحداث تحول حقيقي في واقعه ومسيرته
الخاصة والعامة ، فإنه لا يتحايل على غيره في حقيقة الأمر ، بل يتحايل على نفسه ويخادع ذاته ..
وكل الإمكانات المادية الطائلة ، التي تصرف لتحسين صورتنا الإعلامية والسياسية ، لن تؤتي ثمارها المرجوة ، إذا لم
نطور واقعنا الفعلي على مختلف الصعد والمستويات ..
لهذا نجد أن الغرب لكونه يقبض على أسباب التقدم والتطور ، ويعيش وقائع الازدهار على أكثر من صعيد ، فإنه لا
يعتني كثيرا بالرؤية التي نشكلها نحن عن مسيرته وتجربته ..لأن فعالية التجربة الحضارية التي يعيشها ، وتأثيرات
إنجازاته المتعددة ، هي القادرة على اختراق كل الصور الأيديولوجية والنمطية التي نحاول أن نصور الغرب بها .. فالمهم
ليس الرؤية المجردة التي تحملها كل أمة عن الأخرى ، وإنما المهم هو طبيعة الوقائع السياسية والثقافية والحضارية
في كل أمة من الأمم .. فإذا كانت هذه الوقائع حضارية وتقدمية وتفسح للإنسان فردا وجماعة المشاركة في الحياة
العامة ، وتصون حقوقه الأساسية وتضمن أن يعيش حياة حرة وكريمة ، فإن هذه الأمة ، لا تعتني كثيرا بصور الآخرين
التاريخية عنها .. لأن واقعها وحاضرها بكل زخمه ، كفيل بتبديد كل الصور السلبية العالقة في ذهن الآخرين عنها ..
أما إذا كانت الأمة متخلفة ومتشظية عموديا وأفقيا ، وتعيش عالة على الآخرين علميا وحضاريا ، فإن هروبها من
حاضرها إلى ماضيها لن يغير من المعادلة الحضارية القائمة شيئا..
لهذا فإن المطلوب ليس مواجهة الغرب حضاريا وسياسيا وعلميا وثقافيا ، بماضي العرب والمسلمين ، وإنما من المهم
العمل على إصلاح أوضاعنا وتطوير أحوالنا ، حتى نتمكن من بناء واقعنا السياسي والثقافي والعلمي على أسس
قادرة على أن تنقلنا من واقع التلقي السلبي لمنجزات الآخرين ، إلى واقع المشاركة الفعالة في إنجاز المعارف
والعلوم وقائع التقدم في مجالات الحياة المختلفة ..
فنظرتنا الاستاتيكية إلى الآخرين ومنجزاتهم المتعددة ، لا تغير من واقع الأمور ، بل تزيدها سوءا واستفحالا ..
لهذا فإن الخطوة الأولى في مشروع تجاوز هذا الواقع المر ، هو العمل على تصحيح نظرتنا إلى أنفسنا وأحوالنا ..
ولا يمكن أن نكون صورة صحيحة عن أنفسنا ، إلا من خلال تعميق وقائع وقيم جديدة في واقعنا الاجتماعي والسياسي
والثقافي والتعليمي ، بحيث تمارس هذه القيم دورها وتأثيرها على الأفراد والمؤسسات ، حتى نتمكن من خلق
المناخ العام المؤاتي للانعتاق من ربقة التخلف بكل صوره وصنوفه .. فالمهم بالنسبة إلينا هو إصلاح أحوالنا وتصحيح
النظرة إلى ذواتنا .. والهروب إلى الماضي لا ينفعنا على هذا الصعيد ، بل يزيد أوضاعنا إرباكا وتعقيدا ، والاستغراق
في تزويق المظاهر دون العمق ، لا يغير من معادلة الواقع شيئا .. فالعيب ليس في الكاميرا التي ترصد عيوبنا ، وإنما
في ذات العيوب ، لهذا فإن المطلوب ليس استبدال الكاميرا أو شراء كاميرا جديدة ، وإنما المطلوب هو إصلاح العيوب
الموجودة في واقعنا ..
لهذا فإنه لا يمكن أن تتصحح نظرة الآخرين إلينا ، إلا بتصحيح واقعنا وبناء وقائع مجتمعية ، نتجاوز من خلالها كل العيوب
التي تعيشها مجتمعاتنا ، وتؤثر سلبا على راهننا ومستقبلنا ..
وليتذكر الجميع أن المهم السيرة وليس الصورة ..
بنوتة الشام- مراقب عام المنتدى
- زقم العضويه : 84
عدد المساهمات : 3916
نقاظ : 10665
السٌّمعَة : 119
تاريخ التسجيل : 03/03/2010
العمر : 43
الموقع : سوريا
- مساهمة رقم 2
رد: المهم السيره وليس الصوره
موضوع رائع متل كل مواضيعك تسلم ايدك