3 مشترك
121- خاتم الأنتقام - فيوليت وينسبير
HAMS- مشرف عام الاقسام الرومانسيه
- زقم العضويه : 58
عدد المساهمات : 720
نقاظ : 6278
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 08/02/2010
العمر : 32
الموقع : مصر
- مساهمة رقم 1
121- خاتم الأنتقام - فيوليت وينسبير
الملخص
الأخلاص يجعل الأنسان يسير بحياته ومواقفه أحيانا الى درجة التضحية بالذات
دونا الوردة البيضاء , الآتية من بلاد الضباب الى ايطاليا , للعمل كسكرتيرة للمثلة المشهورة سيرافينا نيري , تلتقي في روما رجلا غامضا , يعلق في أذنه ( خاتم الأنتقام ) , لفّها بسحرة الصقلي......كلّمها عن الأسرار وهي لا تعرف عنه شيئا حتى اسمه بل تخاف منه فتقرر محوه من فكرها.منتديات ليلاس
ريك لورديتي يعمل حارسا شخصيا للمثلة سيرافينا , مخلص لها لدرجة الموت , ضحّى بشبابه من أجل حمايتها , بينهما أسرار لا تستطيع دونا كشفها , علاقتهما غريبة ومشبوهة , حتى أدوني ابن سيرافينا يكره ريك ويخاف منه , تقرر دونا الرحيل والهرب , فهو ليس لها.... بل لسيرافينا التي تكبّله بالسلاسل , لكن ريك يمنعها من الرحيل , وتأتي يد الحب لتنزع الأقنعة... ويبزغ فجر جديد على قرارات دونا.
الأخلاص يجعل الأنسان يسير بحياته ومواقفه أحيانا الى درجة التضحية بالذات
دونا الوردة البيضاء , الآتية من بلاد الضباب الى ايطاليا , للعمل كسكرتيرة للمثلة المشهورة سيرافينا نيري , تلتقي في روما رجلا غامضا , يعلق في أذنه ( خاتم الأنتقام ) , لفّها بسحرة الصقلي......كلّمها عن الأسرار وهي لا تعرف عنه شيئا حتى اسمه بل تخاف منه فتقرر محوه من فكرها.منتديات ليلاس
ريك لورديتي يعمل حارسا شخصيا للمثلة سيرافينا , مخلص لها لدرجة الموت , ضحّى بشبابه من أجل حمايتها , بينهما أسرار لا تستطيع دونا كشفها , علاقتهما غريبة ومشبوهة , حتى أدوني ابن سيرافينا يكره ريك ويخاف منه , تقرر دونا الرحيل والهرب , فهو ليس لها.... بل لسيرافينا التي تكبّله بالسلاسل , لكن ريك يمنعها من الرحيل , وتأتي يد الحب لتنزع الأقنعة... ويبزغ فجر جديد على قرارات دونا.
HAMS- مشرف عام الاقسام الرومانسيه
- زقم العضويه : 58
عدد المساهمات : 720
نقاظ : 6278
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 08/02/2010
العمر : 32
الموقع : مصر
- مساهمة رقم 2
رد: 121- خاتم الأنتقام - فيوليت وينسبير
1 - الغامض من جزيرة الليمون!
جلست دونا هدسون تتأمل ذلك المنظر الطبيعي الخلاّب بدهشة واعجاب شديدين , كانت سيارة الأجرة القديمة تجتاز تلك الطرقات الضيقة صعودا , حتى بدت كأنها معلقة في الهواء , فوق مجموعة كبيرة من الصخور البحرية الضخمة , لم يبد على السائق الأيطالي أي توتر أو أزعاج أطلاقا , وكان يوجّه اليها بين الحين والآخر ملاحظات لم تفهمها ولكنها تصوّرت بأنها تطمينات اليها.
شعرت دونا في تلك المناطق الجبلية الوعرة بأنها خلّفت المدينة وراءها ... في تلك المنحدرات المنخفضة لجنوب أيطاليا , حيث كروم العنب وحقول الزيتون واللوز وبساتين الفاكهة , أما في تلك المرتفعات , فلم تكن هناك سوى البرية والعظمة , أحست دونا بروعتهما .....ز وبالخوف منهما , وفجأة أدار السائق وجهه الى الوراء وقال لها:
" فيللا أمبراتوري".
توتّرت أعصابها بعض الشيء لمجرد علمها بأنها على وشك الوصول الى المكان الذي تقصده , لم تتوقع أن يكون منزل الممثلة المتقاعدة سيرافينا نيري في هذا الجزء من ايطاليا , كانت تتصوره فيللا جميلة في ضواحي روما الغنية ..... قصرا فخما تحيط به التماثيل البيضاء والنوافير المنعشة , وقالت لنفسها أن منزلا في هذه المنطقة الجبلية النائية لا بد أن يكون بدائيا ..... وربما رومنطيقيا.
تحوّل السائق بسرعة الى طريق جانبية أدّت الى بوابة حديدية كبيرة , محكمة الأقفال , خرج حارس يرتدي الثياب المدنية من منزل حجري صغير يقع بين مجموعة من الأشجار , وراح يتبادل الحديث مع سائق السارة , مرّت بضع دقائق قبل أن يستدير السائق نحوها ويقول لها بلكنة أيطالية قوية:
" جواز السفر , يا آنسة ! أنه يريد رؤية الجواز أولا!".
" يريد التأكد من حقيقة هويتي!".
أخرجت جواز السفر من حقيبتها وأعطته للسائق , الذي أعطاه بدوره الى الحارس , تأمّل الرجل الجواز بدقّة وتمعّن , ثم طلب من الآنسة هدسون أن تسمح بالخروج من السيارة كي يتأكد نهائيا من أنها هي الآنسة المنتظرة.
نزلت دونا وهي تشعر كأنها وصلت الى حدود دولة صغيرة تحكمها سيرافينا نيري, الممثلة السينمائية العالمية التي تقاعدت وأختارت العزلة ضمن جدران قصر يحميها فيه حراسها الشخصيون ...... ليس فقط من الصحفيين والمصورين والفضوليين , ولكن أيضا من خطر الأختطاف ودفع الفدية , أقنعت دونا نفسها بأن هؤلاء الأشخاص مضطرون لأتخاذ كافة التدابير الوقائية , ولكن هذا الحارس يرى بالتأكيد أنه ليس معها أي مسدس أو آلة تصوير , تفحصها بدقة بالغة من رأسها حتى أخمص قدميها , ثم أعاد اليها جواز سفرها وتحدّث ثانية مع السائق وهو يلوّح بيديه بعصبية واضحة , فهمت دونا ماذا يجري بين الرجلين , لأنها سرعان ما شاهدت السائق يخرج من سيارته ويفتح صندوقها ثم يضع الحقائب على الأرض ويمد يده طالبا أجرته , أحست بأن الحارس سيسمح لها بدخول البوابة ...... ولكن سيرا على قدميها , يبدو أن لديه أوامر مشددة بألا يثق بأحد......
أعطت السائق أجرته , فأطلق لسيارته العنان مخلفا وراءه عاصفة من الغبار , وقفت دونا تراقب بهدوء , فيما الحارس يفتش حقيبتها تفتيشا دقيقا للغاية , أغمضت عينيها ورفعت وجهها نحو الشمس لتنعم بالدفء , وبتلك المسحة الخفيفة من اللون البرونزي على وجنتيها.
لم تكن ظروف عملها في تلك الفيللا مشجعة كثيرا , لا بل أنها في بعض متطلباتها مزعجة ومثيرة للأشمئزاز , ولكن دونا كانت تتحرق شوقا للوصول ال أيطاليا وتمضية بعض الوقت في مدنها وقراها الساحرة , حصلت على وظيفتها هذه , لأن والدها مصور سينمائي مشهور , وعمل بضع مرات بنجاح باهر في أفلام سيرافينا نيري , تذكرت سيرافينا أسم هدسون فحصلت دونا على وظيفة هامة , ألا وهي مساعدة الممثلة العالمية في كتابة مذكراتها.
كانت دونا تقوم بمثل هذه الأعمال سابقا وتفضّلها على الأرتباط بوظيفة مكتبية دائمة , ولكنها تعرف أن لهذه المهام المؤقتة مشاكلها ومصاعبها , ساعدت مرة فكاهيا ذائع الصيت في كتابة قصة حياته , فلم تجد أي فكاهة ومرح في محاولاتها الدائبة والجاهدة للبقاء بعيدة عن مغازلته ويديه , ولكنها ستعمل هذه المرة مع أمرأة أما هي فأن أحتمالات فقدانها لصبرها... أقل بكثير من أي وقت مضى.
أخذت حقيبة يدها من يد الحارس ولوّحت بها قائلة له كلمة الشكر الأيطالية الجميلة التي تعرفها , حدّق بها برهة ثم أنفرجت أساريره وأنحنى لحمل الحقائب , أشار اليها بأن تتبعه , ففعلت ذلك بدون تردد , وسارا على ممر ضيق بين صفين طويلين من الأشجار الباسقة , كانت العصافير تزقزق وتقفز على الأغصان بفرح ظاهر , مضيفة مزيدا من العزلة الى هذه المنطقة النائية , كيف يكون شعور الأنسان أذا كان غنيا وجميلا وذا شهرة عالمية ...... ويعيش في خوف دائم من الأختطاف؟ هل تشعر سيرافينا بأثارة من نوع ما وهي لم تعد تظهر على شاشة السينما , بل تعيش على أمجاد الماضي....... وحيدة؟ وتمتمت دونا بمجرد وصولها الى باحة الفيللا:
" رائعة كأنها من صنع الخيال!".
نظر اليها الحارس بأستغراب وقال لها بالأيطالية:
" عذرا يا آنسة؟".
أبتسمت ثم أشارت بيدها الى الفيللا وردت عليه بلغته ممازحة:
" أنها جميلة جدا هذه القلعة الحصينة".
جلست دونا هدسون تتأمل ذلك المنظر الطبيعي الخلاّب بدهشة واعجاب شديدين , كانت سيارة الأجرة القديمة تجتاز تلك الطرقات الضيقة صعودا , حتى بدت كأنها معلقة في الهواء , فوق مجموعة كبيرة من الصخور البحرية الضخمة , لم يبد على السائق الأيطالي أي توتر أو أزعاج أطلاقا , وكان يوجّه اليها بين الحين والآخر ملاحظات لم تفهمها ولكنها تصوّرت بأنها تطمينات اليها.
شعرت دونا في تلك المناطق الجبلية الوعرة بأنها خلّفت المدينة وراءها ... في تلك المنحدرات المنخفضة لجنوب أيطاليا , حيث كروم العنب وحقول الزيتون واللوز وبساتين الفاكهة , أما في تلك المرتفعات , فلم تكن هناك سوى البرية والعظمة , أحست دونا بروعتهما .....ز وبالخوف منهما , وفجأة أدار السائق وجهه الى الوراء وقال لها:
" فيللا أمبراتوري".
توتّرت أعصابها بعض الشيء لمجرد علمها بأنها على وشك الوصول الى المكان الذي تقصده , لم تتوقع أن يكون منزل الممثلة المتقاعدة سيرافينا نيري في هذا الجزء من ايطاليا , كانت تتصوره فيللا جميلة في ضواحي روما الغنية ..... قصرا فخما تحيط به التماثيل البيضاء والنوافير المنعشة , وقالت لنفسها أن منزلا في هذه المنطقة الجبلية النائية لا بد أن يكون بدائيا ..... وربما رومنطيقيا.
تحوّل السائق بسرعة الى طريق جانبية أدّت الى بوابة حديدية كبيرة , محكمة الأقفال , خرج حارس يرتدي الثياب المدنية من منزل حجري صغير يقع بين مجموعة من الأشجار , وراح يتبادل الحديث مع سائق السارة , مرّت بضع دقائق قبل أن يستدير السائق نحوها ويقول لها بلكنة أيطالية قوية:
" جواز السفر , يا آنسة ! أنه يريد رؤية الجواز أولا!".
" يريد التأكد من حقيقة هويتي!".
أخرجت جواز السفر من حقيبتها وأعطته للسائق , الذي أعطاه بدوره الى الحارس , تأمّل الرجل الجواز بدقّة وتمعّن , ثم طلب من الآنسة هدسون أن تسمح بالخروج من السيارة كي يتأكد نهائيا من أنها هي الآنسة المنتظرة.
نزلت دونا وهي تشعر كأنها وصلت الى حدود دولة صغيرة تحكمها سيرافينا نيري, الممثلة السينمائية العالمية التي تقاعدت وأختارت العزلة ضمن جدران قصر يحميها فيه حراسها الشخصيون ...... ليس فقط من الصحفيين والمصورين والفضوليين , ولكن أيضا من خطر الأختطاف ودفع الفدية , أقنعت دونا نفسها بأن هؤلاء الأشخاص مضطرون لأتخاذ كافة التدابير الوقائية , ولكن هذا الحارس يرى بالتأكيد أنه ليس معها أي مسدس أو آلة تصوير , تفحصها بدقة بالغة من رأسها حتى أخمص قدميها , ثم أعاد اليها جواز سفرها وتحدّث ثانية مع السائق وهو يلوّح بيديه بعصبية واضحة , فهمت دونا ماذا يجري بين الرجلين , لأنها سرعان ما شاهدت السائق يخرج من سيارته ويفتح صندوقها ثم يضع الحقائب على الأرض ويمد يده طالبا أجرته , أحست بأن الحارس سيسمح لها بدخول البوابة ...... ولكن سيرا على قدميها , يبدو أن لديه أوامر مشددة بألا يثق بأحد......
أعطت السائق أجرته , فأطلق لسيارته العنان مخلفا وراءه عاصفة من الغبار , وقفت دونا تراقب بهدوء , فيما الحارس يفتش حقيبتها تفتيشا دقيقا للغاية , أغمضت عينيها ورفعت وجهها نحو الشمس لتنعم بالدفء , وبتلك المسحة الخفيفة من اللون البرونزي على وجنتيها.
لم تكن ظروف عملها في تلك الفيللا مشجعة كثيرا , لا بل أنها في بعض متطلباتها مزعجة ومثيرة للأشمئزاز , ولكن دونا كانت تتحرق شوقا للوصول ال أيطاليا وتمضية بعض الوقت في مدنها وقراها الساحرة , حصلت على وظيفتها هذه , لأن والدها مصور سينمائي مشهور , وعمل بضع مرات بنجاح باهر في أفلام سيرافينا نيري , تذكرت سيرافينا أسم هدسون فحصلت دونا على وظيفة هامة , ألا وهي مساعدة الممثلة العالمية في كتابة مذكراتها.
كانت دونا تقوم بمثل هذه الأعمال سابقا وتفضّلها على الأرتباط بوظيفة مكتبية دائمة , ولكنها تعرف أن لهذه المهام المؤقتة مشاكلها ومصاعبها , ساعدت مرة فكاهيا ذائع الصيت في كتابة قصة حياته , فلم تجد أي فكاهة ومرح في محاولاتها الدائبة والجاهدة للبقاء بعيدة عن مغازلته ويديه , ولكنها ستعمل هذه المرة مع أمرأة أما هي فأن أحتمالات فقدانها لصبرها... أقل بكثير من أي وقت مضى.
أخذت حقيبة يدها من يد الحارس ولوّحت بها قائلة له كلمة الشكر الأيطالية الجميلة التي تعرفها , حدّق بها برهة ثم أنفرجت أساريره وأنحنى لحمل الحقائب , أشار اليها بأن تتبعه , ففعلت ذلك بدون تردد , وسارا على ممر ضيق بين صفين طويلين من الأشجار الباسقة , كانت العصافير تزقزق وتقفز على الأغصان بفرح ظاهر , مضيفة مزيدا من العزلة الى هذه المنطقة النائية , كيف يكون شعور الأنسان أذا كان غنيا وجميلا وذا شهرة عالمية ...... ويعيش في خوف دائم من الأختطاف؟ هل تشعر سيرافينا بأثارة من نوع ما وهي لم تعد تظهر على شاشة السينما , بل تعيش على أمجاد الماضي....... وحيدة؟ وتمتمت دونا بمجرد وصولها الى باحة الفيللا:
" رائعة كأنها من صنع الخيال!".
نظر اليها الحارس بأستغراب وقال لها بالأيطالية:
" عذرا يا آنسة؟".
أبتسمت ثم أشارت بيدها الى الفيللا وردت عليه بلغته ممازحة:
" أنها جميلة جدا هذه القلعة الحصينة".
HAMS- مشرف عام الاقسام الرومانسيه
- زقم العضويه : 58
عدد المساهمات : 720
نقاظ : 6278
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 08/02/2010
العمر : 32
الموقع : مصر
- مساهمة رقم 3
رد: 121- خاتم الأنتقام - فيوليت وينسبير
هز الحارس رأسه بدون أن تتغير ملامحه أو أن يبتسم , تصورت دونا أنه ربما كان أنسانا طيب القلب , دمث الأخلاق , على الرغم من ذلك المسدس الكبير الذي يتدلى من حزامه , ثم قال لها , مستخدما اللغتين معا:
" هيا , يا آنسة , أتبعيني".
سارت وراءه بأتجاه الباب الخشبي بدون أن تتفوه بكلمة واحدة , شد جرسا معدنيا الى جانب المدخل وأنتظر حتى أنفتحت طاقة صغيرة في الباب , هز الحارس رأسه للشخص الذي يقف في الداخل , ثم حياها بتأدب بالغ وتركها مع حقائبها , ابتسمت دونا للعينين السوداوين التين كانتا تحدقان بها , وقالت:
" أنا الآنسة هدسون , السيدة نيري بأنتظاري".
فتح شاب وسيم الباب العريض محييا بأحترام , ثم حمل حقائبها وسار أمامها عبر القاعة الجميلة المبردة صعودا الى قاعة الجلوس , توقف الشاب لحظة ثم طرق أحد الأبواب المزدوجة وهو يتأمل وجهها وجسمها بشكل مغر , تظاهرت بأنها لا تأبه لنظراته , لأنها كانت تشعر بأن سيرافينا التي تحيط نفسها بالرجال لا بد أنها أمرأة تحب أن تكون وحدها محور أهتمامهم وأعجابهم , ومن المؤكد أن المغازلات أمور غير مستحبة في هذا المنزل , هذا لا يهمها كثيرا , لأنها لم تلتق بعد الرجل الذي يزيد من سرعة خفقان قلبها أو يلهب مشاعرها وأحاسيسها.
" أدخل!".
فتح الشاب بابا يؤدي الى غرفة كبيرة رائعة تجلس فيها سيدة بمفردها.
" الآنسة هدسون".
أعلن الشاب وصولها ثم أنسحب بسرعة تاركا الشابة الجميلة مع ربة عملها , تأملت كل منهما الأخرى بهدوء وروية .... فتاة بريطانية نحيلة الجسم عادية الملامح , وسيدة أيطالية فائقة الجمال ذات شعر أسود لماع وعينين خضراوين جذابتين وجسم يضج فتنة وكمالا , كانت سيرافينا تقف قرب النافذة بأبهة وفخر..... تجسّد أحلام الملايين من الرجال في جميع أنحاء العالم , أنها المرأة التي كان الرجال يشاهدونها بلهفة وسعادة ...... وحرقة , متمنين لأنفسهم لو أن زوجاتهم أو صديقاتهم يشبهنها من حيث الجمال والأغراء , نظرت اليها وقالت بصوت ناعم ودافىء.
" أذن أنت دونا!".
هزت الشابة رأسها فمضت الى القول:
" كان والدك , يا دونا , صديقا عزيزا جدا , ومصورا ناجحا للغاية ..... فنانا الى درجة الأبداع , كان يعرف كيف يصور لي اللقطات القريبة أذ كان يخفف كثيرا من بروز أنفي الأيطالي.. أن كنت تعرفين ما أعنيه!".
ابتسمت دونا وهي تلاحظ فجأة أن هذه السيدة أكثر أنسانية مما بدت عليه في الوهلة الأولى , كانت تبتسم عندما قالت لها دونا:
" كان يتحدث عنك بأستمرار , يا سيدة نيري , أخبرني أكثر من مرة أنه كان يفضل العمل معك أكثر من غيرك , فلك أسلوب مميز وشخصية فذة في التمثيل.
ثم تنهدت وأضافت قائلة بهدوء:
" حزنت كثيرا عندما لقي حتفه في ذلك الحريق البشع الذي ألتهم أستديوهات الشركة في لوس أنجلوس لا شك أنها خسارة فادحة ومؤلمة جدا بالنسبة اليك يا صغيرتي , وخاصة لأنك كنت فقدت أمك أثناء طفولتك , أنه القدر , ولا يمكننا تجنبه أو تفاديه كما لو أنه حلول الظلام أو شروق الشمس , والآن يا عزيزتي , سوف تساعدينني كي أصبح كاتبة , أنه دور جديد جدا بالنسبة الي , وسوف يساعدني على تمضية الوقت , أليس كذلك؟".
أبتسمت دونا وهزت برأسها , مسكينة هذه الأمرأة ! تملك مساحات شاسعة من الأراضي والحقول والبساتين , ولا تعرف كيف تتمتع بها , تلك الزهور الرائعة التي تنبت في كل مكان , تلك العصافير المختلفة التي تغني على رؤوس الأشجار وبين أغصانها ...... تلك الطرقات الصغيرة والممرات الضيقة المتشعبة التي تؤدي الى مناطق جبلية ساحرة تطل على مياه البحر المهدئة للأعصاب!
ولكن سيرافينا زهرة طرية العود وليست أحدى تلك النباتات ا
برية القوية , ومن المؤكد أنه لم يخطر ببالها قط أنه يمكنها أيجاد متعة كافية في الأمور البسيطة , عاشت طويلا في الأضواء , وتريد أن تضع الآن في كتاب واحد ذكرياتها عن تلك الأيام..... والليالي...... الفاتنة والباهرة , تريد أن تذكّر العالم بغرامياتها .... بأنتصاراتها........ وبدموعها.
" هل تعتقدين أن بأمكاننا القيام بعمل جيد معا؟".
وجهت سؤالها وهي تشير بيد جميلة الى مقعد وثير قريب منها, جلست دونا بهدوء وقالت:
" آمل ذلك يا سيدتي , الفيللا جميلة للغاية وأنا لدي شعور بأنني سأتمتع بهذه البلاد الرائعة".
" كل من له قلب حنون ومشاعر حساسة يحب أيطاليا ويتمتع بها , سوف تناديني سيرافينا , كما يفعل المقيمون في الفيللا".
ثم سألتها بلهجة جادة:
" أخبريني , أليس لديك شاب يعترض على أبتعادك عنه؟ سيأخذ أعداد الكتاب فترة طويلة , فلدي معلومات كثيرة أريد أن أضمنه أياها , وأنا لا أسمح لأي غريب بالحضور الى هنا , لزيارة أي من العاملين لدي".
" ليس لدي صديق في الوقت الحاضر .... ليس بشكل دائم وثابت على الأقل , بأمكانك أعتباري موظفة محترفة , وليس فتاة لا يهمها سوى الخروج مع الشبان والسعي للزواج".
" عظيم".
" هيا , يا آنسة , أتبعيني".
سارت وراءه بأتجاه الباب الخشبي بدون أن تتفوه بكلمة واحدة , شد جرسا معدنيا الى جانب المدخل وأنتظر حتى أنفتحت طاقة صغيرة في الباب , هز الحارس رأسه للشخص الذي يقف في الداخل , ثم حياها بتأدب بالغ وتركها مع حقائبها , ابتسمت دونا للعينين السوداوين التين كانتا تحدقان بها , وقالت:
" أنا الآنسة هدسون , السيدة نيري بأنتظاري".
فتح شاب وسيم الباب العريض محييا بأحترام , ثم حمل حقائبها وسار أمامها عبر القاعة الجميلة المبردة صعودا الى قاعة الجلوس , توقف الشاب لحظة ثم طرق أحد الأبواب المزدوجة وهو يتأمل وجهها وجسمها بشكل مغر , تظاهرت بأنها لا تأبه لنظراته , لأنها كانت تشعر بأن سيرافينا التي تحيط نفسها بالرجال لا بد أنها أمرأة تحب أن تكون وحدها محور أهتمامهم وأعجابهم , ومن المؤكد أن المغازلات أمور غير مستحبة في هذا المنزل , هذا لا يهمها كثيرا , لأنها لم تلتق بعد الرجل الذي يزيد من سرعة خفقان قلبها أو يلهب مشاعرها وأحاسيسها.
" أدخل!".
فتح الشاب بابا يؤدي الى غرفة كبيرة رائعة تجلس فيها سيدة بمفردها.
" الآنسة هدسون".
أعلن الشاب وصولها ثم أنسحب بسرعة تاركا الشابة الجميلة مع ربة عملها , تأملت كل منهما الأخرى بهدوء وروية .... فتاة بريطانية نحيلة الجسم عادية الملامح , وسيدة أيطالية فائقة الجمال ذات شعر أسود لماع وعينين خضراوين جذابتين وجسم يضج فتنة وكمالا , كانت سيرافينا تقف قرب النافذة بأبهة وفخر..... تجسّد أحلام الملايين من الرجال في جميع أنحاء العالم , أنها المرأة التي كان الرجال يشاهدونها بلهفة وسعادة ...... وحرقة , متمنين لأنفسهم لو أن زوجاتهم أو صديقاتهم يشبهنها من حيث الجمال والأغراء , نظرت اليها وقالت بصوت ناعم ودافىء.
" أذن أنت دونا!".
هزت الشابة رأسها فمضت الى القول:
" كان والدك , يا دونا , صديقا عزيزا جدا , ومصورا ناجحا للغاية ..... فنانا الى درجة الأبداع , كان يعرف كيف يصور لي اللقطات القريبة أذ كان يخفف كثيرا من بروز أنفي الأيطالي.. أن كنت تعرفين ما أعنيه!".
ابتسمت دونا وهي تلاحظ فجأة أن هذه السيدة أكثر أنسانية مما بدت عليه في الوهلة الأولى , كانت تبتسم عندما قالت لها دونا:
" كان يتحدث عنك بأستمرار , يا سيدة نيري , أخبرني أكثر من مرة أنه كان يفضل العمل معك أكثر من غيرك , فلك أسلوب مميز وشخصية فذة في التمثيل.
ثم تنهدت وأضافت قائلة بهدوء:
" حزنت كثيرا عندما لقي حتفه في ذلك الحريق البشع الذي ألتهم أستديوهات الشركة في لوس أنجلوس لا شك أنها خسارة فادحة ومؤلمة جدا بالنسبة اليك يا صغيرتي , وخاصة لأنك كنت فقدت أمك أثناء طفولتك , أنه القدر , ولا يمكننا تجنبه أو تفاديه كما لو أنه حلول الظلام أو شروق الشمس , والآن يا عزيزتي , سوف تساعدينني كي أصبح كاتبة , أنه دور جديد جدا بالنسبة الي , وسوف يساعدني على تمضية الوقت , أليس كذلك؟".
أبتسمت دونا وهزت برأسها , مسكينة هذه الأمرأة ! تملك مساحات شاسعة من الأراضي والحقول والبساتين , ولا تعرف كيف تتمتع بها , تلك الزهور الرائعة التي تنبت في كل مكان , تلك العصافير المختلفة التي تغني على رؤوس الأشجار وبين أغصانها ...... تلك الطرقات الصغيرة والممرات الضيقة المتشعبة التي تؤدي الى مناطق جبلية ساحرة تطل على مياه البحر المهدئة للأعصاب!
ولكن سيرافينا زهرة طرية العود وليست أحدى تلك النباتات ا
برية القوية , ومن المؤكد أنه لم يخطر ببالها قط أنه يمكنها أيجاد متعة كافية في الأمور البسيطة , عاشت طويلا في الأضواء , وتريد أن تضع الآن في كتاب واحد ذكرياتها عن تلك الأيام..... والليالي...... الفاتنة والباهرة , تريد أن تذكّر العالم بغرامياتها .... بأنتصاراتها........ وبدموعها.
" هل تعتقدين أن بأمكاننا القيام بعمل جيد معا؟".
وجهت سؤالها وهي تشير بيد جميلة الى مقعد وثير قريب منها, جلست دونا بهدوء وقالت:
" آمل ذلك يا سيدتي , الفيللا جميلة للغاية وأنا لدي شعور بأنني سأتمتع بهذه البلاد الرائعة".
" كل من له قلب حنون ومشاعر حساسة يحب أيطاليا ويتمتع بها , سوف تناديني سيرافينا , كما يفعل المقيمون في الفيللا".
ثم سألتها بلهجة جادة:
" أخبريني , أليس لديك شاب يعترض على أبتعادك عنه؟ سيأخذ أعداد الكتاب فترة طويلة , فلدي معلومات كثيرة أريد أن أضمنه أياها , وأنا لا أسمح لأي غريب بالحضور الى هنا , لزيارة أي من العاملين لدي".
" ليس لدي صديق في الوقت الحاضر .... ليس بشكل دائم وثابت على الأقل , بأمكانك أعتباري موظفة محترفة , وليس فتاة لا يهمها سوى الخروج مع الشبان والسعي للزواج".
" عظيم".
HAMS- مشرف عام الاقسام الرومانسيه
- زقم العضويه : 58
عدد المساهمات : 720
نقاظ : 6278
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 08/02/2010
العمر : 32
الموقع : مصر
- مساهمة رقم 4
رد: 121- خاتم الأنتقام - فيوليت وينسبير
جلست سيرافينا بأناقتها المعهودة على كنبة مغطاة بجلد الحمار الوحشي , لا يمكن تقدير عمرها بأكثر من ثلاثين , ولكن دونا تعرف من وادها أن الممثلة الشهيرة تجاوزت الحادية والأربعين , بشرتها ناعمة جدا , وعيناها لا أثر للتعب فيهما , وشفتاها تضجان حياة وأغراء ودعوة , أبتسمت سيرافينا وقالت لها:
" أنك تحدقين بي , هل ستتعجبين كثيرا عندما أقول لك أن لدي أبنا في الخامسة والعشرين من عمره؟".
منتديات ليلاس
ردت دونا بأبتسامة خجولة , قائلة:
" أخبرني أبي أنك سيدة جمبلة جدا , الجمال الحقيقي لا يذبل , بل يزداد روعة وبهاء.
ضحكت سيرافينا وقالت:
" كجوهرة نادرة أو لوحة لأحد الفنانين المشهورين ؟ أذا ولدت المرأة جميلة , فأنها تعتني بجمالها تماما كما تعتني بجوهرة ثمينة , أنا لا أخرج كثيرا الى الشمس , وقد تجد فتاة بمثل حيويتك ونشاطك , أن ذلك خطأ فادح وجسيم , كما أنني لا آكل طعاما يضر بصحبتي أو يزيد من وزني , أنا أمرأة دقيقة جدا يا دونا , كذلك يمكنني أن أكون مزعجة جدا وقاسية الى أبعد درجة , عندما يكون مزاجي سيئا , هل تعتقدين أن أعصابك ستتحملني؟".
" أنا لست زهرة ضعيفة , يا..... سيرافينا".
أنه أسم جميل , ولكن دونا شعرت بشيء من الخجل لمناداة ربة عملها بأسمها الأول..... وخاصة عندما تذكرت الشهرة المذهلة التي حققتها هذه الأمرأة المثيرة , وتذكرت دونا أيضا أن سيرافينا أنطلقت من أزقة صيقلية لتصبح نجمة عالمية يسعى الى الفوز بقلبها وبحبها بعض أشهر العازبين في العالم , ولكن سيرافينا تزوجت في الثامنة عشرة رجلا يكبرها بسنوات عديدة , لم تعش معه سوى فترة قصيرة , أنجبت خلالها صبيا تولى الوالد تربيته عندما ذهبت هي في سبيلها سعيا وراء الشهرة والثروة , لم تعد الى زوجها بعد ذلك الحين , ولأسباب غريبة وخاصة بها , وجدت من المناسب أن تظل متزوجة منه......
وكأنها تفضل أن يحبها الرجال عن بعد.
" لا يا عزيزتي , فأنت شابة تملك ملامح قوية تعجبني الى حد كبير , كما أنك لست من نوعية الأشخاص الذين يتصرفون بخنوع , أنا أكره وأحتقر الأشخاص الذين يلاطفونني كذبا وبهتانا , أوه , نعم ...... أحب الناس الذين يعاملونني بأخلاص حقيقي , لدي حراس عديدون في هذا المكان , رأيت بعضهم وأنت في طريقك الى هذه القاعة , أنت تعرفين يا دونا أنني أمرأة ثرية , ثمة رجال عصابات في هذه المرتفعات يتمنون أختطافي للحصول على فدية دسمة , حاولوا ذلك مرة! كنت متوجهة بالسيارة الى نابولي لزيارة شقيقتي , فأحاطوا بالسيارة وهم يركبون دراجات نارية سريعة , ولكن لحسن الحظ, كان مرافقي الخاص معي فأنقذني من أولئك المجرمين القذرين الذين لا يعملون لكسب عيشهم بل ينقضون كالعقبان الجائعة على الذين عملوا جاهدين لتحقيق ما توصلوا اليه بنجاح وغنى.
أسندت سيرافينا رأسها الى وسادة ناعمة , وأغمضت عينيها ثم مضت الى القول:
" نعم , عملت في شبابي كالكلاب وسوف أذكر ذلك كله في مذكراتي , ستكون مذكرات مثيرة للبعض ومقززة للبعض الآخر , لأنها ستكشف نفسيات الأشخاص الذين عرفتهم على حقيقتها , لن تصابي بالملل يا مساعدتي البريطانية الشابة , ستجدين أمورا كثيرة تسليك وتثير دهشتك , وربما ستحسدينني على ما مررت به عندما كنت مثلك في العشرينات من عمري , أخبريني , ألم تجدي بعد لنفسك حبيبا؟".
فاجأتها صراحة السؤال , فأحمرت وجنتاها عندما أجابت بتلعثم:
" كنت أعتقد أن جميع الفتيات البريطانيات متحررات الى درجة بالغة , لماذا تختلفين عن غيرك , يا دونا؟ ألم تلتقي رجلا يثيرك الى درجة التهور ؟ هل من المعقول أنك لا تزالين تحتفظين بتلك المثل العليا والتقاليد المتزمتة التي تجاوزها الزمن , كأن تريدين صيانة نفسك حتى ليلة العرس؟".
لم يعجب دونا ذلك النوع من التدخل الساخر والقاسي في حياتها الخاصة, ولكنها شعرت بأن سيرافينا أمرأة تعيش في وحدة قاتلة على الرغم من ثروتها الطائلة وحماية حراسها , ومن الواضح أنها بمجرد وجودها مع أنثى أخرى , شعرت برغبة قوية للثرثرة ..... كثيرا ما تؤدي ثرثرة النساء الى مواضيع تتعلق بغرف النوم , أجابتها دونا بلهجة هادئة:
" لم ألتق بعد رجلا أحسست بمثل هذه الرغبة نحوه , بالأضافة الى أنني كنت غارقة في العمل منذ تخرجي من كلية أدارة الأعمال ".
" لديك ملامح غير عادية , مع أنه لا يمكن وصفك فعلا بأنك جميلة , هذا اللون الذهبي في شعرك طبيعي , أليس كذلك؟ أنني أسألك لأن جفنيك سوداوان".
" هذا هو شكلي الطبيعي ولا أغيرة لأي سبب من الأسباب".
" وهذا يثبت أنك أنينة صادقة ومخلصة , وأن لديك عقلا راجحا ومنطقيا , أعتقد أن الأمور بيننا ستجري على ما يرام , على الأقل في معظم الأحيان , هكذا كانت الأمور مع والدك , من المؤكد يا صغيرتي أنك تفتقدين كثيرا ذلك الرجل العظيم!".
هزت دونا رأسها وقالت:
" كان أبي رجلا متشددا لا يعرف المراوغة أو التراجع عن الآراء والمواقف , ووما لا شك فيه أنني أبحث عن صفاته وخصائصه هذه ... في الرجال الآخرين".
" هذا واقع لا بد من حصوله , أنا أحببت أبي كثيرا وسأذكر ذلك في كتابي , توفي وأنا صغيرة السن , وتولت أمي مهام تربيتي ورعايتي , براعم صقلية تتفتح بسرعة , وبعض الفتيات يتزوجن في سن مبكرة جدا..... كما فعلت أنا, كان زوجي , رجلا طيبا جدا , ولكن الحياة معه كانت مملة , عندما سنحت لي فرصة الأشتراك في مسابقة لأختيار أجمل فتاة , أغتنمتها........".
" أنك تحدقين بي , هل ستتعجبين كثيرا عندما أقول لك أن لدي أبنا في الخامسة والعشرين من عمره؟".
منتديات ليلاس
ردت دونا بأبتسامة خجولة , قائلة:
" أخبرني أبي أنك سيدة جمبلة جدا , الجمال الحقيقي لا يذبل , بل يزداد روعة وبهاء.
ضحكت سيرافينا وقالت:
" كجوهرة نادرة أو لوحة لأحد الفنانين المشهورين ؟ أذا ولدت المرأة جميلة , فأنها تعتني بجمالها تماما كما تعتني بجوهرة ثمينة , أنا لا أخرج كثيرا الى الشمس , وقد تجد فتاة بمثل حيويتك ونشاطك , أن ذلك خطأ فادح وجسيم , كما أنني لا آكل طعاما يضر بصحبتي أو يزيد من وزني , أنا أمرأة دقيقة جدا يا دونا , كذلك يمكنني أن أكون مزعجة جدا وقاسية الى أبعد درجة , عندما يكون مزاجي سيئا , هل تعتقدين أن أعصابك ستتحملني؟".
" أنا لست زهرة ضعيفة , يا..... سيرافينا".
أنه أسم جميل , ولكن دونا شعرت بشيء من الخجل لمناداة ربة عملها بأسمها الأول..... وخاصة عندما تذكرت الشهرة المذهلة التي حققتها هذه الأمرأة المثيرة , وتذكرت دونا أيضا أن سيرافينا أنطلقت من أزقة صيقلية لتصبح نجمة عالمية يسعى الى الفوز بقلبها وبحبها بعض أشهر العازبين في العالم , ولكن سيرافينا تزوجت في الثامنة عشرة رجلا يكبرها بسنوات عديدة , لم تعش معه سوى فترة قصيرة , أنجبت خلالها صبيا تولى الوالد تربيته عندما ذهبت هي في سبيلها سعيا وراء الشهرة والثروة , لم تعد الى زوجها بعد ذلك الحين , ولأسباب غريبة وخاصة بها , وجدت من المناسب أن تظل متزوجة منه......
وكأنها تفضل أن يحبها الرجال عن بعد.
" لا يا عزيزتي , فأنت شابة تملك ملامح قوية تعجبني الى حد كبير , كما أنك لست من نوعية الأشخاص الذين يتصرفون بخنوع , أنا أكره وأحتقر الأشخاص الذين يلاطفونني كذبا وبهتانا , أوه , نعم ...... أحب الناس الذين يعاملونني بأخلاص حقيقي , لدي حراس عديدون في هذا المكان , رأيت بعضهم وأنت في طريقك الى هذه القاعة , أنت تعرفين يا دونا أنني أمرأة ثرية , ثمة رجال عصابات في هذه المرتفعات يتمنون أختطافي للحصول على فدية دسمة , حاولوا ذلك مرة! كنت متوجهة بالسيارة الى نابولي لزيارة شقيقتي , فأحاطوا بالسيارة وهم يركبون دراجات نارية سريعة , ولكن لحسن الحظ, كان مرافقي الخاص معي فأنقذني من أولئك المجرمين القذرين الذين لا يعملون لكسب عيشهم بل ينقضون كالعقبان الجائعة على الذين عملوا جاهدين لتحقيق ما توصلوا اليه بنجاح وغنى.
أسندت سيرافينا رأسها الى وسادة ناعمة , وأغمضت عينيها ثم مضت الى القول:
" نعم , عملت في شبابي كالكلاب وسوف أذكر ذلك كله في مذكراتي , ستكون مذكرات مثيرة للبعض ومقززة للبعض الآخر , لأنها ستكشف نفسيات الأشخاص الذين عرفتهم على حقيقتها , لن تصابي بالملل يا مساعدتي البريطانية الشابة , ستجدين أمورا كثيرة تسليك وتثير دهشتك , وربما ستحسدينني على ما مررت به عندما كنت مثلك في العشرينات من عمري , أخبريني , ألم تجدي بعد لنفسك حبيبا؟".
فاجأتها صراحة السؤال , فأحمرت وجنتاها عندما أجابت بتلعثم:
" كنت أعتقد أن جميع الفتيات البريطانيات متحررات الى درجة بالغة , لماذا تختلفين عن غيرك , يا دونا؟ ألم تلتقي رجلا يثيرك الى درجة التهور ؟ هل من المعقول أنك لا تزالين تحتفظين بتلك المثل العليا والتقاليد المتزمتة التي تجاوزها الزمن , كأن تريدين صيانة نفسك حتى ليلة العرس؟".
لم يعجب دونا ذلك النوع من التدخل الساخر والقاسي في حياتها الخاصة, ولكنها شعرت بأن سيرافينا أمرأة تعيش في وحدة قاتلة على الرغم من ثروتها الطائلة وحماية حراسها , ومن الواضح أنها بمجرد وجودها مع أنثى أخرى , شعرت برغبة قوية للثرثرة ..... كثيرا ما تؤدي ثرثرة النساء الى مواضيع تتعلق بغرف النوم , أجابتها دونا بلهجة هادئة:
" لم ألتق بعد رجلا أحسست بمثل هذه الرغبة نحوه , بالأضافة الى أنني كنت غارقة في العمل منذ تخرجي من كلية أدارة الأعمال ".
" لديك ملامح غير عادية , مع أنه لا يمكن وصفك فعلا بأنك جميلة , هذا اللون الذهبي في شعرك طبيعي , أليس كذلك؟ أنني أسألك لأن جفنيك سوداوان".
" هذا هو شكلي الطبيعي ولا أغيرة لأي سبب من الأسباب".
" وهذا يثبت أنك أنينة صادقة ومخلصة , وأن لديك عقلا راجحا ومنطقيا , أعتقد أن الأمور بيننا ستجري على ما يرام , على الأقل في معظم الأحيان , هكذا كانت الأمور مع والدك , من المؤكد يا صغيرتي أنك تفتقدين كثيرا ذلك الرجل العظيم!".
هزت دونا رأسها وقالت:
" كان أبي رجلا متشددا لا يعرف المراوغة أو التراجع عن الآراء والمواقف , ووما لا شك فيه أنني أبحث عن صفاته وخصائصه هذه ... في الرجال الآخرين".
" هذا واقع لا بد من حصوله , أنا أحببت أبي كثيرا وسأذكر ذلك في كتابي , توفي وأنا صغيرة السن , وتولت أمي مهام تربيتي ورعايتي , براعم صقلية تتفتح بسرعة , وبعض الفتيات يتزوجن في سن مبكرة جدا..... كما فعلت أنا, كان زوجي , رجلا طيبا جدا , ولكن الحياة معه كانت مملة , عندما سنحت لي فرصة الأشتراك في مسابقة لأختيار أجمل فتاة , أغتنمتها........".
HAMS- مشرف عام الاقسام الرومانسيه
- زقم العضويه : 58
عدد المساهمات : 720
نقاظ : 6278
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 08/02/2010
العمر : 32
الموقع : مصر
- مساهمة رقم 5
رد: 121- خاتم الأنتقام - فيوليت وينسبير
توقفت سيرافينا لحظة ومدت يديها, فلمعت خواتمها الثمينة , ثم مضت الى القول:
"كانت تلك المسابقة بداية أنطلاقي , فزت بها , فأعطتني أحدى شركات السينما دورا تافها في فيلم عن حقول الأرز , أوه , كم كان ذلك الأمر مثيرا بالنسبة اليّ! كان تحولا جذريا عن حياة الفقر في أزقة صقلية , لم أتردد أو أتخاذل .... قررت أستغلال تلك المناسبة للأنطلاق , وفعلا , أمسكت بأطراف الحظ والشهرة , وتعلقت بها بكل قواي".
منتديات ليلاس
لم يكن جمالها وحده الذي سلب عقول رواد السينما , كانت تبعث حرارة خارج الشاشة الفضية , جعلت الرجال والنساء على حد سواء يحبونها ويعجبون بأفلامها , ثم عادت تسأل دونا:
" هل لديك أشقاء أو شقيقات ؟ كنت ووالدك نتحدث عادة عن الأفلام , ولم أعد أذكر ما أذا كان لديه أكثر من طفل واحد".
" لم يكن هناك غيري , كنت أتمنى دائما لو أن لدي شقيقة ولكن والدي لم يتزوج بعد وفاة أمي وكرّس حياته لعمله".
" جميل أن يكون للأنسان شقيقة , والآن , يا دونا , ما رأيك في أن تشاهدي مكان أقامتك وتنتعشي قليلا بعد رحلتك الطويلة هذه؟ هل أتيت بالطائرة الى روما؟".
" لا , أتيت بالقطار السريع من باريس الى روما , وتمكنت بالتالي من التمتع بمناظر الألب الرائعة".
" يا لك من مخلوقة قوية وشجاعة ! ألم يكن القطار مكتظا بالركاب كأحدى علب السردين ؟ ماذا فعلت في روما؟".
أبتسمت دونا وقالت:
" ذهبت الى نافورة ترافي ورميت فيها قطعة نقود معدنية , ألا يقولون أن الأنسان يحقق بذلك أمنية , وخاصة أذا كان يقوم برحلته الأولى الى روما؟".
" أوه! أذن أنت أيضا تعتقدين بمثل هذه الخرافات البريئة! أنا فعلت مثلك , يا عزيزتي , وحققت أمنيتي , ماذا كانت
أمنيتك يا دونا ؟ لا لتربحي مباراة في الجمال حسبما أعتقد ! ربما للقاء رجل يهز الأرض من تحت قدميك , أليس كذلك؟".
رفضت دونا الأجابة عن هذا السؤال , فمع أنها لم تطلب أي مغامرة عاطفية أو لقاء فتى أحلامها , ألا أنها أغمضت عينيها بقوة عندما رمت القطعة النقدية وتمنت أن تمضي وقتا سعيدا وممتعا في أيطاليا , وسمعت سيرافينا تقول بلهجة شاعرية:
" روما أجمل مدينة في العالم , تجلس السعادة في أحد مقاهي أرصفتها وتراقب الناس على أختلاف ميولهم ومشاربهم , هل أمضيت هناك فترة كافية لرؤية المغيب الدافىء والفجر المنير؟".
" أمضيت نهارا وليلة , فشاهدت مغيب الشمس وشروقها ".
تذكرت دونا كيف أستأجرت عربة وذهبت لرؤية الملعب الروماني القديم في ضوء القمر الساطع , وكيف أنتبهت فجأة وهي تسير وحدها الى أن شخصا يتبعها , خافت لأنها وحدها في مدينة غريبة , أستدارت بسرعة لتركض نحو العربة المتوقفة على بعد عشرات الأمتار عنها , فأصطدمت برجل طويل القامة قال لها:
" ماذا تفعل فتاة بريطانية مثلك في مكان كهذا؟ هل تسمعين زئير الأسود التي كانت تطلق قديما من أقفاصها لتمزق أحشاء المساكين الذين كانوا يرمون اليها؟".
ذهلت دونا لدرجة أنها لم تتمكن من الأجابة أو التعليق , وكانت مذعورة الى حد لم تلاحظ معه ألا بعد لحظات طويلة مؤلمة أنها شاهدت هذا الرجل قبلا في الفندق الذي تقيم فيه, تذكرت أنه كان يجلس الى طاولة تبعد عنها بضعةو أمتار أثناء تناول العشاء , وما لفت أنتباهها آنذاك أنه يضع خاتما ذهبيا صغيرا في أذنه اليسرى , وعاد يسألها:
" لماذا تأتين الى مكان كهذا , ما لم تكوني راغبة في العودة الى الماضي البعيد ؟ هل تسمعين زئير الأسود وضجيج الحشود الغفيرة؟".
شعرت برغبة قوية للهرب نحو العربة والسائق الذي ينتظرها , ألا أن شيئا ما في ذلك الأيطالي الغريب وفي ملاحظاته سمّرها في مكانها ..... شيئا بالنسبة الى نظراته وملامحه أيقظ خيالها وجعلها تدرك أن الوجه اللاتيني الحقيقي لا يتبدل ويتغير مهما مر عليه من عهود وأجيال , أنه أيطالي من مواليد الربع الثاني للقرن العشرين , ولكن وجهه يبدو وكأنه خارج لتوه من لوحة رسمت في عصور النهضة , وعلى رغم مخاوفها , شعرت دونا بأحساس غريب أتجاه هذا الأسمر الغريب , كانت عيناه الخضراوان تجذبانها وتثيران في جسمها رعشة لم تعرف لها سببا.
" نعم , أيتها الفتاة البريطانية الشقراء , لديك حس يجعلك تدركين حقائق الماضي وروعته , تتركين شعرك الذهبي يتدلى على كتفيك كسنابل القمح الناضجة , فيتأملك المصارعون الأشداء بأعجاب قبل أن تنقض الأسود لتنهش جسدك الطري الناعم".
دبت القشعريرة في أطرافها وهي تتخيل تلك الصورة الوحشية التي رسمها لها , وسألته بأنزعاج بالغ:
" وأنت ؟ ماذا كنت؟ أحد أولئك الرومان القساة الذين كانوا يمتعون أنظارهم بتلك المشاهد الدموية الوحشية؟".
" أنا كنت مصارعا من جزيرة صقلية , في الليالي التي كانت تسبق أحتفالات الدم والبربرية ويحضرها الأباطرة بأنفسهم , كانوا يمنحون المصارعين رغباتهم الأخيرة ..... فتيات من بين الأسيرات العذارى , آنذاك ألتقينا للمرة الأولى , أليس كذلك؟".
أعجبها بقدر ما أفزعها وأثار أشمئزازها , كانت تغطي وجهه القاسي الجذاب مسحة قوية من الألم , أبتسم وقال لها:
" من المحتمل جدا أن تنفي شابة بريطانية عصرية مثلك بأنها تؤمن بعودة الروح".
"كانت تلك المسابقة بداية أنطلاقي , فزت بها , فأعطتني أحدى شركات السينما دورا تافها في فيلم عن حقول الأرز , أوه , كم كان ذلك الأمر مثيرا بالنسبة اليّ! كان تحولا جذريا عن حياة الفقر في أزقة صقلية , لم أتردد أو أتخاذل .... قررت أستغلال تلك المناسبة للأنطلاق , وفعلا , أمسكت بأطراف الحظ والشهرة , وتعلقت بها بكل قواي".
منتديات ليلاس
لم يكن جمالها وحده الذي سلب عقول رواد السينما , كانت تبعث حرارة خارج الشاشة الفضية , جعلت الرجال والنساء على حد سواء يحبونها ويعجبون بأفلامها , ثم عادت تسأل دونا:
" هل لديك أشقاء أو شقيقات ؟ كنت ووالدك نتحدث عادة عن الأفلام , ولم أعد أذكر ما أذا كان لديه أكثر من طفل واحد".
" لم يكن هناك غيري , كنت أتمنى دائما لو أن لدي شقيقة ولكن والدي لم يتزوج بعد وفاة أمي وكرّس حياته لعمله".
" جميل أن يكون للأنسان شقيقة , والآن , يا دونا , ما رأيك في أن تشاهدي مكان أقامتك وتنتعشي قليلا بعد رحلتك الطويلة هذه؟ هل أتيت بالطائرة الى روما؟".
" لا , أتيت بالقطار السريع من باريس الى روما , وتمكنت بالتالي من التمتع بمناظر الألب الرائعة".
" يا لك من مخلوقة قوية وشجاعة ! ألم يكن القطار مكتظا بالركاب كأحدى علب السردين ؟ ماذا فعلت في روما؟".
أبتسمت دونا وقالت:
" ذهبت الى نافورة ترافي ورميت فيها قطعة نقود معدنية , ألا يقولون أن الأنسان يحقق بذلك أمنية , وخاصة أذا كان يقوم برحلته الأولى الى روما؟".
" أوه! أذن أنت أيضا تعتقدين بمثل هذه الخرافات البريئة! أنا فعلت مثلك , يا عزيزتي , وحققت أمنيتي , ماذا كانت
أمنيتك يا دونا ؟ لا لتربحي مباراة في الجمال حسبما أعتقد ! ربما للقاء رجل يهز الأرض من تحت قدميك , أليس كذلك؟".
رفضت دونا الأجابة عن هذا السؤال , فمع أنها لم تطلب أي مغامرة عاطفية أو لقاء فتى أحلامها , ألا أنها أغمضت عينيها بقوة عندما رمت القطعة النقدية وتمنت أن تمضي وقتا سعيدا وممتعا في أيطاليا , وسمعت سيرافينا تقول بلهجة شاعرية:
" روما أجمل مدينة في العالم , تجلس السعادة في أحد مقاهي أرصفتها وتراقب الناس على أختلاف ميولهم ومشاربهم , هل أمضيت هناك فترة كافية لرؤية المغيب الدافىء والفجر المنير؟".
" أمضيت نهارا وليلة , فشاهدت مغيب الشمس وشروقها ".
تذكرت دونا كيف أستأجرت عربة وذهبت لرؤية الملعب الروماني القديم في ضوء القمر الساطع , وكيف أنتبهت فجأة وهي تسير وحدها الى أن شخصا يتبعها , خافت لأنها وحدها في مدينة غريبة , أستدارت بسرعة لتركض نحو العربة المتوقفة على بعد عشرات الأمتار عنها , فأصطدمت برجل طويل القامة قال لها:
" ماذا تفعل فتاة بريطانية مثلك في مكان كهذا؟ هل تسمعين زئير الأسود التي كانت تطلق قديما من أقفاصها لتمزق أحشاء المساكين الذين كانوا يرمون اليها؟".
ذهلت دونا لدرجة أنها لم تتمكن من الأجابة أو التعليق , وكانت مذعورة الى حد لم تلاحظ معه ألا بعد لحظات طويلة مؤلمة أنها شاهدت هذا الرجل قبلا في الفندق الذي تقيم فيه, تذكرت أنه كان يجلس الى طاولة تبعد عنها بضعةو أمتار أثناء تناول العشاء , وما لفت أنتباهها آنذاك أنه يضع خاتما ذهبيا صغيرا في أذنه اليسرى , وعاد يسألها:
" لماذا تأتين الى مكان كهذا , ما لم تكوني راغبة في العودة الى الماضي البعيد ؟ هل تسمعين زئير الأسود وضجيج الحشود الغفيرة؟".
شعرت برغبة قوية للهرب نحو العربة والسائق الذي ينتظرها , ألا أن شيئا ما في ذلك الأيطالي الغريب وفي ملاحظاته سمّرها في مكانها ..... شيئا بالنسبة الى نظراته وملامحه أيقظ خيالها وجعلها تدرك أن الوجه اللاتيني الحقيقي لا يتبدل ويتغير مهما مر عليه من عهود وأجيال , أنه أيطالي من مواليد الربع الثاني للقرن العشرين , ولكن وجهه يبدو وكأنه خارج لتوه من لوحة رسمت في عصور النهضة , وعلى رغم مخاوفها , شعرت دونا بأحساس غريب أتجاه هذا الأسمر الغريب , كانت عيناه الخضراوان تجذبانها وتثيران في جسمها رعشة لم تعرف لها سببا.
" نعم , أيتها الفتاة البريطانية الشقراء , لديك حس يجعلك تدركين حقائق الماضي وروعته , تتركين شعرك الذهبي يتدلى على كتفيك كسنابل القمح الناضجة , فيتأملك المصارعون الأشداء بأعجاب قبل أن تنقض الأسود لتنهش جسدك الطري الناعم".
دبت القشعريرة في أطرافها وهي تتخيل تلك الصورة الوحشية التي رسمها لها , وسألته بأنزعاج بالغ:
" وأنت ؟ ماذا كنت؟ أحد أولئك الرومان القساة الذين كانوا يمتعون أنظارهم بتلك المشاهد الدموية الوحشية؟".
" أنا كنت مصارعا من جزيرة صقلية , في الليالي التي كانت تسبق أحتفالات الدم والبربرية ويحضرها الأباطرة بأنفسهم , كانوا يمنحون المصارعين رغباتهم الأخيرة ..... فتيات من بين الأسيرات العذارى , آنذاك ألتقينا للمرة الأولى , أليس كذلك؟".
أعجبها بقدر ما أفزعها وأثار أشمئزازها , كانت تغطي وجهه القاسي الجذاب مسحة قوية من الألم , أبتسم وقال لها:
" من المحتمل جدا أن تنفي شابة بريطانية عصرية مثلك بأنها تؤمن بعودة الروح".
HAMS- مشرف عام الاقسام الرومانسيه
- زقم العضويه : 58
عدد المساهمات : 720
نقاظ : 6278
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 08/02/2010
العمر : 32
الموقع : مصر
- مساهمة رقم 6
رد: 121- خاتم الأنتقام - فيوليت وينسبير
شعرت أن نظراته الحادة تصل الى صميمها وأعماق تفكيرها بشكل لم تسمح به قبلا لأي غريب أو حتى قريب , أحست بالخوف فقالت له أنها لم تفكر قط بهذا الموضوع , ثم ركضت نحو العربة , خشيت أن يلحق بها ذلك الذئب اللاتيني .... االمميز , ولكنه لم يفعل ذلك , عادت الى الفندق , فأكتشفت أن حفلة راقصة تقام هناك , تمنت الأنضمام اليها , لأنها لن تمضي سوى ليلة واحدة في روما , أعطاها شاب قناعا فضيا , لأن الجميع مقنعون , أحست بيد تمسك بخصرها وبشخص مقنع يقول لها بصوت خافت:
" هل ترقصين معي , يا آنسة؟".
واجهها مرة أخرى رجل طويل القامة يرتدي سترة داكنة , وأحست ثانية بمشاعر الخوف والخجل , عرفته لتوها , ولكنها شعرت أنه لن يدعها تفلت من يديه مرة أخرى , أمسك بمعصمها بقوة وقال:
" تعالي! قد لا تكون القطعة الموسيقية هذه مألوفة لديك , ولكنها تعزف الليلة تخليدا لذكرى أيطالي شهير ذهب الى أميركا قبل فترة طويلة وأصبح محور الأحلام السرية لجميع النساء".
منتديات ليلاس
لم تقل له أن أسم المقطوعة هو عشيق الأحلام , ظل يراقصها حتى فرغت الحلبة من الراقصين وبدأ أفراد الفرقة الموسيقية يجمعون آلاتهم , توجها الى الشرفة وراحا يتحدثان بهدوء وروية , كان يعرف الكثير عن أيطاليا فأصغت اليه بأنتباه كلي وكأنها في حلم , لم يذكر أي منهما أسمه للآخر , ولكنه دعاها الى تناول الفطور معه , وعند أفتراقهما , قبّل يدها وشكرها على تلك السهرة الجميلة.
لم يكن موجودا في قاعة الطعام صباح اليوم التالي , ولكنها وجدت على طاولتها وردة بيضاء ورسالة مغلقة , فضّتها بيدين مرتجفتين وقرأت محتوياتها بتمعن:
" نحن نقول في أيطاليا , الى اللقاء قريبا , ربما تمكنّا يوما ما من الرقص معا ثانية , وربما بدون أقنعة".
لم تكن الرسالة القصيرة موقعة بأي أسم , ولكن دونا علمت ماذا ترمز اليه تلك الوردة البيضاء الجميلة بالنسبة الى الأيطالي الوسيم الذي دخل حياتها على ذلك النحو المستغرب ثم أختفى بدون أن يقول لها كلمة وداع حقيقية.
" وكيف وجدت روما , يا دونا؟".
أستفاقت من ذهولها وأحلامها , ثم نظرت بأعتذار الى سيرافينا وأجابتها بأرتباك ظاهر:
" أوه........ أنها جميلة ..... رائعة , وكذلك حزينة الى حد ما ".
أبتسمت المثلة القديرة وقالت:
" أنت حقا أبنة أبيك , أذهبي الآن مع أنريكو ليدلك على شقتك , سنتناول طعام العشاء في تمام الثامنة".
لحقت دونا بالمساعد الشاب وهي تتساءل عما أذا كان أبن سيرافينا يعيش في الفيللا , تحدثت سيرافينا عن الأشخاص الذين يعيشون معها , ربما كانت تعني وجود ضيوف ..... وهم الآن نائمون , بعكس الضيوف البريطانيين الذين يمضون مثل هذا الوقت في ممارسة لعبة كرة المضرب , أو التحلق حول بركة السباحة أذا كانت مضيفتهم تمتلك واحدة.
عندما تركها أنريكو في غرفتها وأغلق الباب وراءه , أخذت دونا تتأمل بأعجاب بالغ السجادة السميكة التي تغطي الأرضية الخشبية ..... والمفروشات الأنيقة الجميلة , ومصابيح الزيت النحاسية الرائعة التي تستخدم عوضا عن الكهرباء , شعرت دونا بسرور عارم لأنها لم تعمل من قبل أبدا في مكان مثير وجذاب كهذا.
خرجت الى شرفتها وراحت تحدق بتلك المناظر الجبلية الخلابة , هذه هي قلعة سيرافينا تحكمها كأحدى أميرات القرون الوسطى , أنها أمرأة مثيرة , ومن المؤكد أن مذكّراتها ستكون مثلها , شعرت دونا بصورة قاطعة أنها ستتمتع بعملها في أيطاليا , بالرغم من تلك الحادثة التي واجهتها في روما , وضعت يدها على عنقها وأزداد خفقان قلبها عندما تذكّرت ذلك الوجه اللاتيني القوي والعينين الخضراوين , لم تعرف أحدا في حياتها أو تسمع أو تقرأ عن رجل يضع خاتما ذهبيا في أذنه.....
من يكون هذا الرجل , وهل ستلتقيه ثانية؟ كل ما تعرفه عنه أنه من صقلية , جزيرة الليمون ...... وحوادث الثأر والأنتقام.
" هل ترقصين معي , يا آنسة؟".
واجهها مرة أخرى رجل طويل القامة يرتدي سترة داكنة , وأحست ثانية بمشاعر الخوف والخجل , عرفته لتوها , ولكنها شعرت أنه لن يدعها تفلت من يديه مرة أخرى , أمسك بمعصمها بقوة وقال:
" تعالي! قد لا تكون القطعة الموسيقية هذه مألوفة لديك , ولكنها تعزف الليلة تخليدا لذكرى أيطالي شهير ذهب الى أميركا قبل فترة طويلة وأصبح محور الأحلام السرية لجميع النساء".
منتديات ليلاس
لم تقل له أن أسم المقطوعة هو عشيق الأحلام , ظل يراقصها حتى فرغت الحلبة من الراقصين وبدأ أفراد الفرقة الموسيقية يجمعون آلاتهم , توجها الى الشرفة وراحا يتحدثان بهدوء وروية , كان يعرف الكثير عن أيطاليا فأصغت اليه بأنتباه كلي وكأنها في حلم , لم يذكر أي منهما أسمه للآخر , ولكنه دعاها الى تناول الفطور معه , وعند أفتراقهما , قبّل يدها وشكرها على تلك السهرة الجميلة.
لم يكن موجودا في قاعة الطعام صباح اليوم التالي , ولكنها وجدت على طاولتها وردة بيضاء ورسالة مغلقة , فضّتها بيدين مرتجفتين وقرأت محتوياتها بتمعن:
" نحن نقول في أيطاليا , الى اللقاء قريبا , ربما تمكنّا يوما ما من الرقص معا ثانية , وربما بدون أقنعة".
لم تكن الرسالة القصيرة موقعة بأي أسم , ولكن دونا علمت ماذا ترمز اليه تلك الوردة البيضاء الجميلة بالنسبة الى الأيطالي الوسيم الذي دخل حياتها على ذلك النحو المستغرب ثم أختفى بدون أن يقول لها كلمة وداع حقيقية.
" وكيف وجدت روما , يا دونا؟".
أستفاقت من ذهولها وأحلامها , ثم نظرت بأعتذار الى سيرافينا وأجابتها بأرتباك ظاهر:
" أوه........ أنها جميلة ..... رائعة , وكذلك حزينة الى حد ما ".
أبتسمت المثلة القديرة وقالت:
" أنت حقا أبنة أبيك , أذهبي الآن مع أنريكو ليدلك على شقتك , سنتناول طعام العشاء في تمام الثامنة".
لحقت دونا بالمساعد الشاب وهي تتساءل عما أذا كان أبن سيرافينا يعيش في الفيللا , تحدثت سيرافينا عن الأشخاص الذين يعيشون معها , ربما كانت تعني وجود ضيوف ..... وهم الآن نائمون , بعكس الضيوف البريطانيين الذين يمضون مثل هذا الوقت في ممارسة لعبة كرة المضرب , أو التحلق حول بركة السباحة أذا كانت مضيفتهم تمتلك واحدة.
عندما تركها أنريكو في غرفتها وأغلق الباب وراءه , أخذت دونا تتأمل بأعجاب بالغ السجادة السميكة التي تغطي الأرضية الخشبية ..... والمفروشات الأنيقة الجميلة , ومصابيح الزيت النحاسية الرائعة التي تستخدم عوضا عن الكهرباء , شعرت دونا بسرور عارم لأنها لم تعمل من قبل أبدا في مكان مثير وجذاب كهذا.
خرجت الى شرفتها وراحت تحدق بتلك المناظر الجبلية الخلابة , هذه هي قلعة سيرافينا تحكمها كأحدى أميرات القرون الوسطى , أنها أمرأة مثيرة , ومن المؤكد أن مذكّراتها ستكون مثلها , شعرت دونا بصورة قاطعة أنها ستتمتع بعملها في أيطاليا , بالرغم من تلك الحادثة التي واجهتها في روما , وضعت يدها على عنقها وأزداد خفقان قلبها عندما تذكّرت ذلك الوجه اللاتيني القوي والعينين الخضراوين , لم تعرف أحدا في حياتها أو تسمع أو تقرأ عن رجل يضع خاتما ذهبيا في أذنه.....
من يكون هذا الرجل , وهل ستلتقيه ثانية؟ كل ما تعرفه عنه أنه من صقلية , جزيرة الليمون ...... وحوادث الثأر والأنتقام.
HAMS- مشرف عام الاقسام الرومانسيه
- زقم العضويه : 58
عدد المساهمات : 720
نقاظ : 6278
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 08/02/2010
العمر : 32
الموقع : مصر
- مساهمة رقم 7
رد: 121- خاتم الأنتقام - فيوليت وينسبير
2- رقته تذيبها !
ألتقت دونا ذلك المساء عددا من الأشخاص الآخرين الذين يقيمون في الفيللا , وكان بنهم , كما توقعت , ضيوف كثيرون , لم يعرها أحد أهتماما يذكر عندما دخلت القاعة , لأنهم كانوا غارقين في ثرثرتهم عن أصدقاء أو أعداء مشتركين , ومع أن دونا تعرف الأيطالية الى حد , ألا أنها شعرت بالضياع بينهم.
تقدّم نحوها شاب فعلمت على الفور أنه أبن سيرافينا , عيناه خضراوان جميلتان , ووجهه لاتيني وسيم للغاية وأبتسامته جذابة مغرية , ألا أن نظرة دونا إليه كانت تختلف عن بقية الفتيات , من حيث أنها أكثر أهتماما بتحليل شخصيته , أنه أبن سيرافينا الذي تركته مع زوجها , فيما كانت تسعى الى الشهرة وأثارة دهشة العالم .وعندما أصبحت تتمتّع بشهرة عالمية وبثروة طائلة , أختار أبنها الأنتقال الى قصرها.
لم ترد دونا على أبتسامته الدافئة بالمثل , بل وجّهت اليه نظرة عادية , لا بل باردة , أنه يعرف أنها سكرتيرة أمه , وربما أفترض بأن توددها اليه جزء من مهمتها ووظيفتها , تأملها بتفحص بالغ , مع أنها كانت تمثل البساطة بعينيها فيما لو قيست بالنساء الأخريات , وأبتسم لها بطريقة بأنه لم يلق طوال حياته مقومة كبيرة من أية فتاة , وقال لها:
" يا له من شعر جميل ! ويا لها من بشرة رقيقة وناعمة تشجع على اللمس!ّ".
ردت عليه بسرعة وحزم قائلة:
" ألمسني , يا سيد نيري , وسأصفعك على وجهك , ستتلم أنت وسأخسر أنا على الأرجح وظيفة جيدة جدا".
وضع يده على خده وكأنه يحذّرها من أنه سيداعب وجنتيها يوما ولن تصفعه , وقال:
" أوه! أنك فتاة حادة الطباع وعصبية المزاج على الرغم من برودتك البريطانية ! ماذا تشربين يا آنسة هدسون؟ أتصور أن عليّ التصرف معك بطريقة رسمية الى أن أحصل على موافقتك بأن نصبح صديقين؟".
تذكرت ملاحظات الأيطالي الآخر الذي لم تتمكن بعد من نسيانه , وقالت بحدّة :
" أنتم الرجال الأيطاليين واثقون جدا من أنفسكم , أليس كذلك ؟ أظن أن ذلك يعود الى طريقة تربيتكم منذ الصغر , وألى معاملتكم كأسياد من جانب قريباتكم".
" ألا تعتقدين أنه يجب تدليل الفتيان الصغار؟".
" في بلادي , يا سيد نيري , يعامل الصبي كالبنت تماما , وفي بلادي أيضا , لا يغرس أحد في عقول الفتية الصغار أن الفتيات سيقعن بحبهم من النظرة الأولى وأنهن على أستعداد لأن يصبحن مستعبدات لهم مدى الحياة".
غمر عينيه بريق تحد زاد من جمالهما وقدرتهما على الأغراء , وقال بتعجب بالغ:
" أوه ! ألا تعتقدين بأمكانية الحب من أول نظرة ؟ غريب أمرك يا آنسة ! فالفتاة البريطانية تأتي عادة الى أيطاليا بحثا عن مغامرة عاطفية دافئة لا تجدها في بلادها الصناعية الباردة".
تظاهرت بعدم الأكتراث , وقالت له ببرودة أعصاب مذهلة:
" أنا , يا سيد , أتيت الى أيطاليا لأعمل , وأذا كانت دعوتك لا تزال قائمة , فأنني أفضل عصير البرتقال , أنا مجرد سكرتيرة جيدة تتمتّع بعملها الى درجة كبيرة".
" لست متأكدا من ذلك , فالماء يكون راكدا أحيانا لأنه لا يجد من يعبث به , وقد تجدين قريبا أن الجو في بلادنا سوف يذيب حبيبات الثلج التي تحيط بقلبك , سأحضر لك العصير فلا تذهبي!".
أبتسمت له بطريقة ساخرة وقالت:
" لن تتمكن من حملي على الهرب , يا سيد , فأنت لا تفزعني بما فيه الكفاية".
قطب حاجبيه أستياء ثم رفع رأسه بعنجهية وعنفوان وتوجه الى الجانب الآخر من القاعة , قالت دونا لنفسها أن هذا الشاب الوسيم واثق جدا من قدرته على الفوز بقلوب العشرات من الفتيات , بحيث أنه لن يأبه لرفض سكرتيرة باردة مثلها , أنه جذاب جدا ويعرف ذلك , ولكن دونا لم تكن تنوي أبدا أن تعرّض وظيفتها للخطر بتقّبل مغازلته ومداعباته..... أنها تعلم أن سيرافينا سيدة تحب السيطرة والتملك , ومن المؤكد أنها لن تفرح بأن أبنها يولي أهتماما خاصا لفتاة تعمل في خدمتها.
تطلّعت دونا حولها وأفترضت أن سيرافينا تنتظر تجمّع ضيوفها قبل أن تدخل بأبهة وعظمة , وهي تبدو أكثر جمالا وجاذبية من أجمل ضيفة لديها , ودخلت ربة القصر في تلك اللحظة بالذات , كانت ترتدي ثوبا فضيا خلابا وتتدلى على صدرها قلادة من الأحجار الكريمة الثمينة التي تشع كالنجوم الساطعة , تنهد الجميع أعجابا ...... ولكن دونا حبست أنفاسها لسبب مختلف تماما.
كان يتبع سيرافينا رجل طويل القامة يرتدي سترة داكنة , عرفته دونا فورا من ملامح وجهه القاسية , وقامته الممشوقة , وهيبته المتغطرسة , عكست عيناها نظرات الدهشة والصدمة ذاتها التي أحست بهما قرب ذلك الملعب الروماني القديم في روما , شعرت برغبة يائسة للهرب قبل أن يراها ذلك الرجل , بدأت في السير نحو غرفتها , ولكن شخصا وضع كوب باردا في يدها وهو يقول متمتما:
" أحبس أنفاسي دائما عندما أتأمل جمالها..... وأنا أبنها , عندما أنظر اليها أجد من الصعوبة بمكان أن أتخيلها قادرة على الحب كأي أنسان آخر على وجه الأرض , ومع ذلك فأنا برهان ثابت على أنها فعلا أحبت في وقت ما , هل يعجبك العصير؟".
ألتقت دونا ذلك المساء عددا من الأشخاص الآخرين الذين يقيمون في الفيللا , وكان بنهم , كما توقعت , ضيوف كثيرون , لم يعرها أحد أهتماما يذكر عندما دخلت القاعة , لأنهم كانوا غارقين في ثرثرتهم عن أصدقاء أو أعداء مشتركين , ومع أن دونا تعرف الأيطالية الى حد , ألا أنها شعرت بالضياع بينهم.
تقدّم نحوها شاب فعلمت على الفور أنه أبن سيرافينا , عيناه خضراوان جميلتان , ووجهه لاتيني وسيم للغاية وأبتسامته جذابة مغرية , ألا أن نظرة دونا إليه كانت تختلف عن بقية الفتيات , من حيث أنها أكثر أهتماما بتحليل شخصيته , أنه أبن سيرافينا الذي تركته مع زوجها , فيما كانت تسعى الى الشهرة وأثارة دهشة العالم .وعندما أصبحت تتمتّع بشهرة عالمية وبثروة طائلة , أختار أبنها الأنتقال الى قصرها.
لم ترد دونا على أبتسامته الدافئة بالمثل , بل وجّهت اليه نظرة عادية , لا بل باردة , أنه يعرف أنها سكرتيرة أمه , وربما أفترض بأن توددها اليه جزء من مهمتها ووظيفتها , تأملها بتفحص بالغ , مع أنها كانت تمثل البساطة بعينيها فيما لو قيست بالنساء الأخريات , وأبتسم لها بطريقة بأنه لم يلق طوال حياته مقومة كبيرة من أية فتاة , وقال لها:
" يا له من شعر جميل ! ويا لها من بشرة رقيقة وناعمة تشجع على اللمس!ّ".
ردت عليه بسرعة وحزم قائلة:
" ألمسني , يا سيد نيري , وسأصفعك على وجهك , ستتلم أنت وسأخسر أنا على الأرجح وظيفة جيدة جدا".
وضع يده على خده وكأنه يحذّرها من أنه سيداعب وجنتيها يوما ولن تصفعه , وقال:
" أوه! أنك فتاة حادة الطباع وعصبية المزاج على الرغم من برودتك البريطانية ! ماذا تشربين يا آنسة هدسون؟ أتصور أن عليّ التصرف معك بطريقة رسمية الى أن أحصل على موافقتك بأن نصبح صديقين؟".
تذكرت ملاحظات الأيطالي الآخر الذي لم تتمكن بعد من نسيانه , وقالت بحدّة :
" أنتم الرجال الأيطاليين واثقون جدا من أنفسكم , أليس كذلك ؟ أظن أن ذلك يعود الى طريقة تربيتكم منذ الصغر , وألى معاملتكم كأسياد من جانب قريباتكم".
" ألا تعتقدين أنه يجب تدليل الفتيان الصغار؟".
" في بلادي , يا سيد نيري , يعامل الصبي كالبنت تماما , وفي بلادي أيضا , لا يغرس أحد في عقول الفتية الصغار أن الفتيات سيقعن بحبهم من النظرة الأولى وأنهن على أستعداد لأن يصبحن مستعبدات لهم مدى الحياة".
غمر عينيه بريق تحد زاد من جمالهما وقدرتهما على الأغراء , وقال بتعجب بالغ:
" أوه ! ألا تعتقدين بأمكانية الحب من أول نظرة ؟ غريب أمرك يا آنسة ! فالفتاة البريطانية تأتي عادة الى أيطاليا بحثا عن مغامرة عاطفية دافئة لا تجدها في بلادها الصناعية الباردة".
تظاهرت بعدم الأكتراث , وقالت له ببرودة أعصاب مذهلة:
" أنا , يا سيد , أتيت الى أيطاليا لأعمل , وأذا كانت دعوتك لا تزال قائمة , فأنني أفضل عصير البرتقال , أنا مجرد سكرتيرة جيدة تتمتّع بعملها الى درجة كبيرة".
" لست متأكدا من ذلك , فالماء يكون راكدا أحيانا لأنه لا يجد من يعبث به , وقد تجدين قريبا أن الجو في بلادنا سوف يذيب حبيبات الثلج التي تحيط بقلبك , سأحضر لك العصير فلا تذهبي!".
أبتسمت له بطريقة ساخرة وقالت:
" لن تتمكن من حملي على الهرب , يا سيد , فأنت لا تفزعني بما فيه الكفاية".
قطب حاجبيه أستياء ثم رفع رأسه بعنجهية وعنفوان وتوجه الى الجانب الآخر من القاعة , قالت دونا لنفسها أن هذا الشاب الوسيم واثق جدا من قدرته على الفوز بقلوب العشرات من الفتيات , بحيث أنه لن يأبه لرفض سكرتيرة باردة مثلها , أنه جذاب جدا ويعرف ذلك , ولكن دونا لم تكن تنوي أبدا أن تعرّض وظيفتها للخطر بتقّبل مغازلته ومداعباته..... أنها تعلم أن سيرافينا سيدة تحب السيطرة والتملك , ومن المؤكد أنها لن تفرح بأن أبنها يولي أهتماما خاصا لفتاة تعمل في خدمتها.
تطلّعت دونا حولها وأفترضت أن سيرافينا تنتظر تجمّع ضيوفها قبل أن تدخل بأبهة وعظمة , وهي تبدو أكثر جمالا وجاذبية من أجمل ضيفة لديها , ودخلت ربة القصر في تلك اللحظة بالذات , كانت ترتدي ثوبا فضيا خلابا وتتدلى على صدرها قلادة من الأحجار الكريمة الثمينة التي تشع كالنجوم الساطعة , تنهد الجميع أعجابا ...... ولكن دونا حبست أنفاسها لسبب مختلف تماما.
كان يتبع سيرافينا رجل طويل القامة يرتدي سترة داكنة , عرفته دونا فورا من ملامح وجهه القاسية , وقامته الممشوقة , وهيبته المتغطرسة , عكست عيناها نظرات الدهشة والصدمة ذاتها التي أحست بهما قرب ذلك الملعب الروماني القديم في روما , شعرت برغبة يائسة للهرب قبل أن يراها ذلك الرجل , بدأت في السير نحو غرفتها , ولكن شخصا وضع كوب باردا في يدها وهو يقول متمتما:
" أحبس أنفاسي دائما عندما أتأمل جمالها..... وأنا أبنها , عندما أنظر اليها أجد من الصعوبة بمكان أن أتخيلها قادرة على الحب كأي أنسان آخر على وجه الأرض , ومع ذلك فأنا برهان ثابت على أنها فعلا أحبت في وقت ما , هل يعجبك العصير؟".
HAMS- مشرف عام الاقسام الرومانسيه
- زقم العضويه : 58
عدد المساهمات : 720
نقاظ : 6278
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 08/02/2010
العمر : 32
الموقع : مصر
- مساهمة رقم 8
رد: 121- خاتم الأنتقام - فيوليت وينسبير
شربت دونا كمية كبيرة لأن حلقها جفّ الى درجة مؤلمة , تصوّرت عندما تركت روما أنها لن تشاهد أبدا ذلك الأسمر الغريب الذي تحدّث إليها بمثل تلك الطريقة المستهجنة , ولكنه هنا ....... ولا يزال يضع في أذنه ذلك الخاتم الذهبي الذي يبرق قرب شعره الأسود الجميل , لم تتمكن , عندما بدأت نظراته تتفحص وجوه الموجودين , ألا أن تسأل أبن سيرافينا:
" من هو هذا الرجل؟".
" أنه لورديتي , ريك لورديتي , الذي يحسده الرجال في أيطاليا والعالم لأنه يعتني بالممثلة الذائعة الصيت... سيرافينا , أنها تعتمد عليه أكثر من أي رجل آخر , حتى من مستشارها المالي أو كاهتها , أنه الحارس الشخصي والخاص لأمي".
" هل تعني أنه...... أنه يعيش هنا... في الفيللا؟".
" طبعا , مع أنه أمضى الأسبوع الفائت في روما للقيام ببعض الأعمال الخاصة , كانت الفيللا في غيابه قلعة حصينة لا يدخلها أو يخرج منها أحد".
ثم أطلق ضحكة خبيثة صغيرة وأضاف قائلا:
" تشعر سيرافينا براحة بال أكبر وبتوتر أعصاب أقل , عندما يكون ريك هنا لحمايتها والأهتمام بها , أنها تعتقد أعتقادا راسخا بأنها ليس في أمان ألا بوجود ريك ,وتهزأ من فكرة أن أبنها قادر على حمايتها ...... وربما كانت على حق في ذلك , لأن أبنها ليس قاتلا مأجورا محترفا".
" وهل هو قاتل مأجور؟".
منتديات ليلاس
لاحظت دونا وهي توجه سؤالها هذا أن العينين القاسيتين تحدّقان فجأة بوجهها , ولكن نظرة التعرف التي توقعتها لم تكن سوى نظرة عابرة غير عابئة بوجودها إلا عرضا , أكتفى الرجل بتأمل ملامحها ثم حوّل نظراته الى شخص آخر.
" نعم , هذه هي مواصفاته بالتحديد... قاتل محترف يعمل في خدمة أمي".
حبست دونا أنفاسها بقوة , فتأملتها اعينان الخضراوان الجميلتان بأهتمام وسمعت صاحبهما يقول لها بهدوء:
" غاب اللون تماما من وجهك , يا آنسة هدسون ! ولكن لا تخافي من لورديتي أو تدعيه يقلقك , يمكنك تجاهله كليا , أنه يتناول العشاء معنا , لأن أمي تشعر بالطمأنينة وراحة الباب عندما يكون قربها , أنها تشعر بخوف دائم ورهيب من أحتمال أختطافها , ووقوعها بين أيد خبيثة تؤذيها , ولا تثق بأحد أطلاقا كما تثق بحارسها الصقلي الذي تعطيه أجرا باهظا , أنقذها قبل بضعة أشهر عندما تلقى عنها بصدره طعنة خنجر حاد , شعر بالتأكيد بآلام مبرحة ولكنه قاد سيارتها على هذه الطرقات الجبلية الملتوية بسرعة جنونية , بعيدا عن عصابة الدراجات النارية , أنا أشك كثيرا في أن لهذا الرجل أي أهتمام بأي أمرأة بأستثناء سيرافينا".
شدّت دونا بيدها على كوب العصير وكادت تحطمه , نعم..... لاحظت تلك الليلة في روما أن لهذا الرجل جانبا قاسيا جدا , وها هو الآن .... رجل خارج المجتمع يقبله الجميع كأنسان وثيق الصلة بأحدى أشهر نساء المجتمع , يعيش حياة الخطر , ولكن أخلاصه ثابت وراسخ كالجبال.
" غريب أمر هذا الرجل العنيف..... كيف يتعلّق بمثل هذه السيدة الناعمة".
ردّت دونا على الأبن بقولها:
" من المؤكد أنك تشعر بالأمتنان له لأنه أنقذ والدتك من أيدي عصابة من الأشرار؟".
" أنه يقبض أجرا مرتفعا جدا للقيام بمثل هذه المهام ولمواجهة مثل هذه المجازفات , ولكنني سأقتله بهاتين اليدين أذا تبيّن لي أن الأشاعة صحيحة!".
لم تتمكن دونا من تجاهل هذه الملاحظات , فسألته بتردد :
" أي....... أي أشاعة؟".
" أنه على علاقة بسيرافينا!".
أتسعت عيناها دهشة وأستغرابا وحوّلت نظرها نحو ذلك القاتل المحترف , بدا غير مهتم بأحد ألا بتلك السيدة الأنيقة التي ترتدي عباءة فضية رائعة , ومع أن سيرافينا سيدة طويلة جدا بالنسبة الى النساء ألا أن الرجل كان لا يزال أطول منها بمقدار كبير , عادت تنظر الى الشاب الوسيم قربها فرأت أن نظرات الحسد والحقد لم تزل في عينيه , وأن أعصابه لا تزال متوترة الى درجة الأنفجار.
توجه الجميع الى مائدة الطعام الفخمة التي تصطف عليها أثمن الأواني الفضية والزجاجية , وتنيرها أغلى الثريات الأثرية الرائعة , كان أدوني نيري يجلس قربها ويبدو أكثر جاذبية ووسامة من جميع الرجال الآخرين , ألا أنه كان عليها أن تتوخّى الحذر في تصرفاتها معه , وخاصة أن أمه نظرت مرة أو مرتين بعينين قاسيتين نحوهما عندما رأتهما يتسامران ويضحكان.
ألا أن أهتمام دونا كان مركزا على الرجل الذي يجلس قرب سيرافينا , لم يشترك إلا نادرا في الأحاديث الشيقة والمثيرة التي كان يتبادلها الضيوف فيما بينهم ومع مضيفتهم الجميلة , كان يأكل طعامه بهدوء بلغ ويبدو متحفزا متأهبا ... ومتيقظا لكل حركة , ويبدو واضحا أن سيرافينا تنسيه جميع النساء الأخريات عندما تكون قربه , تألمت دونا وشعرت بأن كرامتها جرحت لأنه ل ينظر اليها إلا بشكل عابر , بالرغم مما قاله لها في روما أثتء الرقص وبعده , تحوّل سحره الذي تتذكره بوضوح الى برودة مزعجة , وأرادت دونا أن تكرهه لأنه ينظر اليها , وكأنه لم يطوقها أبدا بذراعيه لساعات طويلة وهما يرقصان على أنغام مقطوعات موسيقية حالمة...... أو لم يترك لها تلك الوردة البيضاء!
" من هو هذا الرجل؟".
" أنه لورديتي , ريك لورديتي , الذي يحسده الرجال في أيطاليا والعالم لأنه يعتني بالممثلة الذائعة الصيت... سيرافينا , أنها تعتمد عليه أكثر من أي رجل آخر , حتى من مستشارها المالي أو كاهتها , أنه الحارس الشخصي والخاص لأمي".
" هل تعني أنه...... أنه يعيش هنا... في الفيللا؟".
" طبعا , مع أنه أمضى الأسبوع الفائت في روما للقيام ببعض الأعمال الخاصة , كانت الفيللا في غيابه قلعة حصينة لا يدخلها أو يخرج منها أحد".
ثم أطلق ضحكة خبيثة صغيرة وأضاف قائلا:
" تشعر سيرافينا براحة بال أكبر وبتوتر أعصاب أقل , عندما يكون ريك هنا لحمايتها والأهتمام بها , أنها تعتقد أعتقادا راسخا بأنها ليس في أمان ألا بوجود ريك ,وتهزأ من فكرة أن أبنها قادر على حمايتها ...... وربما كانت على حق في ذلك , لأن أبنها ليس قاتلا مأجورا محترفا".
" وهل هو قاتل مأجور؟".
منتديات ليلاس
لاحظت دونا وهي توجه سؤالها هذا أن العينين القاسيتين تحدّقان فجأة بوجهها , ولكن نظرة التعرف التي توقعتها لم تكن سوى نظرة عابرة غير عابئة بوجودها إلا عرضا , أكتفى الرجل بتأمل ملامحها ثم حوّل نظراته الى شخص آخر.
" نعم , هذه هي مواصفاته بالتحديد... قاتل محترف يعمل في خدمة أمي".
حبست دونا أنفاسها بقوة , فتأملتها اعينان الخضراوان الجميلتان بأهتمام وسمعت صاحبهما يقول لها بهدوء:
" غاب اللون تماما من وجهك , يا آنسة هدسون ! ولكن لا تخافي من لورديتي أو تدعيه يقلقك , يمكنك تجاهله كليا , أنه يتناول العشاء معنا , لأن أمي تشعر بالطمأنينة وراحة الباب عندما يكون قربها , أنها تشعر بخوف دائم ورهيب من أحتمال أختطافها , ووقوعها بين أيد خبيثة تؤذيها , ولا تثق بأحد أطلاقا كما تثق بحارسها الصقلي الذي تعطيه أجرا باهظا , أنقذها قبل بضعة أشهر عندما تلقى عنها بصدره طعنة خنجر حاد , شعر بالتأكيد بآلام مبرحة ولكنه قاد سيارتها على هذه الطرقات الجبلية الملتوية بسرعة جنونية , بعيدا عن عصابة الدراجات النارية , أنا أشك كثيرا في أن لهذا الرجل أي أهتمام بأي أمرأة بأستثناء سيرافينا".
شدّت دونا بيدها على كوب العصير وكادت تحطمه , نعم..... لاحظت تلك الليلة في روما أن لهذا الرجل جانبا قاسيا جدا , وها هو الآن .... رجل خارج المجتمع يقبله الجميع كأنسان وثيق الصلة بأحدى أشهر نساء المجتمع , يعيش حياة الخطر , ولكن أخلاصه ثابت وراسخ كالجبال.
" غريب أمر هذا الرجل العنيف..... كيف يتعلّق بمثل هذه السيدة الناعمة".
ردّت دونا على الأبن بقولها:
" من المؤكد أنك تشعر بالأمتنان له لأنه أنقذ والدتك من أيدي عصابة من الأشرار؟".
" أنه يقبض أجرا مرتفعا جدا للقيام بمثل هذه المهام ولمواجهة مثل هذه المجازفات , ولكنني سأقتله بهاتين اليدين أذا تبيّن لي أن الأشاعة صحيحة!".
لم تتمكن دونا من تجاهل هذه الملاحظات , فسألته بتردد :
" أي....... أي أشاعة؟".
" أنه على علاقة بسيرافينا!".
أتسعت عيناها دهشة وأستغرابا وحوّلت نظرها نحو ذلك القاتل المحترف , بدا غير مهتم بأحد ألا بتلك السيدة الأنيقة التي ترتدي عباءة فضية رائعة , ومع أن سيرافينا سيدة طويلة جدا بالنسبة الى النساء ألا أن الرجل كان لا يزال أطول منها بمقدار كبير , عادت تنظر الى الشاب الوسيم قربها فرأت أن نظرات الحسد والحقد لم تزل في عينيه , وأن أعصابه لا تزال متوترة الى درجة الأنفجار.
توجه الجميع الى مائدة الطعام الفخمة التي تصطف عليها أثمن الأواني الفضية والزجاجية , وتنيرها أغلى الثريات الأثرية الرائعة , كان أدوني نيري يجلس قربها ويبدو أكثر جاذبية ووسامة من جميع الرجال الآخرين , ألا أنه كان عليها أن تتوخّى الحذر في تصرفاتها معه , وخاصة أن أمه نظرت مرة أو مرتين بعينين قاسيتين نحوهما عندما رأتهما يتسامران ويضحكان.
ألا أن أهتمام دونا كان مركزا على الرجل الذي يجلس قرب سيرافينا , لم يشترك إلا نادرا في الأحاديث الشيقة والمثيرة التي كان يتبادلها الضيوف فيما بينهم ومع مضيفتهم الجميلة , كان يأكل طعامه بهدوء بلغ ويبدو متحفزا متأهبا ... ومتيقظا لكل حركة , ويبدو واضحا أن سيرافينا تنسيه جميع النساء الأخريات عندما تكون قربه , تألمت دونا وشعرت بأن كرامتها جرحت لأنه ل ينظر اليها إلا بشكل عابر , بالرغم مما قاله لها في روما أثتء الرقص وبعده , تحوّل سحره الذي تتذكره بوضوح الى برودة مزعجة , وأرادت دونا أن تكرهه لأنه ينظر اليها , وكأنه لم يطوقها أبدا بذراعيه لساعات طويلة وهما يرقصان على أنغام مقطوعات موسيقية حالمة...... أو لم يترك لها تلك الوردة البيضاء!
غريب- مشرف القسم الرياضى
- زقم العضويه : 103
عدد المساهمات : 2297
نقاظ : 10843
السٌّمعَة : 11
تاريخ التسجيل : 28/03/2010
العمر : 36
الموقع : الاسماعلية
- مساهمة رقم 9
رد: 121- خاتم الأنتقام - فيوليت وينسبير
اجميل رائع
HAMS- مشرف عام الاقسام الرومانسيه
- زقم العضويه : 58
عدد المساهمات : 720
نقاظ : 6278
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 08/02/2010
العمر : 32
الموقع : مصر
- مساهمة رقم 10
رد: 121- خاتم الأنتقام - فيوليت وينسبير
قررت أن ترمي الوردة في سلة المهملات , عندما تعود الى غرفتها في وقت لاحق , وتساءلت عما أذا كانت سيرافينا تدرك بأن حارسها الأمين كان يتصرف في روما كبقية شبانها.. يغازل نساء غيرها , أنه يبدو هنا غير مكترث أطلاقا ببقية النسلء , ولكن غيرة سيرافينا قد تكون قوية جدا , وتمنعه من الأعتراف علنا بأنه يعرف سكرتيرتها , وتذكرت دونا بعض القصص التي سمعتها عن سيرافينا , ومنها أن النجمة العالمية لم تجعل منافسيها يبكون فحسب ولكنها عملت أيضا في بعض الأحيان على تحطيم مراكزهم ومستقبلهم.
حوّلت دونا نظرها عن ذلك الوجه الأسمر اللامبالي الى تلك السيدة , التي يمكنها أن تجد دائما رجالا يركعون أمام جمالها وسحرها ...... ويحبون قساوتها وتعنتها بقدر ما يحبون روعتها وقوة شخصيتها الجذابة , كان الطعام شهيا للغاية والخدمة ممتازة , ألا أن دونا أكتفت بالقليل وأمضت وقتها بالتحدث مع أدوني نيري , ومع ذلك , ظلّ السؤال الكبير يعذبها ويؤلمها ... هل ريك لورديتي حقا على علاقة بسيرافينا؟
سألها رجل أنيق المظهر بلهجة هادئة:
" هل تعملين في السينما أيتها الجميلة , أم أنك تشتركين في أفلام تلفزيونية دعائية؟".
نظرت دونا الى عينيه مباشرة وقالت له بهدوء مماثل:
" أنا هنا لمساعدة السيدة نيري في كتابة مذكراتها , كنت أعتقد أن الجميع يعلمون أنني سكرتيرتها".
ضحك الرجل وقال بخبث ظاهر:
" سكرتيرة؟ لا شك في أن مضيفتنا الكريمة تمارس الديمقراطية الحقة بدعوتها موظفيها الى تناول العشاء معها! من المؤكد أن لذلك علاقة بالتأثيرات الخارجية على سياسيتنا هذه الأيام , أم أنكم تعتقدون أن السبب عائد الى نفوذ المافيا؟".
منتديات ليلاس
ضحك بعض الذين كانوا يجلسون قرب هذا الشخص الخبيث , ألا أن لورديتي نظر اليه فجأة بطريقة أفزعت دونا نفسها , لم يقل شيئا , ولكن ذلك الشخص المخنث أرتبك الى درجة كبيرة بحيث أن كوب العصير أفلت من يده المرتجفة فتحطم على الأرض بعد أن تناثرت محتوياته على الطاولة.... أسرع خادم للأهتمام بالأمر , فيما أنحنت سيرافينا قليلا نحو ريك لورديتي وهمست شيئا في أذنه , أبتسم الرجل بسخرية واضحة , وشعرت دونا أن سيرافينا لن تترد في طرد جميع ضيوفها من الفيللا أذا تعكر مزاجها , ألا أن الرجل الجالس قربها هو على ما يبدو , جزء لا يتجزأ منها ومن القصر , أنه كل شيء بالنسبة اليها , أما هؤلاء الضيوف الذين دعتهم الى الفيللا لتسليتها والترفيه عنها , فليسوا سوى دمى تحركهم بأصابع يديها وترميهم خارجا ساعة تشاء , نظرت سيرافينا الى الرجل الأنيق المرتبك وخاطبته بأسمه:
" يا عزيزي كونتي , يجب أن تكون حذرا جدا عندما تقول شيئا ما أمام ريك , فجدته , كما تعلم , كانت ساحرة صقلية وعلمته بعض حيلها وألعابها , كما أنني أنصحك بعدم ذكر المافيا أمامه لأنه والعصابة عدوان لدودان , وقد يدق عنقك أذا شعر بأنك تشير من قريب أو بعيد الى أي أرتباط له مع هذه المنظمة الشريرة , أن ريك يا عزيزي كارلو , هو السيد المهذب الراقي الوحيد الذي ألتقيته في حياتي".
أحمر وجه كارلو كونتي , وأرتعشت شفتاه , وقالت دونا لنفسها أنه أذا كان كونتي أحد أبناء العائلات الراقية , فلا عجب في أن تختار سيرافينا الى جانبها مسلحا صقليا يناسبها من حيث القساوة...... والأخلاص , وأحست دونا بقشعريرة خفيفة عندما شاهدت أصابع سيرافينا تداعب يد لورديتي وكأنها تقول أنه لها.... لها وحدها!
أحضر الخادم الحلويات المغطاة بطبقة سميكة من القشدة الشهية , فأمتنعت معظم السيدات حتى عن النظر اليها.... تجنبا للسمنة وحفاظا على الرشاقة , ألا أن دونا غرزت ملعقتها في لقشدة والفاكهة اللذيذة , وراحت تأكل بشهية كبيرة , ضحك أدوني وقال لها:
" أنه لأمر منعش حقا أن نشاهد أمرأة لا تخشى التمتع بالأكل ".
أبتسمت وقالت ممازحة:
" ألم تسمع أن السكرتيرات يتضورون جوعا عندما تقل الوظائف ولا تخفض أيجارات البيوت؟ في أي حال , أنا أحب هذا النوع من الحلويات كثيرا".
" هذه القشدة مصنوعة من حليب أبقارنا , تملك أمي مزرعة كبيرة في الوادي , ويجب أن آخذك اليها مرة لمشاهدة كافة القطعان الموجودة هناك , هل تركبين الخيل.... يا دونا؟".
لم يأخذ سوى فترة قبل أن يبدأ بمناداتها على هذا النحو , ولكن , ماذا بأمكانها أن تفعل؟ لديه سحر أمه وجاذبيتها , ولكنه لا يدرك أنه قد يفقدها وظيفتها أذا خصّصها بأي أهتمام زائد , ذكّرته بسبب وجودها في الفيللا:
" أنا هنا لأعمل , ولست ضيفة مقيمة , وعليك الأدراك أن والدتك لن توافق على قيام...... قيام صداقة بيننا , أنني أوافق ذلك السمج كونتي على ما قاله قبل قليل... يجب أن أتناول طعامي مع بقية العاملين هنا".
" ومع من سأتحدث أثناء العشاء ؟ مع بعض المتزوجات المملاّت , اللواتي يبحثن عن علاقات مع شبان لهم أعمار أولادهن؟"
حوّلت دونا نظرها عن ذلك الوجه الأسمر اللامبالي الى تلك السيدة , التي يمكنها أن تجد دائما رجالا يركعون أمام جمالها وسحرها ...... ويحبون قساوتها وتعنتها بقدر ما يحبون روعتها وقوة شخصيتها الجذابة , كان الطعام شهيا للغاية والخدمة ممتازة , ألا أن دونا أكتفت بالقليل وأمضت وقتها بالتحدث مع أدوني نيري , ومع ذلك , ظلّ السؤال الكبير يعذبها ويؤلمها ... هل ريك لورديتي حقا على علاقة بسيرافينا؟
سألها رجل أنيق المظهر بلهجة هادئة:
" هل تعملين في السينما أيتها الجميلة , أم أنك تشتركين في أفلام تلفزيونية دعائية؟".
نظرت دونا الى عينيه مباشرة وقالت له بهدوء مماثل:
" أنا هنا لمساعدة السيدة نيري في كتابة مذكراتها , كنت أعتقد أن الجميع يعلمون أنني سكرتيرتها".
ضحك الرجل وقال بخبث ظاهر:
" سكرتيرة؟ لا شك في أن مضيفتنا الكريمة تمارس الديمقراطية الحقة بدعوتها موظفيها الى تناول العشاء معها! من المؤكد أن لذلك علاقة بالتأثيرات الخارجية على سياسيتنا هذه الأيام , أم أنكم تعتقدون أن السبب عائد الى نفوذ المافيا؟".
منتديات ليلاس
ضحك بعض الذين كانوا يجلسون قرب هذا الشخص الخبيث , ألا أن لورديتي نظر اليه فجأة بطريقة أفزعت دونا نفسها , لم يقل شيئا , ولكن ذلك الشخص المخنث أرتبك الى درجة كبيرة بحيث أن كوب العصير أفلت من يده المرتجفة فتحطم على الأرض بعد أن تناثرت محتوياته على الطاولة.... أسرع خادم للأهتمام بالأمر , فيما أنحنت سيرافينا قليلا نحو ريك لورديتي وهمست شيئا في أذنه , أبتسم الرجل بسخرية واضحة , وشعرت دونا أن سيرافينا لن تترد في طرد جميع ضيوفها من الفيللا أذا تعكر مزاجها , ألا أن الرجل الجالس قربها هو على ما يبدو , جزء لا يتجزأ منها ومن القصر , أنه كل شيء بالنسبة اليها , أما هؤلاء الضيوف الذين دعتهم الى الفيللا لتسليتها والترفيه عنها , فليسوا سوى دمى تحركهم بأصابع يديها وترميهم خارجا ساعة تشاء , نظرت سيرافينا الى الرجل الأنيق المرتبك وخاطبته بأسمه:
" يا عزيزي كونتي , يجب أن تكون حذرا جدا عندما تقول شيئا ما أمام ريك , فجدته , كما تعلم , كانت ساحرة صقلية وعلمته بعض حيلها وألعابها , كما أنني أنصحك بعدم ذكر المافيا أمامه لأنه والعصابة عدوان لدودان , وقد يدق عنقك أذا شعر بأنك تشير من قريب أو بعيد الى أي أرتباط له مع هذه المنظمة الشريرة , أن ريك يا عزيزي كارلو , هو السيد المهذب الراقي الوحيد الذي ألتقيته في حياتي".
أحمر وجه كارلو كونتي , وأرتعشت شفتاه , وقالت دونا لنفسها أنه أذا كان كونتي أحد أبناء العائلات الراقية , فلا عجب في أن تختار سيرافينا الى جانبها مسلحا صقليا يناسبها من حيث القساوة...... والأخلاص , وأحست دونا بقشعريرة خفيفة عندما شاهدت أصابع سيرافينا تداعب يد لورديتي وكأنها تقول أنه لها.... لها وحدها!
أحضر الخادم الحلويات المغطاة بطبقة سميكة من القشدة الشهية , فأمتنعت معظم السيدات حتى عن النظر اليها.... تجنبا للسمنة وحفاظا على الرشاقة , ألا أن دونا غرزت ملعقتها في لقشدة والفاكهة اللذيذة , وراحت تأكل بشهية كبيرة , ضحك أدوني وقال لها:
" أنه لأمر منعش حقا أن نشاهد أمرأة لا تخشى التمتع بالأكل ".
أبتسمت وقالت ممازحة:
" ألم تسمع أن السكرتيرات يتضورون جوعا عندما تقل الوظائف ولا تخفض أيجارات البيوت؟ في أي حال , أنا أحب هذا النوع من الحلويات كثيرا".
" هذه القشدة مصنوعة من حليب أبقارنا , تملك أمي مزرعة كبيرة في الوادي , ويجب أن آخذك اليها مرة لمشاهدة كافة القطعان الموجودة هناك , هل تركبين الخيل.... يا دونا؟".
لم يأخذ سوى فترة قبل أن يبدأ بمناداتها على هذا النحو , ولكن , ماذا بأمكانها أن تفعل؟ لديه سحر أمه وجاذبيتها , ولكنه لا يدرك أنه قد يفقدها وظيفتها أذا خصّصها بأي أهتمام زائد , ذكّرته بسبب وجودها في الفيللا:
" أنا هنا لأعمل , ولست ضيفة مقيمة , وعليك الأدراك أن والدتك لن توافق على قيام...... قيام صداقة بيننا , أنني أوافق ذلك السمج كونتي على ما قاله قبل قليل... يجب أن أتناول طعامي مع بقية العاملين هنا".
" ومع من سأتحدث أثناء العشاء ؟ مع بعض المتزوجات المملاّت , اللواتي يبحثن عن علاقات مع شبان لهم أعمار أولادهن؟"
HAMS- مشرف عام الاقسام الرومانسيه
- زقم العضويه : 58
عدد المساهمات : 720
نقاظ : 6278
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 08/02/2010
العمر : 32
الموقع : مصر
- مساهمة رقم 11
رد: 121- خاتم الأنتقام - فيوليت وينسبير
شكرا ليك يا غريب على متابعتك
HAMS- مشرف عام الاقسام الرومانسيه
- زقم العضويه : 58
عدد المساهمات : 720
نقاظ : 6278
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 08/02/2010
العمر : 32
الموقع : مصر
- مساهمة رقم 12
رد: 121- خاتم الأنتقام - فيوليت وينسبير
"يسرني جدا أنك لم تصنفني معهن , أرجو ألا توجّه اليّ عناية أكثر من المتعارف عليه , وإلا تسببت في أفقادي وظيفة أحبها , وأسعى الى الأحتفاظ بها حتى النهاية , لم أعمل في أيطاليا أبدا من قبل , وخاصة مع شخص مثل والدتك , أنا أعرف أنها حادة المزاج وأنها بدأت تتساءل عما أذا كنت أغازلك أم لا , يا سيد نيري".
" ألا تغازلينني الآن , يا آنسة ؟ كنت آمل ذلك , أوه , كيف يتحوّل بريق العينين فجأة الى نظرات جافة وقاسية ! يا لنعومة بشرتك ورقتها ! أنها تشبه تلك القشدة التي أكلناها قبل قليل".
أقترب منها وكأنه يحاول لمس بشرتها , فتراجعت بسرعة عنه وهي تهز رأسها أنزعاجا وتأنيبا , وتطلّعت فجأة نحو الرجل الأسمر , فأحمرت وجنتاها , كان يتأملها بتمعن وروية... أذن ما زال يتذكرها , حسبت أنفاسها ضيقا وأنقباضا , ماذا يريد منها هذا الرجل ؟ صداقة سرية مع السكرتيرة الجديدة التي يرفض التصريح علنا أمام سيدته بأنه يعرفها؟ شعرت بأن كرامتها طعنت في الصميم وبأنها كانت غارقة في الأوهام والأحلام , وجهت اليه نظرة تأنيب قاسية , ولكنه إبتسم بخفة وكأنه لا يبالي بأنزعاجها , وعندما تحوّلت سيرافينا عن جارها الآخر اليه مجددا , عاد يكرّس كل أهتمامه وأنتباهه اليها ...... وحدها.
ثارت حفيظتها مرة أخرى , وقالت لنفسها ........ ليذهب الى الجحيم , كيف يجرؤ على الأفتراض بأنه قادر على أذابتها بمجرد أن يغمزها قليلا...... ومن وراء ظهر سيرافينا ؟ تجاسرت دونا وتحوّلت الى أدوني حيث أمضت وأياه بقية السهرة يتسامران ويتحدثان بمرح واضح ...... وهي غير مبالية بأنزعاج سيرافينا من ذلك.
أزيلت السجادات عن الأرضية الخشبية للقاعة الكبرى , وعزفت المقطوعات الموسيقية الحالمة التي كانت ناجحة أثناء تربع سيرافينا على عرش هوليوود , رقض الضيوف الى ما بعد منتصف الليل , لم تتراجع دونا عن جسارتها وتهورها , فتمتعت بوقتها حتى النهاية , لم ترقص فقط مع أدوني , ولكنها قبلت أيضا دعوات من رجال آخرين , ظلت على تلك الحال الى أن حاول أحد الرجال التمادي معها , داست بقوة على رجله لتضع حدا نهائيا لتصرفه الأرعن , فتركها شاتما وركضت بسرعة الى الشرفة.
شعرت دونا بأنها متعبة ومرهقة بسبب الرقص ومحاولاتها الجاهدة للتحدث مع مع أولئك الرجال الذين لا يعرفون إلا الأيطالية , وفرحت لوجودها وحدها , فأغمضت عينيها وتنفست بقوة مرات عديدة لتملأ رئتيها بالنسيم المنعش وبرائحة الزهور الغنية العطرة , مرت بضع دقائق قبل أن تلاحظ أن رائحة مزعجة أختلطت بعطر الزهور, رائحة تبغ محترق.....
نظرت الى الوراء فرأت رجلا طويل القامة , تسارعت دقات قلبها بعصبية لأنها عرفت على الفور أنه ريك لورديتي , سيطن أنها تبعه, مع أنها كنت تريد دائما الأبتعاد عنه وتجنبه!
" لا تذهبي , إبقي حيث أنت لأخبرك بأننا نكون حكيمين أذا تظاهرنا بأننا لم نلتق من قبل , أنت بحاجة لوظيفة جيدة هنا على سواحل صقلية , وهي لك ولكن من الأفضل لنا أن نظل غريبين أمام سيرافينا".
سألته ببرودة أعصاب قاسية ومذهلة:
" لماذا؟ ألن توافق صديقتك على ذلك؟ ألا تعلم سيرافينا أنك تحاول أصطياد الفتيات الغريبات عندما تكون في روما ومتأثرا بأجواء المغامرات العاطفية؟".
" كما قلت لك آنذاك , يا عزيزتي دونا , نحن لسنا غريبين عن بعضنا , أنت شعرت بتلك التفاعلات الكيمائية ذاتها التي شعرت أنا بها , لم ألحقك من الفندق , ذهبت الى ذلك الملعب بدون أن أعرف أنك كنت هناك , ولكنك كنت هناك... كان لا بد من ذلك كي نلتقي ثانية".
نظرت اليه بعصبية وقالت:
" أوه , توقف عن مثل هذه الأحاديث! أنك تفزعني , أنا أعرف أنك تحمل مسدسا , وأعرف كم تأخذ أجرا لأستخدامه , فلا تقل لي أنني ألتقيت أحدا مثلك من قبل , أنت لست من النوع الذي..... الذي أريد مصادقته!".
" كرري هذا الكلام كثيرا لنفسك يا حبيبتي , فقد تصلين الى مرحلة تصديق نفسك , يظن الناس عادة أن بأمكانهم طرح مشاعرهم وأحاسيسهم جانبا كتفاحة أو عنقود عنب أصيبا بالأهتراء , ولكن المشاعر جزء من الأنسان , ستشعرين أنك تمزقين قطعة من جسمك عندما تحاولين عدم الأهتمام بشخص ما".
" الأهتمام؟ هل لديك الشجاعة الكافية لتقول أنني ...... أنني أهتم بك ؟ أنت آخر رجل على وجه الأرض أفكر بالأهتمام به! أنت قاتل محترف!".
" أنا أنسان مثل الآخرين , تمر عليّ ليال كثيرة لا أفضل خلالها أي شيء آخر في الدنيا سوى وضع رأسي على كتف حنون دافىء".
" ومسدسك تحت الوسادة؟".
" كانوا يستخدمون السيوف في الأيام الماضية".
" هل تتصور نفسك هكذا..... الفارس الأسود الذي يحمي سيرافينا نيري؟".
" أنه وصف رومنطيقي أليس كذلك؟".
" أنه أفضل من أن أصفك بالشقي أو المجرم! هل كنت في شيكاغة من قبل , يا سيد ؟ توجد لكنة في لهجتك توحي بذلك".
" يا للنساء , ويا للحشرية! نعم , ألتقيت سيرافينا في الولايات المتحدة , ولكن في نيفادا.... في أحد النوادي الليلية".
" هل كنت الرجل القوي في النادي الذي يطرد المشاغبين والمشاكسين ؟".
" أنت......... شيطانة صغيرة!".
" ألا تغازلينني الآن , يا آنسة ؟ كنت آمل ذلك , أوه , كيف يتحوّل بريق العينين فجأة الى نظرات جافة وقاسية ! يا لنعومة بشرتك ورقتها ! أنها تشبه تلك القشدة التي أكلناها قبل قليل".
أقترب منها وكأنه يحاول لمس بشرتها , فتراجعت بسرعة عنه وهي تهز رأسها أنزعاجا وتأنيبا , وتطلّعت فجأة نحو الرجل الأسمر , فأحمرت وجنتاها , كان يتأملها بتمعن وروية... أذن ما زال يتذكرها , حسبت أنفاسها ضيقا وأنقباضا , ماذا يريد منها هذا الرجل ؟ صداقة سرية مع السكرتيرة الجديدة التي يرفض التصريح علنا أمام سيدته بأنه يعرفها؟ شعرت بأن كرامتها طعنت في الصميم وبأنها كانت غارقة في الأوهام والأحلام , وجهت اليه نظرة تأنيب قاسية , ولكنه إبتسم بخفة وكأنه لا يبالي بأنزعاجها , وعندما تحوّلت سيرافينا عن جارها الآخر اليه مجددا , عاد يكرّس كل أهتمامه وأنتباهه اليها ...... وحدها.
ثارت حفيظتها مرة أخرى , وقالت لنفسها ........ ليذهب الى الجحيم , كيف يجرؤ على الأفتراض بأنه قادر على أذابتها بمجرد أن يغمزها قليلا...... ومن وراء ظهر سيرافينا ؟ تجاسرت دونا وتحوّلت الى أدوني حيث أمضت وأياه بقية السهرة يتسامران ويتحدثان بمرح واضح ...... وهي غير مبالية بأنزعاج سيرافينا من ذلك.
أزيلت السجادات عن الأرضية الخشبية للقاعة الكبرى , وعزفت المقطوعات الموسيقية الحالمة التي كانت ناجحة أثناء تربع سيرافينا على عرش هوليوود , رقض الضيوف الى ما بعد منتصف الليل , لم تتراجع دونا عن جسارتها وتهورها , فتمتعت بوقتها حتى النهاية , لم ترقص فقط مع أدوني , ولكنها قبلت أيضا دعوات من رجال آخرين , ظلت على تلك الحال الى أن حاول أحد الرجال التمادي معها , داست بقوة على رجله لتضع حدا نهائيا لتصرفه الأرعن , فتركها شاتما وركضت بسرعة الى الشرفة.
شعرت دونا بأنها متعبة ومرهقة بسبب الرقص ومحاولاتها الجاهدة للتحدث مع مع أولئك الرجال الذين لا يعرفون إلا الأيطالية , وفرحت لوجودها وحدها , فأغمضت عينيها وتنفست بقوة مرات عديدة لتملأ رئتيها بالنسيم المنعش وبرائحة الزهور الغنية العطرة , مرت بضع دقائق قبل أن تلاحظ أن رائحة مزعجة أختلطت بعطر الزهور, رائحة تبغ محترق.....
نظرت الى الوراء فرأت رجلا طويل القامة , تسارعت دقات قلبها بعصبية لأنها عرفت على الفور أنه ريك لورديتي , سيطن أنها تبعه, مع أنها كنت تريد دائما الأبتعاد عنه وتجنبه!
" لا تذهبي , إبقي حيث أنت لأخبرك بأننا نكون حكيمين أذا تظاهرنا بأننا لم نلتق من قبل , أنت بحاجة لوظيفة جيدة هنا على سواحل صقلية , وهي لك ولكن من الأفضل لنا أن نظل غريبين أمام سيرافينا".
سألته ببرودة أعصاب قاسية ومذهلة:
" لماذا؟ ألن توافق صديقتك على ذلك؟ ألا تعلم سيرافينا أنك تحاول أصطياد الفتيات الغريبات عندما تكون في روما ومتأثرا بأجواء المغامرات العاطفية؟".
" كما قلت لك آنذاك , يا عزيزتي دونا , نحن لسنا غريبين عن بعضنا , أنت شعرت بتلك التفاعلات الكيمائية ذاتها التي شعرت أنا بها , لم ألحقك من الفندق , ذهبت الى ذلك الملعب بدون أن أعرف أنك كنت هناك , ولكنك كنت هناك... كان لا بد من ذلك كي نلتقي ثانية".
نظرت اليه بعصبية وقالت:
" أوه , توقف عن مثل هذه الأحاديث! أنك تفزعني , أنا أعرف أنك تحمل مسدسا , وأعرف كم تأخذ أجرا لأستخدامه , فلا تقل لي أنني ألتقيت أحدا مثلك من قبل , أنت لست من النوع الذي..... الذي أريد مصادقته!".
" كرري هذا الكلام كثيرا لنفسك يا حبيبتي , فقد تصلين الى مرحلة تصديق نفسك , يظن الناس عادة أن بأمكانهم طرح مشاعرهم وأحاسيسهم جانبا كتفاحة أو عنقود عنب أصيبا بالأهتراء , ولكن المشاعر جزء من الأنسان , ستشعرين أنك تمزقين قطعة من جسمك عندما تحاولين عدم الأهتمام بشخص ما".
" الأهتمام؟ هل لديك الشجاعة الكافية لتقول أنني ...... أنني أهتم بك ؟ أنت آخر رجل على وجه الأرض أفكر بالأهتمام به! أنت قاتل محترف!".
" أنا أنسان مثل الآخرين , تمر عليّ ليال كثيرة لا أفضل خلالها أي شيء آخر في الدنيا سوى وضع رأسي على كتف حنون دافىء".
" ومسدسك تحت الوسادة؟".
" كانوا يستخدمون السيوف في الأيام الماضية".
" هل تتصور نفسك هكذا..... الفارس الأسود الذي يحمي سيرافينا نيري؟".
" أنه وصف رومنطيقي أليس كذلك؟".
" أنه أفضل من أن أصفك بالشقي أو المجرم! هل كنت في شيكاغة من قبل , يا سيد ؟ توجد لكنة في لهجتك توحي بذلك".
" يا للنساء , ويا للحشرية! نعم , ألتقيت سيرافينا في الولايات المتحدة , ولكن في نيفادا.... في أحد النوادي الليلية".
" هل كنت الرجل القوي في النادي الذي يطرد المشاغبين والمشاكسين ؟".
" أنت......... شيطانة صغيرة!".
HAMS- مشرف عام الاقسام الرومانسيه
- زقم العضويه : 58
عدد المساهمات : 720
نقاظ : 6278
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 08/02/2010
العمر : 32
الموقع : مصر
- مساهمة رقم 13
رد: 121- خاتم الأنتقام - فيوليت وينسبير
أقترب منها ولكنه سارع في العودة الى الزاوية المظلمة , عندما سمعا صوتا يقترب منهما , وصل أدوني قربها وقال بصوت ناعم:
" وأخيرا وجدتك , أنني سعيد لأنك لم تتسللي الى سريرك بدون أن تتمني لي ليلة سعيدة , يا لهذه الليلة الرائعة , يا دونا ! أنظري الى القمر كيف يختفي رويدا بين النجوم!".
كانت دونا لا تزال ترتعش داخليا بسبب ما سمعته من ريك لورديتي , وكانت تعرف أنه لا يزال بأمكانه سماع كلامها , أمسكت بذراع الشاب المدلل وقالت له:
" أنني متعبة ..... كان اليوم طويلا جدا بالنسبة الي , وأنا مضطرة الآن للدخول و....... ".
ضمّها اليه بقوة وهو يقاطعها قائلا:
" ليس قبل أن تقبلينني قبلة المساء".
حاولت التملص من ذراعيه وهي تقول:
" أنا لست من ذلك النوع من الفتيات اللواتي يقبّلن كل رجل يلتقينه , دعني!".
ضغط بذراعيه عليها رافضا أفلاتها بالسهولة التي توقعتها , نظر اليها بعينين جائعتين ثم أقترب من وجهها إلا أنه قبل أن يفعل ذلك سمع صوتا قاسيا يقول له:
" دع السيدة وشأنها ! ألا تلاحظ أنك تزعجها؟".
أستدار أدوني نحو الزاوية المظلمة وسأل بصوت عال:
" من أنت؟".
أقترب لورديتي قليلا حتى سطع ضوء القمر على وجهه الأسمر , الذي تعلوه أبتسامة مفزعة , صرخ أدوني وكأن سوطا لسعه:
" أنت ! هل تقوم الأن بعملياتك التجسسية المعتادة يا لورديتي ؟ لا تجرّب هذه السخافات معي ! دعني أخبرك .... لو كانت الأمور بيدي ! لكنت أنت على بعد مئات الكيلومترات عن والدتي .... بدلا من أن تدخل غرفتها وتخرج منها وكأن لك الحق في ذلك ! أنت لست سوى مجرم تدفع لك بسخاء كي تكون حارسها ومنقذها!".
" أخرس , أيها الديك الصغير المنتفخ ! متى عملت أنت كي تحصل على دخل يعينك ؟ من المؤكد أن لديك أمتيازات معينة , ولكنها لا تسمح لك بفرض وجودك على الآنسة هدسون , أنها تأكل خبزها بعرق جبينها , وليس مثلك أيها الطفيلي !".
" اللعنة عليك! كم أتمنى أن أدق عنقك أيها السفاح ! أنت لست ألا عاشقا رخيصا يعيش على أموال السيدات المسنات !".
" أنك تمثل دورا أكبر منك أيها الصغير , سوف تعتقد الآنسة هدسون أن جميع الرجال الأيطاليين هم على شاكلتك , فلماذا لا تهد قليلا قبل أن يعاد تخطيط وجهك الجميل الى شكل لا تحبه أطلاقا! ".
" اللعنة عليك ! أنني أكرهك !".
ثم حاول توجيه لكمة قوية الى فك الرجل القاسي , الذي قفز جانبا ولكمه على أنفه فأدماه , وضع أدوني منديله بسرعة على أنفه ونظر الى لورديتي قائلا له , والشرر يتطاير من عينيه:
" لن تمر هذه المسألة بسهولة , سأجعل سيرافينا تطردك!".
" حاول ذلك , يا بني".
نظر بهدوء الى دونا, التي كانت تراقب النزاع بمزيج من الخوف والأثارة , لم تشعر بالأسف أتجاه أدوني لأنه أساء التصرف معها , ولكنها أصيبت بصدمة مذهلة ناجمة عن مسارعة ريك لورديتي للدفاع عنها , قال لها:
" هل تريدين الدخول؟".
هزّت رأسها وسارت معه على الشرفة , فيما كان أدوني يجفف الدماء التي سالت من أنفه , وعندما تطلّعت الى الوراء , ضحك ريك بقساوة وقال:
" من شأن هذه الكمية القليلة من الدم أن تخفّف من عصبيته وتوتره , لم تكوني مسرورة بهجومه عليك , أليس كذلك؟".
" طبعا لا ! أشكرك على تدخلك ولكن.... ألست قلقا من تسببه لك ببعض المشاكل مع أمه؟".
" أبدا على الأطلاق , لا يمكن لهذا الشاب الأرعن أن يثير أي متاعب بيننا , أنه ليس الشخص الذي يمثل أي مشكلة".
" هل تعني..... أنه لا يثير أي مشاكل بينكما إلا....... وجود أمرأة أخرى؟".
" بلضبط".
شعرت دونا بأن تلك الكلمة كانت كافية لوصف الوضع بكامله , أحسّت وكأن يدا قوية عصرت قلبها عندما نظرت الى ريك وشاهدت تلك الأبتسامة الخفيفة على وجهه , أنه قاس جدا , ولكن ثمة رقة لا تصدّق في أعماقه تذيب أحاسيسها ومشاعرها , كادت تتعثّر وتقع , ولكنه أمسك بمعصمها بقوة ........ وبنعومة أيضا , همست بصوت خافت:
" لم أكن أظن أنني........ أنني سأراك ثانية".
" أنا كنت أعلم بأنني سأراك , , بحثت في سجلات الفندق ووجدت أسمك...... هدسون , كنت أعرف أن شابة بهذا الأسم سوف تأتي الى الفيللا للعمل مع سيرافينا".
" ربما كان من الأفضل لي أن أعود الى بريطانيا , هذا هو يومي الأول هنا , وها قد تسببت في أيقاع الخلاف بينكما.... أنت وأدوني ".
" الحياة مليئة بالمشاكل , ولا مجال للتهرّب من الحياة".
" أنت تختلف كثيرا عن بقية الرجال , لم أعرف في حياتي إلا طلاب جامعة , وممثلا فكاهيا كان يظن بأنه جذاب لا يمكن مقاومته..... مع أنه كان مملا ومزعجا جدا , أنني مرهقة جدا الآن , وسأذهب الى النوم , سأعود غدا أن شاء الله الى وضعي الطببيعي!
" صحيح , فكل شيء يبدو طبيعيا أكثر في النهار , المشكلة الوحيدة هي أن نجوم الليل تنسينا أفكار النهار , تصبحين على خير يا آنسة".
" تصبح على خير , يا سيد".
هربت دونا من هذا الرجل مجددا ...... ولكنها تدرك هذه المرة أنها سوف تلقاه صباح اليوم التالي , وكانت متأكدة أنها ستجده في ضوء النهار أكثر جاذبية وتأثيرا عليها من أي أنسان آخر عرفته في حياتها , تذكرت تسارع نبضها عندما كان يمسك بمعصمها , لم يكن ذلك منطقيا , فهي لا تعرف الرجل إلاّ قليلا ...... وهو رجل لم ينف أن سيرافينا تأتي أولا , وأنها صاحبة الحق في توجيه إرادته ..... ورغباته.
" وأخيرا وجدتك , أنني سعيد لأنك لم تتسللي الى سريرك بدون أن تتمني لي ليلة سعيدة , يا لهذه الليلة الرائعة , يا دونا ! أنظري الى القمر كيف يختفي رويدا بين النجوم!".
كانت دونا لا تزال ترتعش داخليا بسبب ما سمعته من ريك لورديتي , وكانت تعرف أنه لا يزال بأمكانه سماع كلامها , أمسكت بذراع الشاب المدلل وقالت له:
" أنني متعبة ..... كان اليوم طويلا جدا بالنسبة الي , وأنا مضطرة الآن للدخول و....... ".
ضمّها اليه بقوة وهو يقاطعها قائلا:
" ليس قبل أن تقبلينني قبلة المساء".
حاولت التملص من ذراعيه وهي تقول:
" أنا لست من ذلك النوع من الفتيات اللواتي يقبّلن كل رجل يلتقينه , دعني!".
ضغط بذراعيه عليها رافضا أفلاتها بالسهولة التي توقعتها , نظر اليها بعينين جائعتين ثم أقترب من وجهها إلا أنه قبل أن يفعل ذلك سمع صوتا قاسيا يقول له:
" دع السيدة وشأنها ! ألا تلاحظ أنك تزعجها؟".
أستدار أدوني نحو الزاوية المظلمة وسأل بصوت عال:
" من أنت؟".
أقترب لورديتي قليلا حتى سطع ضوء القمر على وجهه الأسمر , الذي تعلوه أبتسامة مفزعة , صرخ أدوني وكأن سوطا لسعه:
" أنت ! هل تقوم الأن بعملياتك التجسسية المعتادة يا لورديتي ؟ لا تجرّب هذه السخافات معي ! دعني أخبرك .... لو كانت الأمور بيدي ! لكنت أنت على بعد مئات الكيلومترات عن والدتي .... بدلا من أن تدخل غرفتها وتخرج منها وكأن لك الحق في ذلك ! أنت لست سوى مجرم تدفع لك بسخاء كي تكون حارسها ومنقذها!".
" أخرس , أيها الديك الصغير المنتفخ ! متى عملت أنت كي تحصل على دخل يعينك ؟ من المؤكد أن لديك أمتيازات معينة , ولكنها لا تسمح لك بفرض وجودك على الآنسة هدسون , أنها تأكل خبزها بعرق جبينها , وليس مثلك أيها الطفيلي !".
" اللعنة عليك! كم أتمنى أن أدق عنقك أيها السفاح ! أنت لست ألا عاشقا رخيصا يعيش على أموال السيدات المسنات !".
" أنك تمثل دورا أكبر منك أيها الصغير , سوف تعتقد الآنسة هدسون أن جميع الرجال الأيطاليين هم على شاكلتك , فلماذا لا تهد قليلا قبل أن يعاد تخطيط وجهك الجميل الى شكل لا تحبه أطلاقا! ".
" اللعنة عليك ! أنني أكرهك !".
ثم حاول توجيه لكمة قوية الى فك الرجل القاسي , الذي قفز جانبا ولكمه على أنفه فأدماه , وضع أدوني منديله بسرعة على أنفه ونظر الى لورديتي قائلا له , والشرر يتطاير من عينيه:
" لن تمر هذه المسألة بسهولة , سأجعل سيرافينا تطردك!".
" حاول ذلك , يا بني".
نظر بهدوء الى دونا, التي كانت تراقب النزاع بمزيج من الخوف والأثارة , لم تشعر بالأسف أتجاه أدوني لأنه أساء التصرف معها , ولكنها أصيبت بصدمة مذهلة ناجمة عن مسارعة ريك لورديتي للدفاع عنها , قال لها:
" هل تريدين الدخول؟".
هزّت رأسها وسارت معه على الشرفة , فيما كان أدوني يجفف الدماء التي سالت من أنفه , وعندما تطلّعت الى الوراء , ضحك ريك بقساوة وقال:
" من شأن هذه الكمية القليلة من الدم أن تخفّف من عصبيته وتوتره , لم تكوني مسرورة بهجومه عليك , أليس كذلك؟".
" طبعا لا ! أشكرك على تدخلك ولكن.... ألست قلقا من تسببه لك ببعض المشاكل مع أمه؟".
" أبدا على الأطلاق , لا يمكن لهذا الشاب الأرعن أن يثير أي متاعب بيننا , أنه ليس الشخص الذي يمثل أي مشكلة".
" هل تعني..... أنه لا يثير أي مشاكل بينكما إلا....... وجود أمرأة أخرى؟".
" بلضبط".
شعرت دونا بأن تلك الكلمة كانت كافية لوصف الوضع بكامله , أحسّت وكأن يدا قوية عصرت قلبها عندما نظرت الى ريك وشاهدت تلك الأبتسامة الخفيفة على وجهه , أنه قاس جدا , ولكن ثمة رقة لا تصدّق في أعماقه تذيب أحاسيسها ومشاعرها , كادت تتعثّر وتقع , ولكنه أمسك بمعصمها بقوة ........ وبنعومة أيضا , همست بصوت خافت:
" لم أكن أظن أنني........ أنني سأراك ثانية".
" أنا كنت أعلم بأنني سأراك , , بحثت في سجلات الفندق ووجدت أسمك...... هدسون , كنت أعرف أن شابة بهذا الأسم سوف تأتي الى الفيللا للعمل مع سيرافينا".
" ربما كان من الأفضل لي أن أعود الى بريطانيا , هذا هو يومي الأول هنا , وها قد تسببت في أيقاع الخلاف بينكما.... أنت وأدوني ".
" الحياة مليئة بالمشاكل , ولا مجال للتهرّب من الحياة".
" أنت تختلف كثيرا عن بقية الرجال , لم أعرف في حياتي إلا طلاب جامعة , وممثلا فكاهيا كان يظن بأنه جذاب لا يمكن مقاومته..... مع أنه كان مملا ومزعجا جدا , أنني مرهقة جدا الآن , وسأذهب الى النوم , سأعود غدا أن شاء الله الى وضعي الطببيعي!
" صحيح , فكل شيء يبدو طبيعيا أكثر في النهار , المشكلة الوحيدة هي أن نجوم الليل تنسينا أفكار النهار , تصبحين على خير يا آنسة".
" تصبح على خير , يا سيد".
هربت دونا من هذا الرجل مجددا ...... ولكنها تدرك هذه المرة أنها سوف تلقاه صباح اليوم التالي , وكانت متأكدة أنها ستجده في ضوء النهار أكثر جاذبية وتأثيرا عليها من أي أنسان آخر عرفته في حياتها , تذكرت تسارع نبضها عندما كان يمسك بمعصمها , لم يكن ذلك منطقيا , فهي لا تعرف الرجل إلاّ قليلا ...... وهو رجل لم ينف أن سيرافينا تأتي أولا , وأنها صاحبة الحق في توجيه إرادته ..... ورغباته.
HAMS- مشرف عام الاقسام الرومانسيه
- زقم العضويه : 58
عدد المساهمات : 720
نقاظ : 6278
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 08/02/2010
العمر : 32
الموقع : مصر
- مساهمة رقم 14
رد: 121- خاتم الأنتقام - فيوليت وينسبير
3- حارس ........ أو والد !
أنهمكت دونا في عملها خلال الأيام التالية , مستخدمة أجمل مكتب شاهدته في حياتها , كانت الطاولة من الطراز الذي أستخدم في عصر النهضة , والجدران مغطاة بألواح من الخشب الداكن , أما أرض الغرفة , فكانت مغطاة بسجادة قديمة رائعة ....... فيما السقف عبارة عن لوحة فنية ضخمة تمثل ووصيفاتها يجلسن بتكاسل على حافة جدول ماء يعكس صورهن كأنه مرآة صافية.
ولكنّ الذي أثار دهشة دونا وإعجابها , كان التمثال الحجري أمام الشرفة , الذي يمثل فارسا يحمل سيفا كبيرا , بمجرد أن شاهدت ذلك التمثال , شعرت بأن قلبها غاب من مكانه , تذكرت سؤالها لحارس سيرافينا عما أذا كان يعتقد نفسه أحد فرسان القرون الوسطى بالنسبة الى سيدته , أنها فكرة لا بأس بها , تخلّف كثيرا من الواقع المرير لما هو عليه فعلا , أنه رجل تستخدمه إمرأة ثرية لحمايتها , سريع ي إستخدام المسدس ولا يتوانى عن إستخدامه حتى للقتل , أذا دعت الحاجة لذلك , أنه , بكلام آخر , رجل خارج عن القانون من نواح عديدة , هل يعيش هذه الحياة منذ فترة طويلة؟ كم مضى عليه من الزمن قبل أن يصبح محصنا تماما ضد الناس ومشاعرهم , وغير قادر على التصرف بإنسانية وحرارة عاديتين..... كما فعل ذلك المساء على الشرفة؟
ولاحظت دونا أنه لم يقترب منها كثيرا منذ تلك الأمسية , وأنه لم يشر من قريب أو بعيد في حضور سيرافينا الى أهتمامه بها , لم تعرف كيف تشعر أزاء هذا التصرف..... بأرتياح أم بأنقباض ! كان الأمر مثيرا حقا أن يهب رجل للدفاع عنها..... رجل بعيد كل البعد عن كونه شابا طائشا يفعل ذلك لكسب ودها أو للأعتزاز بنفسه أمام أصدقائه , جاء تصرفه معبرا تماما عما كانت الحياة عليه سابقا , عندما كان الرجال مستعدين للمبارزة حفاظا على شرف أمرأة .
في أي حال , شعرت دونا بأرتياح كبير لأن تهديدات أدوني لم تكن مثمرة , وأذا كانت سيرافينا علمت بالأمر من أبنها , فأنها بالتأكيد لم تعرف السبب الحقيقي للخلاف...... وإلا لكانت طلبت منها أن تجمع حاجياتها وتذهب , لا بد أن أدوني نسي التفاصيا أو معظمها , لأنه سألها لاحقا عما أذا كان أزعجها تلك الليلة , رأت أن من الحكمة إبلاغه بأنه لم يضايقها قط.
" لا بد أنني قلت لك شيئا ضايق لورديتي , لأنني أتذكر أنه لكمني على أنفي , أنا لا أغيظه عندما أكون في وضع طبيعي , لأنه رجل خطير عندما يغضب , هذا ما تحبه فيه سيرافينا".
ثم أنحنى أدوني على الطاولة التي كانت دونا تجلس وراءها وتعمل بجد ونشاط . إلى أن جاءها الوريث الشاب , نظر الى أوراقها بسرعة ثم حوّل نظراته الى عنقها الجميل وتمتم قائلا:
" إنه عمل أنيق للغاية , ولكن أليس من المعيب جدا أن تسجن فتاة مثلك مع آلة كاتبة , في حين أن الحياة في الخارج ممتعة لدرجة كبيرة ...... وهناك مطعم صغير على الساحل يمكنها أن تتناول فيه أشهى أنواع الطعام ؟ ما رأيك في أن تتناولي معي اليوم طعام الغداء؟".
هزّت دونا رأسها نفيا وبإصرار , لأنها كانت تعلم أنه لن يدعها تعود الى الفيللا قبل ساعات عدة , مما سيفقدها وقتا ثمينا للعمل .قالت بصراحة:
" والدتك ربة عمل كريمة , وأنا أتمتع بعملي معها فلديها ذاكرة قوية , كما تعلم , وهي تتذكر أحداث الماضي البعيد وكأنها جرت أمس".
هز كتفيه وبدأ يسير في الغرفة عاقد احاجبين , قالت دونا لنفسها أن من المؤسف جدا أن سيرافينا لم تصر على إبنها ليعمل ويعيل نفسه بجهده الشخصي , فهو يمضي حياته في إقامة علاقات تافهة لا معنى لها مع أكبر عدد ممكن من النساء , أو في الذهاب الى النوادي الليلية والحفلات الأجتماعية السخيفة , ولم تتمكن من حبس سؤالها في رأسها , فقالت له:
" ألا تشعر أبدا بأي رغبة للعمل؟ ألا يقلقك أهدار طاقاتك وصحتك على هذا النحو الذي يؤذي جسمك وروحك وعقلك؟".
جلس في مقعد مريح أمامها وبدت على وجهه فورا ملامح الجدية والحكمة , على الرغم من مشاعر الغنى والدلال التي كانت تخيم فوقه ثم تمتم بصوت منخفض:
" أنه دليل مشجع عندما تريد الفتاة أنقاذ الرجل من نفسه , ما هو نوع العمل الذي تقترحين عليّ أيجاده".
" أنك ماهر جدا في كرة المضرب , فلماذا لا تدرّب الآخرين في هذا المجال؟".
" وأحتفظ في الوقت ذاته بجسد سليم وعقل سليم , أليس كذلك؟ أعتقد أنك إحدى المبشرات الصغيرات , هل تحاولين إنقاذ روحي قبل أن تلتهمها نيران جهنم؟".
" أنني جادة في حديثي , بأمكان رجل مثلك أن يؤسس بسهولة ونجاح , أحد أفضل النوادي الرياضية في هذه المنطقة , عندما تكون لديك مهارات , يجب أستخدامها , أما أذا كنت تفضل أضاعة وقتك سدى , فهذا شأنك يا سيد نيري".
أنهمكت دونا في عملها خلال الأيام التالية , مستخدمة أجمل مكتب شاهدته في حياتها , كانت الطاولة من الطراز الذي أستخدم في عصر النهضة , والجدران مغطاة بألواح من الخشب الداكن , أما أرض الغرفة , فكانت مغطاة بسجادة قديمة رائعة ....... فيما السقف عبارة عن لوحة فنية ضخمة تمثل ووصيفاتها يجلسن بتكاسل على حافة جدول ماء يعكس صورهن كأنه مرآة صافية.
ولكنّ الذي أثار دهشة دونا وإعجابها , كان التمثال الحجري أمام الشرفة , الذي يمثل فارسا يحمل سيفا كبيرا , بمجرد أن شاهدت ذلك التمثال , شعرت بأن قلبها غاب من مكانه , تذكرت سؤالها لحارس سيرافينا عما أذا كان يعتقد نفسه أحد فرسان القرون الوسطى بالنسبة الى سيدته , أنها فكرة لا بأس بها , تخلّف كثيرا من الواقع المرير لما هو عليه فعلا , أنه رجل تستخدمه إمرأة ثرية لحمايتها , سريع ي إستخدام المسدس ولا يتوانى عن إستخدامه حتى للقتل , أذا دعت الحاجة لذلك , أنه , بكلام آخر , رجل خارج عن القانون من نواح عديدة , هل يعيش هذه الحياة منذ فترة طويلة؟ كم مضى عليه من الزمن قبل أن يصبح محصنا تماما ضد الناس ومشاعرهم , وغير قادر على التصرف بإنسانية وحرارة عاديتين..... كما فعل ذلك المساء على الشرفة؟
ولاحظت دونا أنه لم يقترب منها كثيرا منذ تلك الأمسية , وأنه لم يشر من قريب أو بعيد في حضور سيرافينا الى أهتمامه بها , لم تعرف كيف تشعر أزاء هذا التصرف..... بأرتياح أم بأنقباض ! كان الأمر مثيرا حقا أن يهب رجل للدفاع عنها..... رجل بعيد كل البعد عن كونه شابا طائشا يفعل ذلك لكسب ودها أو للأعتزاز بنفسه أمام أصدقائه , جاء تصرفه معبرا تماما عما كانت الحياة عليه سابقا , عندما كان الرجال مستعدين للمبارزة حفاظا على شرف أمرأة .
في أي حال , شعرت دونا بأرتياح كبير لأن تهديدات أدوني لم تكن مثمرة , وأذا كانت سيرافينا علمت بالأمر من أبنها , فأنها بالتأكيد لم تعرف السبب الحقيقي للخلاف...... وإلا لكانت طلبت منها أن تجمع حاجياتها وتذهب , لا بد أن أدوني نسي التفاصيا أو معظمها , لأنه سألها لاحقا عما أذا كان أزعجها تلك الليلة , رأت أن من الحكمة إبلاغه بأنه لم يضايقها قط.
" لا بد أنني قلت لك شيئا ضايق لورديتي , لأنني أتذكر أنه لكمني على أنفي , أنا لا أغيظه عندما أكون في وضع طبيعي , لأنه رجل خطير عندما يغضب , هذا ما تحبه فيه سيرافينا".
ثم أنحنى أدوني على الطاولة التي كانت دونا تجلس وراءها وتعمل بجد ونشاط . إلى أن جاءها الوريث الشاب , نظر الى أوراقها بسرعة ثم حوّل نظراته الى عنقها الجميل وتمتم قائلا:
" إنه عمل أنيق للغاية , ولكن أليس من المعيب جدا أن تسجن فتاة مثلك مع آلة كاتبة , في حين أن الحياة في الخارج ممتعة لدرجة كبيرة ...... وهناك مطعم صغير على الساحل يمكنها أن تتناول فيه أشهى أنواع الطعام ؟ ما رأيك في أن تتناولي معي اليوم طعام الغداء؟".
هزّت دونا رأسها نفيا وبإصرار , لأنها كانت تعلم أنه لن يدعها تعود الى الفيللا قبل ساعات عدة , مما سيفقدها وقتا ثمينا للعمل .قالت بصراحة:
" والدتك ربة عمل كريمة , وأنا أتمتع بعملي معها فلديها ذاكرة قوية , كما تعلم , وهي تتذكر أحداث الماضي البعيد وكأنها جرت أمس".
هز كتفيه وبدأ يسير في الغرفة عاقد احاجبين , قالت دونا لنفسها أن من المؤسف جدا أن سيرافينا لم تصر على إبنها ليعمل ويعيل نفسه بجهده الشخصي , فهو يمضي حياته في إقامة علاقات تافهة لا معنى لها مع أكبر عدد ممكن من النساء , أو في الذهاب الى النوادي الليلية والحفلات الأجتماعية السخيفة , ولم تتمكن من حبس سؤالها في رأسها , فقالت له:
" ألا تشعر أبدا بأي رغبة للعمل؟ ألا يقلقك أهدار طاقاتك وصحتك على هذا النحو الذي يؤذي جسمك وروحك وعقلك؟".
جلس في مقعد مريح أمامها وبدت على وجهه فورا ملامح الجدية والحكمة , على الرغم من مشاعر الغنى والدلال التي كانت تخيم فوقه ثم تمتم بصوت منخفض:
" أنه دليل مشجع عندما تريد الفتاة أنقاذ الرجل من نفسه , ما هو نوع العمل الذي تقترحين عليّ أيجاده".
" أنك ماهر جدا في كرة المضرب , فلماذا لا تدرّب الآخرين في هذا المجال؟".
" وأحتفظ في الوقت ذاته بجسد سليم وعقل سليم , أليس كذلك؟ أعتقد أنك إحدى المبشرات الصغيرات , هل تحاولين إنقاذ روحي قبل أن تلتهمها نيران جهنم؟".
" أنني جادة في حديثي , بأمكان رجل مثلك أن يؤسس بسهولة ونجاح , أحد أفضل النوادي الرياضية في هذه المنطقة , عندما تكون لديك مهارات , يجب أستخدامها , أما أذا كنت تفضل أضاعة وقتك سدى , فهذا شأنك يا سيد نيري".
HAMS- مشرف عام الاقسام الرومانسيه
- زقم العضويه : 58
عدد المساهمات : 720
نقاظ : 6278
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 08/02/2010
العمر : 32
الموقع : مصر
- مساهمة رقم 15
رد: 121- خاتم الأنتقام - فيوليت وينسبير
اختفت الأبتسامة الساخرة من عينيه الخضراوين وراح يتأملها بجدية وهدوء , ثم وجّه اليها ما لا يمكن وصفه إلا بنظرة أيطالية مذنبة , وقال لها :
" يمكنني أن أضعك بين قطعتي خبز محمصتين وألتهمك دفعة واحدة !".
قفز الى جانبها وعانقها بسرعة , قائلا لها:
" أنك , رائعة , مثيرة ! أنت على حق , فحياتي كانت ضياعا وهباء قبل أن تدخليها , حان الوقت كي أستقر , فهل تقبلين الزواج مني؟".
ضحكت دونا وقالت :
" لا بد أن الصدمة ستقتلك لو قلت لك شكرا وهيّا بنا الى أقرب كاهن على الفور".
" لا , ولكنني سأشعر بسعادة بالغة , أنت فتاة تحب مدى الحياة , أليس كذلك؟ هل أنت خائفة من أن أدوني سيكون زوجا متعبا يبدأ مع نهاية الأسبوع الأول لزواجه في ملاحقة النساء الأخريات؟".
" من المتعارف عليه أن العادات القديمة لا تموت إلا بصعوبة بالغة".
وتذكرت فجأة ريك لورديتي , فأنتبهت لنفسها وقالت له بلهجة مختلفة:
" يجب ألا تكون هنا , يا سيد , تتحدث بمثل هذه التفاهات وتقاطع عملي , سوف تشعر أمك بأستياء كبير , أذا أتت الى هنا , ولاحظت أنني أضيّع وقتي معك , بدلا من أن أطبع لها هذا الفصل من الكتاب , أنها تريد مراجعته في وقت لاحق اليوم".
" أذا تزوجنا يا دونا , فلن تعودي مضطرة للعمل طوال حياتك".
" حقا , وهل ستقبل أمك أن تبقينا معا على نفقتها..... وبمثل هذه البحبوحة؟".
" أنت قاسية جدا , أيتها الحبيبة! كنت أعتقد أن قلبك رقيق كبشرتك ! أوه , كم أتمنى أن أجعلك تذوبين حبا بي! أنت مثيرة بشكل مذهل ! هل تعرفين ذلك؟".
خاطبته دونا بحدة ظاهرة وتوتر واضح:
" أرجوك توقف ! أنت تشعر بالضجر ولا تجد شيئا أفضل من الحضور الى هنا , والتفوّه بكلمات سخيفة تافهة..... أنظر الآن ماذا جعلتني أفعل!".
أرتكبت عدّة أخطاء لا يمكن تصحيحها بدون تشويه الورقة بكاملها , نظرت اليه غاضبة وقالت:
" أذهب , أرجوك !".
" لدي شرط واحد".
" أرفض قبول أي شروط كي أنعم بقليل من السكينة والهدوء , يا سيد".
" أذن سأبقى هنا وأحرمك من الهدوء , يا آنسة".
" أنك حقا شاب مدلل , لو كان أبي مسؤولا عن تربيتك , لجعلك بالتأكيد رجلا بكل ما في الكلمة من معنى".
" آه , ولكن ليس باليد حيلة أذا كنت أجدك شابة ممتعة , وأشعر بحاجة للبقاء معك , عديني بأنك سوف تتناولين معي طعام العشاء , وسوف أتركك على الفور مع هذه المذكرات المثيرة للفضائح".
" أنها ليست كما تقول".
" أنتظري قليلا , يا صغيرتي لحلوة , وستجدين أنني على حق.... عندما تبدأ سيرافينا في التحدّث عن عالم السينما , لدى أمي الجميلة الساحرة , كما لأي نجمة مشهورة أخرى , حاجة كبيرة لتظل محط أنظار الجماهير , تريد والدتي العزيزة أن تصبح مذكراتها من أروع القصص وأن تبيع منها ملايين النسخ , ولا يمكن تحقيق ذلك في هذا العصر وهذه الأيام , أن لم تكن هناك مقبّلات مثيرة وفضائح! أعدّي نفسك للصدمة , يا صغيرتي البريئة , عندما تبدأ السيدة نيري بكشف أسرار مثيرة عن أشخاص عملت معهم ..... أسرار لا يمكن لهؤلاء الأشخاص نفيها أو الأعتراض عليها , لأنه لدى أمي فضيلة مثيرة للدهشة والأستغراب ...... وهي أنها لا تكذب أبدا!".
" أنا لست جاهلة وغبية , كما تعلم , لم أكن أتوقع أبدا أن تكون مذكرات ممثلة مشهورة عبارة عن مقالات علمية خالية من الأثارة , كان أبي يعمل في عالم صناعة الأفلام وأعرف بالتالي بعض الأمور التي تجري هناك".
" صحيح أذن ما يقوله هيتشكوك الذائع الصيت عن الشقراء التي تبدو باردة وهادئة الأعصاب..... أنها في داخلها شعلة نار حارقة ! ".
" سأشتعل فعلا يا سيد , أن لم تذهب وتتسلّ في مكان آخر , لديّ عمل يجب أتمامه خلال وقت محدد".
" قلت لك أنني سأذهب كصبي مطيع أذا وافقت على تناول العشاء معي , لا تكوني متعجرفة , أقبلي دعوتي وقولي أنك ستأتين".
أبعدت ذقنها بعصبية عن يده وسألته بحدة:
" ألم تقاومك أي أمرأة من قبل؟".
برقت عيناه الجميلتان بأبتسامة تحولت فجأة الى قساوة وبرودة وقال:
" لا ترغميني على التخلّي عن تواضعي أيتها الحبيبة , هل يوجد شيء أفضل لفتاة تكد وتتعب طوال النهار , من أن ترتدي ثوبا جميلا , وتقفز الى سارة سريعة , وتذهب مع شاب وسيم الى مطعم جيد ؟ هل يمكنك مقاومة ذلك؟".
فكرت دونا قليلا ولاحظت أنه لا بأس على الأطلاق بقبول هذه الدعوة المغرية , ولكنها تعرف أن أدوني نيري يميل كثيرا الى المغازلة والمداعبة , وأنها بالتالي غير راغبة في أن تمضي أمسيتها على أحدى الطرقات الجبلية الجانبية تدافع عن شرفها وكرامتها , عاد يسألها بهدوء:
" أسألي نفسك أيّهما أهون الشرّين ! أن تجدني أمي معك هنا , أو أن تقومي معي بنزهة جبلية هادئة ؟ توجد مجازفة في هاتين الحالتين , وسأترك لك حرية الأختيار بينهما".
" يمكنني أن أضعك بين قطعتي خبز محمصتين وألتهمك دفعة واحدة !".
قفز الى جانبها وعانقها بسرعة , قائلا لها:
" أنك , رائعة , مثيرة ! أنت على حق , فحياتي كانت ضياعا وهباء قبل أن تدخليها , حان الوقت كي أستقر , فهل تقبلين الزواج مني؟".
ضحكت دونا وقالت :
" لا بد أن الصدمة ستقتلك لو قلت لك شكرا وهيّا بنا الى أقرب كاهن على الفور".
" لا , ولكنني سأشعر بسعادة بالغة , أنت فتاة تحب مدى الحياة , أليس كذلك؟ هل أنت خائفة من أن أدوني سيكون زوجا متعبا يبدأ مع نهاية الأسبوع الأول لزواجه في ملاحقة النساء الأخريات؟".
" من المتعارف عليه أن العادات القديمة لا تموت إلا بصعوبة بالغة".
وتذكرت فجأة ريك لورديتي , فأنتبهت لنفسها وقالت له بلهجة مختلفة:
" يجب ألا تكون هنا , يا سيد , تتحدث بمثل هذه التفاهات وتقاطع عملي , سوف تشعر أمك بأستياء كبير , أذا أتت الى هنا , ولاحظت أنني أضيّع وقتي معك , بدلا من أن أطبع لها هذا الفصل من الكتاب , أنها تريد مراجعته في وقت لاحق اليوم".
" أذا تزوجنا يا دونا , فلن تعودي مضطرة للعمل طوال حياتك".
" حقا , وهل ستقبل أمك أن تبقينا معا على نفقتها..... وبمثل هذه البحبوحة؟".
" أنت قاسية جدا , أيتها الحبيبة! كنت أعتقد أن قلبك رقيق كبشرتك ! أوه , كم أتمنى أن أجعلك تذوبين حبا بي! أنت مثيرة بشكل مذهل ! هل تعرفين ذلك؟".
خاطبته دونا بحدة ظاهرة وتوتر واضح:
" أرجوك توقف ! أنت تشعر بالضجر ولا تجد شيئا أفضل من الحضور الى هنا , والتفوّه بكلمات سخيفة تافهة..... أنظر الآن ماذا جعلتني أفعل!".
أرتكبت عدّة أخطاء لا يمكن تصحيحها بدون تشويه الورقة بكاملها , نظرت اليه غاضبة وقالت:
" أذهب , أرجوك !".
" لدي شرط واحد".
" أرفض قبول أي شروط كي أنعم بقليل من السكينة والهدوء , يا سيد".
" أذن سأبقى هنا وأحرمك من الهدوء , يا آنسة".
" أنك حقا شاب مدلل , لو كان أبي مسؤولا عن تربيتك , لجعلك بالتأكيد رجلا بكل ما في الكلمة من معنى".
" آه , ولكن ليس باليد حيلة أذا كنت أجدك شابة ممتعة , وأشعر بحاجة للبقاء معك , عديني بأنك سوف تتناولين معي طعام العشاء , وسوف أتركك على الفور مع هذه المذكرات المثيرة للفضائح".
" أنها ليست كما تقول".
" أنتظري قليلا , يا صغيرتي لحلوة , وستجدين أنني على حق.... عندما تبدأ سيرافينا في التحدّث عن عالم السينما , لدى أمي الجميلة الساحرة , كما لأي نجمة مشهورة أخرى , حاجة كبيرة لتظل محط أنظار الجماهير , تريد والدتي العزيزة أن تصبح مذكراتها من أروع القصص وأن تبيع منها ملايين النسخ , ولا يمكن تحقيق ذلك في هذا العصر وهذه الأيام , أن لم تكن هناك مقبّلات مثيرة وفضائح! أعدّي نفسك للصدمة , يا صغيرتي البريئة , عندما تبدأ السيدة نيري بكشف أسرار مثيرة عن أشخاص عملت معهم ..... أسرار لا يمكن لهؤلاء الأشخاص نفيها أو الأعتراض عليها , لأنه لدى أمي فضيلة مثيرة للدهشة والأستغراب ...... وهي أنها لا تكذب أبدا!".
" أنا لست جاهلة وغبية , كما تعلم , لم أكن أتوقع أبدا أن تكون مذكرات ممثلة مشهورة عبارة عن مقالات علمية خالية من الأثارة , كان أبي يعمل في عالم صناعة الأفلام وأعرف بالتالي بعض الأمور التي تجري هناك".
" صحيح أذن ما يقوله هيتشكوك الذائع الصيت عن الشقراء التي تبدو باردة وهادئة الأعصاب..... أنها في داخلها شعلة نار حارقة ! ".
" سأشتعل فعلا يا سيد , أن لم تذهب وتتسلّ في مكان آخر , لديّ عمل يجب أتمامه خلال وقت محدد".
" قلت لك أنني سأذهب كصبي مطيع أذا وافقت على تناول العشاء معي , لا تكوني متعجرفة , أقبلي دعوتي وقولي أنك ستأتين".
أبعدت ذقنها بعصبية عن يده وسألته بحدة:
" ألم تقاومك أي أمرأة من قبل؟".
برقت عيناه الجميلتان بأبتسامة تحولت فجأة الى قساوة وبرودة وقال:
" لا ترغميني على التخلّي عن تواضعي أيتها الحبيبة , هل يوجد شيء أفضل لفتاة تكد وتتعب طوال النهار , من أن ترتدي ثوبا جميلا , وتقفز الى سارة سريعة , وتذهب مع شاب وسيم الى مطعم جيد ؟ هل يمكنك مقاومة ذلك؟".
فكرت دونا قليلا ولاحظت أنه لا بأس على الأطلاق بقبول هذه الدعوة المغرية , ولكنها تعرف أن أدوني نيري يميل كثيرا الى المغازلة والمداعبة , وأنها بالتالي غير راغبة في أن تمضي أمسيتها على أحدى الطرقات الجبلية الجانبية تدافع عن شرفها وكرامتها , عاد يسألها بهدوء:
" أسألي نفسك أيّهما أهون الشرّين ! أن تجدني أمي معك هنا , أو أن تقومي معي بنزهة جبلية هادئة ؟ توجد مجازفة في هاتين الحالتين , وسأترك لك حرية الأختيار بينهما".
HAMS- مشرف عام الاقسام الرومانسيه
- زقم العضويه : 58
عدد المساهمات : 720
نقاظ : 6278
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 08/02/2010
العمر : 32
الموقع : مصر
- مساهمة رقم 16
رد: 121- خاتم الأنتقام - فيوليت وينسبير
تطلّعت دونا حولها في تلك الغرفة الساحرة , ونحو الفارس الأسود الذي يلمع تحت أشعة الشمس الجميلة..... وسخرت من فكرة الخوف من أدوني , أحسّت فجأة بأن ما يهمّها حقا هو البقاء في الفيللا طوال فترة عملها , نظرت اليه فبدا لها شابا وسيما لم يضر أحدا من قبل , سألته بهدوء:
" متى تريدني أن أكون جاهزة؟".
لمعت عيناه ببريق ساطع وقال لها بأرتياح ظاهر:
" أذا كنت مستعدة حوالي السابعة والنصف , فسوف نتمكن من تمضية وقت طويل معا , الى اللقاء أيتها الحبيبة ".
غادر الغرفة على الفور وعادت دونا الى عملها .....وهي ترفض حتى مجرد التفكير بمدى سلامة قرارها , ولكنها ذكّرت نفسها بأنها لن تجد فارسا يهب للدفاع عنها في تلك الطرقات الجبلية النائية , وأبتسمت......
هكذا تعتبر ريك لورديتي , الذي قد يكون أخطر بكثير من مئة أدوني معا , ما من أمرأة بمثل مركز سيرافينا تستخدم حارسا شخصيا لا يكون قادرا على أستخدام كافة أساليب العنف والقساوة مع الذين يحاولون إيذاءها , وتذكرت ما أخبرها إياه أدوني عن تمكّن ريك من أنقاذ سيرافينا بسلام , من أيدي عصابة من الأشرار........ حتى بعد أن تلقّى طعنة قوية في صدره , وأحست دونا بشيء يطعنها تحت ضلوعها , أنها لا شك غبية وسخيفة للغاية أذا كانت تعتقد بأن لرجل مثل لورديتي أي أهتمام حقيقي بفتاة مثلها , سيرافينا هي المرأة الوحيدة في حياته , ومن له أمرأة مثل سيرافينا الرائعة الجمال والذائعة الصيت وصاحبة الثروة الطائلة , لن يعير أي أهتمام يذكر لفتاة بريطانية أقل من عادية.
أدارت دونا آلة التسجيل وراحت تستمع بأنتباه بالغ للأحداث التي مرّت في حياة سيرافينا , عندما كانت سيرافينا فتاة صغيرة في صقلية , تصورت ريك يعيش حياة مماثلة , أنهما شخصان يعرفان مدى صعوبة الحياة في محيط يعمه الفقر والحرمات , ويتقبّله الجميع بأرادة قوية وشجاعة فاقة , أستغلت سيرافينا جمالها للأبتعاد عن الضجيج , والمجاعة والأزقة الوسخة , أما ريك , فقد أستخدم قوته وقساوته وكان رجلا يعرف كيف يشق طريقه عند حلول الظلام في أدغال المدن الكبرى , كان بالتأكيد عنيفا كبقية تلك المخلوقات التي تخرج من الشوارع المخيفة بحثا عن الضحية أو الطريدة .... أو الروح الضائعة , كان يختار العزلة في كثير من الأحيان ليقف كهذا التمثال الحجري البارد , الذي لا تتمكن حتى الشمس الساطعة من تدفئته.
هزّت دونا رأسها بقوة , وتمنت لو أن بأمكانها طرد هذا الرجل من أفكارها , بمثل السهولة التي طردت فيها وريث الممثلة الشهيرة..... عندما عرض عليها الزواج , وكأنه يطلب قطعة حلوى , ولكن ريك لورديتي لم يكن أبدا مثل أدوني , أنه رجل تحفل حياته بذكريات خلقت جروحا وآثارا لا يمكن أزالتها أو محوها , لا شك في أنه واجه في ماضيه بعض الأحداث الرهيبة التي حوّلته الى رجل قاس ودفنت في أعماقه جميع المشاعر الرقيقة والناعمة ..... حتى أختفت تماما وأصبح كتلك الصخرة في الحديقة , تحوّل حجرا قاسيا وباردا , ولن تعود الى عينيه أبدا تلك الشعلة الجميلة التي تجذب الفتاة اليه ليذيبها بحرارة نظراته .
وضعت دونا يدها على عينيها وكأنها تريد حجب رؤيته عنها , من المؤكد أنها متأثرة بشيء ما في الأجواء الأيطالية المثيرة , أنه يعجبها الى هذه الدرجة , لأنها لم تعرف في حياتها رجلا مثله , أنه ليس فارسا من القرون الوسطى يرتدي الدروع الواقية ويستل سيفه للدفاع عن المظلومين ...... بل هو قاتل محترف يهتم بأمرأة ثرية , بأكثر من ناحية ! قال أدوني أن ريك يدخل غرفة سيرافينا ويخرج منها بحرية تامة , ويجب أن تكون بريئة كطالبة كي تعتقد أنه يدخل غرفة نوم الممثلة الجذابة لمجرد البحث تحت سريرها أو في خزانتها عن مجرم محتمل !
شعرت بالأرتياح عندما فتح باب الغرفة ودخل الخادم الشاب وهو يحمل لها قهوة الصباح وبعض المأكولات الخفيفة , ولمّا شاهدت تفاحة كبيرة لذيذة لا تزال معلّقة بغصنها , أبتسمت وقالت:
" أوه , كم هي جميلة !".
" أرسلها اليك السيد".
قفز قلبها من مكانه وهي تعلّل النفس بأمل سخيف لا يمكن تصوره , سألته عمّن يكون ذلك السيد , فأجابها بأستغراب بأنه السيد نيري , تضايقت ضمنا ولكنها أبتسمت وطلبت منه أن يشكر السيد نيابة عنها , تضايقت لأن قلبها تصرّف على هذا النحو المزعج , مع أن عقلها قال لها أن أدوني هو الذي يعتبر الفتاحة كتفاحة ....... وأن في جعبته حركات ساحرة عديدة تهدف الى إضعاف مقاومتها.
حملت فنجان القهوة ووقفت أمام الباب الزجاجي الكبير , تتأمل عبر أغصان الشجرة التي تغطيها أزهار جميلة حمراء , ذلك الفارس الحجري الصامت , لم تتصوّر نفسها أبدا رومنطقية الى هذه الدرجة, إلا أنها بدأت تتصرف على هذا الشكل منذ مجيئها الى أيطاليا ...... كفتاة في قصة عاطفية تجد نفسها فجأة متعلقة بشخص غريب , دون أن تجد سببا لذلك...... شخص أسمر طويل القامة أزعجها وأثار أعجابها منذ اللحظة الأولى التي نظرت فيها الى عينيه القاسيتين , هل هي على خطأ أذا ظنت أنه نظر اليها , وكأنه يريد أمتلاكها مع أنه لن يتمكن أبدا من ذلك؟
" متى تريدني أن أكون جاهزة؟".
لمعت عيناه ببريق ساطع وقال لها بأرتياح ظاهر:
" أذا كنت مستعدة حوالي السابعة والنصف , فسوف نتمكن من تمضية وقت طويل معا , الى اللقاء أيتها الحبيبة ".
غادر الغرفة على الفور وعادت دونا الى عملها .....وهي ترفض حتى مجرد التفكير بمدى سلامة قرارها , ولكنها ذكّرت نفسها بأنها لن تجد فارسا يهب للدفاع عنها في تلك الطرقات الجبلية النائية , وأبتسمت......
هكذا تعتبر ريك لورديتي , الذي قد يكون أخطر بكثير من مئة أدوني معا , ما من أمرأة بمثل مركز سيرافينا تستخدم حارسا شخصيا لا يكون قادرا على أستخدام كافة أساليب العنف والقساوة مع الذين يحاولون إيذاءها , وتذكرت ما أخبرها إياه أدوني عن تمكّن ريك من أنقاذ سيرافينا بسلام , من أيدي عصابة من الأشرار........ حتى بعد أن تلقّى طعنة قوية في صدره , وأحست دونا بشيء يطعنها تحت ضلوعها , أنها لا شك غبية وسخيفة للغاية أذا كانت تعتقد بأن لرجل مثل لورديتي أي أهتمام حقيقي بفتاة مثلها , سيرافينا هي المرأة الوحيدة في حياته , ومن له أمرأة مثل سيرافينا الرائعة الجمال والذائعة الصيت وصاحبة الثروة الطائلة , لن يعير أي أهتمام يذكر لفتاة بريطانية أقل من عادية.
أدارت دونا آلة التسجيل وراحت تستمع بأنتباه بالغ للأحداث التي مرّت في حياة سيرافينا , عندما كانت سيرافينا فتاة صغيرة في صقلية , تصورت ريك يعيش حياة مماثلة , أنهما شخصان يعرفان مدى صعوبة الحياة في محيط يعمه الفقر والحرمات , ويتقبّله الجميع بأرادة قوية وشجاعة فاقة , أستغلت سيرافينا جمالها للأبتعاد عن الضجيج , والمجاعة والأزقة الوسخة , أما ريك , فقد أستخدم قوته وقساوته وكان رجلا يعرف كيف يشق طريقه عند حلول الظلام في أدغال المدن الكبرى , كان بالتأكيد عنيفا كبقية تلك المخلوقات التي تخرج من الشوارع المخيفة بحثا عن الضحية أو الطريدة .... أو الروح الضائعة , كان يختار العزلة في كثير من الأحيان ليقف كهذا التمثال الحجري البارد , الذي لا تتمكن حتى الشمس الساطعة من تدفئته.
هزّت دونا رأسها بقوة , وتمنت لو أن بأمكانها طرد هذا الرجل من أفكارها , بمثل السهولة التي طردت فيها وريث الممثلة الشهيرة..... عندما عرض عليها الزواج , وكأنه يطلب قطعة حلوى , ولكن ريك لورديتي لم يكن أبدا مثل أدوني , أنه رجل تحفل حياته بذكريات خلقت جروحا وآثارا لا يمكن أزالتها أو محوها , لا شك في أنه واجه في ماضيه بعض الأحداث الرهيبة التي حوّلته الى رجل قاس ودفنت في أعماقه جميع المشاعر الرقيقة والناعمة ..... حتى أختفت تماما وأصبح كتلك الصخرة في الحديقة , تحوّل حجرا قاسيا وباردا , ولن تعود الى عينيه أبدا تلك الشعلة الجميلة التي تجذب الفتاة اليه ليذيبها بحرارة نظراته .
وضعت دونا يدها على عينيها وكأنها تريد حجب رؤيته عنها , من المؤكد أنها متأثرة بشيء ما في الأجواء الأيطالية المثيرة , أنه يعجبها الى هذه الدرجة , لأنها لم تعرف في حياتها رجلا مثله , أنه ليس فارسا من القرون الوسطى يرتدي الدروع الواقية ويستل سيفه للدفاع عن المظلومين ...... بل هو قاتل محترف يهتم بأمرأة ثرية , بأكثر من ناحية ! قال أدوني أن ريك يدخل غرفة سيرافينا ويخرج منها بحرية تامة , ويجب أن تكون بريئة كطالبة كي تعتقد أنه يدخل غرفة نوم الممثلة الجذابة لمجرد البحث تحت سريرها أو في خزانتها عن مجرم محتمل !
شعرت بالأرتياح عندما فتح باب الغرفة ودخل الخادم الشاب وهو يحمل لها قهوة الصباح وبعض المأكولات الخفيفة , ولمّا شاهدت تفاحة كبيرة لذيذة لا تزال معلّقة بغصنها , أبتسمت وقالت:
" أوه , كم هي جميلة !".
" أرسلها اليك السيد".
قفز قلبها من مكانه وهي تعلّل النفس بأمل سخيف لا يمكن تصوره , سألته عمّن يكون ذلك السيد , فأجابها بأستغراب بأنه السيد نيري , تضايقت ضمنا ولكنها أبتسمت وطلبت منه أن يشكر السيد نيابة عنها , تضايقت لأن قلبها تصرّف على هذا النحو المزعج , مع أن عقلها قال لها أن أدوني هو الذي يعتبر الفتاحة كتفاحة ....... وأن في جعبته حركات ساحرة عديدة تهدف الى إضعاف مقاومتها.
حملت فنجان القهوة ووقفت أمام الباب الزجاجي الكبير , تتأمل عبر أغصان الشجرة التي تغطيها أزهار جميلة حمراء , ذلك الفارس الحجري الصامت , لم تتصوّر نفسها أبدا رومنطقية الى هذه الدرجة, إلا أنها بدأت تتصرف على هذا الشكل منذ مجيئها الى أيطاليا ...... كفتاة في قصة عاطفية تجد نفسها فجأة متعلقة بشخص غريب , دون أن تجد سببا لذلك...... شخص أسمر طويل القامة أزعجها وأثار أعجابها منذ اللحظة الأولى التي نظرت فيها الى عينيه القاسيتين , هل هي على خطأ أذا ظنت أنه نظر اليها , وكأنه يريد أمتلاكها مع أنه لن يتمكن أبدا من ذلك؟
HAMS- مشرف عام الاقسام الرومانسيه
- زقم العضويه : 58
عدد المساهمات : 720
نقاظ : 6278
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 08/02/2010
العمر : 32
الموقع : مصر
- مساهمة رقم 17
رد: 121- خاتم الأنتقام - فيوليت وينسبير
شعرت بألم حاد في قلبها ومسحت الدموع من عينيها وهي تقول:
( توقف عن ملاحقتي كالكابوس!".
وجدت نفسها فجأة في الحديقة وهي واقفة أمام الفارس الأسود , رأسه كان منحنيا بخوذته الحديدية الثقيلة , ويداه الممسكتان بالسيف جامدتين لا تتحركان , كانت العصافير وحدها تزقزق وتتحرك.... أما الفارس فقد ظل محتفظا بصمته وجموده , وتأهبه.
أعدت نفسها للسهرة المرتقبة وهي تشعر بتوتر خفيف , ربما كان عليها أن تكون أكثر حزما مع أدوني , وأن تجازف بحضور أمه فجأة ومشاهدتهما مها على أنفراد , ألا أن التبرج والتزين لتناول العشاء خارجا لم يكونا أمرا مزعجا حقا , وسرّها أن ترتدي ذلك الثوب الجميل لأول مرة منذ أبتياعه في باريس , وضحكت عندما تصورت نفسها فتاة بسيطة جاهلة تسمح لهؤلاء الأيطاليين الوسيمين بأخراجها عن برودتها الهادئة التي تفخر بها كثيرا , ما من أحد يمكنه القول أنها لا تبدو هادئة من حيث الشكل الخارجي , على الرغم من أن قلبها لم يعد متأكدا من نفسه وذاته.
أرتبكت عندما شاهدت أدوني ينتظرها أمام قاعة الجلوس ويبدو جذابا للغاية في سترته البيضاء الرسمية وسرواله الأسود الضيق , أقترب منها بسرعة وشدّ على يدها بقوة قائلا:
" كم أنت جميلة! أنت جذابة ورائعة , أيتها الحبيبة!".
" وأنت أيضا يا أدوني , تبدو جذابا ولا بأس بك على الأطلاق ! ".
أبتسمت عيناه قبل شفتيه وقال:
" شكرا , هكذا يجب أن يكون الوضع دائما ...... أن يكون الشخصان مناسبين لبعضهما , تصوري كم سيكون جميلا ورائعا أبننا , أيتها العزيزة".
" أسمع ! لا أريدك أن تبدأ ذلك ثانية !".
رفض أحتجاجها ضاحكا , ثم فتح باب القاعة وقال للشخصين الموجودين هناك:
" أننا ذاهبان".
كانت سيرافينا متمددة على كنبة وريك واقفا قرب النافذة , نظر اليها بعينين فاحصتين ثم وجّه نظرة سريعة الى أدوني , الذب قالت له أمه:
" لا تقد سيارتك وكأنك تشارك في السباق المقبل تعجبني دونا كثيرا كسكرتيرة ولا أنوي أبدا أن أفقدها , أنني أتساءل في الحقيقة عما أذا كان من الحكمة السماح لك بدعوتها هذه الليلة , أنها مخلوقة طيبة جدا لم تفسدها شرور الحياة , وكنت أعرف والدها وأعجب به , ولا أظن أنه كان سيوافق عليك , أيها الحبيب".
" سأحافظ على هذه الفتاة , يا سيرافينا , كما يحافظ ريك عليك! من المؤكد أنني لن أجد مثلا أعلى , أفضل من حارس أمي وفارسها!".
رفع ريك حاجبه الأسود ونفخ الدخان بقوة م أنفع الغاضب , ولكن سيرافينا نظرت اليه وسألته بغنج ودلال :
" هل أنت حقا هكذا , يا ريك؟".
حوّل نظره اليها , فضحكت بأغراء وكأن هناك نكتة لا يعرفها سواهما , ثم عادت لتقول لأبنها:
" لا يوجد مثل ريك سوى عدد قليل من الرجال , أيها الحبيب , ولكن لديك أنت طبيعة دافئة ومتلهفة , ويسرّني جدا أن أدلّلك وأغدق عليك المال بدون حساب , لأنني ذقت طعم الفقر والحرمان فترة طويلة في بداية عمري , كنت أتحرّق في صباي كي أحصل على جزء يسير مما هو متاح لك اليوم , أذهب , يا أدوني , وتمتّع بسهرتك , ولكن حاول أن تتصرف بلياقة وتهذيب مع هذه الفتاة الطيبة".
" طبعا , يا أمي".
أقترب منها وقبّلها على جبينها, وسمعت دونا الممثلة القديرة وهي تضحك بنعومة عندما كانت تداعب وجهه الذي يحمل شبها كبيرا لوجهها , وفجأة جذبتها العينان الحادتان بقوة , فلم تتمكن من مقاومتهما , نظرت دونا الى ذلك الرجل , الذي يبدو أن سيرافينا تقيّد جسمه وروحه بسلاسل من الحديد , وتساءلت عن سبب عدم زواجهما , هجرت سيرافينا زوجها منذ زمن طويل , ولكن الطلاق لم يعد مستحيلا في أيطاليا , فلماذا لا تطلّق زوجها وتتزوج ريك ؟ أنه بالتأكيد رفيقها ..... وهل يمكن لأي رجل يمضي هذا الوقت الطويل مع أمرأة جذابة ومثيرة مثلها بدون أي علاقة؟
كانت عيناه جامدتين وقاسيتين عندما ألتقت نظراتهما , ولكنه أخذ ينظر الى جسمها النحيل وكأنه يداعبها , فنظرت اليه بغضب ورجاء وكأنها تقول :
( أياك ! لا أريد أن أعرف ماذا تشعر سيرافينا عندما تضمها بين ذراعيك !).
شهقت عندما أمسك أدوني بذراعها وقال لها:
" تعالي , حان الوقت لذهابنا".
كان يداعب وجنتيها بنظرات الوله والهيام , ولكنها لم تشعر بشيء , خرجت معه من تلك الغرفة الكبيرة , ولكنها أحست بأنها تركت وراءها جزءا حيويا بالغ الأهمية من شخصيتها وذاتها , أنه جنون يثير الشفقة أن تتعلق برجل يخص أمرأة أخرى...... أمرأة متسلطة حادة الطباع ستغرز أظافرها في وجه الفتاة الغريبة , وتمزقه أربا أذا ضبطت ريك وهو يلمسها فعلا.
ولكن دونا كانت متأكدة من أنه أراد أن يلمسها بيديه وليس بنظراته فقط , لاحظت شحوبا في وجهه وعينيه عندما شاهد أدوني يمسك بذراعها , لا بد أن جسمها أرتعش قليلا وهي تفكر بذلك الرجل , لأن أدوني قال لها بأهتمام حقيقي قرب سيارته السريعة :
" لا تخافي من لورديتي ... أنا أعرف أنك خائفة منه يا دونا , لاحظتك كيف تنظرين اليه , لأنك ربما تشعرين بغرابة توعية هذا الرجل , أذا كنت تريدين الحقيقة بصراحة , فلا بد لي من القول أنه ثتل شخصا في حياته".
" أوه , لا !".
( توقف عن ملاحقتي كالكابوس!".
وجدت نفسها فجأة في الحديقة وهي واقفة أمام الفارس الأسود , رأسه كان منحنيا بخوذته الحديدية الثقيلة , ويداه الممسكتان بالسيف جامدتين لا تتحركان , كانت العصافير وحدها تزقزق وتتحرك.... أما الفارس فقد ظل محتفظا بصمته وجموده , وتأهبه.
أعدت نفسها للسهرة المرتقبة وهي تشعر بتوتر خفيف , ربما كان عليها أن تكون أكثر حزما مع أدوني , وأن تجازف بحضور أمه فجأة ومشاهدتهما مها على أنفراد , ألا أن التبرج والتزين لتناول العشاء خارجا لم يكونا أمرا مزعجا حقا , وسرّها أن ترتدي ذلك الثوب الجميل لأول مرة منذ أبتياعه في باريس , وضحكت عندما تصورت نفسها فتاة بسيطة جاهلة تسمح لهؤلاء الأيطاليين الوسيمين بأخراجها عن برودتها الهادئة التي تفخر بها كثيرا , ما من أحد يمكنه القول أنها لا تبدو هادئة من حيث الشكل الخارجي , على الرغم من أن قلبها لم يعد متأكدا من نفسه وذاته.
أرتبكت عندما شاهدت أدوني ينتظرها أمام قاعة الجلوس ويبدو جذابا للغاية في سترته البيضاء الرسمية وسرواله الأسود الضيق , أقترب منها بسرعة وشدّ على يدها بقوة قائلا:
" كم أنت جميلة! أنت جذابة ورائعة , أيتها الحبيبة!".
" وأنت أيضا يا أدوني , تبدو جذابا ولا بأس بك على الأطلاق ! ".
أبتسمت عيناه قبل شفتيه وقال:
" شكرا , هكذا يجب أن يكون الوضع دائما ...... أن يكون الشخصان مناسبين لبعضهما , تصوري كم سيكون جميلا ورائعا أبننا , أيتها العزيزة".
" أسمع ! لا أريدك أن تبدأ ذلك ثانية !".
رفض أحتجاجها ضاحكا , ثم فتح باب القاعة وقال للشخصين الموجودين هناك:
" أننا ذاهبان".
كانت سيرافينا متمددة على كنبة وريك واقفا قرب النافذة , نظر اليها بعينين فاحصتين ثم وجّه نظرة سريعة الى أدوني , الذب قالت له أمه:
" لا تقد سيارتك وكأنك تشارك في السباق المقبل تعجبني دونا كثيرا كسكرتيرة ولا أنوي أبدا أن أفقدها , أنني أتساءل في الحقيقة عما أذا كان من الحكمة السماح لك بدعوتها هذه الليلة , أنها مخلوقة طيبة جدا لم تفسدها شرور الحياة , وكنت أعرف والدها وأعجب به , ولا أظن أنه كان سيوافق عليك , أيها الحبيب".
" سأحافظ على هذه الفتاة , يا سيرافينا , كما يحافظ ريك عليك! من المؤكد أنني لن أجد مثلا أعلى , أفضل من حارس أمي وفارسها!".
رفع ريك حاجبه الأسود ونفخ الدخان بقوة م أنفع الغاضب , ولكن سيرافينا نظرت اليه وسألته بغنج ودلال :
" هل أنت حقا هكذا , يا ريك؟".
حوّل نظره اليها , فضحكت بأغراء وكأن هناك نكتة لا يعرفها سواهما , ثم عادت لتقول لأبنها:
" لا يوجد مثل ريك سوى عدد قليل من الرجال , أيها الحبيب , ولكن لديك أنت طبيعة دافئة ومتلهفة , ويسرّني جدا أن أدلّلك وأغدق عليك المال بدون حساب , لأنني ذقت طعم الفقر والحرمان فترة طويلة في بداية عمري , كنت أتحرّق في صباي كي أحصل على جزء يسير مما هو متاح لك اليوم , أذهب , يا أدوني , وتمتّع بسهرتك , ولكن حاول أن تتصرف بلياقة وتهذيب مع هذه الفتاة الطيبة".
" طبعا , يا أمي".
أقترب منها وقبّلها على جبينها, وسمعت دونا الممثلة القديرة وهي تضحك بنعومة عندما كانت تداعب وجهه الذي يحمل شبها كبيرا لوجهها , وفجأة جذبتها العينان الحادتان بقوة , فلم تتمكن من مقاومتهما , نظرت دونا الى ذلك الرجل , الذي يبدو أن سيرافينا تقيّد جسمه وروحه بسلاسل من الحديد , وتساءلت عن سبب عدم زواجهما , هجرت سيرافينا زوجها منذ زمن طويل , ولكن الطلاق لم يعد مستحيلا في أيطاليا , فلماذا لا تطلّق زوجها وتتزوج ريك ؟ أنه بالتأكيد رفيقها ..... وهل يمكن لأي رجل يمضي هذا الوقت الطويل مع أمرأة جذابة ومثيرة مثلها بدون أي علاقة؟
كانت عيناه جامدتين وقاسيتين عندما ألتقت نظراتهما , ولكنه أخذ ينظر الى جسمها النحيل وكأنه يداعبها , فنظرت اليه بغضب ورجاء وكأنها تقول :
( أياك ! لا أريد أن أعرف ماذا تشعر سيرافينا عندما تضمها بين ذراعيك !).
شهقت عندما أمسك أدوني بذراعها وقال لها:
" تعالي , حان الوقت لذهابنا".
كان يداعب وجنتيها بنظرات الوله والهيام , ولكنها لم تشعر بشيء , خرجت معه من تلك الغرفة الكبيرة , ولكنها أحست بأنها تركت وراءها جزءا حيويا بالغ الأهمية من شخصيتها وذاتها , أنه جنون يثير الشفقة أن تتعلق برجل يخص أمرأة أخرى...... أمرأة متسلطة حادة الطباع ستغرز أظافرها في وجه الفتاة الغريبة , وتمزقه أربا أذا ضبطت ريك وهو يلمسها فعلا.
ولكن دونا كانت متأكدة من أنه أراد أن يلمسها بيديه وليس بنظراته فقط , لاحظت شحوبا في وجهه وعينيه عندما شاهد أدوني يمسك بذراعها , لا بد أن جسمها أرتعش قليلا وهي تفكر بذلك الرجل , لأن أدوني قال لها بأهتمام حقيقي قرب سيارته السريعة :
" لا تخافي من لورديتي ... أنا أعرف أنك خائفة منه يا دونا , لاحظتك كيف تنظرين اليه , لأنك ربما تشعرين بغرابة توعية هذا الرجل , أذا كنت تريدين الحقيقة بصراحة , فلا بد لي من القول أنه ثتل شخصا في حياته".
" أوه , لا !".
HAMS- مشرف عام الاقسام الرومانسيه
- زقم العضويه : 58
عدد المساهمات : 720
نقاظ : 6278
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 08/02/2010
العمر : 32
الموقع : مصر
- مساهمة رقم 18
رد: 121- خاتم الأنتقام - فيوليت وينسبير
نظرت اليه بعينين حزينتين وكأنها تستجديه أن ينفي ذلك , ولكنه هز رأسه مؤكدا كلامه فيما كان ينظر اليها بجدية بالغة:
" حدث ذلك منذ زمن طويل أثناء عراك جرى على أحد أرصفة الموانىء وأنتهى بمقتل منافسه , وقع الرجل أرضا نتيجة لكمة قوية من ريك , فأرتطم رأسه بحجر وقتل على الفور , تم أعتقال لورديتي ومحاكمته بتهمة القتل , ومع أنه لم تثبت أدانته بالقتل الفعلي , إلا أن الجميع كانوا يعرفون أنه هو الذي بدأ العراك... وأن لديه دوافعه لقتل ذلك الرجل , يبدو أن الرجل كان عضوا في المافيا ومسؤولا عن مأساة لحقت بعائلة ريك.
" مأساة ؟ هل تعرف التفاصيل؟".
كانت تريد معرفة كل شيء يتعلق بماضيه وحياته , مع أن كلمة مأساة تحمل في طيّاتها أمورا محزنة وربما مخيفةة.
" قتلت والدته , كانت نحّاتة أميركية تعرّفت على شاب من صقلية أثناء زيارتها لتلك الجزيرة , وتزوجته خلال فترة قصيرة من ذلك اللقاء , كانا يملكان حقلا صغيرا يضم عددا قليلا من أشجار الزيتون , وعندما توفي زوجها بما وصف آنذاك بأنه حادث , ألقت اللوم على عصابة المافيا وقالت أن أفرادها قتلوه لأنه رفض دفع خوّة لمنظمتهم , وتوفيت هي أيضا لأنها لم تخف الأفصاح عن رأيها بالنسبة الى أولئك القتلة المجرمين , كان ريك شابا يافعا وأقسم بأنه سيجد القاتل وينتقم منه , وبالتالي , فما من أحد يشكك أبدا بأن ريك كان سيقتل ذلك الرجل بيديه لو لم يرتطم رأس القاتل بحجر ويلق مصرعه على الفور".
توقف أدوني لحظة طويلة ثم تابع حديثه قائلا:
" كما ترين يا دونا , فأنت لست الشخص الوحيد الذي يشعر بالتوتر أو الخوف منه , أن قساوتهالدفينة هذه هي التي تجعله كاملا في نظر أمي , لا توجد كلمات مهذبة لوصف أهميته بالنسبة اليها ألا بالقول أنه أساسي ولا غنى عنه".
وضع أدوني يده على وجه دونا البارد , ومضى الى القول:
" أنها قصة مذهلة , ولكن ما يقوّي شعور أمي بالأطمئنان الى أمنها وسلامتها , هو شهرة ريك بالقسوة والعنف , أما بالنسبة اليك , فأنني أؤكد لك أنك لست معرضة لأي خطر من جانبه , فطوال السنوات التي عرفته فيها , لم ينظر أبدا الى أي أمرأة سوى سيرافينا".
" وماذا يفعل عندما يذهب الى روما؟".
أنطلقت الكلمات من فمها بطريقة عفوية وهي تتذكر النظرات الملتهبة التي وجّهها اليها , والتي كانت ستشتعل وتحرقها لو أنها أقتربت منه ..... بعيدا عن عيني سيرافينا ومراقبتها المذهلة له , هزّ أدوني كتفيه وهو يفتح لها باب السيارة الفخمة , وقال:
" من يدري ؟ أنه شريك في أحد النوادي هناك , ولكن أذا كان يقابل نساء أخريات , وأذا كانت سيرافينا تعلم بذلك , فأنها لا تذكر هذا الأمر أطلاقا , ثقتها فيه , حسبما أعلم , واضحة ومطلقة , وهو , كما لاحظت أنت بنفسك , يكرّس لها حياته بصورة تامة , أذا ألتقى أفتراضا ببعض النساء بين الحين والآخر , فأنه سيمضي معهن بالتأكيد فترات عابرة تزول بسرعة بدون أن تترك أي أثر أو أهمية , لم يحدث مرة هنا أن همس أحد بأي أحتمال ضئيل لعدم أخلاصه لها , وأنا , من ناحيتي , أشك كثيرا في أن له قلبا يخفق تحت ضلوعه الحديدية".
جلست دونا في مقعدها حائرة صامتة , وبعد لحظات قصيرة , كان أدوني يطلق العنان لسيارته بعيدا عن الفيللا ... وسيرافينا .... ولوردياي!
كان يقود سيارته بمهارة مدهشة على تلك الطرقات الجبلية الملتوية , التي تؤدي الى الساحل , نظر اليها وقال لها باسما:
" ما يعجبني فيك كثيرا , أنك كعطر رائع لا يمكن للرجل أن ينساه بمجرد أن يشمه مرة , وما يثير دهشتي وأستغرابي , أنك لا تزالين عازبة وتتصرفين الى حد بعيد كعذراء خجولة , هل أحببت مرة أتخاذ حبيب بريطاني لك؟".
" أتعجب كثيرا لماذا يتصور الرجال الأجانب دائما أن الفتاة البريطانية .. متقدّمة عن غيرها في هذا المجال ! أقولها بصراحة ودون تردد , أن تصرف أغلبية فتياتنا مشابه لتصرفات الأيطاليات , ننتظر حتى نقع في الحب قبل أن نبدأ في توزيع خدماتنا هنا وهناك".
" أوه ! ما أروعك , يا دونا , عندما توزعين خدماتك علي!".
قال لها الجملة فيما كانت السيارة تقطع منعطفا قاسيا , وبدت كأنها معلقة بين السماء وصخور الشاطىء , أغمضت دونا عينيها خوفا وهلعا , ولم تفتحهما إلا بعد أن تأكدت أن السيارة لا تزال على الطريق , سألته بصوت مختنق:
" لماذا يقود الأيطاليون سياراتهم بمثل هذه السرعة وهذا التهور؟ ".
" ربما للتعويض عن أضطرارهم أتخاذ جانب الحيطة عندما يحاولون مغازلة فتاة تؤمن بالجدية والفضيلة".
" لماذا تصر يا أدوني , على قيادة سيارتك بمثل هذه السرعة الجنونية ؟ هل تريدني أن أسترحمك ؟ لن أتمتع بهذه النزهة ما لم تخفف السرعة الى درجة كبيرة".
" حدث ذلك منذ زمن طويل أثناء عراك جرى على أحد أرصفة الموانىء وأنتهى بمقتل منافسه , وقع الرجل أرضا نتيجة لكمة قوية من ريك , فأرتطم رأسه بحجر وقتل على الفور , تم أعتقال لورديتي ومحاكمته بتهمة القتل , ومع أنه لم تثبت أدانته بالقتل الفعلي , إلا أن الجميع كانوا يعرفون أنه هو الذي بدأ العراك... وأن لديه دوافعه لقتل ذلك الرجل , يبدو أن الرجل كان عضوا في المافيا ومسؤولا عن مأساة لحقت بعائلة ريك.
" مأساة ؟ هل تعرف التفاصيل؟".
كانت تريد معرفة كل شيء يتعلق بماضيه وحياته , مع أن كلمة مأساة تحمل في طيّاتها أمورا محزنة وربما مخيفةة.
" قتلت والدته , كانت نحّاتة أميركية تعرّفت على شاب من صقلية أثناء زيارتها لتلك الجزيرة , وتزوجته خلال فترة قصيرة من ذلك اللقاء , كانا يملكان حقلا صغيرا يضم عددا قليلا من أشجار الزيتون , وعندما توفي زوجها بما وصف آنذاك بأنه حادث , ألقت اللوم على عصابة المافيا وقالت أن أفرادها قتلوه لأنه رفض دفع خوّة لمنظمتهم , وتوفيت هي أيضا لأنها لم تخف الأفصاح عن رأيها بالنسبة الى أولئك القتلة المجرمين , كان ريك شابا يافعا وأقسم بأنه سيجد القاتل وينتقم منه , وبالتالي , فما من أحد يشكك أبدا بأن ريك كان سيقتل ذلك الرجل بيديه لو لم يرتطم رأس القاتل بحجر ويلق مصرعه على الفور".
توقف أدوني لحظة طويلة ثم تابع حديثه قائلا:
" كما ترين يا دونا , فأنت لست الشخص الوحيد الذي يشعر بالتوتر أو الخوف منه , أن قساوتهالدفينة هذه هي التي تجعله كاملا في نظر أمي , لا توجد كلمات مهذبة لوصف أهميته بالنسبة اليها ألا بالقول أنه أساسي ولا غنى عنه".
وضع أدوني يده على وجه دونا البارد , ومضى الى القول:
" أنها قصة مذهلة , ولكن ما يقوّي شعور أمي بالأطمئنان الى أمنها وسلامتها , هو شهرة ريك بالقسوة والعنف , أما بالنسبة اليك , فأنني أؤكد لك أنك لست معرضة لأي خطر من جانبه , فطوال السنوات التي عرفته فيها , لم ينظر أبدا الى أي أمرأة سوى سيرافينا".
" وماذا يفعل عندما يذهب الى روما؟".
أنطلقت الكلمات من فمها بطريقة عفوية وهي تتذكر النظرات الملتهبة التي وجّهها اليها , والتي كانت ستشتعل وتحرقها لو أنها أقتربت منه ..... بعيدا عن عيني سيرافينا ومراقبتها المذهلة له , هزّ أدوني كتفيه وهو يفتح لها باب السيارة الفخمة , وقال:
" من يدري ؟ أنه شريك في أحد النوادي هناك , ولكن أذا كان يقابل نساء أخريات , وأذا كانت سيرافينا تعلم بذلك , فأنها لا تذكر هذا الأمر أطلاقا , ثقتها فيه , حسبما أعلم , واضحة ومطلقة , وهو , كما لاحظت أنت بنفسك , يكرّس لها حياته بصورة تامة , أذا ألتقى أفتراضا ببعض النساء بين الحين والآخر , فأنه سيمضي معهن بالتأكيد فترات عابرة تزول بسرعة بدون أن تترك أي أثر أو أهمية , لم يحدث مرة هنا أن همس أحد بأي أحتمال ضئيل لعدم أخلاصه لها , وأنا , من ناحيتي , أشك كثيرا في أن له قلبا يخفق تحت ضلوعه الحديدية".
جلست دونا في مقعدها حائرة صامتة , وبعد لحظات قصيرة , كان أدوني يطلق العنان لسيارته بعيدا عن الفيللا ... وسيرافينا .... ولوردياي!
كان يقود سيارته بمهارة مدهشة على تلك الطرقات الجبلية الملتوية , التي تؤدي الى الساحل , نظر اليها وقال لها باسما:
" ما يعجبني فيك كثيرا , أنك كعطر رائع لا يمكن للرجل أن ينساه بمجرد أن يشمه مرة , وما يثير دهشتي وأستغرابي , أنك لا تزالين عازبة وتتصرفين الى حد بعيد كعذراء خجولة , هل أحببت مرة أتخاذ حبيب بريطاني لك؟".
" أتعجب كثيرا لماذا يتصور الرجال الأجانب دائما أن الفتاة البريطانية .. متقدّمة عن غيرها في هذا المجال ! أقولها بصراحة ودون تردد , أن تصرف أغلبية فتياتنا مشابه لتصرفات الأيطاليات , ننتظر حتى نقع في الحب قبل أن نبدأ في توزيع خدماتنا هنا وهناك".
" أوه ! ما أروعك , يا دونا , عندما توزعين خدماتك علي!".
قال لها الجملة فيما كانت السيارة تقطع منعطفا قاسيا , وبدت كأنها معلقة بين السماء وصخور الشاطىء , أغمضت دونا عينيها خوفا وهلعا , ولم تفتحهما إلا بعد أن تأكدت أن السيارة لا تزال على الطريق , سألته بصوت مختنق:
" لماذا يقود الأيطاليون سياراتهم بمثل هذه السرعة وهذا التهور؟ ".
" ربما للتعويض عن أضطرارهم أتخاذ جانب الحيطة عندما يحاولون مغازلة فتاة تؤمن بالجدية والفضيلة".
" لماذا تصر يا أدوني , على قيادة سيارتك بمثل هذه السرعة الجنونية ؟ هل تريدني أن أسترحمك ؟ لن أتمتع بهذه النزهة ما لم تخفف السرعة الى درجة كبيرة".
HAMS- مشرف عام الاقسام الرومانسيه
- زقم العضويه : 58
عدد المساهمات : 720
نقاظ : 6278
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 08/02/2010
العمر : 32
الموقع : مصر
- مساهمة رقم 19
رد: 121- خاتم الأنتقام - فيوليت وينسبير
رد عليها مازحا:
" جبانة ! بعض النساء يعجبهن كثيرا السائق السريع".
" ولا أشك أبدا في أنك تتحدث عن خبرة طويلة في هذا المجال".
" هل بقلقك أن تكوني مع رجل تمتّع صراحة بمعاشرة الجنس الآخر ؟ هل تفضلين الرجال المتنسكين ؟".
" تعجبني الصحبة الجيدة , ولكنني لا أحب الرجال الذين لا يهمهم إلا حب الظهور".
" وهل تعتقدين أنني أفعل ذلك الآن , أيتها الحبيبة؟".
" أظنك تحاول أثبات شيء ما , ربما لنفسك قبل الآخرين , الرجل القوي ليس مضطرا على الأطلاق لأطلاق مهارته وقدرته".
" هل تقولين أنني لست رجلا قويا؟".
منتديات ليلاس
" أنك رجل مدلل جدا , يا أدوني , أنت شاب وسيم متأكد من محبة له ورغبتها القوية في ألا تراه محتاجا لأي شيء , ولكنك تعرف أنك تضيّع حياتك سدى , وفي مجالات كثيرة , لا يمكن للمرأة أبدا أن تحترم رجلا لم يحقق أي أنجاز سوى قدرته الفائقة على التحكم بسيارته السريعة , أو في مصاحبة فتيات النوادي الليلية .
" أذن أنت تفضلين دون كيشوت على دون خوان؟".
" دائما".
" أنت تبحثين عن فارس يحمل سيفا! فارس سخيف العقل يضع الشرف قبل كل شيء ! هل تأملين حقا في أيجاد شخص كهذا في عصرنا الحالي؟ أننا , يا عزيزتي , نعيش في عالم مادي أصبحت فيه المثل العليا عادات قديمة بالية ".
" أنه أمر محزن حقا , لا شك في أن الحياة كانت جميلة جدا عندما كان الرجال مستعدين للدفاع عن الشرف والكرامة , أخذني أبي مرة لمشاهدة تماثيل هؤلاء الفرسان , ولن أنسى أبدا تلك الكلمات التي حفرت على أحداها ...... الشجاعة هي روح الرجل , والشرف هو السيف اللامع الذي يحمله , أرادني أبي أن أعرف معنى التضحية , قال لي أنها آخذة في الزوال مع أنسان هذا العصر , وأنني عندما أجدها في شخص ما فعليّ أحترامه وتقديره".
ضحك أدوني وقال لها بمرح وأستغراب :
" أوه , يا لك من فتاة ! أنك تعتقدين حقا بأن مثل هذه الأمور , كالفروسية والتضحية والشجاعة لا تزال موجودة في عالمنا , رباه ! أنني متأخر جدا كي أحاول التطلّع قدما الى تحقيق مثل هذه الأحلام ".
" أعرف جيدا أننا نعيش في عالم يركّز فيه الناس كثيرا على الممتلكات االمادية , وعلى تحقيق النجاح المادي , بغض النظر عن مشاعر الآخرين وأحاسيسهم , ألا أن أسوأ أنواع الرجال في رأيي هو الثري الكبير الذي يستغل الناس الى درجة السحق والأذلال , ويبني لنفسه هالة من العبادة الشخصية , كيف يمكن لأي فتاة أن تصور أن طاغية كهذا سيحبها؟".
ضحك أدوني بسرور وقال:
" أنك تنيرين حياتي أكثر فأكثر , يا حكيمتي الصغيرة , كنت أتصور أن سكرتيرة سيرافينا ستكون فتاة حادة اللسان ولا تعرف شيئا في الحياة سوى عملها , كانت مفاجأة جميلة , بالنسبة الي , عندما رأيتك للمرة الأولى , ولم أصدّق أن حظي سيكون طيبا الى هذه الدرجة".
" ليس لحظك أي علاقة بمجيئي الى هنا , يا أدوني , أنت تعرف جيدا أن أمك لا توافق على قيام ..... صداقة.. ....بيننا".
" أنها تعتقد أنني سأحاول أستغلالك".
سألته بهدوء , فيما كان يوقف السيارة أمام المطعم:
" وهل هذا ما تنوي القيام به؟".
نظر اليها طويلا ثم أجابها بصراحة مذهلة:
" أنني لا أنام الليل لكثرة ما أفكر بك , أحلم بأن أكون معك ......بأن أضمك الى صدري, لم أعرف طوال حياتي فتاة مثلك , ذكية وذات شخصية قوية... ومع ذلك بريئة.....".
" أدوني! لم نعرف بعضنا إلا من فترة قصيرة جدا , وأنت لم تكف منذ البداية عن مغازلتي بسحرك المعهود , أوه , نعم , لديك جاذبية ساحرة.... وأنت تعرف ذلك , لا أظن أنني تعرفت في حياتي على رجل أكثر وسامة منك , ولكنك تعيش في محيط مخملي , وأنا أبدو لك مختلفة كثيرا عن النساء الأخريات اللواتي تعرّفت اليهن , ربما أحببت بعضهن بشكل أو بآخر , لكن عندما يزول البريق الجديد.....".
" لا أعتقد أنه سيزول".
وضع يده على شعرها وأضاف بنعومة:
" مثل سنابل القمح الحريرية تحت أشعة الشمس , ثمة أشياء كثيرة أريد منحها لك يا دونا , نفسي ........ قبل أي شيء آخر".
أحست دونا في صميمها أنها قد تتجاوب الليلة مع وسامة أدوني , ونظرات الوله في عينيه , والرقة والنعومة في كلماته , ولكنّها حذرت نفسها من أنها ستواجه الكثير من المتاعب معه , إن هي تجرأت على إظهار أي تجاوب مع جاذبيته الساحرة العاشقة , وهي لا تريد التورّط في علاقة لن ترضي أبدا طموحاتها الجدية الحقيقية في الحياة , قالت له بهدوء:
" أرجوك ! أنني جائعة جدا , هل يمكننا الدخول الآن؟".
" أنك تجلسين قربي ولكنك تحاولين الهرب مني , أنني أطمح الى تحقيق شيء ما يا دونا , وهو إذابة تحفّظك هذا وحملك على إيجاد الدفء والحنان بين ذراعي , أنت وحيدة ... كما أننا جميعا وحيدون داخل أنفسنا , ولكنني أعرف شيئا هاما عنك وهو أنك لا تجدينني ..... كريها , أليس كذلك؟".
" جبانة ! بعض النساء يعجبهن كثيرا السائق السريع".
" ولا أشك أبدا في أنك تتحدث عن خبرة طويلة في هذا المجال".
" هل بقلقك أن تكوني مع رجل تمتّع صراحة بمعاشرة الجنس الآخر ؟ هل تفضلين الرجال المتنسكين ؟".
" تعجبني الصحبة الجيدة , ولكنني لا أحب الرجال الذين لا يهمهم إلا حب الظهور".
" وهل تعتقدين أنني أفعل ذلك الآن , أيتها الحبيبة؟".
" أظنك تحاول أثبات شيء ما , ربما لنفسك قبل الآخرين , الرجل القوي ليس مضطرا على الأطلاق لأطلاق مهارته وقدرته".
" هل تقولين أنني لست رجلا قويا؟".
منتديات ليلاس
" أنك رجل مدلل جدا , يا أدوني , أنت شاب وسيم متأكد من محبة له ورغبتها القوية في ألا تراه محتاجا لأي شيء , ولكنك تعرف أنك تضيّع حياتك سدى , وفي مجالات كثيرة , لا يمكن للمرأة أبدا أن تحترم رجلا لم يحقق أي أنجاز سوى قدرته الفائقة على التحكم بسيارته السريعة , أو في مصاحبة فتيات النوادي الليلية .
" أذن أنت تفضلين دون كيشوت على دون خوان؟".
" دائما".
" أنت تبحثين عن فارس يحمل سيفا! فارس سخيف العقل يضع الشرف قبل كل شيء ! هل تأملين حقا في أيجاد شخص كهذا في عصرنا الحالي؟ أننا , يا عزيزتي , نعيش في عالم مادي أصبحت فيه المثل العليا عادات قديمة بالية ".
" أنه أمر محزن حقا , لا شك في أن الحياة كانت جميلة جدا عندما كان الرجال مستعدين للدفاع عن الشرف والكرامة , أخذني أبي مرة لمشاهدة تماثيل هؤلاء الفرسان , ولن أنسى أبدا تلك الكلمات التي حفرت على أحداها ...... الشجاعة هي روح الرجل , والشرف هو السيف اللامع الذي يحمله , أرادني أبي أن أعرف معنى التضحية , قال لي أنها آخذة في الزوال مع أنسان هذا العصر , وأنني عندما أجدها في شخص ما فعليّ أحترامه وتقديره".
ضحك أدوني وقال لها بمرح وأستغراب :
" أوه , يا لك من فتاة ! أنك تعتقدين حقا بأن مثل هذه الأمور , كالفروسية والتضحية والشجاعة لا تزال موجودة في عالمنا , رباه ! أنني متأخر جدا كي أحاول التطلّع قدما الى تحقيق مثل هذه الأحلام ".
" أعرف جيدا أننا نعيش في عالم يركّز فيه الناس كثيرا على الممتلكات االمادية , وعلى تحقيق النجاح المادي , بغض النظر عن مشاعر الآخرين وأحاسيسهم , ألا أن أسوأ أنواع الرجال في رأيي هو الثري الكبير الذي يستغل الناس الى درجة السحق والأذلال , ويبني لنفسه هالة من العبادة الشخصية , كيف يمكن لأي فتاة أن تصور أن طاغية كهذا سيحبها؟".
ضحك أدوني بسرور وقال:
" أنك تنيرين حياتي أكثر فأكثر , يا حكيمتي الصغيرة , كنت أتصور أن سكرتيرة سيرافينا ستكون فتاة حادة اللسان ولا تعرف شيئا في الحياة سوى عملها , كانت مفاجأة جميلة , بالنسبة الي , عندما رأيتك للمرة الأولى , ولم أصدّق أن حظي سيكون طيبا الى هذه الدرجة".
" ليس لحظك أي علاقة بمجيئي الى هنا , يا أدوني , أنت تعرف جيدا أن أمك لا توافق على قيام ..... صداقة.. ....بيننا".
" أنها تعتقد أنني سأحاول أستغلالك".
سألته بهدوء , فيما كان يوقف السيارة أمام المطعم:
" وهل هذا ما تنوي القيام به؟".
نظر اليها طويلا ثم أجابها بصراحة مذهلة:
" أنني لا أنام الليل لكثرة ما أفكر بك , أحلم بأن أكون معك ......بأن أضمك الى صدري, لم أعرف طوال حياتي فتاة مثلك , ذكية وذات شخصية قوية... ومع ذلك بريئة.....".
" أدوني! لم نعرف بعضنا إلا من فترة قصيرة جدا , وأنت لم تكف منذ البداية عن مغازلتي بسحرك المعهود , أوه , نعم , لديك جاذبية ساحرة.... وأنت تعرف ذلك , لا أظن أنني تعرفت في حياتي على رجل أكثر وسامة منك , ولكنك تعيش في محيط مخملي , وأنا أبدو لك مختلفة كثيرا عن النساء الأخريات اللواتي تعرّفت اليهن , ربما أحببت بعضهن بشكل أو بآخر , لكن عندما يزول البريق الجديد.....".
" لا أعتقد أنه سيزول".
وضع يده على شعرها وأضاف بنعومة:
" مثل سنابل القمح الحريرية تحت أشعة الشمس , ثمة أشياء كثيرة أريد منحها لك يا دونا , نفسي ........ قبل أي شيء آخر".
أحست دونا في صميمها أنها قد تتجاوب الليلة مع وسامة أدوني , ونظرات الوله في عينيه , والرقة والنعومة في كلماته , ولكنّها حذرت نفسها من أنها ستواجه الكثير من المتاعب معه , إن هي تجرأت على إظهار أي تجاوب مع جاذبيته الساحرة العاشقة , وهي لا تريد التورّط في علاقة لن ترضي أبدا طموحاتها الجدية الحقيقية في الحياة , قالت له بهدوء:
" أرجوك ! أنني جائعة جدا , هل يمكننا الدخول الآن؟".
" أنك تجلسين قربي ولكنك تحاولين الهرب مني , أنني أطمح الى تحقيق شيء ما يا دونا , وهو إذابة تحفّظك هذا وحملك على إيجاد الدفء والحنان بين ذراعي , أنت وحيدة ... كما أننا جميعا وحيدون داخل أنفسنا , ولكنني أعرف شيئا هاما عنك وهو أنك لا تجدينني ..... كريها , أليس كذلك؟".
HAMS- مشرف عام الاقسام الرومانسيه
- زقم العضويه : 58
عدد المساهمات : 720
نقاظ : 6278
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 08/02/2010
العمر : 32
الموقع : مصر
- مساهمة رقم 20
رد: 121- خاتم الأنتقام - فيوليت وينسبير
أنه وسيم للغاية ولا يمكنها تجاهل ذلك , ورث الجمال والأغراء عن والدته , ولكن من هو والده ؟ أي نوع من الرجال هو ؟ ولماذا لم تعد تعيش سيرافينا معه؟ ما هو السبب في ذلك؟ أرتعش جسمها فجأة لأن الجواب تبادر الى ذهنها وأزعجها , نظرت الى أدوني فخالجها شعور بأن قلبها أختفى من مكانه , تصوّرت أنها تشاهد في وجهه ملامح شخص آخر ..... ريك لورديتي! ليس من المستبعد أبدا أن يكون أدوني أبن رفيق سيرافينا!
" ما بك؟".
كانت تبدو مذهولة ومصابة بصدمة هائلة , أقترب منها , فأبعدته عنها بقوة وفتحت باب السيارة , كانت رجلاها ترتجفان , هذه هي الحقيقة المرّة ..... أدوني هو أبن ريك! أنها متأكدة من ذلك...... لا بد من وجود أمر أساسي وقوي جدا يبقي ريك لورديتي مع أمرأة تحب نفسها أكثر من أي رجل آخر , ولكن أدوني لا يعرف شيئا عن ذلك , لا بل أنه يكره ريك.
تقدم نحوه أدوني من الناحية الأخرى فلاحظت الشبه بين طريقة سيره وتلك التي لريك لورديتي , أمسك بذراعها , فتذكرت النظرة القاسية في عيني ريك عندما فعل أدوني الشيء ذاته قبل بضعة أيام, تألمت كأمرأة لأن الحب مفقود بين الأبن وأبيه , يعرف ريك لورديتي الحقيقة طبعا , ولكنه على ما يبدو لم يقم بأي محاولة لضمان علاقة طبيعية هادئة بينهما , كان يبدو أنه منح كل عاطفته ومحبته الى سيرافينا .. منح كل قوته وحمايته الشجاعة لها وحدها , ولكن , أليس ممكنا أن يكون ذلك ما يريده ريك ؟ ألا يعرف أدوني الحقيقة ويمضي في أعتقاده بأنه ثمرة زواج غير شرعي؟
دخلت دونا المطعم مع أدوني , فشعرت على الفور بعيون الموجودين تلاحقهما حتى الطاولة المطلة على المرفأ وبرج المراقبة البعيد , أبتسم لها أدوني فيما كانا يجلسان , فردّت عليه بأبتسامة مرتعشة الى حد ما , كيف ستتصرف معه بعد الآن وهي ترى ريك فيه , أمسكت حافة الطاولة بأصابعها المرتجفة , فوضع يده على يدها وتمتم قائلا:
" يعتقد هؤلاء الأشخاص أننا عاشقان , هل لاحظت كيف نظروا الينا عندما دخلنا؟ أننا نبدو بالتأكيد مناسبين جدا لبعضنا".
تنهدت بشيء من الأنزعاج وقالت:
" أرجوك , ألا يمكننا التحدث عن موضوع آخر ؟ لماذا لا نمضي وقتنا براحة وهدوء؟".
" أذن , لنبحث موضوع الوجبة التي سنتناولها , ما رأيك في أن نستهل العشاء بشريحة من السمك المقلي؟".
" أختر لي ما تريد , يا أدوني".
" هل تسلمين أمرك لي , أيتها العزيزة؟".
" نعم.... أذا كنت تحب ذلك".
"أحب ذلك الى درجة كبيرة , أحب كل شيء يتعلّق بك , حتى التحفّظ الذي تستخدمينه لحماية قلبك , وأعتبر رفضك أدخال أي رجل الى قلبك حتى الآن , أثارة وتحديا".
لم تعلّق على كلامه بل نظرت اليه ببرودة وهدوء مصطتعين , لم تشعر أبدا من قبل بمثل هذا الأنقباض وهذا التوتر , صممت على تغيير الموضوع , فسألته بلهجة عادية:
" هل توصف هذه المنطقة البحرية بساحل القراصنة ؟".
" نعم , كان برج المراقبة الذي يستخدم حتايا لأرشاد سفن الصيد , بعيدا عن هذه الصخور , يستعمل في القديم لمراقبة سفن القراصنة , وكان المراقب يعطي أشارة خاصة , فيهرع السكان الى أخفاء ممتتلكاتهم الثمينة ....... وبناتهم".
ضحك أدوني وأضاف قائلا:
" هناك جانب مسل للموضوع , وهو أنّ بعض الفتيات كنّ يفضّلن الأختطاف على أيدي القراصنة , بدلا من الأرتباط بأزواج يختارهم أهلهن , حدث كثيرا أن الرجال المسنين وحدهم كانوا قادرين على دفع مهرس العروس , فيما الفتيات يفضلن الأحباء الشبان الذين يتمتعون بالحيوية والنشاط.
" ليس الأمر دائما على هذا النحو , فليس جميع الرجال المسنين أشخاصا يفتقدون الحيوية والنشاط , كان أبي رجلا جذابا للغاية بالنسبة الى النساء حتى عندما تجاوز الخمسين".
" الوالد الرومنطيقي الذي علّمك البحث عن الشجاعة الحقيقية والشرف , ألا تضعين لنفسك مستوى عاليا الى درجة الأستحالة يا عزيزتي ؟ هناك فضائل أخرى في هذه الحياة يا دونا ".
نظرت اليه بتحد وهي تسأله ببرودة:
" مثلا؟".
" طبيعة دافئة ومحبة , وحس قوي لما تحبّه النساء , يحدث أحيانا أن يكون الرجل صاحب الأخلاق والمبادىء جبل جليد لا يفهم النساء على حقيقتهن بل يفضّل الفتاة الطاهرة المتنسكة التي لا تتقدم إلا بمطالب روحية, وأنت لا تريدين رجلا كهذا ! لا يمكن لفتاة مثلك أن تريد رجلا كهذا!".
" أنت لا تكاد تعرفني , وأنا أعتقد أن الأشخاص الذين يضحّون , يجعلون الحياة بالنسبة الى الآخرين جديرة بالعيش الكريم".
" يا لنبلهم ! أنا أعرف , يا فتاتي المفضّلة , أنك لن تفكّري بالزواج قبل أن تحبي فارس الأحلام الى درجة كبيرة , عظيم , أنه أمر يسعد قلب الرجل ويريح باله , أما الآن , فسوف نتمتع بالسمك".
يا لسحره الشيطاني ! لقد ورث ذلك طبعا عن ريك ! شعرت بأنها لا يمكن أبدا أن تكون أكثر أقتناعل بهذه النظرية وهذا التحليل , وتذكرت ريك لوريتي وقبلته على يدها ...... ووردته البيضاء...... وساعات الرقص الطويلة , أنها تعرف أن الخطر كبير في الوقوع بحب رجل يبعد كل البعد عمّا تخيلته في فارس أحلامها المثالي ..... ورجل ربط جذوره وأخلاصه وحياته بأمرأة أخرى........ أمرأة جميلة جدا لن يتخلّى عنها بسبب فتاة عادية ستعمل لديها بضعة أسابيع قليلة......
" ما بك؟".
كانت تبدو مذهولة ومصابة بصدمة هائلة , أقترب منها , فأبعدته عنها بقوة وفتحت باب السيارة , كانت رجلاها ترتجفان , هذه هي الحقيقة المرّة ..... أدوني هو أبن ريك! أنها متأكدة من ذلك...... لا بد من وجود أمر أساسي وقوي جدا يبقي ريك لورديتي مع أمرأة تحب نفسها أكثر من أي رجل آخر , ولكن أدوني لا يعرف شيئا عن ذلك , لا بل أنه يكره ريك.
تقدم نحوه أدوني من الناحية الأخرى فلاحظت الشبه بين طريقة سيره وتلك التي لريك لورديتي , أمسك بذراعها , فتذكرت النظرة القاسية في عيني ريك عندما فعل أدوني الشيء ذاته قبل بضعة أيام, تألمت كأمرأة لأن الحب مفقود بين الأبن وأبيه , يعرف ريك لورديتي الحقيقة طبعا , ولكنه على ما يبدو لم يقم بأي محاولة لضمان علاقة طبيعية هادئة بينهما , كان يبدو أنه منح كل عاطفته ومحبته الى سيرافينا .. منح كل قوته وحمايته الشجاعة لها وحدها , ولكن , أليس ممكنا أن يكون ذلك ما يريده ريك ؟ ألا يعرف أدوني الحقيقة ويمضي في أعتقاده بأنه ثمرة زواج غير شرعي؟
دخلت دونا المطعم مع أدوني , فشعرت على الفور بعيون الموجودين تلاحقهما حتى الطاولة المطلة على المرفأ وبرج المراقبة البعيد , أبتسم لها أدوني فيما كانا يجلسان , فردّت عليه بأبتسامة مرتعشة الى حد ما , كيف ستتصرف معه بعد الآن وهي ترى ريك فيه , أمسكت حافة الطاولة بأصابعها المرتجفة , فوضع يده على يدها وتمتم قائلا:
" يعتقد هؤلاء الأشخاص أننا عاشقان , هل لاحظت كيف نظروا الينا عندما دخلنا؟ أننا نبدو بالتأكيد مناسبين جدا لبعضنا".
تنهدت بشيء من الأنزعاج وقالت:
" أرجوك , ألا يمكننا التحدث عن موضوع آخر ؟ لماذا لا نمضي وقتنا براحة وهدوء؟".
" أذن , لنبحث موضوع الوجبة التي سنتناولها , ما رأيك في أن نستهل العشاء بشريحة من السمك المقلي؟".
" أختر لي ما تريد , يا أدوني".
" هل تسلمين أمرك لي , أيتها العزيزة؟".
" نعم.... أذا كنت تحب ذلك".
"أحب ذلك الى درجة كبيرة , أحب كل شيء يتعلّق بك , حتى التحفّظ الذي تستخدمينه لحماية قلبك , وأعتبر رفضك أدخال أي رجل الى قلبك حتى الآن , أثارة وتحديا".
لم تعلّق على كلامه بل نظرت اليه ببرودة وهدوء مصطتعين , لم تشعر أبدا من قبل بمثل هذا الأنقباض وهذا التوتر , صممت على تغيير الموضوع , فسألته بلهجة عادية:
" هل توصف هذه المنطقة البحرية بساحل القراصنة ؟".
" نعم , كان برج المراقبة الذي يستخدم حتايا لأرشاد سفن الصيد , بعيدا عن هذه الصخور , يستعمل في القديم لمراقبة سفن القراصنة , وكان المراقب يعطي أشارة خاصة , فيهرع السكان الى أخفاء ممتتلكاتهم الثمينة ....... وبناتهم".
ضحك أدوني وأضاف قائلا:
" هناك جانب مسل للموضوع , وهو أنّ بعض الفتيات كنّ يفضّلن الأختطاف على أيدي القراصنة , بدلا من الأرتباط بأزواج يختارهم أهلهن , حدث كثيرا أن الرجال المسنين وحدهم كانوا قادرين على دفع مهرس العروس , فيما الفتيات يفضلن الأحباء الشبان الذين يتمتعون بالحيوية والنشاط.
" ليس الأمر دائما على هذا النحو , فليس جميع الرجال المسنين أشخاصا يفتقدون الحيوية والنشاط , كان أبي رجلا جذابا للغاية بالنسبة الى النساء حتى عندما تجاوز الخمسين".
" الوالد الرومنطيقي الذي علّمك البحث عن الشجاعة الحقيقية والشرف , ألا تضعين لنفسك مستوى عاليا الى درجة الأستحالة يا عزيزتي ؟ هناك فضائل أخرى في هذه الحياة يا دونا ".
نظرت اليه بتحد وهي تسأله ببرودة:
" مثلا؟".
" طبيعة دافئة ومحبة , وحس قوي لما تحبّه النساء , يحدث أحيانا أن يكون الرجل صاحب الأخلاق والمبادىء جبل جليد لا يفهم النساء على حقيقتهن بل يفضّل الفتاة الطاهرة المتنسكة التي لا تتقدم إلا بمطالب روحية, وأنت لا تريدين رجلا كهذا ! لا يمكن لفتاة مثلك أن تريد رجلا كهذا!".
" أنت لا تكاد تعرفني , وأنا أعتقد أن الأشخاص الذين يضحّون , يجعلون الحياة بالنسبة الى الآخرين جديرة بالعيش الكريم".
" يا لنبلهم ! أنا أعرف , يا فتاتي المفضّلة , أنك لن تفكّري بالزواج قبل أن تحبي فارس الأحلام الى درجة كبيرة , عظيم , أنه أمر يسعد قلب الرجل ويريح باله , أما الآن , فسوف نتمتع بالسمك".
يا لسحره الشيطاني ! لقد ورث ذلك طبعا عن ريك ! شعرت بأنها لا يمكن أبدا أن تكون أكثر أقتناعل بهذه النظرية وهذا التحليل , وتذكرت ريك لوريتي وقبلته على يدها ...... ووردته البيضاء...... وساعات الرقص الطويلة , أنها تعرف أن الخطر كبير في الوقوع بحب رجل يبعد كل البعد عمّا تخيلته في فارس أحلامها المثالي ..... ورجل ربط جذوره وأخلاصه وحياته بأمرأة أخرى........ أمرأة جميلة جدا لن يتخلّى عنها بسبب فتاة عادية ستعمل لديها بضعة أسابيع قليلة......
HAMS- مشرف عام الاقسام الرومانسيه
- زقم العضويه : 58
عدد المساهمات : 720
نقاظ : 6278
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 08/02/2010
العمر : 32
الموقع : مصر
- مساهمة رقم 21
رد: 121- خاتم الأنتقام - فيوليت وينسبير
أنه وسيم للغاية ولا يمكنها تجاهل ذلك , ورث الجمال والأغراء عن والدته , ولكن من هو والده ؟ أي نوع من الرجال هو ؟ ولماذا لم تعد تعيش سيرافينا معه؟ ما هو السبب في ذلك؟ أرتعش جسمها فجأة لأن الجواب تبادر الى ذهنها وأزعجها , نظرت الى أدوني فخالجها شعور بأن قلبها أختفى من مكانه , تصوّرت أنها تشاهد في وجهه ملامح شخص آخر ..... ريك لورديتي! ليس من المستبعد أبدا أن يكون أدوني أبن رفيق سيرافينا!
" ما بك؟".
كانت تبدو مذهولة ومصابة بصدمة هائلة , أقترب منها , فأبعدته عنها بقوة وفتحت باب السيارة , كانت رجلاها ترتجفان , هذه هي الحقيقة المرّة ..... أدوني هو أبن ريك! أنها متأكدة من ذلك...... لا بد من وجود أمر أساسي وقوي جدا يبقي ريك لورديتي مع أمرأة تحب نفسها أكثر من أي رجل آخر , ولكن أدوني لا يعرف شيئا عن ذلك , لا بل أنه يكره ريك.
تقدم نحوه أدوني من الناحية الأخرى فلاحظت الشبه بين طريقة سيره وتلك التي لريك لورديتي , أمسك بذراعها , فتذكرت النظرة القاسية في عيني ريك عندما فعل أدوني الشيء ذاته قبل بضعة أيام, تألمت كأمرأة لأن الحب مفقود بين الأبن وأبيه , يعرف ريك لورديتي الحقيقة طبعا , ولكنه على ما يبدو لم يقم بأي محاولة لضمان علاقة طبيعية هادئة بينهما , كان يبدو أنه منح كل عاطفته ومحبته الى سيرافينا .. منح كل قوته وحمايته الشجاعة لها وحدها , ولكن , أليس ممكنا أن يكون ذلك ما يريده ريك ؟ ألا يعرف أدوني الحقيقة ويمضي في أعتقاده بأنه ثمرة زواج غير شرعي؟
دخلت دونا المطعم مع أدوني , فشعرت على الفور بعيون الموجودين تلاحقهما حتى الطاولة المطلة على المرفأ وبرج المراقبة البعيد , أبتسم لها أدوني فيما كانا يجلسان , فردّت عليه بأبتسامة مرتعشة الى حد ما , كيف ستتصرف معه بعد الآن وهي ترى ريك فيه , أمسكت حافة الطاولة بأصابعها المرتجفة , فوضع يده على يدها وتمتم قائلا:
" يعتقد هؤلاء الأشخاص أننا عاشقان , هل لاحظت كيف نظروا الينا عندما دخلنا؟ أننا نبدو بالتأكيد مناسبين جدا لبعضنا".
تنهدت بشيء من الأنزعاج وقالت:
" أرجوك , ألا يمكننا التحدث عن موضوع آخر ؟ لماذا لا نمضي وقتنا براحة وهدوء؟".
" أذن , لنبحث موضوع الوجبة التي سنتناولها , ما رأيك في أن نستهل العشاء بشريحة من السمك المقلي؟".
" أختر لي ما تريد , يا أدوني".
" هل تسلمين أمرك لي , أيتها العزيزة؟".
" نعم.... أذا كنت تحب ذلك".
"أحب ذلك الى درجة كبيرة , أحب كل شيء يتعلّق بك , حتى التحفّظ الذي تستخدمينه لحماية قلبك , وأعتبر رفضك أدخال أي رجل الى قلبك حتى الآن , أثارة وتحديا".
لم تعلّق على كلامه بل نظرت اليه ببرودة وهدوء مصطتعين , لم تشعر أبدا من قبل بمثل هذا الأنقباض وهذا التوتر , صممت على تغيير الموضوع , فسألته بلهجة عادية:
" هل توصف هذه المنطقة البحرية بساحل القراصنة ؟".
" نعم , كان برج المراقبة الذي يستخدم حتايا لأرشاد سفن الصيد , بعيدا عن هذه الصخور , يستعمل في القديم لمراقبة سفن القراصنة , وكان المراقب يعطي أشارة خاصة , فيهرع السكان الى أخفاء ممتتلكاتهم الثمينة ....... وبناتهم".
ضحك أدوني وأضاف قائلا:
" هناك جانب مسل للموضوع , وهو أنّ بعض الفتيات كنّ يفضّلن الأختطاف على أيدي القراصنة , بدلا من الأرتباط بأزواج يختارهم أهلهن , حدث كثيرا أن الرجال المسنين وحدهم كانوا قادرين على دفع مهرس العروس , فيما الفتيات يفضلن الأحباء الشبان الذين يتمتعون بالحيوية والنشاط.
" ليس الأمر دائما على هذا النحو , فليس جميع الرجال المسنين أشخاصا يفتقدون الحيوية والنشاط , كان أبي رجلا جذابا للغاية بالنسبة الى النساء حتى عندما تجاوز الخمسين".
" الوالد الرومنطيقي الذي علّمك البحث عن الشجاعة الحقيقية والشرف , ألا تضعين لنفسك مستوى عاليا الى درجة الأستحالة يا عزيزتي ؟ هناك فضائل أخرى في هذه الحياة يا دونا ".
نظرت اليه بتحد وهي تسأله ببرودة:
" مثلا؟".
" طبيعة دافئة ومحبة , وحس قوي لما تحبّه النساء , يحدث أحيانا أن يكون الرجل صاحب الأخلاق والمبادىء جبل جليد لا يفهم النساء على حقيقتهن بل يفضّل الفتاة الطاهرة المتنسكة التي لا تتقدم إلا بمطالب روحية, وأنت لا تريدين رجلا كهذا ! لا يمكن لفتاة مثلك أن تريد رجلا كهذا!".
" أنت لا تكاد تعرفني , وأنا أعتقد أن الأشخاص الذين يضحّون , يجعلون الحياة بالنسبة الى الآخرين جديرة بالعيش الكريم".
" يا لنبلهم ! أنا أعرف , يا فتاتي المفضّلة , أنك لن تفكّري بالزواج قبل أن تحبي فارس الأحلام الى درجة كبيرة , عظيم , أنه أمر يسعد قلب الرجل ويريح باله , أما الآن , فسوف نتمتع بالسمك".
يا لسحره الشيطاني ! لقد ورث ذلك طبعا عن ريك ! شعرت بأنها لا يمكن أبدا أن تكون أكثر أقتناعل بهذه النظرية وهذا التحليل , وتذكرت ريك لوريتي وقبلته على يدها ...... ووردته البيضاء...... وساعات الرقص الطويلة , أنها تعرف أن الخطر كبير في الوقوع بحب رجل يبعد كل البعد عمّا تخيلته في فارس أحلامها المثالي ..... ورجل ربط جذوره وأخلاصه وحياته بأمرأة أخرى........ أمرأة جميلة جدا لن يتخلّى عنها بسبب فتاة عادية ستعمل لديها بضعة أسابيع قليلة......
" ما بك؟".
كانت تبدو مذهولة ومصابة بصدمة هائلة , أقترب منها , فأبعدته عنها بقوة وفتحت باب السيارة , كانت رجلاها ترتجفان , هذه هي الحقيقة المرّة ..... أدوني هو أبن ريك! أنها متأكدة من ذلك...... لا بد من وجود أمر أساسي وقوي جدا يبقي ريك لورديتي مع أمرأة تحب نفسها أكثر من أي رجل آخر , ولكن أدوني لا يعرف شيئا عن ذلك , لا بل أنه يكره ريك.
تقدم نحوه أدوني من الناحية الأخرى فلاحظت الشبه بين طريقة سيره وتلك التي لريك لورديتي , أمسك بذراعها , فتذكرت النظرة القاسية في عيني ريك عندما فعل أدوني الشيء ذاته قبل بضعة أيام, تألمت كأمرأة لأن الحب مفقود بين الأبن وأبيه , يعرف ريك لورديتي الحقيقة طبعا , ولكنه على ما يبدو لم يقم بأي محاولة لضمان علاقة طبيعية هادئة بينهما , كان يبدو أنه منح كل عاطفته ومحبته الى سيرافينا .. منح كل قوته وحمايته الشجاعة لها وحدها , ولكن , أليس ممكنا أن يكون ذلك ما يريده ريك ؟ ألا يعرف أدوني الحقيقة ويمضي في أعتقاده بأنه ثمرة زواج غير شرعي؟
دخلت دونا المطعم مع أدوني , فشعرت على الفور بعيون الموجودين تلاحقهما حتى الطاولة المطلة على المرفأ وبرج المراقبة البعيد , أبتسم لها أدوني فيما كانا يجلسان , فردّت عليه بأبتسامة مرتعشة الى حد ما , كيف ستتصرف معه بعد الآن وهي ترى ريك فيه , أمسكت حافة الطاولة بأصابعها المرتجفة , فوضع يده على يدها وتمتم قائلا:
" يعتقد هؤلاء الأشخاص أننا عاشقان , هل لاحظت كيف نظروا الينا عندما دخلنا؟ أننا نبدو بالتأكيد مناسبين جدا لبعضنا".
تنهدت بشيء من الأنزعاج وقالت:
" أرجوك , ألا يمكننا التحدث عن موضوع آخر ؟ لماذا لا نمضي وقتنا براحة وهدوء؟".
" أذن , لنبحث موضوع الوجبة التي سنتناولها , ما رأيك في أن نستهل العشاء بشريحة من السمك المقلي؟".
" أختر لي ما تريد , يا أدوني".
" هل تسلمين أمرك لي , أيتها العزيزة؟".
" نعم.... أذا كنت تحب ذلك".
"أحب ذلك الى درجة كبيرة , أحب كل شيء يتعلّق بك , حتى التحفّظ الذي تستخدمينه لحماية قلبك , وأعتبر رفضك أدخال أي رجل الى قلبك حتى الآن , أثارة وتحديا".
لم تعلّق على كلامه بل نظرت اليه ببرودة وهدوء مصطتعين , لم تشعر أبدا من قبل بمثل هذا الأنقباض وهذا التوتر , صممت على تغيير الموضوع , فسألته بلهجة عادية:
" هل توصف هذه المنطقة البحرية بساحل القراصنة ؟".
" نعم , كان برج المراقبة الذي يستخدم حتايا لأرشاد سفن الصيد , بعيدا عن هذه الصخور , يستعمل في القديم لمراقبة سفن القراصنة , وكان المراقب يعطي أشارة خاصة , فيهرع السكان الى أخفاء ممتتلكاتهم الثمينة ....... وبناتهم".
ضحك أدوني وأضاف قائلا:
" هناك جانب مسل للموضوع , وهو أنّ بعض الفتيات كنّ يفضّلن الأختطاف على أيدي القراصنة , بدلا من الأرتباط بأزواج يختارهم أهلهن , حدث كثيرا أن الرجال المسنين وحدهم كانوا قادرين على دفع مهرس العروس , فيما الفتيات يفضلن الأحباء الشبان الذين يتمتعون بالحيوية والنشاط.
" ليس الأمر دائما على هذا النحو , فليس جميع الرجال المسنين أشخاصا يفتقدون الحيوية والنشاط , كان أبي رجلا جذابا للغاية بالنسبة الى النساء حتى عندما تجاوز الخمسين".
" الوالد الرومنطيقي الذي علّمك البحث عن الشجاعة الحقيقية والشرف , ألا تضعين لنفسك مستوى عاليا الى درجة الأستحالة يا عزيزتي ؟ هناك فضائل أخرى في هذه الحياة يا دونا ".
نظرت اليه بتحد وهي تسأله ببرودة:
" مثلا؟".
" طبيعة دافئة ومحبة , وحس قوي لما تحبّه النساء , يحدث أحيانا أن يكون الرجل صاحب الأخلاق والمبادىء جبل جليد لا يفهم النساء على حقيقتهن بل يفضّل الفتاة الطاهرة المتنسكة التي لا تتقدم إلا بمطالب روحية, وأنت لا تريدين رجلا كهذا ! لا يمكن لفتاة مثلك أن تريد رجلا كهذا!".
" أنت لا تكاد تعرفني , وأنا أعتقد أن الأشخاص الذين يضحّون , يجعلون الحياة بالنسبة الى الآخرين جديرة بالعيش الكريم".
" يا لنبلهم ! أنا أعرف , يا فتاتي المفضّلة , أنك لن تفكّري بالزواج قبل أن تحبي فارس الأحلام الى درجة كبيرة , عظيم , أنه أمر يسعد قلب الرجل ويريح باله , أما الآن , فسوف نتمتع بالسمك".
يا لسحره الشيطاني ! لقد ورث ذلك طبعا عن ريك ! شعرت بأنها لا يمكن أبدا أن تكون أكثر أقتناعل بهذه النظرية وهذا التحليل , وتذكرت ريك لوريتي وقبلته على يدها ...... ووردته البيضاء...... وساعات الرقص الطويلة , أنها تعرف أن الخطر كبير في الوقوع بحب رجل يبعد كل البعد عمّا تخيلته في فارس أحلامها المثالي ..... ورجل ربط جذوره وأخلاصه وحياته بأمرأة أخرى........ أمرأة جميلة جدا لن يتخلّى عنها بسبب فتاة عادية ستعمل لديها بضعة أسابيع قليلة......
HAMS- مشرف عام الاقسام الرومانسيه
- زقم العضويه : 58
عدد المساهمات : 720
نقاظ : 6278
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 08/02/2010
العمر : 32
الموقع : مصر
- مساهمة رقم 22
رد: 121- خاتم الأنتقام - فيوليت وينسبير
4- عيناه نجمتان.......
كانت دونا تجد دائما تسجيلات مطوّلة بصوت سيرافينا , لتسمعها وتنقلها منقّحة الى الورق , وكان واضحا أنها أمرأة لا تنام كثيرا أثناء الليل , ولكن قدرتها الفريدة على تذكّر التفاصيل الدقيقة وسردها بأسلوب قصصي شيّق , ساعدت دونا الى درجة كبيرة في تنفيذ مهمتها من غير صعوبة تذكر.
لاحظت وهي تستمع بأنتباه الى التسجيلات الصوتية المتواصلة كيف يمكن لهذه السيدة أن تسلب عقل الرجل وأرادته , فلديها صوت حنون دافىء يداعب الأحاسيس والمشاعر , وحسبما ورد في أحد فصول الكتاب , فأن بعض الرجال المشهورين حاولوا كسب ودها..... ولم يكونوا جميعا من عالم السينما , كان بينهم أصحاب شركات للنقل البحري , وسياسيون نافذون , ومصرفيون أثرياء .
تحدثت سيرافينا عن المجوهرات التي أغرقوها بها , وعن معاطف الفرو التي رفضتها لأنها تمقت فكرة قتل تلك الحيوانات الجميلة لأستخدام فروها بهدف تجاري , قالت أن عددا قليلا من النساء ينافس الفهد في عظمته , والنمر في جماله , والطفل في سحره وبراءته , وأضافت أن بعض الرجال يشبهون الى حد ما , الفهود من حيث القوة القاسية , ولكنها لم تلتق هؤلاء في هوليوود ولكن في بلادها أيطاليا , وذكرت سيرافينا أن الرجال في وطنها الأم , يتمتعون بسحر وقدرة على المجاملة وأثارة أحاسيس النساء , أكثر بكثير من معظم أبطال الشاشة , وتحدثت بأعتزاز عن فالنتينو الذي سحر نساء العالم سنوات عديدة.
أبتسمت دونا ثم بدت الجدية على وجهها , كانت سيرافينا صريحة للغاية في آرائها , ولكن هناك فراغا يثير الدهشة والأستغراب في الفصول الأول للكتاب ...... لم تذكر شيئا عن طفولتها وسنوات المراهقة التي أمضتها في صقلية , لم تشر من قريب أو بعيد الى ريك لورديتي , وأحست دونا بأنها تعرف السبب , عندما سينتهي الكتاب , سيقرأ أدوني مذكرات أمه....... وهي مصممة على أخفاء الحقيقة المتعلقة بولادته , لا يعرف أحد هذا السر سوى ريك ... ودونا , التي توصلت اليه أفتراضا نتيجة التشابه بين ملامح ريك....... ودونا , التي توصلت اليه أفتراضا نتيجة التشابه بين ملامح ريك وأدوني , أنه سر خطير , ستجد الثرثرة موضوعا دسما الى أبعد الحدود فيما لو كشف هذا السر ........ سيرافينا تقيم علاقات غرامية مع حارسها االشخصي ومرفقها الخاص.
توقفت دونا عن الطباعة وتخيّلت نفسها بين ذراعي لورديتي يرقصان على أنغام المقطوعة الموسيقية الحالمة...... ( عشيق الأحلام) , تذكرت صوته القوي فيما كانا يسيران على الشرفة , لعب معها لعبة خطيرة جدا...... جعلها تشعر بأنهما شخصان ألتقيا صدفة وأعجبا ببعضهما كثيرا , ولكنهما لم يتمكنا من اللقاء ثانية , ضغطت بقوة على حافة الطاولة وأرادت أن تغضب منه , لأنه قام معها بذلك الدور العاطفي , وهو يعلم طوال الوقت هويتها الحقيقية وأنها في طريقها للعمل لدى ..... رفيقته.
أقتحم في تلك الليلة دفاعاتها القوية وحذرها الشديد , التي تواجه بها عادة كافة الغرباء الذين يحاولون ملاطفتها والتودد اليها , سحرها بطريقة لم تعرفها من قبل , وها هي الآن تجد صعوبة كبيرة في إيجاد أعذار مناسبة لتصرفه معها.
وشعرت فجأة بأنها لم تعد قادرة على سماع صوت سيرافينا , أوقفت آلة التسجيل وسارت بعصبية نحو الباب الزجاجي الكبير , ومته الى ذلك الجانب من الحديقة حيث يوجد الفارس الأسود , أحسّت بوجود شخص يسند نفسه الى جذع شجرة كبيرة , فتعثّرت خطاها , ولكنها كانت قريبة جدا منه , بحيث أنها لم تعد قادرة على التراجع بشكل عادي وطبيعي , قاومت مشاعر القلق والفوضى التي أستبدت بها , وتابعت سيرها بهدوء مصطنع نحو المقعد الحديدي قرب التمثال.
" أفتقدتك أمس أثناء العشاء".
نطلّعت نحو ريك وقالت له:
" كنت أعمل , يا سيد , وتناولت طعامي في المكتب , واجهنا بعض المشاكل في الفصل الخامس للكتاب وأضطررنا لأعادة طباعته".
" آمل ألا تكوني مرهقة في العمل ! السيدة قادرة على نسيان مشاعر الآخرين , في كثير من الأحيان".
" لا يهمني ذلك كثيرا , أننا نعمل على إعداد هذا الكتاب بجد ونشاط , وكل شيء يسير على ما يرام".
" أراك شاحبة اللون".
ألتفتت نحوه للمرة الأولى منذ جلوسها على ذلك المقعد الحديدي , فشاهدت الخاتم الذهبي يلمع تحت شعره الأسود, سمّرتها نظراته في مكانها , فظلّت صامتة لحظات طويلة سادها التوتر والعصبية , أرادت أن تصرخ بوجهه متوسلة له بأن يدعها وشأنها , ما دام لا يمكن لهما أن يكونا صديقين بصورة علنية.
" ما تحتاجين اليه الآن هو زجاجة كاملة من شراب الورد , نحن نقول في هذه المنطقة من العالم , أن شراب الورد ينعش قلب التمثال , أخبريني , هل يثير أهتمامك هذا الفارس الحجري؟ هل يذكّرك مثلا بقصة تمثال المرمر لذي دبّت فيه الحياة في ضوءالقمر وسار نحو كوخ صغير تجلس قرب نافذته شابة جميلة؟".
تذكّرت دونا أنها قرأت تلك القصة الخيالية المرعبة وقالت:
" ألم يترك وراءه أصبعه المرمرية القاسية؟".
" هناك تأثير كبير لهذه القصص الرومنطيقية على خيال الأنسان , أليس كذلك؟".
" يجب أن تقتصر جميع القصص الرومنطيقية على الخيال فقط".
" عندئذ يمكن للصبية الشابة أن تحيك قصصا خيالية حول فارس حجري وهي غير آبهة بأخطائه أو مطالبه , ماذا يحدث لو أن الحياة دبّت في هذا الفارس الأسود وتسلّق الجدار الى شرفتك ؟ هل ستصرخين وتوقظين بقية المقيمين في هذه الفيللا؟".
كانت دونا تجد دائما تسجيلات مطوّلة بصوت سيرافينا , لتسمعها وتنقلها منقّحة الى الورق , وكان واضحا أنها أمرأة لا تنام كثيرا أثناء الليل , ولكن قدرتها الفريدة على تذكّر التفاصيل الدقيقة وسردها بأسلوب قصصي شيّق , ساعدت دونا الى درجة كبيرة في تنفيذ مهمتها من غير صعوبة تذكر.
لاحظت وهي تستمع بأنتباه الى التسجيلات الصوتية المتواصلة كيف يمكن لهذه السيدة أن تسلب عقل الرجل وأرادته , فلديها صوت حنون دافىء يداعب الأحاسيس والمشاعر , وحسبما ورد في أحد فصول الكتاب , فأن بعض الرجال المشهورين حاولوا كسب ودها..... ولم يكونوا جميعا من عالم السينما , كان بينهم أصحاب شركات للنقل البحري , وسياسيون نافذون , ومصرفيون أثرياء .
تحدثت سيرافينا عن المجوهرات التي أغرقوها بها , وعن معاطف الفرو التي رفضتها لأنها تمقت فكرة قتل تلك الحيوانات الجميلة لأستخدام فروها بهدف تجاري , قالت أن عددا قليلا من النساء ينافس الفهد في عظمته , والنمر في جماله , والطفل في سحره وبراءته , وأضافت أن بعض الرجال يشبهون الى حد ما , الفهود من حيث القوة القاسية , ولكنها لم تلتق هؤلاء في هوليوود ولكن في بلادها أيطاليا , وذكرت سيرافينا أن الرجال في وطنها الأم , يتمتعون بسحر وقدرة على المجاملة وأثارة أحاسيس النساء , أكثر بكثير من معظم أبطال الشاشة , وتحدثت بأعتزاز عن فالنتينو الذي سحر نساء العالم سنوات عديدة.
أبتسمت دونا ثم بدت الجدية على وجهها , كانت سيرافينا صريحة للغاية في آرائها , ولكن هناك فراغا يثير الدهشة والأستغراب في الفصول الأول للكتاب ...... لم تذكر شيئا عن طفولتها وسنوات المراهقة التي أمضتها في صقلية , لم تشر من قريب أو بعيد الى ريك لورديتي , وأحست دونا بأنها تعرف السبب , عندما سينتهي الكتاب , سيقرأ أدوني مذكرات أمه....... وهي مصممة على أخفاء الحقيقة المتعلقة بولادته , لا يعرف أحد هذا السر سوى ريك ... ودونا , التي توصلت اليه أفتراضا نتيجة التشابه بين ملامح ريك....... ودونا , التي توصلت اليه أفتراضا نتيجة التشابه بين ملامح ريك وأدوني , أنه سر خطير , ستجد الثرثرة موضوعا دسما الى أبعد الحدود فيما لو كشف هذا السر ........ سيرافينا تقيم علاقات غرامية مع حارسها االشخصي ومرفقها الخاص.
توقفت دونا عن الطباعة وتخيّلت نفسها بين ذراعي لورديتي يرقصان على أنغام المقطوعة الموسيقية الحالمة...... ( عشيق الأحلام) , تذكرت صوته القوي فيما كانا يسيران على الشرفة , لعب معها لعبة خطيرة جدا...... جعلها تشعر بأنهما شخصان ألتقيا صدفة وأعجبا ببعضهما كثيرا , ولكنهما لم يتمكنا من اللقاء ثانية , ضغطت بقوة على حافة الطاولة وأرادت أن تغضب منه , لأنه قام معها بذلك الدور العاطفي , وهو يعلم طوال الوقت هويتها الحقيقية وأنها في طريقها للعمل لدى ..... رفيقته.
أقتحم في تلك الليلة دفاعاتها القوية وحذرها الشديد , التي تواجه بها عادة كافة الغرباء الذين يحاولون ملاطفتها والتودد اليها , سحرها بطريقة لم تعرفها من قبل , وها هي الآن تجد صعوبة كبيرة في إيجاد أعذار مناسبة لتصرفه معها.
وشعرت فجأة بأنها لم تعد قادرة على سماع صوت سيرافينا , أوقفت آلة التسجيل وسارت بعصبية نحو الباب الزجاجي الكبير , ومته الى ذلك الجانب من الحديقة حيث يوجد الفارس الأسود , أحسّت بوجود شخص يسند نفسه الى جذع شجرة كبيرة , فتعثّرت خطاها , ولكنها كانت قريبة جدا منه , بحيث أنها لم تعد قادرة على التراجع بشكل عادي وطبيعي , قاومت مشاعر القلق والفوضى التي أستبدت بها , وتابعت سيرها بهدوء مصطنع نحو المقعد الحديدي قرب التمثال.
" أفتقدتك أمس أثناء العشاء".
نطلّعت نحو ريك وقالت له:
" كنت أعمل , يا سيد , وتناولت طعامي في المكتب , واجهنا بعض المشاكل في الفصل الخامس للكتاب وأضطررنا لأعادة طباعته".
" آمل ألا تكوني مرهقة في العمل ! السيدة قادرة على نسيان مشاعر الآخرين , في كثير من الأحيان".
" لا يهمني ذلك كثيرا , أننا نعمل على إعداد هذا الكتاب بجد ونشاط , وكل شيء يسير على ما يرام".
" أراك شاحبة اللون".
ألتفتت نحوه للمرة الأولى منذ جلوسها على ذلك المقعد الحديدي , فشاهدت الخاتم الذهبي يلمع تحت شعره الأسود, سمّرتها نظراته في مكانها , فظلّت صامتة لحظات طويلة سادها التوتر والعصبية , أرادت أن تصرخ بوجهه متوسلة له بأن يدعها وشأنها , ما دام لا يمكن لهما أن يكونا صديقين بصورة علنية.
" ما تحتاجين اليه الآن هو زجاجة كاملة من شراب الورد , نحن نقول في هذه المنطقة من العالم , أن شراب الورد ينعش قلب التمثال , أخبريني , هل يثير أهتمامك هذا الفارس الحجري؟ هل يذكّرك مثلا بقصة تمثال المرمر لذي دبّت فيه الحياة في ضوءالقمر وسار نحو كوخ صغير تجلس قرب نافذته شابة جميلة؟".
تذكّرت دونا أنها قرأت تلك القصة الخيالية المرعبة وقالت:
" ألم يترك وراءه أصبعه المرمرية القاسية؟".
" هناك تأثير كبير لهذه القصص الرومنطيقية على خيال الأنسان , أليس كذلك؟".
" يجب أن تقتصر جميع القصص الرومنطيقية على الخيال فقط".
" عندئذ يمكن للصبية الشابة أن تحيك قصصا خيالية حول فارس حجري وهي غير آبهة بأخطائه أو مطالبه , ماذا يحدث لو أن الحياة دبّت في هذا الفارس الأسود وتسلّق الجدار الى شرفتك ؟ هل ستصرخين وتوقظين بقية المقيمين في هذه الفيللا؟".
HAMS- مشرف عام الاقسام الرومانسيه
- زقم العضويه : 58
عدد المساهمات : 720
نقاظ : 6278
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 08/02/2010
العمر : 32
الموقع : مصر
- مساهمة رقم 23
رد: 121- خاتم الأنتقام - فيوليت وينسبير
حدّقت به طويلا وأحسّت بأن عينيه تمازحانها , ولكنها شعرت بالتأكيد بأن صوته حمل مغزى أعمق وأكثر جدية , هبّت واقفة وسارت بسرعة نحو المكتب , لحق بها الى الغرفة وجلس بتكاسل على حافة طاولتها , ظهر التوتر الشديد على وجهها , وبدت وكأنها تصرخ به قائلة:
" إياك أن تلمسني أو تضع يدك عليّ !".
أطلق ضحكته المعتادة وراح يتأمل تلك الغرفة بهدوء مثير للأعصاب , بدا قويا جدا وخطرا للغاية , ومع أنه لم يعد شابا في مستهل عمره , إلا أنه بدا وكأنه سيحتفظ بشكله الوسيم الحالي سنوات طويلة , قرأ أفكارها ككتاب مفتوح , أذ قال لها فجأة :
" أجل , أريد أن ألمسك...... وبقوة , لم أفكر بأي شيء آخر تقريبا منذ تلك الليلة في روما".
" أرجوك ! أذهب!".
قال لها ساخرا:
" لا مبرر لهذا الهلع الذي يبدو واضحا على وجهك وفي عينيك , أنا لم أدخل غرفة نومك , أيتها الحبيبة , يمكنني هنا أن أتظاهر دائما بأنني أعطيك ملاحظاتي حول هذه المذكرا , هل يوجد فيها أي شيء عني؟".
هزّت دونا رأسها نفيا وتمنّت لو كان بأمكانها أن تقف قربه بدون أن تشعر بمثل هذا الأنقباض والأنزعاج بسبب نظراته والأمور التي يتحدث عنها , كان واضحا أن كل كلمة يقولها تحمل معنيين , وكأنه لا يريدها أن تأخذ ما يوحي به أو يشير اليه ...... على محمل الجد.
حوّل نظره عن لوجة زيتية كبيرة الى وجهها المتوتر , وسألها بهدوء مزعج:
" لو كنت تكتبين عني , فأي نوع من الرجال تعتبرينني؟".
لم تفكر دونا إلا للحظة واحدة قبل أن تجيبه بهدوء مماثل:
" من ذلك النوع الذي يمكنه الذهاب الى المقصلة وهو يبتسم أو يشرب فنجانا من القهوة".
" لا يسمحون لي بذلك , لأنهم عادة يربطون يدي الرجل وراء ظهره ويضعون غطاء على رأسه".
أرتجف جسمها بطريقة ملحوظة , فأمسك بسماعة الهاتف وطلب من المشرفين على المطبخ إرسال زجاجة من شراب الورد , أحمرّت وجنتاها وقالت معترضة:
" لا مبرر لذلك".
" ربما لا , ولكنني أردت ذلك , كان بودي أن أشاركك في هذا الشراب المنعش , ولكن سيرافينا تتوقع مني الأنضمام اليها خلال فترة وجيرة".
شعرت بوخز كلماته فأبعدت وجهها عنه بسرعة , يجب أن تتوقع ذلك..... أن تأتي سيرافينا في المقام الأول بالنسبة اليه , من المحتمل جدا أنه يشعر بشيء من السرور والترفيه عن النفس عندما يغازل قليلا السكرتيرة الشابة , ولكنه لا ينوي بالتأكيد التسبب بأزعاج حقيقي لسيدة القصر , وفجأة سألها بلهجة عادية جدا :
" هل يعجبك ساحل القراصنة ؟".
" الى حد كبير , يا سيد".
" أنت تقولين ذلك يا آنسة , ولكنك تشاهدين هذه الغرفة أكثر بكثير من المناظر الطبيعية الخلابة التي تحيط بنا من كل جانب , أعتقد........ أعتقد أنه يتحتم علينا القيام بشيء ما , هل تنامين بعد الغداء؟".
هزّت رأسها نفيا وهي تشعر بأن قلبها قفز من مكانه , فهي تعرف أن سيرافينا تنام ساعتين أو أكثر بعد ظهر كل يوم...... ربما للحمافظة على جمالها ورشاقتها , أو بسبب الأرهاق الشديد الذي تواجهه في معظم لياليها , عاد يسألها بلهجة طبيعية مذهلة:
" كيف تنظرين الى الأجتماعات السرّية؟".
" لا.... لا أعتقد أن عقدها أمر حكيم".
" الحكمة للشيوخ , ونحن لم نصل بعد الى هذه المرحلة..... مع أنني أسبقك بمرحلة كبيرة , هل توافقين على الأشتراك معي في مؤامرة صغيرة؟".
شعرت دونا ببرودة أتجاه سؤاله , ومع أنها أجابته على الفور بكلمة نفي وحيدة , إلا أنها كانت تتحرق للرد عليه إيجابا , قال لها ساخرا:
" لم تفكري طويلا قبل الأجابة".
" يجب على المرء ألا يفكر مرتين بشأن اللعب في النار , يا سيد ".
" صحيح , ولكن هل لديك قلب دجاجة صغيرة.. مع أنك أتيت إلى أيطاليا للعمل بين غرباء؟".
" هذه هي القضية, أنا أنا أنوي أبدا فقدان وظيفتي".
" سوف أتأكد من أن إجتماعاتنا ستكون سرّية للغاية , هل تثقين بي؟".
" تعرّض الفتاة نفسها للضرر والأذى , أذا منحت ثقتها بدون تحفّظ ".
" أذن أصدرت حكمك عليّ؟".
كان ينظر إليها بعينين تضجان رغبة , أرادت التراجع عن كلامها هذا.... إنه ظالم وقاس يثير في نفسها حنينا عنيفا أتجاهه.
" لن ....... لن أتورط معك على هذا النحو , لماذا لا تتركني وشأني ؟ ألم تقل أنت بنفسك أن علينا التصرف كغريبين عن بعضنا".
" أتجاه..... الآخرين فقط".
" أنت شخص متغطرس متعجرف ! كيف تجرؤ على الإفتراض بأنني أريد مقابلتك سرا ! أنت تخص سيرافينا ...... أنت عبدها المخلص! ".
" أنا لست عبدا لأي أمرأة , ولكن هناك أمور في حياتي لا تعرفينها ...... أمور لا أنوي أبدا التحدث عنها , في أي حال , حرية الأختيار لك , بإمكاننا أن نلتقي ولا يؤدي ذلك إلى أي مشاكل على الأطلاق , أما أذا لم تكن لديك الشجاعة الكافية , أو إنك لست أمرأة بما فيه الكفاية , فلن نخسر شيئا أو نكسب آخر".
" لم........ لم أقم في حياتي أبدا علاقة مع أي رجل......".
" إياك أن تلمسني أو تضع يدك عليّ !".
أطلق ضحكته المعتادة وراح يتأمل تلك الغرفة بهدوء مثير للأعصاب , بدا قويا جدا وخطرا للغاية , ومع أنه لم يعد شابا في مستهل عمره , إلا أنه بدا وكأنه سيحتفظ بشكله الوسيم الحالي سنوات طويلة , قرأ أفكارها ككتاب مفتوح , أذ قال لها فجأة :
" أجل , أريد أن ألمسك...... وبقوة , لم أفكر بأي شيء آخر تقريبا منذ تلك الليلة في روما".
" أرجوك ! أذهب!".
قال لها ساخرا:
" لا مبرر لهذا الهلع الذي يبدو واضحا على وجهك وفي عينيك , أنا لم أدخل غرفة نومك , أيتها الحبيبة , يمكنني هنا أن أتظاهر دائما بأنني أعطيك ملاحظاتي حول هذه المذكرا , هل يوجد فيها أي شيء عني؟".
هزّت دونا رأسها نفيا وتمنّت لو كان بأمكانها أن تقف قربه بدون أن تشعر بمثل هذا الأنقباض والأنزعاج بسبب نظراته والأمور التي يتحدث عنها , كان واضحا أن كل كلمة يقولها تحمل معنيين , وكأنه لا يريدها أن تأخذ ما يوحي به أو يشير اليه ...... على محمل الجد.
حوّل نظره عن لوجة زيتية كبيرة الى وجهها المتوتر , وسألها بهدوء مزعج:
" لو كنت تكتبين عني , فأي نوع من الرجال تعتبرينني؟".
لم تفكر دونا إلا للحظة واحدة قبل أن تجيبه بهدوء مماثل:
" من ذلك النوع الذي يمكنه الذهاب الى المقصلة وهو يبتسم أو يشرب فنجانا من القهوة".
" لا يسمحون لي بذلك , لأنهم عادة يربطون يدي الرجل وراء ظهره ويضعون غطاء على رأسه".
أرتجف جسمها بطريقة ملحوظة , فأمسك بسماعة الهاتف وطلب من المشرفين على المطبخ إرسال زجاجة من شراب الورد , أحمرّت وجنتاها وقالت معترضة:
" لا مبرر لذلك".
" ربما لا , ولكنني أردت ذلك , كان بودي أن أشاركك في هذا الشراب المنعش , ولكن سيرافينا تتوقع مني الأنضمام اليها خلال فترة وجيرة".
شعرت بوخز كلماته فأبعدت وجهها عنه بسرعة , يجب أن تتوقع ذلك..... أن تأتي سيرافينا في المقام الأول بالنسبة اليه , من المحتمل جدا أنه يشعر بشيء من السرور والترفيه عن النفس عندما يغازل قليلا السكرتيرة الشابة , ولكنه لا ينوي بالتأكيد التسبب بأزعاج حقيقي لسيدة القصر , وفجأة سألها بلهجة عادية جدا :
" هل يعجبك ساحل القراصنة ؟".
" الى حد كبير , يا سيد".
" أنت تقولين ذلك يا آنسة , ولكنك تشاهدين هذه الغرفة أكثر بكثير من المناظر الطبيعية الخلابة التي تحيط بنا من كل جانب , أعتقد........ أعتقد أنه يتحتم علينا القيام بشيء ما , هل تنامين بعد الغداء؟".
هزّت رأسها نفيا وهي تشعر بأن قلبها قفز من مكانه , فهي تعرف أن سيرافينا تنام ساعتين أو أكثر بعد ظهر كل يوم...... ربما للحمافظة على جمالها ورشاقتها , أو بسبب الأرهاق الشديد الذي تواجهه في معظم لياليها , عاد يسألها بلهجة طبيعية مذهلة:
" كيف تنظرين الى الأجتماعات السرّية؟".
" لا.... لا أعتقد أن عقدها أمر حكيم".
" الحكمة للشيوخ , ونحن لم نصل بعد الى هذه المرحلة..... مع أنني أسبقك بمرحلة كبيرة , هل توافقين على الأشتراك معي في مؤامرة صغيرة؟".
شعرت دونا ببرودة أتجاه سؤاله , ومع أنها أجابته على الفور بكلمة نفي وحيدة , إلا أنها كانت تتحرق للرد عليه إيجابا , قال لها ساخرا:
" لم تفكري طويلا قبل الأجابة".
" يجب على المرء ألا يفكر مرتين بشأن اللعب في النار , يا سيد ".
" صحيح , ولكن هل لديك قلب دجاجة صغيرة.. مع أنك أتيت إلى أيطاليا للعمل بين غرباء؟".
" هذه هي القضية, أنا أنا أنوي أبدا فقدان وظيفتي".
" سوف أتأكد من أن إجتماعاتنا ستكون سرّية للغاية , هل تثقين بي؟".
" تعرّض الفتاة نفسها للضرر والأذى , أذا منحت ثقتها بدون تحفّظ ".
" أذن أصدرت حكمك عليّ؟".
كان ينظر إليها بعينين تضجان رغبة , أرادت التراجع عن كلامها هذا.... إنه ظالم وقاس يثير في نفسها حنينا عنيفا أتجاهه.
" لن ....... لن أتورط معك على هذا النحو , لماذا لا تتركني وشأني ؟ ألم تقل أنت بنفسك أن علينا التصرف كغريبين عن بعضنا".
" أتجاه..... الآخرين فقط".
" أنت شخص متغطرس متعجرف ! كيف تجرؤ على الإفتراض بأنني أريد مقابلتك سرا ! أنت تخص سيرافينا ...... أنت عبدها المخلص! ".
" أنا لست عبدا لأي أمرأة , ولكن هناك أمور في حياتي لا تعرفينها ...... أمور لا أنوي أبدا التحدث عنها , في أي حال , حرية الأختيار لك , بإمكاننا أن نلتقي ولا يؤدي ذلك إلى أي مشاكل على الأطلاق , أما أذا لم تكن لديك الشجاعة الكافية , أو إنك لست أمرأة بما فيه الكفاية , فلن نخسر شيئا أو نكسب آخر".
" لم........ لم أقم في حياتي أبدا علاقة مع أي رجل......".
HAMS- مشرف عام الاقسام الرومانسيه
- زقم العضويه : 58
عدد المساهمات : 720
نقاظ : 6278
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 08/02/2010
العمر : 32
الموقع : مصر
- مساهمة رقم 24
رد: 121- خاتم الأنتقام - فيوليت وينسبير
إختنقت الكلمات في صدرها وأحسّت بألم حاد في أحشائها , سمعته يقول:
" أعرف ذلك جيدا ! هل تعتقدين أنني , كرجل من صقلية , يمكنني أن أتصورك فتاة تمنح نفسها بسهولة ليتمتع بها الرجل.... كقطعة من الليمون في يوم حار ؟ رباه ! هل هذا هو إنطباعك عني ".
تحوّل وجهه إلى قطعة من الصخر الجامد ..... ولكنها لا تريده حجرا جامدا باردا , تريد أن تسرق بضع ساعات معه... تراه يبتسم ..... وتسمعه يتحدث...... وتتظاهر لنفسها مؤقتا بأنه لها وليس لسيرافينا , شعرت بأنه إنسان وحيد , على الرغم من علاقته مع السيدة المثيرة...... السيدة التي تسيطر تماما على الرجال الذين تملكهم وتطالبهم بحبهم وأهتمامهم , ومع ذلك فإنها تحرمهم من المشاعر القلبية الحنونة والدافئة.
" ألا تطالبني , يا ريك , بإقامة علاقة معك؟".
" لا , لا ! اللعنة ! هل تذكرين تلك الليلة في روما ؟ هذا كل شيء أريده منك , أنني أقسم على ذلك !".
" أوه , ريك ....".
كان شعورها نحوه كموجة عاتية عصفت بقلبها وأحاسيسها , أرادت أن تغرق نفسها في رقته وحنانه , لا تزال الشعلة التي أضاءها في تلك الليلة المذهلة تشتعل في داخلها , ولكنها ستتحول الى نار حارقة إذا ألتقته على إنفراد , سيكون المنزر رهيبا ومفزعا , إذا ضبطتهما سيرافينا معا , إنه لها , ولن تسمح لأحد أو لشيء في الدنيا بأن يغير ذلك الواقع.
" لا تنظري إليّ هكذا !".
طوّق خصرها بذراعيه القويتين وضمّها بعنف إليه حتى كاد أن يحطم ضلوعها , شعرت بأنه أذابها بين يديه...... وبأن جسمها أصبح بدون عظام , لم تشعر بمثل هذا الخوف في حياتها , كما أنها لم تشعر بمثل هذه الأحاسيس الجامحة.
" ريك..... أرجوك !".
" إصمتي !".
أمسكها بشعرها وجذبها إليه ثانية , ولكنها أبعدت وجهها عنه قائلة:
" إنك ظالم وغير منصف.......".
" بحق السماء , هل يجب عليّ إخراسك مرة أخرى؟".
حاولت مقاومته قليلا ثم أستسلمت لعناقه , إنه ريك ..... الذي تريده منذ فترة طويلة ! وغرقا في بحر من الحنان , إلى أن سمعته يهمس في أذنها:
" كنا نعرف أن هذا الأمر سيحدث عاجلا أم آجلا , كنت أسخر منك ومن نفسي عندما تصورت للحظة واحدة أنه كان بإمكاننا أن نلتقي على إنفراد بدون أن يحدث بيننا أي شيء كالآن , أنك طيبة جدا , ولكنني لست قادرا على التصرف بنبل وشهامة عندما يتعلق الأمر بك , أعذريني , يا دونا".
لم تحاول منعه أو صدّه عندما داعب شعرها وقبّل أطرافه.. ثم قال لها بصوت هامس حنون :
" أنت لست مجرد جسم بالنسبة إليّ يا دونا , هل تصدقين ذلك ؟ يجب أن تصدقي ذلك يا حبيبتي".
" نعم أصدقك , يا ريك"
تنهد بأرتياح ظاهر وطلب منها أن تغفر له تصرفاته , أجابته بهدوء:
" لم يكن هناك شيء يتطلب المغفرة , أنا...... أنا عانقتك أيضا , أليس كذلك؟".
أبتسم وقال لها , فيما كان يتأملها بعناية فائقة:
" لا يمكن لفتاة مثلك أن تواجه شخصا بقوتي وبحجمي , ولكنني سعيد جدا لأنك لم تقاومينني تماما... ولأنني لم أكن ذلك القاسي والمتوحش".
" آه , ريك , لا تستخدم مثل هذه الكلمات الرهيبة !".
" أنها مخيفة , أليس كذلك؟".
تأملها مجددا ثم أزاح شعرها الناعم عن عينيها قائلا:
" الأفضل أن تسرّحي شعرك ثانية , أيتها الحبيبة ".
أحمرّت وجنتاها خجلا وحياء وسارعت الى تنفيذ أقتراحه بدون إبطاء , سمعته يضحك بطريقته المعهودة ويقول لها:
" لا أريد التسبب في أي مشاكل لك , أيتها الحبيبة".
شعرا معا بالذنب لأنه ليس حرا.... وما أن أنتهت دونا من تسريح شعرها , حتى فتح الباب وظهرت المرأة التي تبدو سيطرتها على ريك كسلاسل لا يمكن قطعها , كانت ترتدي عباءة خضراء مخملية ويتدلى شعرها بغنج ودلال على كتفيها.
عندما تحولت عيناها الخضراوان الى ريك , وجدته جالسا قرب الطاولة يتفحّص بعض الأوراق المطبوعة , نظرت اليه بحدة وقالت:
" وجدتك أخيرا ! كنت أنتظرك منذ أكثر من عشر دقائق , ماذا تفعل هنا؟".
" حب الأستطلاع , هل تتصورين أنك ستكتبين مذكراتك ولا تثيرين فيّ حب الأستطلاع؟".
" بشأن ماذا؟".
" أمور عديدة".
هزت كتفيها ثم نظرت الى دونا بعينين قاسيتين , بدت الفتاة هادئة وغير قلقة , مع أن قلبها كان يخفق بعنف لا يصدّق , توترت أعصاب دونا كثيرا عندما تخيّلت كيف سيكون الوضع الآن لو أن سيرافينا شاهدت ريك يعانقها.
" كنت أتصور أنك تستخدمين نظارتيك أثناء العمل , هل تخلّيت عنهما الآن لتظهري جذابة أمام السيد لورديتي؟".
" لا , طبعا لا".
" لا تكوني قاسية مع الآنسة هدسون لأنني سمحت لنفسي بقراءة بعض مذكراتك".
لاحظت دونا نظرة حادة في عينيه توحي بأنه الآمر الناهي , وليس العاشق المطيع أو الحارس االذي يتناول أجرا , بدا للحظة كأنه سيد سيرافينا وليس شخصا يعمل في خدمتها وتحت أمرتها وسيطرتها , لا شك في أنه السيد المطاع في هذا اقصر , مع أنه يحاول أظهار العكس , وسمعته دونا يقول لسيرافينا:
" سيحظى كتابك , أيتها العزيزة , بنجاح باهر".
" هل تعتقد حقا أنه سيحقق مثل هذا النجاح ؟ أنني مهتمة فقط بأعلام الناس عن حياتي العملية يا ريك , هذه هي الطريقة الفضلى , أليس كذلك ؟ الأضواء فقط , وليس الظلال ...... تماما كما في الأفلام".
" أنه فعلا الأسلوب الأفضل , ستكون مذكراتك , أيتها الحبيبة , رائعة مثلك".
" أيها الحبيب , إنك تجعلني أشعر دائما بأنني جميلة وجذابة كما كنت في السابق , آه من تلك الأيام التي تملأ قلبي بالعواطف والأحاسيس !".
طوّقت كتفيه بذراعيها وضمته الى صدرها..... وكأنها تقول لدونا أنه لها وحدها , ظلا واقفين على هذا النحو الى أن سمعا طرقة خفيفة على الباب , دخل أنريكو ومعه زجاجة الشراب عوضا عن أبريق القهوة , سألته سيرافينا بأستغراب:
" ما هذه ؟ ومن طلب شراب الورد في هذا الوقت المبكر؟".
" أنا طلبتها للآنسة هدسون , كانت تبدو شاحبة اللون وتصورت أن الشراب البارد ينعشها , أنها تعمل بصورة شبه متواصلة لأنهاء كتابك , أيتها العزيزة".
نظرت سيرافينا بعصبية بالغة الى دونا وقالت لها:
" هل كنت تتذمرين للسيد لورديتي بأنني أرهقك في العمل؟".
" طبعا لا ! أنا لم أطلب الشراب ! أؤكد لك أنني أبدو شاحبة بسبب عدم تعرّضي للشمس , وليس لكثرة العمل".
" هل تحاولين الأيحاء الآن بأنني أبقيك هنا لفترات طويلة , وأحرمك بالتالي من عرض جسمك البريطاني النحيل ضمن قطعتين أمام الرجال في هذه الفيللا؟".
" أنا لا أستخدم أبدا اقطعتين.......".
" أوه ! هل هذا يعني عدم وجودهما على الأطلاق ؟".
" أبدا , أبدا ! أنني أعتبر ثياب البحر المؤلفة من قطعتين زيا بشعا , كما أنني لست بالتأكيد من اللواتي يعرضن أجسامهن العارية أمام أحد ! جئت الى هنا لأعمل , ولم يخطر ببالي أبدا أن أتصرف كضيفة , أنني أتمتع بعملي يا سيدة نيري,وأؤكد لك أنني لا أتذمر من أي شيء حولي".
" أنني ممتنة لسماع هذه الكلمات , لأنني أنوي أرهاقك بالعمل بقدر ما يحلو لي ذلك , فأنا أدفع لك أجرا باهظا , وأتوقع منك نتائج جيدة".
أمسك ريك بذراع سيرافينا وجذبها نحو الباب قائلا لها بلهجة تجمع بين الحدة والمرح:
" لماذا هذه الضجة الكبيرة حول موضوع تافه كهذا ؟ لديك مستودع ضخم من هذا النوع بالذات يكفي لأرواء عطش جيش بكامله , وتغضبين لأن زجاجة واحدة أرسلت الى فتاة تعمل لديك بكل جد وأخلاص ! لم أعرفك بخيلة الى هذه الدرجة !".
أبتسمت له وتمتمت بكلمات لم تفهم دونا شيئا منها ......... مع أنها تصورت أن سيرافينا أكدت له أن الغيرة وليس البخل هي السبب الأساسي لغضبها وتوترها , ومنذ تلك اللحظة , قررت دونا أن تظل بعيدة عن ريك ..... وألا تسمح له بعناقها مرة أخرى ما دامت تعمل في هذا القصر.
" أعرف ذلك جيدا ! هل تعتقدين أنني , كرجل من صقلية , يمكنني أن أتصورك فتاة تمنح نفسها بسهولة ليتمتع بها الرجل.... كقطعة من الليمون في يوم حار ؟ رباه ! هل هذا هو إنطباعك عني ".
تحوّل وجهه إلى قطعة من الصخر الجامد ..... ولكنها لا تريده حجرا جامدا باردا , تريد أن تسرق بضع ساعات معه... تراه يبتسم ..... وتسمعه يتحدث...... وتتظاهر لنفسها مؤقتا بأنه لها وليس لسيرافينا , شعرت بأنه إنسان وحيد , على الرغم من علاقته مع السيدة المثيرة...... السيدة التي تسيطر تماما على الرجال الذين تملكهم وتطالبهم بحبهم وأهتمامهم , ومع ذلك فإنها تحرمهم من المشاعر القلبية الحنونة والدافئة.
" ألا تطالبني , يا ريك , بإقامة علاقة معك؟".
" لا , لا ! اللعنة ! هل تذكرين تلك الليلة في روما ؟ هذا كل شيء أريده منك , أنني أقسم على ذلك !".
" أوه , ريك ....".
كان شعورها نحوه كموجة عاتية عصفت بقلبها وأحاسيسها , أرادت أن تغرق نفسها في رقته وحنانه , لا تزال الشعلة التي أضاءها في تلك الليلة المذهلة تشتعل في داخلها , ولكنها ستتحول الى نار حارقة إذا ألتقته على إنفراد , سيكون المنزر رهيبا ومفزعا , إذا ضبطتهما سيرافينا معا , إنه لها , ولن تسمح لأحد أو لشيء في الدنيا بأن يغير ذلك الواقع.
" لا تنظري إليّ هكذا !".
طوّق خصرها بذراعيه القويتين وضمّها بعنف إليه حتى كاد أن يحطم ضلوعها , شعرت بأنه أذابها بين يديه...... وبأن جسمها أصبح بدون عظام , لم تشعر بمثل هذا الخوف في حياتها , كما أنها لم تشعر بمثل هذه الأحاسيس الجامحة.
" ريك..... أرجوك !".
" إصمتي !".
أمسكها بشعرها وجذبها إليه ثانية , ولكنها أبعدت وجهها عنه قائلة:
" إنك ظالم وغير منصف.......".
" بحق السماء , هل يجب عليّ إخراسك مرة أخرى؟".
حاولت مقاومته قليلا ثم أستسلمت لعناقه , إنه ريك ..... الذي تريده منذ فترة طويلة ! وغرقا في بحر من الحنان , إلى أن سمعته يهمس في أذنها:
" كنا نعرف أن هذا الأمر سيحدث عاجلا أم آجلا , كنت أسخر منك ومن نفسي عندما تصورت للحظة واحدة أنه كان بإمكاننا أن نلتقي على إنفراد بدون أن يحدث بيننا أي شيء كالآن , أنك طيبة جدا , ولكنني لست قادرا على التصرف بنبل وشهامة عندما يتعلق الأمر بك , أعذريني , يا دونا".
لم تحاول منعه أو صدّه عندما داعب شعرها وقبّل أطرافه.. ثم قال لها بصوت هامس حنون :
" أنت لست مجرد جسم بالنسبة إليّ يا دونا , هل تصدقين ذلك ؟ يجب أن تصدقي ذلك يا حبيبتي".
" نعم أصدقك , يا ريك"
تنهد بأرتياح ظاهر وطلب منها أن تغفر له تصرفاته , أجابته بهدوء:
" لم يكن هناك شيء يتطلب المغفرة , أنا...... أنا عانقتك أيضا , أليس كذلك؟".
أبتسم وقال لها , فيما كان يتأملها بعناية فائقة:
" لا يمكن لفتاة مثلك أن تواجه شخصا بقوتي وبحجمي , ولكنني سعيد جدا لأنك لم تقاومينني تماما... ولأنني لم أكن ذلك القاسي والمتوحش".
" آه , ريك , لا تستخدم مثل هذه الكلمات الرهيبة !".
" أنها مخيفة , أليس كذلك؟".
تأملها مجددا ثم أزاح شعرها الناعم عن عينيها قائلا:
" الأفضل أن تسرّحي شعرك ثانية , أيتها الحبيبة ".
أحمرّت وجنتاها خجلا وحياء وسارعت الى تنفيذ أقتراحه بدون إبطاء , سمعته يضحك بطريقته المعهودة ويقول لها:
" لا أريد التسبب في أي مشاكل لك , أيتها الحبيبة".
شعرا معا بالذنب لأنه ليس حرا.... وما أن أنتهت دونا من تسريح شعرها , حتى فتح الباب وظهرت المرأة التي تبدو سيطرتها على ريك كسلاسل لا يمكن قطعها , كانت ترتدي عباءة خضراء مخملية ويتدلى شعرها بغنج ودلال على كتفيها.
عندما تحولت عيناها الخضراوان الى ريك , وجدته جالسا قرب الطاولة يتفحّص بعض الأوراق المطبوعة , نظرت اليه بحدة وقالت:
" وجدتك أخيرا ! كنت أنتظرك منذ أكثر من عشر دقائق , ماذا تفعل هنا؟".
" حب الأستطلاع , هل تتصورين أنك ستكتبين مذكراتك ولا تثيرين فيّ حب الأستطلاع؟".
" بشأن ماذا؟".
" أمور عديدة".
هزت كتفيها ثم نظرت الى دونا بعينين قاسيتين , بدت الفتاة هادئة وغير قلقة , مع أن قلبها كان يخفق بعنف لا يصدّق , توترت أعصاب دونا كثيرا عندما تخيّلت كيف سيكون الوضع الآن لو أن سيرافينا شاهدت ريك يعانقها.
" كنت أتصور أنك تستخدمين نظارتيك أثناء العمل , هل تخلّيت عنهما الآن لتظهري جذابة أمام السيد لورديتي؟".
" لا , طبعا لا".
" لا تكوني قاسية مع الآنسة هدسون لأنني سمحت لنفسي بقراءة بعض مذكراتك".
لاحظت دونا نظرة حادة في عينيه توحي بأنه الآمر الناهي , وليس العاشق المطيع أو الحارس االذي يتناول أجرا , بدا للحظة كأنه سيد سيرافينا وليس شخصا يعمل في خدمتها وتحت أمرتها وسيطرتها , لا شك في أنه السيد المطاع في هذا اقصر , مع أنه يحاول أظهار العكس , وسمعته دونا يقول لسيرافينا:
" سيحظى كتابك , أيتها العزيزة , بنجاح باهر".
" هل تعتقد حقا أنه سيحقق مثل هذا النجاح ؟ أنني مهتمة فقط بأعلام الناس عن حياتي العملية يا ريك , هذه هي الطريقة الفضلى , أليس كذلك ؟ الأضواء فقط , وليس الظلال ...... تماما كما في الأفلام".
" أنه فعلا الأسلوب الأفضل , ستكون مذكراتك , أيتها الحبيبة , رائعة مثلك".
" أيها الحبيب , إنك تجعلني أشعر دائما بأنني جميلة وجذابة كما كنت في السابق , آه من تلك الأيام التي تملأ قلبي بالعواطف والأحاسيس !".
طوّقت كتفيه بذراعيها وضمته الى صدرها..... وكأنها تقول لدونا أنه لها وحدها , ظلا واقفين على هذا النحو الى أن سمعا طرقة خفيفة على الباب , دخل أنريكو ومعه زجاجة الشراب عوضا عن أبريق القهوة , سألته سيرافينا بأستغراب:
" ما هذه ؟ ومن طلب شراب الورد في هذا الوقت المبكر؟".
" أنا طلبتها للآنسة هدسون , كانت تبدو شاحبة اللون وتصورت أن الشراب البارد ينعشها , أنها تعمل بصورة شبه متواصلة لأنهاء كتابك , أيتها العزيزة".
نظرت سيرافينا بعصبية بالغة الى دونا وقالت لها:
" هل كنت تتذمرين للسيد لورديتي بأنني أرهقك في العمل؟".
" طبعا لا ! أنا لم أطلب الشراب ! أؤكد لك أنني أبدو شاحبة بسبب عدم تعرّضي للشمس , وليس لكثرة العمل".
" هل تحاولين الأيحاء الآن بأنني أبقيك هنا لفترات طويلة , وأحرمك بالتالي من عرض جسمك البريطاني النحيل ضمن قطعتين أمام الرجال في هذه الفيللا؟".
" أنا لا أستخدم أبدا اقطعتين.......".
" أوه ! هل هذا يعني عدم وجودهما على الأطلاق ؟".
" أبدا , أبدا ! أنني أعتبر ثياب البحر المؤلفة من قطعتين زيا بشعا , كما أنني لست بالتأكيد من اللواتي يعرضن أجسامهن العارية أمام أحد ! جئت الى هنا لأعمل , ولم يخطر ببالي أبدا أن أتصرف كضيفة , أنني أتمتع بعملي يا سيدة نيري,وأؤكد لك أنني لا أتذمر من أي شيء حولي".
" أنني ممتنة لسماع هذه الكلمات , لأنني أنوي أرهاقك بالعمل بقدر ما يحلو لي ذلك , فأنا أدفع لك أجرا باهظا , وأتوقع منك نتائج جيدة".
أمسك ريك بذراع سيرافينا وجذبها نحو الباب قائلا لها بلهجة تجمع بين الحدة والمرح:
" لماذا هذه الضجة الكبيرة حول موضوع تافه كهذا ؟ لديك مستودع ضخم من هذا النوع بالذات يكفي لأرواء عطش جيش بكامله , وتغضبين لأن زجاجة واحدة أرسلت الى فتاة تعمل لديك بكل جد وأخلاص ! لم أعرفك بخيلة الى هذه الدرجة !".
أبتسمت له وتمتمت بكلمات لم تفهم دونا شيئا منها ......... مع أنها تصورت أن سيرافينا أكدت له أن الغيرة وليس البخل هي السبب الأساسي لغضبها وتوترها , ومنذ تلك اللحظة , قررت دونا أن تظل بعيدة عن ريك ..... وألا تسمح له بعناقها مرة أخرى ما دامت تعمل في هذا القصر.
HAMS- مشرف عام الاقسام الرومانسيه
- زقم العضويه : 58
عدد المساهمات : 720
نقاظ : 6278
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 08/02/2010
العمر : 32
الموقع : مصر
- مساهمة رقم 25
رد: 121- خاتم الأنتقام - فيوليت وينسبير
5- قطف النجوم يحتاج أجنحة
أستيقظت دونا على أصوات زقزقة العصافير وحفيف أوراق الشجر , فتحت عينيها بدون أن تحرك رأسها , فتمتعت بمنظر أشعة الشمس الذهبية التي كانت تغطي سقف غرفتها الملون , شعرت أن الأسابيع الخمسة التي أمضتها في الفيللا جعلتها تتعلق بهذه الغرفة...... وأثاثها الجميل , وستائرها التي حيكت باليد , وبمحاذاة غرفتها , كانت هناك قاعة صغيرة تضم مكتبة وطاولة عمل وكنبة مريحة , وشرفة صغيرة تطل على الأسطبل , ومع أن دونا لم تتضايق من رائحة الخيل , ولكنها عرفت أن هذا هو السبب لتخصيصها بهاتين الغرفتين الرائعتين.
بروز يزور الفيللا بين الحين والآخر عدد كبير من الضيوف , وكانت دونا تشاهد بعضهم يركب الخيل تحت شرفتها ويتوجهون الى التلال القريبة , وعندما تذهب سيرافينا في أي من هذه انزهات المتعددة , يكون ريك معها , كان يرتدي دائما ثياب العمل وكأنه متوجه الى الحقل , هل يفكر بأشجار الزيتون القليلة التي كان يملكها والده في جزيرة صقلية ؟ وهل يفكر بأن سيرافينا لا تنوي أبدا أن يشاركها أحد فيه ؟ كانت دونا تتأملها بحرقة كبيرة لأنهما يبدوان مناسبين جدا لبعضهما , وفيما كانت تراقب الزوار ومضيفتهم بعد ظهر يوم جميل , وهي شبه مختبئة وراء حافة الشرفة , سمعت صوتا قاسيا يناديها بإسمها , لم يكن صوت عاشق رشاب , بل رجل قوي يطالبها بإظهار نفسها فورا , ظلت قابعة في مكانها , آملة في ذهابه خلال لحظات , ولكنه أقترب من الشرفة وناداها مرة أخرى.
" دونا !ّ أنا أعرف أنك فوق , وأشعر أن أغصان هذه الشجرة قادرة على تحمل وزني , هل أتسلّقها وأصعد اليك؟".
" لا !".
هبّت واقفة بسرعة وأسندت ذراعيها على حافة الشرفة , فشاهدته يجلس بكبرياء واضح على حصانه الجميل ويوجه اليها إبتسامة مرحة , قال لها بهدوء:
" أنني متأكد من أن رد فعل جولييت لم يكن خجولا الى هذه الدرجة , عندما أراد روميو الصعود الى شرفتها".
" ربما لم تفكر جولييت بأن الشاب النحيل سيقع قبل وصوله الى الشرفة ويدق عنقه".
" آوه ! هل تمك سلامتي الى هذه الدرجة , أيتها الحبيبة؟".
" لا تستخدم هذه الكلمة معي ! أحتفظ بكلمات الحب والغزل للسيدة نيري , التي لن يسرها أبد أن تضبطك وأنت تتحدث الي بهذا الشكل".
" الحقيقة أنني أريد الأعتذار لك عن الطريقة التي حدثتك بها هذا الصباح , أرجو أن تفهمي.......".
" غنني أفهم جيدا , يا سيد , أحس بأنك توليني بعض الرعاية والأهتمام , ولم يعجبها ذلك أطلاقا , كان الأمر طبيعيا للغاية .... أنك بالتأكيد تعجبها , وهي تعتمد عليك , ولا أريد أن أكون سبب أي أحتكاك بينكما , أفضّل أن أترك وشأني ..... خاصة بالنسبة اليك".
" بالنسبة الي , لكن ليس بالنسبة لأدوني ؟ أنك تتوددين اليه كثيرافي الآونة الأخيرة , أليس كذلك؟ عزف وغناء بينكما تلك الأمسية في الحديقة , وأنت تعزفين جيدا ! ماذا بشأن هذه الأمسية ؟ ماذا خططتما لها؟".
" سيأخذني الى حفلة راقصة تقام على يخت أحد أصدقائه ".
حاولت دونا أن تتحدث بطريقة عادية جدا , ولكنها لم تتمكن من أخفاء التوتر والأرتعاش في صوتها , فعندما فكرت بموضوع الرقص , تذكرت تلك الليلة العجيبة في روما وكيف أنها أمضت تلك الساعات الطوال بين ذراعي ريك , حاولت..... حاولت يائسة أن تفكر بأدوني على أنه ريك , ولكنها لم تنجح , شعرت بأنها تريد مراقصة ريك على ذلك ايخت , وأن تلتصق به وتحتمي بقوته , تألمت كثيرا , خاصة أن أوجاع الحب أشد وطأة بكثير من الأوجاع الجسدية , نظرت اليه وهو يفتح فمه ليحدثها , فلاحظت أن ملامح وجهه تحولت الى ما يشبه الفولاذ , قال لها :
" أرجو أن تتوخي الحذر معه , يا دونا , أدوني شاب متمرس جدا في هذه المجالات , وهو يعرف كيف يستغل جاذبيته وسحره , لا أريد لك أي أذية عندما تذهبين الى ذلك اليخت , الكثير من أصدقائه لا يحظون بموافقتي التامة".
أرغمت نفسها على الضحك , وقالت :
" يا لهذه اللهجة المتغطرسة ! أنني أعتبرك أشد خطرا من... من أدوني".
قطب ريك حاجبيه وشعت عيناه ببريق خاطف غامض , قفز قلبها من مكانه وتمنت أن تكون فاتته زلة لسانها , علّق على كلامها بحدة , قائلا:
" أنا أعرف أدوني طوال حياته , أما معرفتك أنت به فتقتصر على أسابيع قليلة , أنه أنفعالي ولا يتصرف ألا حسب رأيه , رأيته كيف ينظر اليك ...... شاهدت الرغبة في عينيه !".
كانت دونا على أستعداد لتصدّق أن أدوني يشكّل بعض الخطر , وتعرف عمن ورث أرادته الذاتية , ورثها , كبعض ملامح وجهه وجسمه , عن أبيه... ريك , تظاهرت بالهدوء واللامبالاة , وقالت:
" لا يوجد سبب لأن تقلق نفسك بشأني يا سيد , أعرف تماما كيف أعتني بنفسي , وأعتقد أن أدوني تعلّم أحترام مشاعري".
أستيقظت دونا على أصوات زقزقة العصافير وحفيف أوراق الشجر , فتحت عينيها بدون أن تحرك رأسها , فتمتعت بمنظر أشعة الشمس الذهبية التي كانت تغطي سقف غرفتها الملون , شعرت أن الأسابيع الخمسة التي أمضتها في الفيللا جعلتها تتعلق بهذه الغرفة...... وأثاثها الجميل , وستائرها التي حيكت باليد , وبمحاذاة غرفتها , كانت هناك قاعة صغيرة تضم مكتبة وطاولة عمل وكنبة مريحة , وشرفة صغيرة تطل على الأسطبل , ومع أن دونا لم تتضايق من رائحة الخيل , ولكنها عرفت أن هذا هو السبب لتخصيصها بهاتين الغرفتين الرائعتين.
بروز يزور الفيللا بين الحين والآخر عدد كبير من الضيوف , وكانت دونا تشاهد بعضهم يركب الخيل تحت شرفتها ويتوجهون الى التلال القريبة , وعندما تذهب سيرافينا في أي من هذه انزهات المتعددة , يكون ريك معها , كان يرتدي دائما ثياب العمل وكأنه متوجه الى الحقل , هل يفكر بأشجار الزيتون القليلة التي كان يملكها والده في جزيرة صقلية ؟ وهل يفكر بأن سيرافينا لا تنوي أبدا أن يشاركها أحد فيه ؟ كانت دونا تتأملها بحرقة كبيرة لأنهما يبدوان مناسبين جدا لبعضهما , وفيما كانت تراقب الزوار ومضيفتهم بعد ظهر يوم جميل , وهي شبه مختبئة وراء حافة الشرفة , سمعت صوتا قاسيا يناديها بإسمها , لم يكن صوت عاشق رشاب , بل رجل قوي يطالبها بإظهار نفسها فورا , ظلت قابعة في مكانها , آملة في ذهابه خلال لحظات , ولكنه أقترب من الشرفة وناداها مرة أخرى.
" دونا !ّ أنا أعرف أنك فوق , وأشعر أن أغصان هذه الشجرة قادرة على تحمل وزني , هل أتسلّقها وأصعد اليك؟".
" لا !".
هبّت واقفة بسرعة وأسندت ذراعيها على حافة الشرفة , فشاهدته يجلس بكبرياء واضح على حصانه الجميل ويوجه اليها إبتسامة مرحة , قال لها بهدوء:
" أنني متأكد من أن رد فعل جولييت لم يكن خجولا الى هذه الدرجة , عندما أراد روميو الصعود الى شرفتها".
" ربما لم تفكر جولييت بأن الشاب النحيل سيقع قبل وصوله الى الشرفة ويدق عنقه".
" آوه ! هل تمك سلامتي الى هذه الدرجة , أيتها الحبيبة؟".
" لا تستخدم هذه الكلمة معي ! أحتفظ بكلمات الحب والغزل للسيدة نيري , التي لن يسرها أبد أن تضبطك وأنت تتحدث الي بهذا الشكل".
" الحقيقة أنني أريد الأعتذار لك عن الطريقة التي حدثتك بها هذا الصباح , أرجو أن تفهمي.......".
" غنني أفهم جيدا , يا سيد , أحس بأنك توليني بعض الرعاية والأهتمام , ولم يعجبها ذلك أطلاقا , كان الأمر طبيعيا للغاية .... أنك بالتأكيد تعجبها , وهي تعتمد عليك , ولا أريد أن أكون سبب أي أحتكاك بينكما , أفضّل أن أترك وشأني ..... خاصة بالنسبة اليك".
" بالنسبة الي , لكن ليس بالنسبة لأدوني ؟ أنك تتوددين اليه كثيرافي الآونة الأخيرة , أليس كذلك؟ عزف وغناء بينكما تلك الأمسية في الحديقة , وأنت تعزفين جيدا ! ماذا بشأن هذه الأمسية ؟ ماذا خططتما لها؟".
" سيأخذني الى حفلة راقصة تقام على يخت أحد أصدقائه ".
حاولت دونا أن تتحدث بطريقة عادية جدا , ولكنها لم تتمكن من أخفاء التوتر والأرتعاش في صوتها , فعندما فكرت بموضوع الرقص , تذكرت تلك الليلة العجيبة في روما وكيف أنها أمضت تلك الساعات الطوال بين ذراعي ريك , حاولت..... حاولت يائسة أن تفكر بأدوني على أنه ريك , ولكنها لم تنجح , شعرت بأنها تريد مراقصة ريك على ذلك ايخت , وأن تلتصق به وتحتمي بقوته , تألمت كثيرا , خاصة أن أوجاع الحب أشد وطأة بكثير من الأوجاع الجسدية , نظرت اليه وهو يفتح فمه ليحدثها , فلاحظت أن ملامح وجهه تحولت الى ما يشبه الفولاذ , قال لها :
" أرجو أن تتوخي الحذر معه , يا دونا , أدوني شاب متمرس جدا في هذه المجالات , وهو يعرف كيف يستغل جاذبيته وسحره , لا أريد لك أي أذية عندما تذهبين الى ذلك اليخت , الكثير من أصدقائه لا يحظون بموافقتي التامة".
أرغمت نفسها على الضحك , وقالت :
" يا لهذه اللهجة المتغطرسة ! أنني أعتبرك أشد خطرا من... من أدوني".
قطب ريك حاجبيه وشعت عيناه ببريق خاطف غامض , قفز قلبها من مكانه وتمنت أن تكون فاتته زلة لسانها , علّق على كلامها بحدة , قائلا:
" أنا أعرف أدوني طوال حياته , أما معرفتك أنت به فتقتصر على أسابيع قليلة , أنه أنفعالي ولا يتصرف ألا حسب رأيه , رأيته كيف ينظر اليك ...... شاهدت الرغبة في عينيه !".
كانت دونا على أستعداد لتصدّق أن أدوني يشكّل بعض الخطر , وتعرف عمن ورث أرادته الذاتية , ورثها , كبعض ملامح وجهه وجسمه , عن أبيه... ريك , تظاهرت بالهدوء واللامبالاة , وقالت:
" لا يوجد سبب لأن تقلق نفسك بشأني يا سيد , أعرف تماما كيف أعتني بنفسي , وأعتقد أن أدوني تعلّم أحترام مشاعري".