في ليله بارده

واتجهت نحو الباب
رياح عاتية تعصف بي
اصوات حفيف الاشجار تشنف مسامعى

رذاذ خفيف
برق ساطع تضىء منه الغبراء
سرت القشعريرة فى جسدى


لا اعرف هل سببها الخوف ام البرد


هممت باغلاق الباب والعودة الى فراشى


حانت منى التفاتة الى السماء


رأيت النجوم لا نور فيها ولا لمعان


قلبت ناظرى فى السماء فأذا بها تبكى


تبكى نفسها وتبكينى


عندها استجمعت قواى


وذكرت الله فى سري ونجواى


وخطوت الخطوة الاولى نحو المجهول


اتبعتها بخطوات


وكنت كلما مشيت برهة من الزمن


ارجعت بصري الى السماء


اصابنى ذهول وخوف شديد


ترى هل اتابع ام اعود


وجدت نفسى مرغماعلى السير فى هذا الطريق المظلم


مشطت ارصفة الطرقات


اصوات كئيبة هنا وهناك


همهمة وعويل


يا الله


ما هذا


مالذى حدث


ولماذا غادرت منزلى


تملكنى الذعر الشديد


فسارعت الخطى


امشى واتعثر واسقط


اشواك تحيط بي


ارض زلقة


زمهرير شديد


لا وقت حتى للبكاء


يا لها من ليلة ليلاء


هذه التى اخرجتنى من ملاذى الامن


كنت اقف مشدوها


فأذا لمع البرق


ابصرت طريقى فحثثت المسير


شددت عزمى وعلمت انه لا خيار لى


اما الاستمرار علي ان اصل


او العودة والضياع


امران احلاهم مر


كنت كلما خارت قواى وهبطت عزائمى


نظرت الى النجوم فعاد لى العزم من جديد


لا اريد حياتى ان تكون باهتة


لا اريد نجوم سماى ان تكون مظلمه


كلا

سأظل امشى وابحث حتى اجد ما اريده


تابعت المسير بقوة وعزم


كنت احنى رأسى من شدة البرد


فجاة استوقفنى شىء


سرى الرعب فى جسدى


اغمضت عيناى لفترة


ثم رفعت رأسى ونظرت بترقب


ويالهول ما رأيت


جبل عظيييييييييييييييييييم


كأعظم ما يكون الجبل


يسد الافق بضخامته وارتفاعه


اعتصر قلبي الحزن


ماهذه العوائق التى تسد دروبي


وكيف اتخطاها وهى اقوى منى وانا مجرد انسان ضعيف


ترى هل اعود ادراجى


ام اتابع مسيرى واتسلق هذا الجبل الضخم


جائنى فتح من الله


وخطرت لى خاطرة


لا انظر الى الوراء بل اسلط نظرى الى ماهو امامى


تذكرت قول ابو القاسم الشابى:


ومن يتهيب صعود الجبال ******* يعش ابد الدهر بين الحفر


نعم صدق والله


سئلت الله العون وبدات اتسلق


لم ادع لنفسى فرصة للومى


كلما بدأت قواى تضعف


نظرت الى القمة التى لا اكاد استبينها


لشدة بعدها وحلكة الظلام


وهاانا مستمر لا هم لى سوى الوصول


لم اسمح لعيناى ان تنظرا الى الاسفل


كلا فلا وقت عندى لاضيعه فى النظر الى ما فات


كنت كلما انهكنى المسير


وعدت نفسى بقمة زاهرة


فسرت فى روحى لذة النجاح المنتظر


وأكملت طريقى المجهول


يا الله هذه هى القمة


اكاد اصل اخيرا


دب فى النشاط ا سرعت واسرعت


واخيرا امتطيت قمة هذا الجبل العظيم


وقفت على القمة وانا اكاد لا اصدق نفسى


استنشقت نسائم عليلة


واذا بهواء يعبق بروائح عطرية يداعب وجنتى ويزيح خصلات شعرى المتناثرة على جبهتي


وكأنه يهمس قائلا انظر


انظر وتمتع بنجاحك


نظرت الى الجزء الاخر من ما وراء هذا الجبل الشم


وجدت ارض اخرى


وسماء اخرى


وانجما اخرى


لا اكاد اصدق ما ارى


مسحت عيناى وامعنت النظر


ارض خضراء مترامية الاطراف


رائعة الجمال


جداول من ماء وهضاب صغيرة واشجارا ظليلة


رفعت بصرى الى السماء


قمرا منير


كاعظم ما تكون الانارة


يكاد ضوئه يكون اشد من ضوء شمسنا فى قريتنا التى تركتها ورائى


نجوم ساطعة متلألئة


تتناثر فى كبد السماء بمنظر خلاب يعجز عنه وصف الادباء والبلغاء


نظرت الى كل هذا الجمال


دمعت عيناى


شعرت ببرودة الدموع على وجهى


تذكرت عندها قول الشاعر:


هجم السرور علي حتى اننى********** من فرط ماقد سرنى ابكانى


عزمت ان انزل الى تلك البقعة الرائعة


ولكن لابد من نظرة وداع اخيرة


لديارى التى هجرتها


نظرت فاذا بها بقعة حالكة الظلام


حتى النجوم لا زالت كئيبة


والسماء متجهمة


شردت بى الافكار نحو ايام لي سالفة فى تلك البقعة من الارض


ولكنى روضت نفسى التى حنت الى الماضى


كلا يا نفس


لم يعد من العمر بقية لاضيعها


فى تلك الايام الغابرة السوداء


لابد ان ابحث عن الجمال


لا بد ان اكون منتجا


لا بد ان اتحرر من قيود الحزن والاسى والخوف


نزلت بسرعة


وانطلاق


لم اشعر ببعد المسير


ماهى الا لحظات


واذا بى فى هذه الديار الجديدة


التى انارت بصري وبصيرتى بجمالها وضوئها وشعاعها


شمس جديدة اشرقت فى حياتى


وامل جديد انبعث فى نفسى


لا وقت عندى حتى استعيد ذكريات الماضى


والام الليالى


فهاانا قد بدأت صفحة جديدة


ولن اسمح لاحد ان يعكر علي صفوى


نسيت الاحقاد والبعد وطول المسير


لم يعد فى نفسى شىء يذكر الا روح المسامحة


والنظر الى القادم........................


فهيا بنا جميعا ننسى الماضى


فخنوعنا وحزننا لن يعيد الشلال الى مصبه


بل انه سيسرق منا ايامنا دون فائدة جنيناها


لا لدنيا ينتفع بها احد


ولا لاخرة نغرس غراسها الان حتى نجنى ثمارها غدا


هذه هى ارضى الجديدة********** هذه هى امجادى الفريدة


فمن اراد نسيان غياهب الظلام


فليأتى اليها


وليستنير بنورها


فقد غيرت بنفسى اشياء كثيرة


انها ارض الواقع والمستقبل


ارض الامل والنور


ارض الايمان والتسامح


ارض الطموح وطلب العلم


والتزود بكل ماهو مفيد وجديد


انها باختصار


وطنى الجديد


وها أنا


انسان جديد


تطلعاتى كبيرة واحلامى كثيره


لا اكاد استوعبها


احلام عظيمه تصعد بي الى الجوزاء


انه طموح جامح


طموحى الذى هو كدأماء البحر