رابعاً: رحمة النبى بالأطفال
نورجيمى- مشرف عام القسم الاسلامي
- زقم العضويه : 11
عدد المساهمات : 1059
نقاظ : 7067
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 03/01/2010
- مساهمة رقم 1
رابعاً: رحمة النبى بالأطفال
[size=24]
أطفالنا يطردون الآن
من المساجد ويهانون فى المساجد وأنا لا أدرى إن لم يتعلم أطفالنا فى مساجدنا أين
ستيعلم الأطفال؟ أى هل سيتعلم أبناؤنا فى الكنائش إن لم نفتح لأطفالنا الأبواب
والصدور والقلوبن ارحموا الأطفال أيها الآباء وأيها المربون، فهذا الطفل هو الذى
سيجلس فى هذا المكان فى الغد القريب ليعلم الأمة قال الله قال رسوله ، ولقد رحمهم النبى رحمة يجب علينا أن نحولها فى بيوتنا وفى مساجدنا وفى مدارسنا إلى
واقع عملى ومنهج حياة والله لقد دخل الأقرع بن حابس على رسول الله يوما وهو يقبل الحسن ويقبل الحسين فقال : والله أنا لى عشرة من
الآولاد ما قبلت واحدا منهم فغضب النبى وقال:" وما لى أن نزع الله الرحمة
من قلبك، من لا يرحم لا يرحم" والحديث فى الصحيحين: " من لا يرحم
لا يرحم"([sup][1][/sup][19]) .
هل تتصور أيها الحبيب المصطفى كان إذا خرج من المسجد
فقابلة الصبيان وقف يسلم على الصبيان ، ويمسح على خدى أحدهم واحدا واحداً، والحديث
فى صحيح مسلم، من حديث جابر بن سمرة يقول جابر: صليت مع النبى الصلاة الآولى، فخرج
إلى أهله فقابلة الصبيان، فجعل النبى يمسح خدى أحدهم واحدا واحداً، ثم مسح النبى
على خدى يقول جابر: فوجدت ليده بردا وريحا كأنه أخرجها من جؤنة عطار.([sup][2][/sup][20])
عمر بن أبى سلمة كان غلاما فى حجر النبى والحديث فى صحيح مسلم
فكانت يديه تطيش فى الصحفة إذا ما أكل مع رسول الله يمد يده هنا وهنالك فقال
له النبى :" يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك"([sup][3][/sup][21]) .
وفى الصحيحين أن الحسن بن على أخذ يوما تمرة من تمر الصدقة فلما
وضعها فى فيه أخذها النبى وقال:" كخ كخ ألا تعلم يا حسن إننا لا نأكل الصدقة"([sup][4][/sup][22]) .
وفى سنن أبى داود بسند صححه شيخنا الألبانى أنه قال: "علموا
أبناءكم الصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم فى
المضاجع"([sup][5][/sup][23]).
أدب وتربية وتعليم والرحمة بالأطفال نريد أن نتعامل مع أطفالنا فى
المساجد على أنهم كبار، الطفل طفل سيجرى، سيلعب، سيضحك، فإن لم نفتح الصدور
والقلوب فأين يتعلم:
مشـى
الطـاوس يومـا باختـيال ونحـن مقلدوه
فقال:
علام تختالون؟ قالوا: لقد بدأت ونحـن مقلدوه
يشب ناشئ
الفتيان منا على ما كان قد عوده أبــوه
التربية- ولقد روى مسلم فى صحيحه فقال: حدثنا أو خيثمة زهير بن
حرب، حدثنا وكيع، عن كهمس، عن عبد الله بن بريده، عن يحيى بن يعمر قال: كان أول من
قال فى القدر بالبصرة معبد الجهنى فانطلقت أنا وعبد الرحمن الحميرى حاجين أو
معتمرين، فقلنا: لو لقينا أحداً من أصحاب النبى فسألناه عما يقول هؤلاء فى القدر؟ يقول: فوفق لنا عبد الله بن عمر
داخلا المسجد فاكتتفته أنا وصاحبى أحدنا عن يمينه، والآخر عن شماله فظننت أن صاحبى
سيكل الكلام إلى فقلت: يا أبا عبد الرحمن إنه قد ظهر قبلنا ناس يقرءون ويتقفرون
العلم- أى: يبحثون عن غوامض العلم وخوافيه، ويزعمون أن لاقدر وأن الأمر أنف أى :
لا يعلم الله الأشياء إلا بعد وقوعها، فقال ابن عمر: إذا لقيت هؤلاء فأخبرهم أنى
برئ منهم وأنهم براء منى، والذى يحلف به عبد الله بن عمر لو أن لأحدهم مثل أحد
ذهبا فأنفقه ما قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر: ثم قال ابن عمر: حدثنى أبى عمر بن
الخطاب: بينما نحن جلوس عند رسول الله ([sup][6][/sup][24]) ... وساق
الحديث الطويل المشهور.
والسؤال الآن يا إخوة : ما الذى يحدث به الآباء الأبناء فى هذه
الأيام؟ وما الذى كان يحدث به الآباء الأبناء فى سالف الأيام؟
حدثنى أبى عن رسول الله : كانوا يحدثوا أبناءهم قال رسول الله كذا، فما الذى يحدث به الآن
الوالد ولده.
لقد قامت كثير من البيوت الآن استقالات جماعية تربوية، فإن أطفالنا
الآن يتربون على التلفاز، يتربون فى الشوارع، يتربون بين اصحاب السوء، لأن الأب قد
تخلى، ولأن الأم قد شُغلت، حتى الوقت، الرمق من الوقت الذى يتبقى للوالد لكثير من
آبائنا وإخواننا يقتله قتلاً ويقضى عليه قضاء بالمكث هذا الوقت أمام التلفاز الذى
يعزف الآن على وتر الجنس والدعارة والعنف، وأنا أقول هذا ورب الكعبة، لأننى أخاف
على أى طفل من أطفال المسلمين، لأنه كابنى.
أنا لا أحب لولدى أن يتربى على هذا التلفاز الآن، وكذلك لا أحب
لابنك فهو أبنى- أن يتربى على هذه المائدة النجسة القذرة التى لا تعزف إلا على وتر
الجنس وعلى وتر الدعارة: المسرحيات الهابطة، والمسلسلات الساقطة، والأفلام
الداعرة، وقناة السينما نقلت الزنا لبيوت المسلمين والمسلمون الآن يقضون الليل بل
يقيمون الليل أمام أفلام الزنا الداعرة، ولا حول ولا قوة إلا بالله، والله لو علم
الله أن الآمة تستحق الآن النصر لنصرها، والله لو علم الله، أن الأمة تستحق الآن
الاستخلاف والتمكين لاستخلفها ومكن لها.
الله عدل، إن الله سننا ربانية فى كونه لا تحابى هذه السنن أحداً
من الخلق مهما أدعى لنفسه من مقومات المحاباة.
قال تعالى:
الَّذِينَ
أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ
وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ
وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا
وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) سورة الحـج أرجو
أن تتعلم الأمة هذه الدروس العملية من القدوة الطيبة والمثل الأعلى .