من جنان التائبين 1

[center][b][i]انها قصة امراة بغى رائعة الجمال لا تمكن نفسها الا بمائة دينار وتمر على عابد ما عصى الله طرفة عين يتعبد لله فى صومعه من الصوامع فيفتن بها.صدق رسول الله عندما قال (فاتقوا الدنيا و النساء )افتتن بها فراودها عن نفسها فأبت ان تمكنه الا بمائة دينار ,وهو لا يملك ريالا او دينارا ولا درهما فماذا كان منه ؟

كان منه ان ترك صومعته و ذهب يكد و يتعب و جمع المائة دينار ثم ذهب الى هذه البغى فى بيتها وطرق عليها الباب فلما خرجت قال لها : ها انا ذا قد جمعت المائة دينار و جئت. قالت :ادخل .فلما دخل الى بيتها فعلت سرير من ذهب و تزينت فى كامل زينتها ..

قالت :هلم الى .فسقط جالسا.فقالت قد كنت تزعم انك ستجمع وتأتى.فلما مكنتك من نفسى تجلس ؟

قال لها :تذكرت وقوفى بين يدى الله عز و جل فلم تحملنى اعضائى لاقف .فما كان منها الا ان ارتعدت و ارتعشت وخافت ووجلت و قالت : لا تخرج من هذا البيت حتى تتزوجنى. فقال لكنى والله لا اتزوجك وانما خذى الدنانير و دعينى اخرج .

قالت : لا تخرج حتى توافق على الزواج منى.

قال : بلدى فى المكان الفلانى و علك ان جئت تائبه لعلى اتزوجك زوهو يريد الخلاص منها.اما هو فذهب نادما على تركه العباده و تفكيره فى المعصيه و جمعه للمائة دينار ليزنى بها اما هى فأقلقتها بشاعة الفاحشه و ألمتها مرارة الكبيره ولسعتها نار المعصيه.

وما كان منها الا ان رجعت الى الله و تابت اليه و ذهبت تبحث عن من كان سببا فى توبتها الى الله جل و علا.ذهبت اليه فى قريته و سألت عنه فدلت على بيته.فلما وصلت الى البيت طرقت الباب فخرج فتذكر يوم كادت تزل به قدمه فشهق شهقة عظيمه فمات-فحزنت عليه حزنا شديدا و قالت لاتزوجن قريبا له حبا فيه.

فقالوا لها :له أخ فقير تقى.فقالت اتزوجه حبا فى أخيه فتزوجت هذا العبد الصالح الفقير التقى فجعل الله من نسلها سبعه من الصالحين العابدين الزاهدين.فلا اله الا الله ما أعظم شأن التوبه فهل من توبه.؟فأن الله يحب التوابين و يحب المتطهرين فهيا بنا قبل فوات الاوان .وقبل ان يلفنا التراب ونترك الاهل و الاصحاب