2 مشترك
رحمة النبى بأمته
نورجيمى- مشرف عام القسم الاسلامي
- زقم العضويه : 11
عدد المساهمات : 1059
نقاظ : 7067
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 03/01/2010
- مساهمة رقم 1
رحمة النبى بأمته
[size=24]
أيها الأحبة الكرام لقد زكى الله نبينا بقوله سبحانه وتعالى: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ (107) سورة الأنبياء قال ابن عباس: رسول الله بعث رحمة للبار
والفاجر، فمن آمن بالنبى تمت له الرحمة فى الدنيا والآخرة مصداقا لقول الله تعالى: وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ
اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33) سورة الأنفال فرسول الله رحمة لكل العالمين وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ بل روى مسلم فى صحيحه وأرجو
أن تركزوا معى الليلة فسوف يمن الله عليكم بقدر كبير من أحاديث النبى فى هذه المحاضرة ، قد يزيد عدد الأحاديث الليلة عن خمسين حديثا من
أحاديث المصطفى وهذه من أعظم بركات هذه المحاضرة وما دمعت عين لا تدمع لكلام
المصطفى ، ولا رق قلب لا يرق لكلام المصطفى.
روى مسلم فى صحيحه من حديث أبى هريرة أنه قبل للنبى : ادع على
المشركين.... قال المصطفى :"
أنى لم أبعث لعانا وإنما بعثت رحمة"([sup][1][/sup][3]) .
بل وروى الدارمى- للأمانة العلمية- مرسلا إلا أنى وقفت على هذا
الحديث فى مستدرك الحاكم صححه الحاكم على شرط الشيخين وأقره عليه الإمام الذهبى
أنه قال: " إنما أنا رحمة مهداة"([sup][2][/sup][4])
وأرجو ألا يكون بينا الليلة بخيل يسمع كلام النبى ولا يصلى على النبى ، يقول الحبيب : " إنما أنا رحمة مهداة" فتعال نقف على رحمة
النبى لأمته: فوالله لقد روى البخارى ومسلم من حديث عبد الله بن عمرو أن
النبى قرأ يوما قول الله تعالى فى إبراهيم: رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ فَمَن
تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ(36) سورة إبراهيم
وقرأ قول الله فى
عيسى: إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ
لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118) سورة المائدة فبكى الحبيب المصطفى ورفع يديه إلى السماء
فسمع الله بكاءه وعلم الله ما جال فى صدره، والله يعلم ما كان وما هو كائن وما سوف
يكون فقال الله لجبريل عليه السلام : يا جبريل سل محمداً ما الذى يبكيك؟ وهو أعلم
فنزل جبريل فسأل المصطفى فقال الحبيب:" أمتى أمتى يا جبريل.."
فصعد جبريل إلى السماء وقال لرب العزة: يبكى محمد على أمته فأمر الله جبريل مرة
ثانية وقال له: يا جبريل أنزل لمحمد وقل له: إنا سنرضيك فى أمتك ولا نسوؤك([sup][3][/sup][5]).
ومما زادنى فخرا وتيــها دخولى تحت قولك يا عبادى | | وكدت بأخمصى أطـأ الثريا وأن أرسلت أحمد لــى نبيا |
فأمه النبى أمة ميمونة أمة النبى أمة مرحومة، ايها الشاب الحبيب أرجو ألا تفقد الأمل فى هذه الأمة،
أمة فيها النبى أمة فيها أبو بكر وعمر وعثمان وعلى وجميع أصحاب الحبيب ، وفيها مسلم والبخارى وفيها أبو حنيفة ومالك وأحمد والشافعى وفيها
السائرون على هذا الدرب المنير البهى.
فلئن عرف التاريخ أوسا وخزجا وإن كنوز الغيب تخفى طلائعا | | فلله أوس قادمون وخزرج حرة رغم المكائد تخرج |
وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ
النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ(21) سورة يوسف فحيثما توجهتم إخوتاه فى مشارق الأرض ومغاربها
سترون عودة وأوبة من شاب فى ريعان الصبا وفتيات فى عمر الزهور والورود، وقد أعطى
الشباب فى هذه الصحوة قد أعطى ظهره لواشنطن وبانكوك ومدريد وتل أبيب ووجه وجهه من
جديد إلى بيته قال الله لحبيبه: قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء
فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ
الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ
الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ
وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144) سورة البقرة فوالله إن ما نراه الآن إنما هو وعد الله جل
وعلا وإنما هو وعد رسوله.
صبح تنفس بالضياء وأشرقا وشبيبة الإسلام هذا فيلق وقوافل الإيمان تتخذ المدى دربا | | والصحوة الكبرى تهز البيرقا فى ساحة الأمجاد ويتبع فيلقا وتصنع للمحيط الزورقا |
أسأل الله أن ينفع بها وأن يحفظها من بين يديها ومن خلفها وأن
يثبتنا وإياكم على الحق وأن يختم لى ولكم بالإيمان والتوحيد فأمة النبى أمة لا تخلو من الخير أبداً فى كل زمان ومكان تدبر مكانة هذه
الأمة، يقول الحبيب المصطفى كما فى صحيح مسلم من حديث أبى هريرة: " لكل
نبى دعوة مستجابة".
وأنظر إلى رحمة النبى بهذه الأمة: " لكل نبى دعوة مستجابة فتعجل كل نبى بدعوته
إلا أنا فقد اختبأت دعوتى شفاعة لأمتى يوم القيامة".
اللهم لا تحرمنا شفاعة حبيبك المصطفى " فهى نائلة إن شاء
الله تعالى من مات من أمتى لا يشرك بالله شيئاً"([sup][4][/sup][6])
أسأل الله أن يختم بنا بالتوحيد" لكل نبى دعوة مستجابة
فتعجل كل نبى بدعوته إلا أنا فقد اختبأت دعوتى شفاعة لأمتى يوم القيامة فهى نائلة
إن شاء الله تعالى من مات من أمتى لا يشرك بالله شيئاً".
وأختم هذا العنصر ، فإنى لا أريد أن أطيل مع كل فقرة وإلا فإن كل
فقرة من فقرات المحاضرة تحتاج والله إلى محاضرة ، وإنما هى رؤوس أقلام لإخوانى
وأحبابى من طلاب العلم والدعاة ليفرعوا عليها إن شاء الله تعالى، أختم هذه الفقرة
فى رحمة النبى بأمته بحديث رقراق رواه
البخارى ومسلم من حديث أبى سعيد الخدرى أن النبى قال: ينادى على آدم
ويقال له: يا آدم .. فيقول له آدم: لبيك يا رب وسعديك والخير بين يديك فيقول الله
لآدم: أخرج بعث النار من ذريتك فيقول آدم: وما بعث النار يارب فيقول الله: من كل
ألف تسعمائة وتسعة وتسعون إلى النار".
اللهم سلم سلم... يقول المصطفى :" فحينئذ يشيب الصغير وتضع
كل ذات حمل حملها {يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا
أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى
وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ } (2) سورة الحـج فشق
ذلك على أصحاب النبى وقالوا: يا رسول الله فمن ينجو وأبنا ذلك الواحد فقال المصطفى:"
أبشروا فمن يأجوج ومأجوج تسعمائة وتسعة وتسعون ومنكم واحد..." فكبر أصحاب
النبى فقال المصطفى:" والذى نفسى بيده إنى لأرجو أن تكونوا ثلث
أهل الجنة" فكبر اصحاب المصطفى فقال فى الثالثة- ويا لها والله من كرامة-
قال:" إنى لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة"([sup][5][/sup][7]) . وأمة النبى أمة من بين سبعين أمة... أنتم موفون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها
على الله تعالى... هذه الأمة من بين هذه الأمم تشغل نصف أهل الجنة سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ
عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ
وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ
الْعَظِيمِ (21) سورة الحديد ولكن هذه رحمة النبى بالأمة، وبكل أسف فهذه هى رحمة النبى بالأمة لم يعد كثير من أفرادها يعلم قدر رسول الله ، فإن جل الأمة الآن يردد أنه يحب النبى ويزعم أنه يتبع النبى فى الوقت الذى نحت فيه
الأمة شريعة النبى وأخرت فيه سنة النبى وحكمت فى الأعراض والدماء والفروج القوانين الواضعية الفاجرة
الجائرة فى الوقت الذى تتغنى فيه فى يوم من أيام شهر ربيع فى كل عام تتغنى فيه
الأمة بحب نبيها وهذا والله حب كاذب قال تعالى: قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ
اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (31) سورة آل عمران ولله در القائل:
من يدعى حب النبى ولم يفد فالحب أول شرطه وفروضه | | من هدية فسفاهة وهراء إن كان صدقا طاعة ووفاء |
واحذر أيها الحبيب يا من تدعى الحب من غير اتباع، احذر بأنه قد
يحال بينك وبين شفاعة النبى فإن النبى لا يشفع إلا بإذن الرب العلى: اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ
تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ
مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ
أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ
بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ
حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255) سورة البقرة والحديث رواه البخارى ومسلم من حديث سهل بن سعد
الساعدى قال الحبيب النبى :" أنا فرطكم على الحوض" أى: سابقكم على الحوض،
وحوض الحبيب ماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى مذاقا وطعماً من العسل وعدد كيزانه
بعدد نجوم السماء، من شرب منه شربة بيد الحبيب لا يظمأ بعدها أبدأ حتى يتمتع
بالنظر إلى وجه الله فى الجنة، اللهم اسقنا بيده الشريفة شربة هنيئة مريئة لا نرد
ولا نظمأ بعدها أبدا يارب العالمين... يقول المصطفى :" أنا فرطكم على
الحوض من مر على شرب، ومن شرب لا يظمأ أبداً، وليردن على الحوض أقوام أعرفهم
ويعرفوننى ثم يحال بينى وبينهم فأقول: أنهم من أمتى إنهم من أمتى فيقال لى: إنك لا
تدرى ما احدثوا بعدك فأقول: سحقا سحقا لمن غير بعدى"([sup][6][/sup][8])
هذه هى رحمة النبى بالأمة فهل لهذه الأمة أن تنحى شريعة النبى وهل لهذه الأمة أن تخالف
هدى النبى لو عرفت الأمة قدر الحبيب النبى لا تبعت أمره ولا جتنبت نهيه ولوقفت عند حدوده، لتعلم يقينا أنه
لا سعادة لها فى الدنيا ولا فى الآخرة إلا إذا فاءت من جديد إلى هدى الحبيب ، أسأل الله أن يرد الأمة إليه ردا جميلاً، إنه ولى ذلك والقادر
عليه.
محمود عبدالله- مدير عام المنتدى
- زقم العضويه : 1
عدد المساهمات : 7882
نقاظ : 18018
السٌّمعَة : 44
تاريخ التسجيل : 29/12/2009
العمر : 55
الموقع : مصر
- مساهمة رقم 2
رد: رحمة النبى بأمته
بارك الله فى مجهودك