قصة الخليل ابراهيم عليه السلام (الجزء الاول )
عمر الحوت- صديق مميز
- زقم العضويه : 138
عدد المساهمات : 135
نقاظ : 5589
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/05/2010
العمر : 52
- مساهمة رقم 1
قصة الخليل ابراهيم عليه السلام (الجزء الاول )
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة
والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
قصة ابراهيم عليه السلام الجزء الأول
في الحلقة الماضية تكلمنا عن نبي الله صالح عليه السلام وذكرنا أن الله عز وجل أهلك قومه بالصاعقة بالصيحة اُهلِك القوم الكافرون ولم يبقى إلا صالح والذين آمنوا عاشوا في الارض زمنا والايمان والتوحيد منتشر حتى بدأ الشرك يدب في الارض مرة أخرى وجاءت الشياطين واجتالت الناس عن دينها فبدأ الشرك يظهر في بلاد بابل وبدأ الناس يُعظمون الاصنام ويعبودونها من دون الله عز وجل وعُبدت الاصنام والاوثان حتى الكواكب عُبدت من دون الله عز وجل
فبعث الله عز وجل نبيا وهذا النبي نبي أحبه الرب عز وجل واتخذه الله عز وجل خليلا من إنه إبراهيم الخليل هذا الشاب الذي وُلِدَ في"" بابل ""وتررعرع فيها ورأى الناس يعبدون الاصنام ما رضي بعبادتها وما رضي بأحوال الناس { وَلَقَدْ آَتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ } الله عز وجل الهم هذا الفتى التوحيد والايمان وإذا به يُنكر على قومه عبادة الاصنام وعبادة الاوثان واستنكر هذا الفعل فأراد أن يدعوهم إلى الله عز وجل وأول من بدأ به أبوه أقرب الناس إليه دخل إليه يدعوه إلى الله جل وعلا
إبراهيم عليه السلام وهو فتى يدعوا قومه إلى الله جل وعلا أول من بدأ به أباه دعاه إلى الله جل وعلا بأحسن أسلوب فالانبياء أرحم الناس بالناس أرحم الخلق بالخلق أبوه الذي ملأ بيته بالاصنام جاءه إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام يدعوه إلى الله جل وعلا أنظروا الاسلوب الذي بدأ به إبراهيم يُنادي أباه المُشرك الكافر الذي كان يأمر إبراهيم بالسجود للصنم يرد عليه إبراهيم فيقول { يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لاَ يَسْمَعُ وَلاَ يُبْصِرُ وَلاَ يُغْنِي عَنكَ شَيْئاً }يستمر إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام بدعوة أبيه وأبوه يصد بل أبوه كان يأمره بعبادة هذه الاصنام فيرد عليه إبراهيم صحيح أنني صغير صحيح أنني أصغر منك سِنا فأنت أبي وأنا إبنك لكنني قد أتيتوا من
العلم أكثر منك يا أبي { يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي} وكل خطاب يبدأه يآ أبتي { إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً } مع أنه مُشرك لكن الاسلوب رحمة لِين رِفق ما كان الرفق في شيء إلا زاله ثم إستمر إبراهيم عليه الصلاة والسلام يدعوا أباه إلى الله جل وعلا {يآ أبَتِ لاَ تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ } لأنك لو عبدت الاصنام فإنك تعبد الشيطان هو الذي يأمرك بعبادة الله الاصنام {ياَ أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا يآ أبت إنِّي أخَافُ أنْ يَمَسَّك }شوفوا الاسلوب أنا خائف عليك يآ أبي القضية ليست فقط الامر بالمعروف والنهي عن المنكر القضية ليست لك أبين لك الحق من الباطل لا القضية خوف عليك يآ أبي وإن كنت مُشركا لكنني أرفق بك
وأرحمك { يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيّاً}رد أبوه على هذا الفتى الذي يدعوا إلى الله بكل قسوة أنظروا كيف رد عليه قال يا إبراهيم لا إن لم تنتهي إذا ما توقفت عن هذه الدعوة لأرجمنك سوف أرميك بالحجارة حتى الموت ثم طرده قال واهجروني ماليا لا أريد أن أراك في بيتي خرج إبراهيم وهو يقول لأبيه قال { سَلاَمٌ عَلَيْكَ } يسبه ويشتمه ويهدده وهو مشرك ويرد
إبراهيم { قَالَ سَلاَمٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً } سوف أدعوا الله عز وجل لك واستغفر الله عز وجل لك ما لم ينهاني الله عز وجل عن هذا هذه دعوة إبراهيم لأبيه وهذا هو أسلوبه مع أبيه وإن كان كافرا أو مشركا
كان إبراهيم الخليل وهو فتى صغير يخرج إلى قومه فيراهم يعبدون أصناما وتماثيل فكان يستنكر عليهم هذه العبادة وفي يوم من الايام قال لهم بكل جُرأة وشجاعة قال { مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلْ الِّذِي أنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ } كانوا يجلسون عند هذه التماثيل يعبدونها كأنها خلقتهم كأنها تنفعهم أو تضرهم فكان وهو فتى صغير عاقل أعطاه الله عز وجل الحكمة وأتاه رُشده كان يقول لهم ما هذه التماثيل فردوا عليه بكل جهل وسفاهة { قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءنَا لَهَا عَابِدِينَ}فإذا به يُنْكِر عليهم قال أنتم وأبائكم في ضلال مبين لستم أنتم فقط بل حتى أبائكم كنتم في ضلال مبين كيف يجرأ شاب صغير يكلم قومه بهذا الكلام فردوا على إبراهيم الخليل قالوا له { قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ
اللاَعِبِينَ } تلعب معنا يآ إبراهيم أهذا لعب أهذا هُزءٌ بِنَا هذا إستهزاء على ديننا ودين أبائنا وأجدادنا إياك نحذرك يآ إبراهيم أن تلعب وتخوض في مثل هذا فرد عليهم بكل جُرأة وبكل قوة قال { بل ربكم رب السموات والارض وأنا على ذالكم من الشاهدين } أين كبار القوم أين العقلاء شاب صغير يقول لكم هذا الكلام ثم هدد أصنامهم {وَتَا للهِ }يُقسم { وَتَاللهِ لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ } ما إن تُغادر يوم من الايام إلا وأكيد هذه الاصنام وأهدمها هدما يهدد من يهدد آلهتهم فتى صغير بهذه الشجاعة وبهذه القوة لِما لأنه متوكل على ربه عز وجل خرج الناس وهم يسمعون إبراهيم الخليل يقول لأكدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين ما توقعوا أن يفعلها ما توقعوا أن
يجرأ إبراهيم على هذا الفعل فإذا بهم يخرجون ليوم الزينة جاء إبراهيم الفتى الصغير إلى ساحة الاصنام إلى ساحة التماثيل فوجد عندها الذبائح اللحوم الطعام الشراب كل أنواع القرابين فسأل هذه الاصنام وهو يعلم أنها لا تتكلم قال ما لكم {مَا لَكُمْ لاَ تَأْكُلُونَ} أفلا تأكلون كولوا من هذا الطعام كولوا من هذه الذبائح كل من هذه الفواكه كولوا أنتم آلهة أنتم معبودون لما لا تأكلون هذا الطعام حتى هذا الطعام لا تستطيعون على أكله وهو يعلم إبراهيم الخليل أنهم لا يستطيعون ما لكم لا تنطقون ردوا علي أجيبوني فذهب إبراهيم الخليل من حنقه على هذه الاصنام وهذه المعبودات الذتي تُعبد من دون الله عز وجل فجاء بِقُدُّومْ مثل الفأس جاء به إلى هذه الاصنام وهو يكلمها تكلموا إنطقوا كولوا من هذا الطعام فأخذ هذا المعول أو هذا
القدوم وأخذ يضرب هذه الاصنام وهو فتى صغير يكسر ماذا يكسر آلهة القوم يكسر ماذا أصناهم التي ورثوها عن أبائهم وأجدادهم أي قوة أي جرأة من إبراهيم عليه السلام وهو فتى أخذ يضرب ويضرب ويضرب { فَجَعَلَهُمْ جُذَاداً } فتت الاصنام كلها إلا صنما { فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلاَّ كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ }وضع الفأس أو القدوم عند الصنم الكبير الذي لم يكسره أنظروا لعقله أنظروا لحكمته حتى يحج قومه وضع هذا القدوم عند الصنم الكبير وفتت البقية كلها جعلها كا التراب فإذا بالقوم يرجعون فرحين مستبشرين ليروأ أمرا غريبا ليروأ أمرا عظيما حصل في بلادهم أول ما ذهبوا إلى أصنامهم إلى آلهتهم وكانوا في كل مرة الطعام يختفي ربما تأكله الشياطين وتأخذها فإذا بهم يرون الالهة صارت ترابا أخذوا يصيحون
أخذوا يبكون أخذوا يصرخون فإذا بهم ينادون في القوم { قَالُوا مَن فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ}أنظروا للجهل والغباء والسفاهة إله يُهدم إله يُفتت إله يَصِيرُ تُرابا وتسألون من فعل هذا بألهتنا إذى هو أقوى منهم إذا كان حقا عليكم أن تعبدوه من دون الاصنام لو كان هناك مسحة من عقل لكن حتى العقل ما فيه حتى الفطرة فسدت{ قَالُوا مَن فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ } من أعدو جاءنا أ إله أخر مالذي حصل فتكلم بعض الناس الذين سمعوا إبراهيم يهدد الاصنام{ قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ} فذهبوا إلى إبراهيم الخليل فتى صغير فربطوه ومسكوه وجاؤا به أمام الناس جميعا والكل حانق والكل غاضب والكل يريد الانتقام من هذا الذي فعل هذا بالالهة تخيلوا هذه المحكمة {قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ
لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ } لِتُعقد المحاكمة ولْيُأتى بالمتهم ولتأتي المحكمة وليشهدوا الناس جميعا على هذا الفعل أي فعل إنه تهديم هذه الاصنام فجاء الناس جميعا تجمعوا على من على إبراهيم وهو فتى صغير منهم أبوه منهم أهله وأقربائه لكنه كان ثابتا صامدا لا يبالي عليه السلام فسألوه { أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا } لست أنا بل الذي فعلها هذا الصنم الكبير هذا الكبير الذي بيده المعول فسألوه إن كانوا ينطقون إن كانت الاصنام آلهتكم تنطق سالوهم من الذي فعل هذا بهم فإذا بهم يلتفتون بعضهم إلى بعض قالوا لقد علمتم إنكم أنتم الظالمون لقد علمتم أن الذي فعلتم خطأ وأن هذه الالهة ليست بألهة إنكم أنتم الظالمون فإذا بهم إنقلبوا على رؤسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون فإذا بهم
ينكشفون ويُفضحون فإذا بقائلهم يقول حَرِّقُوهُ وَانْصُرُواْ آلهتكم إن كنتم فاعلين إتفق الناس على حرق إبراهيم الخليل وهو فتى صغير يُحرق هذا الفتى لِما لأنه دعاهم إلى الله جل وعلا يُحرق لأنه ذكرهم بالله وحجهم بمنطقه وعقله وأدلته لكن القوم لا يعقلون ما وجدوا سبيلا لأيقاف إبرهيم الخليل عن دعوته إلا بالحرق بالنار {قَالُوا حَرِّقُوهُ}لأنه أشد أنواع القتل تعذيبا{ حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ } وسبحان الله الالهة تنصر ولا تُنصر آلهة مُفتت آلهة مُهدمة قالوا إجمعوا الحطب لحرق إبراهيم الخليل ربطوه وحبسوه حتى يُحرق بالنار فذهب الناس كل منهم يجمع حطبا ومن حرصهم ومن حِرصهم كانت المرأة إذا أرادت أن تنظر إلا الاصنام والألهة قالت مثلا
لئن نجا الله أي تقصد آلهتها تقصد أصنامها لئن نجا آلهتي ولدي أو شفت إبني من هذا المرض لأجمعن حطبا لحرق إبراهيم ينذرون على حرق إبراهيم عليه السلام وهو فتى صغير جمعوا حطبا عظيما وأشعلوا فيه نارا عظيمة بل وصلت النار إلى مرتفع عال حتى أن الطير إذا مرت فوق النار سقطت من شدة حرها أي نار هذه أي جحيم هذا قالوا {إبْنُوا لَهُ بُنْيَاناً فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ}نار عظيمة صارت جحيما يريدون فيها حرق إبراهيم الخليل نار تجمع الناس في ذلك اليوم منهم أبوه منهم أمه لِيروا كيف يُحرق إبراهيم الخليل فتى صغير أرادوا الاقتراب من النار لإلقاء إبراهيم فلم يستطيعوا لم يستطيعوا إلقاء إبراهيم لأن النار عظيمة ما إستطاعوا
الاقتراب منها فربطوا إبراهيم الخليل في مَنْجَنِيقْ هذا المجنبق الذي ترمى منه القذائف ربطوا في هذا المنجنيق إبراهيم الخليل الان إنها اللحظات الاخيرة لحرق هذا الفتى سينتهي كل شيء جاءه جبريل عليه السلام قال له وجبريل بطرف جناح قلب قرية جبريل بصيحة دمر أمة جبريل سيد الملائكة قال له يإبراهيم ألك إلي حاجة تريدوني الان أساعدك فنظر إليه وقلبه متعلق بالله قال يا جبريل أما إليك فلا أما إلى الله فنعم حسبي الله ونعم الوكيل
بدأ إبراهيم الخليل يستعين بالله ويدعوا الله جل وعلا والقوم يشهدون حرق إبراهيم الذي رُبط وَوُثِّق بحبال لِيُمعن في قتله وإحراقه والكل يشهد فإذا به يُرمى في النار رمي الخليل في النار نعم وأي نار نار عظيمة اُسْقِطَ إبراهيم الخليل فيها فإذا بربنا عز وجل يقول {قُلْنَا يَا نَارُ}والنار مخلوقة لله عز وجل { قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ } ولو قال الله عز وجل بردا لمات إبراهيم عليه السلام من البرد لكن قال الله وسلاما ولو توقفت الاية هنا لصارت كل نار الدنيا بردا وسلاما لكن قال الله على إبراهيم أي فقط على إبراهيم{ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً} قام الناس كلهم يشهدون كيف
يحترق هذا الفتى فإذا به لم يحترق منه إلا شيء واحد الحبل الذي وثق به فقام إبراهيم وكبر وسجد لله عز وجل شكرا لله والناس ينظرون أبوه منهم أمه منهم الكل متعجب أما أبوه كان مُشركا قال من قلبه نِعْمَ الرَّبُ ربك يا إبراهيم إنه أبوه قال نِعْمَ الرب ربك يا إبراهيم أما أمه فنادت إبنها وهو في النار يصلي ويسجد لله عز وجل قالت له يا بني سال ربك أن أدخل إليك فدعا الله عز وجل فدخلت إليه في النار والناس يشهدون والناس
ينظرون{فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأسْفَلِينَ}خرج إبراهيم من النار والناس خائفة قيل ظل في النار أياما قيل ظل في النار ساعات الله أعلم كم مكث في النار لكنه بعد أن خرج لم يقترب الناس منه النار لم تحرقه أي رجل هذا هل آمنوا بعد هذا الكلام لم يؤمن به إلا إبن أخيه وإسمه ""لوط ""إلى الان ما اُرسِل وزوجته"" سَارَة"" هاذان اللذان فقط آمن به أما بقيت القوم كفروا به مع أنهم رأوا هذه الاية البينة ناده الملك وإسمه"" النمرود""هذا الملك الظالم ندى إبراهيم الخليل عليه السلام لما سمع بالخبر قال آئتوا به فلما جيئ بإبراهيم وكان فتا صغيرا شابا قال له يا إبراهيم سمعت أنك فعلت كذا وكذا أتزعم أن لك رب قال نعم ربي الله الذي خلقني وخلقك وخلق كل
شيء ربي الله الذي يحي ويميت {ألَمْ تَرَ إلَى الّذِي } من إنه ملك من الملوك ظالم طاغية آتاه الله عز وجل الملك{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ} فرد الملك بكل سفاهة ووقاحة قال أنا أحي وأميت القضية إحياء وإماتة سهلة فنادى رجلا بالسجن فقال لجنوده أقتلوه فقتلوه أرأيت أمَتُّهُ وندى رجلا سوف يُعدم قال له أطلقتك وتركتك حرا قال أرأيت أحييته أحييت هذا وأمت ذاك إنه الجهل إنها السفاهة إنه قِمَّة الجنون أي عقل هذا يتكلم به هذا الرجل وهذا ملكهم إسمه النمرود والفتى يرد عليه بكل عقل وبينة ودليل { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ } لِما { أَنْ آَتَاهُ اللهُ الْمُلْكَ} الملك أعماه وأعما بصيرته { إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّي الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ }وهذا الكل يشهد به الكل يعلم به أن الله عز وجل يُحْيِيِ والله عز وجل يُميت فإذا به
يقول بك صفقاة {قاَلَ أنَا أحْيِ وَأُمِيتْ}عَلِم إبراهيم الخليل أن هذا الرجل يريد الجدال لأجل الجدال فقط هذا لا يعقل فطلب منه أمرا آخر وأخبره بشيء جديد هذا الشيء الجديد لا يستطيع أن يفعله وهذا من تمام عقل إبراهيم قال أرأيت إلى الشمس كل يوم تشرق من المشرق وتغرب في المغرب هذا فعل الله عز وجل ما رأيك أن تأتي بالشمس من المغرب يوما قال إبراهيم { فَإِنَّ الله يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} ظل إبراهيم الخليل يحج
قومه بُهِت الملك بُهِت الناس وهم يرون هذه الايات البينات لم يستطيعوا فعل شيء لكنهم مع هذا لم يستجيبوا لأبراهيم مكروا به فقرر إبراهيم مع إبن أخيه لوط وزوجتة ""سَارَة ""أن يخرجوا لله عز وجل ويهاجروا ويبلغ دين الله جل وعلا أين هاجر إبراهيم أين ذهب ماذا صنع ماذا حدث لأبراهيم وهل رزقه الله عز وجل أولادا هذا ما سوف نعلمه بإذن الله عز وجل في القادمة كونوا معنا أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
عمر الحوت
والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
قصة ابراهيم عليه السلام الجزء الأول
في الحلقة الماضية تكلمنا عن نبي الله صالح عليه السلام وذكرنا أن الله عز وجل أهلك قومه بالصاعقة بالصيحة اُهلِك القوم الكافرون ولم يبقى إلا صالح والذين آمنوا عاشوا في الارض زمنا والايمان والتوحيد منتشر حتى بدأ الشرك يدب في الارض مرة أخرى وجاءت الشياطين واجتالت الناس عن دينها فبدأ الشرك يظهر في بلاد بابل وبدأ الناس يُعظمون الاصنام ويعبودونها من دون الله عز وجل وعُبدت الاصنام والاوثان حتى الكواكب عُبدت من دون الله عز وجل
فبعث الله عز وجل نبيا وهذا النبي نبي أحبه الرب عز وجل واتخذه الله عز وجل خليلا من إنه إبراهيم الخليل هذا الشاب الذي وُلِدَ في"" بابل ""وتررعرع فيها ورأى الناس يعبدون الاصنام ما رضي بعبادتها وما رضي بأحوال الناس { وَلَقَدْ آَتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ } الله عز وجل الهم هذا الفتى التوحيد والايمان وإذا به يُنكر على قومه عبادة الاصنام وعبادة الاوثان واستنكر هذا الفعل فأراد أن يدعوهم إلى الله عز وجل وأول من بدأ به أبوه أقرب الناس إليه دخل إليه يدعوه إلى الله جل وعلا
إبراهيم عليه السلام وهو فتى يدعوا قومه إلى الله جل وعلا أول من بدأ به أباه دعاه إلى الله جل وعلا بأحسن أسلوب فالانبياء أرحم الناس بالناس أرحم الخلق بالخلق أبوه الذي ملأ بيته بالاصنام جاءه إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام يدعوه إلى الله جل وعلا أنظروا الاسلوب الذي بدأ به إبراهيم يُنادي أباه المُشرك الكافر الذي كان يأمر إبراهيم بالسجود للصنم يرد عليه إبراهيم فيقول { يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لاَ يَسْمَعُ وَلاَ يُبْصِرُ وَلاَ يُغْنِي عَنكَ شَيْئاً }يستمر إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام بدعوة أبيه وأبوه يصد بل أبوه كان يأمره بعبادة هذه الاصنام فيرد عليه إبراهيم صحيح أنني صغير صحيح أنني أصغر منك سِنا فأنت أبي وأنا إبنك لكنني قد أتيتوا من
العلم أكثر منك يا أبي { يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي} وكل خطاب يبدأه يآ أبتي { إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً } مع أنه مُشرك لكن الاسلوب رحمة لِين رِفق ما كان الرفق في شيء إلا زاله ثم إستمر إبراهيم عليه الصلاة والسلام يدعوا أباه إلى الله جل وعلا {يآ أبَتِ لاَ تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ } لأنك لو عبدت الاصنام فإنك تعبد الشيطان هو الذي يأمرك بعبادة الله الاصنام {ياَ أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا يآ أبت إنِّي أخَافُ أنْ يَمَسَّك }شوفوا الاسلوب أنا خائف عليك يآ أبي القضية ليست فقط الامر بالمعروف والنهي عن المنكر القضية ليست لك أبين لك الحق من الباطل لا القضية خوف عليك يآ أبي وإن كنت مُشركا لكنني أرفق بك
وأرحمك { يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيّاً}رد أبوه على هذا الفتى الذي يدعوا إلى الله بكل قسوة أنظروا كيف رد عليه قال يا إبراهيم لا إن لم تنتهي إذا ما توقفت عن هذه الدعوة لأرجمنك سوف أرميك بالحجارة حتى الموت ثم طرده قال واهجروني ماليا لا أريد أن أراك في بيتي خرج إبراهيم وهو يقول لأبيه قال { سَلاَمٌ عَلَيْكَ } يسبه ويشتمه ويهدده وهو مشرك ويرد
إبراهيم { قَالَ سَلاَمٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً } سوف أدعوا الله عز وجل لك واستغفر الله عز وجل لك ما لم ينهاني الله عز وجل عن هذا هذه دعوة إبراهيم لأبيه وهذا هو أسلوبه مع أبيه وإن كان كافرا أو مشركا
كان إبراهيم الخليل وهو فتى صغير يخرج إلى قومه فيراهم يعبدون أصناما وتماثيل فكان يستنكر عليهم هذه العبادة وفي يوم من الايام قال لهم بكل جُرأة وشجاعة قال { مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلْ الِّذِي أنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ } كانوا يجلسون عند هذه التماثيل يعبدونها كأنها خلقتهم كأنها تنفعهم أو تضرهم فكان وهو فتى صغير عاقل أعطاه الله عز وجل الحكمة وأتاه رُشده كان يقول لهم ما هذه التماثيل فردوا عليه بكل جهل وسفاهة { قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءنَا لَهَا عَابِدِينَ}فإذا به يُنْكِر عليهم قال أنتم وأبائكم في ضلال مبين لستم أنتم فقط بل حتى أبائكم كنتم في ضلال مبين كيف يجرأ شاب صغير يكلم قومه بهذا الكلام فردوا على إبراهيم الخليل قالوا له { قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ
اللاَعِبِينَ } تلعب معنا يآ إبراهيم أهذا لعب أهذا هُزءٌ بِنَا هذا إستهزاء على ديننا ودين أبائنا وأجدادنا إياك نحذرك يآ إبراهيم أن تلعب وتخوض في مثل هذا فرد عليهم بكل جُرأة وبكل قوة قال { بل ربكم رب السموات والارض وأنا على ذالكم من الشاهدين } أين كبار القوم أين العقلاء شاب صغير يقول لكم هذا الكلام ثم هدد أصنامهم {وَتَا للهِ }يُقسم { وَتَاللهِ لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ } ما إن تُغادر يوم من الايام إلا وأكيد هذه الاصنام وأهدمها هدما يهدد من يهدد آلهتهم فتى صغير بهذه الشجاعة وبهذه القوة لِما لأنه متوكل على ربه عز وجل خرج الناس وهم يسمعون إبراهيم الخليل يقول لأكدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين ما توقعوا أن يفعلها ما توقعوا أن
يجرأ إبراهيم على هذا الفعل فإذا بهم يخرجون ليوم الزينة جاء إبراهيم الفتى الصغير إلى ساحة الاصنام إلى ساحة التماثيل فوجد عندها الذبائح اللحوم الطعام الشراب كل أنواع القرابين فسأل هذه الاصنام وهو يعلم أنها لا تتكلم قال ما لكم {مَا لَكُمْ لاَ تَأْكُلُونَ} أفلا تأكلون كولوا من هذا الطعام كولوا من هذه الذبائح كل من هذه الفواكه كولوا أنتم آلهة أنتم معبودون لما لا تأكلون هذا الطعام حتى هذا الطعام لا تستطيعون على أكله وهو يعلم إبراهيم الخليل أنهم لا يستطيعون ما لكم لا تنطقون ردوا علي أجيبوني فذهب إبراهيم الخليل من حنقه على هذه الاصنام وهذه المعبودات الذتي تُعبد من دون الله عز وجل فجاء بِقُدُّومْ مثل الفأس جاء به إلى هذه الاصنام وهو يكلمها تكلموا إنطقوا كولوا من هذا الطعام فأخذ هذا المعول أو هذا
القدوم وأخذ يضرب هذه الاصنام وهو فتى صغير يكسر ماذا يكسر آلهة القوم يكسر ماذا أصناهم التي ورثوها عن أبائهم وأجدادهم أي قوة أي جرأة من إبراهيم عليه السلام وهو فتى أخذ يضرب ويضرب ويضرب { فَجَعَلَهُمْ جُذَاداً } فتت الاصنام كلها إلا صنما { فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلاَّ كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ }وضع الفأس أو القدوم عند الصنم الكبير الذي لم يكسره أنظروا لعقله أنظروا لحكمته حتى يحج قومه وضع هذا القدوم عند الصنم الكبير وفتت البقية كلها جعلها كا التراب فإذا بالقوم يرجعون فرحين مستبشرين ليروأ أمرا غريبا ليروأ أمرا عظيما حصل في بلادهم أول ما ذهبوا إلى أصنامهم إلى آلهتهم وكانوا في كل مرة الطعام يختفي ربما تأكله الشياطين وتأخذها فإذا بهم يرون الالهة صارت ترابا أخذوا يصيحون
أخذوا يبكون أخذوا يصرخون فإذا بهم ينادون في القوم { قَالُوا مَن فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ}أنظروا للجهل والغباء والسفاهة إله يُهدم إله يُفتت إله يَصِيرُ تُرابا وتسألون من فعل هذا بألهتنا إذى هو أقوى منهم إذا كان حقا عليكم أن تعبدوه من دون الاصنام لو كان هناك مسحة من عقل لكن حتى العقل ما فيه حتى الفطرة فسدت{ قَالُوا مَن فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ } من أعدو جاءنا أ إله أخر مالذي حصل فتكلم بعض الناس الذين سمعوا إبراهيم يهدد الاصنام{ قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ} فذهبوا إلى إبراهيم الخليل فتى صغير فربطوه ومسكوه وجاؤا به أمام الناس جميعا والكل حانق والكل غاضب والكل يريد الانتقام من هذا الذي فعل هذا بالالهة تخيلوا هذه المحكمة {قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ
لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ } لِتُعقد المحاكمة ولْيُأتى بالمتهم ولتأتي المحكمة وليشهدوا الناس جميعا على هذا الفعل أي فعل إنه تهديم هذه الاصنام فجاء الناس جميعا تجمعوا على من على إبراهيم وهو فتى صغير منهم أبوه منهم أهله وأقربائه لكنه كان ثابتا صامدا لا يبالي عليه السلام فسألوه { أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا } لست أنا بل الذي فعلها هذا الصنم الكبير هذا الكبير الذي بيده المعول فسألوه إن كانوا ينطقون إن كانت الاصنام آلهتكم تنطق سالوهم من الذي فعل هذا بهم فإذا بهم يلتفتون بعضهم إلى بعض قالوا لقد علمتم إنكم أنتم الظالمون لقد علمتم أن الذي فعلتم خطأ وأن هذه الالهة ليست بألهة إنكم أنتم الظالمون فإذا بهم إنقلبوا على رؤسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون فإذا بهم
ينكشفون ويُفضحون فإذا بقائلهم يقول حَرِّقُوهُ وَانْصُرُواْ آلهتكم إن كنتم فاعلين إتفق الناس على حرق إبراهيم الخليل وهو فتى صغير يُحرق هذا الفتى لِما لأنه دعاهم إلى الله جل وعلا يُحرق لأنه ذكرهم بالله وحجهم بمنطقه وعقله وأدلته لكن القوم لا يعقلون ما وجدوا سبيلا لأيقاف إبرهيم الخليل عن دعوته إلا بالحرق بالنار {قَالُوا حَرِّقُوهُ}لأنه أشد أنواع القتل تعذيبا{ حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ } وسبحان الله الالهة تنصر ولا تُنصر آلهة مُفتت آلهة مُهدمة قالوا إجمعوا الحطب لحرق إبراهيم الخليل ربطوه وحبسوه حتى يُحرق بالنار فذهب الناس كل منهم يجمع حطبا ومن حرصهم ومن حِرصهم كانت المرأة إذا أرادت أن تنظر إلا الاصنام والألهة قالت مثلا
لئن نجا الله أي تقصد آلهتها تقصد أصنامها لئن نجا آلهتي ولدي أو شفت إبني من هذا المرض لأجمعن حطبا لحرق إبراهيم ينذرون على حرق إبراهيم عليه السلام وهو فتى صغير جمعوا حطبا عظيما وأشعلوا فيه نارا عظيمة بل وصلت النار إلى مرتفع عال حتى أن الطير إذا مرت فوق النار سقطت من شدة حرها أي نار هذه أي جحيم هذا قالوا {إبْنُوا لَهُ بُنْيَاناً فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ}نار عظيمة صارت جحيما يريدون فيها حرق إبراهيم الخليل نار تجمع الناس في ذلك اليوم منهم أبوه منهم أمه لِيروا كيف يُحرق إبراهيم الخليل فتى صغير أرادوا الاقتراب من النار لإلقاء إبراهيم فلم يستطيعوا لم يستطيعوا إلقاء إبراهيم لأن النار عظيمة ما إستطاعوا
الاقتراب منها فربطوا إبراهيم الخليل في مَنْجَنِيقْ هذا المجنبق الذي ترمى منه القذائف ربطوا في هذا المنجنيق إبراهيم الخليل الان إنها اللحظات الاخيرة لحرق هذا الفتى سينتهي كل شيء جاءه جبريل عليه السلام قال له وجبريل بطرف جناح قلب قرية جبريل بصيحة دمر أمة جبريل سيد الملائكة قال له يإبراهيم ألك إلي حاجة تريدوني الان أساعدك فنظر إليه وقلبه متعلق بالله قال يا جبريل أما إليك فلا أما إلى الله فنعم حسبي الله ونعم الوكيل
بدأ إبراهيم الخليل يستعين بالله ويدعوا الله جل وعلا والقوم يشهدون حرق إبراهيم الذي رُبط وَوُثِّق بحبال لِيُمعن في قتله وإحراقه والكل يشهد فإذا به يُرمى في النار رمي الخليل في النار نعم وأي نار نار عظيمة اُسْقِطَ إبراهيم الخليل فيها فإذا بربنا عز وجل يقول {قُلْنَا يَا نَارُ}والنار مخلوقة لله عز وجل { قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ } ولو قال الله عز وجل بردا لمات إبراهيم عليه السلام من البرد لكن قال الله وسلاما ولو توقفت الاية هنا لصارت كل نار الدنيا بردا وسلاما لكن قال الله على إبراهيم أي فقط على إبراهيم{ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً} قام الناس كلهم يشهدون كيف
يحترق هذا الفتى فإذا به لم يحترق منه إلا شيء واحد الحبل الذي وثق به فقام إبراهيم وكبر وسجد لله عز وجل شكرا لله والناس ينظرون أبوه منهم أمه منهم الكل متعجب أما أبوه كان مُشركا قال من قلبه نِعْمَ الرَّبُ ربك يا إبراهيم إنه أبوه قال نِعْمَ الرب ربك يا إبراهيم أما أمه فنادت إبنها وهو في النار يصلي ويسجد لله عز وجل قالت له يا بني سال ربك أن أدخل إليك فدعا الله عز وجل فدخلت إليه في النار والناس يشهدون والناس
ينظرون{فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأسْفَلِينَ}خرج إبراهيم من النار والناس خائفة قيل ظل في النار أياما قيل ظل في النار ساعات الله أعلم كم مكث في النار لكنه بعد أن خرج لم يقترب الناس منه النار لم تحرقه أي رجل هذا هل آمنوا بعد هذا الكلام لم يؤمن به إلا إبن أخيه وإسمه ""لوط ""إلى الان ما اُرسِل وزوجته"" سَارَة"" هاذان اللذان فقط آمن به أما بقيت القوم كفروا به مع أنهم رأوا هذه الاية البينة ناده الملك وإسمه"" النمرود""هذا الملك الظالم ندى إبراهيم الخليل عليه السلام لما سمع بالخبر قال آئتوا به فلما جيئ بإبراهيم وكان فتا صغيرا شابا قال له يا إبراهيم سمعت أنك فعلت كذا وكذا أتزعم أن لك رب قال نعم ربي الله الذي خلقني وخلقك وخلق كل
شيء ربي الله الذي يحي ويميت {ألَمْ تَرَ إلَى الّذِي } من إنه ملك من الملوك ظالم طاغية آتاه الله عز وجل الملك{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ} فرد الملك بكل سفاهة ووقاحة قال أنا أحي وأميت القضية إحياء وإماتة سهلة فنادى رجلا بالسجن فقال لجنوده أقتلوه فقتلوه أرأيت أمَتُّهُ وندى رجلا سوف يُعدم قال له أطلقتك وتركتك حرا قال أرأيت أحييته أحييت هذا وأمت ذاك إنه الجهل إنها السفاهة إنه قِمَّة الجنون أي عقل هذا يتكلم به هذا الرجل وهذا ملكهم إسمه النمرود والفتى يرد عليه بكل عقل وبينة ودليل { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ } لِما { أَنْ آَتَاهُ اللهُ الْمُلْكَ} الملك أعماه وأعما بصيرته { إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّي الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ }وهذا الكل يشهد به الكل يعلم به أن الله عز وجل يُحْيِيِ والله عز وجل يُميت فإذا به
يقول بك صفقاة {قاَلَ أنَا أحْيِ وَأُمِيتْ}عَلِم إبراهيم الخليل أن هذا الرجل يريد الجدال لأجل الجدال فقط هذا لا يعقل فطلب منه أمرا آخر وأخبره بشيء جديد هذا الشيء الجديد لا يستطيع أن يفعله وهذا من تمام عقل إبراهيم قال أرأيت إلى الشمس كل يوم تشرق من المشرق وتغرب في المغرب هذا فعل الله عز وجل ما رأيك أن تأتي بالشمس من المغرب يوما قال إبراهيم { فَإِنَّ الله يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} ظل إبراهيم الخليل يحج
قومه بُهِت الملك بُهِت الناس وهم يرون هذه الايات البينات لم يستطيعوا فعل شيء لكنهم مع هذا لم يستجيبوا لأبراهيم مكروا به فقرر إبراهيم مع إبن أخيه لوط وزوجتة ""سَارَة ""أن يخرجوا لله عز وجل ويهاجروا ويبلغ دين الله جل وعلا أين هاجر إبراهيم أين ذهب ماذا صنع ماذا حدث لأبراهيم وهل رزقه الله عز وجل أولادا هذا ما سوف نعلمه بإذن الله عز وجل في القادمة كونوا معنا أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
عمر الحوت