هل الكفار مكتوب عملهم في الأزل؟ وإذا كان كذلك فكيف يعذبهم الله-تعالى-؟ للشيخ بن عثيمين
زهرة الليلك- مديــــــر المنتـــــدي
- زقم العضويه : 7
عدد المساهمات : 4378
نقاظ : 12268
السٌّمعَة : 45
تاريخ التسجيل : 02/01/2010
العمر : 39
الموقع : سوريا /// العاصمة /////دمشق/////
- مساهمة رقم 1
هل الكفار مكتوب عملهم في الأزل؟ وإذا كان كذلك فكيف يعذبهم الله-تعالى-؟ للشيخ بن عثيمين
وسئل فضيلته: هل الكفار مكتوب عملهم في الأزل؟ وإذا كان كذلك فكيف يعذبهم الله-تعالى-؟
فأجاب فضيلته بقوله : نعم الكفار مكتوب عملهم في الأزل ،
ويكتب عمل الإنسان أيضاً
عند تكوينه في بطن أمه كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح عن عبد الله بن مسعود
- رضي الله عنه - قال : حدثنا رسول
الله ، صلى الله عليه وسلم ، وهو الصادق المصدوق:
(إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه -أربعين يوماً ، ثم يكون علقة مثل ذلك ،
ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل إليه الملك فيؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه ، وأجله ، وعمله ، وشقي أم سعيد).
فأعمال الكفار مكتوبة عند الله -عز وجل-معلومة عنده والشقي شقي عند الله - عز وجل ـ في الأزل ،
والسعيد سعيد عند الله في الأزل. ولكن قد يقول قائل كما قال السائل : كيف يعذبون وقد كتب الله عليهم ذلك في الأزل؟
فنقول : إنهم يعذبون
لأنهم قد قامت عليهم الحجة وبين لهم الطريق، فأرسلت إليهم الرسل ، وأنزلت
الكتب ، وبين الهدى من الضلال ورُغِّبوا في سلوك طريق الهدى، وحُذِّروا من
سلوك طريق الضلال ،
ولهم عقول ولهم إرادات ،
ولهم اختيارات ولهذا نجد هؤلاء الكفار وغيرهم أيضاً يسعون إلى مصالح
الدنيا بإرادة واختيار ، ولا نجد أحداً منهم يسعى إلى شيء يضره في دنياه
أو يتهاون ويتكاسل في أمر نافع له
، ثم يقول : إن هذا مكتوب علي.
أبداً فكل يسعى إلى ما فيه المنفعة ،
فكان عليهم أن يسعوا إلى ما فيه منفعة أمور دينهم كما يسعون إلى ما فيه المنفعة في أموردنياهم ،
ولا فرق بينهما بل إن بيان الخير والشر في أمور الدين في الكتب المنزلة على الرسل ،
عليهم الصلاة والسلام ، أكثر وأعظم من بيان الأمور الدنيوية ،
فكان عليهم أن يسلكوا الطرق التي فيها نجاتهم والتي فيها سعادتهم دون أن يسلكوا الطرق التي فيها هلاكهم وشقاؤهم .
ثم نقول : هذا الكافر حين أقدم على الكفر لا يشعر أبداً أن أحد أكرهه،
بل هو يشعر أنه فعل ذلك بإرادته واختياره ، فهل كان حين إقدامه على الكفر عالماً بما كتب الله له؟
والجواب: لا . لأننا نحن لا نعلم أن الشيء مقدر علينا إلا بعد أن يقع ،
أما قبل أن يقع فإننا لا نعلم ماذا كتب لأنه من علم الغيب.
ثم نقول له : الآن أنت قبل أن تقع في الكفر أمامك شيئان :
هداية وضلال فلماذا لا تسلك
طريق الهداية مقدراً أن الله كتبه لك؟ لماذا تسلك طريق الضلال ثم بعد أن
تسلكه تحتج بأن الله كتبه؟! لأننا نقول : لك قبل أن تدخل هذا الطريق
هل عندك علم أنه مكتوب عليك ؟ فسيقول : لا .
ولا يمكن أن يقول : نعم
. فإذا قال : لا.
قلنا : إذاً لماذا لم تسلك طريق الهداية وتقدر أن الله تعالى -كتب لك ذلك ولهذا يقول الله
-عز وجل-: {فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم}
ويقول : -عز وجل - {فأما من أعطى . واتقى وصدق بالحسنى . فسنيسره لليسرى . وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسني . فسنيسره للعسرى}
ولما أخبر النبي عليه
الصلاة والسلام أصحابه: بأنه ما من أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة
ومقعدة من النار قالوا: يا رسول الله ألا ندع العمل ونتكل على الكتاب؟
قال: (لا ، اعملوا فكل ميسر لما خلق له)
ثم قرأ قوله -تعالى -:
{فأما من أعطى واتقى . وصدق بالحسنى . فسنيسره لليسرى . وأما من بخل واستغنى . وكذب بالحسنى . فسنيسره للعسرى} .
فهذا جوابنا على هذا السؤال الذي أورده هذا السائل وما أكثر من يحتج به من أهل الضلال ،
وهو عجب منهم لأنهم لا يحتجون
بمثل هذه الحجة على مسائل الدنيا أبداً ، بل تجدهم يسلكون في مسائل الدنيا
ما هو أنفع لهم ، ولا يمكن لأحد أن يقال له : هذا الطريق الذي أمامك
طريق وعر صعب، فيه لصوص ،
وفيه سباع ، وهذا الطريق الثاني طريق سهل ، ميسر آمن.
لا يمكن لأحد أن يسلك الطريق الأول ويدع الطريق الثاني مع أن هذا نظير الطريقين
: طريق النار،وطريق الجنة. فالرسل بينت طريق الجنة وقالت : هو هذا ،
وبينت طريق النار وقالت : هو هذا ، وحذرت من الثاني ورغبت في الأول ،
ومع ذلك فإن هؤلاء العصاة يحتجون بقضاء الله وقدره -وهم لا يعلمونه -
على معاصيهم ومعايبهم التي فعلوها باختيارهم وليس لهم في ذلك حجة عند الله-تعالى- .
فأجاب فضيلته بقوله : نعم الكفار مكتوب عملهم في الأزل ،
ويكتب عمل الإنسان أيضاً
عند تكوينه في بطن أمه كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح عن عبد الله بن مسعود
- رضي الله عنه - قال : حدثنا رسول
الله ، صلى الله عليه وسلم ، وهو الصادق المصدوق:
(إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه -أربعين يوماً ، ثم يكون علقة مثل ذلك ،
ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل إليه الملك فيؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه ، وأجله ، وعمله ، وشقي أم سعيد).
فأعمال الكفار مكتوبة عند الله -عز وجل-معلومة عنده والشقي شقي عند الله - عز وجل ـ في الأزل ،
والسعيد سعيد عند الله في الأزل. ولكن قد يقول قائل كما قال السائل : كيف يعذبون وقد كتب الله عليهم ذلك في الأزل؟
فنقول : إنهم يعذبون
لأنهم قد قامت عليهم الحجة وبين لهم الطريق، فأرسلت إليهم الرسل ، وأنزلت
الكتب ، وبين الهدى من الضلال ورُغِّبوا في سلوك طريق الهدى، وحُذِّروا من
سلوك طريق الضلال ،
ولهم عقول ولهم إرادات ،
ولهم اختيارات ولهذا نجد هؤلاء الكفار وغيرهم أيضاً يسعون إلى مصالح
الدنيا بإرادة واختيار ، ولا نجد أحداً منهم يسعى إلى شيء يضره في دنياه
أو يتهاون ويتكاسل في أمر نافع له
، ثم يقول : إن هذا مكتوب علي.
أبداً فكل يسعى إلى ما فيه المنفعة ،
فكان عليهم أن يسعوا إلى ما فيه منفعة أمور دينهم كما يسعون إلى ما فيه المنفعة في أموردنياهم ،
ولا فرق بينهما بل إن بيان الخير والشر في أمور الدين في الكتب المنزلة على الرسل ،
عليهم الصلاة والسلام ، أكثر وأعظم من بيان الأمور الدنيوية ،
فكان عليهم أن يسلكوا الطرق التي فيها نجاتهم والتي فيها سعادتهم دون أن يسلكوا الطرق التي فيها هلاكهم وشقاؤهم .
ثم نقول : هذا الكافر حين أقدم على الكفر لا يشعر أبداً أن أحد أكرهه،
بل هو يشعر أنه فعل ذلك بإرادته واختياره ، فهل كان حين إقدامه على الكفر عالماً بما كتب الله له؟
والجواب: لا . لأننا نحن لا نعلم أن الشيء مقدر علينا إلا بعد أن يقع ،
أما قبل أن يقع فإننا لا نعلم ماذا كتب لأنه من علم الغيب.
ثم نقول له : الآن أنت قبل أن تقع في الكفر أمامك شيئان :
هداية وضلال فلماذا لا تسلك
طريق الهداية مقدراً أن الله كتبه لك؟ لماذا تسلك طريق الضلال ثم بعد أن
تسلكه تحتج بأن الله كتبه؟! لأننا نقول : لك قبل أن تدخل هذا الطريق
هل عندك علم أنه مكتوب عليك ؟ فسيقول : لا .
ولا يمكن أن يقول : نعم
. فإذا قال : لا.
قلنا : إذاً لماذا لم تسلك طريق الهداية وتقدر أن الله تعالى -كتب لك ذلك ولهذا يقول الله
-عز وجل-: {فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم}
ويقول : -عز وجل - {فأما من أعطى . واتقى وصدق بالحسنى . فسنيسره لليسرى . وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسني . فسنيسره للعسرى}
ولما أخبر النبي عليه
الصلاة والسلام أصحابه: بأنه ما من أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة
ومقعدة من النار قالوا: يا رسول الله ألا ندع العمل ونتكل على الكتاب؟
قال: (لا ، اعملوا فكل ميسر لما خلق له)
ثم قرأ قوله -تعالى -:
{فأما من أعطى واتقى . وصدق بالحسنى . فسنيسره لليسرى . وأما من بخل واستغنى . وكذب بالحسنى . فسنيسره للعسرى} .
فهذا جوابنا على هذا السؤال الذي أورده هذا السائل وما أكثر من يحتج به من أهل الضلال ،
وهو عجب منهم لأنهم لا يحتجون
بمثل هذه الحجة على مسائل الدنيا أبداً ، بل تجدهم يسلكون في مسائل الدنيا
ما هو أنفع لهم ، ولا يمكن لأحد أن يقال له : هذا الطريق الذي أمامك
طريق وعر صعب، فيه لصوص ،
وفيه سباع ، وهذا الطريق الثاني طريق سهل ، ميسر آمن.
لا يمكن لأحد أن يسلك الطريق الأول ويدع الطريق الثاني مع أن هذا نظير الطريقين
: طريق النار،وطريق الجنة. فالرسل بينت طريق الجنة وقالت : هو هذا ،
وبينت طريق النار وقالت : هو هذا ، وحذرت من الثاني ورغبت في الأول ،
ومع ذلك فإن هؤلاء العصاة يحتجون بقضاء الله وقدره -وهم لا يعلمونه -
على معاصيهم ومعايبهم التي فعلوها باختيارهم وليس لهم في ذلك حجة عند الله-تعالى- .
زهرة الليلك- مديــــــر المنتـــــدي
- زقم العضويه : 7
عدد المساهمات : 4378
نقاظ : 12268
السٌّمعَة : 45
تاريخ التسجيل : 02/01/2010
العمر : 39
الموقع : سوريا /// العاصمة /////دمشق/////
- مساهمة رقم 3