2 مشترك
ثانياً: رحمة النبى فى دعوته
نورجيمى- مشرف عام القسم الاسلامي
- زقم العضويه : 11
عدد المساهمات : 1059
نقاظ : 7067
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 03/01/2010
- مساهمة رقم 1
ثانياً: رحمة النبى فى دعوته
[size=18]
[/sup]
أيها
الأحبة الكرام .... أنا لا أسوق الليلة هذا لكم الهائل من الأدلة التى ستستمعون
إليها لمجرد الثقافة الذهنية الباردة ، لا
لمجرد أن أضيف إلى المكتبة الإسلامية شريطا آخر، وإنما ليقف كل واحد منا مع نفسه وقفة
صدق أين هو من أخلاق رسول الله، فإننا نرى الأمة لا ينقصها العلم فما أكثر
المحاضرات وما اعظم المجلدات بل إن أرفف المكتاب تئن بالمنهج النظرى ، ولكن اعلموا
بأن هذا المنهج لا قيمة له ما لم يتحول فى منهج الناس إلى منهج عملى، فلقد نجح
المصطفى فى أن يطبع عشرات الآلاف من النسخ من المنهج التربوى الإسلامى،
ولكنه لم يطبعها بالحبر على صحائف الورق، وإنما طبعها على صحائف قلوب أصحابه بمداد
من التقى والنور فتحول المنهج التربوى إلى منهج واقعى عملى بين الناس، رأى الناس
روعة وسمو وجلال المنهج التربوى العلوى المعجز، رحمة النبى فى دعوته.
أيها
الدعاة... أيها الطلاب للعلم يا من الله عليلكم بالسنة والحركة للدعوة، أرجو أن
تعلموا يقيناً أن المنهج الدعوى منهج توقيفي على الحبيب النبى لابد أن تعلم أصوله،
ولابد أن تقف على خطواته فإن النبى ما ترك المنهج الدعوى لأى داعية ليجدده بنفسه
وليختار أصوله وبنوده وأسسه بهواه ، كلا بل لقد حدد الله لسيد الدعاة منهجا دعوياً
الناس محتاجون إلى قلب كبير وإلى كنف رحيم وإلى بسمة بهية، أرجو ألا تخرج لإخواتك
بوجه مكفهر وأنت تدعى أنك تحمل هموماً أعظم من الهموم التى حملها رسول الله أبداً،
بل فرق أيها الحبيب بين مقام الدعوة ومقام القتل فمقام الدعوة هو اللين ومقام
القتال هو الغلظة والشدة، فأنا أرى بعض أحبابى حينما يتحرك للدعوة يظن أنه فى مقام
جهاد أو فى مقام قتال إن دعا أخاه أرتفع صوته واحمر وجهه وعنف ووبخ، لا ليس هذا هو
مقام الدعوة بل مقام الدعوة هو الرحمة ، مقام الدعوة هو الحكمة مقام الدعوة بل
مقام الدعوة هو الرحمة، مقام الدعوة هو الحكمة مقام الدعوة هو اللين ... قال تعالى
مخاطبا سيد الدعاة:ادْعُ إِلِى
سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم
بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ
وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} (125) سورة النحل وقال تعالى مخاطبا سيد
الدعاة:فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا
غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ
لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ
إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ(159) سورة آل عمران وقال الله تعالى لنبين كريمين من أنبيائه
لموسى وهارون: {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى} (43) سورة طـه هذا مقام
دعوة فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ
يَخْشَى (44) سورة طـه فلما
قرأ سيدنا قتادة هذه الآية بكى وقال: سبحانك ربى ما أحلمك تأمر موسى
وهارون أن يقولا لفرعون قولا لينا فإن كان هذا هو حلمك بفرعون الذى
قال: أنا ربكم الأعلى.
فكيف يكون حلمك بعبد قال: سبحان ربى الأعلى، هذا مقام الدعوة أيها
الأحبة اما مقام الجهاد يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم
مِّنَ الْكُفَّارِ وَلِيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ
الْمُتَّقِينَ (123) سورة التوبة هذا مقام قتال هذا مقام جهاد: فالداعية لابد أن
يكون رحيماً بالمدعوين، لا تنظر إلى إخوانك وإلى طلابك ولسان حالك يقول أنا العالم
وأنتم الجاهلون، أنا المتبع وأنتم المبتدعون، أنا المهتدى وأنتم الضالون: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ
اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ
لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ مَغَانِمُ
كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ
إِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (94) سورة النساء {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا
تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ
لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (17) سورة الحجرات .
تدبر
معى المنهج العملى الذى نفذه الحبيب النبى ستجد الرحمة ستجد الرحمة فى
دعوة النبى
متجسدة، فقد روى مسلم فى صحيحه من حديث
معاوية بن الحكم السلمى: بينما أنا أصلى يوماً مع رسول الله إذ عطس رجل من القوم فقلت:
يرحمك الله يقول: فرمانى القوم بأبصارهم- نظروا إلى بحدة وشدة، الرجل لا يعلم أن
الحكم نسخ فلقد كان الصحابة قبل ذلك يسلمون على النبى فى الصلاة فيرد النبى عليهم
السلام، ثم نسخ النبى هذا الحكم ونهى عن الكلام فى الصلاة، وجاء هذا الرجل ولا
يعرف أن الحكم قد نسخ فوقف فى الصلاة، فلما عطس رجل فى الصلاة فقال له: يرحمك الله
فرماه القوم بأبصارهم يقول معاوية بن أبى الحكم السلمى: واثكل أمياه ما شأنكم
تنظرون إلى .. كل ده فى الصلاة.. واثكل أمياه فرأيت الناس يضربون بأيديهم على
أفخاذهم فسكت يقول: فلما أنهى النبى فبأبى هو وأمى والله ما رأيت معلما قبله ولا
بعده أحسن تعليما منه.. قال: بأبى هو وأمى والله ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن
منه والله ما كهرنى ولا ضربنى ولا شتمنى إنما قال لى:" إن الصلاة لا يصلح فيها شئ من كلام الناس إنما
هى التسبيح التكبير وقراءة القرآن" ([sup][1][/sup][9])
أنظر
إلى الرحمة إلى الخلق أيها الشاب الحبيب نريد الآن أن تفتح القلوب إلى سنة حبيب
القلوب برحمة النبى وكلمة النبى فى دعوته فإننا لا نملك على الإطلاق بأن نحول
القلوب من البدعة إلى السنة، ومن الباطل إلى الحق، ومن الحرام إلى الحلال ومن الشر
إلى الخير، ولن يكون ذلك على الإطلاق بالعنف أو الشدة أو القسوة ، وإنما لا يكون
ذلك إلا بكلام علام الغيوب وكلام الحبيب المحبوب تحركوا بين عوام الناس بحكمة وتراحم وتواضع وأدب وبسمة ندية وطلعة
مشرقة ندية وبكلمة رقراقة رقيقة، علموا الناس السنة علموا الناس الحق وعلموا الناس
الحلال وعلموا الناس التوحيد يا شباب الصحوة إن مجرد الجلوس وإصدار الأحكام على
الناس بالكفر أو الفسق أو التبديع أو التضليل دون أن نتحرك لتعليمهم هذا الحد
لنيغير من الواقع بشئ على الإطلاق، وكلكم يعلم قصة الأعرابى الذى دخل مسجد النبى
وبال فى طائفة المسجد كلكم يعرف القصة وقال الصحابة: مه مه وقال الحبيب: دعوة"
لا تزرموه دعوه" اتركوه يكمل بوله فى المسجد .. ويقول الأعرابى: فأنهى
بوله فقال له:" إن المساجد لا تصلح لشئ من هذا وإنما جعلت للصلاة ولذكر
الله ولقراءة القرآن"[sup]([sup][2][/sup][10])
الأعرابى انفعل لأخلاق النبى ورحمة النبى
وحكمة النبى انفعل الأعرابى بهذه الأخلاق وهذه الرحمة فدخل الصلاة وهذا فى غير
رواية الصحيحين وغير رواية شيخنا الألبانى: انفعل الأعرابى بأخلاق الحبيب النبى
فدخل الصلاة وظل يقول: اللهم
ارحمنى وارحم محمداً ولا ترحم أحدا معنا فقال له المصطفى:" لقد تحجرت واسعاقال الله: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ }
(156) سورة الأعراف.. فلماذا ضيقت ما
وسع الله" ([sup][3][/sup][11])
أسال
الله أن يرحم الأمة جميعاً.
أيها الأحبة
الكرام أختم هذه الفقرة وهذا العنصر فى رحمة النبى فى دعوته بحديث رواه الإمام
أحمد فى مسندة أن شاباً جاء للنبى ليسـتأذنه فى الزنا والله جاء الشاب وقال: يا رسول الله اتأذن لى
فى الزنا فقال الصحابة: مه مه فقال النبى:" "ادن" اقترب
فاقترب من صاحب الرحمة المهداة فقال له الحبيب:" أتحبه لأمك": لا
والله يا رسول الله جعلنى الله فداك فقال الحبيب:" وكذلك الناس لا يحبونه
لأمهاتهم" قال:" أتحبه لأختك" قال: لا والله يا رسول
الله جعلنى الله فداك قال: "اتحبه لابنتك لخالتك لعمتك؟" قال: لا
والله يا رسول الله جعلنى الله فداك والنبى يقول:" وكذلك الناس"
ومع ذلك أيها الإخوة رفع الحبيب يده ووضعها على صدر هذا الشاب وقال الحبيب:
اللهم طهر قلبه وحصن فرجه واغفر ذنبه" إيه ده هذا الدعاء لشاب جاء يستأذن
النبى الزنا:" اللهم طهر قلبه وحصن فرجه واغفر ذنبة".
طهر
قلبه وحصن فرجه واغفر ذنبه.. فخرج الشاب من عند المصطفى ولا يوجد شئ أقبح إليه على
ظهر الأرض من الزنا([sup][4][/sup][12])، أرجو أن نحول
هذه الدروس إلى دروس عملية فى بيوتنا وشوارعنا ووظائفنا وأماكننا إننا لا نسوق هذا
لمجرد الثقافة الذهنية فقط كما ذكرت، وإنما رسول الله قدوتنا واسوتنا قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ
لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ
وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} (21) سورة الأحزاب
[/sup]
محمود عبدالله- مدير عام المنتدى
- زقم العضويه : 1
عدد المساهمات : 7882
نقاظ : 18018
السٌّمعَة : 44
تاريخ التسجيل : 29/12/2009
العمر : 55
الموقع : مصر
- مساهمة رقم 2
رد: ثانياً: رحمة النبى فى دعوته
صدق من سماكى نور
فانتى بعلمك فى الدين نور على نور
نورجيمى- مشرف عام القسم الاسلامي
- زقم العضويه : 11
عدد المساهمات : 1059
نقاظ : 7067
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 03/01/2010
- مساهمة رقم 3