2 مشترك
قصه فارس وامراه
lili- مشرف
- زقم العضويه : 27
عدد المساهمات : 1136
نقاظ : 7419
السٌّمعَة : 28
تاريخ التسجيل : 25/01/2010
العمر : 47
- مساهمة رقم 1
قصه فارس وامراه
قاد فارس سيارته المرسيدس مساءا في شوارعمدينة الناصرة متوجها الى احد المطاعم للقاء عدة اشخاص في انتظاره.. توقف فارس علىالاشارة الضوئية .. وفي اقل من ثانية فتح باب السيارة وصعدت امرأة ..جلست بجانبه واغلقتالباب ورائها بهدوء وثقة ...وهو ينظر مذهولا مستغربا دون ان يفهم شيئا مما يحدث...كل ما يراه شبحا اسود ...او كتلة سوداء متحركة ..جال ببصره من القدم حتى الرأس لعلهيرى شيئا يدل على جنس الكائن الذي يسكن تحت هذه الملابس السوداء ...رجل هو ام امراةولكن عبثا فلا عيون ولا وجه ولا ايدي ترى من خلف هذا السواد ..وامام هذه الحال نطقالكائن الساكن خلف تلك الملابس ...بصوت انثوي جميل وهادىء وواثق:
عفوا ...هل تستطيع ان توصلني الى كفر كنا؟
ابتسم فارس وقال :عفوا ..ربما اخطأت انالست سائق تاكسي...!
- فقالت بهدوء :اعلم ذلك هيا أوصلني الى كفركنا ...؟!
وبدون مبالاة وجد فارس نفسه يسير باتجاهكفر كنا وتناسى انه على موعد هام فكل ما كان يشغل باله هو من تكون صاحبة هذا الصوتالملائكي؟
- وادار بوجهه نحوها وقال :عفوا يا حجة ..!
- وعلى الفور ادارت وجهها نحوه وقالت له: انا مش حجة...
- قال : عفوا ...بقصد شيخه! -
قالت: ومش شيخة كمان..
- قال: اذن متدينة لدرجة كبيرة ؟
- قالت:لا..انا مش متدينة...! -
قال: عفوا ..هل انت مسلمة ؟
- قالت: يمكن...شو هذا بهمك ...!؟
- فقال مستفزا :طيب ليش لابسه هالخمار ؟
- فقالت :انا لابسته لاني لابسته...!!!
- فقال:طيب.. مين انت ؟ -
فردت عليه: انا قدرك يا فارس
... ذهل فارس ..فكيف علمت باسمه ..وبدا يفكرباشياء كثيرة وقال وهو يضحك : - قدري انا ...قولي لي يا قدري مين سلطّك عليّ وحكالكعن اسمي ؟
- فقالت: آه .. انا قدرك انت.. وكيف عرفتاسمك فهذا شغلي انا ...كنك ما بتأمن بالقدر ؟
- فقال: انا ما بأمن باشي ...! -
فقالت: اذا هيك تعلم من اليوم انك تأمنباشياء كثيرة..!
- فقال: لا بأس ساؤمن ...قولي لي ما هو اسمكام ساناديك "انسه " قدرك ام "مدام" قدرك. -
فقالت: قدرك انت ...
- قال: طيب يا قدري انا اكشفي عن وجهك علشأناشوفك؟
- فقالت:علشأن ايش بدك تشوفني ؟
- فقال: مش قلت انك قدري ...بدي اشوف قدريان كان حلو ولأ يا ساتر ؟
- فقالت: ما تخاف ..قدرك حلو كثير ومش ياساتر...ومش راح تشوفني هلأ، راح تشوفني في الوقت المناسب.
- وقال فارس وهو مستفز والفضول يقتله : بدياشوفك هلأ ما دمت بتقولي انك قدري ؟ -
فقالت : وقف السيارة ...اذا بدك تتأكد انيحلوة ...تفضل اكشف عن وجهي وارفع الخمار وراح تشوف...بس أحسن الك ما تعملها هلأ ؟
صمت فارس حائرا مذهولا مترددا بين ان يمديده ليرى ماذا يخفي هذا الخمار ..ايفعل ذلك ام لا.. ولكن يده لم تتحرك ...!! اما صاحبةالصوت الجميل ذات الخمار الاسود فقامت بفتح باب السيارة وخرجت تسير في شوارع كفر كنا..لا احد يرى منها شيئا...وعاد فارس الى الناصرة مسرعا لعله يلحق بالاشخاص الذين ينتظرونهليجدهم قد غادروا المكان...
ابتسم وقال لنفسه : يا لقدري السيء ...لقدخسرت الصفقة..خسرتها لأشباع فضولي بالكشف عن سر هذه الكتلة السوداء وما تخفيه خلف هذاالخمار...
واصل فارس السير في الطرقات يفكر بسر هذهالمرأة وما تخفيه.. ونظر الى حيث كانت تجلس فراى على الكرسي جمجمة بحجم كف اليد وقدزرعت مكان تجويف العينين كرات مطاطية ذات لون احمر كان يشع منها ضوءا باهرا ربما بسببانعكاس الضوء عليهما ...امسك فارس بالجمجمة وقد سرت قشعريرة في جسمه من منظرها وحينمانظر الى الجمجمة كان منظر الفكين اقرب الى الابتسامة...
-ضحك فارس وقال لنفسه : يا لقدري ...جمجمةوتبتسم ... احتار من حاجة هذه المرأة الى هذه الجمجمة ؟ ولماذا تركتها معه ؟ ام انهانسيتها دون قصد ؟ لا بد ان هذا الخمار يخفي قبحا لا مثيل له وهذا واضح بدليل انها تحملجمجمة ...مر يوم وفارس ما يزال يفكر بامر هذه المراة..شعورٌ غريب يشده اليها لا يدريسببه ..!اهو الفضول ام شيء اخر لا يعرفه..!؟
سار فارس بسيارته دون هدف محدد ، ذهب الىكفر كنا حيث نزلت ، فربما يجدها هنا او هناك...ولكن دون جدوى وعندما عاد الى الناصرةرأى نفس المراة تجلس على....
وعندما عاد الى الناصرة رأى نفس المراةتجلس على احد مواقف الباصات...اقترب منها واراد ان يحدثها لكنه كان خائفا من ان تكونهذه المحجبة التي يراها امرأة اخرى ...فكيف يميز ان كانت هي ام شبيهه بها ...وبحركةغير متوقعة اقتربت ذات الخمار الاسود من شباك السيارة..
- وقالت: ليش اتاخرت يا فارس ...انا بستناكمن ساعة ونص...؟
صعدت الى السيارة واغلقت الباب ...وهي مازالت تعاتبه على تاخره وكانها على موعد مسبق معه...بقي فارس صامتا وعلامات الاندهاشوالتعجب تظهر على وجهه والحيرة تعتصره لانه لم يفهم شيئا مما يدور حوله.
- فقالت له :وصلني لحيفا .
- ضحك فارس وقال :بتؤمري بوصلك لحيفا ولوينما بدك ..بس قولي لي يا....
- قاطعته وقالت : ياسمين اسمي ياسمين ، نادينيياسمين.
- فقال : ياسمين قولي لي عن جد كنت بتستنينيولا بتمزحي؟
- فقالت: آه انا كنت بستناك ...انت شو مفكرنيكنت بسوي هون.. بستنا واحد تاني ...على العموم اذا ما بدك تشوفني بنزل هون.
فتحت الباب وهمت بالنزول ، لولا انه اعتذرلها
-وقال : انا بدي اشوفك..بس مش شايف اشي منكغير هالسواد !؟
- فردت عليه غاضبة وقالت: مش مصدقني ...؟قلت الّك انا حلوة.. اقسم بحيات ستي اني حلوة وراح تشوفني في الوقت المناسب.
- رد عليها فارس بصوت غلب عليه الحزن واليأسوقال: ياسمين قولي لي ..هل انت انسانة انا بعرفها وحابة تمزح معي من ورا هالخمار ولأفيّ حدا مسلطك عليّ علشان تجنينيني.
-قالت: لا..انا ما بعرفك وما في حدا سلطّنيعليك ..بس من اللحظة الاولى الّي شفتك فيها صرت قدرك..وبعدها عرفت عنك كل اشي.
- وقال لها : شو قصدك ...؟!
- قاطعته وقالت له :لقد وصلت وعليّ ان اذهب.
غادرت "ياسمين " الغامضة وبداتتسير بالشارع حتى اختفت بين الزحام.. وعيون فارس لم تعد تستطيع ملاحقتها فاخذ بالضحكمستسخفا مما يحدث وقد اتخذ قرارا ان لا يفكر في هذه المرأة الغامضة التي تود فقط انتثير فضوله في لعبة ذكية ..فلا بد ان يكون من ورائها احد ..وعاد الى عمله ليشغل نفسهولكنه فشل في ان يطرد خيالها من مخيلته واخذ يسأل نفسه: ما الذي يشدني الى هذه المقنعةالسوداء؟ هل هو الفضول ام ان اسلوبها المثير قد اثر بي؟
شقت السيارة طريقها من جديد الى الناصرةوما ان وصل فارس حتى بدإ يقوم باتصالاته لترتيب عدة مواعيد لعمله ...بدل التفكير بسخافةهذه المرأة وما ان مرت عدة ساعات واقترب الوقت من منتصف الليل وقرر العودة الى البيتحتى فوجىء بالمرأة "صاحبة الخمار الاسود " تشير بيدها له ليتوقف ...دق قلبفارس بسرعة واصابه شعور غريب لم يعرفه من قبل ...شعور ممزوج بخوف رهيب من المستقبل...وسعادة لرؤيتها ..توقف واقتربت المرأة من السيارة وفتحت الباب ورمت بجسدها الملفوفبالسواد على الكرسي
وقالت :فارس ممكن توصلني لبئر السبع ؟
لم يستطع فارس الاجابة بل وجد نفسه يسيرفي الطريق المؤدية الى بئر السبع دون ان يجادل او يأبه اذ كان عليه العودة الى البيتاواذا كان احدهم بانتظاره ...خيم الصمت لدقائق طويلة عليهما كانت كانها سنوات ...لميتكلم احدهما.. نظر فارس الى المرأة بعد ان استجمع جملة واحدة بعد الذهول الذي اصابهوقال
-: ياسمين انا في حياتي كلها ما عرفت شو هوالحب ...ومش مهم مين بتكوني او مين انتِ ...انا بصراحة حبيتك من اول مرة سمعت صوتكفيها ..ما شفتك وبعرفش مين بتكوني...بس لاول مرة في حياتي بشعر اني مهزوم ، ايوه انامهزوم بحبك.
- وقالت له ساخرة :بعدك ما شفتني وحبيتني..الله يساعدك لما تشوفني شو راح يصير فيك...
-فقال فارس: راح احبك اكثر ..
-فقالت: بصراحة انا كمان مفكرة اني أحبك..وخاصة اني قدرك يا...
- قاطعها فارس وقال : ياسمين عن جد انت مصدقةشو بحكي ؟
- فقالت: آه يا فارس مصدقتك .. ما انا قلتلك من اللحظة الاولى اني انا قدرك.
- فقال :ياسمين مين انت ؟
- فقالت : ما تسال راح تعرف لحالك مين بكون ...
وفي هذه الاثناء مرت السيارة من امام حاجزللشرطة كان بجانب الشارع السريع بين تل ابيب وبئر السبع واشار الشرطي الى سيارة فارسبالتوقف لتجاوزه السرعة...استجاب فارس للنداء وتوقف بجانب الطريق واقترب من النافذةشرطي وطلب من فارس اوراقه الخاصة "الرخصة والتامين ورخصة السيارة " وهّمفارس في اعطاء الاوراق الى الشرطي ..وفي تلك الاثناء طلبت منه ياسمين ان لا يستجيبلطلب الشرطي وان يسير بسرعة ...سار فارس وهو لا يأبه بعواقب ما فعل مع الشرطة ...واخذتياسمين تضحك ولكن ما هي الا لحظات حتى كانت عدة سيارات شرطة تطارد سيارة فارس وتناديعليه بان يتوقف على يمين الطريق ...وجد فارس نفسه في ورطة كبيرة وتوقف رغم ان ياسمينطلبت منه ان لا يهتم بهم .. ونعتها بالجنون وقال لها :انت مجنونة فعلا ..مجنونة وبدكتقتلينا.
احاطت الشرطة بالسيارة بعد ان توقفت واقتربالضابط منها وعلى وجهه علامات الغضب ...وما ان اقترب حتى بادرته ياسمين قائلة :ماذاتريد؟
بدت علامات الذهول على وجه الشرطي وقال:لا شيء ...لا شيء..!
- فقالت له :اذن ابتعد من هنا !!
ابتعد الشرطي وصعد الى السيارة العسكريةدون ان يكلم احدا ...ويبدو ان احد افراد الشرطة اصابه الفضول فاقترب من السيارة هوالاخر ...ولكن ما ان راى ياسمين حتى ابتعد هو الآخر مسرعا وكأن كل منهما قد راى"رئيس دولة" او شيئا مهما او شيئا غريبا ...وبسرعة ادار فارس راسه باتجاهياسمين وراها تحمل بيدها "جمجمة " وراى شعاعا احمر باهتا سرعان ما اختفى، فحرك فارس عينيه من تاثير الشعاع واخذ يفحص بعينيه من اين مصدره ، وهو متاكد من انهرآه ينبعث من تحت النقاب الاسود ...اكمل فارس سيره مذهولا وهو يفكر بما حدث ، وهل انمنظر النقاب هو ما اخاف الشرطة ؟ ام ان الجمجمة ؟ ام ان هناك شيئا اخر ؟ لم يخف علىالمرأة ذات النقاب خوف وذهول فارس فقد كان ذلك باديا على وجهه وعلى حركات يديه وعلىاشعاله السيجارة تلو الاخرى بنهم.
- قالت له :شو فيّ يا فارس ..فّي اشي ؟
-فقال: اللي صار مع الشرطة غريب..؟
- فقالت :وما هو الغريب في الامر ان تسالالشرطي ماذا يريد ...فيقولون لك لا شيء ..هذا يحدث مئة مرة في اليوم ولكن انت مرهقوانا السبب في ذلك ...اسفة ، اسفة يا حبيبي ما كان يجب ان اجعلك تقود هذه المسافة الطويلة ...
وصلت السيارة مدينة بئر السبع وهناك طلبتمنه السير في طريق جانبية ، سار بها فارس اكثر من ساعة ليدب الرعب في قلبه ويزداد الخوفاكثر واكثر كلما اوغل في الطريق وكان هذا الطريق في عزلة عن العالم فلا شيء امامه اوعلى جنبات السيارة سوى الصحراء المظلمة والكتلة السوداء التي تجلس بجانبه واصوات عواءالذئاب يملأ المكان وتزيده رهبة ...تنهدت المراة الغامضة
وقالت : اوقف السيارة ..ها قد وصلنا .
اوقف فارس السيارة وهو لا يرى شيئا يدلعلى عنوان.
- فقال فارس وعلامات الذهول بادية على وجهه:الى اين اني لا ارى سوى الصحراء المظلمة؟ الى اين هل تمزحين ؟
- قالت :كلا انا لا امزح سنسير على الاقداموبعد دقائق سنصل...
- قال :على الاقدام هل انت مجنونة ؟
- قالت :هل انت خائف ؟
- قال :نعم انا خائف ، وهل يوجد عاقل يوافقعلى السير في هذه الاماكن ولو عدة امتار ؟
- قالت :لا مكان للحب والخوف معا اما ان يقضيالحب على الخوف واما العكس فان اردت ان ازيل الخمار لتراني فتعال معي ، واعدك بانكستسعد طوال حياتك.
- قال :وما ادراني ماذا سيكون تحت هذا الخمار؟
- قالت :تعال وستعرف بنفسك ...!!
- قال :اني خائف ...
عفوا ...هل تستطيع ان توصلني الى كفر كنا؟
ابتسم فارس وقال :عفوا ..ربما اخطأت انالست سائق تاكسي...!
- فقالت بهدوء :اعلم ذلك هيا أوصلني الى كفركنا ...؟!
وبدون مبالاة وجد فارس نفسه يسير باتجاهكفر كنا وتناسى انه على موعد هام فكل ما كان يشغل باله هو من تكون صاحبة هذا الصوتالملائكي؟
- وادار بوجهه نحوها وقال :عفوا يا حجة ..!
- وعلى الفور ادارت وجهها نحوه وقالت له: انا مش حجة...
- قال : عفوا ...بقصد شيخه! -
قالت: ومش شيخة كمان..
- قال: اذن متدينة لدرجة كبيرة ؟
- قالت:لا..انا مش متدينة...! -
قال: عفوا ..هل انت مسلمة ؟
- قالت: يمكن...شو هذا بهمك ...!؟
- فقال مستفزا :طيب ليش لابسه هالخمار ؟
- فقالت :انا لابسته لاني لابسته...!!!
- فقال:طيب.. مين انت ؟ -
فردت عليه: انا قدرك يا فارس
... ذهل فارس ..فكيف علمت باسمه ..وبدا يفكرباشياء كثيرة وقال وهو يضحك : - قدري انا ...قولي لي يا قدري مين سلطّك عليّ وحكالكعن اسمي ؟
- فقالت: آه .. انا قدرك انت.. وكيف عرفتاسمك فهذا شغلي انا ...كنك ما بتأمن بالقدر ؟
- فقال: انا ما بأمن باشي ...! -
فقالت: اذا هيك تعلم من اليوم انك تأمنباشياء كثيرة..!
- فقال: لا بأس ساؤمن ...قولي لي ما هو اسمكام ساناديك "انسه " قدرك ام "مدام" قدرك. -
فقالت: قدرك انت ...
- قال: طيب يا قدري انا اكشفي عن وجهك علشأناشوفك؟
- فقالت:علشأن ايش بدك تشوفني ؟
- فقال: مش قلت انك قدري ...بدي اشوف قدريان كان حلو ولأ يا ساتر ؟
- فقالت: ما تخاف ..قدرك حلو كثير ومش ياساتر...ومش راح تشوفني هلأ، راح تشوفني في الوقت المناسب.
- وقال فارس وهو مستفز والفضول يقتله : بدياشوفك هلأ ما دمت بتقولي انك قدري ؟ -
فقالت : وقف السيارة ...اذا بدك تتأكد انيحلوة ...تفضل اكشف عن وجهي وارفع الخمار وراح تشوف...بس أحسن الك ما تعملها هلأ ؟
صمت فارس حائرا مذهولا مترددا بين ان يمديده ليرى ماذا يخفي هذا الخمار ..ايفعل ذلك ام لا.. ولكن يده لم تتحرك ...!! اما صاحبةالصوت الجميل ذات الخمار الاسود فقامت بفتح باب السيارة وخرجت تسير في شوارع كفر كنا..لا احد يرى منها شيئا...وعاد فارس الى الناصرة مسرعا لعله يلحق بالاشخاص الذين ينتظرونهليجدهم قد غادروا المكان...
ابتسم وقال لنفسه : يا لقدري السيء ...لقدخسرت الصفقة..خسرتها لأشباع فضولي بالكشف عن سر هذه الكتلة السوداء وما تخفيه خلف هذاالخمار...
واصل فارس السير في الطرقات يفكر بسر هذهالمرأة وما تخفيه.. ونظر الى حيث كانت تجلس فراى على الكرسي جمجمة بحجم كف اليد وقدزرعت مكان تجويف العينين كرات مطاطية ذات لون احمر كان يشع منها ضوءا باهرا ربما بسببانعكاس الضوء عليهما ...امسك فارس بالجمجمة وقد سرت قشعريرة في جسمه من منظرها وحينمانظر الى الجمجمة كان منظر الفكين اقرب الى الابتسامة...
-ضحك فارس وقال لنفسه : يا لقدري ...جمجمةوتبتسم ... احتار من حاجة هذه المرأة الى هذه الجمجمة ؟ ولماذا تركتها معه ؟ ام انهانسيتها دون قصد ؟ لا بد ان هذا الخمار يخفي قبحا لا مثيل له وهذا واضح بدليل انها تحملجمجمة ...مر يوم وفارس ما يزال يفكر بامر هذه المراة..شعورٌ غريب يشده اليها لا يدريسببه ..!اهو الفضول ام شيء اخر لا يعرفه..!؟
سار فارس بسيارته دون هدف محدد ، ذهب الىكفر كنا حيث نزلت ، فربما يجدها هنا او هناك...ولكن دون جدوى وعندما عاد الى الناصرةرأى نفس المراة تجلس على....
وعندما عاد الى الناصرة رأى نفس المراةتجلس على احد مواقف الباصات...اقترب منها واراد ان يحدثها لكنه كان خائفا من ان تكونهذه المحجبة التي يراها امرأة اخرى ...فكيف يميز ان كانت هي ام شبيهه بها ...وبحركةغير متوقعة اقتربت ذات الخمار الاسود من شباك السيارة..
- وقالت: ليش اتاخرت يا فارس ...انا بستناكمن ساعة ونص...؟
صعدت الى السيارة واغلقت الباب ...وهي مازالت تعاتبه على تاخره وكانها على موعد مسبق معه...بقي فارس صامتا وعلامات الاندهاشوالتعجب تظهر على وجهه والحيرة تعتصره لانه لم يفهم شيئا مما يدور حوله.
- فقالت له :وصلني لحيفا .
- ضحك فارس وقال :بتؤمري بوصلك لحيفا ولوينما بدك ..بس قولي لي يا....
- قاطعته وقالت : ياسمين اسمي ياسمين ، نادينيياسمين.
- فقال : ياسمين قولي لي عن جد كنت بتستنينيولا بتمزحي؟
- فقالت: آه انا كنت بستناك ...انت شو مفكرنيكنت بسوي هون.. بستنا واحد تاني ...على العموم اذا ما بدك تشوفني بنزل هون.
فتحت الباب وهمت بالنزول ، لولا انه اعتذرلها
-وقال : انا بدي اشوفك..بس مش شايف اشي منكغير هالسواد !؟
- فردت عليه غاضبة وقالت: مش مصدقني ...؟قلت الّك انا حلوة.. اقسم بحيات ستي اني حلوة وراح تشوفني في الوقت المناسب.
- رد عليها فارس بصوت غلب عليه الحزن واليأسوقال: ياسمين قولي لي ..هل انت انسانة انا بعرفها وحابة تمزح معي من ورا هالخمار ولأفيّ حدا مسلطك عليّ علشان تجنينيني.
-قالت: لا..انا ما بعرفك وما في حدا سلطّنيعليك ..بس من اللحظة الاولى الّي شفتك فيها صرت قدرك..وبعدها عرفت عنك كل اشي.
- وقال لها : شو قصدك ...؟!
- قاطعته وقالت له :لقد وصلت وعليّ ان اذهب.
غادرت "ياسمين " الغامضة وبداتتسير بالشارع حتى اختفت بين الزحام.. وعيون فارس لم تعد تستطيع ملاحقتها فاخذ بالضحكمستسخفا مما يحدث وقد اتخذ قرارا ان لا يفكر في هذه المرأة الغامضة التي تود فقط انتثير فضوله في لعبة ذكية ..فلا بد ان يكون من ورائها احد ..وعاد الى عمله ليشغل نفسهولكنه فشل في ان يطرد خيالها من مخيلته واخذ يسأل نفسه: ما الذي يشدني الى هذه المقنعةالسوداء؟ هل هو الفضول ام ان اسلوبها المثير قد اثر بي؟
شقت السيارة طريقها من جديد الى الناصرةوما ان وصل فارس حتى بدإ يقوم باتصالاته لترتيب عدة مواعيد لعمله ...بدل التفكير بسخافةهذه المرأة وما ان مرت عدة ساعات واقترب الوقت من منتصف الليل وقرر العودة الى البيتحتى فوجىء بالمرأة "صاحبة الخمار الاسود " تشير بيدها له ليتوقف ...دق قلبفارس بسرعة واصابه شعور غريب لم يعرفه من قبل ...شعور ممزوج بخوف رهيب من المستقبل...وسعادة لرؤيتها ..توقف واقتربت المرأة من السيارة وفتحت الباب ورمت بجسدها الملفوفبالسواد على الكرسي
وقالت :فارس ممكن توصلني لبئر السبع ؟
لم يستطع فارس الاجابة بل وجد نفسه يسيرفي الطريق المؤدية الى بئر السبع دون ان يجادل او يأبه اذ كان عليه العودة الى البيتاواذا كان احدهم بانتظاره ...خيم الصمت لدقائق طويلة عليهما كانت كانها سنوات ...لميتكلم احدهما.. نظر فارس الى المرأة بعد ان استجمع جملة واحدة بعد الذهول الذي اصابهوقال
-: ياسمين انا في حياتي كلها ما عرفت شو هوالحب ...ومش مهم مين بتكوني او مين انتِ ...انا بصراحة حبيتك من اول مرة سمعت صوتكفيها ..ما شفتك وبعرفش مين بتكوني...بس لاول مرة في حياتي بشعر اني مهزوم ، ايوه انامهزوم بحبك.
- وقالت له ساخرة :بعدك ما شفتني وحبيتني..الله يساعدك لما تشوفني شو راح يصير فيك...
-فقال فارس: راح احبك اكثر ..
-فقالت: بصراحة انا كمان مفكرة اني أحبك..وخاصة اني قدرك يا...
- قاطعها فارس وقال : ياسمين عن جد انت مصدقةشو بحكي ؟
- فقالت: آه يا فارس مصدقتك .. ما انا قلتلك من اللحظة الاولى اني انا قدرك.
- فقال :ياسمين مين انت ؟
- فقالت : ما تسال راح تعرف لحالك مين بكون ...
وفي هذه الاثناء مرت السيارة من امام حاجزللشرطة كان بجانب الشارع السريع بين تل ابيب وبئر السبع واشار الشرطي الى سيارة فارسبالتوقف لتجاوزه السرعة...استجاب فارس للنداء وتوقف بجانب الطريق واقترب من النافذةشرطي وطلب من فارس اوراقه الخاصة "الرخصة والتامين ورخصة السيارة " وهّمفارس في اعطاء الاوراق الى الشرطي ..وفي تلك الاثناء طلبت منه ياسمين ان لا يستجيبلطلب الشرطي وان يسير بسرعة ...سار فارس وهو لا يأبه بعواقب ما فعل مع الشرطة ...واخذتياسمين تضحك ولكن ما هي الا لحظات حتى كانت عدة سيارات شرطة تطارد سيارة فارس وتناديعليه بان يتوقف على يمين الطريق ...وجد فارس نفسه في ورطة كبيرة وتوقف رغم ان ياسمينطلبت منه ان لا يهتم بهم .. ونعتها بالجنون وقال لها :انت مجنونة فعلا ..مجنونة وبدكتقتلينا.
احاطت الشرطة بالسيارة بعد ان توقفت واقتربالضابط منها وعلى وجهه علامات الغضب ...وما ان اقترب حتى بادرته ياسمين قائلة :ماذاتريد؟
بدت علامات الذهول على وجه الشرطي وقال:لا شيء ...لا شيء..!
- فقالت له :اذن ابتعد من هنا !!
ابتعد الشرطي وصعد الى السيارة العسكريةدون ان يكلم احدا ...ويبدو ان احد افراد الشرطة اصابه الفضول فاقترب من السيارة هوالاخر ...ولكن ما ان راى ياسمين حتى ابتعد هو الآخر مسرعا وكأن كل منهما قد راى"رئيس دولة" او شيئا مهما او شيئا غريبا ...وبسرعة ادار فارس راسه باتجاهياسمين وراها تحمل بيدها "جمجمة " وراى شعاعا احمر باهتا سرعان ما اختفى، فحرك فارس عينيه من تاثير الشعاع واخذ يفحص بعينيه من اين مصدره ، وهو متاكد من انهرآه ينبعث من تحت النقاب الاسود ...اكمل فارس سيره مذهولا وهو يفكر بما حدث ، وهل انمنظر النقاب هو ما اخاف الشرطة ؟ ام ان الجمجمة ؟ ام ان هناك شيئا اخر ؟ لم يخف علىالمرأة ذات النقاب خوف وذهول فارس فقد كان ذلك باديا على وجهه وعلى حركات يديه وعلىاشعاله السيجارة تلو الاخرى بنهم.
- قالت له :شو فيّ يا فارس ..فّي اشي ؟
-فقال: اللي صار مع الشرطة غريب..؟
- فقالت :وما هو الغريب في الامر ان تسالالشرطي ماذا يريد ...فيقولون لك لا شيء ..هذا يحدث مئة مرة في اليوم ولكن انت مرهقوانا السبب في ذلك ...اسفة ، اسفة يا حبيبي ما كان يجب ان اجعلك تقود هذه المسافة الطويلة ...
وصلت السيارة مدينة بئر السبع وهناك طلبتمنه السير في طريق جانبية ، سار بها فارس اكثر من ساعة ليدب الرعب في قلبه ويزداد الخوفاكثر واكثر كلما اوغل في الطريق وكان هذا الطريق في عزلة عن العالم فلا شيء امامه اوعلى جنبات السيارة سوى الصحراء المظلمة والكتلة السوداء التي تجلس بجانبه واصوات عواءالذئاب يملأ المكان وتزيده رهبة ...تنهدت المراة الغامضة
وقالت : اوقف السيارة ..ها قد وصلنا .
اوقف فارس السيارة وهو لا يرى شيئا يدلعلى عنوان.
- فقال فارس وعلامات الذهول بادية على وجهه:الى اين اني لا ارى سوى الصحراء المظلمة؟ الى اين هل تمزحين ؟
- قالت :كلا انا لا امزح سنسير على الاقداموبعد دقائق سنصل...
- قال :على الاقدام هل انت مجنونة ؟
- قالت :هل انت خائف ؟
- قال :نعم انا خائف ، وهل يوجد عاقل يوافقعلى السير في هذه الاماكن ولو عدة امتار ؟
- قالت :لا مكان للحب والخوف معا اما ان يقضيالحب على الخوف واما العكس فان اردت ان ازيل الخمار لتراني فتعال معي ، واعدك بانكستسعد طوال حياتك.
- قال :وما ادراني ماذا سيكون تحت هذا الخمار؟
- قالت :تعال وستعرف بنفسك ...!!
- قال :اني خائف ...
- قالت :اني ذاهبة وانت عد من حيث اتيت ان استطعت او الحق بي ، ولكن بسرعة ولاتتأخر حتى لا تتوه في هذه الصحراء طوال حياتك
lili- مشرف
- زقم العضويه : 27
عدد المساهمات : 1136
نقاظ : 7419
السٌّمعَة : 28
تاريخ التسجيل : 25/01/2010
العمر : 47
- مساهمة رقم 2
رد: قصه فارس وامراه
الحلقة الثالثة
وسارت تشق طريقها في الظلام وفي عتمة الصحراء، وكلما سارت خطوة شعر فارس بان روحه تبتعد عن جسده ...واختفت ياسمين المرأة الغامضة...ود فارس لو انه يقفز من السيارة ليلحق بها ولكن الخوف كان يمنعه ...فهو لا يعي حقيقةما يجري وسرعان ما افاق فارس من ذهوله ليشعر بخوف كبير ممزوج بالحزن والآسى والاحباطخوفا من هذه المرأة الغامضة التي تعلقت روحه بها بصورة غريبة وبقوة لم يعهده من قبل...وخوفه ان لا تعود من جديد وان لا يراها على الرغم من انه لم يرها فعلا ...لم يعرفالا صوتها الآتي من خلف الخمار الاسود ..كأن خوف فارس الاكبر من المجهول الذي تقودهاليه هذه المرأة الغامضة المسماة "ياسمين"...
وفي وسط تردده وخوفه من ان يلحق بها اولا يلحق ، بدأ يسمع عواء ذئاب آت من بعيد، تعالى صوت العواء اكثر واكثر ، ازداد صوتالعواء وتكاثر واخذ الصوت يقترب ...ادار فارس محرك السيارة ليهرب من المكان بسرعة لشعوربالخطر الذي يترقبه ...وصوت الذئاب يحيط به من كل جانب ...
ابت السيارة ان تتحرك..وحاول مرة اخرى ولكندون جدوى فمحرك السيارة لا يعمل وكأن خللا قد حل بها ، وبحركة لاشعورية وسريعة اغلقفارس نوافذ السيارة واحكم اغلاق الابواب واخذ يترقب وصول الذئاب اليه وهو يتساءل :هل تستطيع الذئاب كسر الزجاج والدخول الى السيارة ؟ وهل سأتحول الى وجبة عشاء لذيذةللذئاب ؟!!وماذا سأفعل ؟؟ وكيف سأتصدى لها ؟؟ كم يبلغ عددها ؟؟ لا بد انها عشرات الذئاب
الصوت يدل على ذلك ...الصوت قريب جدا وعلىبعد مترين او ثلاثة امتار على الاكثر ...ولكن لماذا لم تقترب من السيارة...؟ لا بدانها تعلم بانه من الصعب اقتحام السيارة فهي ستنتظر خروجي من السيارة لأصبح لها هدفاسهلا ...يا لغباء الذئاب ...هل تتوقع ان اخرج من السيارة واقدم نفسي لها بهذه السهولة...واخذ فارس يلتفت تارة الى الخلف وتارة الى الامام ...شمالا ويمينا ليرى ان كانت الذئابقد هجمت ...وفي وسط هذا الخوف الرهيب من الموت الشنيع الذي يحيط به من كل جانب تذكر(ياسمين الغامضة ) وتمتم وقال :لعنه الله على ............."الله يسامحك يا ياسمينعلى ما فعلت".
فرك فارس عينيه واخذ يحملق في الافق لتعودالطمأنينةالى قلبه بعد ان راى خيوط النور تشق طريقها وسط الظلام معلنة عن بدء شروقالشمس وعن الفرج القريب لخلاص فارس من "الموت "ومع انتشار النور تلاشى صوتالذئاب التي لم يرها .. نظر فارس حوله ليرى نفسه وسط صحراء جرداء قاحلة ...وعلى مدىنظره لا يرى أي اثر يدل على وجود حياة او بشر ...ازداد فضول فارس حول المكان الذي ذهبتاليه ياسمين
...فتح باب السيارة واخذ يسير في نفس الاتجاهالذي سارت فيه ياسمين ، وبدأ يحدث نفسه ويقول :لا بد انها قريبة من هنا ، فهي قالتان المكان الذي سنذهب اليه على بعد عدة دقائق فقط.. نظر فارس حوله بكل الاتجاهات وايقنانه لو سار عدة ساعات فلن يصل الى أي مكان ...فنظر الى الارض وراى اثار خطواته علىالرمال ، فاخذ يبحث عن أي اثر لخطوات ياسمين الغامضة ولكنه لم ير أي اثر ، فقرر انيعود الى السيارة ليصلحها ويعود ادراجه الى الناصرة بعد ان يأس من وجود أي امل يدلهعلى ياسمين ذات الخمار ، وفي طريقه الى السيارة لمح عن بعد شيئا يثير الانتباه في وسطالرمال فسار نحوه لدقائق وما ان وصله واقترب حتى دبت القشعريرة في جسمه فقد راى قبراقديما يدل شكله على انه موجود منذ مئات السنوات وكان لون حجارته عبارة عن مزيج من الاسودوالبني ولون الغبار المتراكم عليه...
فتساءل فارس بينه وبين نفسه :يا ترى ماهي حكاية هذا القبر؟؟ولمن هو ؟ لماذا هو في هذا المكان بالذات ؟..لا بد ان من بناهاحتاج الى وقت طويل ..حتى يبنيه بهذه الطريقة البارعة ؟...ولكن لماذا؟.. وبدأت عشراتالاسئلة تدور في ذهن فارس ولكن دون اجوبة ...وبالرغم من الخوف الذي كان يراوده الاانه وضع يده على القبر ليتحسسه ، ورفع يده التي التصق الغبار بها ، وشعر فارس ان علىالقبر كتابة معينة فاخذ يزيل الغبار عن القبر لعله يستطيع قراءة الكلمات المكتوبة ،فدبت بجسمه قشعريرة الموت والخوف...حينما قرأ
.. افتح القبر لا مكان للحب والشك معا .. اماان يقضي الحب على الشك واما ان يقضي الشك على الحب (افتح القبر وسترى ما يسعدك ) وماان قرأ فارس الكلمات المكتوبة على القبر حتى اخذ يهرول مسرعا الى السيارة وهو يتمتم: يا الهي...ماذا يوجد داخل هذا القبر ومن هو الشخص الذي دفن فيه ..ومن يكون صاحبه؟!
فتح فارس بوابة السيارة وادار المفتاح وتحركبسرعة وهو ما زال يتمتم : ياالهي من يكون صاحب القبر ...من يكون ؟ وتذكر فارس ان السيارةالتي كانت معطلة بالامس اشتغلت الان ...واخذت السيارة تشق طريقها بسرعة جنونية الىالناصرة ...هدأ روع فارس فابطءالسرعة واخذ يكلم نفسه بصوت مسموع : لن ادع هذه المراةتلعب في حياتي ..انا لم ارها ولم اسمع سوى صوتها ولا ادري من تكون ...لماذا اوهمت نفسيباني احبها ولماذا اتركها تتلاعب في مصيري ...اقسم بالله وبكل شيء عزيز باني لا اريدهاولهذا لن افكر فيها حتى لو جاءت ولتكن من تكون ، فهي لا شيء ...لا شيء ..ولن ادع خيالييصنع منها شيئا.
عادت الثقة لنفس فارس وعاد الى حياته الطبيعيةليمارس العمل والنجاح بعيدا عن الاوهام وبالرغم من نجاح فارس في قدرته على طرد (ياسمينالمرأة ذات الخمار) من عقله وافكاره ، الا انه ادرك ان الحياة لم تعد مثل السابق وانهغير قادر على الخلاص من شعور الآسى والحزن لفقدانه شيئا مهما في حياته
وأخذ يحدث نفسه قائلا: يا رب ...ما الذييربطني بهذه المرأة الغريبة ؟ هل هو الحب ؟ فانا لا اؤمن بالحب... ولن اؤمن به ...وانكان هناك حب فلماذا لم اعرفه من قبل...؟ لماذا هي ؟ فانا اعرف عشرات الفتيات الجميلات، لماذا هي وانا لم ارها ولا اعرف ما هو شكلها ؟ سوداء ، بيضاء ، شقراء ، قبيحة اوجميلة...
لماذا اربط نفسي بامرأة الخمار والقبوروالجماجم والذئاب والصحراء، والخوف والجنون ..؟ لماذا؟ وما الذي يجبرني على ذلك ، ايحب هذا ، لا بد انه الفضول ، ولكن منذ اللحظة الاولى اشعر بهذا الشعور ...يا الهي هلهو الحب؟! هل الحب مجنون لهذه الدرجة ، ام انها لعنة علقت بها لتدمر حياتي ، كلا لنادعها ...لن افكر فيها ...كفاني جنونا وغباءا وضعفا ...كفى ! سار فارس في شوارع الناصرة، مرة يشعر بالفرح والثقة لخلاصه منها وتارة يشعر بالحزن والاحباط لفقدانه اياها ...
وفجاة لمح فارس في اخر الشارع عن بعد امرأةترتدي السواد والخمار وتسير في الشارع مبتعدة ...خفق قلب فارس بقوة ولم يتمالك نفسهفاخذ يسير خلفها بسرعة ليلحق بها وكأن هناك قوة تسيره نحوها دون ارادته...اقترب فارسولم تعد تفصله عنها سوى عشرة امتار او اقل ، ودخلت ذات الخمار الى احد المحلات التجاريةفي الشارع ووقف فارس ينتظر خروجها..
وبنفس اللحظة كانت هناك يد تربت على كتفهوبصوت جميل هادىء يقول له :اثقل يا مجنون ...
فتلفت فارس الى الخلف نحو مصدر الصوت فرأى(ياسمين ذات الخمار الاسود ) واقفة تضحك .
-فقال فارس :ياسمين حبيبتي ، اين كنت ؟ ايناختفيت ...؟ اين ذهبت ..؟ لماذا لم تأت ...؟ انا احبك ولا حياة لي بدونك ...لا استطيعان احيا بدون سماع صوتك او ان أراك ...مع انني لا ارى سوى الخمار ...ارجوك ارحميني .
- قالت ياسمين ذات الخمار : فارس لماذا تسيرخلف هذه المرأة ... من اين تعرفها ، وماذا تريد منها؟..انت كاذب انت لا تحبني ...وانكنت تحبني فلماذا تسير خلف امرأة اخرى... -
قال فارس :ياسمين ، حبيبتي اعتقدت انهاانت ، خاصة وانها تشبهك في الاسود والخمار. -
قالت ياسمين :لا يا حبيبي ، انا احلى منهابكثير ، وشو جاب لجاب ، انا يا حبيبي ما في واحدة احلى مني.
-قال فارس :ياسمين بدك تجننيني ، هو اناشايفك ولأ شايفها ، هو في حد بقدر يشوف من تحت هالعبايه والخمار ...فانا يا دوب سامعصوتك ...كيف بدي اعرف ان كنت احلى منها واللى هي احلى منك ...يالله ان كنت واثقة منجمالك ارفعي الخمار علشان اشوفك. -
ضحكت ياسمين وقالت :انا موافقة على رفعالخمار ، وهلأ بتشوف اني احلى من كل بنات الناصرة ...واحلى من البنت اللي انت لاحقهاكمان ...بس بشرط اول بتنادي عليها وبتخليها ترفع الخمار وبتشوفها، تفضل ادخل المحلوراها وشوفها...
-قال فارس :شو القصة بهذه البساطة ...بدكادخل واقول لواحدة متدينة بالله ارفعي الخمار ، علشان اشوف وجهك ...شو المناسبة...ولأ بدك اتبهدل ؟
-فقالت ياسمين :شو هي احسن مني ، شو بتفكرني...ولأ بس بدك...
-فقال :حبيبتي انا بحبك ومن حقي اشوفك وأماهي ما بتهمني ، ليش اشوفها.
-فقالت :لقد قلت لك اني جميلة جدا ...واللهالعظيم انا حلوة كثير ..بدك اوصفلك نفسي ...انا شعري طويل وناعم ، وعيوني وساع ، وبشرتي ...
قاطعها فارس وقال :ياسمين انا ما بيهمنيان كنت جميلة ولا لأ ، وعلى فكرة ما فّي واحدة بتقول عن حالها مش حلوة.
-فقالت :انا حلوة، صدقني وما تستعجل الامور، وستفخر بي فانا عندما رايتك لاول مرة قررت ان اختار نفسي زوجة لك ..."ولأ انتمش واثق بذوقي".
-ضحك فارس بصوت عال وقال ساخرا :انت اخترتنفسك زوجة لي ، جميل انا موافق ...هيا بنا اذن نتزوج...
-فقالت :لكن يجب ان تصبر بضعة اسابيع حتىانهي بعض المشاكل العائلية ومن ثم نتزوج فورا ان وافق اهلي او لم يوافقوا ولكن الاهممن ذلك يجب ان اتاكد بانك تحبني فعلا ...والان هيا تعال اوصلني ...
-فقال فارس ساخرا : والى اين هذه المرة تريدينان اوصلك ...الى صحراء سيناء ام الى جنوب لبنان ؟
-فقالت ياسمين بنبرة حزينة :اسفة ...انااسفة اللي طلبت منك توصلني. وسارت مسرعة واختفت وسط الزحام وفارس خلفها يناديها ولكنهلم يستطع اللحاق بها...
عاد فارس سائرا الى سيارته وهو حزين وخائفمن ان تكون ياسمين قد غضبت وان لا تعود من جديد ...جلس فارس في سيارته وهو لا يدريماذا يفعل وفي لحظة رأى ياسمين ذات الخمار تقترب من السيارة -
وتقول له :انا اسفة اللي دخلت في حياتك...خلص هذه اخر مرة بتشوفني فيها . وهمت ياسمين بالذهاب لولا ان فارس امسك بها واصرعلى ان تركب السيارة، وقال لها : حبيبتي انا بمزح معك لا اكثر ، والله لو طلبت منياوصلك الى اخر نقطة في العالم لفعلت ، فلا تكوني مزاجية لهذه الدرجة ...والان اين تريدينان اوصلك ؟
فهزت المرأة الغامضة راسها وقالت :اوصلنيالى طبريا.
فتحرك فارس باتجاه طبريا وقال لها :ياسمينما حكاية تحركك من مكان الى اخر وفي اوقات مختلفة وما حكاية القبور والجماجم؟ -
فقالت غاضبة :اية قبور ...وما دخلي انابالقبور ، وعن اية جماجم تتكلم ، اين هي الجماجم ؟
فمد فارس يده الى جيب السيارة وفتحه واخرجمنه الجمجمة الصغيرة وقال:
وسارت تشق طريقها في الظلام وفي عتمة الصحراء، وكلما سارت خطوة شعر فارس بان روحه تبتعد عن جسده ...واختفت ياسمين المرأة الغامضة...ود فارس لو انه يقفز من السيارة ليلحق بها ولكن الخوف كان يمنعه ...فهو لا يعي حقيقةما يجري وسرعان ما افاق فارس من ذهوله ليشعر بخوف كبير ممزوج بالحزن والآسى والاحباطخوفا من هذه المرأة الغامضة التي تعلقت روحه بها بصورة غريبة وبقوة لم يعهده من قبل...وخوفه ان لا تعود من جديد وان لا يراها على الرغم من انه لم يرها فعلا ...لم يعرفالا صوتها الآتي من خلف الخمار الاسود ..كأن خوف فارس الاكبر من المجهول الذي تقودهاليه هذه المرأة الغامضة المسماة "ياسمين"...
وفي وسط تردده وخوفه من ان يلحق بها اولا يلحق ، بدأ يسمع عواء ذئاب آت من بعيد، تعالى صوت العواء اكثر واكثر ، ازداد صوتالعواء وتكاثر واخذ الصوت يقترب ...ادار فارس محرك السيارة ليهرب من المكان بسرعة لشعوربالخطر الذي يترقبه ...وصوت الذئاب يحيط به من كل جانب ...
ابت السيارة ان تتحرك..وحاول مرة اخرى ولكندون جدوى فمحرك السيارة لا يعمل وكأن خللا قد حل بها ، وبحركة لاشعورية وسريعة اغلقفارس نوافذ السيارة واحكم اغلاق الابواب واخذ يترقب وصول الذئاب اليه وهو يتساءل :هل تستطيع الذئاب كسر الزجاج والدخول الى السيارة ؟ وهل سأتحول الى وجبة عشاء لذيذةللذئاب ؟!!وماذا سأفعل ؟؟ وكيف سأتصدى لها ؟؟ كم يبلغ عددها ؟؟ لا بد انها عشرات الذئاب
الصوت يدل على ذلك ...الصوت قريب جدا وعلىبعد مترين او ثلاثة امتار على الاكثر ...ولكن لماذا لم تقترب من السيارة...؟ لا بدانها تعلم بانه من الصعب اقتحام السيارة فهي ستنتظر خروجي من السيارة لأصبح لها هدفاسهلا ...يا لغباء الذئاب ...هل تتوقع ان اخرج من السيارة واقدم نفسي لها بهذه السهولة...واخذ فارس يلتفت تارة الى الخلف وتارة الى الامام ...شمالا ويمينا ليرى ان كانت الذئابقد هجمت ...وفي وسط هذا الخوف الرهيب من الموت الشنيع الذي يحيط به من كل جانب تذكر(ياسمين الغامضة ) وتمتم وقال :لعنه الله على ............."الله يسامحك يا ياسمينعلى ما فعلت".
فرك فارس عينيه واخذ يحملق في الافق لتعودالطمأنينةالى قلبه بعد ان راى خيوط النور تشق طريقها وسط الظلام معلنة عن بدء شروقالشمس وعن الفرج القريب لخلاص فارس من "الموت "ومع انتشار النور تلاشى صوتالذئاب التي لم يرها .. نظر فارس حوله ليرى نفسه وسط صحراء جرداء قاحلة ...وعلى مدىنظره لا يرى أي اثر يدل على وجود حياة او بشر ...ازداد فضول فارس حول المكان الذي ذهبتاليه ياسمين
...فتح باب السيارة واخذ يسير في نفس الاتجاهالذي سارت فيه ياسمين ، وبدأ يحدث نفسه ويقول :لا بد انها قريبة من هنا ، فهي قالتان المكان الذي سنذهب اليه على بعد عدة دقائق فقط.. نظر فارس حوله بكل الاتجاهات وايقنانه لو سار عدة ساعات فلن يصل الى أي مكان ...فنظر الى الارض وراى اثار خطواته علىالرمال ، فاخذ يبحث عن أي اثر لخطوات ياسمين الغامضة ولكنه لم ير أي اثر ، فقرر انيعود الى السيارة ليصلحها ويعود ادراجه الى الناصرة بعد ان يأس من وجود أي امل يدلهعلى ياسمين ذات الخمار ، وفي طريقه الى السيارة لمح عن بعد شيئا يثير الانتباه في وسطالرمال فسار نحوه لدقائق وما ان وصله واقترب حتى دبت القشعريرة في جسمه فقد راى قبراقديما يدل شكله على انه موجود منذ مئات السنوات وكان لون حجارته عبارة عن مزيج من الاسودوالبني ولون الغبار المتراكم عليه...
فتساءل فارس بينه وبين نفسه :يا ترى ماهي حكاية هذا القبر؟؟ولمن هو ؟ لماذا هو في هذا المكان بالذات ؟..لا بد ان من بناهاحتاج الى وقت طويل ..حتى يبنيه بهذه الطريقة البارعة ؟...ولكن لماذا؟.. وبدأت عشراتالاسئلة تدور في ذهن فارس ولكن دون اجوبة ...وبالرغم من الخوف الذي كان يراوده الاانه وضع يده على القبر ليتحسسه ، ورفع يده التي التصق الغبار بها ، وشعر فارس ان علىالقبر كتابة معينة فاخذ يزيل الغبار عن القبر لعله يستطيع قراءة الكلمات المكتوبة ،فدبت بجسمه قشعريرة الموت والخوف...حينما قرأ
.. افتح القبر لا مكان للحب والشك معا .. اماان يقضي الحب على الشك واما ان يقضي الشك على الحب (افتح القبر وسترى ما يسعدك ) وماان قرأ فارس الكلمات المكتوبة على القبر حتى اخذ يهرول مسرعا الى السيارة وهو يتمتم: يا الهي...ماذا يوجد داخل هذا القبر ومن هو الشخص الذي دفن فيه ..ومن يكون صاحبه؟!
فتح فارس بوابة السيارة وادار المفتاح وتحركبسرعة وهو ما زال يتمتم : ياالهي من يكون صاحب القبر ...من يكون ؟ وتذكر فارس ان السيارةالتي كانت معطلة بالامس اشتغلت الان ...واخذت السيارة تشق طريقها بسرعة جنونية الىالناصرة ...هدأ روع فارس فابطءالسرعة واخذ يكلم نفسه بصوت مسموع : لن ادع هذه المراةتلعب في حياتي ..انا لم ارها ولم اسمع سوى صوتها ولا ادري من تكون ...لماذا اوهمت نفسيباني احبها ولماذا اتركها تتلاعب في مصيري ...اقسم بالله وبكل شيء عزيز باني لا اريدهاولهذا لن افكر فيها حتى لو جاءت ولتكن من تكون ، فهي لا شيء ...لا شيء ..ولن ادع خيالييصنع منها شيئا.
عادت الثقة لنفس فارس وعاد الى حياته الطبيعيةليمارس العمل والنجاح بعيدا عن الاوهام وبالرغم من نجاح فارس في قدرته على طرد (ياسمينالمرأة ذات الخمار) من عقله وافكاره ، الا انه ادرك ان الحياة لم تعد مثل السابق وانهغير قادر على الخلاص من شعور الآسى والحزن لفقدانه شيئا مهما في حياته
وأخذ يحدث نفسه قائلا: يا رب ...ما الذييربطني بهذه المرأة الغريبة ؟ هل هو الحب ؟ فانا لا اؤمن بالحب... ولن اؤمن به ...وانكان هناك حب فلماذا لم اعرفه من قبل...؟ لماذا هي ؟ فانا اعرف عشرات الفتيات الجميلات، لماذا هي وانا لم ارها ولا اعرف ما هو شكلها ؟ سوداء ، بيضاء ، شقراء ، قبيحة اوجميلة...
لماذا اربط نفسي بامرأة الخمار والقبوروالجماجم والذئاب والصحراء، والخوف والجنون ..؟ لماذا؟ وما الذي يجبرني على ذلك ، ايحب هذا ، لا بد انه الفضول ، ولكن منذ اللحظة الاولى اشعر بهذا الشعور ...يا الهي هلهو الحب؟! هل الحب مجنون لهذه الدرجة ، ام انها لعنة علقت بها لتدمر حياتي ، كلا لنادعها ...لن افكر فيها ...كفاني جنونا وغباءا وضعفا ...كفى ! سار فارس في شوارع الناصرة، مرة يشعر بالفرح والثقة لخلاصه منها وتارة يشعر بالحزن والاحباط لفقدانه اياها ...
وفجاة لمح فارس في اخر الشارع عن بعد امرأةترتدي السواد والخمار وتسير في الشارع مبتعدة ...خفق قلب فارس بقوة ولم يتمالك نفسهفاخذ يسير خلفها بسرعة ليلحق بها وكأن هناك قوة تسيره نحوها دون ارادته...اقترب فارسولم تعد تفصله عنها سوى عشرة امتار او اقل ، ودخلت ذات الخمار الى احد المحلات التجاريةفي الشارع ووقف فارس ينتظر خروجها..
وبنفس اللحظة كانت هناك يد تربت على كتفهوبصوت جميل هادىء يقول له :اثقل يا مجنون ...
فتلفت فارس الى الخلف نحو مصدر الصوت فرأى(ياسمين ذات الخمار الاسود ) واقفة تضحك .
-فقال فارس :ياسمين حبيبتي ، اين كنت ؟ ايناختفيت ...؟ اين ذهبت ..؟ لماذا لم تأت ...؟ انا احبك ولا حياة لي بدونك ...لا استطيعان احيا بدون سماع صوتك او ان أراك ...مع انني لا ارى سوى الخمار ...ارجوك ارحميني .
- قالت ياسمين ذات الخمار : فارس لماذا تسيرخلف هذه المرأة ... من اين تعرفها ، وماذا تريد منها؟..انت كاذب انت لا تحبني ...وانكنت تحبني فلماذا تسير خلف امرأة اخرى... -
قال فارس :ياسمين ، حبيبتي اعتقدت انهاانت ، خاصة وانها تشبهك في الاسود والخمار. -
قالت ياسمين :لا يا حبيبي ، انا احلى منهابكثير ، وشو جاب لجاب ، انا يا حبيبي ما في واحدة احلى مني.
-قال فارس :ياسمين بدك تجننيني ، هو اناشايفك ولأ شايفها ، هو في حد بقدر يشوف من تحت هالعبايه والخمار ...فانا يا دوب سامعصوتك ...كيف بدي اعرف ان كنت احلى منها واللى هي احلى منك ...يالله ان كنت واثقة منجمالك ارفعي الخمار علشان اشوفك. -
ضحكت ياسمين وقالت :انا موافقة على رفعالخمار ، وهلأ بتشوف اني احلى من كل بنات الناصرة ...واحلى من البنت اللي انت لاحقهاكمان ...بس بشرط اول بتنادي عليها وبتخليها ترفع الخمار وبتشوفها، تفضل ادخل المحلوراها وشوفها...
-قال فارس :شو القصة بهذه البساطة ...بدكادخل واقول لواحدة متدينة بالله ارفعي الخمار ، علشان اشوف وجهك ...شو المناسبة...ولأ بدك اتبهدل ؟
-فقالت ياسمين :شو هي احسن مني ، شو بتفكرني...ولأ بس بدك...
-فقال :حبيبتي انا بحبك ومن حقي اشوفك وأماهي ما بتهمني ، ليش اشوفها.
-فقالت :لقد قلت لك اني جميلة جدا ...واللهالعظيم انا حلوة كثير ..بدك اوصفلك نفسي ...انا شعري طويل وناعم ، وعيوني وساع ، وبشرتي ...
قاطعها فارس وقال :ياسمين انا ما بيهمنيان كنت جميلة ولا لأ ، وعلى فكرة ما فّي واحدة بتقول عن حالها مش حلوة.
-فقالت :انا حلوة، صدقني وما تستعجل الامور، وستفخر بي فانا عندما رايتك لاول مرة قررت ان اختار نفسي زوجة لك ..."ولأ انتمش واثق بذوقي".
-ضحك فارس بصوت عال وقال ساخرا :انت اخترتنفسك زوجة لي ، جميل انا موافق ...هيا بنا اذن نتزوج...
-فقالت :لكن يجب ان تصبر بضعة اسابيع حتىانهي بعض المشاكل العائلية ومن ثم نتزوج فورا ان وافق اهلي او لم يوافقوا ولكن الاهممن ذلك يجب ان اتاكد بانك تحبني فعلا ...والان هيا تعال اوصلني ...
-فقال فارس ساخرا : والى اين هذه المرة تريدينان اوصلك ...الى صحراء سيناء ام الى جنوب لبنان ؟
-فقالت ياسمين بنبرة حزينة :اسفة ...انااسفة اللي طلبت منك توصلني. وسارت مسرعة واختفت وسط الزحام وفارس خلفها يناديها ولكنهلم يستطع اللحاق بها...
عاد فارس سائرا الى سيارته وهو حزين وخائفمن ان تكون ياسمين قد غضبت وان لا تعود من جديد ...جلس فارس في سيارته وهو لا يدريماذا يفعل وفي لحظة رأى ياسمين ذات الخمار تقترب من السيارة -
وتقول له :انا اسفة اللي دخلت في حياتك...خلص هذه اخر مرة بتشوفني فيها . وهمت ياسمين بالذهاب لولا ان فارس امسك بها واصرعلى ان تركب السيارة، وقال لها : حبيبتي انا بمزح معك لا اكثر ، والله لو طلبت منياوصلك الى اخر نقطة في العالم لفعلت ، فلا تكوني مزاجية لهذه الدرجة ...والان اين تريدينان اوصلك ؟
فهزت المرأة الغامضة راسها وقالت :اوصلنيالى طبريا.
فتحرك فارس باتجاه طبريا وقال لها :ياسمينما حكاية تحركك من مكان الى اخر وفي اوقات مختلفة وما حكاية القبور والجماجم؟ -
فقالت غاضبة :اية قبور ...وما دخلي انابالقبور ، وعن اية جماجم تتكلم ، اين هي الجماجم ؟
فمد فارس يده الى جيب السيارة وفتحه واخرجمنه الجمجمة الصغيرة وقال:
lili- مشرف
- زقم العضويه : 27
عدد المساهمات : 1136
نقاظ : 7419
السٌّمعَة : 28
تاريخ التسجيل : 25/01/2010
العمر : 47
- مساهمة رقم 3
رد: قصه فارس وامراه
الحلقة الرابعة
انا اتحدث عن هذه الجمجمة وعن الجمجمة الاخرىالتي تحملينها بيدك واقصد بالقبور القبر الذي ذهبت اليه في الصحراء ...ام تراك نسيتي؟
-قالت ياسمين :انت مجنون أي قبر في الصحراء...؟ انا لم اذهب الى أي قبر ...شو انت بتفكرني ...الم اطلب منك ان تاتي معي لترى ايناسكن ولكنك خفت وتركتني اسير لوحدي ...وهذه ليست جمجمة ...انظر اليها ، انها ليست جمجمةانها مجرد حجر يجلب الحظ.
-فقال فارس:كلا يا حبيبتي انها جمجمة صغيرة، اما ان تكون لطفل صغير حديث الولادة او لشيء اخر لا ادري ما هو ...
فقالت :ان كنت مصرا على انها جمجمة فليكنذلك ...انها تجلب الحظ ...انظر اليها اليست جميلة؟ لماذا انت خائف ؟ هل تخاف من حجراو كما تقول من جمجمة ؟ دعها معك وستجلب لك الحظ السعيد صدقني يا فارس...
-فقال :ياسمين ما هو السر الذي تخفينه خلفهذا الخمار ...من اين انت ومن انت ؟
-فقالت :لماذا انت خائف ؟...انت تحبني وانااحبك ...فماذا يهمك من اكون ومن اين انا ...؟ لقد قلت لك ستعرف كل شيء في الوقت المناسب...وان كنت في عجلة لمعرفة من اكون فاقض على خوفك وستعرف كل شيء متى شئت ...وكل مااستطيع ان اقوله لك ان اسمي ياسمين وانا جميلة ، جميلة جدا وان اردت ان ترى صورتي ،ابحث عني في حلمك القديم...
-فقال :عن أي حلم تتحدثين ؟
-فقالت :انت تعرف ماذا اقصد ، لا تهرب منالحقيقة والآن اوقف السيارة هنا وانتظرني ولا تذهب حتى اعود...بعد خمس دقائق ساعود ...
خرجت ياسمين مسرعة واختفت بين المباني فيشوارع طبريا ...واكثر ما لفت انتباه فارس انها تسير بين الناس دون ان يكترث بها احد، بالرغم من ملابسها الغريبة والخمار الملفت للانتباه ,فنادرا ما يرى في شوارع طبرياالتي معظم سكانها من اليهود هذا اللباس الغريب ...
مرت دقائق وساعات ولم تعد المرأة الغامضةوفارس ما زال ينتظر وقد جن جنونه وخرج من السيارة واخذ يبحث عنها في الشوارع حتى وصلالى احد الشوارع وكانت بجانبه مقبرة فقال في نفسه : مثل هذه المجنونة الغريبة ليس منالمستبعد ان تكون في هذه المقبرة .. فقرر فارس ان يدخل المقبرة بعد ان تغلب على خوفه، فدخل وبدأ يسير بين القبور حتى راى قبرا قديما كأنه نفس القبر الذي راه في الصحراء ...
دفع الفضول فارس للاقتراب من القبر واخذيزيل الغبار الذي تراكم عليه منذ زمن لعله يقرأ اسم صاحب القبر. وقد كتب (1790) دفنهنا ابن "........"والكلمات الاخرى قد مسحت مع الوقت وفي وسط القبر كتب بلغةعربية منقوشة على الحجر:
يا زائري لا تخف وانت تنظر قبري
يا زائري انا قدرك وانت قدري
يا زائري انا منك وانت مني
يا زائري احفر التراب ولا تتركني لوحدي
يا زائري اغلق قبرك يفتح قبري
يا زائري افتح القبر فانت مخلصي
وما ان قرأ فارس هذه الكلمات حتى سقطت دموعهواصابته حالة من الهستيريا وبدأ برفع بلاطة القبر بكلتا يديه ...ويحاول ولكن دون جدوى، فوزن البلاطة كان اثقل من ان يستطيع رفعها لوحده واستمر فارس في المحاولة حتى خارتقواه ودب اليأس في قلبه واخذ يدور حول "القبر" لعله يجد طريقة ما لفتح القبر، وايقن انه بيديه المجردتين لن يستطيع فتحه وقرر فارس ان يذهب ويحضر المعدات الازمةلذلك من فأس وشواكيش ...الخ ..وعاد الى سيارته بعد ان اصبح مغطى بالتراب من رأسه الىاخمص قدميه وتحرك للبحث عن دكان لشراء المعدات اللازمة ...ولكنه لم يجد أي مكان مفتوحيستطيع من خلاله شراء المعدات اللازمة وعليه قرر ان يذهب الى مدينة مجاورة لطبريا لشراءالمعدات ولم يكن فارس ليستطيع ان يفكر باي شيء الا كيف يستطيع ان يفتح القبر ويرى مابداخله واحساس قوي جدا يسيطر عليه ان داخل هذا القبر شيء يعرفه او ان داخل هذا القبرقصة غريبة
...كانت السيارة تسير بسرعة جنونية وهو يشعرانها لا تتحرك للوصول الى اقرب مكان يستطيع شراء فأس منه ، ولكن الطريق بعيدة ، وصبرفارس بدأ ينفد ، ولمعت في راس فارس فكرة ادخلت السرور الى قلبه وفارس لا يعجز عن حلمشكله ...ادار السيارة وتوجه الى الورش القريبة من الشارع ونادى على العامل الذي يقومبحراسة الورش وطلب منه فاسا وطورية ، ولكن العامل ارتاب في امر فارس وخاصة ان الليلقد حل دون ان يدرك فارس ذلك واخذ العامل يسال فارس. -شو بدك في الطورية في هالليل ؟
-قال فارس :شو الغريب في الموضوع ؟
-قال الحارس : لا بأس واحد مثلك كلو غباروتراب وراكب مرسيدس وجاي في هالليل يطلب طورية وفاس يعني مش اشي غريب ....؟!
-فقال فارس وهو يضحك :اسمع انا قتلت واحدوبدي اروح ادفنوا خذ (200) شيكل واعطيني اللي طلبتوا وخليني اتسهل .
-فضحك الحارس أيضا وقال :لا شكلك قاتل عشرةمش واحد.
-فقال فارس :يا عمي انت عامل فيها قصة بدكتبيعني فأس وطورية واذا ما بدك خلصني.
-فقال الحارس :اسمع يا حبيبي لا انا عاملفيها قصة ولا بدي اعمل قصة العدة مش الي هذه لصاحب العمار روح اطلبها منو وسيبني بحالي .
-نظر فارس الى الحارس نظرة اشمئزاز وسارعدة امتار باتجاه السيارة ولكنه عاد الى الحارس وقال له :شو اسمك انت ؟
-فقال الحارس :شو بدك في اسمي ؟؟
-فقال فارس :شو خايف تقوللي اسمك ؟
-فقال :اسمي محمد ...
-فقال فارس :اسمع يا محمد انت باين عليكزلمة محترم وانا بدي اقلك الصحيح :انا رايح أطول كنز مدفون قريب من هون اذا بتيجي تساعدنيبعطيك ربع الكنز.
-فقال الحارس :شو انت بتتهبل علّي ؟
-فقال فارس :يا محمد على الحساب ما انت ذكي..يعنيواحد مثلي راكب مرسيدس شو بدوا في الفأس والطورية الا علشان (الكنوز )المدفونة ، وعلىفكرة حتى السيارة هاي انا اشتريتها من ورا الكنوز اللي بطولها في الليل ومبين انو انتكمان طاقة الفرج انفتحت لك...بدك تيجي معي ولأ اروح اشوف واحد غيرك. وادار فارس ظهرهللحارس وسار ذاهبا الا ان الحارس لحق به
وقال له : ساحضر معك ولكن تعطيني نصف الكنز ...
-ابتسم فارس وقال له: لا يا حبيبي بس الربع...واذا انت مش حابب بشوف غيرك . وافق الحارس حتى لا يضيع فرصة العمر وعاد الى الورشةواحضر معدات كثيرة وضعها في السيارة واخذ عهدا من فارس ان لا يغدر به بعد اخراج الكنز .
سارت السيارة حتى وصلت الى جانب المقبرةواخذ فارس يتحين الفرصة المناسبة حتى يدخل المقبرة دون ان يراه احد ، وقفز فارس والحارسمع المعدات الى داخل المقبرة وكان باديا على وجه الحارس الخوف من رهبة المكان ولكنحلمه في الكنز المنتظر كان اقوى من الخوف واخذ فارس يسير وخلفه يسير الحارس بين القبوريبحثان عن القبر الغريب ولم يكن من السهل ايجاد القبر في عتمة الليل وخاصة ان القبرقديم، وعن بعد استطاع ان يجد القبر من بين عشرات القبور المحيطة به وسار باتجاه القبرلكن الحارس لم يتحرك من مكانه..
-التفت فارس الى الحارس وقال له :هيا يامحمد تحرك يا حبيبي وتعال نفتح القبر ونطلع الكنز ، بلكي ربنا فتحها عليك مثل ما هوفاتحها عليّ . ولكن الحارس لم يتكلم كلمة واحدة ولم يتحرك من مكانه واستمر فارس فيحديثه وقد وجدها فرصة للانتقام واشفاء غليله من الحارس وما فعله به .
وقال له : يالله يا محمد ليش خايف هو انتلسه شفت اشي من اللي انا شفتوا ، ما انا قلتلك اعطني الفاس والطورية وما تعملهاش قصةبس انت باين امك داعيالك ... -ورمق الحارس فارس بنظرة مرعوبة والقى بالعدة التي يحملهاعلى الارض
وقال :مبروك عليك الفأس ومبروك عليك الطوريةوالكنز.. وكمان ما بدي توصلني انا وراي أولاد وبدي اعيشهم .
واخذ الحارس يركض هاربا مرعوبا ورغم عتمةالليل الموحشة ورائحة الموت المنتشرة بين القبور ورهبة المكان اخذ فارس يضحك من تصرفاتالحارس ضحكة خرجت من اعماق نفسه وما ان تلاشى صداها في سكون الليل بين الاموات ، حتىعاد الخوف والذعر الى قلبه بعد ان وجد نفسه وحيدا ومع كل خرفشة ورقة او صوت آت من بعيداو قريب تخيل له عشرات الصور ..فتارة يخيل له ان القبور ستفتح وسيخرج الاموات من قبورهمكما يحدث في افلام الرعب ...استجمع فارس شجاعته وحمل المعدات واقترب من القبر اكثرفاكثر .. ليرى جمجمة صغيرة اخرى وضعت على القبر .. استجمع قوته ووآسى نفسه فقد اعتادعلى رؤيتها. ونظر الى الكتابة الموجودة على القبر وشعر ان هناك شيئا قد تغير ...اشعلولاعة السجائر ليرى على نارها ان الكتابة المنقوشة والتي قرأها قبل عدة ساعات قد تغيرتوان الكتابة الجديدة ايضا منقوشة على الحجر وقد حلت مكانها واخذ بقراءتها :
اظلمت الدنيا ومخلصي
عاد ولم يعد
حكم علي ان ابقى
وحدي لايام جدد
حلمي في مخلصي
كان على غير ما اعتقد
كنت اظن ان مخلصي
قبل الغروب سيعد
لم تعد اقدام فارس تقوى على حمله حتى جلسعلى حافة قبر اخر ينظر الى القبر مشدوها لا يقوى على الحراك ولا يدري ماذا يفعل اولماذا هو موجود في هذا المكان ، وشعور قوي ينتابه بانه تأخر وقد فات الاوان على فتحالقبر وهو لا يعلم لماذا اراد فتح القبر وما شعر فارس الا بايدي الاموات تمسك به منالخلف ليتجمد من الخوف ويكاد يغشى عليه من الاموات الذين احاطوا به من كل جانب واخذقلبه يدق بسرعة معلنا ان يوم القيامة قد قام وان الاموات امسكوا به ، وان عزرائيل سياخذروحه ...لم يستطع فارس الصراخ او التحدث بل اغلق عينيه مستسلما للموت والاموات الذينيحيطون به . وفي هذه اللحظات شعر فارس بان احدهم قد سكب الماء على وجهه وفتح عينيهليرى ضوءا موجها الى وجهه ويسمع صوتا يقول له بلغة عبرية : ماذا تفعل هنا ؟
لم يستطع فارس النطق من هول الصدمة وبدأفارس يستعيد وعيه شيئا فشيئا ليجد نفسه يجلس على كرسي في مركز "شرطة طبريا" وان الاموات الذين تخيلهم ما هم الا شرطة . يقترب احد ضباط الشرطة من فارس ،وهو يحمل بيده كوبا من القهوة ويناولها لفارس ويجلس بجانبه ويقول له
:اشرب القهوة ...استيقظ يا ...
...ويشعر فارس براحه كبيرة حينما راى ان الضابطهو "ابن عمته " سعيد العامل في شرطة طبريا . يحتسي فارس القهوة ، ويبدأ الحديثمع سعيد ليقاطعه ويقول له : ممنوع عليّ الحديث الان معك ..سنتحدث بعد ان يتم التحقيقمعك من قبل الضابط المسؤول ... وتم التحقيق مع فارس لعدة ساعات واخذت افادته . ليحضربعد ذلك سعيد ويجلسه ويقول له فارس
:لماذا كل هذه القصة ، هل القانون يمنع الجلوسفي المقابر...
-فقال سعيد : فارس حينما قبضت عليك الشرطة، واغمي عليك كانوا يظنون انك احد (مدمني المخدرات) ولكن بعد ان رأوا ملابسك المتسخةبالغبار والمعدات التي بحوزتك اصبح الامر اخطر من ذلك ، فانت الان تواجه مشكلة كبيرةسيتم فحص المقبرة في الصباح وان وجدوا أي تخريب ستكون المتهم الوحيد وان لم يجدوا ستتهمبمحاولة تدنيس وتخريب مقبرة يهودية ، وهذه عقوبتها ليست بسيطة ...ذهل فارس من كلامسعيد ، ومن الورطة الكبيرة التي وقع فيها ..
-فقال لسعيد :هل تستطيع ان تخرجني بكفالة...؟
-ربت سعيد على كتف فارس وقال له :دعنا نرىما سيحدث غدا وعلى العموم لقد بلغت اهلك انك متواجد عندي في البيت في حيفا حتى لا يقلقواعليك.
مرت (48) ساعة ووجهت لفارس تهمة محاولةتدنيس وتخريب مقبرة وتم اخراجه من الحجز بكفالة مالية لحين المحكمة ، وعاد فارس الىالبيت وهو يفكر في هذا القدر الغريب الذي تقوده اليه هذه المرأة الغامضة التي تسكنالقبور وتلعب بالجماجم . مرت الساعات وحل المساء وفارس في حالة شرود وذهول ، يفكر فيماحدث معه ويفكر في (ياسمين الغامضة )ولم يخرجه من ذهوله الا صوت رنين الجرس المتقطععلى الباب الخارجي للبيت وتوجه "علاء" الاخ الاصغر لفارس باتجاه الباب وفتحه... لحظات وعاد الى فارس وقال له بلهجة ساخرة :
- فارس في "نينجا" في الخارج بدهااياك...!
-فرمقه فارس بنظرة تعجب وقال لعلاء :ماذاتقصد ؟
-فرد علاء :في الخارج امرأة مقنعة غامضةتسأل عنك.
انا اتحدث عن هذه الجمجمة وعن الجمجمة الاخرىالتي تحملينها بيدك واقصد بالقبور القبر الذي ذهبت اليه في الصحراء ...ام تراك نسيتي؟
-قالت ياسمين :انت مجنون أي قبر في الصحراء...؟ انا لم اذهب الى أي قبر ...شو انت بتفكرني ...الم اطلب منك ان تاتي معي لترى ايناسكن ولكنك خفت وتركتني اسير لوحدي ...وهذه ليست جمجمة ...انظر اليها ، انها ليست جمجمةانها مجرد حجر يجلب الحظ.
-فقال فارس:كلا يا حبيبتي انها جمجمة صغيرة، اما ان تكون لطفل صغير حديث الولادة او لشيء اخر لا ادري ما هو ...
فقالت :ان كنت مصرا على انها جمجمة فليكنذلك ...انها تجلب الحظ ...انظر اليها اليست جميلة؟ لماذا انت خائف ؟ هل تخاف من حجراو كما تقول من جمجمة ؟ دعها معك وستجلب لك الحظ السعيد صدقني يا فارس...
-فقال :ياسمين ما هو السر الذي تخفينه خلفهذا الخمار ...من اين انت ومن انت ؟
-فقالت :لماذا انت خائف ؟...انت تحبني وانااحبك ...فماذا يهمك من اكون ومن اين انا ...؟ لقد قلت لك ستعرف كل شيء في الوقت المناسب...وان كنت في عجلة لمعرفة من اكون فاقض على خوفك وستعرف كل شيء متى شئت ...وكل مااستطيع ان اقوله لك ان اسمي ياسمين وانا جميلة ، جميلة جدا وان اردت ان ترى صورتي ،ابحث عني في حلمك القديم...
-فقال :عن أي حلم تتحدثين ؟
-فقالت :انت تعرف ماذا اقصد ، لا تهرب منالحقيقة والآن اوقف السيارة هنا وانتظرني ولا تذهب حتى اعود...بعد خمس دقائق ساعود ...
خرجت ياسمين مسرعة واختفت بين المباني فيشوارع طبريا ...واكثر ما لفت انتباه فارس انها تسير بين الناس دون ان يكترث بها احد، بالرغم من ملابسها الغريبة والخمار الملفت للانتباه ,فنادرا ما يرى في شوارع طبرياالتي معظم سكانها من اليهود هذا اللباس الغريب ...
مرت دقائق وساعات ولم تعد المرأة الغامضةوفارس ما زال ينتظر وقد جن جنونه وخرج من السيارة واخذ يبحث عنها في الشوارع حتى وصلالى احد الشوارع وكانت بجانبه مقبرة فقال في نفسه : مثل هذه المجنونة الغريبة ليس منالمستبعد ان تكون في هذه المقبرة .. فقرر فارس ان يدخل المقبرة بعد ان تغلب على خوفه، فدخل وبدأ يسير بين القبور حتى راى قبرا قديما كأنه نفس القبر الذي راه في الصحراء ...
دفع الفضول فارس للاقتراب من القبر واخذيزيل الغبار الذي تراكم عليه منذ زمن لعله يقرأ اسم صاحب القبر. وقد كتب (1790) دفنهنا ابن "........"والكلمات الاخرى قد مسحت مع الوقت وفي وسط القبر كتب بلغةعربية منقوشة على الحجر:
يا زائري لا تخف وانت تنظر قبري
يا زائري انا قدرك وانت قدري
يا زائري انا منك وانت مني
يا زائري احفر التراب ولا تتركني لوحدي
يا زائري اغلق قبرك يفتح قبري
يا زائري افتح القبر فانت مخلصي
وما ان قرأ فارس هذه الكلمات حتى سقطت دموعهواصابته حالة من الهستيريا وبدأ برفع بلاطة القبر بكلتا يديه ...ويحاول ولكن دون جدوى، فوزن البلاطة كان اثقل من ان يستطيع رفعها لوحده واستمر فارس في المحاولة حتى خارتقواه ودب اليأس في قلبه واخذ يدور حول "القبر" لعله يجد طريقة ما لفتح القبر، وايقن انه بيديه المجردتين لن يستطيع فتحه وقرر فارس ان يذهب ويحضر المعدات الازمةلذلك من فأس وشواكيش ...الخ ..وعاد الى سيارته بعد ان اصبح مغطى بالتراب من رأسه الىاخمص قدميه وتحرك للبحث عن دكان لشراء المعدات اللازمة ...ولكنه لم يجد أي مكان مفتوحيستطيع من خلاله شراء المعدات اللازمة وعليه قرر ان يذهب الى مدينة مجاورة لطبريا لشراءالمعدات ولم يكن فارس ليستطيع ان يفكر باي شيء الا كيف يستطيع ان يفتح القبر ويرى مابداخله واحساس قوي جدا يسيطر عليه ان داخل هذا القبر شيء يعرفه او ان داخل هذا القبرقصة غريبة
...كانت السيارة تسير بسرعة جنونية وهو يشعرانها لا تتحرك للوصول الى اقرب مكان يستطيع شراء فأس منه ، ولكن الطريق بعيدة ، وصبرفارس بدأ ينفد ، ولمعت في راس فارس فكرة ادخلت السرور الى قلبه وفارس لا يعجز عن حلمشكله ...ادار السيارة وتوجه الى الورش القريبة من الشارع ونادى على العامل الذي يقومبحراسة الورش وطلب منه فاسا وطورية ، ولكن العامل ارتاب في امر فارس وخاصة ان الليلقد حل دون ان يدرك فارس ذلك واخذ العامل يسال فارس. -شو بدك في الطورية في هالليل ؟
-قال فارس :شو الغريب في الموضوع ؟
-قال الحارس : لا بأس واحد مثلك كلو غباروتراب وراكب مرسيدس وجاي في هالليل يطلب طورية وفاس يعني مش اشي غريب ....؟!
-فقال فارس وهو يضحك :اسمع انا قتلت واحدوبدي اروح ادفنوا خذ (200) شيكل واعطيني اللي طلبتوا وخليني اتسهل .
-فضحك الحارس أيضا وقال :لا شكلك قاتل عشرةمش واحد.
-فقال فارس :يا عمي انت عامل فيها قصة بدكتبيعني فأس وطورية واذا ما بدك خلصني.
-فقال الحارس :اسمع يا حبيبي لا انا عاملفيها قصة ولا بدي اعمل قصة العدة مش الي هذه لصاحب العمار روح اطلبها منو وسيبني بحالي .
-نظر فارس الى الحارس نظرة اشمئزاز وسارعدة امتار باتجاه السيارة ولكنه عاد الى الحارس وقال له :شو اسمك انت ؟
-فقال الحارس :شو بدك في اسمي ؟؟
-فقال فارس :شو خايف تقوللي اسمك ؟
-فقال :اسمي محمد ...
-فقال فارس :اسمع يا محمد انت باين عليكزلمة محترم وانا بدي اقلك الصحيح :انا رايح أطول كنز مدفون قريب من هون اذا بتيجي تساعدنيبعطيك ربع الكنز.
-فقال الحارس :شو انت بتتهبل علّي ؟
-فقال فارس :يا محمد على الحساب ما انت ذكي..يعنيواحد مثلي راكب مرسيدس شو بدوا في الفأس والطورية الا علشان (الكنوز )المدفونة ، وعلىفكرة حتى السيارة هاي انا اشتريتها من ورا الكنوز اللي بطولها في الليل ومبين انو انتكمان طاقة الفرج انفتحت لك...بدك تيجي معي ولأ اروح اشوف واحد غيرك. وادار فارس ظهرهللحارس وسار ذاهبا الا ان الحارس لحق به
وقال له : ساحضر معك ولكن تعطيني نصف الكنز ...
-ابتسم فارس وقال له: لا يا حبيبي بس الربع...واذا انت مش حابب بشوف غيرك . وافق الحارس حتى لا يضيع فرصة العمر وعاد الى الورشةواحضر معدات كثيرة وضعها في السيارة واخذ عهدا من فارس ان لا يغدر به بعد اخراج الكنز .
سارت السيارة حتى وصلت الى جانب المقبرةواخذ فارس يتحين الفرصة المناسبة حتى يدخل المقبرة دون ان يراه احد ، وقفز فارس والحارسمع المعدات الى داخل المقبرة وكان باديا على وجه الحارس الخوف من رهبة المكان ولكنحلمه في الكنز المنتظر كان اقوى من الخوف واخذ فارس يسير وخلفه يسير الحارس بين القبوريبحثان عن القبر الغريب ولم يكن من السهل ايجاد القبر في عتمة الليل وخاصة ان القبرقديم، وعن بعد استطاع ان يجد القبر من بين عشرات القبور المحيطة به وسار باتجاه القبرلكن الحارس لم يتحرك من مكانه..
-التفت فارس الى الحارس وقال له :هيا يامحمد تحرك يا حبيبي وتعال نفتح القبر ونطلع الكنز ، بلكي ربنا فتحها عليك مثل ما هوفاتحها عليّ . ولكن الحارس لم يتكلم كلمة واحدة ولم يتحرك من مكانه واستمر فارس فيحديثه وقد وجدها فرصة للانتقام واشفاء غليله من الحارس وما فعله به .
وقال له : يالله يا محمد ليش خايف هو انتلسه شفت اشي من اللي انا شفتوا ، ما انا قلتلك اعطني الفاس والطورية وما تعملهاش قصةبس انت باين امك داعيالك ... -ورمق الحارس فارس بنظرة مرعوبة والقى بالعدة التي يحملهاعلى الارض
وقال :مبروك عليك الفأس ومبروك عليك الطوريةوالكنز.. وكمان ما بدي توصلني انا وراي أولاد وبدي اعيشهم .
واخذ الحارس يركض هاربا مرعوبا ورغم عتمةالليل الموحشة ورائحة الموت المنتشرة بين القبور ورهبة المكان اخذ فارس يضحك من تصرفاتالحارس ضحكة خرجت من اعماق نفسه وما ان تلاشى صداها في سكون الليل بين الاموات ، حتىعاد الخوف والذعر الى قلبه بعد ان وجد نفسه وحيدا ومع كل خرفشة ورقة او صوت آت من بعيداو قريب تخيل له عشرات الصور ..فتارة يخيل له ان القبور ستفتح وسيخرج الاموات من قبورهمكما يحدث في افلام الرعب ...استجمع فارس شجاعته وحمل المعدات واقترب من القبر اكثرفاكثر .. ليرى جمجمة صغيرة اخرى وضعت على القبر .. استجمع قوته ووآسى نفسه فقد اعتادعلى رؤيتها. ونظر الى الكتابة الموجودة على القبر وشعر ان هناك شيئا قد تغير ...اشعلولاعة السجائر ليرى على نارها ان الكتابة المنقوشة والتي قرأها قبل عدة ساعات قد تغيرتوان الكتابة الجديدة ايضا منقوشة على الحجر وقد حلت مكانها واخذ بقراءتها :
اظلمت الدنيا ومخلصي
عاد ولم يعد
حكم علي ان ابقى
وحدي لايام جدد
حلمي في مخلصي
كان على غير ما اعتقد
كنت اظن ان مخلصي
قبل الغروب سيعد
لم تعد اقدام فارس تقوى على حمله حتى جلسعلى حافة قبر اخر ينظر الى القبر مشدوها لا يقوى على الحراك ولا يدري ماذا يفعل اولماذا هو موجود في هذا المكان ، وشعور قوي ينتابه بانه تأخر وقد فات الاوان على فتحالقبر وهو لا يعلم لماذا اراد فتح القبر وما شعر فارس الا بايدي الاموات تمسك به منالخلف ليتجمد من الخوف ويكاد يغشى عليه من الاموات الذين احاطوا به من كل جانب واخذقلبه يدق بسرعة معلنا ان يوم القيامة قد قام وان الاموات امسكوا به ، وان عزرائيل سياخذروحه ...لم يستطع فارس الصراخ او التحدث بل اغلق عينيه مستسلما للموت والاموات الذينيحيطون به . وفي هذه اللحظات شعر فارس بان احدهم قد سكب الماء على وجهه وفتح عينيهليرى ضوءا موجها الى وجهه ويسمع صوتا يقول له بلغة عبرية : ماذا تفعل هنا ؟
لم يستطع فارس النطق من هول الصدمة وبدأفارس يستعيد وعيه شيئا فشيئا ليجد نفسه يجلس على كرسي في مركز "شرطة طبريا" وان الاموات الذين تخيلهم ما هم الا شرطة . يقترب احد ضباط الشرطة من فارس ،وهو يحمل بيده كوبا من القهوة ويناولها لفارس ويجلس بجانبه ويقول له
:اشرب القهوة ...استيقظ يا ...
...ويشعر فارس براحه كبيرة حينما راى ان الضابطهو "ابن عمته " سعيد العامل في شرطة طبريا . يحتسي فارس القهوة ، ويبدأ الحديثمع سعيد ليقاطعه ويقول له : ممنوع عليّ الحديث الان معك ..سنتحدث بعد ان يتم التحقيقمعك من قبل الضابط المسؤول ... وتم التحقيق مع فارس لعدة ساعات واخذت افادته . ليحضربعد ذلك سعيد ويجلسه ويقول له فارس
:لماذا كل هذه القصة ، هل القانون يمنع الجلوسفي المقابر...
-فقال سعيد : فارس حينما قبضت عليك الشرطة، واغمي عليك كانوا يظنون انك احد (مدمني المخدرات) ولكن بعد ان رأوا ملابسك المتسخةبالغبار والمعدات التي بحوزتك اصبح الامر اخطر من ذلك ، فانت الان تواجه مشكلة كبيرةسيتم فحص المقبرة في الصباح وان وجدوا أي تخريب ستكون المتهم الوحيد وان لم يجدوا ستتهمبمحاولة تدنيس وتخريب مقبرة يهودية ، وهذه عقوبتها ليست بسيطة ...ذهل فارس من كلامسعيد ، ومن الورطة الكبيرة التي وقع فيها ..
-فقال لسعيد :هل تستطيع ان تخرجني بكفالة...؟
-ربت سعيد على كتف فارس وقال له :دعنا نرىما سيحدث غدا وعلى العموم لقد بلغت اهلك انك متواجد عندي في البيت في حيفا حتى لا يقلقواعليك.
مرت (48) ساعة ووجهت لفارس تهمة محاولةتدنيس وتخريب مقبرة وتم اخراجه من الحجز بكفالة مالية لحين المحكمة ، وعاد فارس الىالبيت وهو يفكر في هذا القدر الغريب الذي تقوده اليه هذه المرأة الغامضة التي تسكنالقبور وتلعب بالجماجم . مرت الساعات وحل المساء وفارس في حالة شرود وذهول ، يفكر فيماحدث معه ويفكر في (ياسمين الغامضة )ولم يخرجه من ذهوله الا صوت رنين الجرس المتقطععلى الباب الخارجي للبيت وتوجه "علاء" الاخ الاصغر لفارس باتجاه الباب وفتحه... لحظات وعاد الى فارس وقال له بلهجة ساخرة :
- فارس في "نينجا" في الخارج بدهااياك...!
-فرمقه فارس بنظرة تعجب وقال لعلاء :ماذاتقصد ؟
-فرد علاء :في الخارج امرأة مقنعة غامضةتسأل عنك.
lili- مشرف
- زقم العضويه : 27
عدد المساهمات : 1136
نقاظ : 7419
السٌّمعَة : 28
تاريخ التسجيل : 25/01/2010
العمر : 47
- مساهمة رقم 4
رد: قصه فارس وامراه
الحلقة الخامسة
دق قلب فارس بقوة حينما رأها واراد ان يمطرهابعشرات الاسئلة لولا انه ادرك ان اخاه الاصغر علاء قريب منه فتمالك اعصابه وحاول انيخفي ارتباكه وقال : تفضلي
.. سارت المرأة المقنعة ياسمين الى داخل البيتوعلاء يراقب المنظر بفضول فهو لم يعتد على رؤية امرأة مقنعة بهذا الشكل ...جلست ياسمينعلى الكنبة وطلب فارس من علاء ان يذهب ويطلب من الوالدة تحضير القهوة وباشارة واضحةان يتركهما لوحدهما...جلس فارس واخذ ينظر بتمعن الى ياسمين من راسها الى اخمص قدميهاوقال بصوت هادىء ومرهق :كيف حالك يا ياسمين ؟
-فقالت :انا جيدة ، كيف حالك انت يا فارس..؟ اين اختفيت منذ يومين ؟
-ابتسم فارس ورمق ياسمين بنظرة حادة وقال: كنت في رحلة الى جزر القمر..!
-فقالت :وين هاي جزر القمر ؟
-فقال :في حجز شرطة طبريا يا ياسمين ...
-فقالت:وماذا كنت تفعل هناك ؟
-فقال:اسألي نفسك ماذا كنت افعل ؟
-قالت:وما دخلي انا.. وكيف بدي اعرف شو كنتتعمل؟
-فقال:مسكينة انت ما دخلك بشي ، لا بالقبورولا بالجماجم وحتى الاشعار المنقوشة على القبور لا دخل لك بها ...!
-فقالت مستفزة :شو يا فارس ارجعنا نحكي علىالقبور والكلام الفاضي ؟
-فقال : بسببك كدت ان ادخل السجن لسنواتطويلة والله اعلم ماذا سيحدث معي.
-فقالت غاضبة :وما دخلي انا ، أهذا لانيتاخرت عليك ، لم يكن الامر بيدي والا لما تاخرت.
-فقال فارس :حسب الكلام المنقوش على القبرانا الذي تاخرت ولست انت...
-فقالت: فارس لماذا تصر على ان تحدثني عنالقبور ما دخلي انا بهذا ؟
-فقال :ما دخلك انت ؟ اليس هذا المكان الذيتسكنينه ؟ الم تذهبي الى هناك وتتركيني انتظرك ساعات حتى اضطررت ان اجن وادخل المقبرة...ولحسن حظي اني وصلت متاخرا والا لفتحت القبر ، وقبض علي وسجنت لعدة سنوات.
-فقالت ياسمين :ماذا تقصد ، هل انت مجنون، مادخلي انا بهذا الجنون الذي تتحدث عنه ...انا حينما تركتك ذهبت الى طبيب نساء وتأخرتعنك رغما عني ، وان واصلت حديثك بهذه الطريقة المجنونة فنصيحتي لك ان تذهب الى طبيبنفسي ليعالجك ، لانك تحلم اكثر من اللازم وترى اشياء لا وجود لها الا في خيالك ...أكلهذا لانني ارتدي الخمار ..؟ ساخلع الخمار يا فارس ...ساخلع الخمار ان كان هذا سيخرجكمن جنونك...
-فقال فارس :هيا افعلي هذا ..
-فقالت :أمصر ....
-فقال: ها انا انتظر...!
-فقالت :ولكن ان فعلت هذا فلن تراني الىالابد..
-فقال :ان لا اراك خيرا من ان اراك وانالا اراك.
-قاطعته قائلة :يا فارس انا جميلة لدرجةلا توصف وجمالي ليس من هذا الزمان ...وان رأيتني الآن ستندم طوال عمرك ...انصحك للمرةالاخيرة ان تصبر حتى يحين الوقت.
-فقال :لا يهمني هيا نفذي ما قلت يا ياسمين ..
-فقالت :اآه لو علمت عدد السنوات التي انتظرتقدومك بها لغيرت رأيك.
-فقال :لا اريد ان اعلم شيئا فقط اريد انأراك وانهي هذه اللعبة.
-فقالت وبنبرة حزينة : آه يا مخلصي لو كنتتعلم ما تخفيه لك الايام لما عجلت بنهايتي ونهايتك .
-فقال فارس :اسمعي يا شاعرة القبور والجماجملن تؤثري عليّ بكلامك ...الان اما ان تخلعي هذا الخمار واما ...
فقالت :واما ماذا ؟
فقال :سامزقه بيدي ,واخرجك منه بالقوة ...
-فضحكت ياسمين مستفزة فارس :ان كنت تستطيعفلم لم تفعل هذا بالسابق ...هيا افعل هذا الان ووفر الوقت علي وعلى نفسك ...هيا هلانت خائف ..تحرك يا فارس لا تخف ...نفذ كلامك ...
استفز فارس وغضب ووقف واقترب من ياسمينومد يداه ليمزق الخمار....وصوت ضحكات ياسمين تستفزه اكثر واكثر وكأنها تدفعه ان يفعلويمزق فارس الخمار بقوة ليرى ماذا يخفي هذا الخمار وما ان ينهي حتى يعود الى الوراءعدة خطوات وعيونه متسمرة باتجاه ياسمين التي ما زالت تضحك ويجلس مسترخيا على الكنبةشارد الذهن لا يقوى على الحراك وما زالت عيونه متسمرة باتجاه ياسمين ويصحو على صوتاخاه الاصغر" علاء" الذي يناديه يناديه:
فارس ..فارس..سلامة عقلك خذ واشرب القهوة..بس وين صاحبتك "النينجا" راحت.؟
شقشق فارس عينيه وجال فيها انحاء الغرفةوفركها وسأل اخوه علاء عن ياسمين" وين راحت وين اختفت" .."كيف طلعتومن وين طلعت..؟!"
فرد علاء كيف طلعت اكيد طلعت من الباب .....
نهض فارس مسرعا دون ان يأبه بعلاء الذيما زال يحدثه واستقل السيارة وانطلق بها يشتم ويلعن ياسمين بكل الشتائم التي عرفهافي حياته..دار بالشوارع حتى هدأ من غضبه واخذ يستعيد احداث الصالون من لحظة دخولهاالى لحظة وقوفه وتمزيق الخمار ولكن لم يستطيع ان يتذكر ماذا رأى خلف الخمار واخذ يتمنىان يرى ياسمين ولو للحظة واحدة فقط ليقول لها اذهبي الى جهنم واياك ان اراك او اسمعصوتك ..ولا اريد ان اعرفك ولا يهمني من انت ..فانت مجرد مريضة..مجنونة تعشق القبوروالجماجم ..تختفي خلف قناع اسود لتخفي خلفه قباحة لا مثيل لها..او انت مصابة بمرض الجدري..مقرفةلدرجة تثير الاشمئزاز ..او انت ممسوخة على شكل خنزير بري.. واخذ فارس يتخيل فعلا لوانها على شكل خنزير واثار هذا المنظر الضحك في نفس فارس وهدأ من روعه واتجه الي الناصرةالى مكتبه ودخل واخبر السكرتيرة ان سأل عنه اي شخص فلتخبره انه لم يأت وان لا تحولله اية مكالمة مهما كانت مهمة..
وردت السكرتيرة بكلمات"حاضر يا استاذفارس" ولكن هناك امرأة في الداخل تنتظرك منذ وقت
نظر اليها فارس وقال من هي ..؟
فابتسمت السكرتيرة واشارت بيديها بما معناهانها لا تعرف فشعر فارس من اسلوب السكرتيرة الساخر بانها تتحدث عن ياسمين"المقنعة"ودخل فارس بهدوء حتى لا يثير الارتياب ..وما ان دخل حتى رأي ياسمين تجلس على مكتبهوتقرأ اوراقه وكأنها صاحبة المكتب وكأنه هو الضيف بحيث لا تأبه بوجوده فجلس فارس علىالكنبة واخذ ينظر الى ياسمين وتبسم ..فرفعت ياسمين رأسها
وقالت بهدوء :كيفك يا فارس..ليش متأخر لهلأ .
فقال لها فارس: والله يا ست ياسمين لو بعرفانو حضرتك موجودة ما كنت تأخرت.
فقالت: طيب مرة ثانية ما تتأخر.
-فابتسم فارس وعادت ياسمين تقرأ الاوراقومن ثم قالت
:فارس قديش معك فلوس؟
-ضحك فارس وقال :ليش بتسألي ؟
-فقالت:جاوبني اول؟
-فقال فارس:الحمد لله من يوم ما شفتك واناشايف الخير ..اساليني قديش انا مديون على شأن اقدر اجاوبك.
-فقالت: انا بعرف انك مديون بس قديش بتقدرتدبر فلوس.؟
-فقال:مليح اذا بقدر ادبر بنزين سيارة.
-فقالت:لا انت بتقدر تدبر "520 الفشيكل".
دق قلب فارس بقوة حينما رأها واراد ان يمطرهابعشرات الاسئلة لولا انه ادرك ان اخاه الاصغر علاء قريب منه فتمالك اعصابه وحاول انيخفي ارتباكه وقال : تفضلي
.. سارت المرأة المقنعة ياسمين الى داخل البيتوعلاء يراقب المنظر بفضول فهو لم يعتد على رؤية امرأة مقنعة بهذا الشكل ...جلست ياسمينعلى الكنبة وطلب فارس من علاء ان يذهب ويطلب من الوالدة تحضير القهوة وباشارة واضحةان يتركهما لوحدهما...جلس فارس واخذ ينظر بتمعن الى ياسمين من راسها الى اخمص قدميهاوقال بصوت هادىء ومرهق :كيف حالك يا ياسمين ؟
-فقالت :انا جيدة ، كيف حالك انت يا فارس..؟ اين اختفيت منذ يومين ؟
-ابتسم فارس ورمق ياسمين بنظرة حادة وقال: كنت في رحلة الى جزر القمر..!
-فقالت :وين هاي جزر القمر ؟
-فقال :في حجز شرطة طبريا يا ياسمين ...
-فقالت:وماذا كنت تفعل هناك ؟
-فقال:اسألي نفسك ماذا كنت افعل ؟
-قالت:وما دخلي انا.. وكيف بدي اعرف شو كنتتعمل؟
-فقال:مسكينة انت ما دخلك بشي ، لا بالقبورولا بالجماجم وحتى الاشعار المنقوشة على القبور لا دخل لك بها ...!
-فقالت مستفزة :شو يا فارس ارجعنا نحكي علىالقبور والكلام الفاضي ؟
-فقال : بسببك كدت ان ادخل السجن لسنواتطويلة والله اعلم ماذا سيحدث معي.
-فقالت غاضبة :وما دخلي انا ، أهذا لانيتاخرت عليك ، لم يكن الامر بيدي والا لما تاخرت.
-فقال فارس :حسب الكلام المنقوش على القبرانا الذي تاخرت ولست انت...
-فقالت: فارس لماذا تصر على ان تحدثني عنالقبور ما دخلي انا بهذا ؟
-فقال :ما دخلك انت ؟ اليس هذا المكان الذيتسكنينه ؟ الم تذهبي الى هناك وتتركيني انتظرك ساعات حتى اضطررت ان اجن وادخل المقبرة...ولحسن حظي اني وصلت متاخرا والا لفتحت القبر ، وقبض علي وسجنت لعدة سنوات.
-فقالت ياسمين :ماذا تقصد ، هل انت مجنون، مادخلي انا بهذا الجنون الذي تتحدث عنه ...انا حينما تركتك ذهبت الى طبيب نساء وتأخرتعنك رغما عني ، وان واصلت حديثك بهذه الطريقة المجنونة فنصيحتي لك ان تذهب الى طبيبنفسي ليعالجك ، لانك تحلم اكثر من اللازم وترى اشياء لا وجود لها الا في خيالك ...أكلهذا لانني ارتدي الخمار ..؟ ساخلع الخمار يا فارس ...ساخلع الخمار ان كان هذا سيخرجكمن جنونك...
-فقال فارس :هيا افعلي هذا ..
-فقالت :أمصر ....
-فقال: ها انا انتظر...!
-فقالت :ولكن ان فعلت هذا فلن تراني الىالابد..
-فقال :ان لا اراك خيرا من ان اراك وانالا اراك.
-قاطعته قائلة :يا فارس انا جميلة لدرجةلا توصف وجمالي ليس من هذا الزمان ...وان رأيتني الآن ستندم طوال عمرك ...انصحك للمرةالاخيرة ان تصبر حتى يحين الوقت.
-فقال :لا يهمني هيا نفذي ما قلت يا ياسمين ..
-فقالت :اآه لو علمت عدد السنوات التي انتظرتقدومك بها لغيرت رأيك.
-فقال :لا اريد ان اعلم شيئا فقط اريد انأراك وانهي هذه اللعبة.
-فقالت وبنبرة حزينة : آه يا مخلصي لو كنتتعلم ما تخفيه لك الايام لما عجلت بنهايتي ونهايتك .
-فقال فارس :اسمعي يا شاعرة القبور والجماجملن تؤثري عليّ بكلامك ...الان اما ان تخلعي هذا الخمار واما ...
فقالت :واما ماذا ؟
فقال :سامزقه بيدي ,واخرجك منه بالقوة ...
-فضحكت ياسمين مستفزة فارس :ان كنت تستطيعفلم لم تفعل هذا بالسابق ...هيا افعل هذا الان ووفر الوقت علي وعلى نفسك ...هيا هلانت خائف ..تحرك يا فارس لا تخف ...نفذ كلامك ...
استفز فارس وغضب ووقف واقترب من ياسمينومد يداه ليمزق الخمار....وصوت ضحكات ياسمين تستفزه اكثر واكثر وكأنها تدفعه ان يفعلويمزق فارس الخمار بقوة ليرى ماذا يخفي هذا الخمار وما ان ينهي حتى يعود الى الوراءعدة خطوات وعيونه متسمرة باتجاه ياسمين التي ما زالت تضحك ويجلس مسترخيا على الكنبةشارد الذهن لا يقوى على الحراك وما زالت عيونه متسمرة باتجاه ياسمين ويصحو على صوتاخاه الاصغر" علاء" الذي يناديه يناديه:
فارس ..فارس..سلامة عقلك خذ واشرب القهوة..بس وين صاحبتك "النينجا" راحت.؟
شقشق فارس عينيه وجال فيها انحاء الغرفةوفركها وسأل اخوه علاء عن ياسمين" وين راحت وين اختفت" .."كيف طلعتومن وين طلعت..؟!"
فرد علاء كيف طلعت اكيد طلعت من الباب .....
نهض فارس مسرعا دون ان يأبه بعلاء الذيما زال يحدثه واستقل السيارة وانطلق بها يشتم ويلعن ياسمين بكل الشتائم التي عرفهافي حياته..دار بالشوارع حتى هدأ من غضبه واخذ يستعيد احداث الصالون من لحظة دخولهاالى لحظة وقوفه وتمزيق الخمار ولكن لم يستطيع ان يتذكر ماذا رأى خلف الخمار واخذ يتمنىان يرى ياسمين ولو للحظة واحدة فقط ليقول لها اذهبي الى جهنم واياك ان اراك او اسمعصوتك ..ولا اريد ان اعرفك ولا يهمني من انت ..فانت مجرد مريضة..مجنونة تعشق القبوروالجماجم ..تختفي خلف قناع اسود لتخفي خلفه قباحة لا مثيل لها..او انت مصابة بمرض الجدري..مقرفةلدرجة تثير الاشمئزاز ..او انت ممسوخة على شكل خنزير بري.. واخذ فارس يتخيل فعلا لوانها على شكل خنزير واثار هذا المنظر الضحك في نفس فارس وهدأ من روعه واتجه الي الناصرةالى مكتبه ودخل واخبر السكرتيرة ان سأل عنه اي شخص فلتخبره انه لم يأت وان لا تحولله اية مكالمة مهما كانت مهمة..
وردت السكرتيرة بكلمات"حاضر يا استاذفارس" ولكن هناك امرأة في الداخل تنتظرك منذ وقت
نظر اليها فارس وقال من هي ..؟
فابتسمت السكرتيرة واشارت بيديها بما معناهانها لا تعرف فشعر فارس من اسلوب السكرتيرة الساخر بانها تتحدث عن ياسمين"المقنعة"ودخل فارس بهدوء حتى لا يثير الارتياب ..وما ان دخل حتى رأي ياسمين تجلس على مكتبهوتقرأ اوراقه وكأنها صاحبة المكتب وكأنه هو الضيف بحيث لا تأبه بوجوده فجلس فارس علىالكنبة واخذ ينظر الى ياسمين وتبسم ..فرفعت ياسمين رأسها
وقالت بهدوء :كيفك يا فارس..ليش متأخر لهلأ .
فقال لها فارس: والله يا ست ياسمين لو بعرفانو حضرتك موجودة ما كنت تأخرت.
فقالت: طيب مرة ثانية ما تتأخر.
-فابتسم فارس وعادت ياسمين تقرأ الاوراقومن ثم قالت
:فارس قديش معك فلوس؟
-ضحك فارس وقال :ليش بتسألي ؟
-فقالت:جاوبني اول؟
-فقال فارس:الحمد لله من يوم ما شفتك واناشايف الخير ..اساليني قديش انا مديون على شأن اقدر اجاوبك.
-فقالت: انا بعرف انك مديون بس قديش بتقدرتدبر فلوس.؟
-فقال:مليح اذا بقدر ادبر بنزين سيارة.
-فقالت:لا انت بتقدر تدبر "520 الفشيكل".
lili- مشرف
- زقم العضويه : 27
عدد المساهمات : 1136
نقاظ : 7419
السٌّمعَة : 28
تاريخ التسجيل : 25/01/2010
العمر : 47
- مساهمة رقم 5
رد: قصه فارس وامراه
ارجوا من يقرا القصه ويعرف نهايتها ان يكلملها وله جزيل الشكر
ارسلت لي هذه القصه من طرف صديق ولم يكملي الباقي
وعندي فضول اعرف نهايتها
مرسي
ليلي
ارسلت لي هذه القصه من طرف صديق ولم يكملي الباقي
وعندي فضول اعرف نهايتها
مرسي
ليلي
زهرة الليلك- مديــــــر المنتـــــدي
- زقم العضويه : 7
عدد المساهمات : 4378
نقاظ : 12267
السٌّمعَة : 45
تاريخ التسجيل : 02/01/2010
العمر : 39
الموقع : سوريا /// العاصمة /////دمشق/////
- مساهمة رقم 6
رد: قصه فارس وامراه
lili- مشرف
- زقم العضويه : 27
عدد المساهمات : 1136
نقاظ : 7419
السٌّمعَة : 28
تاريخ التسجيل : 25/01/2010
العمر : 47
- مساهمة رقم 7