3 مشترك
انما الاعمال بالنيات(الاربعون النوويه)
????- زائر
- مساهمة رقم 1
انما الاعمال بالنيات(الاربعون النوويه)
الحديث الأول
عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَبِي حَفْصٍ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ t قَالَ: سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ r يَقُولُ: " إنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إلَى مَا هَاجَرَ إلَيْهِ"
رَوَاهُ إِمَامَا الْمُحَدِّثِينَ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن الْمُغِيرَة بن بَرْدِزبَه الْبُخَارِيُّ الْجُعْفِيُّ [رقم:1]، وَأَبُو الْحُسَيْنِ مُسْلِمٌ بنُ الْحَجَّاج بن مُسْلِم الْقُشَيْرِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ [رقم:1907] رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فِي "صَحِيحَيْهِمَا" اللذِينِ هُمَا أَصَحُّ الْكُتُبِ الْمُصَنَّفَةِ.
تصدير أهل العلم كتبهم بهذا الحديث كأنه تذكير لطالب العلم بإخلاص النية , بحيث قال ها أنت في أول درس وأنت الآن في أول الكتاب والنبي صلى الله عليه وسلم يقول (إنما الأعمال بالنيات) فانتبه لنيتك هل طلبك للعلم بنية خالصة تريد بذلك القربى من الله عز وجل أو أن لك غرضا أخر .
فذكر هذا الحديث مناسب جدا لتذكير من بدأ بالكتاب من هذه الأربعين أو من غيرها
هذا الحديث يقول فيه عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب لتعلم أن أجر هذا الحديث حازه عمر بن الخطاب في الله تعالى عنه لأنه هو الذي حفظه عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يروه غيره من الصحابة حتى أبا هريرة الذي أكثر الرواية لم يروي هذا الحديث إنما هو مما تفرد به عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم وتفرد به عن عمر التابعي , فأخذ أجره ثم لم يروه عن علقمة أيضا إلا محمد بن إبراهيم التميمي تابعي عن تابعي ثم لم يروه عن محمد إلا تابعي ثالث وهو يحي بن سعيد الأنصاري فهؤلاء الثلاثة كل واحد تفرد به عن الذي فوقه فالحديث في أوله غريب يعني تفرد بروايته من ذكرت لكنه بعد ذلك اشتهر الحديث فرواه جمع غفير عن يحي بن سعيد الأنصاري رواه خلائق من الناس كثيرا جدا بالغ بعضهم في ذكر العدد فالحديث في أوله غريب وفي أخره مشهور والحديث من حيث موضوعه حديث عظيم أيضا لأنه يتعلق بكل شيء يتعلق بالنية التي هي لازمة لكل عمل ولذلك كثرت عبارات السلف في الثناء على هذا الحديث فمنهم من قال إن هذا الحديث هو الدين كله ومنهم من قال هو نصف الدين ومنهم من قال إنه ثلث الدين إلى كلام يدل مجموعه على ما ذكرت لك على أن الحديث له منزلة عند السلف وهذا الحديث لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن له سبباً ولا عن غيره في بعض الأحاديث ترد بسبب لكن هذا الحديث لم يثبت أن له سببا إنما قاله النبي صلى الله عليه وسلم
ابتداء وبهذا يعرف أن ما اشتهر عند بعض الشراح أن سببه أن رجلا هاجر ليتزوج امرأة اسمها أم قيس ويسمى هذا الرجل مهاجر أم قيس هذا لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يثبت أيضا عمن بعده فاعتماد هذا السبب لهذا الحديث غير صحيح .
أما الحديث فيقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنما الأعمال ..) وهذه الجملة جملة حصر فحصر النبي صلى الله عليه وسلم الأعمال بالنيات .هذه الجملة : إنما الأعمال معتبرة بالنيات فهذا هو تقدير المحذوف فإذا فقدت النية فلا اعتبار للعمل ، فالاعتبار إنما يكون بالنية والنية :القصد والقصد محله القلب يعني ( إنما الأعمال تكون بالقلوب يعني يقصدها الإنسان في قلبه )
قال : ( وإنما لكل امرئ ما نوى ) هذا حصر أخر لكل امرئ مكلف ما نوى فمن نوى الخير له الخير ومن نوى الشر له الشر أو نقول عليه الشر .
(وإنما لكل امرئ ما نوى ) فما نويته أنت هل يأخذه زيد ؟ لا يأخذه سواء من خير أو شر إنما لك الذي نويت وفي ذلك التحذير على أن ينوي الإنسان أمرا خلاف ما أراده الله أو أراده رسوله لأنه يقال : إنما لم ما نويت فانظر ماذا تنوي هذا معنى قوله ( وإنما لكل امرئ ما نوى ) بعد ذلك يجب أن تعرف أن هذه النية التي هي لك أو عليك لا بد للانتباه فيها لأمرين:
الأمر الأول / نية العمل بمعنى أنك تنوي أن هذه فريضة أو هذه نافلة هذا نسميه نية العمل ، نية العمل نستفيد منها التمييز بين الأعمال ، توضيح ذلك هذا رجل قام وصلى ركعتين يحتمل أنها تحية المسجد أو نذرا أو الفجر أو راتبة إلى غير ذلك من الاحتمالات هو الآن بحاجة إلى نية العمل إلى أن ينوي ما هاتان الركعتان هل هي تحية المسجد هل هي نذر؟ هذه نية العمل نستفيد منها التمييز تمييز العمل .
عندنا نية ثانية وهي نية المعمول له هو قام يصلي لله أو للناس أو للعادة هكذا فلا بد من نية المعمول له . ماذا يستفيد من نية المعمول له ؟ يستفيد صحة العمل الذي هو الإخلاص
إذا لا بد في عملك من نيتين الأولى :نية العمل ، والثانية : نية المعمول له
الفقهاء لما يتكلمون عن النية ماذا يتكلمون عن نيتين ؟ كلامهم يكون عن نية العمل التي يحصل بها التمييز بين فريضة أو نافلة بين كذا وكذا أما أرباب السلوك والمتكلمون في التوحيد فإنهم يتكلمون عن النية الثانية التي هي نية المعمول له إذا هذه أقسام النية على ما فهم من كلام العلماء حول هذا الحديث .
لما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إنما الأعمال بالنيات ) مثل لهذا أمثلة لتوضيح الأحكام التي سبقت قال : (فمن كانت هجرته لله ورسوله) فمن هاجر إلى الله ورسوله وخرج من بلد الشرك إلى بلد الإسلام لله ولرسوله فهجرته كيف تكون ؟ تكون لله ورسوله يعني هجرته لهذا الغرض والقصد العظيم أنها لله ولرسوله
( ومن كانت هجرته لدنيا ) فهجرته إلى ما هاجر إليه لا نتدخل فيه هجرته لهذه الأغراض الدانية ، فهذا خرج من بلد الشرك إلى بلد الإسلام لأنه يتاجر وقيل له إن التجارة في بلد الإسلام أكبر والتجار يشترون بأغلى فهذا هاجر لأي شيء ؟ لأجل الدنيا، إنسان أخر هاجر لأنه ذكرت له امرأة عند المسلمين فأحب أن يتزوجها فهذا والذي قبله النبي صلى الله عليه وسلم حط من شأنه وقلل من همته فقال هجرته إلى ما هاجر إليه هكذا اختصر الكلام صلى الله عليه وسلم لأن غرضه قليل ورغبته ضعيفة ، أما الأول ماذا قيل فيه قيل فيه هجرته إلى الله ورسوله فأعيدت النية بألفاظها احتفاء بها وتكريما لصاحبها بخلاف الثاني فقد اختصر الكلام في حقه .
إذاً هذا مثال مثله النبي صلى الله عليه وسلم للنية ، وإذا كان هذا مثال فإننا نأتي بأشياء أخرى فنقول من كانت صلاته لله ورسوله فصلاته لله ورسوله ، من كان طلبه للعلم لله ورسوله فطلبه للعلم لله ورسوله ، من كان طلبه للعلم ليماري به السفهاء ويجاري به العلماء فطلبه للعلم إلى ما طلبه إليه لأن غرضه قاصر .
إذا هذا الحديث تبين لك الآن أنه حديث عظيم ويجب على الإنسان أن يرغب نيته حتى يكون عمله خالصا لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم
إذا تبين لك السبب بعد هذا أن العلماء رحمهم الله احتفوا بهذا الحديث وقالوا إنه نصف الدين أو ثلث الدين أو أكثر أو أقل لأنه يدور على هذه المسألة المهمة التي هي النية ، ثم لا يخفاك أن أمر النية أمر صعب يحتاج إلى مجاهدة الإنسان إذا أخطأ في صلاته مثلا فصار لا يسجد على الأعضاء السبعة فإن ينبه على هذا ثم ينتبه لنفسه المرتين والثلاث ثم يتعود السجود على الأعضاء السبعة هذا هين وسهل لكن إنسان تعود أنه لا يصلي إلا بحضرة الناس حتى يثنوا على عبادته فهذا يحتاج إلى مجاهدة طويلة مع نفسه وإلى تخويف من الله وتمام مراقبته قد تستمر معه عمره كله وهو يجاهد مع نفسه ثم ربما يصلحها لأسبوع ثم تفسد نيته فيحتاج إلى معالجة ثانية وهكذا فالقلب من أشد الأمور التي تحتاج إلى ملاحظة لأنه يتقلب ولا يمكن لإنسان أن يقول بلغت الآن مبلغا يعني مرضيا في الإخلاص فلان من الناس أخلص في عمله لله واستراح من المجاهدة هل يمكن هذا ؟ أبدا لا يمكن ما دامت روحه في جسده فلا بد أن تجاهد ولا بد أن تستمر على ذلك فالمسألة كما تلاحظ طويلة وشاقة ، ولكن من صدق مع الله تعالى في إصلاح نفسه فإن الله تعالى وعده بالتأييد والإعانة ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ) فجاهد نفسك والله يهديك الصراط المستقيم .
نعود فنشير إلى أمور يحتاجها طالب الحديث :
يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( إنما الأعمال بالنيات ) فهذا الحديث يدل على أنه لا بد لكل عمل من نية ، السؤال هنا هل هذا في كل عمل وأن الإنسان لو عمل أعمالا بلا نية نقول أعدها ؟ هذا نوضحه بمثال وبمثالين ثم نذكر ضابطا ذكره العلماء في هذه المسألة
هذا إنسان أصاب طرف ثوبه بول ثم خلعه ليغسله وعلقه في الهواء ثم قد أنزل الله مطر وغسل ثوبه وذهبت النجاسة التي في أسفله هل طهر الثوب ؟ نعم طيب هو ما نوى ومع ذلك نقول طهر ثوبه .
مثال أخر إنسان يطالبك مائة ريال ثم يوم من الأيام اعطيته مائة ريال ليوصلها إلى فلان من الناس فقال أنا اطلبك مائة ريال فقلت خذها إذا بدل الدين ، أنت لما أعطيته المائة ريال هل نويت أن تكون قضاء عن دينك ؟ ما نويت والآن صح أن تكون هذه المائة قضاء عن دينك مع أنك ما نويت .
مثال ثالث امرأة توفي عنها زوجها والمتوفى عنها زوجها عدتها أربعة أشهر وعشرا هذه ما علمت إلا بعد أربعة أشهر وعشرا هل تخرج من العدة أو تدخل في احتسابها ؟ تخرج نعم فلو جاءها رجل وقال زوجك مات منذ أربعة أشهر وعشرا وأنا أخطبك يجوز ؟ نعم ، أين العدة ؟ انقضت ، هل نوت ؟ ما نوت العدة
إذا كيف نخرج الأمثلة الثلاثة من عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم ( إنما الأعمال بالنيات ) هذه الأمثلة لو تأملت فيها لوجدت أن الشارع يريد التخلي فيها والتخلص من الأشياء التي ذكرت في الأمثلة ، فمثلا المثال الأول مقصود الشارع في النجاسة التخلي والإزالة ، وفي الدين التخلي وإبراء الذمة ، وفي العدة كذلك التخلص منها حتى يتبين براءة رحم المرأة واستعدادها لزوج جديد وهذه المقاصد التي أرادها الشارع حصلت من غير نية من المكلف فنقول يصح اعتبارها فهذه الأشياء التي يقصد فيها التخلي والترك نقول صحت وإن لم يسبق نية من الفاعل فالضابط إذا ما قصد منه الترك والتخلي فلا يحتاج إلى نية فتصح وإن لم تكن هناك نية سابقة هذا هو ما يستثنى من قول النبي صلى الله عليه وسلم ( إنما الأعمال بالنيات ..) ا.هـ
عمر الحوت- صديق مميز
- زقم العضويه : 138
عدد المساهمات : 135
نقاظ : 5591
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/05/2010
العمر : 52
- مساهمة رقم 2
رد: انما الاعمال بالنيات(الاربعون النوويه)
محمود عبدالله- مدير عام المنتدى
- زقم العضويه : 1
عدد المساهمات : 7882
نقاظ : 18021
السٌّمعَة : 44
تاريخ التسجيل : 29/12/2009
العمر : 55
الموقع : مصر
- مساهمة رقم 3
رد: انما الاعمال بالنيات(الاربعون النوويه)
magdyomara- مشرف الاقسام العامه
- زقم العضويه : 128
عدد المساهمات : 3479
نقاظ : 10169
السٌّمعَة : 108
تاريخ التسجيل : 28/04/2010
العمر : 66
- مساهمة رقم 4