الحديث الثانى(الاربعون النوويه)
????- زائر
- مساهمة رقم 1
الحديث الثانى(الاربعون النوويه)
الحديث الثاني
عَنْ عُمَرَ t أَيْضًا قَالَ: " بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ r ذَاتَ يَوْمٍ، إذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعْرِ، لَا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ، وَلَا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ. حَتَّى جَلَسَ إلَى النَّبِيِّ r . فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إلَى رُكْبَتَيْهِ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخْذَيْهِ، وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنْ الْإِسْلَامِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إنْ اسْتَطَعْت إلَيْهِ سَبِيلًا. قَالَ: صَدَقْت . فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ! قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ الْإِيمَانِ. قَالَ: أَنْ تُؤْمِنَ بِاَللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ. قَالَ: صَدَقْت. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ الْإِحْسَانِ. قَالَ: أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّك تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاك. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ السَّاعَةِ. قَالَ: مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنْ السَّائِلِ. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَاتِهَا؟ قَالَ: أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ. ثُمَّ انْطَلَقَ، فَلَبِثْنَا مَلِيًّا، ثُمَّ قَالَ: يَا عُمَرُ أَتَدْرِي مَنْ السَّائِلُ؟. قَلَتْ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ [رقم:8] .
عَنْ عُمَرَ t أَيْضًا قَالَ: " بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ r ذَاتَ يَوْمٍ، إذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعْرِ، لَا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ، وَلَا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ. حَتَّى جَلَسَ إلَى النَّبِيِّ r . فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إلَى رُكْبَتَيْهِ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخْذَيْهِ، وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنْ الْإِسْلَامِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إنْ اسْتَطَعْت إلَيْهِ سَبِيلًا. قَالَ: صَدَقْت . فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ! قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ الْإِيمَانِ. قَالَ: أَنْ تُؤْمِنَ بِاَللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ. قَالَ: صَدَقْت. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ الْإِحْسَانِ. قَالَ: أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّك تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاك. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ السَّاعَةِ. قَالَ: مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنْ السَّائِلِ. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَاتِهَا؟ قَالَ: أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ. ثُمَّ انْطَلَقَ، فَلَبِثْنَا مَلِيًّا، ثُمَّ قَالَ: يَا عُمَرُ أَتَدْرِي مَنْ السَّائِلُ؟. قَلَتْ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ [رقم:8] .
هذا الحديث حديث مشهور رواه عمر بن الخطاب تحدث أنهم كانوا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وهذه عادة الصحابة أنهم يتحلقون حول نبيهم ليستفيدوا من هديه وليأخذوا من سنته وغالب هذه والله أعلم أنها تكون في المسجد .
قال إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد) هذه أربع صفات وصف بها هذا الرجل الذي طلع عليهم ، صفتان تعود إلى ذاته وصفتان تعود إلى حاله وقرينتها ، أما الصفتان اللتان تعودان إلى ذاته فشديد بياض فشديد بياض الثياب فثيابه بيضا وبياضها ليس بياضا عاديا بل بياض شديد وأما شعره فشديد السواد ولذلك ذكر هاتين الحالتين لأنها حالان غريبان أن تجتمع هتان الصفتان ، أما الصفتان اللتان تعودان إلى حاله وقرينتها قال : ( لايرى عليه أثر السفر ) لأن المسافر تدرك حاله إما بتعب أو اتساخ ثياب أو أشياء يحملها المهم أنه نفى أن يكون عليه أثر السفر، وقال : ( لا يعرفه منا أحد ) فالحاضرون لا يعرفون هذا الرجل وقد تقول كيف جزم عمر أنه لا يعرفه أحد هل سأل الحاضرين ؟ ما سألهم يقينا ولكن ولكن كيف جزم رضي الله عنه ؟ نقول الجزم هذا باعتبار غالب الظن وقرينة وجوه الحاضرين قال لا يعرفه منا أحد اعتمادا على أمرين : الأول غالب الظن ، والثاني القرينة التي قرأها في وجوه الحاضرين .
قال : ( حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ) يعني جلس جلوس مقابلة حتى أسند ركبتيه إلى ركبتي النبي صلى الله عليه وسلم إذا هي مقابلة قريبة ومواجهة مباشرة .
قال : ( ووضع كفيه على فخذيه ) وضع هذا الرجل كفيه على فخذيه فهل المعنى أنه وضعها على فخذي نفسه أم على فخذي النبي صلى الله عليه وسلم ؟ نقول على فخذي نفسه وإن كان هناك احتمال أن يضعها على فخذي النبي صلى الله عليه وسلم ولكن هذا غير مقبول وهو خلاف الأدب ووضع الكفين على الفخذين فيه إشارة إلى تلهف الكلام الذي سوف يسمعه من النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : ( يا محمد أخبرني عن الإسلام ) فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ..) بدأ النبي يبين له الإسلام الذي سأل عنه وهو الشهادة أنه لا معبود بحق إلا الله عز وجل هذا جزء من الإسلام أو جزء من هذه الشهادة .قال ( وأن محمدا رسول الله ) وأن محمد مرسل من قبل الله عز وجل فهاتان هما الشهادتان شهادة بوحدانية الله عز وجل واستحقاقه للعبادة وشهادة بأن محمدا مرسل من عند الله ، وفي قوله ( أن تشهد ) دليل واضح على أنه لا بد من الشهادة في كلمة التوحيد فالشهادة تكون باللسان فلو أن إنسان اعتقد أنه لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ولكن لم يشهد بهذا فنقول لا يصح منك الأمر لا بد أن تشهد وأن تتكلم بهاتين الشهادتين إلا المعذور فإنه يكتفي بما يستطيع من الأمر فالذي لا يستطيع أن يتكلم أو يستطيع أن يتكلم ولكنه منع منها وقهر دونها فإنه يكتفي بما يستطيعه أما مع القدرة فلا بد أن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله .
قال النبي صلى الله عليه وسلم ( وتقيم الصلاة ) ويقرأ بالنصب لأنها معطوفة على منصوب والصلاة هنا المراد بها الصلاة المكتوبة فإقامة الصلاة من الإسلام .
قال( وتؤتي الزكاة ) كذلك الزكاة هنا هي الزكاة المفروضة فهي من الإسلام .
قال ( وتصوم رمضان ) رمضان شهر كامل بين شعبان وشوال
قال ( وتحج البيت ) تقصد الكعبة لأداء هذا النسك العظيم بشروطه وواجباته وتكميله بسننه فحج البيت داخل في الإسلام ولكنه قال ( إن استعطت إليه سبيلا ) فقيد الحج بالاستطاعة وقد تقول الصلاة كذلك فنقول لا شك الاستطاعة شرط في كل عبادة ولكن الغالب عدم القدرة على الحج والمستطيعون قلة ولذلك قيده النبي صلى الله عليه وسلم فلأجل كثرة المشقة قيدها بالاستطاعة ، فهذه هي أركان الإسلام التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم لهذا السائل فعدد عليه خمسة أشياء : الشهادتين ، الصلاة ، الزكاة ، الصوم ، الحج وهذه هي الأركان التي دل عليها هذا الحديث ودل عليها أيضا حديث ابن عمر الذي سيأتي بعد هذا الحديث وأنت إذا تأملت هذه الخمسة المذكورة لوجدتها أعمالا ظاهرة وبالتالي أخذ العلماء من هذا أن الإسلام هو الاستسلام والانقياد في الظاهر أما الاستسلام والانقياد في الباطن فسوف يأتينا أنه إيمان.
قال ( وتحج البيت ) تقصد الكعبة لأداء هذا النسك العظيم بشروطه وواجباته وتكميله بسننه فحج البيت داخل في الإسلام ولكنه قال ( إن استعطت إليه سبيلا ) فقيد الحج بالاستطاعة وقد تقول الصلاة كذلك فنقول لا شك الاستطاعة شرط في كل عبادة ولكن الغالب عدم القدرة على الحج والمستطيعون قلة ولذلك قيده النبي صلى الله عليه وسلم فلأجل كثرة المشقة قيدها بالاستطاعة ، فهذه هي أركان الإسلام التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم لهذا السائل فعدد عليه خمسة أشياء : الشهادتين ، الصلاة ، الزكاة ، الصوم ، الحج وهذه هي الأركان التي دل عليها هذا الحديث ودل عليها أيضا حديث ابن عمر الذي سيأتي بعد هذا الحديث وأنت إذا تأملت هذه الخمسة المذكورة لوجدتها أعمالا ظاهرة وبالتالي أخذ العلماء من هذا أن الإسلام هو الاستسلام والانقياد في الظاهر أما الاستسلام والانقياد في الباطن فسوف يأتينا أنه إيمان.
إذا هذا هو الإسلام هو الاستسلام والانقياد في الظاهر وما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم من الأمور المهمة وهي الأركان فهل لنا أن نزيد عليها من الأعمال الظاهرة ؟ نقول نعم لنا أن نزيد عليها ولكن لا تساوي هذه في الأهمية لأن هذه أركان كما وصفها النبي صلى الله عليه وسلم فمثلا بر الوالدين ، قراءة القرآن لا شك أنها من الإسلام ولكن لا تساوي الأركان .
لما أجابه النبي صلى الله عليه وسلم عن السؤال الأول قال: صدقت . من القائل ؟ الرجل
قال ( فعجبنا له يسأله ويصدقه ) عجب الصحابة كيف تسأل وتصدق لأن المفترض أن الذي يسأل لا يعلم .
قال ( فعجبنا له يسأله ويصدقه ) عجب الصحابة كيف تسأل وتصدق لأن المفترض أن الذي يسأل لا يعلم .
قال (فأخبرني عن الإيمان ) هذا السؤال الثاني
قال النبي صلى الله عليه وسلم ( أن تؤمن بالله ..) فعدد عليه أركان الإيمان : (أن تؤمن بالله ) كيف الإيمان بالله ؟ يشمل عدة أشياء ( إيمان بوجوده وإيمان بربوبيته وإيمان بألوهيته وإيمان بأسمائه وصفاته ) فهذا معنى الإيمان بالله ، قال ( وملائكته ) تؤمن بالملائكة وهم عالم غيبي خلقهم الله من نور وأوكل إليهم مهام كثيرة وأشرفهم جبريل عليه السلام الموكل بالوحي وبتبليغ الرسالات إلى أنبياء الله وبقيتهم يبحث عنهم في كتب العقيدة والكتب التي اختصت بجع أسمائهم وأخبارهم .
قال النبي صلى الله عليه وسلم ( أن تؤمن بالله ..) فعدد عليه أركان الإيمان : (أن تؤمن بالله ) كيف الإيمان بالله ؟ يشمل عدة أشياء ( إيمان بوجوده وإيمان بربوبيته وإيمان بألوهيته وإيمان بأسمائه وصفاته ) فهذا معنى الإيمان بالله ، قال ( وملائكته ) تؤمن بالملائكة وهم عالم غيبي خلقهم الله من نور وأوكل إليهم مهام كثيرة وأشرفهم جبريل عليه السلام الموكل بالوحي وبتبليغ الرسالات إلى أنبياء الله وبقيتهم يبحث عنهم في كتب العقيدة والكتب التي اختصت بجع أسمائهم وأخبارهم .
قال ( وكتبه ) يعني الكتب المنزلة من عند الله وأشرفها هو القرآن ، قال ( ورسله ) أن تؤمن بالرسل الذين تولوا تبليغ رسالات الله إلى الناس وأشرفهم وخاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم ، قال ( واليوم الآخر ) تؤمن باليوم الآخر وسمي بذلك لأنه يوم أخير ليس بعده يوم ويدخل فيه كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية كل ما أخبر الله وما أخبر رسوله مما يكون على الإنسان بعد الموت فهو داخل في اليوم الآخر
قال ( وتؤمن بالقدر خيره وشره ) تأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم ( وتؤمن ) أعاد الفعل وأبدى بعض الشراح نكتة في هذا ليست بعيدة عن الصواب حيث قال إن هذا فيه إشارة من النبي صلى الله عليه وسلم إلى الاختلاف بالقدر والتنازع فيه ولذلك أول بدعة نشأت هي بدعة القدرية فكأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول انتبه بعد كل هذا لا بد أن تؤمن بالقدر فما هو الإيمان بالقدر ؟ يعني الإيمان بتقدير الله وما قدره في هذا الكون فيما يتعلق بأمور خلقه أجمعين . وقوله ( خيره وشره ) أفاد هنا إلى أن القدر فيه الخير الذي يسعد به الناس ويوافق مرادهم وفيه الشر الذي لا يريده الناس ولا يوافق مرادهم وهذا هو الواقع فهل كل ما في الدنيا نريده ؟ أبدا ما أكثر الأشياء التي نكرهها ولكن انتبه مع أن النبي صلى الله عليه وسلم يقسّم القدر إلى خير وشر إلا أنه قال ( والشر ليس إليك ) يخاطب الله تعالى فالشر لا ينسب إلى الله عز وجل ،مثال إنسان انكسرت رجله هل هذا بقدر الله ؟ نعم ولكن الشر ينسب لمن ؟ لهذا الرجل الذي انكسرت رجله . انتهت بهذا أركان الإيمان
قال ( فأخبرني عن الإحسان. قال: أن تعبد الله ..) أن تعبد الله وتصلي وتزكي وتصوم كأنك تراه ومعلوم أنه إذا عبد الإنسان ربه كأنه يراه أن عبادته سوف تكون متقنة وسوف يقيمها بشروطها وأركانها وسننها فهذا هو المطلوب من العبد .
( فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) يعني إن لم تستطيع أن تعبد الله عبادة من يعبد الله كأنه يراه فعلى الأقل أن تعبد الله عبادة الذي يراه الله تعالى وإذا كان كذلك فسوف يتقن العبادة ، ولكن أيهم أشد اتقانا ؟ الأول .
قال ( وتؤمن بالقدر خيره وشره ) تأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم ( وتؤمن ) أعاد الفعل وأبدى بعض الشراح نكتة في هذا ليست بعيدة عن الصواب حيث قال إن هذا فيه إشارة من النبي صلى الله عليه وسلم إلى الاختلاف بالقدر والتنازع فيه ولذلك أول بدعة نشأت هي بدعة القدرية فكأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول انتبه بعد كل هذا لا بد أن تؤمن بالقدر فما هو الإيمان بالقدر ؟ يعني الإيمان بتقدير الله وما قدره في هذا الكون فيما يتعلق بأمور خلقه أجمعين . وقوله ( خيره وشره ) أفاد هنا إلى أن القدر فيه الخير الذي يسعد به الناس ويوافق مرادهم وفيه الشر الذي لا يريده الناس ولا يوافق مرادهم وهذا هو الواقع فهل كل ما في الدنيا نريده ؟ أبدا ما أكثر الأشياء التي نكرهها ولكن انتبه مع أن النبي صلى الله عليه وسلم يقسّم القدر إلى خير وشر إلا أنه قال ( والشر ليس إليك ) يخاطب الله تعالى فالشر لا ينسب إلى الله عز وجل ،مثال إنسان انكسرت رجله هل هذا بقدر الله ؟ نعم ولكن الشر ينسب لمن ؟ لهذا الرجل الذي انكسرت رجله . انتهت بهذا أركان الإيمان
قال ( فأخبرني عن الإحسان. قال: أن تعبد الله ..) أن تعبد الله وتصلي وتزكي وتصوم كأنك تراه ومعلوم أنه إذا عبد الإنسان ربه كأنه يراه أن عبادته سوف تكون متقنة وسوف يقيمها بشروطها وأركانها وسننها فهذا هو المطلوب من العبد .
( فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) يعني إن لم تستطيع أن تعبد الله عبادة من يعبد الله كأنه يراه فعلى الأقل أن تعبد الله عبادة الذي يراه الله تعالى وإذا كان كذلك فسوف يتقن العبادة ، ولكن أيهم أشد اتقانا ؟ الأول .
إذا هذا هو الإحسان وهذا تعريف النبي صلى الله عليه وسلم له ، وقد أثنى الله على المحسنين والنصوص في هذا كثيرة ولو لم يكن منها إلا قوله عز وجل ( إن رحمت الله قريب من المحسنين ) لكان كافيا على الحس على الإحسان .
بعد ذلك السؤال الأخير قال ( فأخبرني عن الساعة ) يسأل عن الساعة وهي نهاية الدنيا والنقطة الفاصلة بين الدنيا والآخرة . قال ( ما المسئول عنها بأعلم من السائل ) يعني أنا ليس عندي علم وليس عندك علم لأن الساعة من علم الغيب الذي اختص به الله .
قال ( فأخبرني عن أماراتها ) فذكر النبي صلى الله عليه وسلم أمارتين ( أن تلد الأمة ربتها.......) الأمة : الجارية المملوكة ، وربها : سيدها ، وذكر العلماء أنه في أخر الزمان تكثر الإماء فيطأ السيد أمته فتلد منه والولد يتبع أباه أي يكون حرا وأمه مملوكة فسوف يكون سيدا لها وأي كان فالإشارة هنا إلى كثرة الإماء وهذا يدل على فتح الله على الناس وإقبالهم على الدنيا ، أما العلامة الثانية ( أن ترى الحفاة ..) الحفاة : الذين لا يلبسون النعال لبداوتهم وجفائهم ، العراة : الذين لا يلبسون ما يستر أجسامهم وليس باللازم أن يكونوا عراة متجردين فإن الإنسان إذا لبس لباسا لا يستر فإنه يوصف بأنه عار .
العالة : الفقراء الذين ليس عندهم دنيا ، رعاء الشاء : مهمتهم يرعون الغنم والشياة
( تراهم يتطاولون في البنيان ) أي تركوا شياتهم وأقبلوا على الدنيا يتطاولون فيها فهو من علامات الساعة ، وهل التطاول هنا يعني التطاول في رفعها إلى السماء حتى إن الواحد يبني الأدوار المتعددة أو يتطاول في زخرفتها وتشيديها واقتناء ما يكون غريبا ويضعه فيها ؟ الحديث شامل الاثنين ، على المعنى الأول يكون الرفع حسيا وعلى المعنى الثاني يكون الرفع معنويا لأنها ليست رفيعة هي نازلة ولكنها رفيعة بزخارفها .
إذا هاتان علامتان ذكرهما النبي صلى الله عليه وسلم للسائل .
قال ( ثم انطلق ) انطلق هذا السائل ، قال ( فلبسنا مليا ) يعني انتظرنا قليلا، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم ( يا عمر أتدري من السائل ) قلت : (الله ورسوله أعلم ) فوكل العلم إلى الله ورسوله لأنه لا يعلم ، ثم أخبره النبي صلى الله عليه وسلم فقال ( هذا جبريل ..)
إذا هذه الأسئلة وهذا مصدرها أنها كانت من ملك فالحديث حديث عظيم ، والآن نعود لنشير إلى أبرز الفوائد:
1/ في قوله ( شديد بياض..) جواز وصف الإنسان بما فيه إذا قصد بذلك التعريف وبيان الحال .
2/ في قوله ( لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد ) جواز الحكم بغلبة الظن .
1/ في قوله ( شديد بياض..) جواز وصف الإنسان بما فيه إذا قصد بذلك التعريف وبيان الحال .
2/ في قوله ( لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد ) جواز الحكم بغلبة الظن .
ثم في الحديث بيان أركان الإسلام وعرفت الضابط فيها ، وفيه بيان أركان الإيمان والفرق بين الإسلام والإيمان فالإسلام كما أشرنا في الظاهر والإيمان في الباطن ، وفيه تعريف الإحسان ، وفيه علامتان من علامات الساعة .
وفي قول عمر ( قلت: الله ورسوله أعلم ) فيه فائدة أيضا أشرنا إليها وهي أن الإنسان يكل علم ما لا يعلمه إلى الله وإلى رسوله ، ولكن هل هذا في كل شيء ؟ أما أن تكل العلم إلى الله فهذا في كل شيء وأما في الأمور الشرعية تكل العلم إلى الرسول بعد أن تكل العلم إلى الله فلا بأس به أما في الأمور الكونية فلا فلو سألك إنسان هل تمطر السماء غدا فماذا تقول ؟ تقول الله أعلم . ولو سألك هل يجوز الطلاق بالثلاث وأنت لا تعرف ؟ فتقول الله ورسوله أعلم . هل يشمل هذا الأمور المستجدة ؟ نعم فهي مستجدة لكن لها أصل في الشرع .
وفي قوله ( أتاكم يعلمكم دينكم ) وكل التعليم هنا إلى من ؟ إلى جبريل والواقع من الذي علمهم ؟ النبي صلى الله عليه وسلم لكنه قال ( يعلمكم دينكم ) ودل هذا على فائدة مهمة وهي أن السائل معلم يعني إذا سأل وأجيب واستفاد الحاضرون فإنه قد علمهم لكن علمهم بالمباشرة أو بالتسبب ؟ علمهم بالتسبب .
إذا نأخذ فائدة أخرى قريبة من السابقة وهي أن المتسبب كالمباشر .
وفي قوله ( جبريل ) أن الملائكة تتشكل وتتصور بصور الرجال وهذا ثابت في هذا وفي أحاديث أخرى دلت على تشكلهم بصور بعض الصحابة رضي الله عنهم . ا.هـ
عمر الحوت- صديق مميز
- زقم العضويه : 138
عدد المساهمات : 135
نقاظ : 5588
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/05/2010
العمر : 52
- مساهمة رقم 2