شلة اصحاب على النت

121- خاتم الأنتقام - فيوليت وينسبير - صفحة 2 __online

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

شلة اصحاب على النت

121- خاتم الأنتقام - فيوليت وينسبير - صفحة 2 __online

شلة اصحاب على النت

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

Bookmark


الاعلان فى المنتدى مفتوح مجانا امام كل صديق  معنا بمنتدى الشلة
عليه فقط الضغط هنا وكتابة رسالة بطلب الاعلان
سمى الله واضغط هنا واكتب رسالتك

http://up.progs4arab.com/uploads/de0bdf66b3.jpg
http://up.progs4arab.com/uploads/00fa7905f7.jpg


121- خاتم الأنتقام - فيوليت وينسبير - صفحة 2 Bestlearn110

121- خاتم الأنتقام - فيوليت وينسبير - صفحة 2 Banner3


121- خاتم الأنتقام - فيوليت وينسبير - صفحة 2 10010
اول موقع مصري عربي لتحميلات و شرح برامج و بوتات سرفرات Xmpp/Jabber باللغه الأنجليزيه لمنافسه المرمجين الروسين و الايرانين و الاندونيسين بلغتهم
او اللغه الثانيه في كل انحاء العالم ارجو منكم الزياره و الدعم.... بواسطه: محمد جمال 201225516116+



3 مشترك

    121- خاتم الأنتقام - فيوليت وينسبير

    HAMS
    HAMS
    مشرف عام الاقسام الرومانسيه
    مشرف عام الاقسام الرومانسيه


    زقم العضويه : 58
    عدد المساهمات : 720
    نقاظ : 6069
    السٌّمعَة : 6
    تاريخ التسجيل : 08/02/2010
    العمر : 31
    الموقع : مصر

    m4 121- خاتم الأنتقام - فيوليت وينسبير

    مُساهمة من طرف HAMS الخميس نوفمبر 10, 2011 7:23 pm

    تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

    الملخص



    الأخلاص يجعل الأنسان يسير بحياته ومواقفه أحيانا الى درجة التضحية بالذات
    دونا الوردة البيضاء , الآتية من بلاد الضباب الى ايطاليا , للعمل كسكرتيرة للمثلة المشهورة سيرافينا نيري , تلتقي في روما رجلا غامضا , يعلق في أذنه ( خاتم الأنتقام ) , لفّها بسحرة الصقلي......كلّمها عن الأسرار وهي لا تعرف عنه شيئا حتى اسمه بل تخاف منه فتقرر محوه من فكرها.منتديات ليلاس
    ريك لورديتي يعمل حارسا شخصيا للمثلة سيرافينا , مخلص لها لدرجة الموت , ضحّى بشبابه من أجل حمايتها , بينهما أسرار لا تستطيع دونا كشفها , علاقتهما غريبة ومشبوهة , حتى أدوني ابن سيرافينا يكره ريك ويخاف منه , تقرر دونا الرحيل والهرب , فهو ليس لها.... بل لسيرافينا التي تكبّله بالسلاسل , لكن ريك يمنعها من الرحيل , وتأتي يد الحب لتنزع الأقنعة... ويبزغ فجر جديد على قرارات دونا.



    HAMS
    مشرف عام الاقسام الرومانسيه
    مشرف عام الاقسام الرومانسيه


    عدد المساهمات : 720
    تاريخ التسجيل : 08/02/2010

    m4 رد: 121- خاتم الأنتقام - فيوليت وينسبير

    مُساهمة من طرف HAMS الجمعة نوفمبر 11, 2011 6:23 pm

    أنه وسيم للغاية ولا يمكنها تجاهل ذلك , ورث الجمال والأغراء عن والدته , ولكن من هو والده ؟ أي نوع من الرجال هو ؟ ولماذا لم تعد تعيش سيرافينا معه؟ ما هو السبب في ذلك؟ أرتعش جسمها فجأة لأن الجواب تبادر الى ذهنها وأزعجها , نظرت الى أدوني فخالجها شعور بأن قلبها أختفى من مكانه , تصوّرت أنها تشاهد في وجهه ملامح شخص آخر ..... ريك لورديتي! ليس من المستبعد أبدا أن يكون أدوني أبن رفيق سيرافينا!
    " ما بك؟".
    كانت تبدو مذهولة ومصابة بصدمة هائلة , أقترب منها , فأبعدته عنها بقوة وفتحت باب السيارة , كانت رجلاها ترتجفان , هذه هي الحقيقة المرّة ..... أدوني هو أبن ريك! أنها متأكدة من ذلك...... لا بد من وجود أمر أساسي وقوي جدا يبقي ريك لورديتي مع أمرأة تحب نفسها أكثر من أي رجل آخر , ولكن أدوني لا يعرف شيئا عن ذلك , لا بل أنه يكره ريك.
    تقدم نحوه أدوني من الناحية الأخرى فلاحظت الشبه بين طريقة سيره وتلك التي لريك لورديتي , أمسك بذراعها , فتذكرت النظرة القاسية في عيني ريك عندما فعل أدوني الشيء ذاته قبل بضعة أيام, تألمت كأمرأة لأن الحب مفقود بين الأبن وأبيه , يعرف ريك لورديتي الحقيقة طبعا , ولكنه على ما يبدو لم يقم بأي محاولة لضمان علاقة طبيعية هادئة بينهما , كان يبدو أنه منح كل عاطفته ومحبته الى سيرافينا .. منح كل قوته وحمايته الشجاعة لها وحدها , ولكن , أليس ممكنا أن يكون ذلك ما يريده ريك ؟ ألا يعرف أدوني الحقيقة ويمضي في أعتقاده بأنه ثمرة زواج غير شرعي؟
    دخلت دونا المطعم مع أدوني , فشعرت على الفور بعيون الموجودين تلاحقهما حتى الطاولة المطلة على المرفأ وبرج المراقبة البعيد , أبتسم لها أدوني فيما كانا يجلسان , فردّت عليه بأبتسامة مرتعشة الى حد ما , كيف ستتصرف معه بعد الآن وهي ترى ريك فيه , أمسكت حافة الطاولة بأصابعها المرتجفة , فوضع يده على يدها وتمتم قائلا:
    " يعتقد هؤلاء الأشخاص أننا عاشقان , هل لاحظت كيف نظروا الينا عندما دخلنا؟ أننا نبدو بالتأكيد مناسبين جدا لبعضنا".
    تنهدت بشيء من الأنزعاج وقالت:
    " أرجوك , ألا يمكننا التحدث عن موضوع آخر ؟ لماذا لا نمضي وقتنا براحة وهدوء؟".
    " أذن , لنبحث موضوع الوجبة التي سنتناولها , ما رأيك في أن نستهل العشاء بشريحة من السمك المقلي؟".
    " أختر لي ما تريد , يا أدوني".
    " هل تسلمين أمرك لي , أيتها العزيزة؟".
    " نعم.... أذا كنت تحب ذلك".
    "أحب ذلك الى درجة كبيرة , أحب كل شيء يتعلّق بك , حتى التحفّظ الذي تستخدمينه لحماية قلبك , وأعتبر رفضك أدخال أي رجل الى قلبك حتى الآن , أثارة وتحديا".
    لم تعلّق على كلامه بل نظرت اليه ببرودة وهدوء مصطتعين , لم تشعر أبدا من قبل بمثل هذا الأنقباض وهذا التوتر , صممت على تغيير الموضوع , فسألته بلهجة عادية:
    " هل توصف هذه المنطقة البحرية بساحل القراصنة ؟".
    " نعم , كان برج المراقبة الذي يستخدم حتايا لأرشاد سفن الصيد , بعيدا عن هذه الصخور , يستعمل في القديم لمراقبة سفن القراصنة , وكان المراقب يعطي أشارة خاصة , فيهرع السكان الى أخفاء ممتتلكاتهم الثمينة ....... وبناتهم".
    ضحك أدوني وأضاف قائلا:
    " هناك جانب مسل للموضوع , وهو أنّ بعض الفتيات كنّ يفضّلن الأختطاف على أيدي القراصنة , بدلا من الأرتباط بأزواج يختارهم أهلهن , حدث كثيرا أن الرجال المسنين وحدهم كانوا قادرين على دفع مهرس العروس , فيما الفتيات يفضلن الأحباء الشبان الذين يتمتعون بالحيوية والنشاط.
    " ليس الأمر دائما على هذا النحو , فليس جميع الرجال المسنين أشخاصا يفتقدون الحيوية والنشاط , كان أبي رجلا جذابا للغاية بالنسبة الى النساء حتى عندما تجاوز الخمسين".
    " الوالد الرومنطيقي الذي علّمك البحث عن الشجاعة الحقيقية والشرف , ألا تضعين لنفسك مستوى عاليا الى درجة الأستحالة يا عزيزتي ؟ هناك فضائل أخرى في هذه الحياة يا دونا ".
    نظرت اليه بتحد وهي تسأله ببرودة:
    " مثلا؟".
    " طبيعة دافئة ومحبة , وحس قوي لما تحبّه النساء , يحدث أحيانا أن يكون الرجل صاحب الأخلاق والمبادىء جبل جليد لا يفهم النساء على حقيقتهن بل يفضّل الفتاة الطاهرة المتنسكة التي لا تتقدم إلا بمطالب روحية, وأنت لا تريدين رجلا كهذا ! لا يمكن لفتاة مثلك أن تريد رجلا كهذا!".
    " أنت لا تكاد تعرفني , وأنا أعتقد أن الأشخاص الذين يضحّون , يجعلون الحياة بالنسبة الى الآخرين جديرة بالعيش الكريم".
    " يا لنبلهم ! أنا أعرف , يا فتاتي المفضّلة , أنك لن تفكّري بالزواج قبل أن تحبي فارس الأحلام الى درجة كبيرة , عظيم , أنه أمر يسعد قلب الرجل ويريح باله , أما الآن , فسوف نتمتع بالسمك".
    يا لسحره الشيطاني ! لقد ورث ذلك طبعا عن ريك ! شعرت بأنها لا يمكن أبدا أن تكون أكثر أقتناعل بهذه النظرية وهذا التحليل , وتذكرت ريك لوريتي وقبلته على يدها ...... ووردته البيضاء...... وساعات الرقص الطويلة , أنها تعرف أن الخطر كبير في الوقوع بحب رجل يبعد كل البعد عمّا تخيلته في فارس أحلامها المثالي ..... ورجل ربط جذوره وأخلاصه وحياته بأمرأة أخرى........ أمرأة جميلة جدا لن يتخلّى عنها بسبب فتاة عادية ستعمل لديها بضعة أسابيع قليلة......




    HAMS
    مشرف عام الاقسام الرومانسيه
    مشرف عام الاقسام الرومانسيه


    عدد المساهمات : 720
    تاريخ التسجيل : 08/02/2010

    m4 رد: 121- خاتم الأنتقام - فيوليت وينسبير

    مُساهمة من طرف HAMS الجمعة نوفمبر 11, 2011 6:25 pm

    أنه وسيم للغاية ولا يمكنها تجاهل ذلك , ورث الجمال والأغراء عن والدته , ولكن من هو والده ؟ أي نوع من الرجال هو ؟ ولماذا لم تعد تعيش سيرافينا معه؟ ما هو السبب في ذلك؟ أرتعش جسمها فجأة لأن الجواب تبادر الى ذهنها وأزعجها , نظرت الى أدوني فخالجها شعور بأن قلبها أختفى من مكانه , تصوّرت أنها تشاهد في وجهه ملامح شخص آخر ..... ريك لورديتي! ليس من المستبعد أبدا أن يكون أدوني أبن رفيق سيرافينا!
    " ما بك؟".
    كانت تبدو مذهولة ومصابة بصدمة هائلة , أقترب منها , فأبعدته عنها بقوة وفتحت باب السيارة , كانت رجلاها ترتجفان , هذه هي الحقيقة المرّة ..... أدوني هو أبن ريك! أنها متأكدة من ذلك...... لا بد من وجود أمر أساسي وقوي جدا يبقي ريك لورديتي مع أمرأة تحب نفسها أكثر من أي رجل آخر , ولكن أدوني لا يعرف شيئا عن ذلك , لا بل أنه يكره ريك.
    تقدم نحوه أدوني من الناحية الأخرى فلاحظت الشبه بين طريقة سيره وتلك التي لريك لورديتي , أمسك بذراعها , فتذكرت النظرة القاسية في عيني ريك عندما فعل أدوني الشيء ذاته قبل بضعة أيام, تألمت كأمرأة لأن الحب مفقود بين الأبن وأبيه , يعرف ريك لورديتي الحقيقة طبعا , ولكنه على ما يبدو لم يقم بأي محاولة لضمان علاقة طبيعية هادئة بينهما , كان يبدو أنه منح كل عاطفته ومحبته الى سيرافينا .. منح كل قوته وحمايته الشجاعة لها وحدها , ولكن , أليس ممكنا أن يكون ذلك ما يريده ريك ؟ ألا يعرف أدوني الحقيقة ويمضي في أعتقاده بأنه ثمرة زواج غير شرعي؟
    دخلت دونا المطعم مع أدوني , فشعرت على الفور بعيون الموجودين تلاحقهما حتى الطاولة المطلة على المرفأ وبرج المراقبة البعيد , أبتسم لها أدوني فيما كانا يجلسان , فردّت عليه بأبتسامة مرتعشة الى حد ما , كيف ستتصرف معه بعد الآن وهي ترى ريك فيه , أمسكت حافة الطاولة بأصابعها المرتجفة , فوضع يده على يدها وتمتم قائلا:
    " يعتقد هؤلاء الأشخاص أننا عاشقان , هل لاحظت كيف نظروا الينا عندما دخلنا؟ أننا نبدو بالتأكيد مناسبين جدا لبعضنا".
    تنهدت بشيء من الأنزعاج وقالت:
    " أرجوك , ألا يمكننا التحدث عن موضوع آخر ؟ لماذا لا نمضي وقتنا براحة وهدوء؟".
    " أذن , لنبحث موضوع الوجبة التي سنتناولها , ما رأيك في أن نستهل العشاء بشريحة من السمك المقلي؟".
    " أختر لي ما تريد , يا أدوني".
    " هل تسلمين أمرك لي , أيتها العزيزة؟".
    " نعم.... أذا كنت تحب ذلك".
    "أحب ذلك الى درجة كبيرة , أحب كل شيء يتعلّق بك , حتى التحفّظ الذي تستخدمينه لحماية قلبك , وأعتبر رفضك أدخال أي رجل الى قلبك حتى الآن , أثارة وتحديا".
    لم تعلّق على كلامه بل نظرت اليه ببرودة وهدوء مصطتعين , لم تشعر أبدا من قبل بمثل هذا الأنقباض وهذا التوتر , صممت على تغيير الموضوع , فسألته بلهجة عادية:
    " هل توصف هذه المنطقة البحرية بساحل القراصنة ؟".
    " نعم , كان برج المراقبة الذي يستخدم حتايا لأرشاد سفن الصيد , بعيدا عن هذه الصخور , يستعمل في القديم لمراقبة سفن القراصنة , وكان المراقب يعطي أشارة خاصة , فيهرع السكان الى أخفاء ممتتلكاتهم الثمينة ....... وبناتهم".
    ضحك أدوني وأضاف قائلا:
    " هناك جانب مسل للموضوع , وهو أنّ بعض الفتيات كنّ يفضّلن الأختطاف على أيدي القراصنة , بدلا من الأرتباط بأزواج يختارهم أهلهن , حدث كثيرا أن الرجال المسنين وحدهم كانوا قادرين على دفع مهرس العروس , فيما الفتيات يفضلن الأحباء الشبان الذين يتمتعون بالحيوية والنشاط.
    " ليس الأمر دائما على هذا النحو , فليس جميع الرجال المسنين أشخاصا يفتقدون الحيوية والنشاط , كان أبي رجلا جذابا للغاية بالنسبة الى النساء حتى عندما تجاوز الخمسين".
    " الوالد الرومنطيقي الذي علّمك البحث عن الشجاعة الحقيقية والشرف , ألا تضعين لنفسك مستوى عاليا الى درجة الأستحالة يا عزيزتي ؟ هناك فضائل أخرى في هذه الحياة يا دونا ".
    نظرت اليه بتحد وهي تسأله ببرودة:
    " مثلا؟".
    " طبيعة دافئة ومحبة , وحس قوي لما تحبّه النساء , يحدث أحيانا أن يكون الرجل صاحب الأخلاق والمبادىء جبل جليد لا يفهم النساء على حقيقتهن بل يفضّل الفتاة الطاهرة المتنسكة التي لا تتقدم إلا بمطالب روحية, وأنت لا تريدين رجلا كهذا ! لا يمكن لفتاة مثلك أن تريد رجلا كهذا!".
    " أنت لا تكاد تعرفني , وأنا أعتقد أن الأشخاص الذين يضحّون , يجعلون الحياة بالنسبة الى الآخرين جديرة بالعيش الكريم".
    " يا لنبلهم ! أنا أعرف , يا فتاتي المفضّلة , أنك لن تفكّري بالزواج قبل أن تحبي فارس الأحلام الى درجة كبيرة , عظيم , أنه أمر يسعد قلب الرجل ويريح باله , أما الآن , فسوف نتمتع بالسمك".
    يا لسحره الشيطاني ! لقد ورث ذلك طبعا عن ريك ! شعرت بأنها لا يمكن أبدا أن تكون أكثر أقتناعل بهذه النظرية وهذا التحليل , وتذكرت ريك لوريتي وقبلته على يدها ...... ووردته البيضاء...... وساعات الرقص الطويلة , أنها تعرف أن الخطر كبير في الوقوع بحب رجل يبعد كل البعد عمّا تخيلته في فارس أحلامها المثالي ..... ورجل ربط جذوره وأخلاصه وحياته بأمرأة أخرى........ أمرأة جميلة جدا لن يتخلّى عنها بسبب فتاة عادية ستعمل لديها بضعة أسابيع قليلة......




    HAMS
    مشرف عام الاقسام الرومانسيه
    مشرف عام الاقسام الرومانسيه


    عدد المساهمات : 720
    تاريخ التسجيل : 08/02/2010

    m4 رد: 121- خاتم الأنتقام - فيوليت وينسبير

    مُساهمة من طرف HAMS الجمعة نوفمبر 11, 2011 6:46 pm

    4- عيناه نجمتان.......




    كانت دونا تجد دائما تسجيلات مطوّلة بصوت سيرافينا , لتسمعها وتنقلها منقّحة الى الورق , وكان واضحا أنها أمرأة لا تنام كثيرا أثناء الليل , ولكن قدرتها الفريدة على تذكّر التفاصيل الدقيقة وسردها بأسلوب قصصي شيّق , ساعدت دونا الى درجة كبيرة في تنفيذ مهمتها من غير صعوبة تذكر.
    لاحظت وهي تستمع بأنتباه الى التسجيلات الصوتية المتواصلة كيف يمكن لهذه السيدة أن تسلب عقل الرجل وأرادته , فلديها صوت حنون دافىء يداعب الأحاسيس والمشاعر , وحسبما ورد في أحد فصول الكتاب , فأن بعض الرجال المشهورين حاولوا كسب ودها..... ولم يكونوا جميعا من عالم السينما , كان بينهم أصحاب شركات للنقل البحري , وسياسيون نافذون , ومصرفيون أثرياء .
    تحدثت سيرافينا عن المجوهرات التي أغرقوها بها , وعن معاطف الفرو التي رفضتها لأنها تمقت فكرة قتل تلك الحيوانات الجميلة لأستخدام فروها بهدف تجاري , قالت أن عددا قليلا من النساء ينافس الفهد في عظمته , والنمر في جماله , والطفل في سحره وبراءته , وأضافت أن بعض الرجال يشبهون الى حد ما , الفهود من حيث القوة القاسية , ولكنها لم تلتق هؤلاء في هوليوود ولكن في بلادها أيطاليا , وذكرت سيرافينا أن الرجال في وطنها الأم , يتمتعون بسحر وقدرة على المجاملة وأثارة أحاسيس النساء , أكثر بكثير من معظم أبطال الشاشة , وتحدثت بأعتزاز عن فالنتينو الذي سحر نساء العالم سنوات عديدة.
    أبتسمت دونا ثم بدت الجدية على وجهها , كانت سيرافينا صريحة للغاية في آرائها , ولكن هناك فراغا يثير الدهشة والأستغراب في الفصول الأول للكتاب ...... لم تذكر شيئا عن طفولتها وسنوات المراهقة التي أمضتها في صقلية , لم تشر من قريب أو بعيد الى ريك لورديتي , وأحست دونا بأنها تعرف السبب , عندما سينتهي الكتاب , سيقرأ أدوني مذكرات أمه....... وهي مصممة على أخفاء الحقيقة المتعلقة بولادته , لا يعرف أحد هذا السر سوى ريك ... ودونا , التي توصلت اليه أفتراضا نتيجة التشابه بين ملامح ريك....... ودونا , التي توصلت اليه أفتراضا نتيجة التشابه بين ملامح ريك وأدوني , أنه سر خطير , ستجد الثرثرة موضوعا دسما الى أبعد الحدود فيما لو كشف هذا السر ........ سيرافينا تقيم علاقات غرامية مع حارسها االشخصي ومرفقها الخاص.
    توقفت دونا عن الطباعة وتخيّلت نفسها بين ذراعي لورديتي يرقصان على أنغام المقطوعة الموسيقية الحالمة...... ( عشيق الأحلام) , تذكرت صوته القوي فيما كانا يسيران على الشرفة , لعب معها لعبة خطيرة جدا...... جعلها تشعر بأنهما شخصان ألتقيا صدفة وأعجبا ببعضهما كثيرا , ولكنهما لم يتمكنا من اللقاء ثانية , ضغطت بقوة على حافة الطاولة وأرادت أن تغضب منه , لأنه قام معها بذلك الدور العاطفي , وهو يعلم طوال الوقت هويتها الحقيقية وأنها في طريقها للعمل لدى ..... رفيقته.
    أقتحم في تلك الليلة دفاعاتها القوية وحذرها الشديد , التي تواجه بها عادة كافة الغرباء الذين يحاولون ملاطفتها والتودد اليها , سحرها بطريقة لم تعرفها من قبل , وها هي الآن تجد صعوبة كبيرة في إيجاد أعذار مناسبة لتصرفه معها.
    وشعرت فجأة بأنها لم تعد قادرة على سماع صوت سيرافينا , أوقفت آلة التسجيل وسارت بعصبية نحو الباب الزجاجي الكبير , ومته الى ذلك الجانب من الحديقة حيث يوجد الفارس الأسود , أحسّت بوجود شخص يسند نفسه الى جذع شجرة كبيرة , فتعثّرت خطاها , ولكنها كانت قريبة جدا منه , بحيث أنها لم تعد قادرة على التراجع بشكل عادي وطبيعي , قاومت مشاعر القلق والفوضى التي أستبدت بها , وتابعت سيرها بهدوء مصطنع نحو المقعد الحديدي قرب التمثال.
    " أفتقدتك أمس أثناء العشاء".
    نطلّعت نحو ريك وقالت له:
    " كنت أعمل , يا سيد , وتناولت طعامي في المكتب , واجهنا بعض المشاكل في الفصل الخامس للكتاب وأضطررنا لأعادة طباعته".
    " آمل ألا تكوني مرهقة في العمل ! السيدة قادرة على نسيان مشاعر الآخرين , في كثير من الأحيان".
    " لا يهمني ذلك كثيرا , أننا نعمل على إعداد هذا الكتاب بجد ونشاط , وكل شيء يسير على ما يرام".
    " أراك شاحبة اللون".
    ألتفتت نحوه للمرة الأولى منذ جلوسها على ذلك المقعد الحديدي , فشاهدت الخاتم الذهبي يلمع تحت شعره الأسود, سمّرتها نظراته في مكانها , فظلّت صامتة لحظات طويلة سادها التوتر والعصبية , أرادت أن تصرخ بوجهه متوسلة له بأن يدعها وشأنها , ما دام لا يمكن لهما أن يكونا صديقين بصورة علنية.
    " ما تحتاجين اليه الآن هو زجاجة كاملة من شراب الورد , نحن نقول في هذه المنطقة من العالم , أن شراب الورد ينعش قلب التمثال , أخبريني , هل يثير أهتمامك هذا الفارس الحجري؟ هل يذكّرك مثلا بقصة تمثال المرمر لذي دبّت فيه الحياة في ضوءالقمر وسار نحو كوخ صغير تجلس قرب نافذته شابة جميلة؟".
    تذكّرت دونا أنها قرأت تلك القصة الخيالية المرعبة وقالت:
    " ألم يترك وراءه أصبعه المرمرية القاسية؟".
    " هناك تأثير كبير لهذه القصص الرومنطيقية على خيال الأنسان , أليس كذلك؟".
    " يجب أن تقتصر جميع القصص الرومنطيقية على الخيال فقط".
    " عندئذ يمكن للصبية الشابة أن تحيك قصصا خيالية حول فارس حجري وهي غير آبهة بأخطائه أو مطالبه , ماذا يحدث لو أن الحياة دبّت في هذا الفارس الأسود وتسلّق الجدار الى شرفتك ؟ هل ستصرخين وتوقظين بقية المقيمين في هذه الفيللا؟".


    HAMS
    مشرف عام الاقسام الرومانسيه
    مشرف عام الاقسام الرومانسيه


    عدد المساهمات : 720
    تاريخ التسجيل : 08/02/2010

    m4 رد: 121- خاتم الأنتقام - فيوليت وينسبير

    مُساهمة من طرف HAMS الجمعة نوفمبر 11, 2011 7:01 pm

    حدّقت به طويلا وأحسّت بأن عينيه تمازحانها , ولكنها شعرت بالتأكيد بأن صوته حمل مغزى أعمق وأكثر جدية , هبّت واقفة وسارت بسرعة نحو المكتب , لحق بها الى الغرفة وجلس بتكاسل على حافة طاولتها , ظهر التوتر الشديد على وجهها , وبدت وكأنها تصرخ به قائلة:
    " إياك أن تلمسني أو تضع يدك عليّ !".
    أطلق ضحكته المعتادة وراح يتأمل تلك الغرفة بهدوء مثير للأعصاب , بدا قويا جدا وخطرا للغاية , ومع أنه لم يعد شابا في مستهل عمره , إلا أنه بدا وكأنه سيحتفظ بشكله الوسيم الحالي سنوات طويلة , قرأ أفكارها ككتاب مفتوح , أذ قال لها فجأة :
    " أجل , أريد أن ألمسك...... وبقوة , لم أفكر بأي شيء آخر تقريبا منذ تلك الليلة في روما".
    " أرجوك ! أذهب!".
    قال لها ساخرا:
    " لا مبرر لهذا الهلع الذي يبدو واضحا على وجهك وفي عينيك , أنا لم أدخل غرفة نومك , أيتها الحبيبة , يمكنني هنا أن أتظاهر دائما بأنني أعطيك ملاحظاتي حول هذه المذكرا , هل يوجد فيها أي شيء عني؟".
    هزّت دونا رأسها نفيا وتمنّت لو كان بأمكانها أن تقف قربه بدون أن تشعر بمثل هذا الأنقباض والأنزعاج بسبب نظراته والأمور التي يتحدث عنها , كان واضحا أن كل كلمة يقولها تحمل معنيين , وكأنه لا يريدها أن تأخذ ما يوحي به أو يشير اليه ...... على محمل الجد.
    حوّل نظره عن لوجة زيتية كبيرة الى وجهها المتوتر , وسألها بهدوء مزعج:
    " لو كنت تكتبين عني , فأي نوع من الرجال تعتبرينني؟".
    لم تفكر دونا إلا للحظة واحدة قبل أن تجيبه بهدوء مماثل:
    " من ذلك النوع الذي يمكنه الذهاب الى المقصلة وهو يبتسم أو يشرب فنجانا من القهوة".
    " لا يسمحون لي بذلك , لأنهم عادة يربطون يدي الرجل وراء ظهره ويضعون غطاء على رأسه".
    أرتجف جسمها بطريقة ملحوظة , فأمسك بسماعة الهاتف وطلب من المشرفين على المطبخ إرسال زجاجة من شراب الورد , أحمرّت وجنتاها وقالت معترضة:
    " لا مبرر لذلك".
    " ربما لا , ولكنني أردت ذلك , كان بودي أن أشاركك في هذا الشراب المنعش , ولكن سيرافينا تتوقع مني الأنضمام اليها خلال فترة وجيرة".
    شعرت بوخز كلماته فأبعدت وجهها عنه بسرعة , يجب أن تتوقع ذلك..... أن تأتي سيرافينا في المقام الأول بالنسبة اليه , من المحتمل جدا أنه يشعر بشيء من السرور والترفيه عن النفس عندما يغازل قليلا السكرتيرة الشابة , ولكنه لا ينوي بالتأكيد التسبب بأزعاج حقيقي لسيدة القصر , وفجأة سألها بلهجة عادية جدا :
    " هل يعجبك ساحل القراصنة ؟".
    " الى حد كبير , يا سيد".
    " أنت تقولين ذلك يا آنسة , ولكنك تشاهدين هذه الغرفة أكثر بكثير من المناظر الطبيعية الخلابة التي تحيط بنا من كل جانب , أعتقد........ أعتقد أنه يتحتم علينا القيام بشيء ما , هل تنامين بعد الغداء؟".
    هزّت رأسها نفيا وهي تشعر بأن قلبها قفز من مكانه , فهي تعرف أن سيرافينا تنام ساعتين أو أكثر بعد ظهر كل يوم...... ربما للحمافظة على جمالها ورشاقتها , أو بسبب الأرهاق الشديد الذي تواجهه في معظم لياليها , عاد يسألها بلهجة طبيعية مذهلة:
    " كيف تنظرين الى الأجتماعات السرّية؟".
    " لا.... لا أعتقد أن عقدها أمر حكيم".
    " الحكمة للشيوخ , ونحن لم نصل بعد الى هذه المرحلة..... مع أنني أسبقك بمرحلة كبيرة , هل توافقين على الأشتراك معي في مؤامرة صغيرة؟".
    شعرت دونا ببرودة أتجاه سؤاله , ومع أنها أجابته على الفور بكلمة نفي وحيدة , إلا أنها كانت تتحرق للرد عليه إيجابا , قال لها ساخرا:
    " لم تفكري طويلا قبل الأجابة".
    " يجب على المرء ألا يفكر مرتين بشأن اللعب في النار , يا سيد ".
    " صحيح , ولكن هل لديك قلب دجاجة صغيرة.. مع أنك أتيت إلى أيطاليا للعمل بين غرباء؟".
    " هذه هي القضية, أنا أنا أنوي أبدا فقدان وظيفتي".
    " سوف أتأكد من أن إجتماعاتنا ستكون سرّية للغاية , هل تثقين بي؟".
    " تعرّض الفتاة نفسها للضرر والأذى , أذا منحت ثقتها بدون تحفّظ ".
    " أذن أصدرت حكمك عليّ؟".
    كان ينظر إليها بعينين تضجان رغبة , أرادت التراجع عن كلامها هذا.... إنه ظالم وقاس يثير في نفسها حنينا عنيفا أتجاهه.
    " لن ....... لن أتورط معك على هذا النحو , لماذا لا تتركني وشأني ؟ ألم تقل أنت بنفسك أن علينا التصرف كغريبين عن بعضنا".
    " أتجاه..... الآخرين فقط".
    " أنت شخص متغطرس متعجرف ! كيف تجرؤ على الإفتراض بأنني أريد مقابلتك سرا ! أنت تخص سيرافينا ...... أنت عبدها المخلص! ".
    " أنا لست عبدا لأي أمرأة , ولكن هناك أمور في حياتي لا تعرفينها ...... أمور لا أنوي أبدا التحدث عنها , في أي حال , حرية الأختيار لك , بإمكاننا أن نلتقي ولا يؤدي ذلك إلى أي مشاكل على الأطلاق , أما أذا لم تكن لديك الشجاعة الكافية , أو إنك لست أمرأة بما فيه الكفاية , فلن نخسر شيئا أو نكسب آخر".
    " لم........ لم أقم في حياتي أبدا علاقة مع أي رجل......".




    HAMS
    مشرف عام الاقسام الرومانسيه
    مشرف عام الاقسام الرومانسيه


    عدد المساهمات : 720
    تاريخ التسجيل : 08/02/2010

    m4 رد: 121- خاتم الأنتقام - فيوليت وينسبير

    مُساهمة من طرف HAMS الجمعة نوفمبر 11, 2011 7:08 pm

    إختنقت الكلمات في صدرها وأحسّت بألم حاد في أحشائها , سمعته يقول:
    " أعرف ذلك جيدا ! هل تعتقدين أنني , كرجل من صقلية , يمكنني أن أتصورك فتاة تمنح نفسها بسهولة ليتمتع بها الرجل.... كقطعة من الليمون في يوم حار ؟ رباه ! هل هذا هو إنطباعك عني ".
    تحوّل وجهه إلى قطعة من الصخر الجامد ..... ولكنها لا تريده حجرا جامدا باردا , تريد أن تسرق بضع ساعات معه... تراه يبتسم ..... وتسمعه يتحدث...... وتتظاهر لنفسها مؤقتا بأنه لها وليس لسيرافينا , شعرت بأنه إنسان وحيد , على الرغم من علاقته مع السيدة المثيرة...... السيدة التي تسيطر تماما على الرجال الذين تملكهم وتطالبهم بحبهم وأهتمامهم , ومع ذلك فإنها تحرمهم من المشاعر القلبية الحنونة والدافئة.
    " ألا تطالبني , يا ريك , بإقامة علاقة معك؟".
    " لا , لا ! اللعنة ! هل تذكرين تلك الليلة في روما ؟ هذا كل شيء أريده منك , أنني أقسم على ذلك !".
    " أوه , ريك ....".
    كان شعورها نحوه كموجة عاتية عصفت بقلبها وأحاسيسها , أرادت أن تغرق نفسها في رقته وحنانه , لا تزال الشعلة التي أضاءها في تلك الليلة المذهلة تشتعل في داخلها , ولكنها ستتحول الى نار حارقة إذا ألتقته على إنفراد , سيكون المنزر رهيبا ومفزعا , إذا ضبطتهما سيرافينا معا , إنه لها , ولن تسمح لأحد أو لشيء في الدنيا بأن يغير ذلك الواقع.
    " لا تنظري إليّ هكذا !".
    طوّق خصرها بذراعيه القويتين وضمّها بعنف إليه حتى كاد أن يحطم ضلوعها , شعرت بأنه أذابها بين يديه...... وبأن جسمها أصبح بدون عظام , لم تشعر بمثل هذا الخوف في حياتها , كما أنها لم تشعر بمثل هذه الأحاسيس الجامحة.
    " ريك..... أرجوك !".
    " إصمتي !".
    أمسكها بشعرها وجذبها إليه ثانية , ولكنها أبعدت وجهها عنه قائلة:
    " إنك ظالم وغير منصف.......".
    " بحق السماء , هل يجب عليّ إخراسك مرة أخرى؟".
    حاولت مقاومته قليلا ثم أستسلمت لعناقه , إنه ريك ..... الذي تريده منذ فترة طويلة ! وغرقا في بحر من الحنان , إلى أن سمعته يهمس في أذنها:
    " كنا نعرف أن هذا الأمر سيحدث عاجلا أم آجلا , كنت أسخر منك ومن نفسي عندما تصورت للحظة واحدة أنه كان بإمكاننا أن نلتقي على إنفراد بدون أن يحدث بيننا أي شيء كالآن , أنك طيبة جدا , ولكنني لست قادرا على التصرف بنبل وشهامة عندما يتعلق الأمر بك , أعذريني , يا دونا".
    لم تحاول منعه أو صدّه عندما داعب شعرها وقبّل أطرافه.. ثم قال لها بصوت هامس حنون :
    " أنت لست مجرد جسم بالنسبة إليّ يا دونا , هل تصدقين ذلك ؟ يجب أن تصدقي ذلك يا حبيبتي".
    " نعم أصدقك , يا ريك"
    تنهد بأرتياح ظاهر وطلب منها أن تغفر له تصرفاته , أجابته بهدوء:
    " لم يكن هناك شيء يتطلب المغفرة , أنا...... أنا عانقتك أيضا , أليس كذلك؟".
    أبتسم وقال لها , فيما كان يتأملها بعناية فائقة:
    " لا يمكن لفتاة مثلك أن تواجه شخصا بقوتي وبحجمي , ولكنني سعيد جدا لأنك لم تقاومينني تماما... ولأنني لم أكن ذلك القاسي والمتوحش".
    " آه , ريك , لا تستخدم مثل هذه الكلمات الرهيبة !".
    " أنها مخيفة , أليس كذلك؟".
    تأملها مجددا ثم أزاح شعرها الناعم عن عينيها قائلا:
    " الأفضل أن تسرّحي شعرك ثانية , أيتها الحبيبة ".
    أحمرّت وجنتاها خجلا وحياء وسارعت الى تنفيذ أقتراحه بدون إبطاء , سمعته يضحك بطريقته المعهودة ويقول لها:
    " لا أريد التسبب في أي مشاكل لك , أيتها الحبيبة".
    شعرا معا بالذنب لأنه ليس حرا.... وما أن أنتهت دونا من تسريح شعرها , حتى فتح الباب وظهرت المرأة التي تبدو سيطرتها على ريك كسلاسل لا يمكن قطعها , كانت ترتدي عباءة خضراء مخملية ويتدلى شعرها بغنج ودلال على كتفيها.
    عندما تحولت عيناها الخضراوان الى ريك , وجدته جالسا قرب الطاولة يتفحّص بعض الأوراق المطبوعة , نظرت اليه بحدة وقالت:
    " وجدتك أخيرا ! كنت أنتظرك منذ أكثر من عشر دقائق , ماذا تفعل هنا؟".
    " حب الأستطلاع , هل تتصورين أنك ستكتبين مذكراتك ولا تثيرين فيّ حب الأستطلاع؟".
    " بشأن ماذا؟".
    " أمور عديدة".
    هزت كتفيها ثم نظرت الى دونا بعينين قاسيتين , بدت الفتاة هادئة وغير قلقة , مع أن قلبها كان يخفق بعنف لا يصدّق , توترت أعصاب دونا كثيرا عندما تخيّلت كيف سيكون الوضع الآن لو أن سيرافينا شاهدت ريك يعانقها.
    " كنت أتصور أنك تستخدمين نظارتيك أثناء العمل , هل تخلّيت عنهما الآن لتظهري جذابة أمام السيد لورديتي؟".
    " لا , طبعا لا".
    " لا تكوني قاسية مع الآنسة هدسون لأنني سمحت لنفسي بقراءة بعض مذكراتك".
    لاحظت دونا نظرة حادة في عينيه توحي بأنه الآمر الناهي , وليس العاشق المطيع أو الحارس االذي يتناول أجرا , بدا للحظة كأنه سيد سيرافينا وليس شخصا يعمل في خدمتها وتحت أمرتها وسيطرتها , لا شك في أنه السيد المطاع في هذا اقصر , مع أنه يحاول أظهار العكس , وسمعته دونا يقول لسيرافينا:
    " سيحظى كتابك , أيتها العزيزة , بنجاح باهر".
    " هل تعتقد حقا أنه سيحقق مثل هذا النجاح ؟ أنني مهتمة فقط بأعلام الناس عن حياتي العملية يا ريك , هذه هي الطريقة الفضلى , أليس كذلك ؟ الأضواء فقط , وليس الظلال ...... تماما كما في الأفلام".
    " أنه فعلا الأسلوب الأفضل , ستكون مذكراتك , أيتها الحبيبة , رائعة مثلك".
    " أيها الحبيب , إنك تجعلني أشعر دائما بأنني جميلة وجذابة كما كنت في السابق , آه من تلك الأيام التي تملأ قلبي بالعواطف والأحاسيس !".
    طوّقت كتفيه بذراعيها وضمته الى صدرها..... وكأنها تقول لدونا أنه لها وحدها , ظلا واقفين على هذا النحو الى أن سمعا طرقة خفيفة على الباب , دخل أنريكو ومعه زجاجة الشراب عوضا عن أبريق القهوة , سألته سيرافينا بأستغراب:
    " ما هذه ؟ ومن طلب شراب الورد في هذا الوقت المبكر؟".
    " أنا طلبتها للآنسة هدسون , كانت تبدو شاحبة اللون وتصورت أن الشراب البارد ينعشها , أنها تعمل بصورة شبه متواصلة لأنهاء كتابك , أيتها العزيزة".
    نظرت سيرافينا بعصبية بالغة الى دونا وقالت لها:
    " هل كنت تتذمرين للسيد لورديتي بأنني أرهقك في العمل؟".
    " طبعا لا ! أنا لم أطلب الشراب ! أؤكد لك أنني أبدو شاحبة بسبب عدم تعرّضي للشمس , وليس لكثرة العمل".
    " هل تحاولين الأيحاء الآن بأنني أبقيك هنا لفترات طويلة , وأحرمك بالتالي من عرض جسمك البريطاني النحيل ضمن قطعتين أمام الرجال في هذه الفيللا؟".
    " أنا لا أستخدم أبدا اقطعتين.......".
    " أوه ! هل هذا يعني عدم وجودهما على الأطلاق ؟".
    " أبدا , أبدا ! أنني أعتبر ثياب البحر المؤلفة من قطعتين زيا بشعا , كما أنني لست بالتأكيد من اللواتي يعرضن أجسامهن العارية أمام أحد ! جئت الى هنا لأعمل , ولم يخطر ببالي أبدا أن أتصرف كضيفة , أنني أتمتع بعملي يا سيدة نيري,وأؤكد لك أنني لا أتذمر من أي شيء حولي".
    " أنني ممتنة لسماع هذه الكلمات , لأنني أنوي أرهاقك بالعمل بقدر ما يحلو لي ذلك , فأنا أدفع لك أجرا باهظا , وأتوقع منك نتائج جيدة".
    أمسك ريك بذراع سيرافينا وجذبها نحو الباب قائلا لها بلهجة تجمع بين الحدة والمرح:
    " لماذا هذه الضجة الكبيرة حول موضوع تافه كهذا ؟ لديك مستودع ضخم من هذا النوع بالذات يكفي لأرواء عطش جيش بكامله , وتغضبين لأن زجاجة واحدة أرسلت الى فتاة تعمل لديك بكل جد وأخلاص ! لم أعرفك بخيلة الى هذه الدرجة !".
    أبتسمت له وتمتمت بكلمات لم تفهم دونا شيئا منها ......... مع أنها تصورت أن سيرافينا أكدت له أن الغيرة وليس البخل هي السبب الأساسي لغضبها وتوترها , ومنذ تلك اللحظة , قررت دونا أن تظل بعيدة عن ريك ..... وألا تسمح له بعناقها مرة أخرى ما دامت تعمل في هذا القصر.


    HAMS
    مشرف عام الاقسام الرومانسيه
    مشرف عام الاقسام الرومانسيه


    عدد المساهمات : 720
    تاريخ التسجيل : 08/02/2010

    m4 رد: 121- خاتم الأنتقام - فيوليت وينسبير

    مُساهمة من طرف HAMS الجمعة نوفمبر 11, 2011 7:23 pm

    5- قطف النجوم يحتاج أجنحة



    أستيقظت دونا على أصوات زقزقة العصافير وحفيف أوراق الشجر , فتحت عينيها بدون أن تحرك رأسها , فتمتعت بمنظر أشعة الشمس الذهبية التي كانت تغطي سقف غرفتها الملون , شعرت أن الأسابيع الخمسة التي أمضتها في الفيللا جعلتها تتعلق بهذه الغرفة...... وأثاثها الجميل , وستائرها التي حيكت باليد , وبمحاذاة غرفتها , كانت هناك قاعة صغيرة تضم مكتبة وطاولة عمل وكنبة مريحة , وشرفة صغيرة تطل على الأسطبل , ومع أن دونا لم تتضايق من رائحة الخيل , ولكنها عرفت أن هذا هو السبب لتخصيصها بهاتين الغرفتين الرائعتين.
    بروز يزور الفيللا بين الحين والآخر عدد كبير من الضيوف , وكانت دونا تشاهد بعضهم يركب الخيل تحت شرفتها ويتوجهون الى التلال القريبة , وعندما تذهب سيرافينا في أي من هذه انزهات المتعددة , يكون ريك معها , كان يرتدي دائما ثياب العمل وكأنه متوجه الى الحقل , هل يفكر بأشجار الزيتون القليلة التي كان يملكها والده في جزيرة صقلية ؟ وهل يفكر بأن سيرافينا لا تنوي أبدا أن يشاركها أحد فيه ؟ كانت دونا تتأملها بحرقة كبيرة لأنهما يبدوان مناسبين جدا لبعضهما , وفيما كانت تراقب الزوار ومضيفتهم بعد ظهر يوم جميل , وهي شبه مختبئة وراء حافة الشرفة , سمعت صوتا قاسيا يناديها بإسمها , لم يكن صوت عاشق رشاب , بل رجل قوي يطالبها بإظهار نفسها فورا , ظلت قابعة في مكانها , آملة في ذهابه خلال لحظات , ولكنه أقترب من الشرفة وناداها مرة أخرى.
    " دونا !ّ أنا أعرف أنك فوق , وأشعر أن أغصان هذه الشجرة قادرة على تحمل وزني , هل أتسلّقها وأصعد اليك؟".
    " لا !".
    هبّت واقفة بسرعة وأسندت ذراعيها على حافة الشرفة , فشاهدته يجلس بكبرياء واضح على حصانه الجميل ويوجه اليها إبتسامة مرحة , قال لها بهدوء:
    " أنني متأكد من أن رد فعل جولييت لم يكن خجولا الى هذه الدرجة , عندما أراد روميو الصعود الى شرفتها".
    " ربما لم تفكر جولييت بأن الشاب النحيل سيقع قبل وصوله الى الشرفة ويدق عنقه".
    " آوه ! هل تمك سلامتي الى هذه الدرجة , أيتها الحبيبة؟".
    " لا تستخدم هذه الكلمة معي ! أحتفظ بكلمات الحب والغزل للسيدة نيري , التي لن يسرها أبد أن تضبطك وأنت تتحدث الي بهذا الشكل".
    " الحقيقة أنني أريد الأعتذار لك عن الطريقة التي حدثتك بها هذا الصباح , أرجو أن تفهمي.......".
    " غنني أفهم جيدا , يا سيد , أحس بأنك توليني بعض الرعاية والأهتمام , ولم يعجبها ذلك أطلاقا , كان الأمر طبيعيا للغاية .... أنك بالتأكيد تعجبها , وهي تعتمد عليك , ولا أريد أن أكون سبب أي أحتكاك بينكما , أفضّل أن أترك وشأني ..... خاصة بالنسبة اليك".
    " بالنسبة الي , لكن ليس بالنسبة لأدوني ؟ أنك تتوددين اليه كثيرافي الآونة الأخيرة , أليس كذلك؟ عزف وغناء بينكما تلك الأمسية في الحديقة , وأنت تعزفين جيدا ! ماذا بشأن هذه الأمسية ؟ ماذا خططتما لها؟".
    " سيأخذني الى حفلة راقصة تقام على يخت أحد أصدقائه ".
    حاولت دونا أن تتحدث بطريقة عادية جدا , ولكنها لم تتمكن من أخفاء التوتر والأرتعاش في صوتها , فعندما فكرت بموضوع الرقص , تذكرت تلك الليلة العجيبة في روما وكيف أنها أمضت تلك الساعات الطوال بين ذراعي ريك , حاولت..... حاولت يائسة أن تفكر بأدوني على أنه ريك , ولكنها لم تنجح , شعرت بأنها تريد مراقصة ريك على ذلك ايخت , وأن تلتصق به وتحتمي بقوته , تألمت كثيرا , خاصة أن أوجاع الحب أشد وطأة بكثير من الأوجاع الجسدية , نظرت اليه وهو يفتح فمه ليحدثها , فلاحظت أن ملامح وجهه تحولت الى ما يشبه الفولاذ , قال لها :
    " أرجو أن تتوخي الحذر معه , يا دونا , أدوني شاب متمرس جدا في هذه المجالات , وهو يعرف كيف يستغل جاذبيته وسحره , لا أريد لك أي أذية عندما تذهبين الى ذلك اليخت , الكثير من أصدقائه لا يحظون بموافقتي التامة".
    أرغمت نفسها على الضحك , وقالت :
    " يا لهذه اللهجة المتغطرسة ! أنني أعتبرك أشد خطرا من... من أدوني".
    قطب ريك حاجبيه وشعت عيناه ببريق خاطف غامض , قفز قلبها من مكانه وتمنت أن تكون فاتته زلة لسانها , علّق على كلامها بحدة , قائلا:
    " أنا أعرف أدوني طوال حياته , أما معرفتك أنت به فتقتصر على أسابيع قليلة , أنه أنفعالي ولا يتصرف ألا حسب رأيه , رأيته كيف ينظر اليك ...... شاهدت الرغبة في عينيه !".
    كانت دونا على أستعداد لتصدّق أن أدوني يشكّل بعض الخطر , وتعرف عمن ورث أرادته الذاتية , ورثها , كبعض ملامح وجهه وجسمه , عن أبيه... ريك , تظاهرت بالهدوء واللامبالاة , وقالت:
    " لا يوجد سبب لأن تقلق نفسك بشأني يا سيد , أعرف تماما كيف أعتني بنفسي , وأعتقد أن أدوني تعلّم أحترام مشاعري".

    HAMS
    HAMS
    مشرف عام الاقسام الرومانسيه
    مشرف عام الاقسام الرومانسيه


    زقم العضويه : 58
    عدد المساهمات : 720
    نقاظ : 6069
    السٌّمعَة : 6
    تاريخ التسجيل : 08/02/2010
    العمر : 31
    الموقع : مصر

    m4 رد: 121- خاتم الأنتقام - فيوليت وينسبير

    مُساهمة من طرف HAMS الجمعة نوفمبر 11, 2011 7:27 pm

    كانت تخفي سرورها لأنها أحست بأن ريك يغار من أدوني , وسمعته يسألها بحدة:
    " وما هي مشاعرك هذه يا دونا ؟ لا تسايري هذا الشاب , ما لم تكوني عازمة على تلبية ... توقعاته".
    " ماذا...... ماذا تعني بذلك"
    " أعتقد أن المعنى واضح تماما , أنت ليست طفلة , وكذلك أدوني , وأتصور أنك سوف تتصرفين بحكمة إذا بقيت بعيدة عن هذه الحفلة.......".
    أغضبتها كلماته وطريقة تصرفه معها وكأن له الحق في ذلك , فقالت/
    " إياك أن تحدثني بهذه اللهجة الآمرة ! أنت لا تستخدمني ولا تملكني , وسوف أذهب في أوقاع فراغي حيثما أريد وبرفقة من أريد , إحتفظ بموافقتك الأستبدادية هذه ل..... لسيرافينا".
    " أنا أعرف تماما أنه لا حقوق لدي بالنسبة اليك , ولكنني لا أريدك أن ....... تتضرري".
    " أتصور يا سيد لورديتي , أن إحتمال حصول ذلك سيكون أكبر بكثير فيما لو جازفت بمشاهدتك وراء ظهر سيرافينا , أعتقد أن هذا الأمر هو مجرد لعبة مارستها مرات عديدة , وأظن أنك مستاء جدا لأنني رفضت التورط فيها , يمكنني على الأقل , أن ألتقي أدوني وأخرج معه بصورة علنية وبدون خوف أو وجل , كنت أتصور أن أمه سوف تعترض , وربما أنها لم تفعل ذلك.....".
    " لم ترفض سيرافينا أي طلب لأدوني أو تحرمه من أي شيء يريده , أذا كان أدوني يريد اللهو مع الآنسة البريطانية , فليكن , هذا هو موقفها , وهذا هو السبب في عدم أعتراضها , هناك عدد كبير في حياة أدوني ........ وهو لا يعتبرهن أكثر من مجرد دمى".
    " وما هن بالنسبة اليك ؟ هل تحسد أدوني على حريته في التمتع بحياته علنا؟".
    " الحرية كلمة كبيرة , أليس كذلك ؟ لديك الحرية الكاملة يا دونا , ولكن أرجوك أن تستخدميها بهدوء وتعقل كيلا تندمي , يمكن لشابة مثلك أن تقدم على خطوة تندم عليها طوال حياتها".
    " وهل لي أن أتصور يا ريك , أنني لم أكن سأندم على قبولي اللقاءات السرية المقترحة معك ؟ ما هو سبب قلقك يا ريك ؟ هل أنت خائف من أنني سأواجه مشكلة مع أدوني , مثلما واجهت سيرافينا ذلك مع....... مع أبيه؟".
    " رباه , ماذا تقولين؟".
    كان صوته عنيفا....... وحزينا في آن واحد , شعرت بأنها طعنته في الصميم , خيم صمت مطبق بينهما , وحده الحصان كان يحرك رأسه بتململ لأنه يريد الذهاب الى الأسطبل ليأكل , نظر اليها ريك فجأة وسألها:
    " كيف عرفت ذلك؟ من غير الممكن أطلاقا أن يكون أحد أخبرك بهذا الأمر , أنك تفترضين ذلك...... تتخيلين ....... تتصورين!".
    كانت دونا متألمة لدرجة أن شفتيها أصبحتا جافتين كقطعة من الخشب , نظرت اليه بأسى وكأنها ندمت على كلامها , ولكن إحساسها دفعها الى متابعة الحديث , قالت:
    " أنه يشبهك كثيرا , ألا تعلم ذلك ؟ ألم تشاهد نفسك فيه أبدا؟".
    أخرسته الصدمة مرة أخرى لبعض الوقت , ثم قال بلهجة قاسية:
    " حاولت على الأرجح أن أتجنب ذلك , أذا كنت عاقلة , إبتعدي عنه , أتفقنا أنت وأنا قبل قليل أن لا سيطرة لي على حياتك , وأنك حرة في مد جناحيك كيفما يحلو لك , ولكن أرجوك يا دونا , أن تعتني بهما جيدا , لا يمكن للفتاة أن تحلّق عاليا نحو النجوم , عندما يتكسر جناحاها الصغيران الرائعان".
    أدار وجه الحصان نحو الأسطبل وأختفى عن ناظرها , قبل أن تتمكن من فتح فمها لتقول له أنها........ أنها تشعر بأن ظلام الليل الذي حل قبل قليل زحف الى قلبها ومشاعرها , أنسحبت الى قاعتها الصغيرة وأضاءت المصابيه القليلة فيها , كانت متأثرة جدا لأن ريك لا يشعر بأي عاطفة أتجاه أدوني , ولا يرى فيه إلا أخطاء شبابه هو , بدا وكأنه لم يرغب أبدا في التعرف الى الطفل أو الأهتمام بتربيته ....... ذلك الطفل الذي تركته سيرافينا مع زوج كهل مطيع , أين هو هذا الزوج الآن ؟ وهل كان هناك زوج فعلا , أم أن سيرافينا أخترعت وجوده لتضفي على تاريها بعض الأحترام ؟ لا بد أن سيرافينا لم تتزوج أحدا على الأطلاق ! لا شك في أنها دفعت مبالغ طائلة لأحد الأشخاص كي يعتني بأدوني , الى أن أصبح على أستعداد لأعادته اليها , الرجل الوحيد في حياة سرافينا هو ريك لورديتي!
    كان هكذا دائما...... ومنذ البداية , ويناسبهما تماما التظاهر أمام العالم أنه ليس إلا حارسها الخاص , هكذا أرادت سيرافينا أن تعيش , وكأن حياتها ليست سوى رواية مثيرة.
    تنهدت دونا بأرتعاش ..... ربما كان من الأفضل لها أن تتصرف وفقا لأقتراح ريك , وأن تلغي موعدها مع أدوني , فهي لم تكن راغبة أصلا في مرافقته الى هذه الحفلة , لأنها تعرف أن معظم أصدقائه ليسوا من طينتها , معظمهم أثرياء لا يهمهم سوى أنفاق المال والتمتع بالأمور التافهة.

    HAMS
    HAMS
    مشرف عام الاقسام الرومانسيه
    مشرف عام الاقسام الرومانسيه


    زقم العضويه : 58
    عدد المساهمات : 720
    نقاظ : 6069
    السٌّمعَة : 6
    تاريخ التسجيل : 08/02/2010
    العمر : 31
    الموقع : مصر

    m4 رد: 121- خاتم الأنتقام - فيوليت وينسبير

    مُساهمة من طرف HAMS الجمعة نوفمبر 11, 2011 7:35 pm

    ذهبت الى غرفة نومها وأستلقت على سريرها , يمكنها دائما أن تتظاهر بوجود صداع قوي أو أن معدتها تؤلمها , إلا أن ذلك سيبدو رضوخا لرغبات ريك .... لرجل لا يحق له أن يحاول توجيه حياتها بشكل أو بآخر , أذا كان أدوني مدللا ومعتادا على حياة المجون والفوضى , فأن نصف اللوم يقع على كاهل ريك , لم يحاول أبدا ثني سيرافينا عن الرضوخ لمشيئة إبنها ورغباته , وتغطية كافة نفقاته وديونه , إنها تحب إبنها كثيرا وترى في وجهه الوسيم أنعكاسا لجمالها المميز.
    ودقت ساعة الحائط , أنها السابعة تماما ! لم يبق لديها إلا نصف ساعة فقط كي تستحم وترتدي ثيابها , أذا كانت ستذهب معه , أرتبكت وترددت ....... لأنها تعرف ماذا سيحدث لأدوني في تلك الحفلة أذا ذهب بمفرده , سينتهي به الأمر الى خسارة أموال طائلة وتمضية بقية الليل بصحبة أمرأة تخون زوجها معه , لم تكن لديها أي أوهام بالنسبة الى أدوني , ولكنها تعلم أنه تحسن كثيرا منذ أن بدأت تخرج معه , أنه يعجبها , بالرغم من عدم قدرتها على التظاهر بأنه ريك , اللعنة على ريك ! لماذا يتدخل في كل شيء ... في أفكارها , ومشاعرها , وحتى في قلبها ! أرادت أن تتحداه وتذهب مع أدوني الى حفلة اليخت.
    خرجت من الحمام بسرعة وتوجهت الى غرفتها عبر الممر الصغير , شهقت بصوت مرتفع عندما وجدت نفسها ترتطم برجل طويل القامة , تعثرت قدماها , فأمسكها بيدين قويتين بدتا وكأنهما ترفعانها عن الأرض , وقفت مذهولة بين ذراعيه , فيما كان يتأمل وجهها وملامحها بعناية بالغة , كان قلبها يخفق بقوة وكأنه يريد الأفلات من جسمها والألتحاق بجسم الرجل االذي يعذبه ويؤلمه , قال لها بصوت خافت:
    " هل تعرفين مذا أحب أن أفعل لك؟".
    لم تكن بحاجة للرد عليه , لأنها قرأت الجواب في عينيه الجميلتين القاسيتين , شاهدت تلك الشعلة الخفيفة في نظراته , عندما سمعته يجيب نفسه قائلا:
    " أحب أن أحبسك في برج وأتولى حمايتك , كيلا يتمكن أحد من ألحاق الأذى بك , دخلت نصيحتي في أذن وخرجت من الأخرى , أليس كذلك؟ أنت ذاهبة الآن الى هذه الحفلة وتبدين نشيطة وبريئة كطفل صغير أخرج لتوه من حمام ساخن".
    " لماذا تعارض حفلة اليخت بمثل هذا الأصرار؟".
    كان لا بد لها من أن توجه اليه هذا السؤال , لأنها لم تكن المرة الأولى التي يشاهدها فيها وهي خارجة في سهرة مع أدوني , أجابها بهدوء:
    " يملك هذا اليخت رجل لا أحبه كثيرا , فقد أدوني معه أطوالا طائلة , وأنا أعرف أن الرجل يغض كثيرا في لعبه , أدوني خبيث مع النساء , ويحب اللهو والعبث الى درجة كبيرة , ولكن لديه بعض الفضائل ومنها أنه يكره الغشاشين , كما أكرههم أنا , لم يكتشف بعد بنفسه أن صاحب اليخت يغش في اللعب , وسوف تحدث مشاكل كبيرة عندما يفضح أمره".
    " أذن , فذهابي معه عامل مشجع , أنه يتصرف بشكل طبيعي عندما أكون معه".
    أمسك برأسها وأحناه الى الوراء كي ينظر الى عينيها بهيمنة وتسلط , وسألها:
    " وكيف يتصرف عندما تكونان على أنفراد؟".
    " أفضل منك".
    كان عليها أن تدافع عن نفسها , وبدا أن أفضل وسيلة لذلك تكمن في مواجهته , عقد حاجبيه , ثم هاجم مشاعرها فجأة وراح يعبث بعواطفها بعنف , شعرت بأن رجليها لم تعودا قادرتين على حملها , أبعدها عنه بعد لحظات وجيزة ثم قال لها بحدة , بعدما أستعاد أنفاسه:
    " تمتعي بسهرتك , الأرجح أنك ستكونين معه أكثر أمانا مما لو كنت معي!".
    ركضت دونا الى غرفتها وأقفلت الباب من الداخل وهي تلهث خوفا.... سمعت عن هذا النوع من الأحاسيس الغامضة , التي كثيرا ما تكون قوية جدا بين شخصين لا يحق لهما أن يشعرا بها , كان ريك يريدها ....... رأت ذلك في عينيه القويتين , أرادت من صميم قلبها أن يكون شعور ريك على هذا الشكل ...... وكانت تعرف أن هذه العواطف قد تؤدي الى كارثة.منتديات ليلاس
    أنتهت من أرتداء ثيابها , ولكنها لم تسيطر بعد تماما على أعصابها أو عواطفها , لم تقدر على تناسي ما شعرت به عندما عانقها .... أو تناسي رد فعله القاسي الى حد ما , لأنها أضطرت لصده .... أو تناسي الكلمات القاسية التي وجهتها له , لأنها لم تجرؤ أن تكون ناعمة ورقيقة معه , كيف يمكنها أن تكون رقيقة معه , بدون أن تحصل مضاعفات لن تتمكن من مواجهتها؟
    نزلت دونا من غرفتها وهي تأمل في أن يكون أدوني قبّل أمه وتمتى لهاليلة سعيدة , لأنها لم تكن راغبة في دخول قاعة الجلوس ..... ومواجهة ريك , وما أن وصلت الى أسفل السلم , حتى سمعت أدوني يصرخ من الداخل بصوت غاضب مرتفع:
    " من أنت لتسمح لنفسك بالتدخل في الشؤون المالية ؟ أنت تقبض أجرك لتكون الرجل الذي يهابه الجميع , والشخص الذي يتبع سيرافينا كظلها ويعيش حياة البذخ والثرا على حسابها ! ولكن أريدك أن تتذكر دائما , يا لورديتي , أنك لست إلا مجرد أجير في هذا البيت ولن أسمح لك بتاتا بالتدخل في شؤوني".



    نهر الحب
    نهر الحب
    صديق جديد
    صديق جديد


    عدد المساهمات : 3
    نقاظ : 4218
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 11/10/2012
    العمر : 28

    m4 رد: 121- خاتم الأنتقام - فيوليت وينسبير

    مُساهمة من طرف نهر الحب الخميس أكتوبر 11, 2012 7:06 pm

    أحببت هذه الرواية كثيرا Smile

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت أبريل 27, 2024 2:11 am